بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم:ـ وبعد
تعريف حجاب المرأة شرعًا
الحجاب: مصدر يدور معناه لغة على: السَّتر والحيلولة والمنع.
وحجاب المرأة شرعًا: هو ستر المرأة جميع بدنها وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، ويكون استتارها باللباس وبالبيوت. أما ستر البدن: فيشمل جَميعه، ومنه الوجه والكفان، وأما ستر زينتها : فهو ستر ما تتزين به المرأة، خارجًا عن أصل خلقتها، وهذا معنى الزينة في قول الله تعالى: (ولا يبدين زينتهن) الآية.
إن من أهم وأعظم مظاهر العفاف للأخت المسلمة هو الحجاب فهو ليس فقط من العادات والتقاليد، وإنما هو عبادة يتقرب فيها إلى الله لأنه يعني العفاف وذكر في مواضع كثيرة كما قال الله تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، الشاهدة هنا (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) وهذا دليل على الحجاب الكامل المفروض على المؤمنات المسلمات العفيفات، والحكمة فيه عدم كشف الوجه والستر، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه؛ لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك، وبالتالي إلى الوصول والاتصال. وفي الحديث: «العينان تزنيان وزناهما النظر». إلى أن قال: «والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأموراً به؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
الحجاب عبادة وليس عادة
إن دعاة الضلالة وأهل الفساد يحاولون دائما تشويه الحجاب، ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة، وأنه كبت لها وتقييد لحريتها، ويشجعونها على التبرج والسفور وعدم التقيد بالحجاب، بدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر، وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد تعتقده بعض الساذجات، وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها، فاحذري أختي المسلمة أن تنخدعي بمثل هذا الكلام، وكوني معتزة بدينك متمسكة بحجابك، وتأكدي أن الحجاب أسمى من ذلك بكثير، وأنه أولا وقبل كل شيء عبادة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وليس مجرد عادة يحق للمرأة تركها متى شاءت، وأنه عفة وطهارة وحياء.
في وقتنا الحاضر نرى كثير من التهاون والتسيب بأمور المتعلقة بالحجاب، حيث نرى كثيراً من النساء والفتيات لا يتقيدون بالحجاب الصحيح من ناحية نوع الملبس أو الحجاب أو العباءة، لعل من المستقبل الذي نعيشه في وقتنا الحاضر من التفنن في صناعة الملابس التي أخذت تصاميمها من الغرب والتقليد لهم الذي أظهر كثير من الأنواع التي لا تستر سائر الجسد أو تظهر القليل منه أو شكلها يبرز شكل الجسم من الضيق والشفاف والذي يرسم الجسم.
شروط الحجاب الشرعي هي:
1 ـ أن يكون ساترا لجميع العورة
2-ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار.
3-أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم ، لأن الغرض من الحجاب الستر
4-أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم
5-ألا يكون الثوب معطرا ،لأن فيه إثارة للرجال، فتعطر المرأة يجعلها في حكم الزانية
6 ـ ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، أو مما يلبسه الرجال
7 ـ ألا تشبه زي الراهبات من أهل الكتاب، أو زي الكافرات.
8 ـ ألا يكون ثوب شهرة.
أختي المسلمة، إن الله تعالى عندما أمرك بالحجاب إنما أراد لك أن تكونٍ طاهرة نقية بحفظ بدنك وجميع جوارحك من أن يؤذيك أحد بأعمال دنيئة أو أقوال مهينة، وأراد لك به أيضا العلو والرفعة . فالحجاب تشريف وتكريم لك وليس تضييقا عليك، وهو حلة جمال وصفة كمال لك، وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك، وهو تمييز لك عن الساقطات المتهتكات
فإياك إياك أن تتساهلي به أو تتنكري له، فإنه - والله - ما تساهلت امرأة بحجابها أو تنكرت له إلا تعرضت لسخط الله وعقابه، وما حافظت امرأة على حجابها إلا ازدادت رضا وقربا من الله، واحتراما وتقديرا من الله.