والسر فى ذكرها أن الحديث لما رتب وعيداً شديداً على الكاذب ، والمخطئ ، والساهى، والناسى، لا إثم عليهم ، كان من الدقة والحيطة فى التعبير التقييد بالعمد ، وذلك لرفع توهم الإثم على المخطئ والغالط والناسى ، وهو ما نقله الإمام النووى عن مذهب أهل السنة والمعتزلة أيضاً 0
على أن أئمة الحديث وإن قالوا برفع الإثم عن المخطئ ، والناسى ، والغالط ، فقد جعلوا ما ألحق بالحديث غلطاً ، أو سهوا ً، أو خطأً ، من قبيل الشبيه بالموضوع فى كونه كذباً فى نسبته إلى الرسول ، ولا تحل روايته إلا مقروناً ببيان أمره ، وإلى هذا ذهب الأئمة، الخليلى ، وابن الصلاح ، والعراقى ، وغيرهم ، وقد اعتبره بعض أئمة الجرح - كابن معين ، وابن أبى حاتم - من قبيل الموضوع المختلق ، وذهب بعض الأئمة إلى أنه من قبيل المدرج ، ومهما يكن من شئ فقد جعلوا هذا النوع من الغلط أو الوهم مما يطعن فى عدالة الراوى وضبطه ( ) أ0هـ0
فأين هذا الذى يقرره الجهابذة من المحدثين مما يزعمه الأفاكون أمثال محمود أبو رية ، فى قوله كلمة "متعمداً" "يتكئ عليها الرواة فيما يروونه عن غيرهم على سبيل الخطأ ، أو الوهم أو سوء الفهم … إلخ" ؟!! .
يقول الشيخ المعلمى اليمانى : "ولا يتوهمن أحد أن كلمة "متعمداً" تخرج من حدث جازماً وهو شاك ، كلا فإن هذا متعمد بالإجماع ، ولا نعلم أحداً من الناس حتى من أهل الجهل والضلالة زعم أن كلمة "متعمداً" تخرج هذا ، وإنما وجد من أهل الجهل والضلال من تشبث بكلمة " علىَّ " فقال : نحن نكذب له لا عليه . فلو شكك محمود أبو ريه ، ومن قال بقوله، فى كلمة " علىَّ " لكان أقرب ( )0أهـ
والله تبارك وتعالى
أعلى وأعلم
المبحث الخامس
سنـة الصحابـة حجـة شرعيـة
إذا كان أعداء الإسلام يشككون فى عدالة الصحابة فهم أيضاً يشككون فى سنتهم، وسنة الخلفاء الراشدين0
يقول محمد شحرور( ): "فإذا سألنى سائل الآن ألا يسعك ما وسع الصحابة فى فهم القرآن؟ فجوابى بكل جرأة ويقين هو : كلا لا يسعنى ما وسعهم، لأن أرضيتى العلمية تختلف عن أرضيتهم، ومناهج البحث العلمى عندى تختلف عنهم ، وأعيش فى عصر مختلف تماماً عن عصرهم والتحديات التى أواجهها تختلف عن تحدياتهم " ( )0
والحق أن هذا كلام من يرى الشريعة الإسلامية قرأناً وسنة غير صالحة لكل زمان ومكان ، فكلامه هو وغيره من أعداء السنة المطهرة فى سنة الصحابة لا قيمة له 0
لأن سنة الصحابة وهى ما جاء عنهم من قول أو فعل أو تقرير إذا كان مما لا يقال من قبل الرأى ، ومما لا مجال للإجتهاد فيه ، فله حكم المرفوع المسند تحسيناً للظن بهم ، وجزم بذلك الرازى فى المحصول ، وغير واحد من أئمة الأصول والحديث( )0
وإذا كانت سنتهم فى غير ذلك ، فقد اختلف العلماء فى ذلك 0
والراجح من هذا الخلاف( ) : أن سنتهم كسنة الرسول يعمل بها ، ويرجع إليها، وانتصر لهذا الرأى غير واحد من أئمة الأصول ، منهم الشاطبى - رحمه الله - فبعد أن ذكر الآيات والأحاديث الدالة على عدالتهم قال : "فيصح أن يطلق على الصحابة أنهم خير أمة بإطلاق، وأنهم وسط أى عدول بإطلاق ، وإذا كان كذلك فقولهم معتبر، وعملهم مقتدى به0 ثم استدل الشاطبى لما رجح بأدلة منها :
1- ما جاء فى الحديث من الأمر باتباعهم ، وأن سنتهم فى طلب الإتباع كسنة النبى لقوله : " فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين،تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ " ( ) .
2- أن جمهور العلماء قدموا الصحابة عند ترجيح الأقاويل ، فقد جعل طائفة قول أبى بكر وعمر حجة ودليلاً، وبعضهم عد قول الخلفاء الأربعة دليلاً، وبعضهم يعد قول الصحابى على الإطلاق حجة ودليلاً، ولكل قول من هذه الأقوال متعلق من السنة وهذه الآراء - وإن ترجح عند العلماء خلافها - ففيها تقوية تضاف إلى أمر كلى هو المعتمد فى المسألة، وذلك أن السلف والخلف من التابعين ومن بعدهم ، يهابون مخالفة الصحابة، ويتكثرون بموافقتهم ، وأكثر ما تجد هذا المعنى فى علوم الخلاف الدائرة بين الأئمة المعتبرين، فتجدهم إذا عينوا مذاهبهم قوَّوها بذكر من ذهب إليها من الصحابة ، وما ذاك إلا لما اعتقدوا فى أنفسهم وفى مخالفيهم من تعظيمهم ، وقوة مآخذهم دون غيرهم ، وكبر شأنهم فى الشريعة ، وأنهم مما يجب متابعتهم وتقليدهم فضلاً عن النظر معهم فيما نظروا فيه0
ويؤيد هذا ما جاء عن السلف الصالح ، من تزكيتهم والحث على متابعتهم 0
فعن ابن مسعود قال : "من كان مستناً فليستن( ) بأصحاب محمد فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هدياً ، وأحسنها حالاً، قوماً اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم فى آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " ( )0
وقال عمر بن عبد العزيز : " سن رسول الله ، وولاة الأمر بعده سننا ً، الأخذ بها تصديق لكتاب الله ، واستكمال لطاعة الله ، وقوة على دين الله ، من عمل بها مهتدٍ، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم ، وساءت مصيراً 0
وفى رواية بعد قوله - وقوة على دين الله - ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ، ولا النظر فى رأى خالفها ، من اهتدى بها مهتد … الحديث"( ) .
فقال مالك فأعجبنى عزم عمر على ذلك"( ) والآثار فى هذا المعنى يكثر إيرادها ، وقد استوعب كثيراً منها الإمام ابن قيم الجوزية فى كتابه أعلام الموقعين عن رب العالمين( )0
ويقول الإمام الشاطبى فى موضع آخر من كتابه مبيناً أن بيان الصحابى حجة ، قال: "وأما بيان الصحابة ، فإن أجمعوا على ما بينوه ، فلا إشكال فى صحته أيضاً، كما أجمعوا على الغسل من التقاء الختانين المبين لقوله تعالى : وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا( ) وهذا الإجماع حجة موجبة للعلم ،ولا يعتد بخلاف من خالفهم ،كما حكاه السرخسى( )،عن أبى حازم القاضى( ) .
وإن لم يجمعوا عليه فهل يكون بيانهم حجة أم لا ؟ هذا فيه نظر وتفصيل0
ولكنهم يترجح الإعتماد عليهم فى البيان ، من وجهين :
أحدهما : معرفتهم باللسان العربى، فإنهم عرب فصحاء، لم تتغير ألسنتهم، ولم تنزل عن
رتبتها العليا فصاحتهم ، فهم أعرف فى فهم الكتاب والسنة من غيرهم ، فإذا جاء
عنهم قول أو عمل واقع موقع البيان صح اعتماده من هذه الجهة0
ثانيهما : مباشرتهم للوقائع والنوازل ، وتنزيل الوحى بالكتاب والسنة ، فهم أقعد فى فهم القرائن الحالية، وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون ما لا يدركه غيرهم بسبب ذلك، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فمتى جاء عنهم تقييد بعض المطلقات، أو تخصيص بعض العمومات ، فالعمل عليه صواب ، وهذا إن لم ينقل عن أحد منهم خلاف فى المسألة، فإن خالف بعضهم فالمسالة اجتهادية " ( )0
ويقول فى كتابه الإعتصام : "الصحابة هم المتقلدون لكلام النبوة ، المهتدون للشريعة ، الذين فهموا أمر دين الله بالتلقى من نبيه مشافهة على علم ، وبصيرة بمواطن التشريع، وقرائن الأحوال ، بخلاف غيرهم : فإذا كل ما سنوه ، فهو سنة ، من غير نظير فيه، بخلاف غيرهم ، فإن فيه لأهل الاجتهاد مجالاً للنظر رداً وقبولاً " ( )0
سنة الصحابة مصدراً للأحكام الدستورية :
يقول المستشار الدكتور على حريشة بعد أن رد اعتراضات المنكرين لحجية مذهب الصحابى( )، قال : وسنة الصحابة يمكن أن تكون مصدراً للأحكام الدستورية : ولقد كان نظام الخلافة وليد اجتهاد الصحابة فضرورة البيعة – وهى مظهر رضا المسلمين – كانت عليها سنة الصحابة ، فلم يل أحدهم دون بيعة ، ولم يكن الإستخلاف بالنسبة لمن استخلفوا إلا ترشيحاً، واستمرار الخلافة مدى حياة الخليفة … كان سنة للصحابة ، تحقق بها ميزات عجز عنها كل من النظام الجمهورى ، والنظام الملكى على السواء ، فقد وفرت الثبات الذى ينقص الأنظمة الجمهورية ، ونفت التوارث الذى يعيب الأنظمة الملكية 0
وهكذا يتبين أن سنة الخلفاء كانت مصدراً لكثير من الأحكام الدستورية ؛على غير ما يذهب إليه بعض "المجتهدين" "المحدثين " ( ) أ0هـ0
والله تبــارك وتعالــى
أعلى وأعلم
====
المبحث السادس
من أراد معاوية فإنما أراد الصحابة
جميعاً
يحرص أعداء السنة النبوية من غلاة الرافضة وأذيالهم , فى الطعن فى صحة إسلام سيدنا معاوية ، وأنه فتح باب الوضع فى السنة النبوية , وعلى هذا الزعم بنى نيازى عز الدين كتابه (دين السلطان) فهو يعنى بالسطان معاوية بن أبى سفيان ، وسيدنا معاوية فى زعمه هو الذى فتح باب الروايات بالأحاديث المفتراة لتحل محل القرآن ، وأصبحت ديناً، وساعده على ذلك جنوده من الفقهاء ، والمحدثين ، وفى ذلك يقول : "والتاريخ الإسلامى يحدثنا أن معاوية كان من دهاة العرب … فأعاد عقلية الجاهلية بتوقيفه أحكام القرآن، من خلال فتح باب الروايات بالأحاديث المفتراة لتحل محل القرآن0 وقد وجد كثيراً من المساعدين من بين أصحاب المصالح من علماء السوء ، والحساد، والمنافقين من أعداء الإسلام " ( )0
وبنفس هذا الزعم تقول الرافضة طاعنين بذلك فى عقيدة أهل السنة 0
يقول صالح الوردانى بعد أن ذكر نماذج من الأحاديث السابقة وما فى معناها قال : "إن هذه الروايات ، وهذه العقيدة ، هى التى خلقت فقهاء السلاطين ، وخلقت الحكام الطغاة الظالمين فى تاريخ المسلمين … ولولا هذه الروايات وهذه العقيدة ما هيمنت القبلية ، والأموية ، والعباسية ، على واقع المسلمين0 فإن جميع الحكومات التى قامت من بعد الرسول ، اعتمدت هذه الروايات فى دعم سلطانها ونفوذها وإضفاء المشروعية عليها " ( ) .
ويقول رافضى آخر زكريا عباس داود : "إننا عندما نبحث فى أسباب الوضع نلاحظ أن الجانب السياسى ، كان دافعاً قوياً لمعاوية كى يوظف السنة لخدمة أهدافه …، ولذا عمد لاستخدام مجموعة من الصحابة ، والتابعين ، كى يضعوا أحاديث تبرر له أعماله ، وتضفى الشرعية الدينية على ملكه ( ) 0
وممن قال بذلك أيضاً : عبد الحسين شرف الدين( )، ومرتضى العسكرى( )، ومحمود أبو رية( )، ومحمد نجيب( )، وعلى الشهرستانى( )، وعلى الوردى( )، وجمال البنا( )،
وعبدالجواد ياسين( )، وإدريس الحسينى( )، والسيد صالح أبو بكر( )0
والناظر فيما قاله أعداء السنة سابقاً يرى أنهم يطعنون فى :
صحة إسلام معاوية ، ووصفهم له بأنه كان منافقاً اعتماداً على ما ورد من أنه أسلم يوم الفتح ، وكان من الطلقاء المؤلفة قلوبهم ، وأنه فتح باب الوضع فى السنة ، وصرح بذلك الرافضة السابق ذكرهم ، وتبعهم على ذلك دعاة الفتنة , وأدعياء العلم 0
الجواب عن الطعن فى صحة إسلام سيدنا معاوية ،
وأنه فتح باب الوضع فى السنة النبوية .
ما طعن به أعداء السنة المطهرة فى صحة إسلام سيدنا معاوية ، دافع عنه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو شهبة بقوله : "وقد غاب عن أعداء الإسلام أن الكاتبين فى تاريخ الصحابة ذكروا عن الواقدى ، وابن سعد ، أنه أسلم بعد الحديبية قبل الفتح ، وأنه أخفى إسلامه مخافة أهله ، وأنه كان فى عمرة القضاء مسلما ً، وإذا كان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم فى رأى البعض ، ففى رأى الكثيرين أنه ليس من المؤلفة قلوبهم ، قال ابن عبد البر : "معاوية وأبوه من المؤلفة قلوبهم ، ذكره فى ذلك بعضهم "، وهو يشعر بأن الكثيرين لا يرون هذا الرأى ، ولذا نجد الحافظ المحقق ابن حجر لم يذكر فى ترجمته شيئاً من هذا ، وإنما ذكر فى ترجمة أبيه أنه من المؤلفة قلوبهم ( ) 0
قلت : ومهما يكن من شئ فقد أسلم وحسن إسلامه ، وحتى لو كان ممن أسلموا يوم الفتح ، فلا يقدح ذلك فى عدالته وصحبته ، بعد تزكية رب العزة لمن أسلموا بعد الفتــح
أيضاً قال تعالى : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( )0
وكيف يصح الطعن فى صحة إسلامه ، وقد كان أحد كتبة الوحى بين يدى النبى ( ) .
يدل على ذلك ما روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن رسول الله بعث إلى معاوية ليكتب له ، فقال : إنه يأكل ، ثم بعث إليه ، فقال : إنه يأكل ، فقال رسول الله : " لا أشبع الله بطنه " ( )0
يقول الأستاذ محب الدين الخطيب( ) - رحمه الله - : " قد يستغل بعض الفرق من أعداء الإسلام( )0 هذا الحديث ليتخذوا منه مطعناً فى معاوية وليس فيه ما يساعدهم على ذلك ، كيف وفيه أنه كان كاتب النبى ؟! .
فالظاهر أن هذا الدعاء منه غير مقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب فى وصل كلامها بلا نية كقوله : ماله تربت يداه ( ) , وثكلتك أمك يا معاذ ( ) . ونحو ذلك .
ويمكن أن يكون ذلك منه بباعث البشرية التى أفصح عنها هو نفسه فى أحاديث كثيرة متواترة : منها حديث عائشة – رضى الله عنها – مرفوعاً : "… أَوَ مَاَ عَلِمْتِ مَا شَرَطْتُ عَلَيْهِ رَبِىِّ ؟ قُلْتُ : اللَّهُمَّ "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَىُّ المُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاَةً وَأَجْرا ً" ( )0
ولم تعرف عن معاوية دخلة فى إيمانه , ولا ريبة فى إخلاصه لإسلامه , ولا فى إمارته 0
يقول القاضى أبو بكر بن العربى( ) : مبيناً ما اجتمع فى معاوية من خصال الخير إجمالاً قال : "معاوية اجتمعت فيه خصال : وهى أن عمر جمع له الشامات كلها وأفرده بها، لما رأى من حسن سيرته، وقيامه بحماية البيضة وسد الثغور، وإصلاح الجند ، والظهور على العدو، وسياسة الخلق0 وقد شهد له فى صحيح الحديث بالصحبة والفقه ، فيما رواه البخارى فى صحيحه بسنده عن ابن أبى مليكه قال : "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال : دعه؛ فإنه صحب رسول الله 0
وفى رواية أخرى قيل لابن عباس : هل لك فى أمير المؤمنين معاوية ؛ فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال : إنه فقيه ( ) .
يقول ابن العربى : "وشهد بخلافته فى حديث أم حرام – رضى الله عنها ( )– فيما رواه أنس بن مالك أن رسول الله نام عندها القيلولة ثم استيقظ وهو يضحك ؛ لأنه رأى ناساً من أمته غزاة فى سبيل الله يركبون ثبج البحر – أى وسطه ومعظمه – ملوكاً على الأسرة0 ثم وضع رأسه فنام واستيقظ وقد رأى مثل الرؤيا الأولى فقالت له أم حرام : أدع الله أن يجعلنى منهم، فقال، أنت من الأولين"، فركبت أم حرام البحر فى زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر0 فهلكت"( )0
قال الحافظ ابن كثير : يعنى بالأول جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها سنة 27 أيام عثمان بن عفان ، بقيادة معاوية ، عقب إنشائه الأسطول الإسلامى الأول فى التاريخ، وكانت معهم أم حرام فى صحبة زوجها عبادة بن الصامت0 ومعهم من الصحابة أبو الدرداء وأبو ذر وغيرهم 0 وماتت أم حرام فى سبيل الله , وقبرها بقبرص إلى اليوم 0
قال ابن كثير : ثم كان أمير الجيش الثانى يزيد بن معاوية فى غزوة القسطنطينية0 قال : وهذا من أعظم دلائل النبوة( ) فى الشهادة لسيدنا معاوية ، وابنه يزيد بالفضل ، والمغفرة والجنة كما جاء فى حديث أم حرام مرفوعاً : " أول جيش من أمتى يركبون البحر قد أوجبوا ( )0 وأول جيش من أمتى يغزون مدينة قيصر مغفور لهم0 فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : لا " ( )0
يقول الإمام ابن تيمية : "لم يكن من ملوك المسلمين ملك خيراً من معاوية ، ولا كان الناس فى زمان ملك من الملوك خيراً منهم فى زمن معاوية ، إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده ، وإذا نسبت إلى أيام أبى بكر وعمر ظهر التفاضل 0
وقد روى أبو بكر بن الأثرم - ورواه ابن بطه من طريقه عن قتادة قال : "لو أصبحتم فى مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدى "0
وروى ابن بطه بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال : لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدى 0
وروى الأثرم عن أبى هريرة المكتب قال : كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبدالعزيز وعدله ، فقال الأعمش ، فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا فى حلمه ؟ قال : لا والله ، بل فى عدله0
وعن أبى إسحاق السبيعى أنه ذكر معاوية فقال : لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم : كان المهدى 0
وهذه الشهادة من هؤلاء الأئمة الأعلام لأمير المؤمنين معاوية صدى استجابة المولى لدعاء سيدنا رسول الله , لهذا الخليفة الصالح يوم قال : " اللهم اجعله هادياً ، مهدياً ، واهد به " ( )0
وقبل أن أنهى الكلام على شهادات الصحابة ، والتابعين ، وآراء العلماء ، فى معاوية ، أنقل رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون فى اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين قال : "إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغى أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخيارهم فهو تاليهم فى الفضل والعدالة والصحبة ( ) 0
ويقول أيضاً فى مقدمته : مدافعاً عن إيثاره ابنه يزيد بالعهد، دون من سواه قال : " إنما هو مراعاة المصلحة فى اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بنى أمية … وهم عصابة قريش( ) وأهل الملة أجمع ، وأهل الغلب منهم ، فآثره بذلك دون غيره … حرصاً على الإتفاق ، واجتماع الأهواء الذى شأنه أهم عند الشارع ، ولا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب فيه ، فليسوا ممن يأخذهم فى الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة فى قبول الحق فإنهم كلهم أجل من ذلك وعدالتهم مانعة منه " ( )0
" نذكر جميع هذه الشهادات ، وقبلها الأحاديث النبوية فى فضل معاوية( )، مع اعترافنا - يشهد الله تعالى - بفضل على بن أبى طالب ، وأنه أفضل منه والحق غالبه معه ، وكل كان مجتهدا ً( )0 وقد جاء فى الحديث الصحيح : "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب؛ فله أجران، وإذا حكم فاجتهد، ثم اخطأ؛ فله أجر"( )0
وقد أوردت هذه الأمثلة القليلة التى لا يسع المقام لأكثر منها ؛ ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة الكاذبة التى يصورها الزنادقة من الرافضة ومن تابعهم من أعداء الإسلام ، والسنة المطهرة ، تلك الصورة التى تنكر ما جاء فى السنة المطهرة عن رسول الله ، وعن الصحابة ، والتابعين ، من الشهادة له بالصحبة ، والفقه، والملك العادل ، وحسن السيرة , حتى شهد له من أدركه كمجاهد والأعمش بأنه المهدى 0
فهل من كان هذا حاله يكون له دخل أو حتى رضا بالوضع فى السنة المطهرة , سواء فى فضائله ، وفضائل الشام , أو فى وضع ما يثبت ملكه ، أو غير ذلك مما يزعمه أعداء الإسلام من الرافضة ومن شايعهم ؟! نعم إذا لم تستح فاصنع ما شئت ....
وأخيراً : " إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة ؛ إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال : فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة " ( )0
والله تبــارك وتعالــى
أعلـى وأعلـم
المبحث السابع
شبهات حول راوية السنة الأول (أبو هريرة )
والرد عليها
لهج أعداء الإسلام ، وأعداء السنة المطهرة ، قديماً وحديثاً ، وشغفوا بالطعن فى أبى هريرة وتشكيك الناس فى إسلامه ، وفى صدقه وروايته ، وما إلى ذلك أرادوا ! ؛ وإنما أرادوا أن يصلوا إلى التشكيك فى راوية السنة الأول ، وأحفظ من رواها فى دهره ، فأبو هريرة على رأس السبعة المكثرين من الرواية الذين عناهم من أنشد :
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا
أبو هريـرة ، سعـد، جابـر، أنـس ***
*** من الحديث عن المختار خير مضـر
صديقة ، وابن عباس، كذا ابن عمـر
فأبو هريرة هو أكثرهم حديثاً فقد روى (5374) حديثاً، ثم عبد الله بن عمر روى (2630) حديثاً، ثم أنس بن مالك روى (2286) حديثاً، ثم عائشة أم المؤمنين روت (2210) حديثاً، ثم ابن عباس روى (1660) حديثاً، ثم جابر بن عبد الله روى (1540) حديثاً، ثم أبو سعيد الخدرى (سعد بن مالك) روى (1170) حديثاً( )0
وما اتهم به أبو هريرة ، من أكاذيب وافتراءات من قبل أرباب الأهواء قديماً وحديثاً، سندهم فيه إما روايات مكذوبة أو ضعيفة ، وإما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها ، بل تأولوها تأويلاً باطلاً يتفق وأهواءهم 0
وقد تصدى للرد على تلك الطعون رهط من علماء الإسلام0 على رأسهم أبى هريرة نفسه ، وصدق على دفاعه - على ما سيأتى - كبار الصحابة ، والتابعين ، فمن بعدهم من أئمة المسلمين، منهم الحاكم فى المستدرك ، وابن عساكر فى تاريخه ، وابن كثير فى البداية والنهاية، وابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث ، وعبد المنعم صالح العلى فى كتابه دفاع عن أبى هريرة ، والدكتور محمد السماحى فى كتابيه "أبو هريرة فى الميزان"، والمنهج الحديث فى علوم الحديث ، والدكتور السباعى فى كتابه "السنة ومكانتها فى التشريع ، والدكتور عجاج الخطيب فى كتابيه السنة قبل التدوين ، وأبو هريرة راوية الإسلام ، والشيخ عبد الرحمن
المعلمى فى كتابه (الأنوار الكاشفة) ، والدكتور أبو زهو فى الحديث والمحدثون ، والدكتور أبو شهبة فى دفاع عن السنة ، والدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف فى كتابه "المختصر فى علم رجال الأثر" وفى مقدمة كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمى وغيرهم 0
وأكتفى هنا بترجمة للصحابى الجليل لنتعرف بها على مكانته فى الإسلام ، وبراءته مما نسب إليه من أكاذيب0 وذلك بعد أن نتعرف على أصناف الطاعنين فيه ، والذين ذكرهم الإمام ابن خزيمة ( ) بقوله : "إنما يتكلم فى أبى هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم فلا يفهمون معانى الأخبار0
1- إما معطل جهمى يسمع أخباره التى يرونها خلاف مذهبهم الذى هو كفر، فيشتمون أبا هريرة، ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه ، تمويهاً على الرعاء ، والسفل أن أخباره لا تثبت بها الحجة 0
2- وإما خارجى يرى السيف على أمة محمد ، ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام ، إذا سمع أخبار أبى هريرة عن النبى خلاف مذهبهم الذى هو ضلال لم يجد حيلة فى دفع أخباره بحجة وبرهان ، كان مفزعة الوقيعة فى أبى هريرة 0
3- أو قدرى اعتزل الإسلام وأهله ، وكفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التى قدرها الله تعالى ، وقضاها قبل كسب العباد لها ، إذا نظر إلى أخبار أبى هريرة التى قد رواها عن النبى فى إثبات القدر لم يجد حجة يؤيد صحة مقالته التى هى كفر وشرك ، كانت حجته عند نفسه أن أخبار أبى هريرة ، لا يجوز الاحتجاج بها 0
4- أو جاهل يتعاطى الفقه ، ويطلبه من غير مظانة ، إذا سمع أخبار أبى هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه ، وأخباره تقليداً بلا حجة ولا برهان ، تكلم فى أبى هريرة ، ودفع أخباره التى تخالف مذهبه , ويحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه ، وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبى هريرة أخباراً لم يفهموا معناها " ( ) 0
قلت : والله إن من يتكلم فى أبى هريرة فى عصرنا لا يخرج فى عقيدته ، ومذهبه عما ذكرهم الإمام ابن خزيمة - رحمه الله تعالى -0
أبـو هريـرة
إسلامـه وصحبتـه :
قدم أبو هريرة مهاجراً من اليمن إلى المدينة ليالى فتح خيبر فى المحرم سنة سبع من الهجرة ، وكان قد أسلم على يد الطفيل بن عمرو( ) فى اليمن ، وشهد هذه الغزوة مع رسول الله , ولازمه إلى آخر حياته يخدمه ، ويتلقى العلم عنه .
ويتحدث هو عن ذلك لما سأله مروان بن الحكم قائلاً له : " إن الناس قد قالوا إنك أكثرت على رسول الله الحديث ، وإنما قدمت قبل وفاة النبى بيسير، فقال أبو هريرة : نعم ! قدمت ورسول الله بخيبر سنة سبع ، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات ، وأقمت معه حتى توفى، أدور معه فى بيوت نسائه وأخدمه ، وأنا والله يومئذ مقل (أى فقير)، وأصلى خلفه ، وأحج، وأغزو معه ، فكنت والله أعلم الناس بحديثه ، قد والله سبقنى قوم بصحبته والهجرة إليه من قريش والأنصار ، وكانوا يعرفون لزومى له فيسألونى عن حديثه ، منهم عمر، وعثمان، وعلى ، وطلحة والزبير ، فلا والله ما يخفى على كل حديث كان بالمدينة 0
قال : فوالله ما زال مروان يقصر عن أبى هريرة ، ويتقيه بعد ذلك ، ويخافه، ويخاف جوابه( ) .
وفيما سبق رد على دعوى الرافضة ومن قال بقولهم : " إن أبا هريرة لم يصاحب النبى إلا سنة وتسعة أشهر( )، فالمعروف أن أبا هريرة أسلم عام خيبر، وخيبر كانت فى جمادى الأولى سنة سبع( )0 وبين خيبر ووفاة النبى أربع سنوات ، إلا شهرين تقريباً فإن الوفاة كانت فى ربيع الأول سنة 11هـ ( ) 0
خلقـه وتقـواه :
كان ، صادق اللهجة ، خفيف الروح محبباً إلى الصحابة ، وكان تقياً ورعاً كثير التعبد ، شديد الخشية لله تعالى، وكان يقول : "وأيم الله لولا آية فى كتاب الله ما حدثتكم بشئ أبداً ، ثم يتلو قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ( )0
وكان صواماً قواماً يتناوب قيام الليل ، هو وزوجته ، وخادمه ، فيما رواه عنه أبو عثمان النهدى( ) قال : "تضيفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته ، وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً : يصلى هذا ، ثم يوقظ الآخر فيصلى ، ثم يوقظ الثالث " ( )0
وقد أرسله النبى مع العلاء بن الحضرمى( ) إلى البحرين لينشر الإسلام ، ويفقه المسلمين فى الدين( ) 0
كما استعمله الخليفة عمر بن الخطاب على البحرين فترة ثم عزله ، وبعد ذلك دعاه عمر ليوليه فلم يقبل أبو هريرة وقال : "أخشى أن أقول بغير علم ، وأقضى بغير حلم ، وأن يضرب ظهرى , وينزع مالى ، ويشتم عرضى " ( )0
يقول الإمام الجوينى : "وهذا مما يتمسك به فى أبى هريرة فعمر مع تنزهه عن المداراة والمداجاة والمداهنة ، اعتمده وولاه فى زمانه أعمالاً جسيمة ، وخطوباً عظيمة ، وكان يتولى زماناً على الكوفة وكان يبلغه روايته عن رسول الله ، فلو لم يكن من أهل الرواية ، لما كان يقرره عمر مع العلم بإكثاره ( )0
ولم يشترك أبو هريرة فى الفتن التى حدثت بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان بل اعتزلها0 ولم يفارق الحجاز منذ استعمله عمر على البحرين ثم عزله0 ولم يزل يسكن المدينة ، وبها كانت وفاته 0
وفى هذا رد على الرافضة ومن قال بقولهم 0 من اشتراك أبى هريرة فى الفتنة بين على ومعاوية- رضى الله عنهما - :
" فكان يأكل مع معاوية فإذا حضرت الصلاة صلى خلف على ، فإذا قيل له فى ذلك قال: مضيرة( )معاوية أدسم ،والصلاة خلف علىّ أفضل"( ) .
فهذه القصة التى بنى عليها الرافضى محمود أبو رية تسمية كتابه "شيخ المضيرة أبو هريرة" هذه القصة لا يصدقها عاقل ، والأحداث التاريخية تكذبها 0
يقول الدكتور محمد أبو شهبة : "كيف يصح هذا فى العقول ، وعلىّ كان بالعراق ، ومعاوية كان بالشام ، وأبو هريرة كان بالحجاز، إذ الثابت أنه بعد أن تولى إمارة البحرين فى عهد عمر لم يفارق الحجاز( )0
وقال الإمام ابن عبد البر : استعمله عمر على البحرين ثم عزله ، ثم أراده على العمل، فأبى عليه ، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته ( )0
وبهذا يتبين لنا كذب ادعاءاتهم ، ويظهر لنا مدى حقدهم ، اللهم إلا إذا كانت الشيعة ترى أن أبا هريرة أعطى بساط سيدنا سليمان عليه السلام أو كانت الأرض تطوى له طياً !!! ( )0
وعودة إلى خلقه وتقواه : فقد اشتهر بالتواضع، والمرح ، فكان يداعب الأطفال ، ويمازح الناس ويلاطفهم ، ومن ذلك أنه كان يمر فى السوق ، يحمل الحزمة من الحطب على ظهره- وهو يومئذ أمير مروان على المدينة فيقول: أوسعوا الطريق للأمير( )0
فمعاوية استعمله فى عهده على المدينة ثم عزله وولى عليها مروان ، ثم استخلفه مروان عليها حين توجه إلى الحج " ( )0
قـوة ذاكرتـه وروايتـه :
لقد لازم أبو هريرة رسول الله منذ قدم عليه مهاجراً، ينهل من عمله، ويتلقى عنه أحاديثه ويحفظها، واجتهد فى ذلك حتى صار أحفظ أصحابه، وأكثرهم رواية للحديث، فقد روى (5374) خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثاً نبوياً - كما فى مسند بقى ابن مخلد- اتفق الشيخان البخارى ومسلم على (325) ثلاثمائة وخمسة وعشرين حديثاً منها،وانفرد البخارى بثلاثة وتسعين،ومسلم بمائة وتسعة وثمانين( )،وقيل غير ذلك0
وهذه الروايات التى زادت على خمسة آلاف هى بالمكرر0
وذكر الدكتور الأعظمى فى كتابه : أبو هريرة فى ضوء مروياته( ) أن أحاديثه فى المسند والكتب الستة هى 1336 حديثاً فقط ، وذلك بعد حذف الأسانيد المكررة0 وهذا القدر يستطيع طالب عادى أن يحفظه فى أقل من عام، فما بالك بمن كان حفظه من معجزات النبوة " ( )0
ويقول الدكتور أبو شهبة : "وأحب ألا يعزب عن بالنا أن هذه الخمسة آلاف والثلاثمائة والأربعة والسبعون حديثاً، الكثير منها لا يبلغ السطرين أو الثلاثة ، ولو جمعتها كلها لما زادت عن جزء فأى غرابة فى كثرة مروياته مع حداثة صحبته ، مع أن السنين الأربع ليست بالزمن القصير فى عمر الصحبة( )، ولا سيما ما توافر له دون غيره من الصحابة من أمور كانت سبباً فى تفوقه فى الرواية وكثرة مروياته منها :
أسباب كثرة مروياته :
أولاً : شدة ملازمته للنبى منذ قدم مهاجراً إليه سنة سبع من الهجرة يدور معه فى بيوت نسائه يخدمه، ويصلى خلفه، ويحج، ويغزو معه كما حدث عن نفسه، ومما أعانه على التفرغ لذلك أنه كان فقيراً، ولم تكن له زوجه، ولا أولاد حينئذ - ونحو ذلك مما يشغل، مع شدة حرصه على تلقى الحديث عن النبى ، وشهد له النبى بهذا الحرص .
ومن الآثار الدالة على ذلك : ما جاء فى الصحيح عنه قال : "يقولون : إن أبا هريرة قد أكثر والله الموعد0 ويقولون : ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه؟ وسأخبركم عن ذلك : إن إخوانى من الأنصار كان يشغلهم عمل أراضيهم0 وإن إخوانى من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق0 وكنت ألزم رسول الله على ملئ بطنى فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، ولقد قال رسول الله يوماً : "أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثى هذا، ثم يجمعه إلى صدره، فإنه لن ينس شيئاً سمعه ، فبسطت بردة على حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدرى، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئاً حدثنى به0 ولولا آيتان أنزلهما الله فى كتابه ما حدثت شيئاً أبداً : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ(159)إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( )0
ثانياً : دعاء رسول الله له بالحفظ وعدم النسيان، ومما يدل على ذلك الرواية السابقة، وما رواه الحاكم فى المستدرك عن زيد بن ثابت، أن رجلاً جاء إليه فسأله عن شئ فقال له زيد : عليك بأبى هريرة، فإنه بينما أنا وأبو هريرة فى المسجد وفلان فى المسجد ذات يوم ندعوا الله تعالى، ونذكر ربنا خرج علينا رسول الله حتى جلس إلينا قال : فجلس وسكتـنا0 فقال عودوا للذى كنتم فيه، قال زيد فدعوت أنا وصاحبى قبل أبى هريرة ، وجعل رسول الله يؤمن على دعائنا قال:ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهم إنى أسألك مثل الذى سألك صاحباى هذان وأسألك علماً لا ينسى، فقال رسول الله : آمين"فقلنا يا رسول الله ! ونحن نسأل الله علماً لا ينسى ؛ فقال:"سبقكما بها الدوسى"( )0
ثالثاً : إن أبا هريرة تميز بقوة ذاكرته وحفظه وحسن ضبطه، خاصة بعد أن دعا له الرسول بالحفظ وعدم النسيان - كما سبق - فكان حافظاً متقناً ضابطاً لما يرويه0
ويدل على ذلك قصة امتحان مروان له فيما رواه الحاكم عن أبى الزُّعَيْزِعَة( ) كاتب مروان بن الحكم ، أن مروان بن الحكم دعا أبا هريرة فأقعدنى خلف السرير، وجعل يسأله وجعلت أكتب حتى إذا كان عند رأس الحول ، دعا به فأقعده وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك، فما زاد ولا نقص، ولا قدم ولا آخر"( ) وقد نقل هذه القصة الذهبى فى سير أعلام النبلاء، ثم عقب بقوله : "قلت هكذا فليكن الحفظ"( )0
وهذه القصة نقلها أيضاً ابن حجر فى الإصابة( )، وابن كثير فى البداية( )، وهى تدل على قوة حفظه وإتقانه، كما شهد له بذلك الصحابة، والتابعون فمن بعدهم من أئمة المسلمين إلى يومنا هذا على ما سيأتى بعد قليل0
وكان يراجع ما يسمعه من النبى تأكيداً لحفظه ، فقد روى عنه أنه قال : "جزأت الليل ثلاثة أجزاء : ثلثاً أصلى،وثلثاً أنام، وثلثاً أذكر فيه حديث رسول الله ( )0
رابعاً : أدرك أبو هريرة كبار الصحابة، وروى عنهم كثيراً من الأحاديث فتكامل علمه بها واتسع أُفُقُهُ فيها0
خامساً : امتداد عمره بعد وفاة رسول الله ، حيث عاش بعده نحو سبعة وأربعين عاماً، واحتياج الناس إليه فكان يحدثهم ويبث بينهم ما يحفظه من أحاديث، وأعانه على ذلك : ابتعاده عن الفتن وغيرها من المشاغل ووجوده فى المدينة، والناس يفدون إليها، وكانت له حلقة فى مسجد الرسول يحدث الناس فيها بالأحاديث النبوية، فساعد ذلك على انتشار مروياته وتداولها، وكثرة أتباعه وتلامذته، حتى بلغوا نحو ثمانمائة من الصحابة والتابعين كلهم يجلونه ويثقون به ويثنون عليه على ما سيأتى بعد قليل0
قال الإمام البخارى - رحمه الله - : "روى عنه نحواً من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم، من الصحابة والتابعين وغيره"( )0 ومن أشهر من روى عنه من الصحابة : زيد ابن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة، وأبو أيوب الأنصارى0 ومن أشهر من روى عنه من التابعين : مروان بن الحكم، والحسن البصرى، وسعيد بن المسيب، وعامر الشعبى، وعروة ابن الزبير، وهمام بن منبه - وقد كتب عنه الصحيفة المشهورة( )0 وغيرهم كثير0
شهادة الرسول والصحابة ومن بعدهم من أهل العلم بقوة حفظه
وإتقانه وكثرة سماعه وحرصه على الحديث
1- روى عنه أنه قال ذات يوم : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله : "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألنى عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه( )0
2- وعن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه مر بأبى هريرة ، وهو يحدث عن النبى : من تبع جنازة فله قيراط ، فإن شهد دفنها فله قيراطان أعظم من أحد0 فقال ابن عمر : يا أبا هريرة انظر ما تحدث عن رسول الله ، فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق إلى عائشة -رضى الله عنها- فقال لها : يا أم المؤمنين أنشدك الله أسمعت رسول الله يقول : "من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، وإن شهد دفنها فله قيراطان؟ فقالت : اللهم نعم، فقال أبو هريرة : إنه لم يكن يشغلنا عن رسول الله عرس ولا صفق بالأسواق، إنما كنت أطلب من رسول الله كلمة يعلمنيها أو أكلة يطعمنيها0
فقال ابن عمر : يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله وأعلمنا بحديثه( )0
وكان ابن عمر يترحم عليه فى جنازته ويقول : "كان يحفظ على المسلمين حديث رسول الله ( )0
وعن حذيفة بن اليمان قال : قال رجل لابن عمر : إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله فقال ابن عمر : أعيذك بالله أن تكون فى شك مما يجئ به، ولكنه اجترأ وجبنا "( ) ومعنى "اجترأ" هنا أى على سؤال النبى والتعلم منه ، فى حين كانوا يهابون سؤال النبى 0
يدل على ذلك ما رواه الحاكم عن أبى بن كعب قال : كان أبو هريرة جريئاً على النبى يسأله عن أشياء لا نسأله عنها ( )0
وعن أنس بن مالك قال : "نهينا أن نسأل رسول الله عن شئ فكان يعجبنا أن يجئ الرجل من أهل البادية العاقل0 فيسأله ونحن نسمع … الحديث"( )0
3- وعن مالك بن أبى عامر قال : كنت عند طلحة بن عبيد الله فدخل عليه رجل فقال : يا أبا محمد والله ما ندرى هذا اليمانى أعلم برسول الله أم أنتم، تقول على رسول ما لم يقل - يعنى أبا هريرة - فقال طلحة : والله ما نشك أنه سمع من رسول الله ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، إنا كنا قوماً أغنياء لنا بيوت وأهلون كنا نأتى نبى الله طرفى النهارى ثم نرجع، وكان أبو هريرة مسكيناً لا مال له، ولا أهل ولا ولد , وإنما كانت يده مع يد النبى وكان يدور معه حيثما دار، ولا نشك أنه قد علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع، ولم يتهمه أحد منا، أنه تقول على رسول الله ما لم يقل"( )0
وهذا الخبر ذكره ابن حجر فى الإصابة وزاد فى قوله طلحة : "قد سمعنا كما سمع، ولكنه حفظ ونسينا " ( )0
4- وقال ابن خزيمة : وقد روى عن أبى هريرة أبو أيوب الأنصارى مع جلالة قدره، ونزول رسول الله عنده، ولما يقبل له : تحدث عن أبى هريرة وأنت صاحب منزلة عند رسول الله ؟ فقال : إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع ، وإنى إن أحدث عنه أحب إلىَّ ؛ من أن أحدث عن رسول الله يعنى ما لم أسمعه منه( )0
5- وعن محمد بن عمرو بن حزم الأنصارى( ) أنه قعد فى مجلس فيه أبو هريرة، وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله ، فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبى بالحديث، فلا يعرفه بعضهم ، ثم يتراجعون فيه ، فيعرفه بعضهم ثم يحدثهم بالحديث، فلا يعرفه بعضهم ، ثم يعرفه0 حتى فعل ذلك مراراً0 قال : فعرفت يومئذ أنه أحفظ الناس عن رسول الله ( )0
6- ولم يكن أبو هريرة من أهل الحفظ فقط وإنما كان من أهل الفقه وشهد له بذلك الصحابى الجليل ابن عباس 0
يقول الحافظ السخاوى : "ولا عبرة برد بعض الحنفية روايات سيدنا أبى هريرة ، وتعليلهم بأنه ليس فقيهاً، فقد عملوا برأيه فى الغسل ثلاثاً من ولوغ الكلب وغيره، وولاه عمر الولايات الجسيمة 0
وقال ابن عباس له كما فى مسند الشافعى( )، وقد سئل عن مسألة " افته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة ، فأفتى ، ووافقه على فتياه " ( )0
7- وعن أبى صالح السمان( ) قال : " كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله ، ولم يكن بأفضلهم " ( )0
وفى هذا رد على من يحاول الربط بين المنزلة فى الدين , وكثرة الرواية ، فالربط بينهما ليس من التحقيق العلمى فى شئ ( ) 0
وقال الإمام الشافعى : "أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى دهره"( )0
وقال الإمام الذهبى : "أبو هريرة إليه المنتهى فى حفظ ما سمعه من الرسول ، وأدائه بحروفه"( )0
وقال أيضاً : "وكان من أوعية العلم ،ومن كبار أئمة الفتوى مع الجلالة ،والعبادة،والتواضع( ).
10- وقال شمس الأئمة السرخسى : "إن أبا هريرة ممن لا يشك أحد فى عدالته ، وطول صحبته مع رسول الله 0
إن كل هذه النقول وغيرها كثير تبين لنا مدى افتراء الرافضة ، والمستشرقين، وضعفاء الإيمان الذين اتهموا أبا هريرة بالكذب ، والخيانة ، فى رواية الحديث ، بسبب كثرة أحاديثه مع قلة صحبته0
وأعتقد أنه ليس هناك ما يدعوا إلى اتهام أبى هريرة بتلك الإفتراءات، وقد تهيأت له الأسباب السابقة التى أعانته على هذا التفوق فى الرواية ، وشهد له بذلك رسول الله وكبار الصحابة، ومن بعدهم من أئمة المسلمين السابق ذكرهم( )0
وأى غرابة فى حفظ أبى هريرة أحاديث لم تبلغ خمسة آلاف وخمسمائة ومعلوم أن العرب قد اشتهروا وامتازوا بقوة حفظهم، ووجد فى الصحابة والتابعين من كان آية عجباً فى قوة الذاكرة ، وسرعة الحفظ ؛ فالإمام أحمد بن حنبل ، والبخارى ، وأبو زرعة ، وأشباههم ، كان كل واحد منهم يحفظ عشرات الألوف من الأحاديث بأسانيدها " ( ) 0
يقول الدكتور السباعى _ رحمه الله تعالى _ دفاعاً عن أبى هريرة : "إن صحابياً يظل يحدث الناس سبعاً وأربعين سنة بعد وفاة الرسول على مسمع من كبار الصحابة، وأقرب الناس إليه من زوجته وأصحابه، ثم لا يلقى إلا تجلة وإعظاماً، يرجع إليه فى معرفة الأحاديث، ويهرع إليه التابعون من كل جانب … ويبلغ الآخذون عنه ثمانمائة من أهل العلم … وكلهم يجمعون على جلالته والثقة به … وتمر هذه القرون وكلها شهادات صدق فى أحاديثه وأخباره … ويأتى اليوم من يزعم أن المسلمين جميعاً … لم يعرفوه على حقيقته، وأنه فى الواقع كان يكذب ويفترى، إن موقفاً كهذا يقفه بعض الناس من مثل هذا الصحابى العظيم، لجدير بأن يجلب لأهله والقائلين به الاستخفاف، والازدراء بعلومهم، وعقولهم جميعاً ( )0
إن حب هذا الصحابى الجليل لعلامة على الإيمان وبغضه لعلامة على النفاق وهذا تصديقاً لدعوة النبى لما سأله أبو هريرة بأن يدعو الله له بأن يحببه هو وأمه إلى عباده المؤمنين0 ويحببهم إليهما ، فقال رسول الله : " اللهم حبب عبيدك هذا - يعنى أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحبب إليهم المؤمنين " يقول أبو هريرة ، فما خلق الله مؤمناً يسمع بى ولا يرانى إلا أحبنى( )0
يقول الحافظ ابن كثير: "وهذا الحديث من دلائل النبوة ، فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس، وقد شهر الله ذكره بما قدره أن يكون من روايته من إيراد هذا الخبر عنه على رؤوس الناس فى الجوامع المتعددة فى سائر الأقاليم فى الإنصات يوم الجمعة بين يدى الخطبة، والإمام على المنبر، وهذا من تقدير الله العزيز العليم، ومحبة الناس له ( )أ0هـ
يقول الأستاذ الدكتور على أحمد السالوس : " هذا أبو هريرة وعاء العلم، فكيف نجد فى عصرنا من ينسب نفسه للإسلام ويعرض عن قول رسول الله ، والصحابة والتابعين، والأئمة الأعلام الهداة المهديين ، ويأخذ بقول الضالين المضلين ؟! " ( )0
هذا المسلك يفسره العلامة المرحوم الشيخ أحمد شاكر فيقول : " وقد لهج أعداء السنة ، أعداء الإسلام، فى عصرنا، وشغفوا بالطعن فى أبى هريرة، وتشكيك الناس فى صدقه وفى روايته0 وما إلى ذلك أرادوا، وإنما أرادوا أن يصلوا –زعموا- إلى تشكيك الناس فى الإسلام، تبعاً لسادتهم المبشرين، وإن تظاهروا بالقصد إلى الإقتصار على الأخذ بالقرآن، أو الأخذ بما صح من الحديث فى رأيهم، وما صح من الحديث فى رأيهم إلا ما وافق أهواءهم، وما يتبعون من شعائر أوروبا وشرائعها0 ولن يتورع أحدهم عن تأويل القرآن، إلى ما يخرج الكلام عن معنى اللفظ فى اللغة التى نزل بها القرآن، ليوافق تأويلهم هواهم وما إليه يقصدون!!0
وما كانوا بأول من حارب الإسلام من هذا الباب، ولهم فى ذلك سلف من أهل الأهواء قديماً0 والإسلام يسير فى طريقه قدماً ، وهم يصيحون ما شاءوا، لا يكاد الإسلام يسمعهم ، بل هو إما يتخطاهم لا يشعر بهم، وإما يدمرهم تدميراً0
ومن عجب أن تجد ما يقول هؤلاء المعاصرون ، يكاد يرجع فى أصوله ومعناه إلى ما قال أولئك الأقدمون ! بفرق واحد فقط : أن أولئك الأقدمين ، زائغين كانوا أم ملحدين ، كانوا علماء مطلعين أكثرهم ممن أضله الله على علم !! أما هؤلاء المعاصرون ، فليس إلا الجهل والجرأة ، وامتضاغ ألفاظ لا يحسنوها، يقلدون فى الكفر، ثم يتعالون على كل من حاول وضعهم على الطريق القويم !! " ( ) 0
وبعـد
فإن صحابة رسول الله وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة هم خير جيل عرفته البشرية ، وهم أبرز وجوه حضارتنا ، وأكثرها إشراقا ً، وأخلدها ذكراً، وأنبلها أخلاقا ً، وهم بشر، ولكنهم فى القمة ديناً , وخلقاً ؛ رغم أنف الحاقدين !0
رضى الله تعالى عن صحابة رسول الله ، وعلى الحافظ علينا شرائع الدين أبى هريرة , وجعلنا الله من محبيه ، وجمعنا معه فى واسع جنته ( ) آمين أ0هـ0
والله تبــارك وتعالــى
أعلـى وأعلـم
========
المبحث الثامن
حكم الطاعن فى عدالة الصحابة
عرفت فيما سبق أن الصحابة , هم وسيلتنا وشهودنا على شريعتنا الغراء , فعنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله ، وسنة رسوله , و هذا يعنى أن الطعن في عدالتهم , وتجريحهم ، يزلزل بناء الإسلام ، ويقوض دعائم الشريعة ، ويشكك فى صحة القرآن ، ويضيع الثقة بسنة سيد الأنام ! .
ومن هنا جاءت أقوال أهل السنة والجماعة , صريحة فى بيان حكم من ينتقصهم ,
وأن أمثال هؤلاء لهم خبيئة سوء ، ومتهمين فى دينهم ، وإليك نماذج من أقوالهم :
قال الإمام أحمد بن حنبل لما سئل عن رجل تنقص معاوية ، وعمرو بن العاص أيقال له رافضى ؟ فقال : " إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ، ما انتقص أحدٌ أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء"0 وفى رواية أخرى قال : " إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام " ( )0
ويُسئل الإمام النسائى عن معاوية بن أبى سفيان - رضى الله عنهما - فيقول : " إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال : فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة( )0
وقال الإمام الحافظ أبى زُرْعة الرازى( ) - رحمه الله تعالى- : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله ، فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول عندنا حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن ، والسنن ، أصحاب رسول الله ،
وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة " ( )0
وعن عبد الله بن مصعب( ) قال : قال المهدى : ما تقول فيمن ينتقص الصحابة ؟ فقلت زنادقة ، لأنهم ما استطاعوا أن يصرحوا بنقص رسول الله فتنقصوا أصحابه ، فكأنهم قالوا : كان يصحب صحابة السوء ) ( )0
وصدق شمس الأئمة السرخسى : " الشريعة إنما بلغتنا بنقلهم فمن طعن فيهم فهو ملحد , منابذ للإسلام , دواؤه السيف إن لم يتب " ( )0
وتكفير ساب الصحابة اختلف فيه الفقهاء فيما يلى :
1- ذهب إلى تكفيرهم فريق من أهل العلم من الحنفية , والمالكية , والشافعية ، والحنابلة ، والظاهرية . ( ) .
2- وذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم ، بل يفسق ويضلل ، ولا يعاقب بالقتل ، بل يكتفى بتأديبه ، وتعزيره تعزيراً شديداً حتى يرجع ؛ وإن لم يرجع تكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة . ( ) .
3- قال الملا على القارئ : " وإذا كان لكل فريق أدلته على ما ذهب إليه ؛ فالقول الذى تطمئن إليه النفس ؛ ويرتاح إليه القلب , أن من أبغضهم جميعاً أو أكثرهم أو سبهم سباً يقدح فى دينهم ، وعدالتهم ، فإنه يكفر بـهذا ، لأن هذا يؤدى إلى إبطال الشريعة بكاملها لأنـهم هم الناقلون لها ، أما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ، ومبتدع بالإجماع ، إلا إذا اعتقد إنه مباح أو يترتب عليه ثواب كما عليه بعض الشيعة أو اعتقد كفر الصحابة فإنه كافر بالإجماع " ( ) .
4- وقال القاضى عياض - رحمه الله تعالى - : "وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة ، وتكفير جميع الصحابة ... , وجميع الأمة بعد النبى إذ لم تقدم علياً ، وكفرت علياً إذ لم يتقدم ، ويطلب حقه فى التقديم ، فهؤلاء قد كفروا … لأنـهم أبطلوا الشريعة بأسرها " ( ) .
قلت : وبالقول الثالث , والرابع , أقول . أهــ .
وأخيراً : دع عنك – أخى المسلم – أباطيل هؤلاء المبتدعة الذين يجادلون فى عدالة الصحابة
جميعاً , ويتحدثون عنهم بأسلوب غير لائق ، وينصبون أنفسهم حكماً فيما شجر بينهم
من خلاف ، ويقبلون رواية هذا ، ويرفضون رواية ذلك ، وهم لا يملكون سبباً واحداً
من أسباب ذلك كله 0 واعلم أن أمثال هؤلاء لهم خبيئة سوء ، ومتهمين فى دينهم ،
على ما سبق من أقوال الأئمة أ . هـ
والله تبارك وتعالى
أعلى وأعلم
***
**
*
====
الخـاتمــة
مما تقدم فى مباحث ومطالب هذا الكتاب , يتضح للقارئ الفطن عددٌ من النتائج التى يمكن إجمال أهمها فيما يلى :
1- أن التعريف الصحيح المعتمد للصحابى هو : من لقى النبى مؤمناً به ، ومات على الإسلام ، ولو تخللت ذلك ردة على الأصح 0
2- أن المنافقين الذين كشف الله ورسوله – سترهم ، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم ، والمرتدين الذين ارتدوا فى حياة النبى وبعد وفاته ، ولم يتوبوا ويرجعوا إلى الإسلام ، وماتوا
على ردتهم ، هم بمعزل من شرف الصحبة ، وبالتالى بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول
جمهور العلماء والأئمة إنهم عدول ، وفى تعريف العلماء للصحبة ما ينفى عنها ؛ هؤلاء وأولئك .
3- أن معنى عدالة الصحابة : أنهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله ، لما اتصفوا به من
قوة الإيمان ، والتزام التقوى ، والمروءة ، وسمو الأخلاق والترفع عن سفاسف الأمور0 وليس معنى عدالتهم أنهم معصومون من المعاصى أو من السهو أو الغلط فإن ذلك لم يقل به أحد من أهل العلم 0
4- أن فى القرآن الكريم ؛ والسنة المطهرة ، من الشهادات العالية , ما يرفع مقام الصحابة إلى الذروة ، وما لا يترك لطاعن فيهم دليلاً , ولا شبهة دليل ؛ والعقل المجـرد من الهوى والتعصب ، يحيل على الله فى حكمته ورحمته ، أن يختار لحمل شريعته الختامية ، أمة مغموزة ، أو طائفة ملموزة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً 0
5- إن الصحابة هم حجر الزاوية فى بناء الأمة المسلمة ، عنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله ، وسنة رسوله , فالغض من شأنهم والتحقير لهم ، بل النظر إليهم بالعين المجردة من الإعتبار، لا يتفق والمركز السامى الذي تبوءوه ، ولا يوائم المهمـة لكبرى التى انتدبوا لها ونهضوا بها0 كما أن الطعن فيهم والتجريح لهم ، يقوض دعائم الشريعة ، ويشكك فى صحة القرآن ، ويضيع الثقة بسنة سيد الأنام ! ؛ فضلاَ عن أنه تجريح وقدح فيمن بوأهم تلك المكانة ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس !!! .
6- إن الآيات القرآنية , التى جاء فيها عتاب للصحابة أو لبعضهم لارتكابهم بعض المعاصى لخير دليل شاهد على ما سبق ذكره ، من أن المراد بعدالتهم جميعاً عصمتهم من الكذب فى حديث رسول الله , وليس معنى عدالتهم عصمتهم من المعاصى أو من السهو أو الغلط ، فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم , وحتى مع ارتكاب بعضهم لبعض الذنوب ، فقد امتن الله عليهم بالتوبة والمغفرة لذنوبهم ؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
7- أجمعت الأمة - إلا من شذ ممن لا يعتد بخلافهم ؛ على تعديل الله , ورسوله للصحابة أجمع ، والنقول فى هذا الإجماع كثيرة عن علماء الأمة ، من المحدثين ، والفقهاء، والأصوليين0
8- إن جميع الأمة مجمعة على تعديل من لم يلابس الفتن من الصحابة , وأما من لابس الفتن منهم , وذلك حين مقتل عثمان , فأجمع من يعتد به أيضاً فى الإجماع على تعديلهم إحساناً للظن بهم ، ولما أدى إليه اجتهاد كل فريق من اعتقاده ؛ أن الواجب ما صار إليه ، وأنه أوفق للدين وأصلح للمسلمين 0
9- إن شبهات أعداء السنة المطهرة – ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا – حول صحابة سيدنا رسول الله ؛ قائمة على إعلان الكفر صراحة بالشطر الثانى من الوحى الإلهى؛ وهم فيما يزعمون من شبهات , يتسترون بعباءة القرآن الكريم ، وفاق تسترهم كل حد ، إذ تجرأوا على كتاب ربهم ، ففسروه وأولوه ، بما يأتى فى النهاية صراحة بردهم على الله تعالى كلامه وتطاولهم عليه من حيث يشعرون أو لا يشعرون 0
وما استشهدوا به من أحاديث للطعن فى الصحابة إما أحاديث مكذوبة ، وضعيفة ، وإما صحيحة مع ضعف دلالتها على ما احتجوا به .
10- أياً كانت بداية الوضع فى الحديث " زمن النبوة المباركة " أو " زمن الفتنة " فلا يمكن أن يكون الوضع فى الحديث وقع من صحابة رسول الله العدول الثقات المعروفين بالخيرية ، والتقى ، والبر والصلاح ، والذين يدور عليهم نقل الحديث 0 وعلى فرض صحة الروايات التى تشير إلى أن بداية الوضع زمن النبوة المباركة ؛ فليس فيها ما يشكك فى صدق الصحابة ، ولا ما يطعن فى عدالتهم ، إذ كان معهم منافقون ، وهم الذين كانت تصدر منهم أعمال النفاق ، فلا يبعد أن يكون الرجل الوارد فى تلك الروايات واحد من المنافقين ، وبذلك قال أهل العلم ممن ذهب إلي أن بداية الوضع زمن النبوة المباركة .
11- أن الصورة الحقيقية لسيدنا معاوية , تخالف الصورة الكاذبة التى يصورها الزنادقة من الرافضة ومن تابعهم من أعداء الإسلام ، والسنة المطهرة ، تلك الصورة التى تنكر ما جاء فى السنة المطهرة عن رسول الله ، وعن الصحابة ، والتابعين ، من الشهادة له بالصحبة ، والفقه ، والملك العادل ، وحسن السيرة , حتى شهد له من أدركه كمجاهد والأعمش بأنه المهدى 0
12- ما اتهم به أبو هريرة ، من أكاذيب وافتراءات من قبل أرباب الأهواء قديماً وحديثاً، سندهم فيه إما روايات مكذوبة أو ضعيفة ، وإما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها ، بل تأولوها تأويلاً باطلاً يتفق وأهواءهم .
13- ليس هناك ما يدعوا إلى اتهام أبى هريرة بتلك الإفتراءات ، وقد تهيأت له الأسباب التى أعانته على التفوق فى الرواية ، وشهد له بذلك رسول الله , وكبار الصحابة ، ومن بعدهم من أئمة المسلمين .
14- أقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة ، وتكفير جميع الصحابة , وجميع الأمة بعد النبى إذ لم تُقدم علياً ، وكفرت علياً إذ لم يَتقدم ، ويطلب حقه فى التقــديم ، فهؤلاء قد كفروا … لأنـهم أبطلوا الشريعة بأسرها , أما غيرهم ممن لا يصرحون بتضليل الأمة ، وتكفير جميع الصحابة , وجميع الأمة بعد النبى , فإن أقوال أهل السنة والجماعة , صريحة فى بيان أن أمثال هؤلاء لهم خبيئة سوء ، ومتهمين فى دينهم أيضاَ .
وبعـد
فإن صحابة سيدنا رسول الله , وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة , هم خير جيل عرفته البشرية ، وهم أبرز وجوه حضارتنا ، وأكثرها إشراقا ً، وأخلدها ذكراً ، وأنبلها أخلاقا ً، وهم بشر، ولكنه فى القمة ديناً , وخلقاً , رغم أنف الحاقدين !0
رضى الله تعالى عن صحابة سيدنا رسول الله ، وعلى الحافظين علينا شرائع الدين ,
وجعلنا الله من محبيهم ، وجمعنا معهم فى واسع جنته . آمين أ0هـ0
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد , خاتم النبيين
وإمام المرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله ، وصحبه
والمتمسكين بسنته أجمعين 0
=====
أهم المصادر والمراجع
أهمل في الترتيب الألف واللام، وأب، وابن، في أول اسم الكتاب، وكذلك كلمة (كتاب)0
1- القرآن الكريم0
( أ )
2- الإبانة عن أصول الديانة، لأبى الحسن الأشعرى ، تحقيق الدكتورة فوقية حسين محمود ، دار الأنصار بالقاهرة، الطبعة الأولى 1397هـ-1977م .
3- الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول ، " للقاضي البيضاوي" لعلى السبكى وولده عبد الوهاب، حققه جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية بيروت، 1404هـ – 1984م0
4- أحاديث أم المؤمنين عائشة، أدوار من حياتها، لمرتضى العسكرى، دار الزهراء، بيروت، الطبعة الثانية 1413هـ-1992م0
5- الأحكام في أصول الأحكام ، لابن حزم الظاهري، تحقيق أحمد محمد شاكر، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ – 1985م0
6- الأحكام في أصول الأحكام ، لعلى بن محمد الآمدى ، مطبعة البابى الحلبي بمصر، 1387هـ – 1967م0
7- الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر، تحقيق على محمد البجاوى، دار الجيل
بيروت، الطبعة الأولى 1412هـ – 1992م 0
8- أسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير، تحقيق على معوض، وعادل أحمد، دار الكتب
العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1415هـ – 1994م0
9- الإسلام على مفترق الطرق، لمحمد أسد (ليبولد فايس) ترجمة الدكتور عمر فروخ، دار العلم بيروت، 1987م0
10- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، لمحمد بن على الشوكانى، تحقيق الدكتور شعبان إسماعيل، دار الكتبى بمصر، بدون تاريخ0
12- الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلانى، دار السعادة بمصر 1328هـ0
13- أصل الشيعة وأصولها، لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة 1413هـ-1993م0
14- أصول الحديث ، للدكتور عبد الهادى الفضلى، دار المؤرخ العربى، بيروت، الطبعة الأولى 1414هـ-1993م0
15- أصول السرخسى، لمحمد بن أحمد السرخسى، تحقيق أبو الوفا الأفغانى، حيدر أباد الدكن
بالهند، تصوير الكتب العلمية بيروت 1414هـ – 1993م0
16- أصول الشريعة، لمحمد سعيد العشماوى، طبعة القاهرة 1979م
17- أصول علم الحديث بين المنهج والمصطلح، للدكتور أبو لبابة حسين، دار الغرب
الإسلامى، بيروت، الطبعة الأولى، بدون تاريخ0
18- أصول الفقه المحمدى، لجوزيف شاخت، ترجمة الأستاذ الصديق بشير بن نصر، نشر مجلة كلية الدعوة، بليبيا، العدد 11 لسنة 1994م0
19- الأصلان العظيمان – الكتاب والسنة – رؤية جديدة، لجمال البنا، مطبعة حسان بمصر0
20- أضواء على السنة المحمدية، لمحمود أبو ريه، دار المعارف بمصر، الطبعة الثالثة، بدون تاريخ0
21- الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائيلية، وتطهير البخارى منها، للسيد صالح أبو بكر، مطبعة محرم الصناعية 1974م0
22- إعادة تقييم الحديث، لقاسم أحمد، مكتبة مدبولى الصغير بمصر، الطبعة الأولى 1997م0
23- إعادة قراءة القرآن، لجاك بيرك، ترجمة وائل غالى شكرى، تقديم أحمد صبحى منصور، دار النديم للصحافة بمصر، الطبعة الأولى 1996م0
24- الاعتصام ، للشاطبى ، تحقيق محمود طعمة ، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ – 1997م0
25- الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين،
لخير الدين الزركلى، دار العلم، بيروت، الطبعة السادسة 1984م0
26- أعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن قيم الجوزية، تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد،
مطبعة السعادة بمصر، الطبعة الأولى 1374هـ0
27- الإفصاح فى إمامة على بن أبى طالب، لمحمد بن النعمان العكبرى، دار المنتصر، بيروت، الطبعة الثانية 1409هـ-1989م0
28- إنذار من السماء ، لنيازى عز الدين ، الأهالى للطباعة بيروت ، الطبعة الأولى 1996م0
29- أهل السنة شعب الله المختار، لصالح الوردانى، كنوته للطباعة، الطبعة الأولى 1417هـ- 1997 م 0
( ب )
30- البحر المحيط في أصول الفقه، للزركشى، تحقيق الدكتور عمر سليمان الأشقر وغيره، دار الصفوة بالغردقة، الطبعة الثانية 1413هـ – 1992م0
31- البداية والنهاية في التاريخ، لابن كثير، تحقيق الدكتور أحمد أبو ملحم وغيره، دار الريان
للتراث، الطبعة الأولى 1408هـ – 1988م0
32- البرهان في أصول الفقه، للجوينى، تحقيق صلاح محمد عويضة، دار الكتب العلمية
بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ – 1997م0
( ت )
33- تاج العروس في جواهر القاموس، للزبيدى، المطبعة الخيرية بمصر، الطبعة الأولى 1306هـ0
34- تدريب الراوى شرح تقريب النواوى، لعبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى، تحقيق
الدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الثانية
1399 هـ- 1979م0
35- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبى، تحقيق الدكتور عمر التدمرى، دار
الكتاب العربي بيروت 1990م0
36- تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم ، لابن شاهين ، تحقيق الدكتور عبد المعطى أمين
قلعجى ، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ – 1986م0
37- تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادى ، مطبعة السعادة، الطبعة الأولى 1349هـ – 1930م0
38- تاريخ الثقات، للعجلى ، بترتيب الحافظ الهيثمى ، وتضمينات ، الحافظ ابن حجر، تحقيق
الدكتور عبد المعطى قلعجى، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ – 1984م
39- تاريخ الصحابة الذين روى عنهم الأخبار، لابن حبان، تحقيق بوران الضناوى، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ – 1988م0
40- تاريخ الطبرى، لمحمد بن جرير الطبرى، تحقيق محمد أبى الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر 1979م0
41- تأملات في الحديث عند السنة والشيعة، لزكريا عباس داود، دار النخيل بيروت، الطبعة الأولى، 1416هـ – 1995م0
42- تبصير الأمة بحقيقة السنة، لإسماعيل منصور جودة، خال من مكان الطبع 1416هـ – 1995م0
43- تجريد أسماء الصحابة، للذهبى، دار المعرفة بيروت، بدون تاريخ0
44- تذكرة الحفاظ، للذهبى، تصحيح عبد الرحمن المعلمى اليمانى، حيدر آباد الدكن بالهند،
الطبعة الأولى 1395هـ – 1975م0
45- تطهير الجنان واللسان، لابن حجر الهيتمى، تحقيق الدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف،
مكتبة القاهرة ، بمصر ، الطبعة الثانية ، 1385هـ – 1965م0
46- التعليق المغنى على الدارقطنى، للعظيم آبادى، تحقيق السيد عبد الله هاشم يمانى، دار
المحاسن للطباعة بمصر 1386هـ 0
47- تفسير فرات الكوفى، لفرات بن إبراهيم الكوفى، المطبعة الحيدرية، النجف0
48- تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، تحقيق عبد العزيز غنيم وغيره، مطبعة دار الشعب
بمصر بدون تاريخ0
49- تفسير القمى، لعلى بن إبراهيم القمى، مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر، قم، إيران،
الطبعة الثانية 1387هـ-1968م0
50- التفسير الكبير، (المسمى مفاتيح الغيب) للفخر الرازى، دار إحياء التراث العربي بيروت0
51- تقريب التهذيب، لابن حجر العسقلانى، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية
بيروت، الطبعة الأولى 1413هـ – 1993م0
52- تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعى الكبير، لابن حجر العسقلانى، تحقيق عادل عبد
الموجود، وعلى معوض، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1419هـ – 1998م0
53- تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلانى، حيدر أباد الدكن بالهند 1907م
54- توجيه النظر إلى أصول الأثر ، لطاهر بن صالح الجزائرى ، دار المعرفة ، بيروت ، بدون
تاريخ0
55- توضيح الأفكار لمعانى تنقيح الأنظار، لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعانى،
تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، مكتبة الخانجى، الطبعة الأولى 1366هـ0
56- توثيق السنة فى القرن الثانى الهجرى، أسسه واتجاهاته، للدكتور رفعت فوزىعبدالمطلب، مكتبة الخانجى بالقاهرة ، الطبعة الأولى 1400هـ-1981م0
57- تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير، للدكتور مروان محمد
شاهين، مكتب فوزى الشيمى للطباعى، بطنطا، بدون تاريخ0
( ث )
58- الثقات ، لابن حبان البستى، حيدر أباد الدكن بالهند ، الطبعة الأولى 1404هـ – 1984م0
( ج )
59- جامع بيان العلم وفضله ، لابن عبد البر، المطبعة المنيرية 1978، تصوير دار الكتب العلمية0
60- جامع البيان عن تأويل آى القرآن، لابن جرير الطبرى، مطبعة مصطفى البابى الحلبي بمصر، الطبعة الثالثة 1388هـ0
61- الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبى، تصحيح أحمد عبد العليم، الطبعة الثانية 1952م0
( ح )
62- الحسبة دراسة أصولية تاريخية، لأحمد صبحى منصور، مركز المحروسة للنشر بمصر، الطبعة الأولى 1995م0
63- حصاد العقل، لمحمد سعيد العشماوى، مكتبة مدبولى الصغير 1992م0
( خ )
64- الخطوط العريضة ، لمحب الدين الخطيب ، تحقيق محمد مال الله ، المطبعة الفنية،
بالقاهرة، بدون تاريخ0
65- الخلافة المغتصبة، أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخ ، لإدريس الحسينى ، دار الخليج للطباعة والنشر، الطبعة الثانية 1416هـ-1996م0
( د )
66- دراسات محمدية ، لجولدتسيهر، ترجمة الأستاذ الصديق بشير نصر، نشر مجلة كلية
الدعوة الإسلامية، بليبيا، العدد الثامن لسنة 1991م، والعدد العاشر لسنة 1993م0
67- الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلانى، حيدر آباد الدكن، الهند،
الطبعة الأولى 1349هـ-1930م، تصوير دار إحياء التراث العربى0
68- دفاع عن الحديث والمحدثين وتفنيد شبهات خصومه لجماعة من نوابغ العلماء، تصحيح
زكريا على يوسف، مطبعة الإمام، توزيع مكتبة المتنبى بالقاهرة 1972م0
69- دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين، لصالح الوردانى، الناشر تريدنكو بيروت
1997م0
70- الدولة والمجتمع ، لمحمد شحرور، مطبعة الأهالى بيروت، الطبعة الرابعة 1997م0
71- الديباج المذهب فى معرفة أعيان علماء المذهب (المالكى)، لإبراهيم بن على، المعروف
بابن فرحون المالكى، تحقيق مأمون محيى الدين الجنان، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة
الأولى 1417هـ-1996م0
72- دين السلطان ، لينازى عز الدين ، دار الأهالى بيروت ، الطبعة الأولى 1997م0
( ر )
73- الربا والفائدة في الإسلام، للعشماوى ، مكتبة مدبولى الصغير بمصر، الطبعة الأولى 1996م0
74- الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة، ليحيى العامرى
اليمنى، تصحيح عمر أبو حجلة، مكتبة المعارف بيروت 1983م0
( س )
75- السلطة في الإسلام، لعبد الجواد ياسين، الدار البيضاء، بالمغرب، الطبعة الأولى 1998م0
76- السنة ، لابن أبى عاصم ، تحقيق ناصر الدين الألبانى، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة 1413هـ – 1993م0
77- السنة ودورها في الفقه الجديد، لجمال البنا، دار الفكر بمصر، 1997 0
78- سنن أبى داود، تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، دار الكتب العلمية بيروت0
79- سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى، عيسى البابى الحلبي بمصر 1954م0
80- سنن الترمذى ، تحقيق أحمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقى وغيرهما، عيسى البابى الحلبي بمصر 1385هـ نشر وتصوير دار الحديث0
81- سنن الدارقطنى، تحقيق السيد عبد الله هاشم يمانى، دار المحاسن بمصر، الطبعة الأولى 1386هـ – 1966م0
82- سنن الدارمى، تحقيق فواز أحمد زمرلى، وخالد العلمى، دار الريان بمصر، الطبعة الأولى 1407هـ – 1987م0
83- السنن الكبرى، للبيهقى، دار المعارف العثمانية، الطبعة الأولى 1344هـ – 1925م0
84- السنن الكبرى، للنسائى، تحقيق الدكتور عبد الغفار سليمان البندارى وغيره، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1411هـ – 1991م0
85- سنن النسائى، (المجتبى) تحقيق الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية بيروت، الطبعة الثانية 1406هـ – 1986م0
86- سير أعلام النبلاء، للذهبى، تحقيق شعيب الأرنؤوط وغيره، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الثامنة، 1412هـ – 1992م0
87- سيرة المصطفى، نظرة جديدة، لهاشم معروف، دار التعارف بيروت 1996م0
88- السيرة النبوية، لابن هشام، تحقيق الدكتور فتحى أنور، ومجدى فتحى، دار الصحابة بطنطا، الطبعة الأولى 1416هـ – 1995م0
( ش )
89- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، للشيخ محمد محمد مخلوف، دار الفكر0
90- شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد، مكتبة القدسى بمصر، الطبعة الأولى 1371هـ – 1951م0
91- شرح ألفية العراقى المسماة بالتبصرة والتذكرة، لأبى الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقى، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ0
92- شرح السنة ، للبغوى ، تحقيق زهير الشاويش وغيره، المكتب الإسلامي بيروت، الطبعة
الثانية 1403هـ – 1983م0
93- الشريعة ، لأبى بكر محمد بن الحسينى الآجرى، تحقيق محمد حامد الفقى، دار
الكتب العلمية ، بيروت، الطبعة الأولى 1403هـ-1983م0
94- الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، للقاضي عياض، دار الكتب العلمية بيروت0
95- شيخ المضيرة (أبو هريرة)، لمحمود أبو ريه، مؤسسة الأعلمى بيروت 1413هـ
96- الشيعة هم أهل السنة، للدكتور محمد التيجانى السماوى، شمس المشرق ومؤسسة الفجر،
لندن، الطبعة الأولى 1413هـ- 1993م0
( ص )
97- الصارم المسلول على شاتم الرسول، لابن تيمية، تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، عالم الكتب بيروت، 1982م 0
98- الصحابة فى نظر الشيعة الإمامية، لأسد حيدر، نشر مطبوعات النجاح بالقاهرة، بدون
تاريخ0
99- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهرى، تحقيق أحمد العطار، مصر، الطبعة الثانية
1402هـ – 1982م0
100- صحيح البخارى ، مع (فتح البارى) تحقيق محب الدين الخطيب ومحمد فؤاد عبد الباقى،
دار الريان بمصر، الطبعة الأولى 1407هـ – 1986م0
101- صحيح ابن حبان، بترتيب الأمير ابن بلبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة
بيروت، الطبعة الثانية 1414هـ – 1993م0
102- صحيح ابن خزيمة ، تحقيق محمد مصطفى الأعظمى ، المكتب الإسلامي بيروت ،
الطبعة الثانية 1412هـ – 1992م0
103- صحيح مسلم ، مع (المنهاج شرح مسلم) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى ، دار الحديث
بمصر، الطبعة الأولى 1415هـ – 1994م0
( ض )
104- الضعفاء والمتروكين، للنسائى، تحقيق كمال يوسف الحوت وغيره، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت، الطبعة الثانية 1407هـ – 1987م0
105- الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزى ، تحقيق عبد الله القاضى، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ – 1984م0
106- الضعفاء الكبير، للعقيلى، تحقيق الدكتور عبد المعطى قلعجى، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ – 1984م0
( ط )
107- طبقات الحفاظ، للسيوطى، دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1983م0
108- طبقات الشافعية الكبرى ، للسبكى، تحقيق محمود الطناحى وغيره، مطبعة عيسى الحلبي
بمصر، الطبعة الأولى 1383هـ – 1964م0
109- طبقات الفقهاء الشافعيين ، لابن كثير، تحقيق الدكتور أحمد عمر هاشم ، والدكتور زينهم عزب ، المكتبة الثقافية بمصر 1413هـ – 1993م0
110- الطبقات الكبرى، لابن سعد، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ – 1990م0
111- طبقات المفسرين، للداودى ، دار الكتب العلمية بيروت ، بدون تاريخ 0
112- طبقات المفسرين، للسيوطى ، دار الكتب العلمية بيروت ، بدون تاريخ 0
( ع )
113- العقيدة والشريعة فى الإسلام، تاريخ التطور العقدى والتشريعى فى الدين الإسلامى،
لجولدتسهير، نقله إلى العربية الدكتور على حسن عبد القاهر، ومحمد يوسف موسى،
وعبد العزيز عبد الحق، الناشر : دار الكتب الحديثة بمصر، ومكتبة المثنى ببغداد، الطبعة
الثانية ، بدون تاريخ0
114- علوم الحديث ، لابن عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزورى المعروف بابن
الصلاح ، تحقيق صلاح عويضة ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ،
1416هـ-1995م .
115- العواصم من القواصم فى تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبى ، لأبى بكر ابن
العربى المالكى، تحقيق محب الدين الخطيب، ومحمود مهدى الإستانبولى، مكتبة السنة
بالقاهرة، الطبعة السادسة 1412هـ0
116- العواصم والقواصم فى الذب عن سنة أبى القاسم ، لمحمد بن إبراهيم الوزير، تحقيق
شعيب الأرنؤوط، دار البشير، عمان، الطبعة الأولى 1405هـ-1985م0
( ف )
117- فتح البارى بشرح صحيح البخارى، لابن حجر العسقلانى، تحقيق محب الدين الخطيب، ومحمد فؤاد عبد الباقى، دار الريان بمصر 1986م0
118- فتح الباقى على ألفية العراقى، لأبى يحيى زكريا بن محمد الأنصارى، تحقيق محمد بن الحسينى العراقى، دار الكتب العلمية، بيروت، بهامش شرح ألفية العراقى المسماه بالتبصرة والتذكرة
119- فتح المغيث بشرح ألفية الحديث ، لأبى الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقى، تحقيق
أحمد محمد شاكر، ومحمود ربيع ، مكتبة السنة ، بالقاهرة، الطبعة الثانية 1408هـ-
1988م0
120- فتح المغيث شرح ألفية الحديث ، للعراقى ، شرح السخاوى ، تحقيق صلاح محمد
عويضة , دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1414هـ – 1993م0
121- الفقيه والمتفقه، لأبى بكر أحمد بن على الخطيب البغدادى، تحقيق عادل يوسف
العزازى، دار ابن الجوزى بالرياض، الطبعة الأولى 1417هـ-1997م، توزيع دار التوعية الإسلامية، مصر0
122- الفكر المنهجى عند المحدثين، للدكتور همام عبد الرحيم سعيد، كتاب الأمة، الطبعة
الأولى 1408هـ0
123- فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت ، لعبد العلى محمد بن نظام الأنصارى ، المطبعة الأميرية ببولاق ، 1322هـ مطبوع بهامش المستصفى0
( ق )
124- القاموس المحيط، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادى، المطبعة الأميرية، الطبعة الثالثة 1301هـ، تصوير الهيئة المصرية العامة للكتاب 1397هـ-1977م0
125- قراءة في صحيح البخارى، لأحمد صبحى منصور، مخطوط0
( ك )
126- الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، لمحمد شحرور، شركة المطبوعات بيروت، الطبعة الأولى 1412هـ – 1992م0
127- كشف الأستار عن زوائد البزار، للهيثمى، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمى، مؤسسة الرسالة 1979م0
128- الكفاية فى علم الرواية، لأبى بكر أحمد بن على، الشهير بالخطيب البغدادى، تحقيق
محمد الحافظ التيجانى، وعبد الحليم محمد، وعبد الرحمن حسن، دار ابن تيمية،
بالقاهرة، 1410هـ-1990م0
129- لقد شيعنى الحسين ، الانتقال الصعب فى رحاب المعتقد والمذهب ، لإدريس الحسينى ، دار النخيل العربى، بيروت، الطبعة الرابعة 1416هـ-1996م0
( ل )
130- لسان العرب، لابن منظور، دار صادر بيروت، بدون تاريخ0
131- لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث ، للأستاذ عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الرابعة 1417هـ0
132- لماذا القرآن، لعبد الله الخليفة = أحمد صبحى منصور، خال من مكان الطبع وتاريخه0
( م )
133- مجلة روز اليوسف، الأعداد 3559 – 3563 – 3564، مطابع الأهرام بمصر0
134- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمى، دار الكتاب العربي بيروت 1402هـ – 1982م0
135- المحصول فى أصول الفقه، لفخر الدين محمد بن عمر الرازى، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ-1988م0
136- مختار الصحاح، لمحمد بن أبى بكر الرازى، عنى بترتيبه محمود خاطر، دار النهضة
للطباعة0
137- مختصر التحفة الإثنى عشرية ، تأليف شاه عبد العزيز الإمام ولى الله أحمد الدهلوى،
تعريب غلام محمد الأسلمى ، وتهذيب السيد محمود شكرى الألوسى ، تحقيق محب الدين
الخطيب، طبعة الرئاسة العامة للإفتاء والإرشاد بالسعودية 1404هـ0
138- المراسيل ، لأبى داود سليمان بن أشعث السجستانى ، تحقيق كمال يوسف
الحوت ، دار الجنان ، بيروت ، الطبعة الأولى 1408هـ-1988م0
139- مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، لعبد المؤمن البغدادى، تحقيق على البجاوى،
دار المعرفة بيروت، 1373هـ0
140- مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودى، تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، دار المعرفة بيروت 1368هـ – 1948م0
141- مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة ، لأحمد حسين يعقوب، الغدير بيروت،
الطبعة الأولى 1418هـ – 1997م0
142- المستدرك على الصحيحين، للحاكم، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1411هـ – 1990م0
143- المستصفى من علم الأصول ، للغزالى ، المطبعة الأميرية بمصر 1322هـ0
144- المسلم العاصى، هل يخرج من النار ليدخل الجنة، لأحمد صبحى منصور، القاهرة 1407هـ – 1987م0
145- مسند أبى داود الطيالسى، لأبى داود ، حيدر أباد الدكن بالهند 1321هـ – 1903م0
146- مسند أبى يعلى الموصلى، لأبى يعلى، تحقيق حسين أسد، ودار المأمون 1415هـ – 1990م0
147- مسند الإمام أحمد ، لأحمد بن حنبل ، المطبعة الميمنية بمصر 1313هـ – 1895م0
148- مسند الحميدى ، للحميدى ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمى ، عالم الكتب بيروت0
149- مسند الشافعى،للإمام الشافعى، تحقيق سعيد محمد اللحام وغيره، دار الفكر بيروت 1996م0
150- مسند الشهاب ، للقضاعى، تحقيق حمدى عبد المجيد السلفى، مؤسسة الرسالة بيروت 1405هـ0
151- مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان، تحقيق مجدى الشورى، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الثانية 1416هـ – 1995م0
152- مصادر الشريعة الإسلامية مقارنة بالمصادر الدستورية، للمستشار الدكتور على جريشة، مكتبة وهبة بالقاهرة، الطبعة الأولى 1399هـ-1979م0
153- المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير للرافعى، لأحمد بن محمد بن على الفيومى، تحقيق الدكتور عبد العظيم الشناوى، دار المعارف، بدون تاريخ0
154- المصنف، لابن أبى شيبة، تصحيح عامر الأعظمى، حيدر أباد الدكن بالهند 1966م0
155- المصنف، لعبد الرزاق، تحقيق حبيب الأعظمى، المجلس العلمى بالهند 1970م0
156- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، لابن حجر، تحقيق حبيب الأعظمى، دار عباس أحمد الباز0
157- مع الشيعة الإثنى عشرية فى الأصول والفروع، للدكتور على أحمد السالوس، دار التقوى بمصر، دار الثقافة، قطر، الطبعة الأولى 1417هـ-1997م0
158- معالم المدرستين، لمرتضى العسكرى، الدار العالمية بيروت، الطبعة الخامسة 1993م0
159- المعجم الأوسط، للطبرانى، تحقيق طارق عوض وغيره، دار الحرمين بمصر 1415هـ – 1995م0
160- معجم البلدان، لياقوت الحموى، دار إحياء التراث العربي بيروت0
161- المعجم الصغير، للطبرانى، تحقيق محمد سمارة، دار إحياء التراث العربي 1992م0
162- المعجم الكبير، للطبرانى، صدر منه 25 جزء، وناقص أجزاء 15، 16، 21، تحقيق حمدى عبد المجيد السلفى، الدار العربية للطباعة 1398هـ0
163- معجم مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهانى، تصحيح إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1418هـ – 1997م0
164- مقاصد الحديث فى القديم والحديث، للدكتور مصطفى أمين إبراهيم التازى، مطبعة دار التأليف بالقاهرة، الطبعة الثالثة، 1971م0
165- مقدمة ابن خلدون ، لعبد الرحمن بن محمد بن خلدون، دار الجيل، بيروت، بدون تاريخ0
166- المكانة العلمية لعبد الرازق بن همام الصنعانى فى الحديث النبوى، لشيخى الجليل فضيلة
الدكتور إسماعيل عبد الخالق الدفتار، مخطوط بكلية أصول الدين ، بالقاهرة ، رقم 2332،
لسنة 1396هـ-1976م0
167- منهاج السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة والقدرية ، لأبى العباس أحمد بن تيمية، المطبعة الأميرية ، ببولا ق، الطبعة الأولى1321هـ،تصوير دار الكتب العلمية،بيروت.
168- المنهج الإسلامى فى الجرح والتعديل، للدكتور فاروق حمادة ، مكتبة المعارف ،
المغرب ، الطبعة الأولى 1402هـ-1982م0
169- منهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوى ، للدكتور صلاح الدين الأدلبى ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، الطبعة الأولى 1403هـ-1983م0
170- منع تدوين الحديث أسباب ونتائج ، لعلى الشهرستانى ، مؤسسة الأعلمى بيروت ، الطبعة
الأولى 1418هـ – 1997م0
171- المنهاج شرح مسلم ، للنووى ، تحقيق عصام الصبابطى وغيره ، دار الحديث بمصر، الطبعة الأولى 1415هـ – 1994م0
172- المواجهة مع رسول الله وآله ، لأحمد حسين يعقوب ، مركز الغدير بيروت، الطبعة
الأولى 1417هـ – 1996م0
173- الموافقات في أصول الشريعة، للشاطبى، تحقيق عبد الله دراز وغيره، دار المعرفة
بيروت، الطبعة الثانية 1416هـ – 1996م0
174- موطأ الإمام مالك ، برواية يحيى الليثى ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى، دار الحديث
بمصر 1993م0
( ن )
175- نزهة النظر شرع نخبة الفكر فى مصطلح أهل الأثر، لابن حجر العسقلانى، تحقيق
إسحاق عزوز، مكتبة منارة العلماء، الإسماعيلية، القاهرة، 1409هـ-1989م0
176- النص والاجتهاد، لعبد الحسين شرف الدين الموسوى، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة 1386هـ-1966م0
177- نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية فى الإسلام، لأحمد حسين يعقوب، مطبعة الخيام، عمان، الأردن، الطبعة الأولى، بدون تاريخ0
178- النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، خرج أحاديثه وعلق عليه صلاح عويضة،
دار الكتب العلمية بيروت ، الطبعة الأولى 1418هـ – 1997م0
( هـ )
179- أبو هريرة ، لعبد الحسين شرف الدين الموسوى ، دار الزهراء ، بيروت ، الطبعة
السادسة 1415هـ-1995م0
( و )
180- وركبت السفينة، لمروان خليفات ، مركز الغدير للدراسات بيروت 1418هـ– 1997م.
181- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، لأحمد بن خلكان ، تحقيق الدكتور إحسان عباس،
دار الثقافة , بيروت0
هذا وقد تركت ذكر بعض المصادر والمراجع، لقلة رجوعى إليها، وهى مبينة عند مواطن النقل منها، أو العزو إليها للاستفادة منها 0
فهرس الموضـوعات
الموضــوع رقم الصفحة
تقديـــم 0000000000000000000000000000000000000000000 5 - 8
المبحث الأول
التعريـف بالصحابـة لغـةً واصطلاحـاً
9 - 13
• الصحابة فى اللغة............................................. ........ 9
• الصحابة فى الاصطلاح.......................................... .. 10
• السر فى التعميم فى تعريف الصحابى ............................... 12
• طريـق معرفـة الصحبـة........................................ 13
المبحث الثانى
التعريـف بالعدالـة لغـة واصطلاحـاً
14 – 16
• العدالة لغةً.............................................. .................... 14
• العدالة اصطلاحاً .................................................. .................. 14 • ليس المقصود من العدل أن يكون بريئاً من كل ذنب ........................ 15
• معنى عدالة الصحابة ................................................. .. 15
• ليس معنى عدالتهم أنهم معصومون من المعاصى أو من السهو أو .......... 15
• صفوة القول فى عدالة الصحابة ....................................... 16
المبحث الثالـث
أدلـة عدالـة الصحابـة
17- 23
أولاً : دلالة القرآن الكريم على عدالة الصحابة ........................ 17
• الآيات التى جاء فيها عتاب لهم أو لبعضهم شاهدة بعدالتهم ............ 18
ثانياً : دلالة السنة المطهرة على عدالة الصحابة ........................ 19
الموضـــــــــوع رقم الصفحة
ثالثاً : دلالة إجماع الأمة على عدالة الصحابة ............................... 22
• السبب فى قبول روايتهم من غير بحث عن أحوالهم ....................... 23
المبحث الرابع
شبهات حول عدالة الصحابة
24 – 54
المطلب الأول : شبهاتهم من القرآن الكريم والرد عليها ....................... 25
• استعراض شبهاتهم .................................................. . 26
• الجواب عن شبهاتهم .................................................. .......... 27
أولاً : الجواب عن قصة انفضاض أكثر الصحابة عن رسول الله إلى العير
القادمة من الشام .................................................. ........ 27
ثانياً : الجواب عن نسبة النفاق إلى خيار هذه الأمة بدعوى أنه كان فى المدينة
منافقين .................................................. ............... 29
ثالثاً : الجواب على ما استدلوا به من فرار بعض الصحابة يوم الزحف فى
غزوتى أحد وحنين .................................................. ... 33
المطلب الثانى : شبهاتهم من السنة النبوية والرد عليها ........................ 34
• استعراض شبهاتهم .................................................. . 34
• الجواب عن شبهاتهم .................................................. ....... 36
أولاًً : الجواب عن حديث الحوض ، وما جاء فيه من وصف الصحابة بالردة ... 36
• المراد بالأصحاب فى الحديث الذين صاحبوه صحبة الزمان والمكان مع نفاقهم
وهم الذين ارتدوا من الأعراب على عهد الصديق ..................... 37
• وفى الحديث ما يؤيد المعانى السابقة .......................................... 37
ثانياً : الجواب عن حديث " لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " .. 38
الموضـــــــــوع رقم الصفحة
• إطلاق الكفر على قتال المؤمن محمول على معانى متعددة ................... 39
•ما جرى بين الصحابة من قتال لم يكن عن استحلال له ................ 39
•اتفق أهل السنة على أنه لا تفسق واحدة من الطائفتين ، وإن قالوا فى إحداهما
أنهم كانوا بغاة .................................................. ........... 41
• التوقف فى تعديل كل نفر من الذين لابسوا الفتن، والإنكفاف عن الرواية عنهم
باطل من دين الأمة .................................................. ...... 42
ثالثاً : الجواب عما زعمه غلاة الشيعة وأذيالهم من أن بداية الوضع كانت فى زمن
النبى ووقعت من صحابته الكرام ...................................... 43
• بداية الوضع فى الحديث وبراءة الصحابة منه ................ 44
• اختلف العلماء فى بداية ظهور الوضع فى الحديث إلى قولين ................ 44
• نماذج من جراءة الصحابة فى حفظ الشريعة .................. 47
• ما يرد من ألفاظ التكذيب على ألسنة بعضهم ، فإنما هو تخطئة بعضهم لبعض
وبيان ما وقع فيه بعضهم من وَهَم الكلام ..................................... 49
• أمثلة على استعمال سيدنا رسول الله كلمة " الكذب " بمعنى الخطأ ....... 49
• أمثلة على استعمال الصحابة كلمة " الكذب " بمعنى الخطأ ............ 49
•ما استدرك به بعض الصحابة بعضاً فى الرواية لا يعد كذباً ................ 51
• الرد على زعم أعداء السنة المطهرة بأن لفظة " متعمداً " فى حديث
"من كذب علىّ" مختلفة ................................................. 52
• الحكمة فى ذكر كلمة " متعمداَ " فى الحديث ........................... 54
• أئمة الحديث وإن قالوا برفع الإثم عن المخطئ ، والناسى ، والغالط ، فقد جعلـوا
ما ألحق بالحديث غلطاً ، أو سهوا ً، أو خطأً ، من قبيل الشبيه بالموضوع فى كونه
كذباً فى نسبته إلى الرسول ........................................... 54
الموضـــــــــوع رقم الصفحة
المبحث الخامس
سنـة الصحابـة حجـة شرعيـة
55 - 58
• استعراض شبهة من يطعن فى سنة الصحابة .......................... 55
• ما جاء عن الصحابة من قول أو فعل أو تقرير , إذا كان مما لا يقال من
قبل الرأى ، ومما لا مجال للإجتهاد فيه ، فله حكم المرفوع المسند ............ 55
• سنة الصحابة كسنة الرسول يعمل بها ، ويرجع إليها ، وانتصر لهذا
الرأى غير واحد من أئمة الأصول .......................................... 55
• الأدلة على أن سنتهم فى طلب الإتباع كسنة النبى ................... 56
• أوجه ترجيح الإعتماد علي الصحابة فى بيان القرآن الكريم ................ 57
• سنة الصحابة مصدراً للأحكام الدستورية .................................. 58
المبحث السادس
من أراد معاوية فإنما أراد الصحابة
جميعاً
59 – 67 • استعراض شبهة الطاعنين فى سيدنا معاوية ..................... 59
• الجواب عن الطعن فى صحة إسلام سيدنا معاوية , وأنه فتح باب
الوضع فى السنة النبوية ............................................. 61
• شهادات التزكية لسيدنا معاوية فى القرآن الكريم , والسنة النبوية ,
وأقوال أئمة المسلمين .................................................. ...... 62
• العلامة ابن خلدون يرى أن معاوية من الخلفاء الراشدين........ 66
المبحث السابع
شبهات حول راوية السنة الأول ( أبو هريرة ) والرد عليها
68 – 82
الموضـــــــــوع رقم الصفحة
• ما اتهم به أبو هريرة ، من أكاذيب وافتراءات من قبل أرباب الأهواء
قديماً وحديثاً ، سندهم فيه إما روايات مكذوبة أو ضعيفة ، وإما روايات
صحيحة لم يفهموها........................................... ........ 68
• تصدى للرد على الطعون الموجهة إلى سيدنا أبى هريرة رهط من علماء
الإسلام على رأسهم أبى هريرة نفسه .......................................... 68
• أصناف الطاعنين فى سيدنا أبى هريرة .................................. 69
• إسلامـه وصحبتـه........................................... ............... 70
• خلقـه وتقـواه .................................................. ............ 71
• القصة التى بنى عليها الرافضى محمود أبو رية تسمية كتابه "شيخ المضيرة
أبو هريرة" هذه القصة لا يصدقها عاقل ، والأحداث التاريخية تكذبها........... 72
• قـوة ذاكرتـه وروايتـه.......................................... ........... 73
• أسباب كثرة مروياته........................................... .............. 73
• شهادة الرسول والصحابة ومن بعدهم من أهل العلم بقوة حفظه
وإتقانه وكثرة سماعه وحرصه على الحديث.................................. 76
• حب هذا الصحابى الجليل علامة على الإيمان , وبغضه علامة على النفاق..... 80
المبحث الثامن
حكم الطاعن فى عدالة الصحابة
83 - 85
• أقوال أهل السنة والجماعة , صريحة فى بيان حكم من ينتقصهم........ 83
• اختلاف الفقهاء في تكفير ساب الصحابة ............................. 84
الخاتمة : في نتائج هذا البحث............................................ 86
فهرس أهم المصادر والمراجع ..................................... 89
فهرس الموضوعات......................................... ........ 103