يا هلا وغلا فيك أخي الحبيب أبو سراج المهدي
عموما مواجهات يوم امس الدامية بين الشبان الفلسطينيين والعرب الذين تدفقوا على الحدود الفلسطينية والحواجز في مارون الراس بجنوب لبنان ومجدل شمس في هضبة الجولان وحاجز قلنديا في الضفة وبيت حانون في قطاع غزة فهذه المواجهات جاءت تجسيداً لحق العودة وتذكيراً بالقضية العربية والإسلامية الأهم
شكراً للثورات العربية التي اجبرت الانظمة العربية على السماح بتدفق المحتجين الثائرين على الحدود الفلسطينية، للتعبير عن غضبهم وإدانتهم لصمت رسمي استمر لاكثر من ستين عاماً متواصلة
جميل ان نشهد ارض الجولان تهتز وللمرة الاولى منذ اربعين عاماً تحت اقدام المحتلين الصهاينة والأجمل منه ان نرى الدماء السورية الزكية تعانق الأرض المباركة مرة اخرى وتروي شقائق نعمانها وتثبت من جديد ان هذه الأمة لن تنسى قضيتها وحقوق ابنائها
وقد أعتقد الكثيرون ان المفاوضات العبثية ومخططات توني بلير مبعوث السلام المزور وانشغال سلطة فتح العلمانية في رام الله في تسول رواتب موظفيها كلها منفردة او مجتمعة ادت الى بث روح الخنوع والاستسلام في نفوس ابناء القضية والشعب الفلسطيني ،
وها هي مواجهات حاجز قلنديا الدموية في قلب الضفة الصابرة المناضلة تثبت للجميع ان اعتقاد البعض لم يكن في محله فنار الغضب ما زالت تحت الرماد، فمن كان يشاهد الشبان وهم يتصدون للمحتل الصهيوني ويتساقطون جرحى وشهداء بإذن الله بنيران رصاصه الحي والايمان الممزوج بالغضب المرسوم على وجوههم يدرك جيداً ان هذا الشعب لن يفرط بذرة واحدة من حقوقه وسيواصل مسيرته حتى نهاية الطريق مهما ارتفع حجم التضحيات
كنا نتمنى لو ان مسيرة ائتلاف شباب الثورة المصرية قد انطلقت من ميدان التحرير نحو الأرض الفلسطينية لتكتمل الدائرة ويضيق الخناق على العدو الصهيوني، ولكننا نجد العذر لمصر وشبابها فهم يمرون في مرحلة انتقالية صعبة لثورتهم الوليدة، فالشباب المصري الذي اعاد لمصر عزتها وكرامتها ودورها لن ينسى فلسطين والأقصي مطلقاً بإذن الله تعالي
لن يستطيع الكيان الصهيوني ان ينسي الأجيال الجديدة لهذا الحق التاريخي الذي هو اساس القضية الفلسطينية والذي اسقطه الشبان ليس في الضفة والقطاع فقط وانما في لبنان وسورية والأردن وكل انحاء الوطن العربي بدون استثناء
هذه الثورات المباركة التي اطاحت بأنظمة فاسدة قمعية هي مقدمة للثورة الاكبر لانهاء الظلم وتحرير المقدسات ووضع حد للاستكبار الصهيوني بأشكاله كافة بإذن الله الواحد الأحد
الشعوب العربية كانت اقوى من الانظمة وهي بالتالي اقوى من الكيان الصهيوني، فكسر عقدة الخوف مع الانظمة الديكتاتورية القمعية اسهل كثيراً من كسر عقدة الخوف تجاه الكيان الصهيوني، بل ان الاولى هي التمهيد الطبيعي والمنطقي للثانية، وهنا تكمن نقطة التحول الرئيسية في تاريخ هذه المنطقة وشعوبها التي نرى فصولها تتوالى بسرعة وقوة لم نحلم بها
الكيان الصهيوني ارتكب بالأمس مجزرة في مارون الراس الشامخة وثانية في الجولان مخزن العروبة وثالثة في ضفة الكرامة ورابعة في غزة المحاصرة وهذه المجازر تضاف الى سجل الكيان الصهيوني المخزي الدموي الحافل بجرائم الحرب وهي مجازر ستقصر عمر الاحتلال الصهيوني حتماً بإذن الله تعالي وستختصر الطريق الى تحرير الارض الفلسطينية ان شاء الله
نيران الثورة العربية المباركة بدأت تقترب من العدو الصهيوني فطالما استمر الظلم والعدوان الصهيوني لن يعرف الكيان الصهيوني الأمن والأستقرار بإذن الله ومعها العالم الغربي الذي يدعمها ويتستر عليها ويحميها ويبرر جرائمها وحروبها ويضعها فوق كل القوانين الدولية
نقول وبقلب مفعم بالفخر شكراً لشهداء مارون الراس ولشهداء هضبة الجولان والضفة وغزة بل شكراً لشهداء جميع الثورات العربية دون استثناء الذين جعلوا لحياتنا طعماً ومذاقاً يفوح برائحة الكرامة والعزة والتفاؤل بل والنصر القريب بإذن الله تعالي