العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-05, 05:52 PM   رقم المشاركة : 1
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


ويل للعرب - مغزى التقارب الإيراني مع الغرب والعرب

للأستاذ عبد المنعم شفيق ..

تمهيـــد

لعل من أخطر ما يواجهنا أثناء النظر في الأحداث المستجدة لأي قضية ، النظر إليها باعتبارها حادثة وليدة لا علاقة لها بأصول سالفة؛ فهي لقيطة لا يُعرف لها نسب، ولا يستشرف لها مستقبل. حتى أولئك الذين يميلون إلى (تربيط) الأحداث بالسابق واللاحق يحيدون في التربيط أحياناً، ويرجعونها إلى غير مرجعها، فأصبحوا كالذين ينسبون اللقيط إلى غير والده. ومن نماذج هذه الأحداث ما ظهر أخيراً من دعوات الدولة الإيرانية إلى فتح باب التقارب، وفتح صفحة جديدة مع العالم كله، بما في ذلك (الشيطان الأكبر) أمريكا . وجاءت هذه الدعوة مع بداية عهد (جورباتشوف) الإيراني!! آية الله محمد خاتمي، الذي أغدقت عليه منذئذٍ ألقاب الاستنارة والانفتاح، فما هي ـ يا تُرى ـ المهام التنويرية والانفتاحية التي يجري على طريقها ويقوم بها؟!
إن موضوع (التقرب) الإيراني إلى الغرب، و (التقارب) مع العرب، جدير بالاهتمام والبحث لسبر غوره وإدراك ماهيته.
وقبل البدء في تفاصيل (التقرب) و (التقارب) لا بد من بيان قواعد ثلاث ينبني عليها فهم خلفيات ذلك الموضوع، وهي:
(أصل هذه الدعوة وهدفها)، (تعليل أصل الدعوة وأصول التقرب)، (طريقة الغرب في حرب الإسلام).

القاعدة الأولى: أصل الدعوة وهدفها:

إذا حدد الهدف الأكبر لأي دعوة أو حركة أو دولة، كان السعي لتحقيقه بعد ذلك لا يعدو أن يكون طرائق ووسائل، وكثيراً ما يتم الخلط بين الأهداف والوسائل وبين الأصول والطرائق المؤدية إليها، لذلك كان لا بد من إيضاح الهدف الأساس الذي يحرك الدعوة الإيرانية، والذي قامت لأجله الدولة وتسعى إلى تحقيقه، ولن نذهب في التاريخ بعيداً، بل سنكتفي بوثيقة حديثة وسارية المفعول في عهد خاتمي نفسه توضح الغاية العظمى للدولة (*)

. فقد أرسل مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية رسالة إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، سرية للغاية، كان مما جاء فيها: «الآن بفضل الله، وتضحية أمة الإمام الباسلة!! قامت دولة الإثنى عشرية في إيران، بعد عقود عديدة، ولذلك فنحن ـ وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين ـ نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات. لكن نظراً للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية ـ كما اصطلح على تسميتها ـ لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.

ولهذا فإننا من خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول ونوحد الإسلام أولاً !! لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب !! لأن هؤلاء (أهل السنة والوهابيين) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين، حتى إنهم يعدون اعتماد المذهب الشيعي مذهباً رسمياً ودستوراً للبلاد أمراً مخالفاً للشرع والعرف. وإن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم، ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقتنا مع العراق بعد الحرب، وذلك أن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد. إن الهدف هو فقط تصدير الثورة ؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود». ا هـ(1).

ومن خلال هذه الوثيقة نخلُص إلى الآتي:
1- الهدف هو تصدير الثورة الرافضية.
2 ـ المذهب الرافضي الإثنا عشري؛ هو مذهب الحق ـ كما يزعمون ـ الذي يجب أن يُوحَّد المسلمون عليه.
3 ـ أهل السنة ألد الأعداء لكونهم يرفضون هذا المذهب.
4 ـ خطر أهل السنة هو الأكبر وهو أبشع من خطر الغرب النصراني، والشرق الشيوعي.
5 ـ التقارب وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى.
6 ـ القضاء على أهل السنة مطلب رئيس لتحقيق الأهداف.


هذه هي القاعدة الأولى التي حُددت من خلالها الأهداف والوسائل، وتبين معها أن (التقارب) وسيلة لتحقيق الأهداف المرسومة.

القاعدة الثانية: تعليل أصل الدعوة وأصول (التقرب) :

هذه الدعوة ليست بالجديدة، فهي متجذرة في مبادئهم، وكما نقلنا أصل دعوتهم من كلامهم، سننقل من كلام أئمتنا تعليلاً لهذه الدعوى، فهذا شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول: (من معتقداتهم أنهم يكفِّرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة أو ترضى عنهم، ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور، ويرون في أهل الشام ومصر والحجاز والمغرب واليمن والعراق وسائر بلاد الإسلام أنه لا يحل نكاح هؤلاء ولا ذبائحهم... ويرون أن كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود والنصارى، لأن أولئك عندهم كفار أصليون وهؤلاء مرتدون، ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين، فيعاونون التتار على الجمهور، وهم كانوا أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفر إلى بلاد الإسلام، وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم، لما دخل فيه من توزَّر منهم للمسلمين، وغير من توزر منهم»(2)

وقال ـ رحمه الله ـ: «والرافضة تحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل بدولة المسلمين. والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا من أعظم معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام، وقتل المسلمين، وسبي حريمهم... وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الرافضة، وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيداً ومسرة عند الرافضة(3).
من خلال هذه القاعدة، يتبين أن (التقرب) إلى ملل الكفر وسيلة دائمة لتحقيق خطوة كبيرة، وهي القضاء على أهل السنة، لتحقيق الهدف الأكبر .


القاعدة الثالثة: طريقة الغرب في حرب الإسلام.

لا شك أن ملل الكفر على اختلافها وتعددها، وبرغم خلافاتها وعداوتها فيما بينها، يجمعها أصل عام هو حرب الإسلام الصحيح وأهله، وهذا هو هدفهم جميعاً الذي يسعون لتحقيقه؛ فلا مانع من أن تكون بينهم خلافات عظيمة وحروب وقتال، لكن إذا تعلق الأمر بحرب الإسلام الحق الذي أنزله الله على نبيه ( صلى الله عليه وسلم )، فإن ذلك محل اتفاق عندهم جميعاً؛ هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية ـ ولتحقيق ذلك الهدف ـ يتعاونون ويستخدمون الذين يلتقون معهم في الهدف نفسه، وإن كانوا منتسبين إلى الإسلام، ويرون أن ذلك أدعى لتحقيق مآربهم، بل حتى قد يتطلب الأمر استغلال أهل الإسلام الحق في تمرير مخططاتهم وإن كان أولئك يغفلون عن ذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة تكاد ألا تحصى، وليس هنا محل بسطها. من ناحية ثالثة: لا يمنع من ذلك أن يكسب أهل الكفر مكاسب أخرى: سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أثناء سعيهم لتحقيق ذلكم الهدف الأكبر، ولكنها كذلك وسائل وطرق تعين على مواصلة السير في الطريق الطويل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. هذه القاعدة، هي ما يتعامل به أهل الكفر مع الروافض، حيث تم التوافق في الهدف ويتم التعاون في الوسائل، كالعلاقات الاقتصادية والسياسية، ولكن هذا التعاون يتلوَّن ويتغير بتبدل الأوضاع والأزمان؛ إذ من الحمق الثبات على طريق واحدة في الحرب. وهذا ما سنراه من تطور مراحل (التقرب) بين الروافض وملل الكفر.

من تاريخ (التقرب)

مرت طرق ووسائل الروافض لتحقيق هدفهم الأكبر بأطوار مختلفة على مدى التاريخ الإسلامي، من خلال الدعوات السرية، والحركات الفردية، ومروراً باختراق الدولة الإسلامية بوزراء وأعوان، وانتهاءً بإنشاء دول ظهرت ثم بادت ثم ظهرت مرة أخرى. ولعلنا نستعرض بشكل سريع شيئاً من ذلك التاريخ كي يكون دليلاً واضحاً لمن أراد البينة، وسنقتصر في العرض على من ذُكر (تقربهم) لأهل الكفر للقضاء على من يخالفهم من أهل الإسلام، وإلا فإن هناك نماذج أخرى من الروافض كانت لهم أدوار مساعدة وخطيرة تؤدي إلى الهدف ذاته.

الخليفة العباسي (الناصر):

هو أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله، كانت خلافته سبعاً وأربعين سنة، فلم يَلِ الخلافة من بني العباس أطول مدة منه، وكان متشيعاً ويميل إلى مذهب الإمامية، ويعتبره الشيعة من أعلام المائة السابعة لهم، وقد حمَّل عدد من المؤرخين القدامى والمحدثين الخليفة الناصر مسؤولية اختراق المغول لديار الإسلام، فقد راسلهم وأطمعهم في ذلك(4).

الشيطان الرجيم، الملقب بـ(الملك الرحيم):

وهو آخر ملوك البويهيين(2) وهو السلطان بدر الدين لؤلؤ الأرمني الأتابكي، كان يبعث كل سنة إلى (مشهد علي) قنديلاً ذهباً زنته ألف دينار، قال ابن كثير: وهذا دليل على قلة عقله…(5).

ونقل بعض المؤرخين أنه كان من بين المحرضين لهولاكو على قتل الخليفة. ووصلت علاقته بهولاكو وأسرته إلى حد المصاهرة، فقد تزوج ولده الملك الصالح إسماعيل ابنة هولاكو(6).

الوزير ابن العلقمي:

ذكر ابن كثير أن ابن العلقمي كان شيعياً جلداً ورافضياً خبيثاً، تولى الوزارة للخليفة العباسي المستعصم أربعة عشر عاماً، مالأ خلالها على الإسلام وأهله أنواع الكفار حتى فعلوا بالإسلام وأهله ما فعلوا، وكاتب ابن العلقمي هولاكو وجسَّره وقوَّى عزمه على قصد العراق؛ ليتخذ عنده يداً وليتمكن من أغراضه، وقال إنه دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد إلى هذه الأوقات، ولم ينج أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى!! ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي(7).

كانت هذه إحدى المراحل التي مر بها الروافض لتحقيق هدفهم، وهو (التقرب) من أهل الكفر لتنفيذ غرضهم الهام وهو القضاء على أهل الإسلام، ولكن مرت مراحل أخرى لم يسعوا فيها إلى التقرب؛ لأنهم لم يكونوا بحاجة لذلك فقد قاموا بمفردهم بالمهمة والغرض؛ وذلك من خلال دويلاتهم (القرامطة والعبيديين) حتى قيَّض الله ـ تعالى ـ لهذه الأمة صلاح الدين وقضى عليهم، فعادوا إلى مرحلة السرية، حتى تمكنوا من إعلان دولة أخرى (بتقرب آخر) وكانت مرحلة جديدة، بشكل جديد يتواكب والمستجدات العالمية في ذلك الوقت.

الدولة الصفوية:

أسس إسماعيل الصفوي دولته عام 1500م، وأعلن أن (التشيع) دين الدولة، وحارب أهل السنة ـ الذين كانوا الأكثرية، ففي تبريز ـ العاصمة ـ وحدها كانوا لا يقلون عن 65% من السكان وقد قتل منهم في تبريز في يوم واحد 40 ألف سني!! وبإنشاء هذه الدولة دخلت الإثنا عشرية مرحلة هامة في تحقيق الهدف؛ فقد أصبح للمذهب دولة وهو أمر ليس بالهين، وبلغت الدولة قوتها في عصر الشاه الصفوي الذي استعان بالإنجليز، وأقام لهم مراكز في إيران، واستطاع الشاه الصفوي أن يحقق مكاسب وانتصارات على الدولة العثمانية، عندما استغل حربها مع النمسا ودعم الإنجليز له. ولقد كان مترسخاً لدى الغرب وقتها، أن المعين لهم على هدم دولة الخلافة هو الشاه الصفوي، وتعاونوا معه بما يحتاج إليه في ذلك(8).

وعلى إثر ظهور البرتغاليين في المنطقة بدأت إيران إقامة علاقات تجارية مع إنجلترا وفرنسا وهولندا، ومهدت هذه العلاقات إلى اتصالات على مستوى دبلوماسي وديني عند اعتلاء شاه عباس الأول عرش فارس عام 1587م، وسجلت تغييرات أساسية في البلاد وفي علاقاتها مع الغرب، وكان من نتائج التحول السياسي الذي أحدثه شاه عباس أن غص بلاطه بالمبشرين والقسس، وبنى الغربيون الكنائس في إيران، لإدخال من لم يقتل ولم يُشيع من المسلمين في دين النصارى. وعمل الصفويون على تحويل الحجاج الإيرانيين من مكة إلى مشهد، وقد حج الشاه عباس الصفوي سيراً على الأقدام من أصفهان إلى مشهد زيادة في تقديسه لضريح الإمام (علي الرضا) وليكون في عمله هذا قدوة للإيرانيين، ومنذ ذلك العهد أصبحت (مشهد) مدينة مقدسة عند الشيعة الإيرانيين(9). الدولة البهلوية:
كل شيء في أوله له قوة ونشاط، ثم ما يلبث أن يفتر، وعند هذه المرحلة،كان لا بد من تجديد القوة والنشاط للسعي إلى تحقيق الهدف، وقد شاخت الدولة الصفوية، وانتهى الدور المنوط بها، فكان أن جيء بالدولة البهلوية مع بدايات هذا القرن، الذي كانت تصاغ فيه سياسات عسكرية وسياسية جديدة لكل العالم، جيء بها لتكون أداة في تثبيت الأوضاع الجديدة، بعد أن يتم إلغاء الخلافة الإسلامية، وكانت الدولة البهلوية مرحلة جديدة وطور آخر من مراحل (التقرب)، وقتها كان الإسلام وكل ما ينتسب إليه مقصوداً من قِبَل الغرب، فلا إسلام سنياً ولا رافضياً، كانوا يريدون نموذجاً كذلك الذي زُرع في تركيا. ففي عام 1926م ألغى رضا بهلوي الحجاب الشرعي، وكانت زوجته أول من كشفت عن رأسها في احتفال رسمي، ثم أمر الشرطة بمضايقة النساء اللواتي رفضن الاقتداء بها وخرجن محجبات، وما كانت امرأة تخرج من بيتها محجبة إلا وعادت إليه سافرة. وفي عام 1927م ألغى رضا بهلوي أحكام الشريعة الإسلامية ـ على المذهب الشيعي ـ ووضع قانوناً مدنياً وآخر للعقوبات بُنيا على الأساس الفرنسي. وفي عام 1930م قلص مادة التعليم الديني في المدارس الحكومية ثم جعلها غير إلزامية في المدارس الابتدائية والثانوية، وفرض اللغة الفارسية بدلاً من اللغة العربية. وكان رضا خان صديقاً حميماً لكمال أتاتورك، ويحرص دوماً على تقليده واقتفاء خطاه، ولهذا كان رضا بهلوي في حربه للإسلام صورة طبق الأصل عن أتاتورك. وفي عام 1935م غيَّر اسم الدولة فأصبحت (إيران) بعد أن كانت (فارس)، وخدم رضا بهلوي أسياده الإنجليز وغيرهم حتى عام 1941م، ثم اختاروا ابنه محمد رضا ملكاً لإيران. وشاه إيران الجديد كان على صلة وثيقة ـ منذ أن كان طالباً ـ بعميل المخابرات البريطانية (مسيو براون) وتقول زوجته "ثريا" في مذكراتها: «لم يحيرني ولم يدهشني في المدة التي قضيتها مع الشاه شيء أكثر من هـذا الاتصــال الوثيــق الغامض بينـه وبــين مسيو بـراون، لقــد كان باستطاعتي أن أسألـه عن أي شـيء إلا عن شخصية بــراون وعلاقته به». وفي عام 1948م اعترف شاه إيران محمد رضا بهلوي بدولة يهود وأقام علاقات متينة معها. جاء الإنجليز بالشاه في الأربعينيات، وفي الخمسينيات تولى الأمريكان حمايته، وقدموا له الخبراء وأعادوه إلى الحكم بعد عهد (مصدق)، ليصبح بعدها أسيراً لوكالة المخابرات الأمريكية، وجعل الأمريكان من إيران مركزاً لحماية مصالحهم في المنطقة، وعندما قويت شوكته، احتل جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى في الخليج(10).

الدولة الخمينية:

باستصحاب قاعدة التغيير السابقة المرتبطة بالقوة والضعف، فقد ضعف الشاه في سنواته الأخيرة، فكان لا بد من وجه جديد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تغيرت كذلك الأوضاع الإقليمية والدولية؛ فقد ضغط العرب بسلاح النفط الذي يعد أهم مصالح الغرب في بلاد العرب، وارتمى منهم عدد غير قليل في أحضان الاتحاد السوفييتي السابق الذي كان على حالة من العداء مع الغرب لا تخفى، وظهرت ظاهرة ـ وكانت إحدى الكُبر المهددة للغرب ـ وهي الإسلام السياسي، أو الصحوة الإسلامية العارمة التي ظهرت في بقاع كثيرة، وهي صحوة (سنية) تمثل تضاداً للهدف الأساس، فلم يكن يجدي استخدام نموذج علماني جديد في إيران، بل كان لا بد من الكشف السافر والتهديد بالخطر الشيعي الذي أرعب المنطقة وقتها، ولم يكن له همٌّ إلا تصدير الثورة، وكانت حرب الخليج الأولى أكبر وأخطر تطور من نوعه في الصراع. وأيضاً فإن إظهار دولة شيعية في موقعها هذا ـ ومع اتصالها الوثيق بالغرب ـ يقف عائقاً أمام التهديد السوفييتي، وهي مصلحة كذلك للغرب. وسارع من سارع من المنطقة إلى الاحتماء بالغرب خوفاً من الزحف الرافضي، فكانت الأسلحة في الحرب بين إيران والعراق أمريكية!! ولنأت على بعض الأدلة:

-يقول أحد الصحفيين الإيرانيين: لقد أعطى الخميني عام 1984م الضوء الأخضر لإجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة بواسطة إسرائيل، وأوضحت التقارير الصادرة حول فضيحة (إيران جيت) المدى الذي وصله الخميني من الاتفاقيات السرية مع الأمريكيين، لقد انهار المشروع بأكمله عندما قرر آية الله حسين علي منتظري إدانة الاتصالات السرية مما أوقف المحادثات السرية بين طهران وواشنطن لتنتهي المسألة بإبعاد منتظري من طهران. ويقول الكاتب معتذراً ـ أو متهكماً ـ: ولولا (التقية) التي كان يمارسها أحياناً، لأصبح الخميني أبرز الزعماء الإيرانيين المواليين للولايات المتحدة(11).

-نشرت مجلة تايم الأمريكية في يوم 5/3/1979م تصريحاً للرئيس كارتر رد فيه على معارضيه، وكان مما قال: «إن الذين يطلبون من الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل مباشر لوقف الأحداث مخطئون ولا يعرفون الحقائق القائمة في إيران!! لقد سبق أن أجرينا اتصالات مع أبرز زعمائها منذ بعض الوقت»(12).

-قدم مساعد وزير الخارجية الأمريكية (هارولد ساوندرز) تقريراً ألقاه أمام لجنة شؤون الشرق الأوسط، قال فيه: إن المصالح الأمريكية في إيران لم تتغير، ولنا مصلحة قوية في أن تبقى إيران دولة حرة مستقرة ومستقلة(13).

-وفي حديث لوزير الدفاع الأمريكي (براون) وصف حكومة (بازركان) - أول رئيس وزراء في عهد الخميني ـ بأنها متعاونة جداً وباستطاعة الأمريكان أن يقيموا معها علاقات ودية(14).

-وفي تصريح هام للراديو الحكومي قال بازركان: «إن جوهر الوجود الإيراني كدولة قد تولد من اتصالنا مع الغرب!! وإنه لما يتنافى مع المبادئ الإسلامية تدمير كل ما هو أجنبي».

-وأخيراً ننقل تصريحاً لآية الله روحاني الذي كان ممثلاً للخميني في واشنطن، عندما كان الأخير في فرنسا، يقول: «أنا مقتنع بأن أمريكا أعطتنا الضوء الأخضر»(15).

-وهناك أدلة أخرى كثيرة، أصبحت في حكم المتواتر من الأخبار(*)

وتغيرت أحوال الدولة الخمينية بعد وفاته، وتبدلت أحوال المنطقة، فسقط الاتحاد السوفييتي، وخاف الغرب من صحوة المسلمين هناك، والمنطقة كلها - كبقية العالم - تحت سيطرة الأمريكان، ولم يتمكن الروافض من تصدير ثورتهم بالشكل الذي يريدون، فكان لا بد من طور جديد لتنفيذ المرحلة الجديدة التي تمثلت في الدولة الرفسنجانية التي كانت مرحلة وسيطية بين الخميني وخاتمي، إذ رفسنجاني من تلك المؤسسة الدينية التي قامت بالثورة الشيعية وأبدى بعض من المرونة الظاهرة والانفتاح، والذي كان من نماذجه ما تمثل في صورة ابنته فائزة رفسنجاني، التي تطالب بحقوق المرأة، وكان لها بعض الفتاوى والمواقف التي تظهر تناقضاً مع مبادئ هذه المؤسسة. لقد كانت هذه المرحلة مطلوبة كتمهيد للنقلة الأوسع التي كانت على يد محمد خاتمي.


الهوامش :
(*)) من خلال نصوص هذه الوثيقة يتبين أن وقت صدورها كان وقت الحرب العراقية الإيرانية.
(1) انظر: د. عبد الرحيم البلوشي، رئيس رابطة أهل السنة في إيران ـ مكتب لندن ـ، الخطة السرية للآيات، مجلة البيان، العدد: 123.
(2)انظر: الفتاوى، ج/28/ 477 و 478.
(3)الفتاوى، ج/28/527 و 528، وانظر منهاج السنة، ج 2/104.
(4)انظر: د. سليمان العودة ، كيف دخل التتر بلاد المسلمين ، ص: 46-50.
(5)انظر بعض من تاريخهم ومعتقداتهم، عبد الرزاق حصان ـ المهدي والمهدوية: ص75.
(6)ابن كثير: البداية والنهاية، ج/ 13، ص: 203. (2) العودة، كيف دخل التتر، ص : 52، 53.
(7)ابن كثير، البداية والنهاية، ج/ 13، ص : 193، 202، 214، 215.
(8)انظر: محمد العبدة، مائة مشروع لتقسيم الدولة العثمانية، ص : 77، 125.
(9)راجع: عبد الله الغريب، الأبعاد التاريخية للثورة الإيرانية، ص: 81.
(10)انظر: السابق، ص : 91 - 94.
(11)أمير طاهري، جريدة الشرق الأوسط، عدد (6986) .
(12)انظر: عبد الله الغريب، الجذور التاريخية، ص: 255 .
(13) السابق، ص: 255.
(14)السابق، ص: 255.
(15)مقابلة مع صحيفة باري ماتش، نقلتها الوطن الكويتية، بتاريخ 11/2/1979م ـ السابق.
(*) في عام 1986م، قام مستشار الأمن القومي الأمريكي بَدْ مكفارلن بزيارة سرية لطهران، وحضر والوفد المرافق له على متن طائرة تحمل معدات عسكرية لإيران، وجلب الوفد معهم كعكة صنعت على شكل مفتاح كرمز لمفتاح الصداقة بين البلدين، كما قدموا إنجيلاً يحمل توقيع الرئيس ريجان، وكان الكشف عن هذه الزيارة هو ما أثار القضية التي عرفت وقتها بـ «إيران جيت» والتي قام الأمريكان ـ بتعاون ومباركة يهودية ـ بتزويد إيران بأسلحة في وقت كانت تقوم فيه على حماية الخليج العربي من الزحف الرافضي الإرهابي!! انظر مزيداً من التفاصيل حول هذه القضية ومسار التعاون بين الدولتين في العهد الخميني، مذكرات وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت جورج شولتز، «نصر واضطراب»، ص 275 ـ 377، الأهلية للنشر، ط/1، 1414هـ ـ 1994م

يتبع ...







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» تم بحمد الله وتوفيقه
»» "المهدي المنتظر" و"الهلوسات" الإيرانية - مقال رااائع في الصميم
»» فلم الليبرالية تحت الأضواء الخافتة تصريحات من الداخل الليبرالي - جديد
»» جرائم الرافضة عبر الأزمنة والعصور فلم وثائقي شامل
»» دروس الشيخ طه الدليمي لا تفوتك
 
قديم 01-03-05, 06:20 PM   رقم المشاركة : 2
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


إيران الخاتمية

من هو محمد خاتمي؟

ينتمي خاتمي إلى قلب المؤسسة الدينية الإيرانية، ولد في 1943م في بلدة أردكان قرب مدينة يزد وسط إيران، درس العلوم الدينية في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، حيث انضم إلى حركة الخميني ثم حصل على درجة جامعية في الفلسفة. والده روح الله خاتمي كان من المقربين إلى آية الله الخميني، الذي عينه ممثلاً له في يزد بعد الثورة، ويتمتع خاتمي بحظوة لدى الشيعة لأنه ابن أحد آيات الله!! ويحمل لقب السيد، ويرتدي عمامة سوداء إشارة إلى أنه من سلالة النبي ) صلى الله عليه وسلم (. وهو متزوج وله ثلاثة أطفال، وهو من أصهار عائلة الخميني، درس العلوم السياسية والتعليم والقانون، وتم تعيينه في 1978م عشية الثورة رئيساً للمعهد الإسلامي في هامبورج بألمانيا، بعد الثورة عمل خاتمي وزيراً للثقافة والإرشاد الإسلامي، ما بين عامي 1982-1992م قبل أن يصبح مستشاراً خاصاً للرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني. يشتهر خاتمي وزير الثقافة السابق بأنه داعية قوي للإصلاح واتباع منهج أكثر انفتاحاً على الغرب، ويحظى بتأييد كبير بين النساء في إيران ومثقفيها بفضل شهرته كزعيم ديني متحرر وسياسي معتدل، وقد أكد ذلك بتعيين ثلاث نساء في مناصب عليا، منهن أول نائبة لرئيس الجمهورية وخفف الرقابة على الصحف والكتب والأفلام(1).
أي تغيير جاء به خاتمي؟
كانت الحملة الإعلامية التي صاحبت خاتمي من الخطورة بمكان، حيث إنها رسمت له صورة الرجل الذي سوف يقلب إيران رأساً على عقب، فسيسمح بحرية الصحافة والانفتاح على الغرب، وإعطاء فرصة أكبر لمشاركة النساء، وتخفيف القيود على دور النشر والسينما، وأنه يشكل رأساً لفصيل التنوير، وضُخم حجم المعاناة التي يلاقيها من تيار المتشددين، والخلاف الذي بينه وبين مرشد الثورة علي خامنئي، إلى آخر ذلك من مهاترات إعلامية، قصد من خلالها تسطيح الأفكار حول خاتمي، والالتهاء عن جوهر أفكاره، وكونه – كما سبق – له منزلة ومكانة خاصة لدى الشيعة المتشددين، وإلا لما كان سمح له بترشيح نفسه للرئاسة، خاصة في دولة مثل إيران، وقد نقل عنه في مجالسه الخاصة أنه قال: لن أنفذ إلا ما يأمر به مرشد الثورة(2).
ولقد اعتمد خاتمي في حكومته وبمساحة واسعة على وزراء ومدراء من حكومة الرئيس رفسنجاني السابقة، بل أولئك الذين مارسوا أدواراً معينة في الحكومات التي سبقت حكومة رفسنجاني، ناهيك عن أن مساعده الأول هو نفسه الذي شغل هذا المنصب منذ ثمانية أعوام، وعليه: فإن الرئيس خاتمي في الحقيقة .. يواصل السير على الأساليب السابقة(3).
الخاتمية والغرب :
سنحاول هنا بيان مدى التناقض والتحول السريع، من حالة العداء الشديد إلى حالة المودة والمحبة، وضرورة التقارب، الذي ظهر فجأة مع تسلم خاتمي القيادة، ولننظر مدى الفرق الشاسع في الخطاب، والتحول من العنتريات إلى الرومانسيات، ومن قذف البارود إلى إهداء الورود.

أ - التحول الإيراني :

1 - كان مما جاء في حوار خاتمي مع شبكة (سي إن إن) «بسم الله الرحمن الرحيم، قبل أن أوجه كلمتي أرى لزاماً بأن أهنئ جميع النساء والرجال الأحرار والشرفاء في العالم، خصوصاً أتباع النبي عيسى بمناسبة العام الميلادي الجديد وخصوصاً الأمريكيين، إن أمريكا لها حضارة تستحق الاحترام، ويزداد احترامنا لها عندما نلاحظ جذور هذه الحضارة !! ... وفيما يتعلق بحرق العلم الأمريكي، فإنني لن أرضى مطلقاً بكل شيء يتسبب في جرح مشاعر أي شعب أو الإساءة إلى رمز ونموذج أي شعب، وحسب اطلاعي فإن قائد الثورة وكبار مسئولي البلاد لا يرضون بذلك أيضاً»(4).

2 - اعتاد الإيرانيون عند الاحتفال بذكرى احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الرهائن، اعتادوا على المسيرات العدائية لأمريكا والهتاف ضد الشيطان الأكبر وصيحات الله أكبر والموت لأمريكا. في العام 1419هـ – 1998م ومع الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لهذه المناسبة، قام الطلبة الذين اقتحموا السفارة والذين كانوا يطلقون على أنفسهم الطلبة السائرون على نهج الإمام قاموا بإلغاء التكبير من قاموس احتفالاتهم، وحل بدلاً منه التصفيق والصفير، واختفى شعار الموت لأمريكا وكذلك حرق العلم الأمريكي، وجاء في إحدى اللافتات التي كان يحملها الطلبة في المسيرة: نحن لا نضمر كراهية للشعب الأمريكي!! بل نعتبره في الحقيقة شعباً عظيماً!!، والأكثر من ذلك أن لافتة أخرى كان يحملها أحد الطلبة تحتوي اقتراحاً بتقديم اعتذار عن حادث احتلال السفارة الأمريكية جاء فيه: في غمرة الحماس الثوري تحدث أشياء لم يكن من الممكن احتواؤها(5).

وقد علق أحد الصحفيين على هذه التحولات فقال: هل غيّر المناضلون السابقون الذين كانوا يرفعون لواء مقارعة الشيطان الأكبر من الجماعات الثورية الإيرانية مواقفهم، ولبسوا رداءً جديداً ينسجم مع نظرية المجتمع المدني والتعايش مع العالم المتحضر؟ أم أن كل ما يجري في إيران هذه الأيام من نقاش ساخن حول العلاقات مع أمريكا لا يعدو كونه مجرد تكتيك اتخذه أبناء الثورة الإسلامية داخل النظام؟(6).

ومع الاحتفال بالذكرى العشرين على قيام الثورة (1419هـ ـ 1999م) عقد مهرجان كبير لموسيقى «البوب» استمر أحد عشر يوماً، وهو الأول من نوعه في البلاد منذ قيام الثورة!!

3 - عندما قامت إحدى المجموعات الإيرانية (فدائيو الإسلام)(*) بمهاجمة وفداً سياحياً أمريكياً، قالوا إنهم جواسيس من المخابرات الأمريكية وأجروا مباحثات سرية مع الحكومة، ندد الرئيس محمد خاتمي بشدة بهذا الهجوم واصفاً إياه بالقبيح وربما المتآمر الذي لا يليق بالشعب الأمريكي، وإهانة للحكومة لا يمكن أن تتحملها!! لن أسمح أبداً لسيادة القانون وهيبة الدولة أن يتعرضا للخطر مطالبين الجميع باحترام رأي الشعب ومؤسساته المدنية(7).

كل هذه العنتريات الخاتمية على بعض خدوش أصابت الوفد الأمريكي، أما ذبح أهل السنة في إيران، وهدم مساجدهم، فإن ذلك ليس مما لا يرضاه في جرح مشاعر أي شعب أو الإساءة إلى رمزه ونموذجه. وإنه لمن المخزي أن تطالب الحكومة الإيرانية ببناء المسجــد البابــري ـ الذي هدمه الهندوس في الهند عام 1992م ـ وتتبنى الدفاع عن مساجد المسلمين في البوسنة، ولا تتورع في الوقت نفسه عن هدم مسجد الفيض - وهو أحد مساجد أهل السنة في إيران - بالبلدوزر، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى الهجوم المسلح على المسلمين في حرم المسجد وقتل 60 مصلياً، وحتى الآن لم تسلم جثثهم إلى ذويهم، فضلاً عن الهجوم بالمروحيات على المسجد المكي في زاهدان(8).

بل لا يسمح ببناء أي مسجد لأهل السنة، ولا يوجد في العاصمة الإيرانية أي مسجد لأهل السنة، بالرغم من وجود كنائس وأديرة ومعابد لكل ملل الكفر.
بل والأشد خزياً ذلك الموقف الذي تبنته إيران من حركة طالبان السنية، وعقد تحالف استراتيجي مع روسيا لتطويقها، وعلى حد قول خاتمي أنهم خطيرون ويهددون أمن المنطقة، وزاد عليه في السوء، وصف مرشد الثورة علي خامنئي لهم بالحقراء!! وتأتي ثالثة الأثافي من ناطق نوري رئيس مجلس الشورى ليقول: إن حركة طالبان تشكلل خطراً على العالم بأسره!! إضافة إلى القيام بأكبر مناورات في تاريخ إيران على حدودها مع أفغانستان وشملت هذه المناورات الحربية وحدات من المشاة والمدرعات والمدفعية، إضافة إلى قوات كوماندوز تابعة للجيش، وقد حشدت إيران نحو 200 ألف جندي و70 ألفاً من الحرس الثوري والمظلات والكوماندوز في أقاليم الحدود، وأعلن قائد سلاح البر، الجنزال عبد العالي بورشاب أن هذه المناورات التي يشارك فيها سلاح الجو والسفن الحربية ستجرى في منطقة تبلغ نحو 50 ألف كم مربع منها بحيرة حامون قرب الحدود الأفغانية!!.

وما ذكر هو مجرد مقارنة لإثبات الأصول التي استندت إليها في التدليل على عداوتهم المطلقة لأهل الإسلام الصحيح، ومحبتهم ومودتهم للكفار. وسنذكر مقارنة سريعة بين ما سبق من حال أهل السنة في دولة الروافض، وحال اليهود، وذلك من خلال مقالة بعنوان: التخفيف في طهران، كتبها اليهودي إلياهو سليتر؛ يقول:

كثرت مؤخراً في الإعلام الغربي تقارير إيجابية للغاية عن أوضاع اليهود الإيرانيين، والذين تمتعوا أيضاً في عهد الرئيس رفسنجاني بحرية العقيدة. ولا يعاني اليهود من أي ضغوط كي يقوموا بتغيير ديانتهم، وحسب التقاليد هناك، يوجد ممثل للطائفة اليهودية في البرلمان الإيراني، وهذا الشخص هو منوشر الياسي زعيم الطائفة. إن السلطات تتعامل مع اليهود، بشكل أو بآخر، على أنهم أقلية دينية مثل المسيحيين، والتعامل مع اليهود، كأهل كتاب أكثر إيجابية، إن أوضاع اليهود في إيران أفضل بكثير من أوضاعهم في دول عربية كثيرة(9). وهذا طبعاً في عهد رئاسة السيد محمد خاتمي.

4 ـ في غمرة الاحتفالات بالذكرى العشرين للثورة قال آية الله!! حسين علي منتظري: إن خيار القطيعة بين إيران والولايات المتحدة منذ انتصار الثورة وضع مؤقت قابل للتغيير وفقاً للظروف السياسية والاقتصادية، إن العلاقة مع أمريكا تحددها مصالح البلاد، لا بد من مراجعة للسياسة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة في شكل عملي، وعلى يد أصحاب الخبرة والاختصاص، وإذا توصلوا إلى وجود مصلحة في التطبيع ما عليهم إلا أن يبادروا إلى ذلك من دون تردد(10).

ب - التحول الغربي :

1 - تشكل إيران بالنسبة للولايات المتحدة خمسة مجالات للقلق العميق حسب الخطاب الإعلامي المذاع، وهي:
- محاولاتها للحصول على قدرات لاستخدام صواريخ ذات مواد كيماوية ونووية وقذائف ذاتية الدفع.
- تورط طهران في الإرهاب الدولـي وعمليات الاغتيال على نطاق عالمي.
- مساندة إيران للمعارضة العنيفة لعملية السـلام العربي – الإسرائيلي.
- ما تمثله طهران من تهديدات لجيرانها وأنشطتها التخريبية ضدهم بجانب سجل حقوق الإنسان لديها.
- سعي الحكومة الإيرانية لاستغلال الظروف الصعبة التي يعاني منها بعض أصدقاء أمريكا في المنطقة في محاولة قلب نظم الحكم الحالية(11).
2 - هذه المعضلات كفيلة بإغلاق جميع الأبواب مدى الحياة، إلا أن يحدث تحول جذري، تتوب فيه إيران عن كل هذه الكبائر التي لم تغفرها أمريكا الفترة الماضية (*)
وكان مما قالته قريباً جداً ـ قبل التحول ـ وزيرة الخارجية الأمريكية أولبرايت: إن أصدقاء الولايات المتحدة لا يدركون الوضع على حقيقته بالنسبة لإيران، وذلك لأن إيران تثير أسوأ مشكلة عالمية، كونها تجسد الدولة الشاذة ومع ذلك فإن فرنسا تضخ الأموال إليها، إن ذلك أمر يصعب فهمه(12).

ثم بعد الخطاب الذي ألقاه خاتمي والذي كان بمثابة السحر، جاءت الإشارة الأمريكية للرد على الإشارة السابقة في يونيو 1998 في خطاب لوزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت أمام جمعية آسيا في مدينة نيويورك حيث أبدت رغبة الولايات المتحدة في الوصول إلى خريطة طرق تؤدي إلى إقامة علاقات طبيعية بين البلدين، وتؤدي إلى بناء الثقة وتجنب سوء الفهم، كما امتدحت إيران على تحسينها العلاقات مع السعودية، ودعوتها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى القمة الإسلامية في طهران، ودعمها لمبادرات السلام في أفغانستان، بل أنها زادت في الثناء على طهران لإيوائها ملايين اللاجئين العراقيين والأفغان ومكافحتها تهريب المخدرات في المنطقة.
وأعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في اليوم التالي مباشرة أن واشنطن تتمنى مصالحة حقيقية مع طهران على أساس المعاملة بالمثل، مؤكداً أن إيران تتغير بطريقة إيجابية وأن أمريكا تدعم هذا التغير(13).

كما قالت أولبرايت في 4/10/1419هـ ـ 21/1/1999م: فكرنا كثيراً في شأن كيفية التعامل مع إيران، لأن من المهم ألا يُعزل إلى ما لا نهاية بلد بهذا الحجم والأهمية والموقع.

ونتساءل مرة أخرى، لماذا كل هذا الترحيب الغربي بـ«آية الله» خاتمي، فهو شيخ وأصولي وذو لحية ويرتدي الملابس الرسمية للشيعة، وهي ملابس دينية، أما أربكان، رئيس وزراء تركيا السابق، فهو السني، المهندس، الحليق اللحية والذي يلبس البدلة والكرافت، لماذا أطلقوا عليه كلابهم في المؤسسة العسكرية الطورانية المعادية للإسلام ولم يحترموا كلمة الشعب الذي انتخبه؟.

3 - ولعل مما يثبت أن هذه التحولات الظاهرة المعلنة ما هي إلا خطة جديدة في التعاون، أن هناك تعاوناً مسبقاً قديماً، فكان في مايو 1994م، وبالرغم من الموقف الداعم لحظر الأمم المتحدة على الأسلحة ضد يوغوسلافيا السابقة، إلا أن الدبلوماسيين الأمريكيين قد نقلوا للكروات، والإيرانيين، والبوسنيين اقتراحاً مؤداه أن الولايات المتحدة سوف لن تتدخل في الجهود الإيرانية الرامية لنقل وتهريب الأسلحة عبر كرواتيا إلى مسلمي البوسنة. وأصبح هذا القرار، الذي حجب عن الكونجرس إلى أن كشف علانية في ربيع 1996م، يعرف باسم الضوء الأخضر الإيراني وكان موضوع تحقيق اللجنة الفرعية. وقد أبقت الطبيعة المميزة للتحقيق عدداً كبيراً من الحقائق المزعجة حول النشاطات الإيرانية في البلقان طي الكتمان خلال الحملة الرئاسية لعام 1996م. لكن نسخة غير دقيقة ولا مصنفة من تقرير اللجنة الفرعية صدرت أواخر 1996م، فقط لكي يقف عقبة رئيسية في وجه تثبيت أنطوني ليك كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية، ونظراً للنتائج المفزعة لسياسة الضوء الأخضر، التي حجب ليك بعضاً منها عن الكونجرس، لم تكن الصعوبات اللاحقة مع التثبيت مدهشة لأحد. وقد سعى الإيرانيون لتشجيع الحكومة البوسنية على تبني مفهوم أصولي بلا جدال فيما يتعلق بالتداخل ما بين الإسلام والمجتمع البوسني؛ ففي غضون الشهور القليلة الأولى من تدفق الأسلحة الإيرانية، ثبتت الحكومة البوسنية مكبرات للصوت على أركان شوارع سراييفو لإذاعة الأذان للصلاة في المساجد.

وفي صيف 1994م، تعرضت النساء البوسنيات اللواتي ظهرن بلباس البحر للتوبيخ وذكر أن أخريات قد عوقبن جراء قلة احتشامهن. وبحلول أكتوبر 1994م، قدرت مصادر الأمم المتحدة عدد المقاتلين الإيرانيين في البوسنة بحوالي 1000 مقاتل، بينما التقارير الإخبارية حددت الرقم بحوالي 4 آلاف شخص(14).

أما الشباب المجاهدين من السنة، والذين كان لهم دور قوي في الجهاد هناك، فلم يهدأ للغرب بال ولا خاطر حتى أخرجهم وسلمهم إلى دولهم الموالية له، فالقبول الغربي بالتواجد والنشاط الإسلامي في البلقان يكون يشروط محددة، على رأسها أن يكون رافضياً!!
4 - في العام 1996م صدر قانون داماتو - نسبة إلي السناتور اليهودي داماتوا - وهذا القانون يفرض عقوبات اقتصادية على أية شركة - بغض النظر عن جنسيتها - تقوم بالاستثمار في إيران بما يجاوز 40 مليون دولار!. وقال تيد فينكر، المتحدث باسم جمعية مزودي الشركات النفطية في «تكساس» إن الجميع يعتقدون أن القانون لن يكون له أي أثر على إيران!! إن القانون يستهدف المستثمرين الجدد، وهو لا يطال المستثمرين الحاليين!!(15).

وكأن هذا القانون لا يمكن التحايل عليه، أو أن الاستثمارات إلى هذا المبلغ قليلة؟!، وبرغم ذلك، فقد استثمرت شركة توتال الفرنسية، وبعض الشركات الروسية والماليزية بما يخالف هذا القانون ولم تطبق أمريكا عليها أية عقوبات، بل لقد رفض الرئيس الأمريكي مشروع قانون بفرض عقوبات على الشركات التي تتعاون مع إيران في مجال تكنولوجيا الصواريخ. وللتذكير فقط، فقد بلغت صادرات النفط الإيرانية لأمريكا ما مقداره 30% من إجمالي صادراتها النفطية بمبلغ 25،4 بليون دولار.

وفي مقال لتوماس فريدمان في جريدة هيرالدتربيون 30/3/95م ذكر أنه حتى هذا العام كانت أمريكا هي الشريك التجاري الأول لإيران!! وأن الصادرات الأمريكية إلى إيران زادت عشر مرات منذ العام 1979م(16)!!.
5 - تقدمت التحولات السريعة خطوة كبيرة، ففي 6/8/19هـ – 25/11/98م أوصت أولبرايت الرئيس كلينتون برفع اسم إيران من القائمة الأمريكية للدول الرئيسة المنتجة للمخدرات، وذلك في خطوة إيجابية تجاه هذا البلد(17).

ولم يتأخر الرئيس كلينتون في الاستجابة، فكان أن أصدر قراراً برفع اسم إيران من القائمة بتاريخ 19/8/19هـ – 8/12/98م(18).
6 – في نفس اليوم المتوافق مع الذكرى التاسعة عشر لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران، بدأ راديو أوربا الحرة الناطق باللغة الفارسية البث الموجه إلى إيران، وهذه المحطة الإذاعية يمولها بالكامل الكونجرس الأمريكي، والتي تبث من مبنى البرلمان الألماني السابق في براغ، يقول كاتب مقال: راديو أوربا الحرة يثير الدهشة: جاء هذا البث في وقت ينتهج فيه الرئيس خاتمي سياسة الحوار بين الحضارات وهو النهج الذي يُعد تغييراًجذرياً في السياسة الخارجية الإيرانية التي كانت توصف لفترة طويلة بالعدوانية(19).

فهكذا أنشئت إذاعة في وقت قياسي!! وفي مناسبة محددة، لمساعدة الرئيس خاتمي في مسيرته للحوار والانفتاح على الغرب!!.
7 - في التقرير السنوي الذي تصدره الخارجية الأمريكية عن الإرهاب الدولي أُضيفت منظمة مجاهدي خلق إلى قائمة المنظمات الإرهابية، وهذا في حد ذاته خدمة كبيرة لطهران، لكن الهدية ليست هنا، فقد أردف التقرير هذه الإضافة بإعلان أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت وقف جميع المساعدات المادية لتلك المنظمة.

وتعتبر هذه النقطة الأخيرة مصادقة على ما درجت عليه طهران من اتهام مجاهدي خلق بأنهم مجرد أدوات يستخدمها الشيطان الأكبر. إن ادراج اسم منظمة مجاهدي خلق، وهي المعارضة المسلحة الرئيسية للنظام الإيراني للمرة الأولى منذ 18 سنة على قائمة المنظمات الإرهابية، هو ما يجعل أي نشاط لها داخل أميركا محظوراً بحكم القانون. وفي الثلث الأخير من شهر يوليو 98م جمدت لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية الأرصدة المصرفية التابعة لحركة مجاهدي خلق الإيرانية الموجودة في البنوك البريطانية وذلك على ذمة التحقيق في الموارد التي يتم فيها إنفاق هذه الأموال(20).

8 - خصصت لندن مبلغ مليون جنيه إسترليني لتعمير سفارتها العريقة وسط طهران مما لا يمكن معه قبول فكرة أن السفارة ستظل بدون سفير بعد كل هذا الاهتمام، وانتقد فيرلي - وهو أحد أعضاء مجلس الشيوخ البريطاني - الأسلوب الذي تتبعه الحكومة البريطانية في إصدار تأشيرات الدخول إلى الإيرانيين ووصفه بالأسلوب غير العملي وتساءل: ألم يحن الوقت لإرسال سفيرنا إلى طهران بعد أن غاب عنها ما يقرب من عشرين عاماً؟. أما عضو مجلس الشيوخ الآخر اللورد سيمونز والذي أيد المطالبات التي طرحها فيرلي، فقد شدد على أنه غير راغب في الحديث عن التهم التي توجه إلى إيران برعايتها للإرهاب أو تضييقها على الأقليات الدينية وقال: هذا الموضوع يجب أن تجيب عنه إيران نفسها!! ليحسم الجدل المتوقع في المجلس. ولعل الأمر الأشد غرابة في السياسة البريطانية الجديدة ما أعلنه مدير شركة الطيران البريطانية حينما أكد أن شركته ستمتنع عن قبول نقل سلمان رشدي على متن طائراتها. فقد قال بوب تشابلين مدير فرع الشركة في إيران في مؤتمر صحفي عقده يوم الأحد 12 أغسطس 98م بمناسبة بداية الرحلات الجوية المباشرة بين لندن وطهران: بالرغم من وجود دعايات مضادة لنا في مجال الخطوط الجوية إلا أن خطوط الطيران البريطانية تحتفظ بحقها في عدم نقل سلمان رشدي ولن نقوم بنقله(21).

9 - ركز وزير الخارجية روبن كوك خطابه أمام مؤتمر حزب العمال مطلع الشهر على مستقبل أوروبا. لكنه حرص على أن يخصص قسماً من الخطاب للعلاقات مع إيران، وكان مما قاله عن الموضوع: أحرزنا اختراقاً مهماً في مجال حرية التعبير، إذ حصلنا على إعلان من حكومة إيران عن تخليها عن التهديد المستمر منذ عشر سنوات لحياة سلمان رشدي، ويتيح هذا لسلمان رشدي الخروج من الظلال، كما يعني بالنسبة إلى بريطانيا بداية جديدة مع إيران والعالم الإسلامي ... وأنا أرفض تماماً أن الدين المختلف والثقافة المختلفة للعالم الإسلامي يحتمان علينا خوض صدام حضاري(22).

كما بحث نظيره الفرنسي أبوير فيدرين مع كمال خرازي، وزير الخارجية الإيراني موضوع سلمان رشدي كذلك إضافة إلى الاضطهاد الذي يعاني منه 350 ألف من معتنقي العقيدة البهائية !!(23). أما أهل السنة فلا بواكي لهم، حتى إخوانهم من جيرانهم لم يجرؤوا على فتح هذا الملف، خوفاً من توتر العلاقات، بعد بداية تحسنها.

9ـ ويقول السفير الأمريكي السابق لدى قطر جوزيف جوجاسيان الذي عمل في الدوحة بين عامي 1985 و 1989 إن الرئيس الأمريكي سيلغي قرار حظر تعامل الشركات الأميركية مع طهران قبل نهاية العام المقبل 1999م. ولفت إلى أن كلينتون وضع على الرف قراراً كان أصدره الكونغرس يمنع تعامل شركات غربية مع إيران، مشيراً إلى أن هذا القرار سينتهي تلقائياً عام 2001، وأعرب عن اعتقاده أنه لن يتم تجديده، وقال إن الشركات الأمريكية ستعود قريباً للعمل في إيران(24).


حوار التقرب .. دوافعه وشروطه :

سبق وأن قُدم للأصل العام والرئيس لدوافع التقرب، وهو مواجهة الإسلام الحق وأهله، ومحاولة القضاء على الحركات الإسلامية التي تريد إحياء الأمة المغيبة، إضافة إلى أحلام الروافض بتحقيق أمانيهم بالامبراطورية الفارسية. وكثيراً ما نثور ونصول ونجول في الحديث عن المؤامرة التي صنعها الغرب بزرع الدولة اليهودية في المنطقة ونغفل أشد الغفلة عن دول أخرى خطيرة كدولة يهود، بل هي المدد الحقيقي لحياتها في المنطقة، كدولة الرافضة في إيران، والدولة النصرانية في لبنان، والنظام النُصيري في سوريا، واللتان لهما تحالف استراتيجي مع إيران. فالحلم الرافضي بتحقيق الإمبراطورية الفارسية، لا يقل عن حلم إسرائيل الكبرى، والغرب يعلم ذلك جيداً، ويدرك أنه أحد الأهداف الهامة التي يسعون لتحقيقها، وكما تقدم فإن من الطبيعي أن يكون هناك تعاون بين إيران والغرب، في مجالات متعددة وتكون هناك مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية، وغير ذلك، ويساعد هذا التعاون على الوصول للأهداف. ومن الطبيعي كذلك، وبإدراك كل طرف لأهداف الآخر، أن تحدث خلافات على هذه المصالح، وتكون خلافات حقيقية، وأحياناً تكون مصطنعة لتمرير مخططات محددة. وقد حُددت دوافع التقرب بين الغرب وإيران، وحدد كل طرف شروط الحوار مع الآخر، فالدوافع نراها حقيقية، أما الشروط لهذا الحوار، فهي من النوع المصطنع لذر الرماد في العيون، ولإحكام تنفيذ الأدوار.

أ - دوافع التقرب بين إيران والغرب :

1 - أهمية إيران الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، فهي من أكبر دول المنطقة سكاناً، وهي دولة نفطية كبيرة، وتملك ثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، كما تتزايد هذه الأهمية بالنظر إلى الأهمية المتزايدة لنفط بحر قزوين ووسط آسيا في ضوء التقدير الأمريكي الرسمي لاحتياجات العالم من البترول الذي يتوقع أن يرتفع الطلب العالمي عليه من 73 مليون برميل يومياً في عام 1997م إلى 105 ملايين برميل يومياً في عام 2015م وسيكون استهلاك الولايات المتحدة من البترول 18 مليون برميل يومياً، حيث يعد الطريق الذي يمر بإيران لنقل هذا البترول إلى الخارج من أقل الطرق تكلفة من الناحية الاقتصادية.

وتدرك إيران من ناحيتها أن الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة في العالم حالياً، وبالتالي فإن موقعها الدولي والإقليمي سيواجه صعوبات كبيرة في ظل القطيعة الأمريكية المعلنة، فالولايات المتحدة معبر إلزامي في الطريق إلى مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي وصولاً إلى مرور أنابيب النفط، كما إنها تتحكم في ممرات مهمة لنقل التكنولوجيا المطلوبة بشدة لمشروعات التنمية وخطط التسليح الوطنية، وقد تأكد ذلك بعد نجاح ضغوطها - إلى حد ما - على روسيا والصين لتقليل التعاون التكنولوجي والنووي مع إيران.

2 - عدم تحقيق السياسات السابقة للدولتين تجاه بعضهما البعض لأهدافها، فقد أخفقت السياسة الأمريكية - أو كان المراد لها الإخفاق - في ضرب الثورة الإسلامية عسكرياً من خلال دعمها للعراق، كما أخفقت في الحظر الاقتصادي عليها بدليل أن إيران حققت مستويات تنمية عالية خلال السنوات الأخيرة وبقدرات ذاتية، واستطاعت أن تخترق هذا الحصار الاقتصادي أوروبياً وآسيوياً، كما أخفقت الولايات المتحدة أيضاً في نهج العزل السياسي لإيران وانهارت سياسة الاحتواء المزدوج، ولعل من الأمثلة على ذلك الحضور غير المتوقع من جانب الدول الإسلامية والعربية للقمة الإسلامية التي عقدت في طهران في أواخر عام 1997، والذي مثل إشارة على سقوط عزلة إيران، وإذا ما أضيف إلى ذلك التطورات الإيجابية التي حدثت في علاقات إيران بدول الخليج العربي في الآونة الأخيرة وخاصة مع المملكة العربية السعودية وقيامهما بتوقيع اتفاقية تعاون متعددة الجوانب، يمكن تصور مدى إخفاق هذه السياسة. ومن ناحية أخرى لم تفلح الجهود الإيرانية التي أعقبت قيام ثورتها الإسلامية في سعيها لإرضاء عقيدتها التاريخية للسيطرة ومد النفوذ، تارة تحت شعار تصدير الثورة وتارة تحت شعار نصرة المستضعفين في لبنان وفلسطين وغيرها، وبدأت تتبين أنه لا مناص من اتباع سياسة براجماتية تأخذ في اعتبارها المصالح الحيوية للغرب والولايات المتحدة ودورهما في المنطقة، وتغييرالنمط الوحيد لتصدير الثورة.

3 - أصبحت الولايات المتحدة تدرك أن استراتيجيتها للسيطرة على مناطق الطاقة في الخليج وآسيا الوسطى ستظل تفتقر إلى الاستقرار في غياب التفاهم مع إيران وحفظ دورها الإقليمي بذراعيه الغربية في الخليج، والشرقية والشمالية في آسيا الوسطى، فمن جهة لم تثبت تركيا قدرتها على حسم الوضع في شمال العراق، بعيداً عن أي دور لطهران ودمشق، كما لم تستطع قطع أوصال التحالف بين إيران وسوريا وإضعاف الأخيرة بما يجعلها تتقبل السياسة الإسرائيلية في التسوية الشرق الأوسطية، كما لم تثبت تركيا قدرتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية على إدخال الجمهوريات الإسلامية السوفيتية السابقة تحت جناحيها، ومن جهة أخرى لم تثبت باكستان قدرتها أيضاً على حسم الأوضاع في أفغانستان. وعلى الجانب الآخر تشعر إيران بحاجتها إلى التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن إقليم ناجورنوكارباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا لتأثيره الشديد على الأوضاع الداخلية في إيران، فالولايات المتحدة تدعم الأذاريين الأمر الذي من شأنه أن يحقق انتصارهم، وهو ما تخشاه إيران لأن هذا الانتصار من شأنه إشعال الحمى القومية بين الأذاريين المقيمين في إيران (نسبة إلى أذربيجان) والذين يبلغ عددهم 15 مليوناً تقريباً ويشكلون حوالي 25% من السكان، وهو ما قد يكون شرارة تهدد بتفكك الدولة الإيرانية المكتظة بالقوميات والإثنيات المختلفة.

4 - أن إيران تعاني وضعاً اقتصادياً متدهوراً نتج عن الهبوط الحاد في أسعار النفط التي وصلت إلى معدلات تاريخية لم يسبق لها مثيل من الانخفاض حيث هبط سعر البرميل من 22 دولاراً في أغسطس إلى أقل من 14 دولاراً في أكتوبر وإلى أقل من 10 دولارات في ديسمبر 98م مما أدى إلى الإضرار الشديد بالاقتصاد الإيراني، ولا تكفي الشراكة التجارية مع أوروبا واليابان فقط لإنقاذ اقتصادها وسداد ديونها، وبالتالي سيكون التقارب مع الولايات المتحدة مفيداً لإيران سواءً في توفير الاستثمارات اللازمة لإحداث التنمية فيها، أو التنسيق بشأن تحديد سعر عادل للبترول(25).

5 - لإيران والولايات المتحدة مصالح متوازية في المساعدة على إعادة الاستقرار وحكومة شرعية إلى أفغانستان، ويُتوقع أن تكون الضغوط الإيرانية أكثر فاعلية من أي شيء تستطيع واشنطن القيام به لكبح تجاوزات حركة طالبان والضغط عليها كي تقر بحقوق الأقليات، ولمنع أفغانستان من التحول إلى ملاذ للإرهابيين أو منطقة ضخمة لإنتاج المخدرات.

6 - هناك الكثير من القضايا الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين، ومنها ما يسمى الإرهاب الدولي ـ ومعلوم من هم الإرهابيون؟ ـ وتجارة المخدرات، وانتشار أسلحة الدمار الشامل كثلاث قضايا من ضمن الأكثر إلحاحاً، ستقتضي إيلاء الاهتمام للتعاون بين الولايات المتحدة وإيران(26).

ب - شروط حوار التقرب المزعومة :

الشروط الأمريكية :

1 - حدوث تغيير في موقف إيران من ما سموه الإرهاب واستمرار برامج أسلحة التدمير الشامل. 2 - عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة في الخليج وآسيا الوسطى وأفغانستان وفق ما كان يدعى بتصدير الثورة والاتفاق على صيغة للاستقرار وحماية طرق النفط.
3 - وقف الدعاية المعادية للولايات المتحدة وإزالة أسباب العداء.
4 - بروز موقف إيراني معتدل تجاه مسيرة السلام في الشرق الأوسط وإسرائيل.
5 - استئناف التعاون الاقتصادي وتنفيذ الاتفاقات السابقة.

الشروط الإيرانية :

حسب تصريحات القيادات الإيرانية المعتدلة !! فإن الحوار ممكن وفق شروط معينة، فيما اعتبر التيار المتشدد أنه غير مجد، مكرراً عبارات الشيطان الأكبر والعدو الدائم. لكن وزير الخارجية الإيراني دعا الولايات المتحدة إلى تحطيم جدار الشك في علاقتها مع إيران وأن تثبت ـ إن كانت جادة ـ بالأفعال لا بالأقوال ما تعلنه وتبدل موقفها المعادي من إيران. أما الشروط الإيرانية التي حددها عدد من القادة الإيرانيين في رسائل متتالية، فيمكن تلخيصها بما يلي:

- رفع الحظر على إيران وسحب قانون داماتو الذي يمنع الشركات الأجنبية من التعامل مع إيران ورفع القيود عن أرصدة إيران في الولايات المتحدة والعالم.
- احترام مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية والتخلي عن «السلوك المعادي للإسلام وتركنا وشأننا».
- إنهاء حال العداء ووقف تكرار الاتهامات القديمة وعدم تخريب مشروع أنابيب النفط والغاز الطبيعي بين أوروبا وإيران (خط بحر قزوين)، ووقف التدخلات الرامية لخفض أسعار النفط وغير ذلك من الأمور الاقتصادية(27).

من خلال هذا الاستعراض العام والمجمل للتحولات الإيرانية والغربية، يجد المرء نفسه في حالة شك كبير في مصداقية الأهداف المعلنة لهذا التقارب السريع جداً، وهذا التحول الأشد سرعة، فنظم الحكم في الدول الغربية وكذلك في إيران مؤسساتية، وليست ديكتاتورية، أي إن تغيرّ رأس الدولة لا يعني تغير نظام الحكم القائم، حتى ولو تغير الحزب أو المؤسسة الحاكمة، فإن هناك حفاظاً كبيراً على السياسة الخارجية، أما وأن يحدث هذا الانقلاب «العلني» فجأة، فهذا ما لا يُقبل لدى أولي الأحلام والنهى. وكما مر خلال الاستعراض، فإن هناك ترتيبات كانت تُعد في حكومات سبقت حكومة خاتمي بما يهدم «الصورة المعلنة الجديدة» وما نراه الآن، ما هو إلا مرحلة جديدة من «التقرب» انتقلت من السرية إلي العلنية، لتنفيذ مخططات تسير في تحقيق الهدف العام لكلا الطرفين، والذي عليه اتفاق عام سابق كما مر بنا، ويتوافق هذا «التقرب» الجديد كذلك مع السياسات البراجماتية لكل من إيران والغرب مع الدول الإسلامية، بعدما فشلت السياسات الأحادية الموقف.


________________________-
الهوامش :
(1)انظر : فريد هاليداي، إيران ورئيسها الفيلسوف، جريدة الحياة، العدد (13007) 23/6/19هـ – 14/10/98م، وجريدة الخليج، العدد (6809) 11/9/18هـ – 9/1/98م.
(2) أحمد بهي الدين، السياسة الدولية، العدد (134) أكتوبر 1998م، ومجلة الوسط، العدد (355) 27/8/19هـ – 16/11/98م.
(3)د. محمود كاشاني، إيران إلى أين، جريدة الأنباء، العدد (7938) 30/2/19هـ – 23/6/98م.
(4)من حوار خاتمي مع (سي.إن.إن) جريدة الخليج، العدد (6809) 11/9/18هـ – 9/1/98م.
(5) انظر : جريدة الأنباء، العدد (8076) 19/7/19هـ – 18/11/98م عن الجارديان.
(6) مجلة الوسط : العدد (355) 27/7/19هـ – 16/11/98م.
(*) تعتبر هذه المنظمة من أقدم المنظمات الثورية في إيران، فقد أسسها مجتبى نواب صفوي في الأربعينات الميلادية وقامت باغتيال عدد من القيادات التي ترى أنها علمانية أو تخالف المنهج الشيعي، فقاموا باغتيال القاضي أحمد كسروي عام 1948م واغتيال رئيس الوزراء عبد الحسين هربز في العام 1949م ثم قتلت رئيس الوزراء الجديد رزم آرا العام 1950م، وفي العام 1964م قامت باغتيال رئيس الوزراء حسن علي منصور، ويعتبر على أكبر ناطق نوري الذي تولى وزارة الداخلية ويشغل الآن رئاسة مجلس الشورى من قادتها التاريخيين. انظر مزيداً من التفاصيل: أحمد الكاتب، منظمة فدائيو الإسلام.. مجلة الوسط، العدد (359)، 14/12/1998م.
(7)جريدة الشرق الأوسط، العدد (7304) 8/8/19هـ – 27/11/98م.
(8)يراجع مزيداً من التفصيل، أحوال أهل السنة في إيران، لعبد الله الغريب.
(9)جريدة هآرتس اليهودية، 6/5/98م.
(10) جريدة الحياة، العدد: (13120)، 21/10/1419هـ ـ 7/2/1999م.
(11) ندوة الترتيبات الأمنية في الخليج، د. أحمد ثابت، معهد البحوث والدراسات العربية والتي عقدت بالقاهرة من 27-29 ديسمبر 1997م.
(*)ذكرت إذاعة طهران تأكيدها للحــوار مع الاتحاد الأوربي، وأكدت على تجنب الاتحاد الأوربي التطرق إلى مواضيع غير عقلانية مثل الإرهاب وحقوق الإنسان ومعارضة طهران لعملية السلام في الشرق الأوسط ، جريدة الحياة، العدد (12916) 21/3/19هـ – 15/7/98م.
(12)جريدة الأنباء، العدد (7685) – 9/10/98م عن نيويورك تايمز.
(13) السياسة الدولية، العلاقات الإيرانية الأمريكية بين الممكن والمستحيل، العدد: (134) أكتوبر 1998م، وجريدة الحياة، العدد (131005) 6/10/1419هـ ـ 23/1/1999م.
(14) ريتشارد بوكر، مستشار لجنة التحقيق الأمريكية في صفقات الأسلحة الإيرانية للبوسنة، جريدة الاتحاد الإماراتية، العدد (8439) عن لوس أنجلوس تايمز.
(15) جريدة الرأي العام الكويتية، اقتصاديون أمريكون ينتقدون قانون «داماتو» العدد: (10639) 22/3/1417هـ ـ 6/8/1996م.
(16)انظر : علي الدين هلال، جريدة الحياة، العدد: (13056) 13/8/19هـ – 2/12/98م.
(17)جريدة الحياة، العدد (13049).
(18)جريدة الشرق الأوسط، العدد (7315).
(19)جريدة الأنباء، العدد (8076) 19/7/19هـ – 8/11/98م، عن الجارديان.
(20)انظر : جريدة الخليج العدد (6976) وجريدة الأنباء، العدد (7995) – 19/8/98م.
(21)الأنباء، العدد (7995) - 19/8/1998م.
(22)السير : سيريل تاونسند، بداية جديدة مع إيران، جريدة الحياة، العدد (13027) 14/7/1419هـ – 3/11/1998م.
(23)جريدة الأنباء، (8003) 5/5/1419هـ – 27/8/1998م – عن لوفيجارو.
(24)جريدة الحياة، العدد (13056) 13/8/19هـ – 2/12/98م.
(25)أحمد بهي الدين، السياسة الدولية، العدد (134) أكتوبر 98م.
(26) انظر : روبرت بلليترو، مساعد وزير الخارجية السابق لمنطقة الشرق الأوسط، العقوبات الأمريكية على إيران إلام تستمر؟ جريدة الحياة، العدد (13027) 14/7/19هـ - 13/11/98م، وانظر جميل مطر، الحياة، العدد (13004).
(27)انظر : مقال عرفان نظام الدين، جريدة الحياة، العدد (12907) والسياسة الدولية، العدد (134).

يتبع .....







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» محاضرات جديدة مفيدة للخميس و العريفي وغيرهما
»» على الجزيرة نت صورة علم السعودية محمد بن عبد الوهاب رسول الله !!
»» فتوى الدبر السيستانية جعلت النصارى يتهكمون على الإسلام / فيديو
»» التقريـر الإخباري لقاعدة الجهاد - الأحد 20-1-1424
»» الشيرازي .. يجوز التمتع بالراقصات وملكات الجمال .. في الإطار الإسلامي !!
 
قديم 01-03-05, 06:34 PM   رقم المشاركة : 3
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


إيران ويهود


إن العلاقة المتميزة بين الروافض واليهود متجذرة في التاريخ، وكانت أضر ما يكون على المسلمين، ويكفي أن أشد الفتن التي حدثت في صدر الإسلام كانت بتعاون يهودي رافضي؛ فقد قاد عبد الله بن سبأ اليهودي فرقته الضالة من السبئية، وهم من غلاة الروافض في إحداث الفتنة العظيمة في القرن الأول بعد مقتل عمر رضي الله عنه(1).

كما كانت الدولة الإيرانية من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان اليهودي عام 1948م، وكانت العلاقات المتميزة العلنية مستمرة حتى قيام الثورة الإيرانية الخمينية، فانتقلت من العلنية إلى السرية، وأصبح من المعتاد أن نسمع أن العدو الأول لإيران هو الدولة الصهيونية، كما أن الحال مع دولة يهود كذلك، باعتبار إيران المعارض القوي لعملية السلام، والداعم الرئيس لحزب الله اللبناني وجماعة الجهاد في فلسطين، ودخلت الأسلحة النووية والخوف منها عاملاً مشتركاً بين الدولتين. وباعتبار الكيان اليهودي مزروعاً في المنطقة بدعم من الغرب، وبقاؤه مرتهن بما يصله من مدد غربي ـ فهو جزء من الثقافة الغربية وامتداد لها ـ فسوف نمر مروراً سريعاً على العلاقات الإيرانية اليهودية، لإلقاء بعض الضوء على ماهية هذه العلاقة :

1 - صرح ديفيد ليفي - الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة نتن ياهو ثم استقال - صرح قائلاً : إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام إن إيران هي العدو(2).

وفي مقالة (إيران فقط .. تستطيع) قال الصحفي اليهودي، أوري شمحوني: إن إيران دولة عظمى إقليمياً ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث، وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل، إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا، بل من الدول العربية المجاورة، فإسرائيل لم تكن أبداً، ولن تكون عدواً استراتيجياً لإيران!! (3).

2 - أعلن إيتان بن تسور، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية عدم وجود خصومة بين البلدين - أي إسرائيل وإيران - فتنتفي دوافع العداء بينهما على المستويين الرسمي والشعبي(4).

3 - في اليوم الأخير من الحلقة النقاشية عن الخليج والغرب التي نظمها مركز مؤتمرات ويلتون بارك، تحدث السفير الإسرائيلي المتقاعد هانان باريمون - الذي يعمل حالياً مستشاراً لرئيس بلاده عايزرا وايزمان - فقال: إيران دولة إقليمية مهمة ليس لنا معها أو مع شعبها أي خلاف أو عداء لكن طهران تحركها أيديولوجية الثورة، وتتبنى عمليات إرهابية ضد إسرائيل، وصلت إلى حد المشاركة في تدبير عملية تفجير السفارة الإسرائيلية والمركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، وكذلك في جنوب لبنان. وقال إنه لا يوجد أي توجه عدائي إسرائيلي نحو إيران، لكن عليها أن تعمل للتكيف مع ظروف النظام العالمي الجديد(5).

4 - أصدر رئيس الحكومة بنيامين نتن ياهو أمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أو تجاري أو حتى زراعي بين إسرائيل وإيران، وقد جاء هذا الأمر، لكي يمنع محامي الدفاع في قضية رجل الأعمال اليهودي ناحوم منبار المتهم بتصدير مواد كيماوية إلى إيران من كشف معلومات خطيرة تلحق الضرر بأمن اسرائيل وعلاقاتها الخارجية. وكانت المحكمة المركزية في تل أبيب، قد أدانت منبار، بتهمة تزويد إيران بـ 50 طناً من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل وغيره من الأسلحة الكمياوية. وكان أمنون زخروني المحامي قد شكا بالأساس من حرمانه من طرح قضية العلاقات الاسرائيلية – الإيرانية الشاملة، فهو يريد أن يثبت أن منبار ليس الوحيد الذي يقوم بممارسة تجارة السلاح مع إيران، وأن هناك شبكة علاقات واسعة لاسرائيل، رسمياً وشعبياً، مع إيران(6).

5 ـ قالت صحيفة «هآرتس» اليهودية إن شركة تابعة لموشيه ريچف الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الإسرائيلي باعت إيران في الفترة ما بين 1992م و 1994م مواد ومعدات وخبرات فنية لإنتاج غاز الخردل وغاز سارين السامين، وقالت الصحيفة إن هناك ترابطاً كبيراً بينه وبين «منبار» وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه) والاستخبارات الألمانية والنمسوية وسلطات هونج كونج كانت تتابع نشاط ريچف وشركته خاصة اتصالاته مع الدكتور ماجد عباس بور رئيس برنامج الصواريخ والأسلحة الكيماوية التابع لوزارة الدفاع الإيرانية(7).

6 - كتبت صحيفة هآرتس أن ريتشارد توملينسون، وهو عميل سابق لجهاز الاستخبارات البريطاني، أكد في كتاب له أن جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية (موساد) ساعد إيران على شراء عتاد كيماوي في وقت كان يقود حملة استخباراتية دولية لإحباط خطط إيران، لكن في الوقت ذاته عمل موساد سراً ووحده من دون علم الأطراف الأخرى وبالتعاون مع الإيرانيين، لعقد صفقة تهدف إلى مساعدة الإيرانيين في جهودهم لإنشاء مصنع للأسلحة الكيماوية في مقابل إطلاق الطيار الاسرائيلي رون أراد الذي قبض عليه في لبنان بعد سقوط طائرته(8).

وكان لهذا الإعلان الجديد عن الرغبة في التواصل بين الروافض ويهود بعض الأهداف اليهودية، منها:

الهدف الأول: يسعى نتن ياهو إلى تحقيق تطويق العرب بما دعي في الخمسينات بحلف الأطراف الذي يضم تركيا وإيران وأثيوبيا، أي دول تتسم علاقاتها بعدد من الأطراف العربية بالتوتر، هذا المشروع جدير بكسب تأييد الإيرانيين والأتراك.

الهدف الثاني: الذي يسعى الإسرائيليون إلى تحسين علاقتهم ببلد قريب يملك ثروات طبيعية كبري وسوقاً مهمة للصادرات الإسرائيلية، فضلاً عن أنه يشكل نقطة عبور مهمة أيضاً لدول آسيا الوسطى التي يسعى الإسرائيليون إلى دخول أسواقها. من العوامل التي يحسبها الإسرائيليون أيضاً عند النظر في سياستهم الإيرانية هو عامل العلاقات الوطيدة التي قامت بين البلدين لمدة ثلاثة عقود من الزمن تقريباً، أي بين عام 1948 و 1979، خلال تلك الفترة تمكنت إسرائيل من بناء صلات وثيقة مع المؤسسات الأمنية الإيرانية خصوصاً السافاك الذي تولى خبراء إسرائيليون تدريبه. وما يلفت النظر هنا أيضاً أن هؤلاء يخططون لدخول السوق الإيرانية بمساعدة شركاء عرب بعدما ساعدهم هؤلاء الشركاء على دخول بعض الأسواق العربية. إن هذه الدعوات الأخيرة تشكل امتداداً لموقف ليكودي، بل بالأحرى لموقف صقوري إسرائيلي لم يتبدل منذ الثمانينات، ومنذ أن استعر الصراع بين طهران وبغداد ففي تلك الفترة ظهر في السياسة الإسرائيلية ما دعاه الباحث والمؤرخ الإسرائيلي بنيموريس بـاللوبي الإيراني الذي دعا الغرب إلى مساندة إيران، وتزعم رئيس الحكومة السابق إسحق رابين هذا اللوبي، الذي ضم صقور الإسرائيليين مثل أرييل شارون وبعض الضباط الكبار. وكان إسحق شامير رئيس الحكومة الليكودي آنذاك من المتعاطفين مع هذا الاتجاه، ومن الذين دأبوا على توجيه النصح إلى واشنطن بالتعاون مع إيران.
هذه المواقف تصلح اليوم، في نظر نتن ياهو، لكي تُوظف كمؤشر على نيات حكومة ليكود الطيبة تجاه إيران، وكدليل ملموس على استعدادها للسير على طريق تجديد التعاون مع طهران إلى أبعد مدى يقبل به زعماؤها(9).

وهكذا فالمسألة لا تحتاج إلى كثير من الإيضاح لبيان مدى تجذر العلاقة وتميزها بين الدولتين. أما إن جئنا للحديث عن الهرطقة الإعلامية والقضايا الخلافية المثارة، فهي لا تعدو كونها تغطيات وأستار لما يجري خلف الكواليس. فمثلاً : هذا التخوف اليهودي من المفاعل النووي الإيراني، فلماذا لا تقوم بضربه مثلما ضربت المفاعل النووي العراقي وينتهي الأمر؟ يقول الصحفي اليهودي «يوسي مليمان»: في كل الأحوال، فإن من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعل النووي الإيراني لأن الآثار السياسية والاستراتيجية المترتبة عليه ستكون كبيرة جداً، بالإضافة إلى ذلك، فإن عدداً كبيراً من الخبراء يشكون بأن إيران ـ وبالرغم من حملاتها الكلامية ـ تعتبر إسرائيل عدواً لها، ويقول مسؤول استخبارات إسرائيلي: إن الشيء الأكثر احتمالاً هو أن الرؤوس الحربية النووية لدى إيران ستؤرق بال دول عربية(10).

وأما عن عملية السلام والمعارضة الإيرانية لها، فلم يُسجل لإيران موقف مشرف لمعارضة حقيقية واضحة لعملية السلام، اللهم إلا هذا السُباب المعتاد لياسر عرفات واتهامه بالعمالة والخيانة وإضاعة الأمانة، فلم تقم إيران بعرقلة مبادرات السلام الأمريكية في المنطقة، مروراً باتفاقات أوسلو وحتى واي بلانتيشن، حيث حافظت على موقفها المعلن الرافض والمعادي لهذه الاتفاقات، ولكنها لم تقم بعمل أو ضغط لعرقلتها، كما أنها لعبت دوراً إيجابياً بارزاً في تهدئة الموقف في جنوب لبنان بعد عملية عناقيد الغضب وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر في مفاوضات تشكيل لجنة تفاهم نيسان (أبريل) وتوسيعها.

وفي المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في طهران كان الخطاب الهجومي الذي ألقاه الزعيم الروحي علي خامنئي ضد الوجود الصهيوني الإجرامي وضد عملية السلام المخزية، لم يخرج عن اللغة المتداولة في إيران، ولكنه لم يوجه أي كلمة إدانة ضد من لهم علاقات مع إسرائيل، كان يجلس أمامه ولي عهد الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية ووزير خارجية مصر ورئيس وزراء المغرب، ولكنه لم يشعر أحد منهم بأنه يسمع توبيخاً، فقد دعا خامنئي إلى توحيد الصفوف أي سلوك سياسة موحدة ضد «العدو الذي نخشاه أقل مما نخشى أنفسنا»، ولكنه لم يصدر عنه أي مطلب بقطع العلاقات مع دولة إسرائيل أو تدميرها(11).

أما النقطة الأخيرة في تلك المهاترات الإعلامية، وهي الدعم الإيراني للمقاومة في جنوب لبنان فقصته طويلة، وسنكتفي بموجز لبيان اللعبة السياسية في ذلك. تعاون الشيعة مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان حقيقة ثابتة وليس أسطورة اخترعها خصوم الرافضة. لقد تحدثت الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعالمية عن هذا التعاون ولمسه المسلمون والنصارى في الجنوب لمس اليد، واعترف به الطرفان: الشيعي واليهودي، اعترف به اليهود عبر أجهزة إعلامهم، واعترف به الشيعة من خلال تبادل الاتهامات فيما بينهم.

وقد نشرت مجلة (الأيكونومست) البريطانية في عددها الصادر في نهاية الشهر السابع من عام 1982م أن 2000 مقاتل من عناصر أمل الشيعية انضمت إلى قوات مليشيا سعد حداد، وتوقعت المجلة أن ينضم عدد أكبر منهم إلى (الحرس الوطني) الذي ترعاه إسرائيل في جنوب لبنان. وقالت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في 1/7/1982م أن القوات الصهيونية، التي احتلت البلدة سمحت لمنظمة أمل بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها، وبحمل جميع ما لديها من أسلحة. صحيفة (الجروزاليم بوست) في عددها الصادر بتاريخ 23/5/1985م قالت إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل. إن إسرائيل ترددت حتى الآن في تسليم أمل مهمة الحفاظ على الأمن والقانون على الحدود بين فلسطين ولبنان، وإن الوقت حان لأن تعهد إسرائيل إلى أمل بهذه المهمة.

كما يجيبنا على هذا السؤال رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية - اهود باراك، زعيم حزب العمال المعارض - يقول: «إنه على ثقة تامة من أن أمل ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإسرائيلية». وفي المقابلة التي أجرتها مجلة الأسبوع العربي في عددها 24/10/1983م مع حيدر الدايخ أحد قادة حركة أمل في الجنوب يثني على إسرائيل فيقول: .. كنا نحمل السلاح قبل دخول إسرائيل إلى الجنوب، ومع ذلك فإنها فتحت لنا يدها وأحبت أن تساعدنا، فقامت باقتلاع الإرهاب الفلسطيني من الجنوب وغيره ولن نستطيع أن نرد لها الجميل ولن نطلب منها أي شيء لكي لا نكون عبئاً عليها(12).

ويقول ضابط المخابرات في وحدة الاتصال مع لبنان في الفترة من 1990-1992م تامير برشد: إن العلاقات بين إسرائيل والسكان الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية ولذلك فقد قامت إسرائيل في الماضي برعاية العناصر المعتدلة في الطائفة الشيعية وقلصت تأثير العناصر المتطرفة وخلقت نوع من التفاهم مع حركة أمل والتي تمثل الطائفة الشيعية في واقع الأمر، ويجب أن نعمل بجميع الوسائل الممكنة من أجل تأييد حركة أمل ودعم القوى التي تقع عبر المنطقة الأمنية وذلك بالتنسيق مع الشيعة داخل المنطقة الأمنية ويجب فعل ذلك حتى لو كان حليفنا المخلص الجنرال أنطون لحد لا يرغب في ذلك لأن مثل هذا النشاط يمس مكانته أو يضر بها. ونحن نتحمل مسئولية كبيرة تجاه أنفسنا ومستقبلنا(13).

فلم ولن يجد اليهود أفضل من الروافض لحماية دولتهم من الأخطار التي تأتيهم من لبنان، من غير الشيعة، وقد يقول قائل: قد يكون جزء من هذا قبل إخراج الفلسطينيين من بيروت، ونقول: وهل كانت العداوة ليهود محصورة في الفلسطينيين فقط؟ أليس من باب الأولى لدولة يهود أن تصنع حزاماً شيعياً لحمايتها، إضافة إلى الحزام الأخضر، وجيش لبنان الجنوبي، يمنع من يفكر فيما كان يفكر فيه الفلسطينيون أو غير تفكيرهم بما يضر مصالح يهود؟. وقد يثور تساؤل آخر عن التقاتل المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، ونقول أن لكل مرحلة ما يناسبها وأن كل فريق يريد أن تكون في يده أوراق يضغط بها ويحاول الكسب، فالبرغم من التعاون بين الروافض واليهود، إلا أن كل منهم لا يأمن جانب الآخر، ويعلم أهدافه وأطماعه وأن تعاونه لهدف محدد، ولذلك كان لا بد من وجود أوراق قوية في يد كل طرف للضغط بها، والتفاوض عليها، فلا يمنع تعارض المصالح بين الطرفين، أو تصعيد القتال بين الطرفين، أن التعاون منهج أصيل قائم. ونختم هنا بتصريح للسفير الأمريكي في بيروت أثناء الزيارة التي قام بها في 14/8/19هـ - 3/12/98م وعلى مدار ثلاثة أيام إلى مدن صور وصيدا والنبطية بجنوب لبنان، وهي الزيارة الثالثة له إلى منطقة الجنوب خلال عشرة أيام، قال ديفيد ساترفيلد: إن بلاده تميز بين المقاومة وبين الارهاب وهي لا تعتبر المقاومة اللبنانية في الجنوب إرهاباً ولكنها تحرص على استتباب الأمن والطمأنينة للجميع، وعلى الشعوب أن تصنع السلام، ونبه إلى أن مهمة الولايات المتحدة هي مساعدة هذه الشعوب ولا سيما شعوب منطقة الشرق الأوسط على صنع السلام في منطقتهم. واعتبر أن السلام لا يعني ربحاً لفريق وخسارة لفريق آخر وأنه يعني أن الفريقين سيربحان بتحقق تعاونهما(14).

فأمريكا لا تعتبر حركة المقاومة الشيعية إرهابية، أما إن كانت سُنية كحماس وغيرها من الجماعات الجهادية، فإنها لن تخرج من القائمة السوداء للإرهاب، حتى يخرجوا عن دينهم.


__________________________
الهوامش :
(1)انظر : د. سليمان العودة، عبدالله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام، دار طيبة ط /3/1412هـ.
(2) تسفي برئيل، جريدة هآرتس اليهودية، 1/6/97م.
(3) صحيفة معاريف اليهودية، 23/9/97م.
(4) رضا لاري، إسرائيل تغازل إيران، جريدة الشرق الأوسط، 2/9/18هـ – 31/12/97م.
(5)جريدة الأنباء، العدد (8076) 19/7/19هـ – 8/11/98م.
(6) جريدة الشرق الأوسط، العدد (7359) 4/10/19هـ ـ 21/1/99م.
(7) جريدة الشرق الأوسط، العدد (7170) 22/3/19هـ – 16/7/98م
(8)جريدة الحياة، العدد (13070) 3/9/19هـ – 21/12/98م.
(9)انظر : رغيد الصلح، محاولات إسرائيلية جديدة لتحسين العلاقات مع إيران، الحياة، العدد (12662) – 30/10/97م.
(10) جريدة الأنباء، العدد: (7931) 16/6/98م عن لوس أنجلوس تايمز.
(11)تسفي برال، صوت إيران الآخر، جريدة هآرتس اليهودية، 14/12/97م.
(12) راجع : عبد الله الغريب، أمل والمخيمات الفلسطينية، ص: 160-167.
(13)صحيفة معاريف اليهودية، 8/9/97م.
(14) مجلة المشاهد السياسي، العدد (144) 13/12/1998م.

يتبع ....







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» مواقع - كتب - ومراجع لا غنى لك عنها في نقاش الروافض
»» نبذة عن الشيعة النصيرية وعقائدهم - الأستاذ عمر الزيد / فيديو
»» موسوعة العقائد والأديان مكتبة صوتية متكاملة
»» أفضل موقع لتحميل القرآن الكريم على الإطلاق بصيغة mp3 بنقاوة عالية جدا لقراء كثر
»» الرافضي الصفار يواصل هذايانه ويقول السنة أحلوا زواج مثل المتعة ولكن حذفوا إسم المتعة
 
قديم 01-03-05, 07:44 PM   رقم المشاركة : 4
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


حمله كاملا على ملف وورد من هنا

http://www.albainah.net/items/Wailon%20Lel%20Arab.zip







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» أخي المرسال
»» الكافي عرض ونقد
»» مكتبة متكاملة في العقيدة والتفسير والحديث والتاريخ للتحميل
»» شيعة الكويت والخليج عموما وعلاقتهم بإيران ( للأستاذ عمر الزيد ) حلقة قوية - فيديو
»» حكم قضائي بريطاني بسجن شيعي لتحريضه على جلد النفس بالجنزير في عاشوراء
 
قديم 01-03-05, 06:41 PM   رقم المشاركة : 5
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


إيران والتقارب العربي

إنه لمن المخزي حقيقة، انقلاب الولاءات بهذه الصورة الفجة القبيحة، بحجة أنه من السياسة أن لا عداوة مطلقة دائمة، ولا صداقة مطلقة دائمة، وكفى بهذه القاعدة شراً، تصادمها مع أصول ومبادئ الولاء والبراء التي أرساها الشرع الحكيم، من أن الولاية الدائمة لأهل الإسلام الصحيح، وأن العداوة والبراءة من المشركين والكفار وأهل البدع. وإنه لمن العجب ذلك الاستخفاف بعقول الشعوب، بمن فيها من علماء ومفكرين وإعلاميين وتجار وعامة، استخفاف يقلب الصديق عدواً والعدو صديقاً، بل وفرض هذا التحول السياسي عليهم وجعله بمنزلة الإلزام والوجوب، فأي ضحك على هذه الشعوب، حين لا تسمع عشرات السنين إلا قاموس العداوة والبغضاء والكراهية تجاه الدولة الإيرانية، فإذا الناس تتفاعل وتتشكل مفاهيمها، وأفكارها وكتاباتها وأحاديثها مع هذا القاموس الرسمي. ثم فجأة يُطوى هذا القاموس ويُفرض على الناس أن تطوي معه كل ما تشكل في نفوسها وأفكارها وحتى أحاديث الهمس بينها، ويجبرون على التحول الجذري والقصري إلى القاموس المضاد من الود والمحبة والتعايش الأخوي وبدء صفحة جديدة ونسيان الماضي.

ومنذ أعوام قليلة كانت اللهجة في غاية الحدة وهو ما يظهر من هذا النموذج. يقول د. عثمان الرواف، في مقالة بعنوان: كيف نقرأ التوجهات الإيرانية في الخليج: 1 - بعض القيادات السياسية الإيرانية المتطرفة لم تزل تتمسك بمبدأ تصدير الثورة وتدعو بشكل علني إلى مواجهة وتحدي دول مجلس التعاون تمهيداً لإقامة أنظمة إسلامية ثورية متطرفة فيها.

2 - وفئة أكبر من القيادات الإيرانية - كما ذكرنا سابقاً - تُحمّل دول مجلس التعاون مسئولية الهزائم التي ألحقها العراق بإيران خلال حرب الخليج الأولى.

3 - ومجموعة من القيادات الإيرانية بما فيها بعض القيادات الرسمية غير المتطرفة تُحمّل دول مجلس التعاون أيضاً مسئولية وجود القوات الأمريكية في الخليج وترى في وجود هذه القوات تهديداً مباشراً للمصالح الإيرانية وتحجيماً لدور إيران العسكري في الخليج.

4 - كما أن بعض هذه القيادات تعتبر دول مجلس التعاون مسئولة - بسبب سياساتها البترولية ـ عن مشاكل إيران الاقتصادية الحالية.

5 - وبعض القيادات الإيرانية، وبالرغم من الثوب الديني الذي تلبسه والخطاب الإسلامي الذي تتبناه تحمل شيئاً من العداء لدول مجلس التعاون مدفوعة بالاعتبارات القومية الفارسية التي كانت مسئولة في السابق عن توتر علاقات إيران الشاه بدول المجلس بين الفترة والأخرى.
6 - وأخيراً فإن بعض القيادات الإيرانية - ذات الأفق المذهبي الضيق - تحمل توجهات غير ودية أو توجهات معادية لدول مجلس التعاون بسبب الخلاف المذهبي القديم وتعتقد هذه القيادات - مخطئة - أن بإمكانها الاعتماد على تعاطف الشيعة من أبناء دول مجلس التعاون معها. وإذا تأملنا في الأسباب الستة المستعرضة للعداء الإيراني المحتمل والظاهر أحياناً نحو دول مجلس التعاون، وجدنا أن ثلاثة منها ترتبط بتوجهات أيديولوجية أومذهبية أو قومية تنبع من القيادات السياسية الإيرانية نفسها، والأسباب الثلاثة الأخرى - والخاصة بدعم دول المجلس للعراق ووجود القوات الأمريكية في الخليج، وبالمشاكل الاقتصادية الإيرانية - فإنها ترتبط باعتبارات تُحمّل إيران مسئوليتها لدول المجلس(1).

أما إن حاولنا أن نجري مقارنة بين هذا الكلام وبين كلام اليوم، فإن الواقع سيخجل من هذه المقارنة. وقد نوافق على هذا التحول، لو كان القاموس الأول مخالفاً لأسس الشرع الحكيم، وقواعد الدين ومفاهيمه الصحيحة، نوافق لكي نعود إلى صوابنا في تصحيح مفهوم الولاء والبراء، ونوافق على ذلك إن كان الطرف الآخر يمارس مع شعبه هذا التحول الإجباري لرده لطريق الحق، وهذا ما لم يحدث، ولن يحدث مع الروافض أبداً. لقد انقلبت إيران بين عشية وضحاها من مهددة لأمن المنطقة بأطماعها الفارسية التوسعية، ومحاولاتها زعزعة استقرار المنطقة، والعمل على قلب أنظمة حكمها، وتصدير الثورة، انقلبت إلى الجارة الكبرى، والقوة التي يجب أن يكون لها دور في ترتيب أمن المنطقة، ولا بد من طوي صفحة الماضي، بكل ما فيها من قواميس اللعائن وبنوك الأموال التي ضخت للعراق لإيقاف أطماعها. وحسبوا أن إيران تتسامح وتصفو مثلما هي الأخلاق العربية الكريمة!! لقد جاء التحول في العلاقات العربية الإيرانية سريعاً وجذرياً بشكل يدعو إلى القلق والخوف، من سرعة تنفيذ ما جاء في خططهم الخبيثة. إن الموقف العربي الجديد مع إيران جاء مفاجئاً وسريعاً، ومتزامناً كذلك مع التقارب الأمريكي والغربي الإيراني، فهل كانت هناك نصائح وتوجيهات بالإسراع العربي إلى إيران، من غير تأن ولا نظر في العواقب كما هي العادة في القرارات المصيرية، التي لا يدفع ثمنها إلا الشعوب، يجئ التقارب العربي مع إيران بدون معرفة الأهداف ولا الدوافع إن قارنّا بينه وبين أهداف الغرب ويهود، فواعجباً من أمة ضحكت من جهلها الأمم. فمع مطلع العام 1997م، وقبل انتخابات الرئاسة الإيرانية، أفصحت إيران عن سياسة جديدة تجاه دول الخليج. وفي زيارته للسعودية في مارس 1997، أشار علي أكبر ولايتي، وزير الخارجبة الإيراني السابق، إلى أن فصلاً جديداً في علاقات حسن الجوار والود مع المملكة العربية السعودية قد بدأ، مؤكداً أن إيران لا تسعى إلى الصراع والهيمنة، داعياً إلى إقامة هيكل أمني خليجي يقوم على أساس التعاون بين إيران ودول الخليج العربية. وفي نوفمبر من العام نفسه بعد تولي خاتمي الرئاسة، قام كمال خرازي بزيارة لدول الخليج، أعاد فيها طرح فكرة إقامة منظومة أمنية مشتركة، تضم إيران ودول الخليج، كما دعا علي شمخاني وزير الدفاع الإيراني، إلى إقامة هيكل أمني خليجي، وإلى تبادل وجهات النظر في شأن القضايا العسكرية والدفاعية والأمنية بين دول المنطقة، مؤكداً أن الاستراتيجية الإيرانية تضع السعودية على رأس الدول الخليجية التي تسعى الجمهورية الإسلامية إلي أن توثق علاقتها معها وتصل بها إلى مرحلة من التعاون الشامل. كما كانت هناك العديد من الزيارات لمصر وفتح صفحة جديدة معها، طوت مصر بها الاتهامات القديمة من أن إيران وراء محاولة اغتيال رئيسها في أديس أبابا، والدعم المستمر للإسلاميين فيها، وفي لقائه مع الوفد الصحفي الإيراني الذي ضم رؤساء تحرير سبع صحف إيرانية، قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى: إن إيران دولة كبيرة ومهمة ومحترمة، ولها مكانها في هذه الخريطة، فهي جزء مهم من الشرق الأوسط، وإن العلاقات معها سوف تستأنف في وقت أقصر مما يتصوره المتشائمون!!(1) وكانت زيارات أخرى لدول أخرى، وفي المقابل لم نرَ أي تحول حقيقي من الجانب الإيراني، أو تقديم تنازلات أو اعتذارات عما بدر منها في الفترة السابقة، ولنأخذ أمثلة على ذلك:

أ ـ المناورات العسكرية: قبل أيام من قمة مجلس التعاون الخليجي التاسعة عشر والتي عقدت في الإمارات، بعث الإيرانيون برسالة مهمة تستعرض فيها قوتها بمناورات عسكرية ضخمة براً وبحراً وجواً، وشارك فيها ما يزيد على نصف مليون رجل، وجرت على مقربة من حدود مجلس التعاون، وبرغم إعلان إيران أنها تبعث برسالة تحية وسلام إلى دول المجلس بمناسبة القمة، إلا أن الرسالة كانت واضحة، حيث فضل الإيرانيون إرسالها عبر ست طلقات مدفعية في بداية مناوراتها(2) أي طلقة تحية لكل دولة!!

ب- البحرين : وهي الدولة الصغيرة التي زُرع الشيعة فيها لتشكيل الأغلبية السكانية. وفي غمرة الحديث عن التقارب الإيراني مع العرب ألقت السلطات البحرينية القبض على مجموعة يقودها لبناني شيعي، يدعى مهدي شحاده قام بتدريب عناصر شيعية بحرينية في جنوب لبنان على أيدي حزب الله للقيام بأعمال تخريبية فـــي البحـــرين، وقـــد أرســـل الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، برسالة إلى رئيس الوزراء اللبناني، تتضمن بيانات مفصلة عن النشاط المعادي للبحرين الذي يمارس انطلاقاً من جنوب لبنان(1). ثم كان هناك حوار مع الشيخ خليفة يقول فيه: لا شك أن تطبيع العلاقات مع إيران يساعد كثيراً على أن تصبح المنطقة خالية من بؤر التوتر والقلق ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة(2).

ج - الجزر الإماراتية : أيضاً وفي غمرة الحديث والسعي الحثيث للتواصل والتقارب مع إيران، وبعد انتهاء القمة الخليجية الأخيرة لعام 1419هـ - 1998م كان لإيران موقف واضح من قضية الجزر. ففي السنوات الأخيرة عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون دوراته خلال ديسمبر الذي يتميز بأجواء باردة نسبياً في منطقة الخليج، وحرصت البيانات الختامية على تأكيد أحقية الإمارات في جزرها الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى)، وحرص قادة المجلس على تجديد دعواتهم للطرف الثاني لجهة حل الموضوع سلمياً، إلا أن إيران لا تترك هذه المناسبة إلا لتصعيد لهجتها لجهة أحقيتها في الجزر الثلاث، واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي والسيادة الإيرانية. الموقف الإيراني الجديد القديم يدخل بتصريحاته عقب كل قمة أمر الجزر في نفق مظلم سيظل يفرز تداعياته التي تحول دون انطلاقة مأمولة لتفعيل التعاون على ضفتي الخليج. وإن كان قادة التعاون في دعوتهم للحل السلمي لم يشترطوا إلا أن يكون وفق قواعد ومبادئ القانون الدولي!! بما في ذلك إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية، فإن إيران في المقابل تمارس سياسة الأمر الواقع بالقوة، وتعمل دون ملل في إقامة منشآت إيرانية بهدف تغيير التركيبة السكانية في الجزر الثلاث. الموقف الإيراني الذي تتصاعد حدته متزامناً مع القمم الخليجية أو تعليقاً على بياناتها الختامية لم يترك أي مساحة للتحرك، ولم يترك مجالاً لتفعيل أو تشاور حول وجهة نظر الطرف الآخر، فقد سعت الإمارات إلى منظمة الشرعية الدولية وتحاورت مع كوفي أنان، وكرر الشيخ زايد غير مرة تأكيده للمساعي السلمية، إلا أن إيران باتت ترفض حتى الوساطة، وترفض وجودها، مقتصرة رؤيتها السلمية على مفاوضات ثنائية لا يتدخل فيها أحد، وهو ما دعا الخطاب الإعلامي الإماراتي ليسأل: عن أي مفاوضات تكرس احتلالها للجزيرة، أم مفاوضات تؤكد استمرار تغيير التركيبة السكانية لفرض أمر واقع مستقبلاً؟.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية صرح للوكالة الإيرانية الرسمية معبراً عن طبيعة التوجهات الإيرانية الرامية لتعقيد المشكلة وليس حلها، فقال إنه يأمل في أن تقبل الإمارات عرض إيران لإجراء محادثات دون شروط مسبقة. وحين عرض أنان والذي قيل إنه اتصل هاتفياً من أبو ظبي بالعاصمة الإيرانية في التوسط باعتباره أميناً عاماً لمنظمة دولية، تتمتع فيها إيران والامارات بالعضوية، رفضت إيران وجددت رفضها لأي وساطة دولية حتى وإن كانت من قبل الأمين العام والذي لجأت إليه مراراً في أزماتها مع الجار العراقي وناشدته غير مرة التدخل والمنظمة بشأن الممارسات العراقية. الموقف الإيراني على هذا النحو حَدَا بوزير الخارجية الإماراتي راشد عبد الله النعيمي ليؤكد تعليقاً على التصريحات الإيرانية أن الإمارات عاجزة عن فهم موقف إيران وقال إننا فوجئنا بصدور بيان إيراني يتحدث عن تفاوض حول مسائل عالقة(1). ومع كل هذا التعنت الإيراني مع دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي لا تبالي بقية الدول، وتواصل المسارعة وعقد اللجان المشتركة لتوثيق التقارب. وقد أحسن الكاتب الإماراتي حيث ذكر قومه وقال:

يذكرنا جيراننا الإيرانيون بقصة الصياد الذي اغرورقت عيناه بالدمع وهو يذبح عصفوراً بعد اصطياده. كان عصفوران على غصن شجرة يراقبان المشهد. فقال الأول للثاني: انظر إلى دموع الصياد، إنه حزين على أخينا العصفور الجريح! أجاب الثاني: لا تنظر إلى عينيه.. انظر إلى ما تفعل يداه. وهكذا هؤلاء الجيران. يريدون من دول وشعوب المنطقة أن تحكم على سياساتهم من أقوالهم لا مما تفعله أيديهم أو يزخر به واقعهم من معطيات، هي التي توجه في النهاية القرارات والسياسات. لذلك يستطيع جيراننا الإيرانيون أن يهتفوا صباح مساء بأنهم لا يشكلون مصدر تهديد للأمن في الخليج، وأن ينشئوا من أجل ترويج هذه «المعلومة» الخطب السياسية والدينية وافتتاحيات الصحف، وأن يعقدوا حتى مؤتمرات ترتدي مسوح الدراسات والبحوث، علماً أن دول وشعوب المنطقة تتمنى فعلاً أن لا تشكل إيران مصدر تهديد للأمن في الخليج، وتريد فعلاً أن تصدق ذلك، لكن الأمنيات شيء وواقع الأشياء الإيرانية شيء آخر. يعتد جيراننا الإيرانيون في نفي حديث الخطر على أمن الخليج بالتحول الثوري الذي شهدته إيران قبل عشرين عاماً، ويطرحون عشرات الفروق بين نظام الجمهورية الإسلامية والنظام الشاهنشاهي «المقبور» كما يحبون وصفه. لا شك أن التحول الذي شهدته إيران ضخم، وأن فروقاً عدة وعلى أصعدة عدة حدثت مع ولادة الجمهورية الإسلامية. لكن لا تغير البشر ولا تغير النظم يغير حقائق الجغرافيا ـ السياسية، ولا الموروثات التاريخية ولا العقائد السائدة! وأي دارس لتصورات إيران لمنطقة الخليج في عهدي الإمبراطورية والجمهورية ـ ويمكن الرجوع إلى ما قبل ذلك ـ يكتشف بسهولة أنه لا تغير في هذه التصورات؛ وأنها ذات طبيعة استراتيجية حاكمة، وأن ما يتغير فقط هو أدوات تحقيق التصور ووسائل إنجازه. والتصور الإيراني لمنطقة الخليج هو باختصار أن «الخليج فارسي، وتختص إيران بالدور الرئيسي في تأمينه وأمنه». وفي إيران قناعة متجذرة بفكرة «القوامة الإيرانية على الخليج وضرورة الهيمنة على نظمه وهياكله الأمنية». وهذه القناعة قديمة انتجتها خبرة إيران التاريخية وغذتها عناصر التوازن الإستراتيجي في إقليم الخليج، والطبيعة الأيديولوجية للنظام التي انتقلت من المحتوى القومي (الفارسي) ـ العلماني في عهد أسرة بهلوي إلى المحتوى الديني ـ القومي (الفارسي) في عهد الجمهورية الإسلامية(1).

إن إيران تصر على إبقاء الجزر بيدها لتكون التكأة التي تعتمد عليها في تصعيد أي توتر تريده في المنطقة بعد ذلك، فإن حُلت قضية الجزر وسُلمت للإمارات، يصبح أي تصعيد جديد لا مسوغ له، وما دامت في يدها أوراق تضغط بها على المنطقة، فلماذا تتخلى عنها؟ إذن، فعن أي تقارب يتحدثون وإلى ماذا يسارعون، والقوم على مبادئهم ثابتون وفي غمرة الدعوات للتقارب لم يتنازلوا، بينما يقدم قومنا كل يوم ماء وجوههم وكرامتهم ودماء شعوبهم وأموالهم بلا وعي ولا فهم، وكأني بالقوم يساقون إلى المذبحة، ويحسبون أنهم سيسلمون.


___________________

(1) مجلة اليمامة السعودية، العدد (1394) 6/10/1417هـ. (1) مجلة الأهرام العربي، العدد: (88) 10/8/19هـ ـ 28/11/98م. (2) مجلة الأهرام العربي، العدد: (90) 25/8/19هـ ـ 12/12/98م. (1) انظر : جريدة الحياة،العدد (13051) 8/8/19هـ - 27/11/98م. (2) مجلة الوسط، العدد (353). (1) جريدة الأنباء،العدد (8109) 22/8/19هـ - 11/2/98م. (1) علي يوسف السعيد، جريدة الخليج الإماراتية، العدد: (7177) 25/9/19هـ ـ 12/1/99م.

يتبع ....







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» محاضرات تعرف على الصوفية للشيخ عبد الله بن بدر عباس
»» حمل كتاب حقيقة إنتصار حزب الله للشيخ محمد سرور زين العابدين
»» من هذا المفترى عليه ( صورة )
»» الأحبة الأعضاء السنة تفضلوا هنا لو سمحتم
»» لبيك اللهم لبيك / موقع رائع عن الحج
 
قديم 01-03-05, 06:55 PM   رقم المشاركة : 6
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


قصة الحرب القادمة

قبل الحرب القادمة: مما سبق يتبين مدى كراهية دولة الإثنى عشرية لأهل السنة على مدار التاريخ، ويتضح مدى تآمرهم وتعاونهم مع الكفار للقضاء على أهل الإسلام. لكن حالة التعاون الجديدة هذه لا تمنع من كراهية أهل الكفر لهم، لأنهم يعتبرونهم من جملة المسلمين فيستخدمونهم أداة لتنفيذ ما يريدون ثم بعد ذلك يستديرون عليهم، وهذا حاصل ومشاهد عبر التاريخ، فيا ترى هل سيعيد التاريخ نفسه مع الدولة الإيرانية المعاصرة، بعد هذا التعاون الواضح مع الغرب وهذه المؤامرة على المسلمين، قد لا يعيد التاريخ نفسه بصورة مطابقة، ولكن سنة الله ـ عز وجل ـ لا تتبدل ولا تتحول {وإن عدتم عدنا} وقد تكررت صور من ذلك عبر التاريخ ونذكر نموذجين لذلك. 1 - الوزير بن العلقمي : يقول عنه الإمام الذهبي : «وحفر للأمة قليباً فأُوقع فيه قريباً، وذاق الهوان وبقي يركب وحده، بعد أن كانت ركبته تضاهي موكب السلطان، فمات غماً وفي الآخرة أشد خزياً وأشد تنكيلاً»(1).

وذكر أن هولاكو استدعاه، فلما مثل بين يديه سبّه ووبخه على عدم موافاته لمن هو غذي نعمته، وأمر بقتله فقتل، وقيل لم يقتل، وذكر «السيوطي» أنه صار معهم - أي التتار - في صورة الغلمان، وأنه مات كمداً(1).
يقول ابن الوردي أراد ابن العلقمي نصرة الشيعة فنصر عليهم، وحاول الدفع عنهم، فدفع إليهم وسعى ولكن في فسادهم، وعاضد ولكن على سبي حريمهم وأولادهم، وجاء بجيوش سلبت النعمة، ونكبت الإمام والأمة، وسفكت دماء الشيعة(2). 2 - شاه إيران : لم يكن الشاه أحسن حالاً من ابن العلقمي، بل كانت حالته أبلغ في السوء، فلقد كان امبراطوراً ولم يكن وزيراً، وأهانه الغرب إهانات بالغة، فقد سئل الجنرال ربيعي رئيس أركان الجو الإيراني قبل إعدامه عن دور الجنرال هويزر - نائب رئيس أركان القيادة الأمريكية في أوربا - فقال: لقد ألقى الجنرال هويزر بالإمبراطور خارج هذا البلد كما يلقى الفأر الميت(3). وعندما أحس بالمؤامرة التي تحاك لعزله قال بلهجة يائسة: آه .. هؤلاء الساسة الغربيون لا يمكن التكهن أبداً بما يفكرون. وما صورة لجوئه إلى مصر حسيراً ذليلاً بغائبة عن الأذهان.

ولقد ذكرنا هذه المقدمة وهذه الصور السريعة لتقودنا إلى الخطوة القادمة للغرب مع إيران والتي سوف يستخدمها لمحاولة القضاء على المسلمين، ثم بعدها يقضي على إيران نفسها برغم كل ما قدمته من تعاون وتجاوب. سيناريو الحرب .. بين الخيال والواقع: جاء هذا التصور من خلال كتاب «الحرب المقبلة» لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق «كاسبر واينبرجر» الذي مكث في الوزارة سبع سنوات في عهد «رونالد ريجان «وهو صهيوني مشهور، وحاصل على وسام الصليب الأكبر، وإن كان الكتاب صِيغ على أنه من كتب «الخيال العلمي !!» إلا أن ذلك ينتفي عنه بسرعة، نظراً للموقع الهام الذي يشغله صاحبه في مركز صناعة القرار العسكري الأمريكي، واطلاعه على تفاصيل ودقائق خطط البنتاجون. ولقد كانت حرب الخليج أو تحرير الكويت خيالاً قبل وقوعها ولم ينتبه أحد ولم يعتبر، بل لقد تم التشكيك في هذه الأفلام التي صورت الحرب بتفاصيلها، وشاهدها الناس.

فقد كتبت مجلة العربي الكويتية في عدد إبريل عام 1988م تحقيقاً بعنوان: العربي في هوليود، قالت فيه: إن أي شخص يعرف ولو قدراً ضئيلاً من المعلومات عن الوطن العربي لا يمكن أن يُظهر القوات العراقية، وهي تصب حممها على الكويت، فالكويت والعراق قطران عربيان جاران، كما أن الكويت لم تطلب أبداً مساعدة القوات الأمريكية لمواجهة قوات عربية حليفة!!. كان هذا خيالاً وافتراضاً، ثم انقلب بنفس الصورة إلى واقع حقيقي، ومأساة لا تنسى. أما الحرب القادمة مع إيران، فلماذا يُستبعد وقوعها بالرغم من أن الطريقة التي طرحت بها، مثل أختها، وقد نشرت عدد من المطبوعات العربية ترجمة للجزء الخاص من الكتاب عن هذه الحرب(1) ومع أن هناك كثيراً من أوجه الشبه بين هذه الحرب الجديدة وحرب الخليج الثانية، فإن هناك أوجه خلاف كثيرة إضافة إلى الاستخدام المزدوج للأسلحة النووية فيها من قِبل إيران والولايات المتحدة. ففي حين فشل العراق في العام 1990/1991 في تحقيق أي نوع من الهيمنة على دول الخليج من ناحية ضغطه على هذه الدول لأجل تسعيرها النفطي وسياساتها الأخرى، يفترض الكاتب نجاح إيران في فعل ذلك في هذه الحرب، وكذلك فيما فشل فيه العراق في العام 1990/1991 في تفعيل أي من خلاياه الاستخبارية العاملة في أنحاء العالم لضرب المصالح الأمريكية ودول التحالف الأخرى التي اشتركت ضده في الحرب، يجعل الكاتب إيران تنجح في هذه الحرب في تفعيل هذه الخلايا وتقوم بعدة تفجيرات ناجحة في عدة مواقع أميركية مهمة تستخدم في إحداها متفجرة كيماوية صغيرة تحدث ضرراً هائلاً في مقر سوق الأسهم والسندات المالية الأمريكي الضخم في وول ستريت، وإذا كانت القوات الأميركية لم تنسحب من المنطقة حين احتل العراق الكويت في العام 1990، بل نشرت فيها أكثر من 750 ألف جندي، فإن إيران ـ

حسب سيناريو كاسبرو اينبرجر ـ ستجبر الولايات المتحدة في هذه الحرب على الانسحاب من المنطقة بتهديدها باستخدام سلاح نووي كانت قد طورته سراً وطورت معه صواريخ باليستية بمساعدة ثلاث دول أجنبية هي روسيا والصين وكوريا الشمالية. وسننقل هنا ترجمة مختصرة لهذه الحرب، ونقف خلال الاستعراض وقفات على بعض النقاط الهامة، لنربـط بين الخيـال والواقـع. يقول واينبرجر: في الواقع، كانت هناك أزمة تتفاقم في الخليج، وبدت الأحداث التي جرت في اجتماع أوبك وكأنها فقط أحدث دفعة من الوقود تم القذف بها على حريق يضطرم ببطء أوجدته وتغذيه طهران؛ فعلى امتداد القسم الأكبر من عقدين من الزمان كانت إيران في حالة سعي إلى تحويل الإسلام المؤسساتي والمجتمع الإسلامي بأسره على أمل إعادة إحياء إمبراطورية إسلامية، وكان هذا الأمر بمثابة طموح واقعي بالنسبة لهذه الدولة الضخمة (إيران) والتي هي موطن أكبر عدد في العالم من المسلمين الشيعة، والهيمنة كانت جزءاً من تاريخها. فإيران كأمة لديها تراث امبراطوري يرجع تاريخه إلى العام الألف قبل الميلاد، وبإمكان بلاد فارس أن تزعم أن لها هوية قومية تمتد في عمق التاريخ حتى الإمبراطورية القديمة لسايروس الأكبر (ü) وداريوس الأول، وهي الإمبراطورية التي امتدت مع مطلع القرن الخامس قبل الميلاد من الهند وحتى حدود اليونان وليبيا كما نعرفهما في العصر الحديث. وفي العام 1979 تداخل تاريخ هذه الامبراطورية مع أصولية إسلامية ثورية. وقدم التطرف الإسلامي أيديولوجية من أجل حشد الجماهير كما قدم صفوة أكثر شباباً راغبة في قيادة ثورة. وقد أدت النداءات الداعية إلى الجهاد الإسلامي إلي عزل طهران عن معظم العالم. وكانت هناك عوامل فاعلة في المنطقة تعمل في مصلحة إيران من أجل إعادة بناء الإمبراطورية البائدة؛ فانهيار العملاق السوفياتي أزال قوة عسكرية فاعلة من على الحدود الشمالية لإيران الأمر الذي أدى إلى توسيع نطاق نفوذها ووضع حاجز وقائي (تركمانستان) بين إيران وروسيا، وكانت هذه هي المرة الأولى خلال ما يزيد عن قرن من الزمان التي لا تشترك إيران فيها مع روسيا في حدود مشتركة.

في سيناريو وزير الدفاع الأميركي السابق تبدأ هذه الحرب الخليجية الجديدة بعد مشادة بين وزير النفط الإيراني، واسمه غير حقيقي كما هو الحال في شخوص هذه الحرب التخيلية، هو هشام أكبر محتشمي، وبين وزراء نفط دول الخليج الذين رفضوا التجاوب مع طلباته بخفض إنتاج النفط ورفع أسعاره بفارق يغطي النقص في الإنتاج لصالح العائدات. الاقتصاد المنهار .. ذريعة الحرب : وهنا نقف لنقارن بين ما سطرته أحلام !! وزير الدفاع، وبين ما يسعى الإيرانيون لتحقيقه، ففي التحقيق الذي نشرته جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان: «انفتاح إيران في عهد خاتمي مهدد بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن تدهور أسعار النفط»(1) ما يمثل محاولة إقناع بتضخيم مشكلة النفط الإيراني، حتى تكون هناك ذريعة يتكئون عليها لبداية الحرب، وكان مما جاء في هذا التحقيق: يتدهور اقتصاد إيران العليل كل يوم، النفط الإيراني الذي يُعد بمثابة طوق النجاة هبط دون 10 دولارات للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 25 عاماً، مما أجبر الحكومة على تقليص الواردات وإنفاق بعض الاحتياطي، وإرجاء دفع الديون الخارجية. أدى ذلك إلى عواقب وخيمة للغاية شملت ارتفاع الأسعار وتدني الإنتاجية وركود النمو الاقتصادي.

ويشعر زعماء إيران بالعجز إزاء مشكلات البلاد التي تحبط سعيهم للبحث عن علاجات. ويقول رحيم أوسكوي، الاقتصادي البارز: إذا عجزت الحكومة عن حل المشكلات الاقتصادية فان هذه المشكلات ستطغى على الحكومة. واضطر خاتمي لتمويل الدعم لإجراءات الطوارئ من قبيل بيع النفط وهو في باطن الأرض، بقيمة مليار دولار، ومع هذا يتوقع أن تواجه إيران عجزاً كبيراً في الميزانية هذا العام 1998م والعام الذي يليه، مما سيرغمها على طباعة المزيد من عملات النقد الورقية. وتفاقمت مشكلاتها بتقييد معظم الواردات الذي ترك المصانع هامدة لعدم توفر المواد الأولية اللازمة للإنتاج وتحقيق العائدات. ومع ذلك، فإن فاتورة شراء الأغذية وغيرها من الواردات الضرورية، أو مدفوعات الديون الخارجية تزيد على الـ13 مليار دولار التي يتوقع أن تحققها إيران من مبياعاتها النفطية وغير النفطية هذا العام. نتيجة لذلك ستضطر إلى استهلاك قسم من احتياطياتها النقدية، وقد أوقفت سداد أقساط الديون الخارجية أواخر سبتمبر 1988م بما قيمته 9.5 مليار دولار لألمانيا وإيطاليا واليابان، رغم أن هذه الديون قد أُعيدت جدولتها منذ عام 1993م وتتفاوض الحكومة مع بنوك تلك البلدان لتمديد فترة السداد دون استبعاد أفق الاعلان عن تخلف السداد رسمياً.

وكما جاء في تحقيقات أخرى في مطبوعات مختلفة أن مصدر نفطي إيراني استبعد أن تغير إيران موقفها من تخفيضات الإنتاج وهي نقطة شائكة تعرقل اتخاذ أوبك خطوات جديدة لإنعاش أسعار النفط المتهاوية. وقال المصدر «كل النقاشات أو الإجراءات الرامية لدعم السوق مفيدة. ولكن في ما يتعلق بموقف إيران من مستوى الأساس الذي تستند إليه في خفض إنتاجها .. فلا مجال لتغييره». وتريد إيران أن تعلن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أنها تقيس حجم خفض الإنتاج الإيراني استناداً إلى إنتاج إجماليه 925،3 مليون برميل يومياً وليس 623،3 مليون برميل كما تقول وسائل الإعلام. وتركزت الأنظار على هذه النقطة بعد اتفاق وزراء نفط السعودية وفنزويلا والمكسيك وتمديد فنزويلا التزامها بخفض الإنتاج حتى نهاية عام 1999م. وقال وزير النفط المكسيكي لويس تيليز إن إيران عامل رئيسي في تقدم جهود انعاش أسعار النفط، وإن وزيراً من أوبك سيزور طهران قريباً لبحث مسألة الإنتاج. وحذر تيليز من أنه إذا تشبثت إيران بمستوى 925.3 مليون برميل يومياً كأساس لخفض الإنتاج فلن يكون ذلك متمشياً مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدريد.

من المهم لنا وللمنتجين الآخرين أن تلتزم إيران بأساس 6.3 مليون برميل. وقال المصدر الإيراني إن طهران ستلتزم حصة الإنتاج التي حددتها لنفسها ولن تغير موقفها حتى وإن وافق المنتجون على مزيد من الخفوضات. وشدد على أن إيران لن تغير موقفها وهو أمر واضح. وترى الأوساط الاقتصادية الغربية أن مشاكل إيران الاقتصادية والاجتماعية تتفاقم، خصوصاً أن عدد سكان إيران ارتفع الآن إلى 65 مليون شخص، 60 في المئة منهم في عمر أقل من 30 عاماً، وكلهم من طالبي العمل في ظل ظروف يخيم عليها مستوى تضخم يقدر بنحو 35 في المئة لعام 1998م، حسب المصادر غير الرسمية، في حين أن مستوى التضخم المعلن رسمياً هو 20 في المئة.

وتبعاً للأزمة الناشئة أصلاً من الهبوط الحاد في أسعار النفط وتراجع الإنتاج فإن الحكومة الإيرانية تواجه مشكلة نقص كبير في السيولة وعجز مماثل في الميزانية العامة للدولة يصل إلي 6 بلايين دولار تشكل في حقيقتها نحو ثلث الميزانية. وتضاعف الضرر بالهبوط الحاد في سعر صرف التومان (الريال) الإيراني أمام العملات العالمية والذي بلغ خلال أسابيع معدودة نحو 15 في المئة من قيمته الأصلية. واضطرت الحكومة الإيرانية إلى الاقتراض من البنك المركزي لسداد مرتبات الموظفين. غير أن الأوضاع بلغت مدى أسوأ من ذلك في القطاع الصناعي اذ اضطرت عشرات المصانع إلى إقفال أبوابها والتوقف عن العمل وصارت هذه الظاهرة تتكرر يومياً في حين أن عشرات الآلاف من العمال فقدوا وظائفهم وأعداداً أكثر منهم ما زالوا ينتظرون من يدفع لهم أجورهم المتأخرة.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية اضرابات وتظاهرات ومشاكل في الأسواق بسبب تراجع الطلب على البضائع. وستكون أزمة أسعار النفط محور زيارة للسعودية يقوم بها قريباً الرئيس الإيراني محمد خاتمي، في إطار تنسيق الجهود بين الرياض وطهران سعياً إلى رفع الأسعار وتالياً تعزيز الواردات، خصوصاً أن منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» تواجه مزيداً من الصعوبات في حل الأزمة. وقال السفير الإيراني لدى السعودية محمد رضا نوري إن الملك فهد بن عبدالعزيز وجه دعوة إلى الرئيس محمد خاتمي وقد قبلها. ويتوقع أن يزور المملكة العربية السعودية في غضون ثلاثة أشهر. وأضاف أن هناك مزيداً من المشاورات وإيران مستعدة لمساندة أي خطوة تساعد سعر النفط. وقد سلم السفير الإيراني رسالة من خاتمي إلى ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز هي الثانية في أقل من شهر.

وأوضح ديبلوماسي إيراني في الرياض أنها تدخل في إطار التشاور بين مسؤولي البلدين في شأن انهيار أسعار النفط الخام(1). وقد أصبح هناك تصعيد داخلي في إيران حول هذه القضية، حيث اتهمت صحيفة (جمهوري إسلامي الإيرانية) السعودية بارتكاب ما وصفته بخيانة في إطار الدول المصدرة للنفط(1).

وبطبيعة الحال فقد نفى السفير الإيراني في السعودية أن تكون الأخيرة هي المتسببة في انهيار أسعاره، وأكد على أن العلاقات بين البلدين قوية ومتينة!! . نعود للكتاب: يقول واينبرجر: في السادس من إبريل اجتمع وزير النفط الإيراني هشام أكبر محتشمي بمجلس الدفاع القومي وهو الهيئة الحكومية العليا المنوطة باتخاذ القرارات. وكان محتشمي قد عاد من جنيف خالي اليدين، لذلك كان يتعين على طهران الآن أن تقرر طبيعة تحركها التالي، وجلس الرئيس محمد منتظري على رأس المائدة متجهماً كتوماً، وكان منتظري يحلم منذ فترة طويلة بإقامة إمبراطورية إسلامية، فجميع المسلمين في نظره يشكلون أمة واحدة (الأمة الإسلامية)، ونظام حكمه هو الأداة التي سيستعملها الله سبحانه لتحقيق الوحدة النهائية للمسلمين. وهنا وقفة أخرى لمقارنة هذا الكلام عن حلم منتظري مع نص الوثيقة التي تقدم ذكرها، والتي يقولون في ختامها: إن الهدف هو فقط، تصدير الثورة، ونوحد الإسلام أولاً، وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول .. ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود!!.

ولا يسع المرء هنا إلا أن يتساءل: من الذي كتب الوثيقة .. ومن الذي وضع الكتاب!؟ فلا نكاد نجد فرقاً، فهل كان واينبرجر على علم بهذه الوثيقة وهذه الخطط السرية .. مجرد سؤال!!!. ويقول صاحب كتاب (الحرب القادمة): وكان مجلس الدفاع القومي يضم أكثر مستشاري الرئيس الإيراني ثقة، ومع ذلك كان يقوم عادة باتخاذ القرارات ذات العواقب الخطيرة دون استشارة، وإلى جوار منتظري جلس وزير الدفاع أكبر شمخاني. نعود للتذكير البريء جداً والخالي من سوء الظن والبعيد عن نظرية المؤامرة، فهذا الكتاب وُضع ونُشر وتُرجم إلى العربية قبل تولي الرئيس محمد خاتمي مهام الحكم، وقبل أن يختار وزرائه، وجاء خاتمي واختار علي شمخاني وزيراً للدفاع !! فهل هي صدفة محضة أم أن خاتمي عمل باقتراح واينبرجر ونقل خياله إلى واقع، خاصة وأن علي شمخاني من عرب إيران ومن بني تميم، وقد سئل: بالنسبة إلى كونكم من عرب إقليم خوزستان، هل يحمل تعيينكم وزيراً للدفاع رسالة ما إلى دول المنطقة؟. فأجاب شمخاني: توجد حساسية تجاه هذا الموضوع، ولكن ليتأكد الجميع نحن لا نفرق، ولكننا مهتمون بأمور المسلمين العرب بشكل خاص!! وبالتأكيد فإن لهذا التعيين وغيره من الخطوات علاقة باهتمام إيران بتطوير علاقاتها مع الدول العربية خصوصاً في المنطقة(1).

كما أن هناك تذكير بريء آخر، فقد حدد واينبرجر اسم وزير الدفاع الأمريكي وقتها بـوليام وقد اختار الرئيس الأمريكي كلينتون وليام كوهين وزيراً للدفاع في ولايته الثانية وبعد صدور الكتاب أيضاً!! ويفاجئنا واينبرجر بإدراكه بهدف الخطة الخمسينية للروافض في إيران حين يقول: إن إيران نجحت في الآونة الأخير بعد وفاة آية الله الخميني في تبني سياسة تقوم على محورين: مواصلة العمل على تحقيق الطموح الإيراني بإقامة الإمبراطورية الإسلامية بقيادة إيران، مع اتباع نهج براجماتي في التعامل مع دول المنطقة لتسهيل تحقيق الهدف الأول!! . ونكمل الاجتماع الإيراني كما جاء في الخيال: قام محتشمي بإعطاء تقرير موجز عن المداولات التي تمت في جنيف، وقال إنه سلك جميع السبل الممكنة مشيراً إلى أن ساعات من محاولة الإقناع أعقبتها تهديدات شفهية وإهانات لم تتمخض عن أي شيء. وأضاف محتشمي قائلاً إنهم لا يخشوننا، بل يعتقدون أن كل هذا ما هو إلا تهديدات خاوية. وبدا منتظري محتقناً بينما كان الغضب يتأجج في داخله، وأخذ يستدير يمنة ويسرة بكرسيه الدوار في انتظار أن ينتهي وزير النفط من إلقاء تقريره. [ العلماء الروس في خدمة إيران ] : كان من الواضح أن الرئيس يشعر بالإهانة من جراء رفض بعض الدول المجاورة الأخرى أن تنصاع لمطالبه الجائرة في جنيف، وكرد فعل على ما سمعه قال: «سيتعين علينا أن نُعلم إخواننا خطورة وجدية هذا الأمر، ثم استدار إلى أحد مساعديه وقال: أدخله إلى هنا.

وعلى الفور انتاب الجميع الفضول بشأن هذا الزائر الكهل، فقد كانت هناك إشاعات متواصلة داخل الدوائر الحاكمة حول برنامج أسلحة نووية، إلا أن مجلس الدفاع القومي لم يناقش هذا الأمر أبداً من قبل. أما الأشخاص الوحيدون الذين كانوا يعلمون بوجود هذا البرنامج فهم الرئيس منتظري ووزير الدفاع شمخاني وآية الله مرتضى، فإيران كانت قد جلبت إلى أراضيها عدداً من العلماء الأجانب ليعملوا على إتمام المشروع وكان الأبرز بين هؤلاء إيغور فلاديموروف، وهو خبير روسي في مجال أنظمة الصواريخ انتقل إلى إيران في العام 1992.

انصرف المساعد الشاب إلى خارج القاعة مسرعاً ثم عاد بعد لحظات ومعه رجل كهل يرتدي حلة رمادية اللون، كان هذا الرجل يبدو غريباً على المكان بشعره الأشقر غير المصفف وملامحه السلافية، وعلى الرغم من ذلك يُعامل باحترام غير عادي من جانب أولئك الذين كانوا يعرفونه. وعلى الفور نهض وزير الدفاع من مكانه ليرحب به قائلاً : إنه لأمر طيب أن أراك مجدداً يا صديقي، ثم أرشده إلى كرسي على طاولة الاجتماع. وأضاف قائلاً بالنسبة لأولئك الذين لم يحظوا بشرف التعارف، اسمحوا لي أن أقدم لكم وأعرفكم على السيد إيغور فلاديموروف، وعلى الرغم من أنكم لا تعرفونه فإن كُتُب تاريخنا سوف تقول أشياء عظيمة عنه. فلاديموروف يتميز ببراعة وذكاء شديدين منذ صغره، فعندما بلغ سن الواحدة والعشرين وقع الاختيار عليه، نظراً لكفاءته العالية للعمل لمصلحة مكتب التصميمات المركزي الروسي في مجال أنظمة الصواريخ والتوجيه الخاصة بترسانة الأسلحة النووية المتشعبة التابعة للكرملين. ونظراً لأن فلاديموروف كان قد تلقى دراسته تحت إشراف إس بي كورليف، أشهر مصممي الصواريخ السوفيات، فإنه أصبح أسطورة في مجال تصميم الصواريخ النووية الروسية، كما أسهم بدرجة كبيرة في تصميم أول جهاز تعزيز سوفياتي للصواريخ التي تعمل بالوقود الجاف.

وفي ظل النظام الشيوعي كان فلاديموروف يحيا حياة لائقة حيث كان يتمتع بميزات خاصة لأنه كان جزءاً من الصفوة، بيد أن تفكك الاتحاد السوفياتي وضع نهاية لعالمه الخاص، فقد أصبحت الحياة شاقة وتدهور الراتب الذي يتقاضاه إلى أن وصل إلى ما يعادل 12 دولاراً أميركياً شهرياً. ونظراً لحالة اليأس هذه فإنه لم يتوان عن انتهاز فرصة الانتقال عندما بدأت طهران عملية البحث عن علماء روسيين مع إعطاء وعود بأموال ضخمة. كما تبعه إلى إيران فريق من زملائه الذين كانوا يعملون في مكتب التصميمات المركزي الروسي، جرى كل هذا في العام 1992، أما الآن وبعد مرور سبع سنوات، فإن هذا الفريق من العلماء توصل إلى نتائج، وحان الوقت كي يأخذ مجلس الدفاع القومي علماً بها. نعود للواقع لنقف على مفاجأة أخرى، ففي تقرير مطول نشرته صحيفة الشرق الأوسط(1) تحت عنوان: عملاء إيرانيون يجوبون مدن روسيا وآسيا الوسطى وراء واجهات تجارية، طهران تستقطب علماء الاتحاد السوفيتي السابق لمساعدتها في مجال الأسلحة الجرثومية. وكان مما جاء في التقرير: كشف العلماء السوفييت والمسئولون الأمريكيون أن إيران تطوف بالاتحاد السوفيتي السابق بحثاً عن العلماء الذين عملوا في المعامل المرتبطة ببرنامج موسكو للحرب الجرثومية، ونجحت في توظيف بعض منهم للعمل في طهران، وأجرى مسئولون إيرانيون يعملون مباشرة مع قيادة بلادهم اتصالات بعشرات من العلماء الذين يصنعون أسلحة جرثومية، وعرضوا مرتبات تصل إلى خمسة آلاف دولار شهرياً على علماء يحصلون على مرتبات أقل من ذلك بكثير سنوياً في بلادهم التي يزداد اقتصادها تدهوراً، وذكر العلماء الروس أن معظم هذه العروض رُفضت، إلا أنهم اعترفوا أن خمسة على الأقل من زملائهم ذهبوا للعمل في إيران في السنوات الأخيرة، بينما قَبِل آخرون عروضاً تسمح لهم بالبقاء في روسيا، وإجراء بحوث لصالح طهران، وأكد أكثر من عشرة من الخبراء السابقين في الحرب الجرثومية في مقابلات صحفية في روسيا وكازاخستان وجود اتصالات مع إيران، وقال اثنان أنه طُلب منهما مساعدة إيران في تصنيع أسلحة جرثومية ا هـ والتقرير به تفاصيل طويلة ..

وتحاصرنا الأسئلة مرة أخرى، حول معرفة واينبرجر بهذا التعاون مع العلماء الروس بكل هذه التفاصيل الدقيقة خياله الخصب !، ولماذا هذا الصمت المطبق حتى اقتراب موعد الحرب التي حددها!؟. ونعود إلى فلاديموروف في الاجتماع: طلب منتظري من فلاديموروف أن يقوم بوصف للوضع الذي انتهى إليه برنامج الأسلحة وبلغة إنكليزية ركيكة حيث إنه لا يتحدث الفارسية وصف فلاديموروف التقدم الذي حققه في عبارات قصيرة وواضحة قائلاً : لدينا الآن ثلاثة صواريخ جاهزة للعمل يبلغ مداها 2500 ميل، ونظام الدفع الخاص بهذه الصواريخ هو الوقود الصلب الذي يسمح لنا بمرونة أكبر. لقد قمنا بتطوير نظام توجيه بالقصور الذاتي يوفر لنا دقة في التوجيه تبلغ جزءاً من ستة عشر جزءاً من الميل البحري، وهذه الأنظمة مثبتة على منصات إطلاق متحركة تسمح لنا بحمايتها بفعالية أكثر، وكل صاروخ من هذه الصواريخ مجهز بحيث يحمل رأساً نووياً بقوة مئة كيلو طن أو عاملاً كيماوياً أو بيولوجياً، ولدينا العديد من الرؤوس الحربية الجاهزة للتركيب. والواقع أن جهود طهران الرامية إلى تطوير ونشر ترسانة نووية لم تكن خافية على العرب، وللأسف فإن الولايات المتحدة لم تتمكن مطلقاً من عرقلة تدفق سيل التقنيات المتعلقة بالتصنيع النووي والضرورية بشدة لبرنامج الأسلحة الإيراني.

وعندما قامت كل من الصين وروسيا ببيع مكونات نووية وصاروخية لطهران فإن واشنطن لم تفعل أكثر من تسجيل عدد من الاحتجاجات الديبلوماسية، كما أن الشركات الألمانية والفرنسية التي كانت قد أنشأت مفاعلات نووية في إيران استمرت في تزويد هذه المفاعلات غير العسكرية بالدعم التقني ولم تواجه أي عقوبات من جانب الولايات المتحدة. كان منتظري سعيداً للغاية بتقرير فلاديموروف، ثم استدار إلى مجلس دفاعه الوطني قائلاً: لقد أطلقنا على هذا السلاح الجديد اسم "ذو الفقار"، وهو نفس اسم السيف الأسطوري الخاص بالمجاهد الشيعي الإمام علي رضي الله عنه. إن "ذو الفقار" سيغير العالم الإسلامي إلى الأبد وطموحاتنا يمكن أن تتحقق الآن. التعاون الصيني والكوري : وأخيراً وقفة مع هذه الحرب الافتراضية لتوضيح التعاون بين روسيا والصين وكوريا ومدى التطابق بين الواقع والخيال، ففي التحقيق الذي نشرته مجلة الوسط(1) تحت عنوان: التعاون مع روسيا والصين أعطى ثماره، وبرامج التطوير قاربت النجاح ..

الصواريخ الإيرانية على الأبواب، جاء ما يلي: لم تعد مسألة امتلاك إيران سلاحاً باليستياً مجرد احتمال أو افتراض. فالمعلومات الغربية تتقاطع لتؤكد أن التجارب الإيرانية تشارف على نهاياتها. فقبل أيام قليلة رفع إلى الكونجرس الأميركي تقرير خاص أعده فريق أمني من وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي تضمن تحذيراً من الخطر الذي سيشكله حصول بعض الدول غير المرغوب فيها على صواريخ بعيدة المدى. وخص التقرير بالذكر إيران التي اعتبرها على وشك امتلاك صواريخ يتجاوز مداها منطقة الشرق الأوسط. وبعد هذا التقرير أكدت صحيفة نيويوك تايمز نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن قمراً اصطناعياً أميركياً رصد تجربة إيرانية على إطلاق صاروخ متوسط المدى حصلت عليه طهران من كوريا الشمالية. إلا أن المانيا كانت سباقة في كشف الجهود الإيرانية لامتلاك صواريخ بعيدة المدى، عندما سربت أجهزة أمنية تابعة لوزارة الدفاع الألمانية تقريراً سرياً عن هذا الوضع. ومنذ البداية، كان واضحاً أن تسريب التقرير إلى وسائل الاعلام كان متعمداً، وأن الهدف منه إثارة أكبر قدر ممكن من الضجة السياسية والدعائية حول محتوياته التي سرعان ما تحولت إلى معلومات رسمية تبنتها الدوائر الدفاعية الحكومية الألمانية والقيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

أما الفحوى الرئيسية في ذلك التقرير فكان ما أورده عن سعي طهران إلى تطوير صاروخ باليستي أرض - أرض يصل مداه إلى 3 آلاف كلم، الأمر الذي وصفه وزير الأمن الألماني آنذاك بأنه سيوفر لإيران القدرة على تهديد قلب القارة الأوروبية بواسطة قواتها الصاروخية الهجومية. وكان ممكناً، للوهلة الأولى على الأقل استبعاد دقة معلومات التقرير الألماني واعتبار ما جاء فيها من باب المبالغة والتهويل بـالخطر الإيراني الآتي خصوصاً أن صدورها تزامن مع حملة ديبلوماسية وإعلامية متناسقة وحادة شنتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على جهود إيران وبرامجها المفترضة لتطوير قدراتها الصاروخية، ومساعيها لامتلاك أسلحة دمار شامل كيماوية وبيولوجية ونووية. لكن المسألة لم تكن بهذه البساطة، فالمعلومات التي بدأت في التجمع لدى الدوائر الدفاعية الغربية اتسمت بقدر من الدقة والتفصيل، كما أن حيزاً منها جاء عن طريق مصادر رسمية وشبه رسمية وصناعية في دول كان يفترض أن لها علاقة مباشرة بمساعدة طهران على تنفيذ تلك البرامج، لذلك لم يكن مستغرباً أن تتركز الانتقادات والاتهامات الأميركية والإسرائيلية خلال السنوات الماضية على روسيا مثلاً، باعتبار أنها عملت على تزويد إيران مواد وأجزاء ومكونات أساسية لتطوير الصواريخ الباليستية وإنتاجها، وانطبق الأمر نفسه أيضاً على دول أخرى من جانب جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، إلى جانب كل من الصين وكوريا الشمالية. فالبرامج الإيرانية كانت تتسم بجدية بالغة، وكان العمل جارياً عليها منذ سنوات عدة بهدف منح إيران ـ

على مراحل متتابعة ـ قدرات ردع استراتيجي تتمتع بمستوي عال من الصدقية بفضل إمكاناتها الهجومية والتدميرية على مسافات بعيدة، الأمر الذي يوفر لطهران الموقع السياسي والاستراتيجي الذي تطمح إلى احتلاله إقليمياً ودولياً. لقد شرع الإيرانيون في العمل على تحقيق مرحلة ثالثة وحاسمة من مراحل برنامجهم الصاروخي الشامل هذا، وكانت هذه المرحلة الأكثر طموحاً، إذ هدفت إلى تطوير قدرة هجومية استراتيجية على مسافات تتجاوز الإطار الإقليمي لتصل عملياً إلى مستويات دولية أوسع وأشمل، وكان ذلك يعني العمل مرة أخرى على مضاعفة المدى الذي ستكون إيران قادرة على بلوغه من خلال تطوير صاروخ يستطيع الوصول إلى أهداف على مسافات تزيد عن 2000كم.

وعلى امتداد النصف الأول من التسعينات نجحت طهران في تنفيذ المرحلة الأولي من برنامجها الصاروخي من دون إثارة قدر كبير من الضجيج الديبلوماسي أو الإعلامي، وتم ذلك من خلال التعاون مع كوريا الشمالية في الدرجة الأولى، وإلى حد أقل مع الصين، وتمثل في الحصول على صواريخ سكاد - سي التي تعتبر نسخة محسنة من صواريخ سكاد - ب السوفياتية الواسعة الانتشار في العالم، طورتها كوريا الشمالية بمدى يصل إلى 500كم، وشكلت هذه الصواريخ الكورية، التي حصلت عليها سورية أيضاً خلال الفترة نفسها أساساً لإنتاج نسخة إيرانية محلية منها أطلقت عليها اسم زلزال. أهداف برنامج الصواريخ : لكن التحول الحقيقي في جهود التطوير الإيرانية جاء من خلال العمل على إنتاج صواريخ باليستية أبعد مدى وأكثر قدرة وفاعلية، وهذه الصواريخ، التي بات في حكم المؤكد تقريباً أن تطويرها شارف على الاكتمال تمهيداً للبدء في إنتاجها وإدخالها إلى الخدمة الفعلية، كانت السبب الذي أثار الاهتمام الواسع لدى الدوائر الدفاعية والسياسية الإسرائيلية والأميركية والأطلسية، ودفعها إلى الإعراب في صورة متكررة عن القلق الشديد حيال البرامج الصاروخية الإيرانية وأهدافها. وعلى هذا الأساس جرى العمل على تنفيذ البرنامج الأول بالتعاون مع كوريا الشمالية، بينما استند البرنامج الثاني على المساعدة التقنية التي وفرتها روسيا، أما الهدف من هذين البرنامجين فكان التوصل إلى إنتاج طرازين جديدين من الصواريخ الباليستية أرض - أرض، أطلقت على أحــدهما اسم شهاب - 3 في حين حمــل الطراز الثاني اسم شهاب - 4. وفيما يستعد الإيرانيون لإدخال صواريخ شهاب - 3 إلى الخدمة الفعلية اعتباراً من العام 1999م، كما هو مرجح، فإن العمل يستمر حالياً على تنفيذ المرحلة الأخرى والأكبر حيوية على الإطلاق من برنامج التطوير الصاروخي الإيراني، وتتركز هذه المرحلة على إنتاج الصاروخ شهاب - 4 الذي يجري في الوقت الحاضر بالاستناد إلى الخبرات الروسية. وسيكون هذا الصاروخ مختلفاً في صورة جذرية عن غيره من طرازات الصواريخ الإيرانية، فعلى عكس هذه الأخيرة ومثيلاتها التي تستند في تصميمها على تصاميم صواريخ باليستية تكتيكية قصيرة المدى، سيعتمد تصميم شهاب - 4 على الصاروخ الباليستي الاستراتيجي س . س 4، الذي يعرف أيضاً بالتسمية الأطلسية الرمزية «ساندال»، والذي كان أول طراز من الصواريخ الباليستية الاستراتيجية العابرة للقارات يدخل الخدمة في صفوف القوات السوفياتية خلال الخمسينات. ولابد أن يؤدي مثل هذا التطور إلى تحول عميق وجذري في موازين القوى الاستراتيجية، لا على المستوى الإقليمي فحسب، بل وعلى الصعيد الدولي الأشمل والأوسع نطاقاً، فصواريخ س . س - 4 «ساندال» التي ستكون صواريخ شهاب - 4 الإيرانية تتمتع بمواصفات أدائية مماثلة لها، تستطيع الوصول إلى مدى أقصى مقداره 3600كم عند تزويدها رؤوساً حربية غير تقليدية مجهزة لحمل ذخائر دمار شامل نووية أو بيولوجية أو كيماوية خفيفة الوزن نسبياً، أي بحمولات تتراوح بين 250 كلغ و 500 كلغ. وعلى الجانب الآخر تستطيع هذه الصواريخ الوصول إلى مسافة 2400 كلم عند تزويدها رأساً حربية تقليدية شديدة الانفجار بوزن 1000 كلغ، فان مدى هذه الصواريخ يمكن أن يصل بسهولة حتى مسافة 3 آلاف كلم. ويعني ذلك أن إيران ستصبح مالكة لقدرة هجومية إستراتيجية على مستوى عال من الصدقية يغطي مدى عملها دائرة جغرافية واسعة تمتد من أواسط القارة الأوروبية وحوض البحر الأبيض غرباً إلى آسيا الوسطى والمحيط الهندي شرقاً وجنوباً. ومثل هذه القدرة لا بد أن تساهم في وضع إيران في موقع متميز على أكثر من صعيد، كما أنها ستؤدي إلى تحويلها إلى قوة رئيسية مالكة لإمكانات رادعة وهجومية بمقاييس إستراتيجية إقليمية وعالمية شاملة. والواضح أن هذا الهدف هو تحديداً ما سعت طهران إلى تحقيقه من خلال تنفيذ برامجها الصاروخية على امتداد السنوات العشر الماضية كما أن الواضح أن هذه البرامج أصبحت على وشك الوصول إلي غايتها، إذ تتفق معلومات المصادر الدفاعية الدولية على أن صواريخ شهاب - 3 ستكون جاهزة خلال العام 1999م، بينما سيستمر العمل على تطوير صواريخ شهاب - 4 تمهيداً للبدء في إنتاجها واستخدامها اعتباراً من مطلع القرن المقبل أ. هـ. ومن جهة أخرى فقد أعلن وزير الطاقة النووية الروسي يفغيني أداموف أن طهران طلبت تزويدها ثلاثة مفاعلات نووية روسية جديدة قيمتها 3 -5.4 بليون دولار. وأكد أن بلاده ستنجز محطة بوشهر في إيران.

وقال إن روسيا ستتولى انجاز المشروع بالكامل وبوتيرة سريعة - (ولماذا العجلة) !! - ونفى أنباء أفادت أن البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي كان وراء صفقة بوشهر. وقال إن الأخير وجميع رجال الأعمال لا صلة لهم إطلاقاً بوزارة الطاقة النووية(1). كما أكد ناطق باسم وزارة الطاقة الذرية في روسيا، أن موسكو سترفع عدد العاملين في موقع بوشهر النووي من 300 إلى ألف عامل وذلك للوفاء بالموعد المحدد للانتهاء منه(2).

كما تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حول الاتهامات الأمريكية لموسكو بأنها تساعد إيران في مجال التكنولوجيا النووية والصاروخية الحساسة، وقالت إحدى الصحف الروسية تعليقاً على هذا التصعيد الأمريكي: إن الواضح أن الموقف الأمريكي يشكل محاولة جديدة من الولايات المتحدة لإقناع روسيا بالتخلي ـ أو على الأقل ـ الحد كثيراً من تعاونها النووي مع إيران (3). ومن ناحية أخرى فقد اتهم رئيس جهاز الاستخبارات الروسي الجنرال الكسندر زدانوفيتش الدول الغربية بنقل تكنولوجيا حساسة إلى إيران. وقال زدانوفيتش في تصريح نشرته صحيفة «سفيدونيا» الروسية إن الكوادر القيادية في القطاع النووي وبرامج الصواريخ الإيرانية تم تأهيلها في أفضل الجامعات الأمريكية والكندية والفرنسية والألمانية، والشركات الإيرانية مزدوة بمعدات غربية تسمح في بعض الظروف بالإعداد لإنتاج صواريخ. وأشار زدانوفيتش خصوصاً إلى معدات من الشركة الألمانية «بولنز أوند شافر» اشترتها إيران في 1996م يمكن أن تستخدم ـ على حد قوله ـ

في إنتاج صواريخ بالستية ومحركات لهذه الصواريخ. وأضاف إن إيران تملك أيضاً تجهيزات حصلت عليها من «روبوفيل» و «أغى»، تسمح بإنتاج قطع لمحركات الصواريخ أيضاً. وقال إن هذه الأجهزة تكملها معدات من الشركتين اليابانيتين «ميتوتوجو» و «************ين». مشيراً إلى أن معظم برامج المعلوماتية المستخدمة من إنتاج الولايات المتحدة.

يُذكر أن واشنطن التي فرضت في يوليو 1998م عقوبات على سبعة معاهد وشركات روسية متهمة بعلاقات مع طهران، أعلنت فرض عقوبات جديدة على ثلاثة معاهد روسية وهددت بوقف بعض جوانب التعاون مع روسيا في مجال الفضاء(1). وقد أكد الرئيس الإيرانـــي السابـق علي أكبر هاشمــي رفسنجــاني ـ الذي يشغل منصب رئيس جهاز تشخيص مصلحة النظام، الذي يعتبر أعلى هيئة للاستشارات في مجال صناعة القرار في النظام الإيراني ـ : إن إقامة أمن إقليمي في المنطقة أمر مستحيل من دون مشاركة إيرانية في ترتيباته. ونقلت إذاعة طهران عن رفسنجاني قوله في كلمة وجهها إلى القوات البحرية الإيرانية أنه من دون تواجد قوات البحرية الإيرانية في مياه الخليج فإن الأمن في المنطقة لن يتحقق! ودافع رفسنجاني عن مسألة حصول إيران على غواصات حربية من روسيا قائلاً إن تلك الغواصات تعتبر نقلة نوعية في تقوية القوات الإيرانية للحفاظ على سيادتها على مياهها الإقليمية(1).

كما أكد على أن برنامج الصواريخ الإيراني بلغ مرحلة متطورة بحيث لم تعد هناك حاجة للمساعدة الخارجية ولم تعد واشنطن قادرة على عرقلته. وقال رفسنجاني إن الضغوط التي تمارس من قبل الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة لا جدوي منها. فقد خرجت والحمد لله عن سيطرتها، فلدى إيران اكتفاء ذاتي في مجال تكنولوجيا الصواريخ وهي تعرف الآن كيف تصنع الصواريخ ولم تعد بحاجة إلى مساعدة دولة أجنبية سواء كانت روسيا أو الصين أو غيرهما(2).

فهذا الخيال، وهذا الواقع، وغداً قد يكون الخيال واقعاً بتحقيق ما خطط له، وينقلب واقعنا إلى آخر نحسبه خيالاً من شدة ما نراه فيه وقد كان الحرص على ذكر التفاصيل الدقيقة للواقع لكي نرى مدى تطابقها مع الخيال الافتراضي !! الذي ينسجُ من أحلام يراد لها التحقق. ولنأت الآن على بقية الكتاب وحتى نهاية الحرب، ولننتظر مع الأيام لعلها تأتينا بحقائق جديدة يتطابق فيها الحال مع بقية القصة الخيالية. احتلال البحرين : يقول واينبرجر: بعد عدة ساعات من المداولات، يقرر مجلس الدفاع القومي الإيراني أن الوقت قد حان لتوجيه ضربتنا الآن قبل أن يتمكن العدو من القيام بما من شأنه تدمير هذا السلاح الجديد القوي الذي أصبح بحوزتنا، وعلينا أن نصبح أسياد الخليج الفارسي، يجب أن نتصرف في غضون 30 يوماً على أقصى تقدير. ويتحدد فوراً تنفيذ خطة موضوعة منذ زمن قديم لاحتلال دولة البحرين التي يعتبرها الإيرانيون جزءاً من إيران.

على الفور يبدأ التليفزيون الإيراني بإذاعة بيانات عن انتفاضة في البحرين. وبمساعدة من الاستخبارات الإيرانية، يتمكن عدد من الشباب الشيعة في البحرين بعد اشتباكات غير شرسة مع جيش الإمارة من احتلال مبنى البرلمان، وأعلنوا البحرين جمهورية إسلامية وراحوا يطالبون عبر إذاعة البلاد بتدخل قوات جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة لتقديم المساعدة لهم. وبسرعة خاطفة تتقدم قوات من سلاح الحرس الثوري الإيراني المحمولة بحراً تدعمها الطائرات الإيرانية عبر الخليج العربي على مسافة 250 كيلومتراً لتصل إلى الشواطىء البحرينية ظهيرة الخامس من مايو 1999م وبعد قيام الطائرات الإيرانية بتدمير قاعدة الشيخ عيسى الجوية في المنامة، ينقض الحرس الثوري على الجزيرة خلال ثوان من اختراق الطائرات الجوية المجال الجوي البحريني. يذكر الكتاب أن الرادارات الجوية السعودية والأمريكية المرابطة على الحافة الجنوبية للبحرين تلتقط صوراً لها على شاشاتها، وتنطلق عدة طائرات من طراز إف 15 السعودية و إف 16 الأمريكية، ولكنها تُعطى أوامر صارمة بعدم اعتراض الطائرات الإيرانية إلا إذا هوجمت أولاً، فتعود إلى قواعدها دون أية مصادمات مع الإيرانيين. وبمساعدة من مجموعات متمردة شيعية محلية، تسقط البحرين بعد مواجهات غير حامية وخصوصاً بعد أن سيطر الطيران الإيراني على الأجوال في الجولة الأولى للقتال. اسحبوا قواتكم من الخليج : للقوات الغربية في منطقة الخليج سنين عديدة مديدة، تتمدد في دفئ شواطئها لحمايـة مصالحها وكم نادت عــدد مـــن الدول العربيــــة ـ المقهورة أمريكياً ـ

أن ترحل هذه القوات من المنطقة، كما نادت بذلك أحزاب ونقابات ومؤتمرات وعلى طول فترة المكوث الغربي في المنطقة، إلا أن هذه النداءات لم تجد مسلكاً إلى الآذان الغربية، ولكن حين يأتي هذا الأمر الإيراني ـ حسب القصة ـ بالانسحاب، فإن التلبية تكون فورية خوفاً من القوة الإيرانية!! ولعل الواقع يقول إن هذا الانسحاب جزء من هذه الخطة الجهنمية لترك دول المنطقة فريسة للوحش الإيراني، الذي يبدأ في أكل دولة دولة، ثم يستدير الغرب على إيران فيأكلها ويأكل ما تبقى من المنطقة. يقول واينبرجر: تنطلق التقارير من قائد القوات الأمريكية المرابطة في المنطقة إلى وزير الدفاع الأميركي في واشنطن: القوات الإيرانية في أرض المنامة على بعد 25 ميلاً منّا، وقواتنا وُجِّهتَ إليها أوامر صارمة بعدم مشاغلة الإيرانيين إلا إذا هوجمت، نريد أن نعرف قواعد الاشتباك بالضبط فوراً. يتصل وزير الدفاع فوراً بالرئيس على طائرته الخاصة، ويطلعه على آخر تفاصيل الموقف، ويطلب الأوامر. في هذه الأثناء تلتقط الأقمار الصناعية وأجهزة التصنت الأمريكية في تركيا تفجيراً نووياً تجريبياً في الصحراء الإيرانية، ويبلغ الرئيس بالأمر فوراً أيضاً.

ويطلب الرئيس الأمريكي تأجيل اتخاذ القرار في الجو ويطلب عقد جلسة لمجلس الأمن القومي الأمريكي بعد هبوط طائرته في واشنطن بعد ست ساعات، لكنه يتلقى في هذه الأثناء برقية عاجلة بأن الرئيس الإيراني وجه إليه رسالة يطالب فيها بسحب جميع القوات الأمريكية من منطقة الخليج في غضون 21 يوماً، وإلا فإن إيران ستكون مضطرة لخوص حرب نووية مع الولايات المتحدة يدفع ثمنها الأوروبيون الذين أصبحوا على مرمى صواريخنا الباليستية. ويذكر الكتاب أن القيادة الإيرانية بعد أن يتسنى لها احتلال البحرين، تضع خطط طوارئ لضرب أو احتلال دول خليجية أخرى، لكن الأمر سيتقرر بعد أن يصل الرد الأمريكي على المطالب الإيرانية بسحب القوات الأمريكية من الخليج. في واشنطن، يجمع الرئيس الأمريكي كبار مستشاريه في مجلس الأمن القومي ويطلب من كل منهم تقديم خياراته وتصوراته لطريقة حل الموقف.

وبعد أن يستنتج بأن أمر البحرين قد حسم عسكرياً، وأن القوات الأميركية لم تُهاجم، وأن الدول العربية والأوروبية لم تبد كبير حماس لمساعدة الولايات المتحدة على صد الهجومي الإيراني، يقرر الرئيس الاستجابة للمطلب الإيراني بالانسحاب من الخليج، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي هو الوحيد الذي يعترض على القرار ويحذر من أنه ستكون له مضاعفات إستراتيجية مدمرة للولايات المتحدة وحلفائها، ستصبح إيران مهيمنة على الخليج بكليته، وستصبح مسيطرة على مضيق هرمز الذي تهدد من خلاله الممرات البحرية في المنطقة، كما ستكون القوات الإيرانية على مرمى حجر من حقول النفط السعودية في المنطقة الشرقية. ويتساءل المستشار، كما تساءل وزير الخارجية الأمريكية جيمس بيكر في عهد الرئيس بوش بعد وصول نبأ احتلال العراق الكويت في 2 أغسطس 1990م: هل نحن مستعدون لعشر سنوات من طوابير السيارات على مضخات الوقود في بلادنا؟ هل نحن مستعدون لارتفاع مستويات التضخم بشكل جنوني هنا، وارتفاع مستويات البطالة؟ هل نحن مستعدون لدفع 100 دولار لبرميل النفط الواحد خلال الستة أشهر القادمة على الأقل؟ هل يحتمل اقتصادنا المضعضع أصلاً كل هذه الضغوطات؟. ويقول الكتاب إن المملكة العربية السعودية لم تبال بانسحاب القوات الأمريكية من الخليج، وأخذت على عاتقها شن غارات جوية ضد القوات الإيرانية في البحرين، ويحقق الطيران الحربي السعودي نتائج باهرة، وأدى تساقط طائرات الميغ الروسية الصنع أمام طائرات سلاح الجو السعودي الأمريكية الصنع إلى تغيير وجه منطقة الخليج ولو للحظات حين يسيطر سلاح الجو السعودي على أجواء المنطقة خلال أيام. وتقول قصة واينبرجر إن التحرك السعودي أحبط الخطط الإيرانية لاحتلال دولة الإمارات العربية المتحدة، ولو مؤقتاً. يعقد مجلس الدفاع القومي الإيراني اجتماعاً عاجلاً آخر لبحث التطور الأخير في جبهة القتال بعد تدخل سلاح الجو السعودي وتغييره الموازين مؤقتاً، ويظهر في الاجتماع وجه جديد هو مدير الاستخبارات الإيرانية محسن رضائي، الذي يبلغ المجلس أن لديه خلايا جاهزة لتوجيه ضربات في العربية السعودية. لم يترك الموقف الأمريكي أمام الحكومة السعودية سوى مفاوضة إيران. وما أن ذاعت أخبار المفاوضات حتى تلقت أسواق المال العالمية الخبر كالصاعقة فقد انخفض سوق المال في وول ستريت بنيويورك بألف نقطة، وانخفض سوق «نايكي» الياباني بـ15 نقطة، فيما كادت أسواق المال في فرانكفورت وباريس ولندن تنهار كلياً، وارتقع سعر النفط الخام المستقبلي في أسواق شيكاغو إلى 100 دولار للبرميل، وكان ذلك ـ كما يقول الكتاب ـ تجاوباً من الأسواق مع سيطرة إيران علي نفط الشرق الأوسط، وهو ما يعني رفع الأسعار وخفض الإنتاج لا محالة. احتلال الإمارات : لكن إيران لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت خططها واحتلت دون مقاومة شديدة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإضافة إلى ذلك تفرض إيران في 23 يونيو ضرائب على الناقلات البحرية التي تنقل النفط عبر مضيق هرمز بعد أن تقوم بمهاجمة ناقلة كويتية في عرض الخليج ترفض في البداية الانصياع للأوامر الإيرانية، بل تواصل إيران خططها بأن تفرض على العربية السعودية خفض إنتاجها النفطي إلى الثلث، مع رفع سعر البرميل بخمسة دولارات، اعتباراً من الأول من أغسطس. بعد الطلب الإيراني، تجرى مشاورات بين القيادتين العسكريتين في الرياض وواشنطن بشأن الموقف، ويطلب وزير الدفاع الأمريكي قيام وزير الدفاع السعودي بزيارة إلى واشنطن يشرح فيها موقف بلاده ويطالب أن تتخذ واشنطن بصفتها القوة العظمى الوحيدة موقفاً لوقف هذه الهيمنة الإيرانية على مقدرات عربية. لكن واشنطن التي لم تكن بعد مستعدة لخوض حرب غير تقليدية مع طهران تبلغ السعوديين أنها غير مستعدة للمواجهة. ويقول الوزير الأمريكي لنظيره السعودي أتفهم موقفكم، ولكننا في أزمة حقيقية بسبب قدرة إيران النووية، والرئيس لا يريد مواجهة مع إيران في هذه المرحلة. لكن مواصلة إيران سياساتها للهيمنة على الخليج ومقدراته تدفع واشنطن منفردة بدءاً بالرابع عشر من يوليو بحشد قواتها سراً في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي والأراضي التركية. وفي مشاهد تذكر بالمشاهد الحقيقية التي شاهدها الملايين تبث حية على شاشات التلفزيون في السادس عشر من يناير 1991م حين بدأت الصواريخ والطائرات الأميركية والحليفة بمهاجمة الأهداف الحيوية العراقية، تقوم صواريخ توماهوك وكروز وطائرات أمريكية من أنواع مختلفة بحملة قصف جوي يركز على الأهداف الإيرانية سعياً وراء تدمير قاذفات الصواريخ الإيرانية، وخصوصاً تلك التي يمكن أن تكون محملة برؤوس أسلحة الدمار الشامل. تنطلق معظم هذه الصواريخ والطائرات من الحاملات الأمريكية في المنطقة أو من القواعد الجوية الأمريكية في تركيا أو من قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي. وبعد ساعات من القصف الجوي الأميركي للأهداف الإيرانية، يشاهد أحد الطيارين الأمريكيين وهجاً في الجو ماراً فوق الأراضي التركية، وخلال لحظات تكتشف الأجهزة الأمريكية أن صاروخاً إيرانياً محملاً برأس نووي قد أطلق بنجاح وأنه يقصد هدفاً أوروبياً غير محدد، ورغم أن الصاروخ كان موجهاً لضرب العاصمة الإيطالية روما، فإنه بسبب ضعف أجهزة التوجيه الإيرانية، يتجه الصاوح نحو مدينة مونزا الإيطالية ليحدث فيها دماراً غير مسبوق، الخسائر عشرة آلاف قتيل وعشرون ألف جريح خلال ثوان معدودة. تصل التقارير كاملة إلى غرفة عمليات البيت الأبيض، ويطلب الرئيس مرة أخرى النصح والمشورة من كبار مساعديه، ومن ضمن السيناريوهات التي تبحث القيام بتوجيه ضربة نووية تكتيكية لإيران لردعها عن استخدام سلاح نووي آخر ضد هدف أوروبي آخر، مع مواصلة الحملة الجوية ضدها لتدمير ما تبقى من قواعد إطلاق الصواريخ، لكن قراراً باستخدام الأسلحة النووية لم يتخذ بعد، ويترك الرئيس الأمريكي ليفكر في الأمر لفترة قصيرة من الوقت. في هذه الأثناء يعقد مجلس الدفاع القومي الإيراني هو الآخر اجتماعاً عاجلاً للرد على الهجمات الأمريكية.

يتم اتخاذ قرار بأنه بسب عدم قدرة إيران على الوصول إلى الأجواء الأمريكية، فإنه ينبغي أن تفعل الخلايا السرية الإيرانية الموجودة في الولايات المتحدة منذ السبعينات للقيام بـواجبها المقدس في محاربة الشيطان الأكبر. يقوم غسان قصر، اللبناني الأميركي خريج كلية الاقتصاد في لندن الذي يعمل منذ ست سنوات في سوق المال بنيويورك بالتوجه بحقيبة صغيرة إلى مقر عمله في الصباح كالمعتاد. ولكنه هذه المرة يحمل في حقيبته بدلاً من أوراقه المعتادة وأرقام هواتف زبائنه متفجرة كيماوية شديدة الانفجار يخبئها بعناية في أرضية المبنى ثم يغادره على عجل. وبعد دقائق يقع انفجار في السوق يودي بحياة المئات. ينطلق غسان إلى شقته في نيوجيرسي القريبة ويحرق بعض الأوراق الخاصة ويقود سيارته إلى الحدود الكندية حيث يدخل كندا من هناك، وفي الصباح يستقل طائرة إلى جنيف ويختفي إلى الأبد. في اليوم التالي تنفجر عبوة أخرى في مقر بلدية شيكاغو، وثالثة في سياتل ورابعة في ريتشموند بولاية فيرجينيا وميامي وبوسطن ومدن أخرى. الضحايا بالمئات. في هذه الأثناء، تعقد القيادة الأمريكية اجتماعاً عاجلاً آخر، وتدخل موظفة في مجلس الأمن القومي الاجتماع بأوراق تضم أرقاماً وشيفرات تبدأ في تلاوتها على الحضور بمن فيهم الرئيس الأمريكي الذي زاد توتره أضعافاً بعد أن نقلت طهران المعركة إلى الشوارع الأمريكية. خلاصة ما أبلغته المسؤولة الأمريكية للمجلس المنعقد أن هناك مؤشرات جديدة تشبه إلى حد كبير المؤشرات التي التقطتها أجهزة الاستخبارات والتصنت الأمريكية حين تم إطلاق الصاروخ الإيراني الأول الذي حمل القنبلة النووية التي دمرت المدينة الإيطالية مونزا قبل أيام فقط، يُذعر الرئيس الأمريكي، ويتساءل إن كان لدى إيران أكثر من قنبلة نووية واحدة وأكثر من صاروخ لم تتمكن الحملة الجوية الأمريكية المكثفة من تدميره بعد. وبعد مداولات ومشاورات مكثفة يتقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي بتوجيه إنذار إلى الرئيس الإيراني بأنه إذا قامت إيران بمحاولة إطلاق قنبلة نووية أخرى فإن الولايات المتحدة ستجد نفسها مضطرة إلى الرد بمهاجمة إيران بالسلاح ذاته ولكن بأعداد وقوة أكبر. ويقول الرئيس الأمريكي في رسالته إلى الرئيس الإيراني: تأكد تماماً أنه إذا فكرت إيران في استخدام السلاح النووي مرة ثانية، فإننا سنواجه ذلك بهجوم نووي تكتيكي، وأن الملجأ الذي تحتمي به شخصياً سيكون هدفنا الأول. ولكن طهران لم ترد على الإنذار الأمريكي، وتلتقط الأقمار الصناعية الأمريكية صوراً لتحركات إيرانية دلت جميعها على أن إيران تعد للقيام بهجوم نووي آخر. يجمع الرئيس الأمريكي مجلس أمنه القومي مرة أخرى، ويقرر أن الوقت قد حان لقيام الولايات المتحدة بالرد النووي على إيران. وتنطلق طائرة أمريكية واحدة من طراز بي.1 من قاعدة مكونيل الجوية في الساحل الشرقي للولايات المتحدة ترافقها عدة طائرات حراسة وأخرى لإعادة تعبئتها بالوقود في الجو إلى إيران مروراً فوق المحيط الأطلسي وإسبانيا وتركيا، فور دخولها الأجواء التركية، تطلب أوامر جديدة، وتعطى أوامر واضحة بمواصلة المهمة بعد أن رافقتها بضع من الطائرات الحربية الأمريكية المرابطة في القواعد الجوية الأمريكية هناك. خلال لحظات تكون الطائرة الأمريكية فوق الهدف المحدد في إيران وتطلق قذيفتها النووية، يحدث انفجار رهيب على الأرض، وتتوقف الحرب عند هذه النقطة حيث يقرر الكتاب إنهاء الفصل الخاص بهذه الحرب، التي يكرر في نهايته بأنها مع أنها مجرد سيناريو خيالي، فإنها قد تحدث فعلاً وإن كانت النتيجة قد لا تكون محسوبة كما أتصورها !!.


___________________

(1) سير أعلام النبلاء : ج /23/263. (1) تاريخ الخلفاء : ص/378. (2) كيف دخل التتر بلاد المسلمين /65-66. (3) الأبعاد التاريخية للثورة الإيرانية /247. (1) نشرتها جريدة البيان الإماراتية على خمس حلقات بداية من العدد: (6073) بتاريخ : 2/2/97م، ومجلة الوطن العربي نشرت ملخصاً لها في العدد : (1051) بتاريخ: 25/4/1997م وجريدة الرأي العام الكويتية على خمس حلقات بداية من العدد: (10943) بتاريخ 7/6/97م. (ü) سايروس الأكبر أو (قورش الإخميني) هو ملك فارسي، تغلّب على دول إوربة القديمة، وملك جناحي العالم فارس والروم، ويرجح بعض المؤرخين أنه هو ذو القرنين الوارد ذكره في القرآن بقرائن كثيرة، منها أن ملك قرني الأرض، فحكم العالم كله، ومنها أنه كان مؤمنا ًبديانة بني إسرائيل ـ قبل النسخ ـ ولهذا فقد قام بإعادتهم من السبى البابلي إلى بيت المقدس. (1) العدد : (7321) بتاريخ : 25/8/19هـ - 14/12/98م. (1) انظر جريدة الحياة، العدد (13076) 4/9/19هـ - 22/12/98م والعدد (13070) 27/8/19هـ - 16/12/98م، وجريدة الشرق الأوسط، العدد (7327) 2/9/19هـ- 20/2/98م وجريدة النهار اللبنانية، 18/8/19هـ-7/12/98م، ومجلة المشاهد السياسي، العدد (142) 10/8/19هـ - 29/11/98م. (1) جريدة الخليج الإماراتية : عدد (7136) بتاريخ : 13/8/19هـ - 2/12/98م. (1) حوار أجرته مجلة الوسط، العدد (340) 11/4/1419هـ - 3/8/1998م. (1) العدد (7316) 20/8/19هـ - 9/12/98م. (1) العدد : (339) 4/4/1419هـ - 27/7/98م. (1) جريدة الحياة، العدد (13050) 7/8/19هـ - 26/11/98م. (2) جريدة الحياة، العدد: (13098) 28/9/19هـ ـ 15/1/99م. (3) جريدة الخليج، العدد: (7180) 28/9/19هـ ـ 15/1/99م. (1) جريدة الشرق الأوسط، العدد: (7357) 2/10/19هـ ـ 19/1/99م. (1) جريدة السياسة الكويتية، 11/8/19هـ - 30/11/98م. (2) جريدة الشرق الأوسط، العدد (7319) 23/8/19هـ – 12/12/98م.







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» جرائم الرافضة في الحرمين على مر العصور
»» وجاءت الإجازة
»» قصة مقتل الحسين
»» الحمار عفير أغلى من الأئمة بل أغلى من الحسين وهذا هو الدليل
»» سلسلة محاضرات قيمة عن الصوفية للدكتور عمر بن عبد العزيز
 
قديم 01-03-05, 07:05 PM   رقم المشاركة : 7
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


الأحلام الفارسية .. والأحقاد الباطنية


كانت الدولة الفارسية قوة عظمى كبيرة، تقاسمت الدنيا مع الدولة الرومانية، وجاءت الدعوة الإسلامية المباركة فقهرتها، وأورث الله المؤمنين أرضهم وديارهم، وانتهى حكم الأكاسرة على يد جند الإسلام. ولقد كانت الدولة الفارسية، ولقربها من أرض العرب، وخضوع أجزاء من بلادهم تحت سيطرتها، تنظر للعرب نظرة احتقار وازدراء، وكان مما وصف به «يزدجرد» العرب أن قال: إني لا أعلم أمة كانت أشقى ولا أقل عدداً ولا أسوأ ذات بيّن منكم، وقد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم(1).
وعندما أرسل رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (برسالته إلى كسرى وقرأها مزقها وقال في غطرسة: عبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبل اسمي!! ثم أرسل إلي عامله على اليمن أن أبعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز برجلين من عندك، فليأتياني به!!(2). وبعد أن زال ملكهم على يد المسلمين زاد حنقهم وكراهيتهم، فاستفرغوا وسعهم للكيد للإسلام وأهله، فكادوا له من داخله، بانتسابهم لآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ، مدعين أنهم شيعته وهم منهم براء(ü).

ولا زالت عقيدة الانتقام والثأر تسيطر على عقولهم، أملاً في عودة إمبراطوريتهم الفارسية للسيطرة على العالم مرة أخرى. ولقد كان القتل والتصفية الجسدية وسيلتهم التي تشفي صدورهم من حقدهم على العالم كله بصفة عامة، ثم على العرب ـ جنس العرب ـ بصفة خاصة، ثم على عامة أهل السنة بشكل أخص، ولعلنا نستعرض من كتبهم المعتمدة ما يدلل ويبرهن على هذه العقيدة الانتقامية. هذه العقيدة هي التي يثيرها الغرب فيهم لتحقيق الغرض ذاته بأيدي من ينتسبون إلى الإسلام. أولاً: الإثخان في القتل والاستئصال الشامل للبشرية. مهدي الروافض الذي تحلم بمجيئه وتتوقع خروجه، والذي يتولى شيوخ الروافض بحكم مذهبهم في ولاية الفقيه القيام بالنيابة عنه، وأداء أعماله وتحقيق أهدافه. هذا الموعود (أو نائبه العام) سيقوم بعملية قتل شامل، وإفناء كامل للناس لا يسلم منه إلا القليل وهم الرافضة، تقول بروتكولاتهم: ـ «لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس»(1).
قال آيتهم محمد باقر الصدر: «أقول والمراد من هذا الأمر: ظهور المهدي (ع)»(2).

ـ وقال جعفرهم: «لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس». فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال: (ع) أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي»(1).

يقول آيتهم الصدر «وهذا القتل الشامل للبشرية كلها.. يتعين حصوله بحرب عالمية شاملة قوية التأثير»(2). وتختلف نصوصهم في تحديد النسبة الباقية، يقول شيخهم الصدر في توجيه ذلك: «واختلاف هذه النسب المذكورة في الأخبار لقلة الناس دال على كونها على وجه التقريب لا التحديد. على أنه يمكن الأخذ بأكبر نسبة وهو تسعة أعشار لأن الإخبار بذهاب الأقل لا ينافي الإخبار عن ذهاب الأكثر»(3).

وهناك تعاليم يومية مستمرة، للأتباع تحثهم وتدعوهم لطلب الثأر والانتقام وذلك عبر أدعية الزيارات ومناسك المشاهد، وهذا القتل الشامل لاينجو منه إلا الرافضة، ومهما أعلن غيرهم التوبة والرجوع فلا يقبل منهم توبة ولا رجوع، يقول الصدر: «إن الإمام المهدي (ع) سوف يضع السيف في كل المنحرفين الفاشلين في التمحيص، ضمن التخطيط السابق على الظهور فيستأصلهم جميعاً، وإن بلغوا الآلاف ولا يقبل إعلانهم التوبة والإخلاص»(4).

وهذه السيرة ليست من الإسلام في شيء وهم يعترفون أنها شرعة جديدة مخالفة لنهج رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (وأمير المؤمنين علي الذي يزعمون التشيع له، تقول نصوصهم إن «القائم أُمر أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً»(1)، بل إنه يقتل من لا ذنب له، تقول رواياتهم «إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها»(2).

وتصور بعض رواياتهم مبلغ ما يصل إليه من سفك دماء الناس (من غير طائفته) حتى تقول «لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس... حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم»(3). وهذا قول يدين القائم بالخروج عن سنن الرحمة والعدل التي عرف بها أهل البيت، بل إنه خرج عن سنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ، وهذا ما يصرحون به فقد سئل الباقر ـ على حد زعمهم ـ أيسير القائم بسيرة محمد؟ فقال: هيهات! إن رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (سار في أمته باللين، وكان يتألف الناس، والقائم أُمر أن يسير بالقتل وألا يستتيب أحداً، فويل لمن ناوأه»(4).

فالرافضة تزعم أنه أُمر بسيرة تخالف سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وقد أجمع المسلمون أن كل ما خالف سيرته ) صلى الله عليه وسلم (فهو ليس من الإسلام، فهل بُعث برسالة غير رسالة الإسلام؟! وكيف يؤمر بخلاف سيرة رسول الله ) صلى الله عليه وسلم (هل هو نبي أوحي إليه من جديد؟ ولا نبي بعد خاتم الأنبياء، ولا وحي بعد وفاته وكل من ادعى خلاف ذلك فهو مفتر دجال، لمعارضته للنصوص القطعية، وإجماع الأمة على ختم الوحي والنبوة بوفاة سيد المرسلين ( صلى الله عليه وسلم ) .

ولكن هذه الروايات تصور ما في قلوب واضعيها من حقد على الناس، ولا سيما أمة الإسلام التي تخالفهم في نهجهم، وأنهم يتمنون يوماً قريباً آتياً يحققون فيه هذه «الأحلام» التي تكشف حقيقتها هذه الروايات، ويترجمها واقع الشيعة في العهد الصفوي، وفي دولة الآيات القائمة، وفي منظماتهم في لبنان. ومعلوم أن أمير المؤمنين علياً الذي يزعمون التشيع له لم يكفر مخالفيه، ولم يقاتل إلا من بغى عليه، فقائمهم الذي يفعل هذه الأفاعيل ومن تبعه في نهجه، ليس من شيعة علي، وقد اعترفوا في روايتهم أن قائمهم لا يأخذ بسيرة علي، فقد سئل الصادق ـ كما يزعمون ـ «أيسير القائم بخلاف سيرة علي؟ فقال: نعم، وذاك أن علياً سار بالمن والكف لعلمه أن شيعته سيظهر عليهم من بعده، أما القائم فيسير بالسيف والسبي، لأنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً»(1).

وقال صادقهم يخاطب بعض الشيعة «كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة، ثم أخرج المثال الجديد، على العرب شديد. قال (الراوي) قلت: جعلت فداك ما هو؟ قال: الذبح. قال: قلت بأي شيء يسير فيهم، بما سار علي بن أبي طالب في أهل السواد؟ قال: لا، إن علياً سار بما في الجفر الأبيض، وهو الكف، وهو يعلم أنه سيظهر على شيعته من بعده، وأن القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح وهو يعلم أنه لا يظهر على شيعته(1). فالقتل صفة دائمة ملازمة له كما تقول نصوصهم: إن قائمهم «ليس شأنه إلا القتل فلا يستبقي أحداً»(2)، و «لا يستتيب أحداً»(3). ثانياً: تخصيص العرب بالقتل. يقولون بأن منتظرهم (أو من يقوم مقامه من آياتهم) يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم(4).

وكثير من نصوصهم تعِد العرب بملحمة على يد غائبهم لا تبقي على رجل أو امرأة ولا صغير ولا كبير بل تأخذهم جميعاً فلا تغادر منهم أحداً، حتى قالت بروتكولاتهم «ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح»(5).

ويلاحظ أن هذا الاستئصال العام الشامل للجنس العربي لا يفرق بين شعيي وسني مع أن من العرب من يشايع هذه الزمرة، ولكن أخبارهم تؤكد أنه لن يتشيع أحد من العرب حين قيام دولة منتظرهم ولهذا تحذر من الاغترار بهم، وإن تشيعوا فتقول: «اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد»(1).

ومع أنَّ في الشيعة من العرب كثير إلا أنهم يقولون بأنهم سيمحصون فلا يبقى منهم إلا النزر اليسير(2). ولا يخفى أن تخصيص العرب بالقتل يدل على تغلغل الاتجاه الشعوبي لدى واضعي هذه الروايات، وهي تبين مدى العداوة للجنس العربي لدى مؤسسي الرافضة، والرغبة في التشفي منهم بقتلهم وذلك ـ في حقيقة الأمر ـ لا يعود لجنسهم، بل للدين الذي يحملونه(ü).
ثالثاً: قتل أهل السنة. يسمى الروافض المسلم السني «بالناصب»، فيقول شيخهم حسين البحراني الشيعي: بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو من يقال له عندهم سنياً، ويقول: ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن(3).

إباحة دماء وأموال وأعراض أهل السنة والجماعة عند الرافضة: ـ روى شيخهم القمي الملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه «علل الشرائع» عن داود بن فرقد قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، ولكن اتقي عليه، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه»(1). ـ وروى الطوسي في «تهذيب الأحكام» عن أبي عبد الله عليه السلام: «خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس»(2).

ويقول الخميني في «تحرير الوسيلة»: «والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان، ووجوب إخراج الخمس»(3)(ü). ـ عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أهل الشام شر أم أهل الروم، فقال: إن الروم كفروا ولم يعادونا وإن أهل الشام كفروا وعادونا(4). ـ

عن أبي بكر الحضرمي قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فقال له حكم السرّاج: ما ترى فيمن يحمل السرّوج إلى الشام وأداتها؟ فقال: لا بأس أنتم اليوم بمنزلة أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، إنكم في هدنة فإذا كانت المباينة حرم عليكم أن تحملوا إليهم السروج والسلاح(1)(ü). ـ الخطة السرية لآيات قم: ثم نختم ما ننقله من كلامهم بالوثيقة الحديثة التي أشرت إليها في البداية والتي تبين بجلاء خططهم ومكرهم وحقدهم على أهل السنة. «إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا. وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثنى عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن - وبناءاً علي إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين - نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات. لكن نظراً للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية - كما اصطلح على تسميتها - لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.

ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً، لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب، لأن هؤلاء (الوهابيين وأهل السنة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين، حتى إنهم يعدون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستوراً للبلد أمراً مخالفاً للشرع والعرف، وهم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين. بناء على هذا : يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا و (الحسينيات)، ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السنة حتى يتم ترحيل أعدد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة، ويجب على الدولة والدوائر الحكومية أن تجعل هؤلاء المستوطنين تحت حمايتها بشكل مباشر ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنة - والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة - خلافاً لرأي كثير من أهل النظر، ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وإن الأموال التي ستنفق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد. طرق تثبيت أركان الدولة : نحن نعلم أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة: الأول : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة. الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين. الثالث : الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال. إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم نكون بلا ريب قد حققنا نجاحاً باهراً وملفتاً للنظر؛ لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة. وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80% من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى؛ ولذا فهم يدافعون عمن يملك القوة. ولاعتلاء أي سطح فإنه لا بد من صعود الدرجة الأولى إليه. وجيراننا من أهل السنة والوهابية هم : تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وعدد من الإمارات في الحاشية الجنوبية ومدخل (الخليج الفارسي)! التي تبدو دولاً متحدة في الظاهر إلا أنها في الحقيقة مختلفة.

ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى سواءً في الماضي أو الحاضر كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة. فئات شعوب المنطقة : وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات : الفئة الأولى: هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين. الفئة الثانية: هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفوي، واستمرت في عهد نادر شاه افشار وكريم خان زند وملوك القاجار وأسرة البهلوي، وحدثت هجرات متفرقة منذ بداية الثورة الإسلامية. والفئة الثالثة: هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية. أما التجارة وشركات الاستيراد والتصدير والبناء فسيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين الأصليين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط.


أما الفساد الاجتماعي والثقافي والأعمال المخالفة للإسلام فهي واضحة للعيان، ومعظم المواطنين في هذه البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور!. وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا وخاصة في اليابان وإنجلترا والسويد وسويسرا خوفاً من الخراب المستقبلي لبلادهم. إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم. أسلوب تنفيذ الخطة المعدة : ولإجراء هذ الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقاتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقاتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين، ذلك أن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد. وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول؛ ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.

لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكثير من تلك الدول ودوائرها لم يكن وليد خطة يوم واحد أو يومين، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلاً عن وزير أو وكيل أو حاكم، حتى إن الفرق الوهابية والشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية كانت تعتبرنا من المرتدين وقد قام أتباع هذه المذاهب بالقتل العام للشيعة مراراً وتكراراً، صحيح أننا لم نكن في تلك الأيام، لكن أجدادنا قد كانوا، وحياتنا اليوم ثمرة لأفكارهم وآرائهم ومساعيهم وربما لن نكون نحن أنفسنا في المستقبل لكن ثورتنا ومذهبنا باقيان.

ولا يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس، بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمئة عام مقبل فضلاً عن خمسين سنة؛ فنحن ورثة ملايين الشهداء الذين قُتلوا بيد الشياطين المتأسلمين (السنة) وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلماً بـ(علي وأهل بيت رسول الله) ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف بالتشيُّع كوارث أصيل للإسلام.

مراحل مهمة في طريقنا :

أولاً : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا - العملاء - المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:

1 - شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان. 2 - العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية. 3 - هناك في بعض هذ الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أُخرجت من أيديهم.

ثانياً : يجب حث الناس (الشيعة) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية - وبكل تواضع - وبناء المساجد والحسينيات؛ لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلاً على اعتبار أنها وثائق رسمية. ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في سلك الجندية. وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب - بطريقة سرية وغير مباشرة - استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً.

ثالثاً : وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسخت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء ودأب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل، وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفرقة وكدر بين أهل الدين والحكام فإنه يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعه عن حكام هذه البلاد وخاصة في المواسم المذهبية، ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل. وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار، ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل الربح والأمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وعندما نجعل الآخرين أحراراً في جميع الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادنا فإن بلادهم سوف ترحب بمواطنينا وتمنحهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار.

رابعاً : وفي المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة؛ وفي وسط هذه المعمعة فإن عملائنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية ويضيّقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نشي بالمخلصين لدى الحكام على أنهم خونة؛ وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم واستبدالهم بعناصرنا. ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان: أولاً : إن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل. ثانياً : إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكم، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم.

خامساً : وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على: الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة عى الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها. وفي هذه سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد؛ ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس؛ وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخَدمَة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة دماء. وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا - الشيعية - هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم - فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة؛ وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود» ا هـ(1).
ويل للعرب من الذبح: ثم إن هناك من النصوص الشرعية لدينا ما يستوقفنا متسائلين عن مدى تطابقها مع الواقع، وحيث إن من اعتقادنا أن لا ننزل الأمور الغيبية على وقائع محددة بعينها، فسوف نورد هذه الأحاديث من باب التنبيه والاستشراف لا الجزم. فقد أخبر النبي ) صلى الله عليه وسلم (أن عدد العرب سيكون قليلاً في عهد المهدي عليه السلام كما في حديث أبي أمامة الباهلي، قال عليه الصلاة والسلام: «... فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ـ يعني الدجال ـ فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك بنت أبى العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم..» الحديث(1). فالعرب الذين يزيد عددهم على المئتي مليون اليوم، سيكونون قلة!! وأغلبهم في بيت المقدس فكم هو العدد الذي يكون في مدينة واحدة من مدن المسلمين، وكم من القتل سيقع للعرب؟ وكما جاء في الحديث الآخر: «إن من اقتراب الساعة هلاك العرب»(2).
وفي حديث أبي هريرة أن النبي ) صلى الله عليه وسلم (قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، ينقص العلم ويكثر الهرج، قلت يا رسول الله: وما الهرج؟ قال القتل(1). ولقد أشار حديث آخر إلى أنه قد يكون للفرس دخل في هذه المقتلة الكبيرة للعرب، حين قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «لعن الله كسرى!! إن أول الناس هلاكاً العرب، ثم أهل فارس»(2). فيا لله كم من التآمر الذي يحدث للمسلمين وهم غافلون، فالروافض تعد إمامها لقتل المسلمين، واليهود ينتظرون دجالهم لقتل المسلمين، والنصارى تنتظر مخلصها وملحمتها لقتل المسلمين!!! فاللهم نسألك السلامة والمعافاة، ونجاة عبادك المؤمنين، وأن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ترد كيد الأعداء في نحورهم.


________________

(1) البداية والنهاية، ج7/42. (2) البداية والنهاية، ج/4/268. (ü) لا شك أن هناك عدداً كبير من أهل فارس أسلموا وحسن إسلامهم، والمقصود بحديثنا هنا، رافضة أهل فارس (إيران) الذين يزعمون الإسلام وهم ألد أعداءه. (1) الغيبة للنعماني، ص 146. (2) تاريخ ما بعد الظهور، ص 482. (1) بحار الأنوار، ج13، ص 156، ط الحجر. (2 ، 3) تاريخ الظهور، ص 483. (4) تاريخ ما بعد الظهور، ص 558. (1) الغيبة للنعماني، ص153، بحار الأنوار، 52/353. (2) علل الشرائع، ص 299، عيون أخبار الرضا، 1/273، بحار الأنوار، 52/313. (3) الغيبة للنعماني، ص 154، بحار الأنوار، 52/354. (4) الغيبة للنعماني، ص 153، بحار الأنوار، 52/353. (1) الغيبة للنعماني، ص 153، بحار الأنوار، 52/353. (1) بحار الأنوار، 52/318، وهذه الرواية في بصائر الدرجات كما أشار إلى ذلك المجلسي. (2) بحار الأنوار، 52/231. (3) بحار الأنوار، 52/349. (4) بحار الأنوار، 52/313، 318. (5) الغيبة للنعماني، ص 155، بحار الأنوار، 52/349.
(1) الغيبة للطوسي، ص 284، بحار الأنوار، 52/333. (2) الغيبة للنعماني، ص 137، بحار الأنوار، 52/114. (ü) انظر: د. عبد الله الغفاري، برتوكولات آيات قم، 79 ـ 88. (3) المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية/147. (1) انظر: علل الشرائع، ص 601، ط. نجف، وانظر: وسائل الشيعة، ج18، ص 463، والأنوار النعمانية، ج2، ص 308. (2) تهذيب الأحكام، ج4، ص 122، ط. طهران، والفيض الكاشاني في الوافي، ج6، ص 43، ط. طهران. (3) تحري الوسيلة، ج1، ص 352. (ü) انظر: مجدي محمد علي، انتصار الحق، دار طيبة، ط1/1418هـ، 156 ـ 163. (4) الكافي رقم (5)، ج3/410. (1) الكافي رقم (1)، ص 112. (ü) انظر: عبد الكريم محمد عبد الرؤوف، النصوص الفاضحة لعقائد الشيعة الاثنى عشرية، 191 ـ 194. (1) د. عبد الحليم البلوشي، رئيس رابطة أهل السنة في إيران - مكتب لندن - نشرت هذه الوثيقة، مجلة البيان اللندنية، العدد (123) 11/1418هـ - 3/1998م. (1) رواه ابن ماجه في الفتن، ح./4077، وأبو داود في الملاحم، ح./4321. (2) رواه الترمذي في المناقب، ح./3929.
(1) البخاري في العلم، ح./85، ومسلم في الفتن، ح./157، وأبو داود في الفتن والملاحم، ح./4249، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ح./10543 واللفظ له. (2) رواه أحمد، ح./10277.


إنتهى .







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» إلى أختي Sunniah forever
»» موسوعة العقائد والأديان مكتبة صوتية متكاملة
»» الشيعة الإسماعيلية المكارمة وإسماعيلية العالم للشيخ ممدوح الحربي
»» ملف العشر الأواخر
»» هيا بنا نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله
 
قديم 02-03-05, 11:02 AM   رقم المشاركة : 8
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


للرفع فــــــــــــــــــــــوق







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب سياحة في كتاب الكافي أهم كتب الشيعة الإمامية للشيخ عثمان الخميس
»» منزلة مكة و الكعبة عند الشيعة الرافضة
»» انفجار قرب مكتب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ( الحكيم ) في العراق
»» وهذه محاضرات شيخنا الحبيب عثمان الخميس
»» تبصير بواقع الرافضة ، وتوصية بموقع شبكة الدفاع عن السنة - العلوان
 
قديم 02-03-05, 06:10 PM   رقم المشاركة : 9
المهدي بوصالح
موقوف







المهدي بوصالح غير متصل

المهدي بوصالح is on a distinguished road


بارك الله فيك اخي النظير ، فعلا موضوع رائع جدا







 
قديم 03-03-05, 10:48 AM   رقم المشاركة : 10
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


جزاك الله خير أخي محارب أتمنى أن ينسخه كل أخ ويطبعة ويقرأه أكثر من مرة ..فهو كما قلت







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا تنازل الحسن لمعاوية ولماذا لم يخرج الحسين على معاوية للشيخ عثمان الخميس
»» المقاومة تواصل اصطياد إيرانيين حاولوا إثارة فتنة طائفية سنية شيعية
»» الصوفية وطرقها للشيخ ممدوح الحربي كتاب ومحاضرة تفضل حمل
»» الشرطة الإيرانية تهدم ثاني أكبر مدرسة دينية لأهل السنة بالبلاد
»» حـــزب الله رؤية مغايرة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "