بسمه تعالى
السلام عليكم
الزميل الجمال
قلت:
{لتكون .. تبرع سيدنا علي بالقضاء في مناسبات كثيرة أثناء خلافة سيدنا عمر رضي الله عنهما
وفي ذلك مافيه من سعي سيدنا علي لاستقرار أمور الدولة والمساهمة في رضى الناس عن خليفتهم وذلك تطوعا منه كدليل على محبته لأخيه وأميره سيدنا عمر}
أقول:
لا أوافقك الرأي بهذا النحو من التصحيح بل لابد أن تكون العبارة كالتالي:
كان الإمام علي عليه يبين جهل عمر في كل واقعة لايكون في البين محذور
من بيان خطأه ليعلم الناس أنه ليس خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله إذ لو كان الخليفة
لعلم هذه الأمور التي مدركها كتاب الله وهذا يدل على أن عمر لايفقه كتاب الله
على رغم قوله حسبنا كتاب الله كما في البخاري وذلك عندما قال لرسول الله صلى الله
عليه وآله غلبه الوجع جسبنا كتاب الله وإليك المصدر:
صحيح البخاري ج: 1 ص: 54
114 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ قَالَ قُومُوا عَنِّي وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كِتَابِهِ *
وعلي عليه السلام بتدخله يصلح حال ما يفسده عمر من الأحكام حيث أن علي عليه السلام خليفة الله في أرضه وهمه هو إصلاح أحكام المسلمين وليس الرضى عن عمر وإلا لما قال
له كاذب غادر خائن آثم
وقلت:
{فالتدخل وبهذا الشكل المتكرر دون أن يغضب منه سيدنا عمر}
أقول:
لقد كان الإمام علي عليه السلام يحاججه بالقرآن الذي قال فيه حسبنا كتاب الله
وهو بذلك أمام أمر واقعي أما أن يجيب وهو عاجز عن ذلك حيث هو لم يعلم حكم من تلد
لستة أشهر وهو مذكور في كتاب الله فهل يعاقب مع بيان فساد رأيه أمام المسلمين!!
وقلت:
{كيف لا وهو عمه ابو زوجته }
أقول:
ذكرنا مرارا أن هذا الزواج لم يحصل إذ هو مخالف لكتاب الله
قال تعالى
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } (58) سورة الأنفال
وقد شهد علي عليه السلام على عمر وأبي بكر بالخيانة والكذب والغدر والإثم
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1378
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ فَرَأَيْتُمَاهُ كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْتُمَانِي كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ
فكيف يزوج من لايحبه الله وهو غادر كاذب آئم خائن كما في صحيح مسلم
بل
كيف يزوجه إبنته بعد أن شهد عليه بالكذب والله يقول في كتابه العزيز:
{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (105) سورة النحل
وقال تعالى:
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} (10) سورة البقرة
وقال تعالى:
{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} (77) سورة التوبة
فإذا كان هذا حال المكذبين وعلي عليه السلام يشهد على عمر بالخاينة والكذب
فهل يزوج إبنته من وعد بالعذاب والنفاق!!
وقلت:
{ بل نجد العكس أنه يرسل اليه فيستفتيه كما في الرواية التي أوردتها بل ويطيعه الخليفة في كل مايشير به عليه ونستطيع القول بأنه كان مستشارا أمينا مطاعا لسيدنا عمر رضي الله عنهما}
أقول:
هذا ليس فيه كثير فضل وجوابك من كتاب الله سبحانه وتعالى لقد كان نبي الله يوسف على خزائن
ملك كافرفهل يعني ذلك أن نبي الله يوسف يكن المودة لذلك النبي الكافر
قال تعالى:
{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (55) سورة يوسف
فهنا نلاحظ أنه طلب أن يكون على خزائن الأرض لملك كافر فهل يعني ذلك المودة لذلك الملك
بل حال علي عليه السلام حال النبي يوسف في ذلك وفي إستشارته فتأمل
وقلت:
{ويثبت أن علاقتهما تقوم على المحبة وأخوة الايمان
أقول:
لقد جاء صحيح مسلم بالقول الفصل لكم وقد تقم من شهادته عليه بالكذب والخيانة فتأمل
وقلت:
{وعلى حد علمي أن ليس لكم أحاديث صحيحة تنطبق عليها شروط الحديث الصحيح عندكم أليس كذلك ؟}
أقول:
الحديث الصحيح في عرف علماء الرجال الشيعة على قسمين
الأول يراد به أن يكون كل رجاله في جميع الطبقات من الشيعة الثقات
والثاني وهو الذي يكون رجال سنده ثقات وإن كان بعضهم من غير الشيعة
وكلا النوعين موجود في نصوص أهل بيت العصمة
وقلت:
{النص واضح وصريح أنه عن خليفة سبق سيدنا علي
"لله بلاد فلان، فقد قوم الأود، وداوى العمد وخلف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب،}
أقول:
الإمام علي عليه السلام أعلنها صرخة داوية للأجيال بأن عمر بن الخطاب كاذب خائن غادر
آثم كما في صحيح مسلم فنعلم أن هذه الألفاظ ليست في عمر
وقلت:
{فاذا لم يكن عمر كما قال بن ابي الحديد أنه وجده فمن يكون يا أنوار ؟
أقول:
لايهمني من يكون فما يهمني أن شهادة الإمام علي عليه السلام سطرت في صحيح مسلم
وهو عندكم نص صحيح وأما من يكون فلا يجب علي أن أعلم من يكون!!
وقلت:
{وأنت تعرفين خبث قومك في التحريف سيدنا علي يقول عمر فيغيرونها الى فلان لأن في بقاء اسم سيدنا عمر في نص كهذا يهدم دين الرافضة الذي بني على جرف هار}
أقول:
أما دين الإثنى عشرية فهم تبع لرسول الله صلى الله عليه حيث إتبعوا قول رسول الله صلى
الله علليه وآله حيث قال:
تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 114
وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض والآخر عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما تفرد بروايته ثم قال هذا حديث حسن غريب
المستدرك على الصحيحين ج: 3 ص: 118
4577 حدثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا أنبأ محمد بن أيوب ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني ثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ثم شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ثم قال أيها الناس إني أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين
أقول:
فنحن الإثنى عشرية إخذنا بكتاب الله والعترة الذين أوصى بهما رسول الله صلى الله عليه وآله
ودافعنا عنهما وأنتم توليتم من قتل العترة وأخذ حقهم وفسقتم من خالفهم بل ربما رميتموهم بالكفر الصراح عما عن بعض مشايخكم
وأما قولك بالتحريف
فأقول:
التحريف واقع في بخاريكم فانظر لرزية الخميس يخرجها البخاري وهي وقعة واحدة
فتارة يقول قال عمر غلبه الوجع وتارة يقول قالوا هجر رسول الله وتارة يهجر وتارة أهجر
وتارة فقالوا فهذا هو التحريف والتزوير
وقلت:
{فأنت تقرين بأن سيدنا علي كان يرى في حياة سيدنا عمر مصلحة الاسلام والمسلمين
أقول:
أقر بأن علي يهمه أمر الإسلام والمسلمين وأما عمر فقد شهد عليه بالكذب والخيانة والغدر
وانتهى أمره
وقلت:
{انك باصرارك على رأيك تتهمين سيدنا علي بخيانة المسلمين بالابقاء على حياة خليفة آثم غادر خائن فتنبهي }
أقول:
لايخفاك أن علي عليه السلام كان أمينا في إستشارته فلو أن كافرا إستشاره لأشار عليه
بالحق ولا يغدر فالغدر ليس من شيمت المؤمن وأما أنه إذا غستشار عليه فهذا يعني الخيانة
فهل خان نبي الله يوسف عندما طلب أن يكون على خزائن الأرض لملك كافر؟؟؟
فالإمام علي عليه السلام ما كان ليخون من إستشاره وما كان ليغدر به
إذ ذكلك من آيات المنافق كما رويتم في صحيح البخاري
صحيح البخاري ج: 1 ص: 21
33 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ *
وقلت:
{حتى تولتها الدولة الصفوية التي أجبرت أجدادك }
أقول:
الحمد لله فقد إتبعنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله
وأما أنتم فقد اتبعتم أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله وواليتموهم وكنتم عونا ليزيد
ومعاوية الذي يشرب الخمر ويقدمه للمسلمين على موائده كما في مستد أحمد وإليك ا لمصدر
مسند أحمد ج: 5 ص: 347
22991 حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي ثُمَّ قَالَ مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُعَاوِيَةُ كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي *
أقول:
فهل علمت من تتبعون ومن نتبع نحن؟؟
وقلت:
{فيكفينا تواتر الخبر من طرفنا وطرفكم}
الخبر من طرقنا خبر آحاد وإن زعمت أنه متواتر
فتفضل بالنصوص مع تعريف التواتر
وقلت:
{فقد ظننتني أنت واياه كاذبا آثما غادرا حينما لم ترضيا بحكمي
أقول:
عمر قال فرأيتماه وبعد ذلك قال فرايتماني
ولم يقل تظناني كما تتفضل يازميلي فلغة العرب واضحة جلية في ذلك
فتأمل والله العالم
والموعد القيامة..والحكم الله..والشاهد محمد صلى الله عليه وآله