العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-16, 01:12 AM   رقم المشاركة : 1
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


Post السؤال الخاطئ: هل فسر الرسول القرآن؟ أين تفسير الرسول للقرآن؟


قال الله عز وجل:
۩ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) ۩ سورة النحل.


والسؤال الخاطئ: هل فسر الرسول القرآن؟ أين تفسير الرسول للقرآن؟


يحتج الزنادقة بفهمهم المنكوس بهذه الآية الكريمة وتثير ملل الكفر والإلحاد هذا السؤال لزرع الريبة والشك في نفوس المسلمين ويرومون من وراء ذلك إلى:

- الطعن في رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،

- والطعن في الصحابة الكرام صفوة الله من خلقه بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

- ووجه آخر للطعن إضافة لما سبق، وهو تأصيل لعقائد كفرية ما أنزل الله بها من سلطان
كما في:
عقائد دين شيعـ إبليس ـة، ليلجأوا الأمة لمن قالوا بعصمتهم وتنصيبهم وإمامتهم كذباً على الله وكفراً به وإلحاداً في آياته وتحريفاً للكلم عن مواضعه.

- في دين الرافضة: القرآن ليس بحجة إلا بقيم، (كتاب: الكفر الكافي – ج1 ص188)

- ويروون عن علي(الرافضة) أنه يقول: هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق، (وسائل الشيعة لجهنم – ج5 ص246)

- في دين الرافضة: القرآن هو الكتاب الصامت والولي هو الكتاب الناطق، (كتاب: مشارق أنوار "ظلمات" اليقين – للرافضي/ البرسي ص186)

- ويقول علي(الرافضة) هذا كتاب الله الصامت وأنا المعبر عنه، (موسوعة علي بن أبي طالب – للرافضي/ الريشهري – ج8 ص207)

- باب : أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم من يزعمون إمامتهم، (كتاب الكفر الكافي – ج1 ص210)

- باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية وظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من كلام من يزعمون إمامتهم، (كتاب: وسائل الشيعة لجهنم – ج27 ص176)

- القرآن له ظهر وبطن في دين الرافضة، (كتاب: وسائل الشيعة لجهنم – ج27 ص182 & 196)



والرد من وجوه:

أولاً:
وضع السؤال بهذه الصيغة (هل فسر الرسول القرآن؟)
يوحي بتقصير الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في أداء رسالته (وحاشاه).


ثانياً:
وضع السؤال بهذه الصيغة (أين تفسير الرسول للقرآن؟)
يوحي بخيانة الصحابة، وحاشاهم رضى الله عنهم وأرضاهم ولعن من سابهم أو انتقصهم.


ثالثاً:
بيان الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، إنما هو لمقاصد الشريعة وما يتعلق بها من أحكام الدين وبيان مجمله وتخصيص عامه وتقييد مطلقه ولما أشكل عليهم أو أختلف فيه.


رابعاً:
المعجزة الكبرى والتحدي بالقرآن الكريم.

ولنا سؤال:
هل القرآن قابل للفهم؟
- فإن لم يكن القرآن الكريم قابلاً للفهم، فكيف يكون التحدي بالقرآن الكريم قائماً وهو غير واضح مفهوم؟!
- وكيف يكون الإبلاغ والإنذار بالقرآن وهو مبهم غير واضح؟
- وكيف يكون شفاء لما في صدور؟
- وكيف يكون هادياً ومرشداً إلى الطريقة المثلى والصـراط المستقيم والحال أنه غير مفهوم لأحد؟!
- وكيف هو ميسر للذكر وهو غير مفهوم؟


خامساً:
الرد على سؤال: من أين نأخذ التفسير بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته؟


سادساً:
العلماء ورثة الأنبياء.


سابعاً:
الإتّباع ورد في القرآن الكريم لأربع مفردات لا خامس لها.







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» إمام الرافضة يقول: وعصيتك بفرجي - هل يقصد الزنا أم عمل قوم لوط
»» أقوى أوجه الشبه على الإطلاق بين (معممين / عوام) الرافضة، وعباد الصليب
»» أي واحد ممن تزعمون إمامتهم الصادق وأيهم الكاذب يا رافضة؟
»» هذا عظيم قدر وعلو شأن رسول الله في القرآن، فأين من تزعم الرافضة إمامته؟!
»» إثبات حجية واستقلالية السنة النبوية بالتشريع،- حوار مع الزميل/ باحث بدون تعصب
 
قديم 31-05-16, 01:14 AM   رقم المشاركة : 2
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



أولاً: وضع السؤال بهذه الصيغة: هل فسر الرسول القرآن؟
يوحي بتقصير الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في أداء مهمة البيان مع أنه ما أنزل عليه الذكر إلا ليبين أن مهمته محصورة في البلاغ المبين.


قال الله عز وجل:
۩ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۩ سورة النحل: الآية 35


فإن الله عز وجل لم يبعث رسله وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام إلا للدعوة لتوحيده وإفراده بالعبودية، واتفقت جميع الرسالات السماوية على أصول الدين في التوحيد والعبادات والأخلاق، وإن كان لكل منهم شرعةٌ ومنهاجٌ.

قال الله عز وجل:
۩ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ۩

۩ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) ۩ سورة الأنبياء.


وقال جل شأنه:
۩ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) ۩ سورة النحل.



وجاء الأمر الإلهي للنبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بإبلاغ الرسالة في بداية البعثة النبوية بمكة المكرمة.

فقال الحق سبحانه وتعالى:
۩ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) ۩ سورة الحجر.

تفسير الإمام/ القرطبي (10/ 61)
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أَيْ بِالَّذِي تُؤْمَرُ بِهِ، أَيْ بَلِّغْ رِسَالَةَ اللَّهِ جَمِيعَ الْخَلْقِ لِتَقُومَ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ، فَقَدْ أَمَرَكَ اللَّهُ بِذَلِكَ.



وأمره الحق سبحانه ببيان القرآن الكريم وهذا ما سنناقشه لاحقاً بإذن الله تعالى:

قال الله عز وجل:
۩ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) ۩ سورة النحل.


فهؤلاء الزنادقة الكفرة يرومون من وراء سؤالهم بهذه الصيغة إلى أخراج رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، ظلما وبهتانا من قوله تعالى:

۩ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ۩ الأحزاب: الآية 39



يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... محاولة لفهم الآية
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=38318



وفي قوله عز وجل:
۩ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) ۩ سورة الأنعام.


يقول الإمام/ الطاهر بن عاشور:
وَقَوْلُهُ: (وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)
تَذْكِيرٌ وَتَسْلِيَةٌ لِيُزِيحَ عَنْهُ كَرْبَ إِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْإِسْلَامِ لِأَنَّ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنَ الْكَدَرِ لِإِعْرَاضِ قَوْمِهِ عَنِ الْإِسْلَامِ يَجْعَلُ فِي نَفْسِهِ انْكِسَارًا كَأَنَّهُ انْكِسَارُ مَنْ عُهِدَ إِلَيْهِ بِعَمَلٍ فَلَمْ يَتَسَنَّ لَهُ مَا يُرِيدُهُ مِنْ حُسْنِ الْقِيَامِ، فَذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ قَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَنَّهُ لَمْ يَبْعَثْهُ مُكْرِهًا لَهُمْ لِيَأْتِيَ بِهِمْ مُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا بَعَثَهُ مُبَلِّغًا لِرِسَالَتِهِ فَمَنْ آمَنَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهَا.

وَالْحَفِيظُ: الْقَيِّمُ الرَّقِيبُ، أَيْ لَمْ نَجْعَلْكَ رَقِيبًا عَلَى تَحْصِيلِ إِيمَانِهِمْ فَلَا يُهِمَّنَّكَ إِعْرَاضُهُمْ عَنْكَ وَعَدَمُ تَحْصِيلِ مَا دَعَوْتَهُمْ إِلَيْهِ إِذْ لَا تَبِعَةَ عَلَيْكَ فِي ذَلِكَ، فَالْخَبَرُ مَسُوقٌ مَسَاقَ التَّذْكِيرِ وَالتَّسْلِيَةِ، لَا مَسَاقَ الْإِفَادَةِ لِأَنَّ الرَّسُولُ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ مَا جَعَلَهُ حَفِيظًا عَلَى تَحْصِيلِ إِسْلَامِهِمْ إِذْ لَا يَجْهَلُ الرَّسُولُ مَا كُلِّفَ بِهِ.

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)، تَهْوِينٌ عَلَى نَفْسِ الرَّسُولِ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِطَرِيقَةِ التَّذْكِيرِ لِيَنْتَفِيَ عَنْهُ الْغَمُّ الْحَاصِلُ لَهُ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.
(التحرير والتنوير، الإمام/ الطاهر بن عاشور - ج7 ص426)


روى الإمام/ البخاري، في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة/ عائشة – صلوات الله وسلامه عليها:
4612 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
«مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَدْ كَذَبَ»،
وَاللَّهُ يَقُولُ:
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] الآيَةَ



ونحن نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين،
وتركنا على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» بأي عقل وعلى أي منطق قبلت الرافضة القرآن المتواتر عن طريق الصحابة وطعنت في السنة
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» منكر السنة/ ايمن1 - أين نجد الفرق بين النبي والرسول من القرآن الكريم
»» دعوى تعارض حديث "لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" مع القرآن والواقع
»» مناظرة مع منكر السنة/ ايمن1، حول ما يدعيه أن شرائع الإسلام جميعها من التوراة والإنجيل
 
قديم 31-05-16, 01:16 AM   رقم المشاركة : 3
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



ثانياً: ووضع السؤال بهذه الصيغة: أين تفسير الرسول للقرآن؟

يوحي بخيانة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ولعن من سابهم أو انتقصهم، لميراث النبوة.



والصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، هم من اختصهم الله لصحبة نبيه ورسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،

وهم الذين شهدوا التنزيل،

واصطفاهم ربهم لتبليغ رسالة رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، فأخلصوا دينهم لله وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين.

ولقد وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم بأوصاف عظيمة فوصفهم بأنهم السابقون الأولون الذين حازوا قصب السبق وسبقوا إلى معالي الأمور فهم:

- السابقون إلى الإيمان بالله والسابقون إلى توحيد الله

- والسابقون إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،

- والسابقون إلى حمل أمانة الدين وتحمل المشاق والصعاب من أجله

ففتحوا القلوب بالقرآن والإيمان وفتحوا البلدان بالسيف والسنان وبذلوا أرواحهم ومهجهم رخيصة في مرضاة الرحيم الرحمن فعلى أكتافهم قام هذا الدين وعلى ظهورهم علا هذا الصرح المتين وبدمائهم وأشلائهم قامت دولة الإسلام.


سمحت نُفُوسهم رَضِي الله عَنْهُم بِالنَّفسِ وَالْمَال وَالْولد والأهل وَالدَّار، ففارقوا الأوطان وَهَاجرُوا الإخوان، وَقتلُوا الْآبَاء والإخوان وبذلوا النُّفُوس صابرين، وأنفقوا الْأَمْوَال محتسبين وناصبوا من ناوأهم متوكلين فآثروا رِضَاء الله على الْغناء، والغربة على الوطن.


هُمُ الْمُهَاجِرُونَ:
۩ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) ۩ سورة الحشر.

حَقًا، ثمَّ إخْوَانهمْ من الْأَنْصَار أهل الْمُوَاسَاة والإيثار أعز قبائل الْعَرَب جاراً، وَاتخذ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام دَارهم أمنا وقراراً الأعفاء الصَّبْر، والأصدقاء الزهر

هُمُ الْأَنْصَار:
۩ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) ۩ سورة الحشر.


فَمن انطوت سَرِيرَته على محبتهم، ودان الله تَعَالَى بتفضيلهم ومودتهم وتبرأ مِمَّن أضمر بغضهم، فَهُوَ الفائز بالمدح الَّذِي مدحهم الله تَعَالَى بِهِ فَقَالَ:
۩ وَالَّذين جَاءُوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان. . ۩ الْآيَة.


والصحابة رَضِي الله عَنْهُم هم الَّذين تولى الله شرح صُدُورهمْ فَأنْزل السكينَة على قُلُوبهم وبشرهم برضوانه وَرَحمته
فَقَالَ:
۩ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) ۩ سورة التوبة.


وخير أمة أخرجت للنَّاس إذ هم المشافهون بقوله الحق سبحانه:
۩ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ۩ سورة آل عمران.

فجعلهم مثلا للكتابين، لأهل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل، خير الْأُمَم أمته وَخير الْقُرُون قرنه،


ويرفع الله من أقدارهم إِذْ أَمر الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام بمشاورتهم لما علم من صدقهم وَصِحَّة إِيمَانهم وخالص مَوَدَّتهمْ ووفور عقلهم ونبالة رَأْيهمْ وَكَمَال نصيحتهم، وَتبين أمانتهم رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ.

فقال جل شأنه:
۩ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) ۩ سورة آل عمران.



ويخبر الله عز وجل في آيات كثيرة أنه رضي عنهم وأنهم رضوا عنه:

قال الله عز وجل:
۩ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) ۩ سورة التوبة.


القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=53002


آية وضعت ركن الإمامة باللحد وعلماء الشيعة أهالوا عليها التراب!!
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=87987


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Muhamad Sulaiman مشاهدة المشاركة
  

قال الحق سبحانه:
۩ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ۩ سورة الفتح: الآية 18


رضي الله عنهم ووعدهم بالجنات تصديقاً
لقوله تعالى:
۩ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ۩ سورة ق: الآية 29

فما كان الله ليعد أحدا بالجنة ثم يخلف وعده سبحانه ..

والرضاء الأنى لا يكون فى أخره جنة معدة لهم ولا أمر لنا بالإتباع والإقتداء والإئتمام بالسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار عليهم السلام



قال الإمام/ ابن تيمية – رضى الله عنه، في كتابه: الصارم المسلول على شاتم الرسول – ص572
لأن الله سبحانه رضي عنهم رضى مطلقا بقوله تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان
ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان
وقال تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}
والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافقه على موجبات الرضى ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبدا.
الرابط:
http://shamela.ws/browse.php/book-8967/page-530


وقال الإمام/ ابن حجر الهيتمي – رضى الله عنه، في كتابه: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة – ج2 ص605

وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى:
{لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة} الْفَتْح 18

فَصرحَ تَعَالَى بِرِضَاهُ عَن أُولَئِكَ وهم ألف وَنَحْو أَرْبَعمِائَة

وَمن رَضِي الله عَنهُ تَعَالَى لَا يُمكن مَوته على الْكفْر لِأَن الْعبْرَة بالوفاة على الْإِسْلَام.
فَلَا يَقع الرِّضَا مِنْهُ تَعَالَى إِلَّا على من علم مَوته على الْإِسْلَام وَأما من علم مَوته على الْكفْر فَلَا يُمكن أَن يخبر الله تَعَالَى بِأَنَّهُ رَضِي عَنهُ.

فَعلم أَن كلا من هَذِه الآيات وَمَا قبلهَا صَرِيح فِي رد مَا زَعمه وافتراه أُولَئِكَ الْمُلْحِدُونَ الجاحدون حَتَّى لِلْقُرْآنِ الْعَزِيز إِذْ يلْزم من الْإِيمَان بِهِ الْإِيمَان بِمَا فِيهِ

وَقد علمت أَن الَّذِي فِيهِ أَنهم خير الْأُمَم وَأَنَّهُمْ عدُول أخيار
وَأَن الله لَا يخزيهم وَأَنه رَاض عَنْهُم فَمن لم يصدق بذلك فيهم فَهُوَ مكذب لما في القرآن وَمن كذب بِمَا فِيهِ مِمَّا لَا يحْتَمل التَّأْوِيل كَانَ كَافِرًا جاحدا ملحدا مارقا
الرابط:
http://shamela.ws/browse.php/book-6544#page-577


وقال الإمام/ ابن حزم – رضى الله عنه، في كتابه: الفصل في الملل والأهواء والنحل – ج4 ص116.
فَمن أخبرنَا الله عز وَجل أَنه علم مَا فِي قُلُوبهم رَضِي الله عَنْهُم وَأنزل السكينَة عَلَيْهِم فَلَا يحل لأحد التَّوَقُّف فِي أَمرهم وَلَا الشَّك فيهم الْبَتَّةَ
الرابط:
http://shamela.ws/browse.php/book-6521#page-563



وقال الإمام/ فخر الدين الرازي – رضى الله عنه وأرضاه – في تفسيره: ج16 ص175:174.

إِنَّهُ تَعَالَى قَالَ:
(وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ) وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَعَدَّ تِلْكَ الْجَنَّاتِ وَعَيَّنَهَا لَهُمْ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي بَقَاءَهُمْ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ الَّتِي لِأَجْلِهَا صَارُوا مُسْتَحِقِّينَ لِتِلْكَ الْجَنَّاتِ،

وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: الْمُرَادُ أَنَّهُ تَعَالَى أَعَدَّهَا لَهُمْ لَوْ بَقُوا عَلَى صِفَةِ الْإِيمَانِ، لِأَنَّا نَقُولُ:
هَذَا زِيَادَةُ إِضْمَارٍ وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ.

وَأَيْضًا فَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ: لَا يَبْقَى بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ فِي هَذَا الْمَدْحِ، وبين سائر الفرق فرق، لأنه تعالى:
۩ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ ۩ وَلِفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأَبِي جَهْلٍ وَأَبِي لَهَبٍ، لَوْ صَارُوا مُؤْمِنِينَ،


وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا ذَكَرَ هَذَا الْكَلَامَ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ الْعَظِيمِ وَالثَّنَاءِ الْكَامِلِ، وَحَمْلُهُ عَلَى مَا ذَكَرُوهُ يُوجِبُ بُطْلَانَ هَذَا الْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ، فَسَقَطَ هَذَا السُّؤَالُ.
فَظَهَرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ دَالَّةٌ عَلَى فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَعَلَى صِحَّةِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ قَطْعًا.

الرابط:
http://library.islamweb.net/newlibra...no=132&ID=1077


الثاني:
أنه تعالى قد أخبر عن صدق بواطن الصحابة وسلامة ضمائرهم بقوله: ۩ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ۩
أي من الصدق والوفاء والإخلاص والسمع والطاعة فبرئوا بذلك من وصمة النفاق.

الثالث:
أنه تعالى كافأهم على صدقهم جائزة هي إنزال السكينة عليهم ومن ثم أثابهم فتحاً قريباً جزاء من عنده عطاء حساباً.

فهذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم، تزكية لا يخبر بها، ولا يقدر عليها إلا الله.


وهذا رابط لحوار رائع لمولانا/ الجمال – أعزه الله، مع أحد الرافضة هداهم الله لدين الإسلام.
الزميل حبيب مطلوب هنا بخصوص الصحابة رضي الله عنهم


وهذا رابط لحوار أخر.
الزميل بصير مطلوب هنا بخصوص الصحابة رضي الله عنهم



ويصفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم هم المؤمنون حقاً وأنهم أهل الإيمان الحقيقي الكامل
فيقول سبحانه:
۩ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) ۩ سورة الأنفال.

ويقول سبحانه:
۩ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) ۩
۩ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) ۩
۩ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) ۩ سورة التوبة.



ويمدحهم الله سبحانه وتعالى في سورة الفتح بمدح عظيم ويصفهم بوصف جليل
فيقول جل شأنه:
۩ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) ۩ سورة الفتح.

ليغيظ بهم الكفار أدركوا أنفسكم وأهليكم يارافضة
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37591


نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=105136



وهم أهل كلمة التقوى وأحق الخلق بها.
قال سبحانه:
۩ ...فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ۩ سورة الفتح: من الآية 26



وقوله جل شأنه:
۩ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ۩ سورة الحديد: الآية 10

فأنظر لقوله الحق سبحانه ◄◄◄ ۩..أَعْظَمُ دَرَجَةً ۩✔✔✔

وتأمل قوله جل شأنه : ۩ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ۩✔✔✔

والحسنى هي الجنة، كما قال سبحانه:
۩ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) ۩
۩ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) ۩ سورة الأنبياء.

في هذه الآية المباركة، يقدم الله تبارك وتعالى السابقين للإسلام عن غيرهم ممن أسلم بعد فتح مكة، وسبب التفضيل بديهي ومعروف،
فمن آمن ودولة الكفر غالبة، فقد تعرض للإيذاء والبطش والعذاب والتنكيل، وكان جهاده في نصرة دينه توطئة لكل من جاء بعدهم.
أما من أسلم ودولة الإسلام هي الغالبة، فقد دخل في حصن الإسلام واحتمى فيه، وشتان بين من يشيد قلعة الإسلام، وبين من يحتمي فيها.

ومن كرم الله تعالى أن فضَّل من أنفق قبل الفتح وقاتل على من دخل الإسلام، ودولته غالبة، هذا الفضل ثابت لقوله الحق سبحانه:
۩..أَعْظَمُ دَرَجَةً ۩
۩ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ۩✔✔✔



يقول الإمام/ ابن الجوزي:
لله در أقوام أخصلوا الأَعْمَالَ وَحَقَّقُوهَا، وَقَيَّدُوا شَهَوَاتِهِمْ بِالْخَوْفِ وَأَوْثَقُوهَا، وَسَابَقُوا السَّاعَاتِ بِالطَّاعَاتِ فَسَبَقُوهَا، وَخَلَّصُوا أَعْمَالَهُمْ مِنْ أَشْرَاكِ الرياء وأطلقوها، وقهروا بالرياضة (رياضة القلوب) أغراض النُّفُوسِ الرَّدِيَّةِ فَمَحَقُوهَا، فَعَنْ إِبْعَادِ مِثْلِهِمْ وَقَعَ نَهْيُ النَّبِيِّ
۩ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ۩

صعدت صحائفهم من الأكدار ضافية، وَارْتَفَعَتْ أَعْمَالُهُمْ بِالإِخْلاصِ ضَافِيَةً، وَأَصْبَحَتْ نُفُوسُهُمْ عَنِ الدُّنْيَا مُتَجَافِيَةً، وَالنَّاسُ فِي أَخْلاطِ وَالْقَوْمُ فِي عَافِيَةٍ، فَفَاقَ الْمَوْلَى مِنْهُمْ عَلَى الرَّئِيسِ الْقُرَشِيِّ
۩ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ۩

دُمُوعُهُمْ بِالأَحْدَاقِ مُحَدِّقَةٌ، وَرُءُوسُهُمْ فِي الأَسْحَارِ مُطْرِقَةٌ، وَأَكُفُّهُمْ بِمَا تَسْكُبُهُ فِي الْخَيْرِ مُنْفِقَةٌ، وَنُفُوسُهُمْ بَعْدَ الْجِدِّ مِنَ اللَّوْمِ مُشْفِقَةٌ، يَرِدُونَ مِنْ حِيَاضِ الْمُصَافَاةِ عَلَى أَوْفَى الرِّيِّ
۩ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشي ۩
خَلَّصُوا الأَعْمَالَ مِنَ الأَكْدَارِ نَفْلا وَفَرْضًا، وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ مَوْلاهُمْ لِيَرْضَى، وَحَضُّوا أَنْفُسَهُمْ لِطَلَبِ الْحَظِّ الأَحَظِّ حَضًّا، وَغَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَنْ غَضِّ الشَّهَوَاتِ غَضًّا، فَإِذَا أَبْصَرْتَهُمْ رَأَيْتَ أَجْسَادًا مَرْضَى وَعُيُونًا قَدْ أَلِفَتِ السَّهَرَ فَمَا تَكَادُ تَطْعَمُ غَمْضًا، بَادَرُوا أَعْمَارَهُمْ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهَا سَاعَاتٍ تَتَقَضَّى، فَأَمَدَّهُمْ بِالْعَوْنِ السَّرْمَدِيِّ
۩ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ۩

للَّهِ دَرُّ أُنَاسٍ أَخْلَصُـــوا الْعَمَـــلا
.....................................عَلَى الْيَقِينِ ودانو بِالَّذِي أُمِـرُوا
أَوْلاهُمْ نِعَمًا فَـازْدَادَ شُكْرُهُـــــمُ
.....................................ثُمَّ ابْتَلاهُمْ فَأَرْضَوْهَ بِمَا صَبَرُوا
وَفّوْا لَهُ ثُمَّ وَافَــوْهُ بِمَا عَمِلُــوا
.....................................إِذًا سَيُوفِيهِمْ يَوْمــاً إِذَا نُشِـرُوا
( التبصرة لابن الجوزي (1/ 488)


يقول الإمام/ أبو زرعه – رضى الله عنه:

إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، - فَاعْلَمْ أَنَّهُ زِنْدِيقٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، - عِنْدَنَا حَقٌّ، وَالْقُرْآنَ حَقٌّ.

وَإِنَّمَا أَدَّى إِلَيْنَا هَذَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،.

وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنْ يُجَرِّحُوا شُهُودَنَا لِيُبْطِلُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَالْجَرْحُ بِهِمْ أَوْلَى وَهُمْ زَنَادِقَةٌ.

(الْكِفَايَةُ فِي عِلْمِ الرِّوَايَةِ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ (ج1 ص188).

من طعن فى الصحابه فهو زنديق ◄◄◄لأنهم السند الذى أوصل الى المتن والمتن هو القرآن والسنه فالطعن فيهم طعن فى القرآن والسنه وهدم لشريعة سيد البريه.

والسؤال لجميع طوائف وفرق شيعة إبليس:

- نريد سنداً متصلاً للقرآن من دين الشيعة مسلسلاً بمن تزعمون إمامتهم.

- نريد منكم حديثاً صحيحاً متصلاً للرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

فالذي أدي إلينا هذا الدين من كتاب وسنة هم الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، صفوة الله من خلقه بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

فمن اين تأتون بدينكم أخزاكم الله ولعنكم بكفركم



إبليس يشيد بالرافضـة وجهودهم فى هدم الإسلام

وما في العالمين أضل ممــــــــــــــــن
..........................................يقول مقالة الرفض اللعيـــــــــــــــن
لو الشيطان يسأل عنه يومـــــــــــــــا
..........................................لقال الرفض معتقدي ودينــــــــــــي
و أشياخ الروافض أهل بيتـــــــــــــي
..........................................فأكرم بالروافض من معيـــــــــــــن
هم روحي فمملكتي هبـــــــــــــــــــاء
..........................................إذا ما حيل بينهم وبينــــــــــــــــــي
هم الأحباب والأنصار حقــــــــــــــــا
..........................................هم سمعي وخاصرتي وعينـــــــــي
فلولا الرفض ما عٌبدت قبـــــــــــــور
..........................................ولا ذُبحت ذبائح للحسيـــــــــــــــن
ولا لٌعن الصحابة خير جيــــــــــــــل
..........................................ولا عُبد الإئمة بالجبيــــــــــــــــــن
ولاعرض النبي يهان جهــــــــــــــرا
..........................................بذاك الكفر والإفك المبيــــــــــــــن
لقد فاقوا الأبالسة انحرافــــــــــــــا
..........................................وأعني ما أقول ودون يميـــــــــــن

كتبه مسلم فور ايفر الحسني الادريسي السباعي وباسم أهل البيت في موريتانيا الاسلامية نبرأ الي الله من الرافضة ومعتقداتهم ونتقرب الي الله بحب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وحفصة رضي الله عنهم أجمعين.


والإنصاف مطلوب، ومن الإنصاف عدم القول المخالف للصواب المغضب لرب الأنام شديد العقاب في فرقة هم أضل من الكلاب!
ولتعذرنا الكلاب
فإنها والله أفضل من كثير ممن لبس الثياب هكذا جاء بيانه في الكتاب.



فسبحان من اختار لرسوله خير الأصحاب
ثم مدحهم وشهد لهم بالإيمان في محكم التنزيل بآيات تتلى إلي يوم الدين.
ثم مكن لهم في الأرض حتى مرغوا أنف كسرى وقيصر وكسروا شوكة الكافرين.









التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» حوار مع الزميل/ Omar Jabassini - إثبات إجماع الأمة على أفضلية الشيخين رضى الله عنهما
»» الرجم والضرب في ذنب واحد وتناقض من تزعم الرافضة إمامته
»» بيان الإسلام: الزعم أن قاعدة تقوية الحديث الضعيف بكثرة طرقه على إطلاقها
»» بأي عقل وعلى أي منطق قبلت الرافضة القرآن المتواتر عن طريق الصحابة وطعنت في السنة
»» منكر السنة/ ايمن1 - ما هي الأدوات اللازمة لفهم وتدبر القرآن الكريم
 
قديم 31-05-16, 01:17 AM   رقم المشاركة : 4
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



ثالثاً: المعجزة الكبرى، والتحدي بالقرآن الكريم.

ولنا سؤال:
هل القرآن الكريم قابل للفهم


- فإن لم يكن القرآن الكريم قابلاً للفهم، فكيف يكون التحدي بالقرآن الكريم قائماً وهو غير واضح مفهوم؟!

- وكيف يكون الإبلاغ والإنذار بالقرآن وهو مبهم غير واضح؟

- وكيف يكون شفاء لما في صدور؟

- وكيف يكون هادياً ومرشداً إلى الطريقة المثلى والصـراط المستقيم والحال أنه غير مفهوم لأحد؟!

- وكيف هو ميسر للذكر وهو غير مفهوم؟

»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


أولاً: المعجزة الكبرى، والتحدي بالقرآن الكريم.


ان الله عز وجل قد أيد رسلة وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام، بالمعجزات يظهرها الله تعالى على أيديهم، برهاناً قاطعاً على تصديق الله لهم وصدقهم في دعوى النبوة.

ولا يعقل بحال من الأحوال أن يتقدم إنسان إلى قومه مدعياً النبوة ثم يجد اجتماع الناس حوله وتصديقه بمجرد الدعوى، فإن ذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام كل أفاك أثيم، ويسوى بين الأنبياء والمتنبئين.

قال الله عز وجل:
۩ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ... ۩ سورة الحديد: من الآية 25.
أي:
بالمعجزات والحجج الباهرات والدلائل القاطعات...


يقول الإمام/ السيوطي.
اعْلَمْ أَنَّ الْمُعْجِزَةَ أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ مقرون بالتحدي سالم عن الْمُعَارَضَةِ وَهِيَ إِمَّا حِسِّيَّةٌ وَإِمَّا عَقْلِيَّةٌ
وَأَكْثَرُ مُعْجِزَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ حِسِّيَّةً لِبَلَادَتِهِمْ وَقِلَّةِ بَصِيرَتِهِمْ
وَأَكْثَرُ مُعْجِزَاتِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَقْلِيَّةٌ لِفَرْطِ ذَكَائِهِمْ وَكَمَالِ أَفْهَامِهِمْ وَلِأَنَّ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ لَمَّا كَانَتْ بَاقِيَةً عَلَى صَفَحَاتِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ خُصَّتْ بِالْمُعْجِزَةِ الْعَقْلِيَّةِ الْبَاقِيَةِ لِيَرَاهَا ذَوُو البصائر
كما صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيَتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
قِيلَ إِنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ مُعْجِزَاتِ الْأَنْبِيَاءِ انْقَرَضَتْ بِانْقِرَاضِ أَعْصَارِهِمْ فَلَمْ يُشَاهِدْهَا إِلَّا مَنْ حَضَرَهَا وَمُعْجِزَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَمِرَّةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَخَرْقُهُ الْعَادَةَ فِي أُسْلُوبِهِ وَبَلَاغَتِهِ وَإِخْبَارِهِ بِالْمُغَيَّبَاتِ فَلَا يَمُرُّ عَصْرٌ مِنَ الْأَعْصَارِ إِلَّا وَيَظْهَرُ فِيهِ شَيْءٌ مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ دَعْوَاهُ
(الإتقان في علوم القرآن، للإمام/ جلال الدين السيوطي (4/ 3)


وكان كل نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، مؤيد من الله بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه، ليكون أبلغ في الدلالة على صدق نبوته ورسالته.

وعلى هذا كانت المعجزة الكبرى لسيدنا/ رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، من جنس ما برع فيه قومه، فلقد نزل القرآن الكريم بلغة قومٍ يعدون أمراء البلاغة، فالفصاحة والمحسنات والشعر وبديع النظم هو شغلهم الشاغل.
والأعجمي لا يدرك أن القرآن معجز إلا إذا علم عجز العربي عنه وإقراره ببلاغته، وروعة نظمه المتناهي في الحسن والدقة.
وبه وقع التحدي للثقلين الإنس والجن.
كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يحمل دليله معه وينادي صباح مساء:


۩ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) ۩ سورة البقرة.


وفي هذا يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد المسير – رحمه الله.

أ‌- التحدي بالقرآن الكريم:

القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى للرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وبه وقع التحدي للثقلين الإنس والجن.

إن التحدي للعرب وقع في مكة والمدينة، وأعلنه القرآن مرات كثيرة، وطالبهم بالإستعانة بمن شاءوا من علماء وحكماء وفصحاء ففي سورة الإسراء:
قال الحق سبحانه:
۩ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) ۩ سورة الإسراء.

ثم خفف الله عز وجل القدر المتحدى به
فقال سبحانه:
۩ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) ۩ سورة هود.


ثم تنزل لهم في التحدي، فقال جل شأنه:
۩ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) ۩

۩ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) ۩ سورة يونس.


وهذه الآيات جميعها مكية نزلت قبل الهجرة النبوية، وظل التحدي قائماً في المدينة المنورة بعد الهجرة.
قال الله عز وجل:
۩ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) ۩ سورة البقرة.


وهذا التحدي بالمعجزة الكبرى «القـــــرآن الكريـــــم»،- قد طال على عمر الرسالة النبوية كلها ثلاثا وعشرين سنة، وجعله الله حجة لصدق النبوة.

فلماذا اتجهوا إلى حمل السلاح وخوض المعارك ووقوعهم أسرى وقتلى والأمر ميسور لو استطاعوا المعارضة


إن الثابت والواقع والذي لا يقبل الريب أن الظاهرة القرآنية أوقعتهم في ذهول، وجعلتهم حيارى يتخبطون في أحكامهم عليها، وحكى القرآن المجيد نمطاً من هذا الخلط الذي شغل بالهم.

فتارة يدعون القدرة على المعارضة،

قال الله عز وجل:
۩ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) ۩ سورة الأنفال.

موسوعة بيان الإسلام الرد على الإفتراءات والشبهات - ق1 م1 ج1 الشبهات التي تولى القرآن الرد عليها
الشبهة الحادية والعشرون: ص151 - دعوى أن القرآن أساطير الأولين وقصص السابقين.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...1&value=&type=
الشبهة السابعة والعشرون: ص 176- دعوى استطاعة الإتيان بمثل القرآن
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...6&value=&type=


وتارة يتجهون في إدعائتهم لشخصية الرسول الكريم،
قال الله عز وجل:
۩ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) ۩ سورة الصافات.

الشبهة الثانية والعشرون: ص 154 - دعوى أن ماجاء به محمد صلى الله عليه وسلم ماهو إلا شعر وأضغاث أحلام وما هو إلا شاعر أو كاهن.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...2&value=&type=


وتارة يستبد بهم التفكير فلا يصدر عنه إلا المتناقضات

قال الله عز وجل:
۩ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)
فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) ۩ سورة المدثر.

الشبهة العشرون: ص 147 - دعوى أن القرآن سحر مبين أتى به محمد صلى الله عليه وسلم.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...0&value=&type=

الشبهة الرابعة والستون: ص 302 – اتهام النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه ساحر.
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...4&value=&type=



إن العرب (أمراء اللغة والبيان والفصاحة)،- حارت عقولهم أمام هذه الظاهرة القرآنية والمعجزة الخالدة، وفي مواضع تفوق الحصر.
وتتجلى هذه الظاهرة والمعجزة في تحد من نوع آخر، إنه الوصف للقرآن بالعظمة والصدق، والوصف بالعزة والرفعة، والوصف بالاستمرار والخلود...


قال جل شأنه:
۩ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) ۩ سورة الحجر.

وقال سبحانه:
۩ ...وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ۩ سورة فصلت.

وقال سبحانه:
۩ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50) ۩ سورة الأنبياء.

وقال سبحانه:
۩ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ۩ سورة الحجر.


فهل للعرب أمراء البيان والفصاحة أن يفاخروا أو ينافسوا لا علة لعجزهم إلا أنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون.


لقد تعدد أسلوب القرآن في تحدي العرب فوصف من كذب به بأنه أصم، وأبكم، وأعمى، وفي الظلمات ليس بخارج منها، وأضل من الأنعام، وشر من الدوابِّ.


أفما كان أيسر للعرب أن يعارضوا القرآن لو استطاعوا ليزيلوا عن أنفسهم هذه النقائص ويريحوا أفئدتهم من هذا العناء!!


لقد أكد القرآن الكريم في أسلوب معجز أنهم عاجزون عن المعارضة.

قال الله عز وجل:
۩ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) ۩
۩ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ۩ سورة البقرة.

فالتعبير بقوله ۩ وَلَنْ تَفْعَلُوا ۩، يفيد تأكيد نفي المستقبل، وهذا منتهى التحدي لهم والإحباط من جانبهم...


قد يتوهم البعض أن التحدي القرآني موجه للعرب فقط فما بال الأمم غير الناطقة باللسان العربي..؟
ونقول:
هذا وهم كبير فإن التحدي لأهل الذكر والاختصاص بنسحب على غيرهم من باب أولى، ومن شهد له الأطباء أو علماء الفضاء باختراع معين فاق به أقرانه لا يضيره أن يعترض عليه جاهل من عامة الناس.

إن التحدي القرآني موجه إلى العالمين (الثقلين)،- في شخص الناطقين باللغة العربية، فإذا عجز ألعرب وهم أهل اللغة وأرباب فصاحتها والعارفون بأسرارها،- فقد لزمت الجميع الحجة وقام عليهم الدليل.

ومن أبى فالتحدي قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فليعارض وليقدم ما يثبت به معارضته، وسيعلم حينئذ أنه يعيش في سراب فكري وظلام عقدي ولا نجاة له إلا في نور القرآن الكريم.
(النبوة المحمدية دلائلها وخصائصها، د/ محمد المسير - ص101)


»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»


ثانياً: لنا سؤال

هل القرآن الكريم قابل للفهم


قال الله عز وجل:
۩ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ (194) ۩
۩ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) ۩ سورة الشعراء.

الله عز وجل يؤكَد أن القرآن نزل بلسان عربي مبين أي واضح ومفهوم، فلو لم يكن القرآن مفهوماً لكان هذا القول كذباً نعوذ بالله من الكفر.


وقال جل شأنه:
۩ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) ۩ سورة البقرة.

فلو كان القرآن غير مفهوم لما كان هناك معنى لأن يتحدى الله عز وجل به الثقلين.


وقال جل شأنه:
۩ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ (52) ۩ سورة إبراهيم.

فكيف يكون القرآن بلاغاً للناس وإنذاراً لهم وهو غير مفهوم ولا معلوم وكيف يتّعظ منه أولو الألباب والحال أنهم لا يمكنهم أن يفهموه؟!


وقوله الحق سبحانه:
۩ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) ۩ سورة يونس.

فكيف يكون القرآن شفاء لما في الصدور في حين أنه لا يمكن لأحد أن يفهم وصفة العلاج هذه؟!


وقوله الحق سبحانه:
۩ إِنَّ هَذَا القُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) ۩ سورة الإسراء.

فكيف يرشد القرآن الكريم إلى أهدى الأمور وأقومها ومرشداً إلى الطريقة المثلى والصـراط المستقيم والحال أنه غير مفهوم؟!


وقال جل شأنه:
۩ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) ۩ سورة القمر.

بل ويكررها الحق سبحانه وتعالى تأكيداً وترغيباً في مدارسة كلامه عز وجل وأنه ميسر للفهم لمن كان له قلب، في ذات السورة في ثلاث آيات أخر الآيات ((22، 32، 40))


تلك كانت بعض آيات القرآن التي تدل بكل وضوح على أن القرآن قابل للفهم، ويوجد نظائر كثيرة لهذه الآيات في القرآن وما ذكرناه كافٍ

قال الله عز وجل:
۩ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ۩ سورة ق.



هل كتاب الله عربي مبين ؟ الزميل انتيل تفضل هنا
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=103312



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجمال مشاهدة المشاركة
  

لاشك بأن الرافضة المعاصرين يخجلون من القول بتحريف ألفاظ القرآن الكريم

ويتبرأون من قول أسلافهم الذين زعموا أن القول بتحريفها من ضروريات المذهب


وهذا شئ جيد و يشكرون عليه


ولكن



هناك قولان للرافضة لا تقل خطرا عن القول بتحريف ألفاظ القرآن الكريم

وقد قال بها قدماءهم و معاصريهم على حد سواء



وهما


1- الإدعاء بأن للقرآن باطن غير ما يظهر من ألفاظه لأهل اللسان

2- الزعم بأنه لا يمكن فهم مقاصد القرآن الا من قبل الإمام



ولذلك سموا القرآن بالإمام الصامت وسموا إمامهم بالإمام الناطق


وهذا هو عين القول بالتحريف بل أخطر منه


فالقول بالتحريف يتضمن إما الزيادة أو النقصان في ألفاظ الكتاب الحكيم

وقولهم بأن للقرآن باطن غير ظاهره هو في الواقع قول بالزيادة في المعاني


وقولهم بأن القرآن لايفهمه إلا الإمام يلغي تماما دلالة ألفاظ الكتاب الكريم

ويجعلها خاضعة للمعاني التي يريدها الإمام مهما كانت مخالفة للغة العرب



الخلاصة


هرب الرافضة المعاصرون من القول بتحريف ألفاظ القرآن الكريم

فوقعوا بما هو أشد وأنكى

حيث حافظوا على الألفاظ ولكنهم حرفوا المعاني


فصاروا كالمستجير من الرمضاء بالنار




هل من رافضي عاقل يتدبر تحريف قومه للقرآن الكريم بالتلاعب في دلالة ألفاظه



اللهم اهدنا و اهد بنا



رابط أخر لذات الموضوع، به حوار قوي لمولانا/ الجمال.
http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=54227








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» يقول الله عز وجل أمراً رسوله ۩...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ۩
»» حديث: فأعرضوه على القرآن، وضعته الزنادقة، ويدفعه حديث: "أوتيت الكتاب ومثله معه"
»» إشكالات على موضوع الزميل الرافضي/ الخزرجي8 (ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف)
»» الخرافة مهدي الرافضة معطل في عصر الظهور والغيبة
»» أقوى أوجه الشبه على الإطلاق بين (معممين / عوام) الرافضة، وعباد الصليب
 
قديم 31-05-16, 01:19 AM   رقم المشاركة : 5
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



رابعاً:
بيان الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، إنما هو لمقاصد الشريعة وما يتعلق بها من أحكام الدين وبيان مجمله وتخصيص عامه وتقييد مطلقه ولما أشكل عليهم أو أختلف فيه.



والسنة النبوية الشريفة على ثلاثة أقسام:

وأما أقسام السنة ودورها في تفصيل وبيان القرآن، فهذا بحث طويل ولا تتسع له الفتوى، ولكن نذكر لك أشياء رئيسة تهتدي بها إلى المقصود، وتعرف من خلالها أوجه بيان السنة للقرآن وارتباطها الوثيق به، فالسنة على ثلاثة أقسام:

القسم الأول:
تؤكد ما في القرآن وتوضحه، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: بني الإسلام على خمس شهادة إلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.

القسم الثاني:
تبين ما في القرآن، وذلك من عدة جوانب:

الأول: بيان مجمله، كبيان عدد ركعات الصلاة وما يتبع ذلك، وبيان الحج والعمرة ونحو ذلك.

الثاني: تخصيص عامه، كالنص على البيوع المحرمة وإخراجها من قوله تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ.

الثالث: تقييد مطلقه، كتقييد قول الله تعالى: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ قيدتها بالثلث فما دون.

الرابع: توضيح المشكل، كتوضيح قول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ حين أشكل هذا على الصحابة وشق عليهم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ. فبين لهم أن المراد ظلم الشرك.

الخامس: بسط مختصره، كبسط قصة أصحاب الأخدود التي جاءت موجزة في القرآن الكريم.

السادس: نسخ بعض أحكامه، كنسخ الوصية للوالدين وعموم الورثة في قوله تعالى: إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ.

السابع: تُفرع على أصل مقرر في القرآن، كمنع أكل أموال الناس بالباطل، ولو كان عن رضا من الطرفين في العقود المحرمة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29].
وبينت السنة أن العقود المحرمة لا تجوز ولو حصل التراضي.

القسم الثالث:
أن تكون السنة موجبة أو محرمة لحكم سكت القرآن عنه، كإيجاب زكاة الفطر، وكتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها، وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير، وتحريم الذهب والحرير على الرجال وغير ذلك، وما أوردناه هنا ملخص من كتاب موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية لمؤلفه الأمين الصادق الأمين.
والله أعلم.
الرابط:
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...ang=A&Id=40372


قال الله عز وجل:
۩ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) ۩ سورة النحل.

وهذه الآية المباركة أصل عظيم في إثبات حجية السنة النبوية من القرآن الكريم، و"التبيين" هنا غير "التبليغ" الذي هو الوظيفة الأولى للنبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته:


قال الحق سبحانه:
۩ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۩ سورة المائدة: من الآية 67



و"التبيين" و"التبليغ" وظيفتان موضوعهما واحد هو القرآن الكريم، عبر عنه في آية "التبليغ" بهذا اللفظ
۩ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۩
وعبر عنه في آية "التبيين" بلفظ مختلف ۩ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ۩،- وبينهما فروق لها دلالتها، مردها إلى الفرق بين الوظيفتين.


و"التبليغ" هو:
تأدية النص كما أنزل، دون تغيير على الإطلاق، وهو مسئولية المبلغ، وهذا سر التعبير ۩ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ۩ حيث عدي الفعل "أنزل" بـ "إلى" إلى ضمير المخاطب، الذي يعود على النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.


و "التبيين" هو:
إيضاح وتفسير وكشف لمراد الله - عز وجل - من خطابه لعباده، كي يتسنى لهم إدراكه وتطبيقه والعمل به، وهي مهمة فرضتها حاجة الناس لفهم ما خوطبوا به، وبلغوه، وإدراك دلالته الصحيحة، ليطبقوه تطبيقا صحيحا، ومن هنا كانت المخالفة في العبارة ۩ نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ۩،- حيث عدي الفعل "نزل" إلى الضمير "هم" بـ "إلى" أي: الناس،

وعدي الفعل ۩ لِتُبَيِّنَ ۩،- "لتبين" إلى الناس بـ "اللام"، أي: كانت حاجتهم إلى "التبيين" هي السبب والحكمة من ورائه، وهي توحي بقوة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، ليس بحاجة إلى ما احتاج إليه الناس من هذا التبيين، فلقد أوحى الله - عز وجل - إليه بيانه، وألهمه إياه،
فالتقى في نفسه "البيان" و "المبين" معا، وأصبح مؤهلا لأن يقوم بالوظيفتين.

وكما أنه محال أن يكتم رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،- شيئا مما أمر بتبليغه فمحال أيضا أن يترك شيئا مما أمر بتبليغه دون بيان، فكلا الأمرين "التبليغ والتبيين" من صميم رسالته
قال الحق سبحانه:
۩ ...بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ۩ سورة المائدة: من الآية 67

وقال جل شأنه:
۩ ...لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ۩ سورة النحل: من الآية 44

واختلاف الناس في فهم القرآن، ما بين مصيب ومخطئ، واختلافهم في درجات الإصابة، ودرجات الخطأ برهان بين على حاجتهم إلى "تبيين" لكتاب ربهم، ينهض به إمام الموقعين عن رب العالمين، رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

أي:
بيان المراد من الكلام والمعاني والأحكام فيما أشكل المراد منه من القرآن، فإن الكلام مع كونه في أعلى درجات البلاغة، قد يشكل المراد منه ويخفى على كثير من الناس فيحتاج إلى البيان والإيضاح.

فثبت بهذه الآية الكريمة حجية قسم كبير من السنة، وهو ما كان إيضاحا لمشكل أو تفصيلا لمجمل، ووظيفة البيان وظيفة قلدها الله رسوله محمدا صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،- وأمانة ائتمنه عليها.

موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفترائات والشبهات – ق3 م1 ج1 شبهات حول مصدر السنة وحجيتها.
الشبهة الرابعة: ص59
دعوى قصر طاعة النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، على ما بلغ من القرآن دون السنة (*)
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.as...4&value=&type=




ولكن:
هل المراد من قوله الحق سبحانه: ۩ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ۩


- أن يبين لهم الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، جميع معاني الكلمات ومترادفات الألفاظ، وأن يشرح لهم أساليبه البيانية والبلاغية!!


- أو يبين لهم معاني حروف (المعاني) العطف والجر لإختلاف دلالتها!

كما في حرف الجر ((من)) الذي من استعمالاته (التأكيد "وهي من الزائدة"، التبعيض، بيان الجنس، ابتداء الغاية الزمانية أو المكانية، البدل، وإنها تحل محل لام التعليل، ومحل حرف الجر (على) وحرف الجر (في))

هذا الحرف الذي أورد الرافضة المهالك والنار مثوى لهم بإذن الله، فحملهم على تحريف الكلم عن مواضعه ليطعنوا في الصحابة عليهم السلام.
كقولهم بأن ((من)) في هذه الآية الكريمة يفيد التبعيض


قال الله عز وجل:
۩ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) ۩ الفتح.

ليغيظ بهم الكفار أدركوا أنفسكم وأهليكم يارافضة
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37591


- وإن النكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط أو الاستفهام تدل على العموم.
كقوله عز وجل:
۩ وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا... ۩ سورة النساء: من الآية 36.
فإنه نهى عن الشرك به في النيات، والأقوال والأفعال، وعن الشرك الأكبر، والأصغر والخفي، والجلي. فلا يجعل العبد لله نداً ومشاركاً في شيء من ذلك.

وقوله الحق سبحانه:
۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) ۩ سورة النساء.

فالتنازعَ هنا يعم في كل شيء صغير أو كبير خفي أو جلَي

فلو لم يكن في الكتاب والسنة كفاية في بيان الأحكام التي تنازعَوا فيها لم يأمرنا ربنا عز وجل بالرجوَع إليها دون غيرها
إذ من الممتنع أن يأمر الله تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجدَ عنده فصل هذا النزاع

والآية الكريمة دالة على أن العصمة فيمن عنده حل النزاع فقط دون غيره وهو الذي أمر الله تعالى بالرجوَع إليه في حال التنازعَ وهو الكتاب والسنة

إذ أن الإجمَاع منعقد على أن الرد إلى الله تعالى هو الرد إلى كتابه العزيز والرد إلى الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في حياته إليه وبعد مماته إلى سنته المطهرة.


- وأن حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الأمر وشدته في مقامات الوعيد.
كما في قوله سبحانه:
۩ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) ۩ سورة السجدة.

وقوله عز وجل:
۩ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ۩ سورة الأنفال.

ومثل هذا حذفه من أحسن الكلام لأن المراد أنك لو رأيت ذلك لرأيت هولا عظيما فليس في ذكر الجواب زيادة على ما دل عليه الشرط وهذه عادة الناس في كلامهم إذا رأوا أمورا عجيبة وأرادوا أن يخبروا بها الغائب عنها يقول أحدهم لو رأيت ما جرى يوم كذا بموضع كذا

فحذْف الجواب في هذه الآيات وشبهها أولى من ذِكْره، ليدل على عظمة ذلك المقام، وأنه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبَّر عنه بلفظ ولا يُدرك بالوصف، مثله قوله تعالى:
۩ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) ۩ سورة التكاثر.
أي:
لما أقمتم على ما أنتم عليه من التفريط والغفلة واللهو.


- وإن جمع التكسير يجوز وصفه والإخبار عنه بالمفرد والجمع، فلا تتطابق الصفة والموصوف في العدد.
كما في قوله تعالى:
۩... وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۩ سورة آل عمران: من الآية 15
فلفظة (أزواج) جمع تكسير للمؤنث العاقل، فيجوز في وصفه الإفراد والجمع، فنقول: (أزواج مطهرة، وأزواج مطهرات) وكلا الإستعمالين صحيح ولكن التعبير القرآني أثر لفظة (مطهرة) لأنه أبلغ في وصف الجمع وأكمل.
يقول الإمام/ الطاهر بن عاشور:
وَقَوْلُهُ: مُطَهَّرَةٌ هُوَ بِزِنَةِ الْإِفْرَادِ وَكَانَ الظَّاهِرُ أَنْ يُقَالَ مطهرات كَمَا قرىء بِذَلِكَ وَلَكِنَّ الْعَرَبَ تَعْدِلُ عَنِ الْجَمْعِ مَعَ التَّأْنِيثِ كَثِيرًا لِثِقْلِهِمَا
لِأَنَّ التَّأْنِيثَ خِلَافُ الْمَأْلُوفِ وَالْجَمْعُ كَذَلِكَ، فَإِذَا اجْتَمَعَا تَفَادَوْا عَنِ الْجَمْعِ بِالْإِفْرَادِ وَهُوَ كَثِيرٌ شَائِعٌ فِي كَلَامِهِمْ لَا يَحْتَاجُ لِلِاسْتِشْهَادِ.
(التحرير والتنوير (1/ 357)


- وأن الألف واللام الداخلة على الأوصاف و أسماء الأجناس تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه.


- وأن المفرد المضاف يفيد العموم كما يفيد ذلك اسم الجمع.


كما في قوله جل شأنه:
۩ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ... ۩ سورة النساء: من الآية 23
يشمل كل أم انتسبت إليها، وإن علت، وكل بنت انتسبت إليك وإن نزلت - إلى آخر المذكورات في الآية الكريمة.


وللمزيد من الرد على الشبهات التي أثاراها أعداء الإسلام للطعن في القرآن الكريم، بما زينته لهم مردة شياطين الإنس والجن فيتوهمونه أخطاء لغوية لعجمة ألسنتهم وجهالتهم بلسان العرب.
موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات - ق1 م2 ج2 شبهات حول ما توهم من أخطاء لغوية في القرآن الكريم.
http://waqfeya.com/book.php?bid=7813
وعلى هذا الرابط لموسوعة بيان الإسلام تحت عنوان:
قسم شبهات حول القرآن الكريم - لغة القرآن:
http://bayanelislam.net/

مع إمكانية نسخ النصوص من الرابط الثاني عن طريق عممل اختيار للصفحة كلها Select All بالضغط على Ctr w/ A
ثم نسخ النص على صفحة Word واختيار نسخ النص فقط.



فإننا نقول:
قد شرف الله عز وجل، العرب وكرمهم بأن أنزل القرآن بلسانهم وجعله مكتتبا على تبيان.

فقال عز وجل:
۩ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۩ سورة يوسف: الاية 2


وقد نزل هذا الكتاب بلسان عربي مبين، قال الله عز وجل:
۩ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) ۩
۩ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ۩ سورة الشعراء: الآية 195

قال الإمام/ ابن كثير [3/442]:
هذا القرآن الذي أنزلناه إليك، أنزلناه بلسانك العربي الفصيح، الكامل الشامل؛ ليكون بيِّنًا واضحًا ظاهرًا، قاطعًا للعذر، مقيمًا للحجة، دليلاً على المحجَّة.


وقال عز وجل:
۩ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ۩ سورة مريم: الآية 97

فخص الله عز وجل العرب بفهمه ومعرفته وفضلهم على غيرهم بعلم أخباره ومعاني ألفاظه وخصوصه وعمومه ومحكمه ومبهمه، وخاطبهم بما عقلوه وعلموه، ولم يجهلوه وقبلوه ولم يدفعوه، وعرفوه فلم ينكروه، إذ كانوا قبل نزوله عليهم يتعاملون بمثل ذلك في خطابهم ولغاتهم وكلامهم،
(الحيدة والإعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن، للإمام/ عبد العزيز الكناني - ص54)



واختار الله عزَّ وجلَّ، هذا اللسانَ العربي ليُنزل به القرآن على رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.
فقال تعالى:
۩ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۩ سورة إبراهيم: الآية 4

ليفهموا عنه قوله، ويعقلوا عنه منطقه.
وقد كان العربُ هم أهلَ الفصاحة والبلاغة والبيان والشعر، لا يدانيهم فيه أحد، وكانت هذه أكبرَ ميزاتهم؛ بل شَغل الشعرُ جانبًا كبيرًا من حياتهم.

فجاء القرآن ليتحداهم ويُعجزَهم في مضمارهم الذين هم نجومُه ومُقدَّموه؛ فمع أنه جاء بلسانهم، وعلى نحو ما يعرفون من البيان، إلا أنهم عجزوا أمامه أن يأتوا بمثله، أو بعَشر سُوَر، أو حتى سورة واحدة.



والله تعالى أنزل كتابه على نبيه صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، ليتلوه المسلمون ويتدبروا معانيه ويعملوا بمحكمه ويؤمنوا بمتشابهه،
كما قال الله عز وجل:
۩ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) ۩ سورة البقرة.

وقال جل شأنه:
۩ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ۩ سورة ص.

وقوله سبحانه:
۩ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) ۩ سورة محمد.


فإن النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قد بين للصحابة الكرام ما كان يحتاج إلى بيان من كتاب الله تعالى كمقاصد الشريعة والأحكام المجملة مثل الزكاة والصلاة وغيرها،

كما أمره الله تعالى بقوله:
۩ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) ۩ سورة النحل.


ولم يفسر صلوات الله وسلامه عليه، كل آية وكل كلمة لأن الصحابة رضوان الله عليهم، وهم أمراء البيان والفصاحة والبلاغة كما تقدم كانوا يفهمون ذلك بسليقتهم.



قال الله عز وجل:
۩ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) ۩ سورة النحل.

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (17/ 236)
يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: وما أنزلنا يا محمد عليك كتابنا وبعثناك رسولا إلى خلقنا إلا لتبين لهم ما اختلفوا فيه من دين الله، فتعرّفهم الصواب منه، والحقّ من الباطل، وتقيم عليهم بالصواب منه حجة الله الذي بعثك بها.


وكما أشكل عليهم قوله الحق سبحانه وتعالى:
۩ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ۩ سورة الأنعام.

صحيح البخاري (6/ 114)
كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ: بَابُ {لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]
4776 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ [ص:115]، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا:
أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ: {إِنَّ الشِّرْكَ} [لقمان: 13] لَظُلْمٌ عَظِيمٌ "
(ورواه الإمام/ مسلم في صحيحه، 1 - كِتَابُ الْإِيمَانَ: 56 - بَابُ صِدْقِ الْإِيمَانِ وَإِخْلَاصِهِ،- ح 197(124).



وقوله الحق سبحانه وتعالى:
۩ ...وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۩ سورة البقرة: من الآية 187

صحيح البخاري (3/ 28)
كِتَابُ الصَّوْمِ: بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]
1916 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ} [البقرة: 187] عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ، وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ، فَلاَ يَسْتَبِينُ لِي،
فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ»
(واخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه، 13 - كِتَاب الصِّيَامِ: 8 - بَابُ بَيَانِ أَنَّ الدُّخُولَ فِي الصَّوْمِ يَحْصُلُ بِطُلُوعِ الْفَجْرِ، وَأَنَّ لَهُ الْأَكْلَ وَغَيْرَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، وَبَيَانِ صِفَةِ الْفَجْرِ الَّذِي تَتَعَلَّقُ بِهِ الْأَحْكَامُ مِنَ الدُّخُولِ فِي الصَّوْمِ، وَدُخُولِ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ،- ح 33 - (1090).



فالنبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، لم يفسر جميع آي القرآن، وذلك لأن من الآيات كما ثبت أعلاه عن حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا/ عبد الله بن العباس – رضى الله عنهما وأرضاهما:
التَّفْسِيرُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ:
1. وَجْهٍ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا،
2. وَتَفْسِيرٌ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ،
3. وَتَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ،
4. وَتَفْسِيرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ


فمن حكمة الله تعالى في البيان القرآني أنه مع بلاغته العظمى وإعجازه اللغوي فإنه ميسر للفهم، قريب للعقل، واضح الدلالة، قوي التأثير، ويستطيع كل إنسان مهما كان ذكاؤه أن ينتفع بهدايته.

قال الله تعالى:
۩ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) ۩ سورة القمر.

فالقرآن الكريم قد تركب من جنس الكلمات التي يتكلم بها العرب ومن نفس الحروف التي ينطقونها.




وإنما فُسر القرآن كاملاً لما تأخر الزمن، واختلطت اللغات نتيجة للفتوحات الإسلامية، من هنا احتاج الناس إلى معرفة كثير من معانيه، فكتب العلماء كتب التفسير للقرآن آية آية.


يقول الإمام/ الزرقاني:
فالقرآن نزل بلغة العرب، وجاء على طرائقهم فى البيان والكلام فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبى صلى الله عليه وسلم أن يسألوه عن معانيه، وعمَّا فيه مما فى كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص،
وفى القرآن مثل ما فى الكلام العربى، من وجوه الإعراب، ومن الغريب، والمعانى، فلم تستغلق عليهم عباراته وأثّرت فيهم تأثيرا بالغاً.
مناهل العرفان فى علوم القرآن (2/242)



وعليه:
فإن الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قد بين كل ما يحتاج إلى البيان بالنسبة لمرحلة النبوة وبين القواعد والكليات التي تستوعب ما يحتاج إلى بيان بالنسبة إلى ما بعد النبوة...



فما من نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إلا وبين للناس عباداتهم ومعاملتهم.


قال الله عز وجل:
۩ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) ۩
۩ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ۩ سورة البقرة.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على إنكار النصارى والملاحدة، نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته
»» حديث: فأعرضوه على القرآن، وضعته الزنادقة، ويدفعه حديث: "أوتيت الكتاب ومثله معه"
»» بأي عقل وعلى أي منطق قبلت الرافضة القرآن المتواتر عن طريق الصحابة وطعنت في السنة
»» دعوى تعارض حديث "لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" مع القرآن والواقع
»» مناظرة مع منكر السنة/ ايمن1، حول ما يدعيه أن شرائع الإسلام جميعها من التوراة والإنجيل
 
قديم 31-05-16, 01:20 AM   رقم المشاركة : 6
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



خامساً:
الرد على سؤال: من أين نأخذ التفسير بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.


في هذا يقول الإمام/ الطبري:

الْقَوْلُ فِي الْوُجُوهِ الَّتِي مِنْ قِبَلِهَا يُوصَلُ إِلَى مَعْرِفَةِ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَدْ قُلْنَا فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَرَبِيٌّ، وَأَنَّهُ نَزَلَ بِأَلْسُنِ بَعْضِ الْعَرَبِ، دُونَ أَلْسُنِ جَمِيعِهَا، وَأَنَّ قِرَاءَةَ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ وَمَصَاحِفَهُمُ الَّتِي هِيَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، بِبَعْضِ الْأَلْسُنِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ دُونَ جَمِيعِهَا،
وَقُلْنَا فِي الْبَيَانِ عَمَّا يَحْوِيهِ الْقُرْآنُ مِنَ النُّورِ وَالْبُرْهَانِ وَالْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ، الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهُ إِيَّاهُ، مِنْ أَمْرِهِ، وَنَهْيِهِ، وَحَلَالِهِ، وَحَرَامِهِ، وَوَعْدِهِ، وَوَعِيدِهِ، وَمُحْكَمِهِ، وَمُتَشَابِهِهِ، وَلَطَائِفِ حِكَمِهِ، مَا فِيهِ الْكِفَايَةُ لِمَنْ وُفِّقَ لِفَهْمِهِ. وَنَحْنُ قَائِلُونَ فِي الْبَيَانِ عَنْ وجُوهِ مَطَالِبِ تَأْوِيلِهِ: قَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].
وَقَالَ أَيْضًا جَلَّ ذِكْرُهُ:
{وَمَا أنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
وَقَالَ:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

فَقَدْ تَبَيَّنَ بِبَيَانِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ،
أَنَّ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ، عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا لَا يُوصَلُ إِلَى عِلْمِ تَأْوِيلِهِ، إِلَّا بِبَيَانِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَذَلِكَ تَأْوِيلُ جَمِيعِ مَا فِيهِ، مِنْ وجُوهِ أَمْرِهِ: وَوَاجِبِهِ، وَنَدْبِهِ، وَإِرْشَادِهِ وَصُنُوفِ نَهْيِهِ، وَوَظَائِفِ حُقُوقِهِ، وَحُدُودِهِ، وَمَبَالِغِ فَرَائِضِهِ، وَمَقَادِيرِ اللَّازِمِ بَعْضَ خَلْقِهِ لِبَعْضٍ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ آيِهِ، الَّتِي لَمْ يُدْرَكْ عِلْمُهَا إِلَّا بِبَيَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ.
وَهَذَا وَجْهٌ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ الْقَوْلُ فِيهِ، إِلَّا بِبَيَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِتَأْوِيلِهِ، بِنَصٍّ مِنْهُ عَلَيْهِ، أَوْ بِدَلَالَةٍ قَدْ نَصَبَهَا دَالَّةً أُمَّتَهُ عَلَى تَأْوِيلِهِ.


وَأَنَّ مِنْهُ مَا لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ:

وَذَلِكَ مَا فِيهِ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ آجَالٍ حَادِثَةٍ، وَأَوْقَاتٍ آتِيَةٍ، كَوَقْتِ قِيَامِ السَّاعَةِ، وَالنَّفْخِ فِي الصُّورِ، وَنُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ تِلْكَ أَوْقَاتَ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ حُدُودَهَا، وَلَا يُعْرَفُ أَحَدٌ مِنْ تَأْوِيلِهَا إِلَّا الْخَبَرَ بِأَشْرَاطِهَا، لِاسْتِئْثَارِ اللَّهِ بِعِلْمِ ذَلِكَ عَلَى خَلْقِهِ.
وَكَذَلِكَ أَنْزَلَ رَبُّنَا فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ، فَقَالَ:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنِّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنِّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

وَكَانَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ إِلَّا بِأَشْرَاطِهِ، دُونَ تَحْدِيدِهِ بِوَقْتٍ، كَالَّذِي رُوِيَ عَنْهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِذَا ذُكِرَ الدَّجَّالُ: «إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي، فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ» *(1)
وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ، الَّتِي يَطُولُ بِاسْتِيعَابِهَا الْكِتَابُ، الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمُ أَوْقَاتِ شَيْءٍ مِنْهُ، بِمَقَادِيرِ السِّنِينَ وَالْأَيَّامِ، وَأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، إِنَّمَا كَانَ عَرَّفَهُ مَجِيئَهُ بِأَشْرَاطِهِ، وَوَقْتِهِ بِأَدِلَّتِهِ.

*(1)- قال الإمام/ ابن حجر في الفتح 13: 84 في شرح حديث ابن عمر الذي أخرجه البخاري، وذكر الدجال فقال:
"وما من نبي إلا أنذره قومه"، قال: "في بعض طرقه: إن يخرج فيكم فأنا حجيجه". وهو إشارة إلى حديث النواس بن سمعان، مطولا، في صحيح مسلم 2: 376، وفيه: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم". وانظر أيضًا مجمع الزوائد 7: 347-348، 350-351.
وقوله "حجيجه" أي محاجه ومغالبه بإظهار الحجة عليه.


وَأَنَّ مِنْهُ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ كُلُّ ذِي عِلْمٍ بِاللِّسَانِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ، وَذَلِكَ:

إِقَامَةٌ إِعْرَابِهِ، وَمَعْرِفَةُ الْمُسَمَّيَاتِ بِأَسْمَائِهَا اللَّازِمَةِ غَيْرِ الْمُشْتَرَكِ فِيهَا، وَالْمَوْصُوفَاتِ بِصِفَاتِهَا الْخَاصَّةِ دُونَ مَا سِوَاهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَجْهَلُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَذَلِكَ كَسَامِعٍ مِنْهُمْ لَوْ سَمِعَ تَالِيًا يَتْلُو:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12].

لَمْ يَجْهَلْ أَنَّ مَعْنَى الْإِفْسَادِ هُوَ مَا يَنْبَغِي تَرْكُهُ مِمَّا هُوَ مَضَرَّةٌ، وَأَنَّ الْإِصْلَاحَ هُوَ مَا يَنْبَغِي فِعْلُهُ، مِمَّا فِعْلُهُ مَنْفَعَةٌ؛

وَإِنْ جَهِلَ الْمَعَانِي الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ إِفْسَادًا، وَالْمَعَانِي الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ إِصْلَاحًا، فَالَّذِي يَعْلَمُهُ ذُو اللِّسَانِ الَّذِي بِلِسَانِهِ نَزَلَ الْقُرْآنُ، مِنْ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، هُوَ مَا وَصَفْتُ مِنْ مَعْرِفَةِ أَعْيَانِ الْمُسَمَّيَاتِ بِأَسْمَائِهَا اللَّازِمَةِ، غَيْرِ الْمُشْتَرَكِ فِيهَا، وَالْمَوْصُوفَاتِ بِصِفَاتِهَا الْخَاصَّةِ، دُونَ الْوَاجِبِ مِنْ أَحْكَامِهَا وَصِفَاتِهَا وَهَيْئَاتِهَا، الَّتِي خَصَّ اللَّهُ بِعِلْمِهَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يُدْرَكُ عِلْمَهُ إِلَّا بِبَيَانِهِ، دُونَ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ دُونَ خَلْقِهِ.

وَبِمِثْلِ مَا قُلْنَا مِنْ ذَلِكَ، رُوِيَ الْخَبَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
التَّفْسِيرُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ:
1. وَجْهٍ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا،
2. وَتَفْسِيرٌ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ،
3. وَتَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ،
4. وَتَفْسِيرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا الْوَجْهُ الرَّابِعُ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، مِنْ أَنَّ أَحَدًا لَا يُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ، مَعْنًى غَيْرُ الْإِبَانَةِ عَنْ وجُوهِ مَطَالِبِ تَأْوِيلِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ خَبَرٌ عَنْ أَنَّ مِنْ تَأْوِيلِهِ مَا لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ الْجَهْلَ بِهِ وَقَدْ رُوِيَ بِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ أَيْضًا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرٌ فِي إِسْنَادُهُ نُظِرَ.
(تفسير الإمام/ الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن - ط هجر (ج1 ص67)




ويقول الإمام/ القرطبي:

خطبة الكتاب وفيها الكلام على علو شأن المفسرين

وخاطب بِهِ أَوْلِيَاءَهُ فَفَهِمُوا، وَبَيَّنَ لَهُمْ فِيهِ مُرَادَهُ فَعَلِمُوا. فَقَرَأَةُ الْقُرْآنِ حَمَلَةُ سِرِّ اللَّهِ الْمَكْنُونِ، وَحَفَظَةُ عِلْمِهِ الْمَخْزُونِ، وَخُلَفَاءُ أَنْبِيَائِهِ وَأُمَنَاؤُهُ، وَهُمْ أَهْلُهُ وَخَاصَّتُهُ وَخِيرَتُهُ وَأَصْفِيَاؤُهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَّا «3» " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ:" هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ" أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ. فَمَا أَحَقَّ مَنْ عَلِمَ كِتَابَ اللَّهِ أن يزدجر بنواهيه، ويتذكر مَا شُرِحَ لَهُ فِيهِ، وَيَخْشَى اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ، ويراقبه ويستحييه.
فانه حُمِّلَ أَعْبَاءَ الرُّسُلِ، وَصَارَ شَهِيدًا فِي الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ خَالَفَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
"وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ «1».
أَلَا وَإِنَّ الْحُجَّةَ عَلَى مَنْ عَلِمَهُ فَأَغْفَلَهُ، أَوْكَدُ مِنْهَا عَلَى مَنْ قَصَّرَ عَنْهُ وَجَهِلَهُ. وَمَنْ أُوتِيَ عِلْمَ الْقُرْآنِ فَلَمْ يَنْتَفِعْ، وَزَجَرَتْهُ نَوَاهِيهِ فَلَمْ يَرْتَدِعْ، وَارْتَكَبَ مِنَ الْمَآثِمِ قَبِيحًا، وَمِنَ الْجَرَائِمِ فَضُوحًا، كَانَ الْقُرْآنُ حُجَّةً عَلَيْهِ، وَخَصْمًا لَدَيْهِ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ" خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ.
فَالْوَاجِبُ عَلَى مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِحِفْظِ كِتَابِهِ أَنْ يَتْلُوَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَيَتَدَبَّرَ حَقَائِقَ عِبَارَتِهِ، وَيَتَفَهَّمَ عَجَائِبَهُ، وَيَتَبَيَّنَ غَرَائِبَهُ،
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
"كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ «2».
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها «3»
جَعَلَنَا اللَّهُ مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَتَدَبَّرُهُ حق تدبره، ويقوم بقسطه، ويفي بِشَرْطِهِ، وَلَا يَلْتَمِسُ الْهُدَى فِي غَيْرِهِ، وَهَدَانَا لِأَعْلَامِهِ الظَّاهِرَةِ، وَأَحْكَامِهِ الْقَاطِعَةِ الْبَاهِرَةِ، وَجَمَعَ لَنَا بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ.


ثُمَّ جَعَلَ إِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَانَ مَا كَانَ مِنْهُ مُجْمَلًا، وَتَفْسِيرَ مَا كَانَ مِنْهُ مُشْكِلًا، وَتَحْقِيقَ مَا كَانَ مِنْهُ مُحْتَمَلًا، لِيَكُونَ لَهُ مَعَ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ ظُهُورُ الِاخْتِصَاصِ بِهِ، وَمَنْزِلَةِ التَّفْوِيضِ إليه،

قال اله تَعَالَى:
"وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ «4».


ثُمَّ جَعَلَ إِلَى الْعُلَمَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِنْبَاطَ مَا نَبَّهَ على معانيه، وأشار إلى أصوله ليتوصلوا باجتهاد فِيهِ إِلَى عِلْمِ الْمُرَادِ، فَيَمْتَازُوا بِذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِمْ، وَيَخْتَصُّوا بِثَوَابِ اجْتِهَادِهِمْ،

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ «5».

فَصَارَ الْكِتَابُ أَصْلًا وَالسَّنَةُ لَهُ بَيَانًا، وَاسْتِنْبَاطُ الْعُلَمَاءِ لَهُ إِيضَاحًا وَتِبْيَانًا.

فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ صُدُورَنَا أَوْعِيَةَ كِتَابِهِ، وَآذَانَنَا مَوَارِدَ سُنَنِ نَبِيِّهِ، وَهِمَمَنَا مَصْرُوفَةً إِلَى تَعَلُّمِهِمَا وَالْبَحْثِ عَنْ مَعَانِيهِمَا وَغَرَائِبِهِمَا، طَالِبِينَ بِذَلِكَ رِضَا رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمُتَدَرِّجِينَ بِهِ إِلَى عِلْمِ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ.
(تفسير الإمام/ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن - (ج1 ص1)




وعن أحسن طرق التفسير يقول الإمام/ ابن كثير:

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ فَمَا أَحْسَنُ طُرُقِ التَّفْسِيرِ؟
فَالْجَوَابُ:
إِنَّ أَصَحَّ الطُّرُقِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُفَسَّرَ الْقُرْآنُ بِالْقُرْآنِ فَمَا أجمل في مكان فإنه قد بسط فِي مَوْضِعٍ آخَرَ

فَإِنْ أَعْيَاكَ ذَلِكَ:
فَعَلَيْكَ بِالسُّنَّةِ فَإِنَّهَا شَارِحَةٌ لِلْقُرْآنِ وَمُوَضِّحَةٌ لَهُ، بَلْ قَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله تعالى:
كُلُّ مَا حَكَمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مِمَّا فَهِمَهُ مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً [النِّسَاءِ: 105]
وَقَالَ تَعَالَى:
وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل: 64]
وَقَالَ تَعَالَى:
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النَّحْلِ: 44]
وَلِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» يَعْنِي السُّنَّةَ.
وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ إِلَّا أَنَّهَا لَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى الْقُرْآنُ وَقَدِ اسْتَدَلَّ الْإِمَامُ الشافعي رحمه الله تعالى وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَى ذَلِكَ بِأَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذَلِكَ.


وَالْغَرَضُ أَنَّكَ تَطْلُبُ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ مِنْهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فَمِنَ السُّنَّةِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ:
«فبم تَحْكُمُ؟ قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ؟ قَالَ: بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ،
قَالَ: فَإِنْ لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي،
قَالَ:
فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صدري وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يَرْضَى رَسُولُ اللَّهِ» «1»
وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمَسَانِدِ وَالسُّنَنِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ فِي مَوْضِعِهِ.


وَحِينَئِذٍ إِذَا لَمْ نَجِدِ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ رَجَعْنَا فِي ذَلِكَ إِلَى أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ أَدْرَى بِذَلِكَ لِمَا شَاهَدُوا مِنَ الْقَرَائِنِ وَالْأَحْوَالِ الَّتِي اخْتُصُّوا بِهَا، وَلِمَا لَهُمْ مِنَ الْفَهْمِ التَّامِّ وَالْعِلْمِ الصَّحِيحِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ لَا سِيَّمَا عُلَمَاؤُهُمْ وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الرَّاشِدِينَ، وَالْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

قَالَ الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ. وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَنَالُهُ الْمَطَايَا لَأَتَيْتُهُ «2» .
وَقَالَ الْأَعْمَشُ أَيْضًا عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يَعْرِفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَقْرِئُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يَخْلُفُوهَا حَتَّى يَعْمَلُوا بِمَا فِيهَا مِنَ الْعَمَلِ فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا.
وَمِنْهُمُ الْحَبْرُ الْبَحْرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وترجمان القرآن ببركة دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ حَيْثُ قَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وحدثنا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ.
ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ دَاوُدَ عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ التُّرْجُمَانُ لِلْقُرْآنِ «3» ابْنُ عَبَّاسٍ. ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ بُنْدَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بن عون عن الأعمش به كَذَلِكَ «1»
فَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْعِبَارَةَ. وَقَدْ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَلَى الصَّحِيحِ وَعُمِّرَ بعده عبد الله بن عَبَّاسٍ سِتًّا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَمَا ظَنُّكَ بِمَا كَسَبَهُ مِنَ الْعُلُومِ بَعْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَقَالَ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ:
اسْتَخْلَفَ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْمَوْسِمِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفِي رِوَايَةٍ سُورَةَ النُّورِ فَفَسَّرَهَا تَفْسِيرًا لَوْ سَمِعَتْهُ الرُّومُ وَالتُّرْكُ وَالدَّيْلَمُ لَأَسْلَمُوا. ......


فَصْلٌ:
إِذَا لَمْ تَجِدِ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ وَلَا وَجَدْتَهُ عَنِ الصَّحَابَةِ،


فَقَدْ رَجَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ إِلَى أَقْوَالِ التَّابِعِينَ كَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ فَإِنَّهُ كَانَ آيَةً فِي التَّفْسِيرِ كَمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: عَرَضْتُ الْمُصْحَفَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ أُوقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهُ وَأَسْأَلُهُ عَنْهَا.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ «1» : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ عَنْ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَمَعَهُ أَلْوَاحُهُ قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ، حَتَّى سَأَلَهُ عَنِ التَّفْسِيرِ كُلِّهِ.
وَلِهَذَا كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ بِهِ، وَكَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَمَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فتذكر أقوالهم في الآية فيقع في عبارتهم تَبَايُنٌ فِي الْأَلْفَاظِ يَحْسَبُهَا مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ اخْتِلَافًا فَيَحْكِيهَا أَقْوَالًا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُعَبِّرُ عَنِ الشَّيْءِ بِلَازِمِهِ أَوْ بِنَظِيرِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنُصُّ عَلَى الشَّيْءِ بِعَيْنِهِ، والكل بمعنى واحد في أكثر الْأَمَاكِنِ فَلْيَتَفَطَّنِ اللَّبِيبُ لِذَلِكَ وَاللَّهُ الْهَادِي.

وَقَالَ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَغَيْرُهُ: أَقْوَالُ التَّابِعِينَ فِي الْفُرُوعِ لَيْسَتْ حُجَّةً فَكَيْفَ تَكُونُ حُجَّةً فِي التَّفْسِيرِ؟ يَعْنِي أَنَّهَا لَا تَكُونُ حُجَّةً عَلَى غَيْرِهِمْ مِمَّنْ خَالَفَهُمْ وَهَذَا صَحِيحٌ.
أَمَّا إِذَا أَجْمَعُوا عَلَى الشَّيْءِ فَلَا يُرْتَابُ فِي كَوْنِهِ حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على قول بَعْضٍ وَلَا عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ وَيُرْجَعُ فِي ذَلِكَ إِلَى لُغَةِ الْقُرْآنِ أَوِ السُّنَّةِ أَوْ عُمُومِ لُغَةِ الْعَرَبِ أَوْ أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ.

(تفسير الإمام/ ابن كثير: تفسير القرآن العظيم - ط العلمية (1/ 8)







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» دعوى تعارض حديث "لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" مع القرآن والواقع
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
»» هذا عظيم قدر وعلو شأن رسول الله في القرآن، فأين من تزعم الرافضة إمامته؟!
»» البرقليط النبي صلى الله عليه وسلم وبشارات الكتاب المقدس بالرسول
»» منكر السنة/ ايمن1 - أين نجد الفرق بين النبي والرسول من القرآن الكريم
 
قديم 31-05-16, 01:21 AM   رقم المشاركة : 7
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



سادساً: العلماء ورثة الأنبياء.

قد أعلى الله عز وجل منزلة العلماء فقرن شهادتهم بشهادته سبحانه وشهادة الملائكة.


قال الحق سبحانه:
۩ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ۩ سورة آل عمران.


وخص الله عز وجل العلماء بالخشية.

فقال جل شأنه:
۩ ...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ۩ سورة فاطر: من الآية 28

تفسير ابن كثير ط العلمية (6/ 482)
أَيْ إِنَّمَا يَخْشَاهُ حَقَّ خَشْيَتِهِ الْعُلَمَاءُ الْعَارِفُونَ بِهِ، لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَتِ الْمَعْرِفَةُ لِلْعَظِيمِ الْقَدِيرِ الْعَلِيمِ الْمَوْصُوفِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ الْمَنْعُوتِ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، كُلَّمَا كَانَتِ الْمَعْرِفَةُ بِهِ أَتَمُّ وَالْعِلْمُ بِهِ أَكْمَلَ كَانَتِ الْخَشْيَةُ لَهُ أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ.



وميز القرآن الكريم أهل العلم.
فقال عز من قائل:
۩ ...يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ۩ سورة المجادلة: من الآية 11


وقال الحق سبحانه:
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) سورة العنكبوت.

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (20/ 40)
(وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) يقول تعالى ذكره: وما يعقل أنه أصيب بهذه الأمثال التي نضربها للناس منهم الصواب والحقّ فيما ضربت له مثلا (إلا الْعَالِمُونَ) بالله وآياته.

تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (25/ 59)
(وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) يَعْنِي هُوَ ضَرَبَ لِلنَّاسِ أَمْثَالًا وَحَقِيقَتُهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْفَوَائِدِ بِأَسْرِهَا فَلَا يُدْرِكُهَا إِلَّا الْعُلَمَاءُ.

تفسير ابن كثير ط العلمية (6/ 253)
(وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) أَيْ وَمَا يَفْهَمُهَا وَيَتَدَبَّرُهَا إِلَّا الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ الْمُتَضَلِّعُونَ مِنْهُ.

تفسير المراغي (20/ 144)
وما يفهم مغزاها ومعرفة تأثيرها، واستتباعها لكثير من الفوائد إلا الراسخون فى العلم، المتدبرون فى عواقب الأمور.

التفسير الوسيط لطنطاوي (11/ 41)
(وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) أى: وما يعقل هذه الأمثال، ويفهم صحتها وحسنها، إلا الراسخون في العلم، المتدبرون في خلق الله- تعالى-، الفاقهون لما يتلى عليهم.



وجائت الأحاديث النبوية الشريفة على هذا المنوال، فجعلت الفقه في الدين من أجل النعم على عباد الله.

روى البخاري (71) ، ومسلم (1037) عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
«مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»



وجعل الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، العلم مجالاً للتنافس الشريف.
فقال:
«لا حَسَدَ إلاّ في اثْنتينِ: رَجلٌ آتاهُ اللّهُ مالاً فسُلِّطَ على هَلَكَتِهِ في الحقِّ، ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ الحكمةَ فهُوَ يَقْضي بها ويُعَلِّمُها»
(صحيح الإمام/ البخاري، كتاب: العلم، 15 - باب الاغْتِباطِ في العِلمِ والحِكمةِ (73)، صحيح الإمام/ مسلم، 47 - باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها (1845)


وقد كان الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، يشجع أصحابه – رضى الله عنهم وأرضاهم، على فهم القرآن، ويدعو لهم بالتفقه في الدين، وعلم التفسير والتأويل.

ففي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب رضي الله عنه:
(1835) - حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ . حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعَلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
«يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ:
«يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟»
قَالَ
قُلْتُ: الله لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.
قَالَ:
فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: «وَالله لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ»



وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قال لسيدنا/ عبد الله ابن العباس – رضى الله عنهما وأرضاهما:
«اللَّهمَّ فَقهْهُ في الدِّينِ».
وفي رواية غيره: وعلمه التأويل. فكان ابن عباس رضي الله عنهما مدرسة للعلوم الشرعية ولعلم التفسير خاصة الذي أصل المعارف الشرعية.


ومن هنا كان طلب العلم فريضة، وكان طالب العلم معاناً من الله عز وجل، فعن أبي الدرداء رضى الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَها رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،
إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ. إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ)




والروايات من دين الرافضة التي تنص على أن العلماء ورثة الأنبياء على الرابط التالي:
الرابط:
http://www.alserdaab.org/articles.aspx?article_no=1062





قال الله عز وجل:
۩ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ۩ سورة آل عمران.



وقال الحق سبحانه:
۩ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) ۩ سورة آل عمران.

◄الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
كبار علماء الرافضة يشهدون وهم مرغمون ببطلان دين الرافضة
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=60095



وقال الحق سبحانه:
۩ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) ۩ سورة التوبة.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» بيان الإسلام: الزعم أن قاعدة تقوية الحديث الضعيف بكثرة طرقه على إطلاقها
»» السؤال الخاطئ: هل فسر الرسول القرآن؟ أين تفسير الرسول للقرآن؟
»» هل أمر معاوية سعداً بسب علي – رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
»» الرد على شبهة: وليت عليكم ولست بخيركم
»» الضمان الإلهي لأنفسنا ولـ: (أزواجنا وذرياتنا) من بعدنا بالتقوى
 
قديم 31-05-16, 01:23 AM   رقم المشاركة : 8
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



سابعاً:
الإتّباع ورد في القرآن الكريم لأربع مفردات لا خامس لها.


قال تعالى:
۩ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ۩ سورة التوبة: الآية 115

في ضوء هذه الآية الكريمة، نرجِع إلى كتاب الله تعالى ونُمعِن النظر فيه، سنجِد أن الإتّباع ورد في القرآن الكريم لأربع مفردات لا خامس لها وهي:

1. إتباع ما انزل الله (القرآن الكريم) ✔✔✔

2. إتباع رسل الله عز وجل وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام ✔✔✔


3. إتّباع السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار ✔✔✔

4. إتّباع سبيل المؤمنين ✔✔✔



أولاً: إتباع ما انزل الله (القرآن الكريم) ✔✔✔
۩ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ۩ سورة البقرة: الآية 170

قال تعالى:
۩ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ۩ سورة الأعراف: الآية 3

قال تعالى:
۩ ...فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۩ سورة الأعراف: من الآية 157

قال تعالى:
۩ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ۩ سورة لقمان: الآية 21

قال تعالى:
۩ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ۩ سورة الزمر: الآية 55

قال تعالى:
۩ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ۩ سورة غافر: الآية 7



ثانياً: إتباع رسل الله عز وجل وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام. ✔✔✔

۩ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۩ سورة آل عمران: الآية 95

قال تعالى:
۩ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الآية 157)۩
۩ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ۩ سورة الأعراف: الآية 158

قال تعالى:
۩ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ۩ سورة الزخرف: الآية 61

قال تعالى:
۩ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ۩ سورة نوح: الآية 21

قال تعالى:
۩ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ۩ سورة الأعراف: الآية 158



ثالثاً: إتباع المهاجرين والانصار عليهم السلام. ✔✔✔
قال تعالى:
۩ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۩ سورة التَّوْبَةِ: الآية 100

في الآيه السابقة الله يقول ان ذلك هو الفوز العظيم الاتباع باحسان للسابقين الاولين من المهاجرين والانصار عليهم السلام

ولم يخصص الله ولا رسوله من تزعم الرافضة إمامتهم من بعض أهل البيت بالمفهوم الرافضي دون بقية السابقين الأولين من المهاجرين والانصار.

وليس من الـ لا درزن المقدس في دين شيعة كسري آل بيت النار، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار عليهم السلام إلا سيدنا/ علي والسيدة/ فاطمة عليهم السلام

فكيف نتبع بقية الـ لا درزن المقدس ولم يأمرنا الله بإتباعهم لماذا يتبع المسلمون من لم يأمرهم الله عز وجل بإتباعه


رابعاً: إتباع سبيل المؤمنين. ✔✔✔

قال الله عز وجل:
۩ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ۩ سورة السناء: الآية 115

وقد تقدم بيان وصف الله عز وجل للمهاجرين والأنصار أنهم هم المؤمنون حقاً

قال الله عز وجل:
۩ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) ۩ سورة الأنفال.


هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
فإن أصبت فمن الله عز وجل، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
عبد الله الفقير لرحمته، الضعيف لقوته، الساجد لرضاه.
محمد سليمان







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» حوار مع الزميل/ Omar Jabassini - إثبات إجماع الأمة على أفضلية الشيخين رضى الله عنهما
»» شبهة رفع المصاحف وقضية التحكيم بين علي ومعاوية رضى الله عنهما
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
»» الشذوذ الفكري والانحراف العقائدي وكذب وتدليس الرافضي/ الخزرجي8
»» التثبُتُ، وضبْطُ الروايةِ عند الصحابة - إقامة الحُجّة على المدعي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "