العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-09, 08:10 PM   رقم المشاركة : 41
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهــــان 35

من سورة النساء


{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }
{ 48 }


يخبر تعالى: أنه لا يغفر لمن أشرك به أحدا من المخلوقين،
ويغفر ما دون الشرك من الذنوب صغائرها وكبائرها،
وذلك عند مشيئته مغفرة ذلك، إذا اقتضت حكمتُه مغفرتَه.


فالذنوب التي دون الشرك قد جعل الله لمغفرتها أسبابا كثيرة،
كالحسنات الماحية والمصائب المكفرة في الدنيا،
والبرزخ ويوم القيامة، وكدعاء المؤمنين بعضهم لبعض، وبشفاعة الشافعين.

ومن فوق ذلك كله رحمته التي أحق بها أهل الإيمان والتوحيد.

وهذا بخلاف الشرك فإن المشرك قد سد على نفسه أبواب المغفرة،
وأغلق دونه أبواب الرحمة،
فلا تنفعه الطاعات من دون التوحيد، ولا تفيده المصائب شيئا،

وما لهم يوم القيامة { مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ }

ولهذا قال تعالى: { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } أي:

افترى جرما كبيرا،


وأي: ظلم أعظم ممن سوى المخلوق -من تراب،
الناقص من جميع الوجوه،


الفقير بذاته من كل وجه،
الذي لا يملك لنفسه- فضلا عمن عبده -نفعًا ولا ضرًّا
ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا-

بالخالق لكل شيء،
الكامل من جميع الوجوه،
الغني بذاته عن جميع مخلوقاته،

الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع،

الذي ما من نعمة بالمخلوقين إلا فمنه تعالى،

فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟

ولهذا حتم على صاحبه

بالخلود بالعذاب وحرمان الثواب

{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ }
وهذه الآية الكريمة في حق غير التائب،

وأما التائب، فإنه يغفر له الشرك فما دونه

كما قال تعالى:


{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ

لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }

أي: لمن تاب إليه وأناب.






من مواضيعي في المنتدى
»» الداعية المصري الشيخ محمد حسان يصاب بأزمة قلبية مفاجئة
»» ميكي ماوس وأزمة الإعلام العربي
»» المشروع الإيراني وصرخة القرضاوي
»» رحم الله أبا حفص عمر / قصيدة رائعة
»» تقنيات الحظ السعيد / فهد عامر الأحمدي
 
قديم 04-07-09, 01:00 AM   رقم المشاركة : 42
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 36

البرهــــان 36

من سورة النساء


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ
وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا *


وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا *


فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا *

أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا }
{ 60 - 63 }

يعجب تعالى عباده من حالة المنافقين.

{ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ } مؤمنون بما جاء به الرسول وبما قبله،
ومع هذا { يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ }

وهو كل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت.

والحال أنهم { قد أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ }

فكيف يجتمع هذا والإيمان؟

فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله
وتحكيمه في كل أمر من الأمور،


فمَنْ زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله،
فهو كاذب في ذلك.

وهذا من إضلال الشيطان إياهم،


ولهذا قال:
{ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } عن الحق.


{ فَكَيْفَ } يكون حال هؤلاء الضالين

{ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ }
من المعاصي ومنها تحكيم الطاغوت؟!

{ ثُمَّ جَاءُوكَ } معتذرين لما صدر منهم،


ويقولون: { إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا } أي:


ما قصدنا في ذلك إلا الإحسان إلى المتخاصمين والتوفيق بينهم،

وهم كَذَبة في ذلك.

فإن الإحسان كل الإحسان تحكيم الله ورسوله


{ ومَنْ أحْسَن من الله حكمًا لقوْمٍ يوقنون }


ولهذا قال: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ }
أي: من النفاق والقصد السيئ.


{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ }
أي: لا تبال بهم ولا تقابلهم على ما فعلوه واقترفوه.


{ وَعِظْهُمْ }

أي: بين لهم حكم الله تعالى مع الترغيب في الانقياد لله، والترهيب من تركه


{ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا }

أي: انصحهم سرا بينك وبينهم، فإنه أنجح لحصول المقصود،
وبالغ في زجرهم وقمعهم عمَّا كانوا عليه،

وفي هذا دليل على أن مقترف المعاصي وإن أعرض عنه
فإنه ينصح سرًا،


ويبالغ في وعظه بما يظن حصول المقصود به.






من مواضيعي في المنتدى
»» mbc3 تم حذفكم بقلم محمد الرطيان
»» ملامح تراجع المد الشيعي
»» كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة - د.سفر الحوالي
»» آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة / الدكتور طه حامد الدليمي
»» هل في كتب الصوفية بالسعودية سحر وشعوذة ؟..( وثائق وصور)
 
قديم 04-07-09, 05:32 PM   رقم المشاركة : 43
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 37

البرهــــان 37

من سورة النساء

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ

وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا *

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
{ 64 -65 }




يخبر تعالى خبرا في ضمنه الأمر والحث على طاعة الرسول والانقياد له.

وأن الغاية من إرسال الرسل أن يكونوا مطاعين
ينقاد لهم المرسلُ إليهم في جميع ما أمروا به ونهوا عنه،
وأن يكونوا معظمين تعظيم المطيع للمطاع.


وفي هذا إثبات عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله، وفيما يأمرون به وينهون عنه؛

لأن الله أمر بطاعتهم مطلقا،
فلولا أنهم معصومون لا يشرعون ما هو خطأ،
لما أمر بذلك مطلقا.

وقوله: { بِإِذْنِ اللَّهِ }

أي: الطاعة من المطيع صادرة بقضاء الله وقدره.
ففيه إثبات القضاء والقدر،

والحث على الاستعانة بالله،
وبيان أنه لا يمكن الإنسان -إن لم يعنه الله- أن يطيع الرسول.


ثم أخبر عن كرمه العظيم وجوده، ودعوته لمن اقترفوا السيئات أن يعترفوا ويتوبوا ويستغفروا الله فقال:

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ }
أي: معترفين بذنوبهم باخعين بها.


{ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا }


أي: لتاب عليهم بمغفرته ظلْمَهم،
ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها والثواب عليها،





وهذا المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مخـتص بحياته؛

لأن السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلا في حياته،

وأما بعد موته فإنه لا يطلب منه شيء بل ذلك شرك.





ثم أقسم تعالى بنفسه الكريمة أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله فيما شجر بينهم،

أي: في كل شيء يحصل فيه اختلاف،

بخلاف مسائل الإجماع،
فإنها لا تكون إلا مستندة للكتاب والسنة،

ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى ينتفي الحرج من قلوبهم والضيق،

وكونهم يحكمونه على وجه الإغماض،

ثم لا يكفي ذلك حتى يسلموا لحكمه تسليمًا بانشراح صدر،

وطمأنينة نفس، وانقياد بالظاهر والباطن.




فالتحكيم في مقام الإسلام،

وانتفاء الحرج في مقام الإيمان،

والتسليم في مقام الإحسان.


فمَن استكمل هذه المراتب وكملها،

فقد استكمل مراتب الدين كلها.

فمَن ترك هذا التحكيم المذكور غير ملتزم له فهو كافر،

ومَن تركه، مع التزامه فله حكم أمثاله من العاصين.








 
قديم 24-07-09, 06:47 PM   رقم المشاركة : 44
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 38

البرهــــان 38

من سورة النساء


{ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ


فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }


{ 76 }

هذا إخبار من الله بأن المؤمنين يقاتلون في سبيله

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ } الذي هو الشيطان.

في ضمن ذلك عدة فوائد:

منها: أنه بحسب إيمان العبد يكون جهاده في سبيل الله، وإخلاصه ومتابعته.

فالجهاد في سبيل الله من آثار الإيمان ومقتضياته ولوازمه،

كما أن القتال في سبيل الطاغوت من شعب الكفر ومقتضياته.

ومنها: أن الذي يقاتل في سبيل الله
ينبغي له ويحسن منه من الصبر والجلد ما لا يقوم به غيره،
فإذا كان أولياء الشيطان يصبرون ويقاتلون وهم على باطل،
فأهل الحق أولى بذلك،


كما قال تعالى في هذا المعنى:

{ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ
وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ } الآية.

ومنها: أن الذي يقاتل في سبيل الله معتمد على ركن وثيق،
وهو الحق والتوكل على الله.

فصاحب القوة والركن الوثيق يطلب منه من الصبر والثبات والنشاط
ما لا يطلب ممن يقاتل عن الباطل،
الذي لا حقيقة له ولا عاقبة حميدة.


فلهذا قال تعالى:
{ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }

والكيد: سلوك الطرق الخفية في ضرر العدو،

فالشيطان وإن بلغ مَكْرُهُ مهما بلغ فإنه في غاية الضعف،

الذي لا يقوم لأدنى شيء من الحق
ولا لكيد الله لعباده المؤمنين.






من مواضيعي في المنتدى
»» محاكم ديوان التفتيش العراقية
»» المحاضرة الشاملة نهاية الصوفية
»» نجاد يعزل 40 سفيراً ساندوا المعارضة
»» انكشاف الأغطية في مهاجمة خامنئي لتيار السلفية
»» مصادر تكشف قائمة بالمعتقلات السرية الإيرانية لقمع المعارضة
 
قديم 27-07-09, 12:46 AM   رقم المشاركة : 45
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 39

البرهــــان 39


من سورة النساء


{ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ

قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ


فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا

مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ
وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ

وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ
وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }

{ 78 - 80 }

يخبر تعالى عن الذين لا يعلمون المعرضين عما جاءت به الرسل،
المعارضين لهم أنهم إذا جاءتهم حسنة
أي: خصب وكثرة أموال، وتوفر أولاد وصحة،

قالوا: { هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }

وأنهم إن أصابتهم سيئة
أي: جدب وفقر، ومرض وموت أولاد وأحباب
قالوا: { هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ }

أي: بسبب ما جئتنا به يا محمد،

تطيروا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما تطير أمثالهم برسل الله،

كما أخبر الله عن قوم فرعون أنهم قالوا لموسى :

{ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ }

وقال قوم صالح: { قالوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ }

وقال قوم ياسين لرسلهم:
{ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ } الآية.

فلما تشابهت قلوبهم بالكفر تشابهت أقوالهم وأعمالهم.

وهكذا كل من نسب حصول الشر أو زوال الخير
لما جاءت به الرسل أو لبعضه
فهو داخل في هذا الذم الوخيم.


قال الله في جوابهم:

{ قُلْ كُلٌّ } أي: من الحسنة والسيئة والخير والشر.

{ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } أي: بقضائه وقدره وخلقه.

{ فَمَا لهَؤُلَاءِ الْقَوْم } أي: الصادر منهم تلك المقالة الباطلة.


{ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا }

أي: لا يفهمون حديثا بالكلية ولا يقربون من فهمه،
أو لا يفهمون منه إلا فهمًا ضعيفًا،

وعلى كل فهو ذم لهم وتوبيخ
على عدم فهمهم وفقههم عن الله وعن رسوله،
وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم.


وفي ضمن ذلك مدْح من يفهم عن الله وعن رسوله،

والحث على ذلك، وعلى الأسباب المعينة على ذلك،
من الإقبال على كلامهما وتدبره،
وسلوك الطرق الموصلة إليه.

فلو فقهوا عن الله لعلموا
أن الخير والشر والحسنات والسيئات كلها بقضاء الله وقدره،
لا يخرج منها شيء عن ذلك.

وأن الرسل عليهم الصلاة والسلام
لا يكونون سببا لشر يحدث،
هم ولا ما جاءوا به


لأنهم بعثوا بصلاح الدنيا والآخرة والدين.


ثم قال تعالى: { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ } أي: في الدين والدنيا

{ فَمِنَ اللَّهِ } هو الذي مَنَّ بها ويسرها بتيسير أسبابها.
{ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ } في الدين والدنيا

{ فَمِنْ نَفْسِكَ } أي: بذنوبك وكسبك،
وما يعفو الله عنه أكثر.

فالله تعالى قد فتح لعباده أبواب إحسانه
وأمرهم بالدخول لبره وفضله،
وأخبرهم أن المعاصي مانعة من فضله،
فإذا فعلها العبد فلا يلومن إلا نفسه
فإنه المانع لنفسه عن وصول فضل الله وبره.

ثم أخبر عن عموم رسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال:

{ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا }

على أنك رسول الله حقا بما أيدك بنصره
والمعجزات الباهرة والبراهين الساطعة،
فهي أكبر شهادة على الإطلاق،

كما قال تعالى:

{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ }


فإذا علم أن الله تعالى كامل العلم، تام القدرة عظيم الحكمة،
وقد أيد الله رسوله بما أيده، ونصره نصرا عظيما،
تيقن بذلك أنه رسول الله،
وإلا فلو تقول عليه بعض الأقاويل لأخذ منه باليمين،
ثم لقطع منه الوتين.






من مواضيعي في المنتدى
»» أحد المرجعيات الشيعية يعتبر ولاية الفقيه المطلقة شركاً
»» باحث يمني يحذر من مخاطر انتشار التشييع في البلاد
»» صلاة الاستغاثة بالشيخ عبد القادر الكيلاني
»» المالكي وعقارات لندن في زمن التشرّد والكوليرا العراقية
»» مدون إيراني يروي قصة هروبه من الوحشية إلى باكستان
 
قديم 27-07-09, 07:16 PM   رقم المشاركة : 46
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 40

البرهــــان 40

من سورة النساء


{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ
وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا *
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ
فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ
وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا
}

{ 80 - 81 }



أي: كل مَنْ أطاع رسول الله في أوامره ونواهيه { فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } تعالى

لكونه لا يأمر ولا ينهى إلا بأمر الله وشرعه ووحيه وتنزيله،
وفي هذا عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله أمر بطاعته مطلقا،
فلولا أنه معصوم في كل ما يُبَلِّغ عن الله لم يأمر بطاعته مطلقا،
ويمدح على ذلك. وهذا من الحقوق المشتركة



فإن الحقوق ثلاثة:

حق لله تعالى لا يكون لأحد من الخلق،

وهو عبادة الله والرغبة إليه، وتوابع ذلك.


وقسم مختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير والنصرة.


وقسم مشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله ومحبتهما وطاعتهما،

كما جمع الله بين هذه الحقوق في قوله:


{ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }


فمَنْ أطاع الرسول فقد أطاع الله، وله من الثواب والخير ما رتب على طاعة الله

{ وَمَنْ تَوَلَّى } عن طاعة الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئًا

{ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } أي: تحفظ أعمالهم وأحوالهم،

بل أرسلناك مبلغا ومبينا وناصحا، وقد أديت وظيفتك،
ووجب أجرك على الله، سواء اهتدوا أم لم يهتدوا.



كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ } الآية.

ولا بد أن تكون طاعة الله ورسوله ظاهرًا وباطنًا في الحضرة والمغيب.
فأما مَنْ يظهر في الحضرة والطاعة والالتزام
فإذا خلا بنفسه أو أبناء جنسه ترك الطاعة وأقبل على ضدها،
فإن الطاعة التي أظهرها غير نافعة ولا مفيدة،



وقد أشبه من قال الله فيهم: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ }
أي: يظهرون الطاعة إذا كانوا عندك.

{ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ } أي: خرجوا وخلوا في حالة لا يطلع فيها عليهم.

{ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ } أي: بيتوا ودبروا غير طاعتك
ولا ثَمَّ إلا المعصية.


وفي قوله: { بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ }

دليل على أن الأمر الذي استقروا عليه غير الطاعة؛

لأن التبييت تدبير الأمر ليلا على وجه يستقر عليه الرأي،

ثم توعدهم على ما فعلوا فقال: { وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ }

أي: يحفظه عليهم وسيجازيهم عليه أتم الجزاء، ففيه وعيد لهم.


ثم أمر رسوله بمقابلتهم بالإعراض وعدم التعنيف،

فإنهم لا يضرونه شيئا
إذا توكل على الله واستعان به في نصر دينه، وإقامة شرعه.

ولهذا قال: { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }







من مواضيعي في المنتدى
»» الاختراق الإسرائيلي لإيران
»» غزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟
»» افزعوا لها يا اخوان
»» يا طلبة العلم انفروا خفافا وثقالا ً
»» أغزوت الروم
 
قديم 01-08-09, 11:24 PM   رقم المشاركة : 47
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 41

البرهــــان 41

من سورة النساء


{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
}
{ 93 }




تقدم أن الله أخبر أنه لا يصدر قتل المؤمن من المؤمن، وأن القتل من الكفر العملي، وذكر هنا وعيد القاتل عمدا، وعيدا ترجف له القلوب وتنصدع له الأفئدة، وتنزعج منه أولو العقول.

فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي: فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجهنم، بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار. فعياذًا بالله من كل سبب يبعد عن رحمته.

وهذا الوعيد له حكم أمثاله من نصوص الوعيد، على بعض الكبائر والمعاصي بالخلود في النار، أو حرمان الجنة.
وقد اختلف الأئمة رحمهم الله في تأويلها مع اتفاقهم على بطلان قول الخوارج والمعتزلة الذين يخلدونهم في النار ولو كانوا موحدين.




والصواب في تأويلها ما قاله الإمام المحقق: شمس الدين بن القيم رحمه الله في "المدارج"

ف
إنه قال - بعدما ذكر تأويلات الأئمة في ذلك وانتقدها فقال:

وقالت فِرقَة: هذه النصوص وأمثالها مما ذكر فيه المقتضي للعقوبة، ولا يلزم من وجود مقتضي الحكم وجوده، فإن الحكم إنما يتم بوجود مقتضيه وانتفاء موانعه.

وغاية هذه النصوص الإعلام بأن كذا سبب للعقوبة ومقتض لها، وقد قام الدليل على ذكر الموانع فبعضها بالإجماع، وبعضها بالنص. فالتوبة مانع بالإجماع، والتوحيد مانع بالنصوص المتواترة التي لا مدفع لها، والحسنات العظيمة الماحية مانعة، والمصائب الكبار المكفرة مانعة، وإقامة الحدود في الدنيا مانع بالنص، ولا سبيل إلى تعطيل هذه النصوص فلا بد من إعمال النصوص من الجانبين.

ومن هنا قامت الموازنة بين الحسنات والسيئات، اعتبارًا بمقتضي العقاب ومانعه، وإعمالا لأرجحها.

قالوا: وعلى هذا بناء مصالح الدارين ومفاسدهما.
وعلى هذا بناء الأحكام الشرعية والأحكام القدرية،
وهو مقتضى الحكمة السارية في الوجود،
وبه ارتباط الأسباب ومسبباتها خلقا وأمرا،
وقد جعل الله سبحانه لكل ضد ضدا يدافعه ويقاومه،
ويكون الحكم للأغلب منهما.


فالقوة مقتضية للصحة والعافية، وفساد الأخلاط وبغيها مانع من عمل الطبيعة، وفعل القوة والحكم للغالب منهما، وكذلك قوى الأدوية والأمراض. والعبد يكون فيه مقتض للصحة ومقتض للعطب، وأحدهما يمنع كمال تأثير الآخر ويقاومه، فإذا ترجح عليه وقهره كان التأثير له.


ومِنْ هنا يعلم انقسام الخلق إلى مَنْ يدخل الجنة ولا يدخل النار، وعكسه، ومَنْ يدخل النار ثم يخرج منها ويكون مكثه فيها بحسب ما فيه من مقتضى المكث في سرعة الخروج وبطئه. ومن له بصيرة منورة يرى بها كل ما أخبر الله به في كتابه من أمر المعاد وتفاصيله، حتى كأنه يشاهده رأي عين.

ويعلم أن هذا هو مقتضي إلهيته سبحانه، وربوبيته وعزته وحكمته وأنه يستحيل عليه خلاف ذلك، ونسبة ذلك إليه نسبة ما لا يليق به إليه، فيكون نسبة ذلك إلى بصيرته كنسبة الشمس والنجوم إلى بصره.


وهذا يقين الإيمان، وهو الذي يحرق السيئات، كما تحرق النار الحطب،
وصاحب هذا المقام من الإيمان يستحيل إصراره على السيئات،
وإن وقعت منه وكثرت،
فإن ما معه من نور الإيمان يأمره بتجديد التوبة كل وقت
بالرجوع إلى الله في عدد أنفاسه،
وهذا من أحب الخلق إلى الله.

انتهى كلامه قدس الله روحه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.







من مواضيعي في المنتدى
»» وإذا أتتك مذمتي من المهري
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
»» الخديعة الإيرانية
»» حوار : هل يؤدي الحجاب إلى الاكتئاب ؟!!
»» أوهام القاعدين عن دعوة المسلمين للشيخ ناصر العمر
 
قديم 10-08-09, 05:28 PM   رقم المشاركة : 48
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 42

البرهــــان 42

من سورة النساء



{ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ
إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ
فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ
وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }

{ 104 }



أي: لا تضعفوا ولا تكسلوا في ابتغاء عدوكم من الكفار،

أي: في جهادهم والمرابطة على ذلك،

فإن وَهَن القلب مستدع لوَهَن البدن،

وذلك يضعف عن مقاومة الأعداء.

بل كونوا أقوياء نشيطين في قتالهم.



ثم ذكر ما يقوي قلوب المؤمنين، فذكر شيئين:

الأول: أن ما يصيبكم من الألم والتعب والجراح ونحو ذلك فإنه يصيب أعداءكم،

فليس من المروءة الإنسانية والشهامة الإسلامية أن تكونوا أضعف منهم،

وأنتم وإياهم قد تساويتم فيما يوجب ذلك،

لأن العادة الجارية لا يضعف إلا من توالت عليه الآلام

وانتصر عليه الأعداء على الدوام،

لا من يدال مرة، ويدال عليه أخرى.




الأمر الثاني: أنكم ترجون من الله ما لا يرجون،

فترجون الفوز بثوابه والنجاة من عقابه،

بل خواص المؤمنين لهم مقاصد عالية وآمال رفيعة من نصر دين الله،

وإقامة شرعه، واتساع دائرة الإسلام،

وهداية الضالين، وقمع أعداء الدين،

فهذه الأمور توجب للمؤمن المصدق زيادة القوة،

وتضاعف النشاط والشجاعة التامة؛


لأن من يقاتل ويصبر على نيل عزه الدنيوي إن ناله،

ليس كمن يقاتل لنيل السعادة الدنيوية والأخروية،

والفوز برضوان الله وجنته،


فسبحان من فاوت بين العباد وفرق بينهم بعلمه وحكمته،

ولهذا قال:

{ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } كامل العلم كامل الحكمة







 
قديم 10-08-09, 05:35 PM   رقم المشاركة : 49
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 43

البرهــــان 43

من سورة النساء

{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ
وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ
وَهُوَ مَعَهُمْ
إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ
وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا }

{ 108 }




وهذا من ضعف الإيمان، ونقصان اليقين،
أن تكون مخافة الخلق عندهم أعظم من مخافة الله،
فيحرصون بالطرق المباحة والمحرمة على عدم الفضيحة عند الناس،
وهم مع ذلك قد بارزوا الله بالعظائم،
ولم يبالوا بنظره واطلاعه عليهم.




وهو معهم بالعلم في جميع أحوالهم، خصوصًا في حال تبييتهم ما لا يرضيه من القول، من تبرئة الجاني، ورمي البريء بالجناية، والسعي في ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم ليفعل ما بيتوه.


فقد جمعوا بين عدة جنايات،
ولم يراقبوا رب الأرض والسماوات،
المطلع على سرائرهم وضمائرهم،
ولهذا توعدهم تعالى بقوله:



{ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا }

أي: قد أحاط بذلك علما، ومع هذا لم يعاجلهم بالعقوبة بل استأنى بهم، وعرض عليهم التوبة وحذرهم من الإصرار على ذنبهم الموجب للعقوبة البليغة.








من مواضيعي في المنتدى
»» حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد
»» خامنئي أم نجاد ... من سوف يسقط الآخر؟ / صباح الموسوي
»» حقائق عن السيستاني / مطوية
»» هذه هي الصوفية في حضرموت / للشيخ علي بابكر
»» اعتنقت الإسلام بعد 3 أشهر من قدومها إلى السعودية
 
قديم 11-08-09, 07:41 PM   رقم المشاركة : 50
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb البرهــــان 44

البرهــــان 44

من سورة النساء


{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }
{ 115}



أي: ومن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم ويعانده فيما جاء به


{ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ْ} بالدلائل القرآنية والبراهين النبوية.

{ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ْ} وسبيلهم هو طريقهم في عقائدهم وأعمالهم

{ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ْ} أي: نتركه وما اختاره لنفسه، ونخذله فلا نوفقه للخير،


لكونه رأى الحق وعلمه وتركه،


فجزاؤه من الله عدلاً أن يبقيه في ضلاله حائرا ويزداد ضلالا إلى ضلاله.


كما قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ْ}

وقال تعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ْ}


ويدل مفهومها على أن من لم يشاقق الرسول، ويتبع سبيل المؤمنين،


بأن كان قصده وجه الله واتباع رسوله ولزوم جماعة المسلمين،

ثم صدر منه من الذنوب أو الهّم بها

ما هو من مقتضيات النفوس، وغلبات الطباع،

فإن الله لا يوليه نفسه وشيطانه بل يتداركه بلطفه،

ويمن عليه بحفظه ويعصمه من السوء،


كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام:


{ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ْ}

أي: بسبب إخلاصه صرفنا عنه السوء،

وكذلك كل مخلص، كما يدل عليه عموم التعليل.


وقوله: { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ْ} أي: نعذبه فيها عذابا عظيما.


{ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ْ} أي: مرجعا له ومآلا.


وهذا الوعيد المرتب على الشقاق ومخالفة المؤمنين

مراتب لا يحصيها إلا الله بحسب حالة الذنب صغرا وكبرا،

فمنه ما يخلد في النار ويوجب جميع الخذلان.

ومنه ما هو دون ذلك،

فلعل الآية الثانية كالتفصيل لهذا المطلق.


يتبع.........








 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, توحيد, شرك, عقيدة, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "