بيني وبين القلم .. والشيخ الدكتور/ يوسف الأحمد .. والخبيث والطيب
يقول حفص بن برد: ( ما أعجب شأن القلم .. يشرب ظلمة .. ويلفظ نوراً .. وقد يكون قلم الكاتب أمضى من سيف المحارب .. القلم سهم ينفذ في المقاتل .. وشفرة تطيح بها المفاصل ) .. ويقول الجاحظ: ( عرف النعمة في بيان اللسان كان بفضل النعمة في بيان القلم أعرف) .. فالقلم له رأس وليس له رقبة .. لذلك لا يمكن أن ينحني لأحد .. وإن سلّمنا له الانحناء .. فهو لا يعدو أن يكون المقصود منه اسقاط صاحبه .. وفضح منهجه .. وقد قيل: ( زلة قدم .. ولا زلة قلم ) .. والزلة هنا يقاس عليها قوماً عرف عنهم الاجتهاد ووثق الناس بهم وعرف لهم سبقهم وقدرهم .. بعكس نافخي الكير .. من بعض رؤساء التحرير .. إلى قطعان الحمير .. فالرؤساء والقطعان صنفان لا يدخلان ضمن زلة القدم والقلم .. والوصف الصحيح الذي يليق بهم: ( ركلة بقدمك .. تفقده قلمه )!. والركل إرجاع القدم إلى الخلف حتى انقطاع النفس .. ثم توجيهها توجيهاً سليماً مع تقديم الأصابع بشكلٍ مستقيمٍ وبقوةٍ تصل إلى معدلٍ عالٍ تجاه من يراد به الركل فيستقبلها استقبال المستسلمين .. ويركل ركل المارقين .. اعتقد أن الأصابع ستكون بخير .. لأن من تركله هشاً ليناً لم يسمع بالجَلَد أو يتعلم معنى الصبر .. فهو يسقط من أول ركلةٍ توجه له إن كانت بهذه القوة .. مع الملاحظة بأن الركلات تختلف باختلاف حجم القدم .. فكلما كان ارجاعها للخلف وإطلاقها للريح كلما كانت قاصمة لا يقوم بعدها فئام الأوباش!.
لقد أدخل السجن فضيلة الشيخ الدكتور الناصح/ يوسف بن عبدالله الأحمد .. فتلقف الناس الخبر بين معارضٍ ومؤيد .. حيث اختلط الحق بالباطل .. والخسارة بالانتصار .. والصنف الثاني إياهم أعني واسمعي يا جارة .. حيث فرحوا باعتقاله .. واجلبوا بركبانهم وبغالهم وقواعدهم يتكاتفون لمحاكمته .. وتم الأمر على ما تشتهي أنفس القوم .. وطالبوا ولي الأمر بمعاقبته بتهمٍ لا يرميها الشرفاء .. ويستحي من ذكرها الأحياء .. فصدر الحكم بحقه .. فكتبت الأقلام .. وتحققت الأحلام .. بانتصار الأقزام .. وجعلوا هذا النصر من الفتح المبين والنصر العظيم .. في حين أن ديار المسلمين تدك .. والأعراض تنتهك .. والخيرات تسرق .. ولم نرى منهم منكراً ونكير .. أو هجوماً على الأعداء ممجوجاً بالتحقير .. سلم اليهود والنصارى والرافضة من أقلامهم .. فقدموا لهم خدمة جليلة كانت فيما مضى أضغاث أحلام .. حيث الأعداء من الخارج يتربصون لهدم القيم والأخلاق ومحاربة العفة والفضيلة .. وإذا بالأفراخ من الداخل ينجزون ما عجز الأسياد عن انجازه .. لا هم لهم إلا هدم الدين .. والطعن في الصالحين .. ورمي التهم جزافاً على المؤمنين .. غلفوا ذلك باسم الطاعة الممسوخة المكذوبة .. فقاموا بشكر الولاة على هذا الانتصار الذي أنساهم كل الانتصارات والفتوحات .. جعلوا من قضية الشيخ/ يوسف قضية الحياة والموت .. قضية الحق والباطل .. قضية الجنة والنار .. قضية نكون أو لا نكون .. وللحق أن الحق معهم ومنهم .. والشهادة آثم كاتمها .. وإن كتمت شهادتي فإني أظلم ضميري وأخون قلمي .. فالقوم قد عروا أنفسهم تعرية لن ينساها أسيادهم .. وأقصد تلك العقول المتناقضة التي تنادي بالرأي والرأي الآخر .. وتتبنى هذا المفهوم بل تقاتل من أجل إرساءه داخل كل عقلٍ بشري .. وهذا مطلب نؤيده وندندن من أجله .. فلا غبار عليه ولا تثريب .. فمن غير المعقول أن تضع نفسك في نظريتهم وتكون من الرأي الآخر ثم يخالفون التطبيل والتزمير ويرمون المخالف بالخروج والضلال والعمالة لأجندةٍ خارجية .. وتعريفي للأجندة الخارجية أنها: ( الخوف والجبن من ذكرها أو التصريح الصريح باسمها ) .. وهي دولة تقع في كوكب ( ريج ) ولا تسألني عن الكوكب فإنك لو بحثت عنه عند أهل الاختصاص ما وجدته .. بدليل أن أسيادهم من اليهود والنصارى والمجوس لم يجدوه ولن يجدوه .. فيها من التكنولوجيا المتقدمة والأسلحة الفتاكة وأجهزة التجسس ما أنهكت الاستخبارات العالمية .. وهذه الوساوس زينها لهم إبليس .. فأصبحوا من أهل الكذب والدجل والتدليس.
ثم بعد ذلك هاجت الأقلام المستأجرة المسعورة بالتهاني والتبريك .. بعضها يمسك القلم ويغتر بنفسه .. يسترسل في الكتابة وهو منكباً يخالجه غباء شيطانه .. ويكتب مقالاً لا تجد ( للجمل المفيدة ) مكاناً ولا تبياناً .. يتهم هذا ويرمي ذاك دون دليلٍ دامغ .. بل يتبنى صناعة الأوهام من عقله الفارغ .. يغتر .. ويغتر إلى أن يصل في قرارة نفسه بأن الرجاحة تعتصر عقله .. بحيث يحشر أنفه بين جبالٍ راسيات .. أو أمواجٍ عاليات .. وهو عاتٍ لنفسه قبل غيره .. وما لبثت أن دارت الأيام والشهور إلا وصدر قرار العفو في حق الشيخ الفاضل .. فبعد التبجيل والتقديس والتأييد في اتخاذ القرار وصدور الحكم .. انقلب السحر على الساحر .. وطعنوا بمن أفرج عنه طعنة المنافقين بالمؤمنين .. وانزلوا من قدر ولي الأمر من حيث يعلمون أو لا يعلمون .. وهذا نتاج الغباء المستفحل .. الذي يودي بصاحبه إلى ظلماتٍ بعضها فوق بعض .. فمن التقديس والتصفيق والتأييد للقرار واستخدام الكلمات المتنطعة المغلفة بالدجل والكذب والزور .. إلى الطعن في القرار وصاحبه والتحقير من شأنه .. غاب هنا مفهوم الطاعة والتربية الوطنية والتربية الأخلاقية والمهنية .. وهذه من نعم الله على عباده المخدوعين بهذه الشرذمة أن كشفها على رؤوس الأشهاد .. ليميز الخبيث من الطيب .. فلا الشيخ سلم من أقلامهم حيث سجن .. ولم يسلم منهم حيث خرج! .. فولي الأمر والشيخ أعداء يجب الطعن بهم والتنقيص منهم .. وكلاهما يدخلان في ميزانهم ضمن العمالة لأجندةٍ خارجيةٍ تقطن كوكب ( ريج )!.
وكتبه
محبكم المنقطع
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي
25-11-12, 02:48 PM
العرض العادي
