العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 25-07-11, 04:05 AM   رقم المشاركة : 1
صالح عبد الله التميمي
عضو ذهبي






صالح عبد الله التميمي غير متصل

صالح عبد الله التميمي is on a distinguished road


أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة

أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة

سلطان العميري
جامعة أم القرى

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين .......... أما بعد
فقد جاء الإسلام ونشر الوعي في عقول الناس وبصرهم بالطرق التي ترفع عنهم الجهالة والعمى , فحثهم على التدبر واستعمال العقل , والنظر في ملكوت السموات والأرض , ونفرهم من تقليد الآباء بغير حجة , والتسليم لأقوالهم من غير مستند , ونبههم على طرق المجادلة وأساليب الحجاج , وبناء الأقوال والمعتقدات , وطالب المخالفين والمدعين بإقامة الأدلة التي تدل على صحة أقوالهم , وبين المواطن التي يقع من خلالها الغلط في أقوال المخالفين كالاضطراب والتناقض والتفريق بين المتمثلات وعدم الاطراد في القول , وبطلان اللازم , ونحوها .
فلقد جاء الإسلام بمنهجية علمية فائقة , ظاهرة المعالم واضحة المسالك قوية التأثير , فأحدثت هذه المنهجية ثورة في تفكير الأمة وتعقلها , وسار متقدموا الأمة على مقتضاها , فبنوا علومهم ومعارفهم ومعتقداتهم عليها وألفوا كتبهم وهم مستحضرين لمنهجيتها , وسيروا حياتهم وأقاموا هيكل معيشتهم على ما تقتضيه , فلم يعد لما ينافي تلك الأصول المنهجية سلطة ولم يبق لما لا يتماشى معها تأثير , فخبا وهج الخرافة , وضاق مجال الأساطير , وقل ظهور الشعبذة والخيالات , فعاش الناس حياة مستقرة في نفسها , متناسقة في واقعها , حتى غدت مثالا يحتذى به ونبراسا يقتدى به .
وما زالت الأمة كذلك حتى ظهر فيها التصوف ببدعه وتراتيبه المخالفة للدين ولمقتضياته المعرفية , ومازال التصوف يتوغل في جسد الأمة ويتعمق في أرضها , مع تطوره في بعده عن المنهجية المعرفية الإسلامية , حتى أضحى من أوسع الطرق وأكثر السبل التي ولجت منها المظاهر المخالفة للمنهجية المعرفية التي جاءت بها النصوص , فلقد جاء التصوف بطقوس غرست في عقول الأمة الخرافات وصيرت أذهان الناس وعواطفهم أسيرة للخيالات , ورتبت شؤون حياتهم على التوهمات , فشاعت في المجتمعات الإسلامية الروح المخالفة للروح العلمية التي جاء بها الإسلام , وقد صور هذه الحالة كثير من مصلحي هذه الأمة ومفكريها , ومن هؤلاء محمد عبده حيث يقول :" فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فَهمٍ ولا مراعاة شرع , اتخذوا أندادا وصار يُقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق , بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة , وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والتعاون على الخير , ونتيجة ذلك كله أن المسلمين رغبوا عما شرعه الله , إلى توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوا أندادا له , وصاروا كالإباحيين في الغالب , فلا عجب إذ عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف , وحرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر ؛ لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين .... فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه "(
[1]) .
ومن هؤلاء ابن باديس حيث يقول :" لقد سيطرت الطرق الصوفية على الفكر الإسلامي , والمجتمع المغربي في القرن التاسع عشر , سيطرة مذهلة و فبلغ عدد الزوايا في الجزائر 349 , زاوية , وعدد المريدين او الإخوان 295000 , والفقهاء الذين عرفوا بمعارضتهم الصوفية أصبحوا بدورهم طرقيين , فساد الظلام وخيم الجمود , وكثرت البدع , واستسلم الناس للقدر .... وهذه الظاهرة الاجتماعية أدت إلى تعطيل الفكر وشل جميع الطاقات الاجتماعية الأخرى "(
[2]) .
ومن يتأمل في تراتيب الصوفية وطرقها وأورادها وطقوسها يدرك أنها تتحمل القدر الأكبر في نشر الخرافة في الأمة , وشيوع السلبية الفكرية فيها , والذي يدل على هذا أمور كثيرة , لعلها ترجع في مجملها إلى سبعة أمور هي :
الأمر الأول : التعلق بالرؤى والأحلام والمصادر الوهمة في المعرفة كالهواتف والإسراء والمعراج إلى السماء والحكايات والقصص ونحوها في بناء العقائد والتصورات والأحكام , فقد تعلق الصوفية بهذه المصادر في كثير من شؤونهم الدينية والحياتية , فكم من ورد ودعاء بنوا مشروعيته على رؤيا رآها الولي في منامه أو في يقظته , فجعلها عبادة من أعظم العبادات تترتب عليها أعظم الأجور , إلى درجة أن المحافظ عليها يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب!! , وكم حُكِمَ بناءً على تلك الطرق الوهمية من أحكام على المعيننين بالتزكية أو الفلاح أو الخسران ! وكم حُدِدَ بناءً عليها من موضع لقبور الأولياء والصالحين , وحُددت فضائل زيارتها .
فقد اعتمد الصوفية على هذه المصادر وجعلوها مستندا لهم في كثير من أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم , فلا تكاد تقرأ كتابا من كتبهم في التراجم والسير إلا ويستوقفك سيل عارم من تلك القصص التي فيها أن وليا سمع هاتفا يقول له كذا وكذا , فيأخذه الولي ويجعله دينا يدين الله به , أو أن وليا رأى الخضر يمشي في الطريق وأخذ منه وردا يترتب عليه من الأجر كذا وكذا , أو أن صالحا كان يمشي في أرض خالية فسمع صوتا لا يعرف مصدره يأمره بأمر ما , ثم يُرَوج هذا الأمر على أنه من مصدر معصوم .
إن التعلق بمثل هذه الهواتف والرؤى يفتح الباب على مصراعيه لولوج الخرافة والأساطير إلى عقول الناس وقلوبهم ؛ لأنه يدعوهم إلى تصديق أخبار لا يعلمون مصدرها ولا قائلها , فمن كان يصدق بذلك , فكيف تريد منه أن ينكر الخرافة أو يبتعد عنها؟! .
الأمر الثاني : الغلو في الأشخاص , فالغلو في الأشخاص عند الصوفية بلغ مبلغا عظيما لا يضاهيهم فيه إلا الشيعة , فقد بلغ بهم الغلو حتى أضفوا على الولي صفات الباري سبحانه وتعالى , فالولي يرتقي في ولايته حتى يقول للشيء كن فيكون! , فهو يتصرف في الكون ويعلم ما تخفي الصدور , وما يكنه المريد في قلبه من موافقة شيخه أو مخالفته !, والولي يعطي الرزق والولد ويغفر الذنب والزلل , والولي يخالف أوامر الله تعالى ويفعل الأشياء الغريبة ولا يُنكر عليه .
والولي عندهم له اتصال مباشر بالله تعالى وبالرسول r وبالخصر عليه السلام , والولي هو الذي يحفظ المسافر ويرد الغائب , وهو الذي يشفي المريض ويعافي المبتلى , والولي هو الذي ينصر على الأعداء ويحدد موقفنا منهم , فإذا نزل العدو بساحتنا فليس علينا إلا أن نذهب إلى سدنة الولي حتى يشاوروه في حالنا , وفي أحيان كثيرة يخرج السادن إلى الناس ويخبرهم بأن الولي لم يأذن في قتال الغازي ويأمر بتركه وعدم الاعتراض له! .
وكل هذه الأشياء يفعلها الولي بإذن الله تعالى كما يقولون! , وما أدري كيف علم أولئك بأن الله تعالى أذن للولي ؟! , وبأية حجة نسبوا إلى الله تعالى ذلك الإذن ؟! , فهل سأل القائلون بهذا القول أنفسهم عن موقف العقلاء من هذه الدعوى , وهل تنبهوا أن للناس عقولا يحاكمون إليها الدعاوى ويميزون تصحيحها من ضعيفها , وأن عندهم النصوص الشرعية التي تدل على بطلان تلك الدعوى وكذبها .
إن شيوع مثل هذه الأوصاف عن الأولياء في المجتمعات الإسلامية من أكبر الأسباب في انتشار الخرافة والتخبط الفكري والتوهم المعرفي , وذلك أن الناس يتعلقون بأشياء لا حقيقة لها , ويرجعون إلى أناس لم يسمعوا كلامهم ولم يدركوا شيئا مما يُنسب إليهم إلا مجرد أخبار واهية .
الأمر الثالث : التعلق بالخوارق والكرامات , فمن يتأمل في طبقات الصوفية وكتب التراجم التي أُلفت في سير الأولياء والصالحين , ومن يستمع إلى مجالس الذكر عندهم يستوقفه كثرة الكرامات التي لا يكاد ولي من الأولياء إلا وله عدد كبير منها , خوارق غربية كل الغرابة , وبعيدة كل البعد عن العقل , بل وبعضها ظاهر كل الظهور في مخالفة النصوص الشرعية , ومع هذا يذكرونها على أنها كرامة يكرم الله تعالى بها أولياءه , فعلقوا قلوب الناس بالأشياء المخالفة للضرورات والحسيات , وربطوا عواطفهم بما يخرج عن حياتهم الطبيعية القريبة! .
ومن يخالفهم في المنكر منها حكموا عليه بأنه ينكر الكرامات ويقيد قدرة الله تعالى , وغفلوا عن أن المخالفة ليست في أصل الكرامة ولا في الصحيح منها , إنما في تلك الكرامات الغربية التي ينبغي لكل عاقل من الصوفية وغيرهم إنكارها .
وقد غفل الصوفية عن أنهم بفعلهم هذا قد استخفوا بالكرامات وحقروا من شأنها وفتحوا الباب للاستخفاف بها وعدم قبولها من أصلها ؛ لأنهم لم يراعوا فيها لا العقل ولا الشرع ولا الفطرة ولا الأخلاق الفاضلة .
فمن كراماتهم ما يتضمن أن الولي يتقلب في خلقته على أشكال مختلفة , فذكروا عن بعض الأولياء أنه تارة يكون وحشا وتارة يكون فيلا وتارة يكون صبيا صغيرا!! , هكذا يتقلب في خلقته على أنه كرامة له , وذكروا عن بعض الأولياء أن الله أعطاه التصرف في كل من حضر عنده فلا يضحك ولا يبكي ولا يقوم ولا يقعد إلا بإذن الولي , ولما شك بعض الحضور في قدرته على ذلك أمره الولي بالقيام فلم يستطع , فقال له الولي : ألم تعلم أن قلوب الخلق بين أيدينا كالمصابيح من وراء الستارة نشهدها رأي العين !! .
إن مجتمعا تشيع فيه مثل تلك الأخبار المخالفة للعقل والواقع والشرع والفطرة , وتشيع فيه على أنها كرامة لا بد أن يصدق بها , وإلا سيعاقب العقاب الشديد , لهو مجتمع أسير للأوهام وسيتقبل الخرافة بكل سهولة ؛ لأنه ربي على قبول ما يخالف العقل والشرع بحجة أنها كرامة للولي , وهي تطرق سمعه كل حين .
الأمر الرابع : الـتأويل الباطني والرمزي , فقد شاع عند الصوفية التأويل الباطني للنصوص بحجة أن الشريعة منقسمة إلى ظاهر لا يصلح إلا للعوام من الناس , وباطن وحقيقة لا تصلح إلا للخواص منهم , وأضفوا على هذا التقسيم قداسة وأهمية بالغة بحيث غدا من أصول الطريقة عندهم , ومن أركان منهج الاستدلال لديهم , وغدا هذا التقسيم سبيلا لتبرير قبول ما يخالف ظواهره النصوص من الأقوال والأفعال , وما يخالف العقول السليمة أيضا , وأخذ كثير منهم ينص على أن الشريعة منقسمة إلى ظاهر وباطن , وأن من ينكر تلك الأقسام إنما أُتي من جهله بتلك الأسرار العالية التي لا يدركها إلا الخلص من الناس .
فماذا بقي أمام الخرافة من أن تصل إلى عقول الناس بعد أن شُحنت بتلك التوهمات , فقيل لهم إنه يجب عليكم أن تصدقوا بكل ما يصدر من الولي والصالح , ولو كان مخالفا للشرع أو العقل أو الأخلاق ؛ لأن الولي عنده حقيقة لا تعلمونها ولم تبلغوها ! , فماذا بقي عن باب الخرافة أم يفتح على مصراعيه لتسلك إلى قلوب الناس وعقولهم بعد شيوع هذه الأفكار الهدامة وانتشارها .
الأمر الخامس : التعبد بالطلاسم والحروف السرية والسجعات متكلفة التي اشتملت عليها الأذكار والأوراد عند الصوفية , والأسماء الغريبة التي يقولون إنها أسماء للجن, فقد كثر في أوراد الصوفية وأذكارهم التراكيب الغربية التي ليس لها معنى أصلا , والطلاسم المستوحشة التي لا يكاد يستطيع المرء النطق بها , وجعلت دليلا على أهمية الذكر وكثرة ثوابه وكبير تأثيره .
ففي بعض أوراد القادرية : " ياطهلفوش انقطع الرجاء إلا منك ..." , وفي بعضها :"ايتنوخ ياملوخ.... يامهباش" , وفي بعض أوراد الشاذلية :" أحون , قاف , أدم , حم , ها , آمين , كهيعص" , وفي بعضها :" قاف جيم سران مع سرك " , وفي بعض أوراد البدوي :" بدعق , محببة , صورة محببة , سقفاطيس أحون " , وفي بعض الأوراد الختمية نداء للأرواح الروحانية العلوية والسفلية إلى أن يصل فيها إلى أسماء أعجمية غريبة فيذكر شمخاهر وشمهاهير والأغلاغيطال , أهـ ياه هيوه بقطريال , وغيرها , فقلب يُعلق بهذه الخرافات والطلاسم على أنها أذكار فاضلة شرعها الله تعالى لعباده , وأوراد يصل بها المريد إلى ربه كيف يراد منه أن يتنكر للخرافة وللانتهاك الفكرية وهو غارق فيها إلى أخمص قدميه؟!! .
الأمر السادس : التزهيد في طلب العلم الشرعي والتحقير من شأن علماء الشريعة , فالصوفية لما أدركوا أن علومهم ومعارفهم لا تتماشى مع دلالات النصوص ومقتضياتها وقد اشتد إنكار الفقهاء وأتباع المذاهب عليهم في شطحاتهم , أخذ بعضهم يزهد الناس في طلب العلم الشرعي بحجة أنه طريق طويل لا يؤدي إلى الحقيقة , وبحجة أن الولي الكامل يحصل العلم من طرق أكمل , فالولي يأخذ علومه من الله تعالى مباشرة أو من الرسول r أو من الخضر أو من اللوح المحفوظ , وقد بلغ الحال ببعضهم إلى أن جعل من آفات المريد طلب الحديث , وأوصى بعضهم ألا يتعلم الصوفي العلم , وجعل بعضهم طلب العلم من الركون إلى الدنيا , بل جعله من الأمور التي تحجب عن الله تعالى .
ولا شك إن هؤلاء الصوفية المانعون من طلب العلم الشرعي , والذين زهدوا الناس فيه يتحملون أعظم الوزر في تأخر المسلمين وانحطاطهم وتأخرهم في الإنتاج والتقدم , واستيلاء الأعداء عليهم , فقد تقدم ركب الحضارة ونشط الغرب وأبدع في ميادين العلم والاختراع التي جعلت منه ماردا يصول ويجول في العالم الإسلامي , ذلك العالم الذي سيطرت عليه الأوهام والخرافات , واكتفى في بعض البلاد في صد العدو القادم إليه بقراءة صحيح البخاري في المسجد بناءً على نصيحة بعض الأولياء , أو باستشارة الولي الميت في قبره منذ كذا وكذا .
الأمر السابع : شيوع روح الجبر والاستسلام , فقد غلبت الروح الجبرية والسلبية على أكثر الصوفية في العصور المتأخرة , مما أثر ذلك على تفكير الأمة وجعلهم يعتقدون أنهم مسيرون : إما من الله تعالى ,وإما من الولي المقبور في قبره منذ كذا وكذا , ونتج من ذلك اعتقاد أنه لا فائدة من البحث والتنقيب والإبداع ومحاولة التجديد في العلوم والمعارف في شؤون الحياة , بل والأغرب أنه لا فائدة حتى من مقامة الأعداء الغازين ؛ لأن الله شاء ذلك , فالأفضل الاستسلام لهم ؛ لأنه في الحقيقة استسلام لما أراده الله تعالى .
إن هذه الأمور كلها موجودة في التصوف وشائعة بين أهله , وهي مع مخالفتها الظاهرة للنصوص تؤهل الصوفية لأن تكون رائدة في نشر الخرافة في المجتمع المسلم بامتياز , ويجعلها أكبر مسوق للخيالات والتوهمات الزائفة في عقول الأمة .
إن الصوفية باجتماع تلك الأمور فيها أكبر ناشر لجرثومة العقول ومبدد لطرق التفكير السليمة , التي تؤدي إلى انتهاك الفكر واغتيال طرقه , وهذا كله يستوجب على المصلحين ألا يتهاونوا في إصلاح ما أُفسد وحماية ما يمكن أن يَطاله الفساد .
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن من الصوفية من أردك شناعة تلك الخرافات فحاول أن ينشأ اتجاها جديدا في التصوف يُعنى بالأمور العلمية , ويحاول الابتعاد عن تلك الأمور الغربية عن العقل والنقل والفطرة , فأخذ يؤلف في التصوف وتراتيبه , ولا يذكر شيئا مما يستغرب أو ينكر , ولكنه لم تكن عنده الشجاعة في النقد والصراحة في التبرؤ من كل تلك الأمور , وأكثر الأساليب التي يطرقها ذلك الاتجاه هو الاقتصار على عدم ذكر الأمور الخرافية في التصوف , ولم يكن من منهجهم ضرورة التصريح بإنكار المنكر التي اشتمل عليه التصوف وبيان أدلة بطلانه , ولا الحكم عليه بما يوجب رده كما فعل ما يسمون بتيار التصحيح في الفكر الشيعي , فإن هذا التيار ظهر فيه رجال كانت عندهم الشجاعة الكافية فصرحوا ببطلان قدر من عقائد الشيعة الكبار وبينوا أدلة بطلانها وأعلنوا براءتهم منها , وألفوا الكتب النقدية لأصول التشيع , ولكن الصوفية لم يوجد هذا التيار فيهم حتى الآن مع حاجتهم لذلك , فقد امتلئ مذهبهم بالخرافات وتشبع الخيالات وطفح بالتوهمات .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



([1]) تفسير المنار , لرشيد رضا (2/61) .

([2]) أعمال ابن باديس , بواسطة : التصوف منشؤه ومصطلحاته , للسحمراني (166) .






التوقيع :
حملة القضاء على الرافضة والليبرالية
من مواضيعي في المنتدى
»» حاكم مسلم يطبق فتوى العالم في قتل رافضي
»» حركة التغريب في السعودية .. تغريب المرأة أنموذجاً
»» الأمير نايف بن عبد العزيز يرد على العلماني المنافق أحمد اليوسف
»» شيخ الرافضة النعماني يحرف آية في سورة الليل
»» الرافضة الاثنا عشرية تكفر أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "