38 ) أيها الشيعي هل ما أنت عليه من التشيع هو ما كان عليه جعفر الصادق أم لا ؟
أيها الشيعي هل ما أنت عليه من التشيع هو ما كان عليه جعفر الصادق أم لا ؟
القارئ في كتب الشيعة وخاصة أصولهم الثمانية
والمتأمل في رواياتها
والمنصف في الحكم عليها
والمتابع لنشأة التشيع وما مر به من تحريف وتزييف ودس وتزوير
يصل لنتيجة خطيرة هي
عدم العلاقة بين الأمرين ، والبون الشاسع بين المذهبين ، مذهب الشيعة المتقدمين ، ومذهب الشيعة المتأخرين
ولذلك نجد المامقاني(1290- 1351هـ) (1)– من أكابر شيوخهم في هذا العصر – يثبت هذا الأمر حيث يقول : (إن القدماء - يعني من الشيعة - كانوا يعدون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب الشيعة غلواً وارتفاعاً، وكانوا يرمون بذلك أوثق الرجال كما لا يخفى على من أحاط خبراً بكلماتهم ) (2)ويقول في موضع آخر : (إن ما يعتبر غلواً في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب )(3)
قال الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله – في تعليقه على هذا النقل (هذا تقرير علمي في أكبر وأحدث كتاب لهم في الجرح والتعديل ، يعترفون فيه بأن مذهبهم الآن غير مذهبهم قديماً ، فما كانوا يعدونه قديماً من الغلو وينبذونه وينبذون أهله بسبب ذلك صار الآن من ضروريات المذهب .
فمذهبهم اليوم غير مذهبهم قبل الصفويين ، ومذهبهم قبل الصفويين غير مذهبهم قبل ابن المطهر، ومذهبهم قبل ابن المطهر غير مذهبهم قبل آل بويه ، ومذهبهم قبل آل بويه غير مذهبهم قبل شيطان الطاق ، ومذهبهم قبل شيطان الطاق غير مذهبهم في حياة الحسن والحسين وعلي بن الحسين )(4)
الهامش:
(1) - انظر ترجمته في معجم المؤلفين 2 / 277
(2) - انظر تنقيح المقال 3 / 23
(3) - المصدر السابق 3 / 240
(4) - هامش المنتقى للذهبي ص205 .