العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-16, 05:33 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


لماذا يبتلينا الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا يبتلينا الله تعالى
البلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه،فهناك من يُبتلى بنقمة،أو مرض ،أو ضيق في الرزق،أو حتى بنعمة،
فقد قضى الله عز وجل،على كل إنسان نصيبه من البلاء،
قال تعالى(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا،إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)لإنسان،
فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه،فيهون عليه الأمر، ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه،
هوِّن على نفسك،فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة،
كان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء،قال،سحابة صيف ثم تنقشع،
فكيف تصير من عباد الله الصابرين،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر)متفق عليه،
لماذا يبتليك الله تعالى،البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور،فقد نُبتلي بذنوبنا ومعاصينا،كي يُكفِّرها الله عزَّ وجل،عنا،ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك المزيد من الابتلاءات في الدنيا،
عن النبي عليه الصلاة والسلام،قال(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه)متفق عليه،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
البلاء دليل حب الله للعبد،والمُحِب لا يتضجر من فعل حبيبه أبدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع)رواه أحمد،وصححه الألباني،
البلاء يُبلغك المنازل العلا،برفقة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فالعبد تكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره، حتى يبلغه إياها،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها)رواه أبو يعلى وابن حبان،وصححه الألباني،
كان شُريح يقول،إني لأصاب بالمصيبة،فأحمد الله عليها أربع مرات،
أحمد الله إذ لم يكن أعظم منها،
وأحمد الله إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد الله إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب،
وأحمد إذ لم يجعلها في ديني،
وهكذا يكون حال المؤمن ما بين الابتلاءات،ونزول الرحمات حتي يُلاقي الله عزَّ وجلَّ،أما الكافر فإذا أخذه لم يفلته،
وكم في البلية من نعمةٍ خفية،
وليس معنى هذا أن تتمنى البلاء،ولكن عليك أن تسأل الله العفو والعافية،
تذكَّر أحوال الأشد منك بلاءً،فمن يرى بلاء غيره،يهون عليه بلائه،
وتذكَّر لطف الله تعالى عليك،مات ابن لعروة بن الزبير وكان قد بُترت ساقه، فقال رضي الله عنه(اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت،أخذت عضواً وأبقيت أعضاء،وأخذت ابناً وأبقيت أبناء)
وتلقى البلاء بالرضا بقضاء الله وقدره،وهذا من أعظم ما يُعين العبد على المصيبة،
قال تعالى(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)الحديد،
فالبلاء من قدر الله المحتوم،وقدر الله لا يأتي إلا بخير،
قال ابن مسعود(لأن أعض على جمرة،أو أن أقبض عليها حتى تبرد فى يدى،أحب إلى من أن أقول لشيءٍ قضاه الله،ليته لم يكن)
عن العباس بن عبد المطلب قال،قال رسول الله(ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً،وبالإسلام ديناً،وبمحمد رسولاً)رواه مسلم،


فالرضا بقضاء الله يورث حلاوة الإيمان التي تهوِّن من أثر الشوك تحت الأقدام،
الجزع وعدم الرضا لا ينفعا،كان يحيي بن معاذ يقول(يا ابن آدم، ما لك تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت،وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت)
معرفة طبيعة الدنيا وأنها دار عناء،فالدنيا بمثابة القنطرة التي تعبر بها إلى الدار الآخرة، فلا تحزن على ما فاتك فيها،
قال ابن الجوزي،لولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تعتوِر فيها الأمراض والأكدار،ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار،ولو خُلِقت الدنيا للذة لم يكن حظّ للمؤمن منها)
معرفة ثواب الصبر العظيم،وحينها يهون عليك كل بلاء، قال تعالى(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
ثق بحدوث الفرج من الله سبحانه وتعالى،قال تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)الشرح,
واستعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة،واسأله أن يُلهمك الصبر والرضا بقضائه،كي يهون عليك البلاء،
فلابد من التوكل والاستعانة، كي تنال الصبر،قال الله تعالى(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)النحل،إنما الصبر عند الصدمة الأولى،
ترك التشكي،فينبغي أن تحفظ لسانك عن الشكوى لأي أحد،سوى الله عزَّ وجل،بُث شكواك إلى مولاك،كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام عندما قال(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)يوسف،
تشكو الخالق للمخلوق،رأى بعضهم رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة، فقال،يا هذا،تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمكن
ثم أنشد،وإِذا أَتَتْكَ مصيبة فاصبر لها ... صبر الكريم فإِنه بك أَرحم
وإِذا شكوت إِلى ابن آدم إِنما ... تشكو الرحيم إِلى الذى لا يرحم
فوِّض أمرك إلى الله وخذ بالأسباب، ولا تستعجل فكل يأتي بقدر،
فقد تعرض النبي لمحن وابتلاءات أشد منه،وكان خير الصابرين والشاكرين والحامدين،فتأمل في صبره وصبر الصالحين من قبله وبعده،
للابتلاء حكم عظيمة منها،
كفارة للذنوب،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده،وماله،حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
حصول الأجر ورفعة الدرجات،روى مسلم،عن عائشةَ رضي الله عنها قَالت،قَال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم(ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقَها إلا رفعه اللَّه بها درجة،أو حط عنه بها خطيئة)
البلاء درسٌ من دروس الإيمان والتوكل،يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف،لا حول لك ولا قوة إلا بربك،فتتوكل عليه حق التوكل،وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والخيلاء،والعجب والغرور والغفلة،وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه،وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز،
قال ابن القيم،فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا،والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً إبتلاه،
ونقاه وصفاه ليخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله،
وينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب،ومن آفات النفوس،
ومن حكم هذه الابتلاءات والشدائد،أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة،
ويذكرك بذنوبك لتتوب منها،فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة،فإنَّ الله تعالى يقول(وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ)السجدة،
والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها،وما يصيب الإنسان من سوء وشر،
وإذا استمرت الحياة هانئة،فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله،فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه،
الشوق إلى الجنة،لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا, فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا،


فيا أيها الصحيح المعافى،هذه الصحة والعافية سوف تسأل عنها يوم القيامة،قال الحبيب صلى الله عليه وسلم(عن بن عباس رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اغتنم خمساً قبل خمس،شبابك قبل هرمك،وصحتك قبل سقمك،وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك،وحياتك قبل موتك)أخرجه الحاكم،وقال،هذا حديث صحيح على شرط الشيخين،وصححه الألباني،
فاجعل هذه الصحة والعافية عوناً لك على طاعة الله،
إذا أردت أن تعرف قدر الصحة والعافية،فأكثر من زيارة المرضى في المنازل والمستشفيات،
هذا هو الشكر الحقيقي لله على نعمة الجوارح مع استخدامها في طاعة الله،ويوفقك لاستخدامها فيما يرضيه،
تذكر أن أعمارنا في هذه الدنيا قصيرة كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه فقال(أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين)أخرجه الترمذي،وصححه الألباني،
ولا خير في طول العمر إلا إذا كان على طاعة الله،
تذكر أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان،ولهذا فهي مليئة بالمصائب والأكدار والأحزان والأمراض والحوادث( لَقد خَلَقنا الإنسَان في كَبَد)
جعلنا الله وإياكم من عباده الموحدين الصابرين الطائعين المتقين،
الراضين بقضائه وقدره،والمتوكلين عليه حق التوكل،ورزقنا الله وإياكم الثبات،واسعدنا واياكم فى الدارين،
اللهم آمين.







 
قديم 08-08-16, 03:15 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 08-08-16, 04:05 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

الله يعطيك العافيه وبارك الله فيك وفي حسناتك اخوي محمد السباعى
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "