العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-04, 01:52 PM   رقم المشاركة : 21
سلطان





سلطان غير متصل

سلطان is on a distinguished road


نرجو من بقية الأخوة الإكتفاء بالقراءة حتى لاتحذف مشاركاتهم

اقتباس:
أضيف بواسطة سلطان

بسم الله الرحمن الرحيم

شروط المناظرة :

7- سوف تحذف جميع الردود الخارجية لغير طرفي الحوار .









 
قديم 21-01-04, 02:08 PM   رقم المشاركة : 22
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

وأفضل الصلاة على أشرف الخلق محمد وآله الأنوار

وأقول :
سأغض الطرف أيها الفاضل عن الخوض في الفرق بين مداراة الناس بحسن الخلق وبين المودة الممنوعة .
وسأعرض أيضا عما يعتور كلامك من خلل ، من قفزة سريعة على النفي والإثبات في قوله " لا إله إلا الله " مما يخالف مذهبك كما ثبت في أهم كتبك ( وسيثبت في حينه ) .
ولن أتحدث عن التجسيم الذي وقعتم فيه مما يخالف وبصراحة مقتضيات التوحيد .
وسألفت نظري عنوة عن الكلام في الفرق بين الشرك العقيدي والشرك المترتب على السلوك ، خصوصا بعد قولك على دعوانا ( وهي الكلام النظري العقائدي ) : "فأما دعواكم معاشر الرافضة أنه واحد لا شريك له فجيد " .
ولكنك حينما أشكلت فكان إشكالك على الجانب السلوكي فقلت : " ولهذا فإن استهلال أحدكم الدعاء بقوله (يا علي، يا حسين، يا عباس) عوضا عن (يا رب) أو (يا الله) هو مساواة للمخلوق برب العالمين " .
وما دمت ظننت بأن التوسل والاستعانة هو أول باب يقتضي أن يطرق فسأفتحه لك راجيا العودة بعدها إلى الحوار حول حقيقة التوحيد ومدى مطابقته لدعواكم فيه .
وبما أننا لا نزال في المقدمة فإنني أضع خطا أحمر تحت قولي : الرجاء عدم الخلط بين ما يفعله عوام الشيعة مما لا أصل له ، وبين ما يرد في كتبنا العلمية المتبناة من قبل الحوزة وكبار علمائنا رضوان الله تعالى عليهم . ولك علي أن أراعي ذلك ايضا عندما يقتضي الحوار نقل نماذج وشواهد ، فلن تجدني أنقل إلا عما تحب بإذن الله تعالى مما تتبنى .


وسأتبع قفزتك نحو مسألة التوسل أو الاستعانة وأقول بعد الصلاة على محمد وآله :

قال حجاج : " ليس كل دعاء استغاثة، وليست كل استغاثة استعانة، وليست كل استعانة توسل .. إلا أنها تكون مشروعة في حالة ومحرمة في أخرى."
أقول : وهذا الكلام عام ومورد اتفاق بيننا على نحو الإجمال .


قال حجاج : " فالدعاء مثلا: يا فلان هات الماء .. ليس بمحرم شرعا مع أنه دعاء والاستغاثة عند الحريق برجال الإطفاء والطوارئ: النجدة النجدة .. ليس بمحرم شرعا مع أنها استغاثة والاستعانة بمحام لاسترداد حق .. ليس بمحرم شرعا والتوسل والتضرع إلى ولي الدم للعفو .. ليس بمحرم شرعا " .
أقول : وهذا جميل أيضا ومورد اتفاق أيضا ..


ثم وضعت القاعدة وما أجملها إذ تقول :
" ذلك أن كل ما سبق مقدور عليه من جهة العبد المستعان به، فأما مالا يقدر عليه إلا الله مما ليس بممتنع عقلا فمن العته الاستعانة عليه بغيره."
أقول :
فالكلام الآتي كله إذا عن نقطتين :
- عن سعة قدرة العبد فما هو الذي يقدر عليه وما الذي لا يقدر عليه ، وهل هناك فرق بين قدرته على التنفس وبين شقه القمر ؟
- وعن تقرير عدم تطابق قدرات العباد سواء في أمر الدنيا أو الآخرة ، فقدرة عيسى عليه السلام لا تقاس بقدرة فقير مثلي .
ثم نربط الكلام بعون المهدي عليه السلام بموضوعك الذي طرحت .


قبل ذلك .. نقطة يقتضي أن نقف عندها :
ما هو الممتنع العقلي الذي سيتكرر معنا تناوله ؟
أقول : من المناسب أن نلفت نظر القاريء أن الممتنع العقلي هو ما كان مستحيلا بذاته ، كاجتماع النقيضين ، أو أن يكون حاصل 2+2= 6 ، أو أن يكون الجزء أكبر من الكل وأمثال ذلك .
وبهذا يمكن التفريق بين طلب الإعجاز ( وهو الإتيان بما يعجز عنه الإنسان بنفسه مما خرق العادة ) ، وبين طلب الممتنع .
فلو أننا طلبنا من الله تعالى شأنه أن يجعل حاصل ضرب 2×2 = 6 لمجرد أننا كتبنا ذلك بالإمتحان مثلا ، لكان ذلك عتها لأنه ليس محلا لوقوع القدرة وهو ممتنع .
وأما أن نطلب منه تعالى أن يشفي مريضا مصابا بالسرطان وهو ينازع الموت ، فليس بعته ، بل هو مطلوب لأنه بيان قمة الفقر الإنساني لربه ، رغم أنه خارق للعادة كما يتبين من الواقع الطبي .


والسؤال هنا :
هل يصح التوجه للأولياء بالأمر الأول ؟
بالتأكيد لا يصح لأن حدوثه محال عقلا .

هل يصح التوجه لهم بالأمر الثاني ؟
قال حجاج : لا يجوز إذا " كان دعاء العبد الحي فيما لا قدرة له عليه " .
وأقول : يجوز لأن خلل فهم الحجاج إنما هو في القدرة وسعتها كما سيأتي .
فكون الاستعانة بهم " منكر وممتنع شرعا وعقلا " فقد بينا حكم العقل فيه ، وها نحن نتباحث في حكم الشرع .. فلا نستعجل .


الاستعانة بين الميت والحي
أولا الكلام عن الأحياء :
أما دعاء الحي فيما لا قدرة له عليه فأنا أقبل منك أنه عته ، كمن يقف بباب فقير يطلب منه أن يعطيه مالا ليسد دينه .
ولكن أن يكون منكرا شرعا فأين دليله مولانا ؟
فهل رأيت أحدا يقول : يحرم أن تطلب من الفقير مالا لا يملك قدره ؟

أما العقل :
نعم ، يقبح في العقل أن تطلب من الفقير ما لا يملكه ولكن لا يمنعه ، لأنه ترجيح من غير مرجح .. لاقيمة له ، فالقبيح شيء والممتنع شيء آخر .
فالخلاصة ، لا الشرع ولا العقل يمنعان الاستعانة بالحي ( بما لا يقدر عليه ) ، ولكنه عمل عبثي لا محالة .. ومثال الفقير واضح الدلالة .


ولكن :
هل الاستعانة بالأولياء الأحياء = الاستعانة بمن لا يقدر ؟
فإذا كانت القاعدة التي انطلق منها حجاج هي استنكار الطلب ممن لا يقدر ، فهل هذا ينطبق على الأولياء ؟

أقول :
أما الطلب من الأولياء فعلى ثلاث سبل :
- أن تطلب منهم أمرا خارقا للعادة على أساس أنهم يعطون من دون الله.
- أن تطلب منهم أمرا خارقا للعادة على ساس أنهم يعطون مع الله .
- أن تطلب منهم أمرا خارقا على أساس أنهم يعطون بالله .
أما الأوليان فلا شك بكونهما شرك ، وأما الثالثة فهي محل الكلام .


ويبدأ الكلام بسعة القدرة عند الأولياء ، فكم يقدرون وهم أحياء ؟

وأذكّر القاريء هنا بالفرق بين سعة القدرة عند ولي وآخر ، لاحظ معي:
قال تعالى : " وأبريء الأكمه والأبرص " .
وقال : " وأحيي الموتى بإذن الله " .
وقال : " إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير " .
ولا أحتاج لذكر معاجز النبي صلى الله عليه وآله من صغيرها وهو تكلم الحجر بين يديه إلى شق القمر ورد الشمس .. فكلها بين يديكم .
ومنها يتضح أن للأولياء قدرات بلغت حدا عاليا ، كالخلق وإحياء الموتى ولكن المناط هو إذن الله تعالى .

قد يقول قائل :
هذا خاص للأنبياء وبإذن الله .
أقول :
إقرأ قوله تعالى : " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " .
فهو آصف بن برخيا كما قال ابن كثير ، ولاحظ أنه لم يقل بإذن الله .
مما يثبت أن الاعجاز وما يشبهها لا تخص الأنبياء فحسب .


ويمكن هنا أن نقول بأن المعجزات أو الكرامات لا تخلو من أربع أوجه :
- أن تكون بفعل الله : " فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها " .
- أن تكون بأمر الله : " فقلنا اضربوه ببعضها " .
- أن تكون بإذن الله الصريح : " وأحيي الموتى بإذن الله " .
- أن تكون بإذن الله المبطن : " أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ".

فهل عرفت كم هي سعة قدرة الأولياء وهم أحياء ؟

فالطلب من الأولياء عليهم السلام مشروع ، لاحظ قوله تعالى على لسان سليمان:
" أيكم يأتيني بعرشها " ، وهو طلب أمر خارق للعادة وجهه نبي لخلوقات الله ، أولياء ومنهم الجن والشياطين .
وقوله على لسان موسى : " على أن تعلمن مما علمت رشدا " .

فالطلب غير ممنوع وضابطته الوحيدة هي أن لا يعتقد الطالب بأن الولي يفعل ذلك من قبل نفسه ، وإلا لصدق الشرك عليه حتى إن ظن بان أفضل الأولياء يرمش بعينه من قبل نفسه ، ولا تصل النوبة للخوارق.
ومن هنا يتبين بأن الاستعانة بغير الله لا مانع منها إن عرفنا باننا نطلب ممن قرب من الله منزلته ، والقرآن بين يديك فاقرأه .
بل يستحب الطلب من الأولياء شرعا إذا عملنا بذلك تعبدا لما ورد في روايات أهل البيت الخلفاء الشرعيين العلماء بالكتاب الذين يستنبطون الأمر منه ، وعلمونا الدعاء والتوسل وبينوا بأن التوسل بأوليائه توسل بالله من حيث النتيجة . كما أن طاعة شرطي المرور طاعة للملك من حيث النتيجة .


فهل تنفي بعدُ أن الله تعالى قد أعطى أولياءه ما لا قدرة للبشر على فعله ؟
إقرأ الآيات ، ولا أحسبك تقول ذلك .


أما الطلب من الأموات :
قال حجاج : " إذا كان دعاء العبد الحي فيما لا قدرة له عليه منكر وممتنع شرعا وعقلا فإن دعاءه ميتا أولى بالإنكار والامتناع أيضا شرعا وعقلا."
أقول :
قد عرفت فساد المقدمة :
وهي استنكار زميلنا حجاج من العبد الإتيان بما لا قدرة له عليه ، حيث أننا أثبتنا :
- الفرق بين الأولياء وغيرهم من حيث القدرة .
- واثبتنا وقوع طلب الخوارق والكرامات من قبل الأنبياء موجها للأولياء واستجابتهم لذلك بإذن الله .
فالنتيجة : وهي كون التوجه لهم شرك .. فاسدة تبعا لفساد المقدمة .


ونذّكر بقولنا:
أن أكبر أولياء الله ممن ندعو لا يملك أن يرمش إلا بقدرة الله ومثله جلب الماء للسائل ، فلا فرق عند الله بين منحك القدرة على الرمش وجلب الماء وبين منحك القدرة على إحياء ميت ، فكلها بين الكاف والنون.

وإحياء الميت ليس بممتنع عقلا لثبوت وقوعه يوم القيامة ، ووقوعه في الدنيا على يد عيسى عليه السلام .. فهو من الخوارق التي لا تقع ضمن مقدور العبد المتعارفة ، ولكنها حتما ضمن مقدور الولي ذي القرب كما عند عيسى عليه السلام .
ناهيك عما حدث في قصة بقرة بني إسرائيل التي قال تعالى : " اضربوه ببعضها " فأحيي بإذن الله ، بواسطة ضربة من بقرة .. فتأمل الممنوع الذاتي بنظرك ، هل غدى ممتنعا ؟
وأعجب يا زميلي العزيز ممن يرى بامتناع الخارق للعادة على يد أولياء الله ثم يجعله جائزا على يد أعداء الله ، فيقول بأن الدجال يحيي ويميت كما في صحيح مسلم ، وأسأل :
هل فعل ذلك بإذن الله ؟
إن قلت نعم ، فقد نسبت إلى الله تعالى مد الكافر بوسائل الإضلال كما يمد الولي بوسائل الهداية ، فكيف يميز المكلف بينهما ؟ وهل تبقى حجة لله بالغة يوم القيامة وقد أضل الناس بإعجاز على يد الدجال كإعجاز عيسى عليه السلام ؟
وإن قلت ، فعله دون إذن من الله ( ولا أحسبك تقوله ) فقد وقعت في الشرك المبين .


عودة للموضوع :
قال حجاج : " إذن ليس مقصودنا بالدعاء الذي هو من جنس العبادة ذاك المقدور عليه من قبل العبد، وإنما جعلناه حصرا فيما لا يستعان عليه إلا بالله، علما أنه لا حول ولا قوة لمخلوق مطلقا إلا بالله تعالى"
أقول : وهذه جملة تناقض بعضها ولكن الاشارة لمثلك تكفيه ، إذ أن المقدور عليه من قبل العبد حتى مثل طلب الماء إنما هو بقدرة الله تعالى ، فقولك : " إنماجعلناه حصرا فيما لا يستعان عليه إلا بالله " يناقض الجملة التي بعدها . فمن يقدرك على الاجابة بجلب الماء يقدرك على طي السماوات عروجا .


لهذا ، فإن عدم جواز الطلب من الميت لم نعرف له وجها ، خصوصا مع ما علمت من كون الولي في جميع حالاته مهبطا لفيض الله وليس هو بحي بأقدر منه بميت إلا بإذن الله ، غاية ما هنالك أن تطلب عارفا بأنه طريق لله .
وهذا يعتمد على نقطتين :
الأولى : أن الأولياء ليسوا جميعا موتى ؟ فأفاضلهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وهم أقلة الذين علت رتبتهم عن رتبة الشهداء .
النقطة الثانية : أنه لا مانع من الطلب من الحي حسب مقامه المرتبط بسعة قدرته ومنبعها الله تعالى ، فالميت ( مع غض النظر عن النقطة الأولى ) لا يفرق عن الحي شيئا ، إذ لا يصح أن يتحول الطلب من مباح إلى شرك بلا مرجح .
كيف وقدرة الله تنال الحجر والمدر فلم وقف جسد الميت دونها ؟

وأما إن لم تعجبك هذه اللغة ، فلربما أعجبك ما نقله البيهقي :
أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له .. فقال له عثمان بن حنيف : فصل ركعتين ثم قل " اللهم إني أتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي ليقضي لي حاجتي " ..
فقوله يامحمد نداء لميت ، لاشك ولا ريب أنه عالم بموته ولكنه عالم بمقامه من ربه فلا تغفل .


قال حجاج :
" ولنضرب على ذلك مثلا .. ما تقول في رجل جاء قبرا فسأل صاحبه شربة ماء؟ لا شك أننا نحكم عليه بالعته إذ لا قدرة له على الاستجابة وهو ميت ، نعم قد كانت له هذه القدرة عندما كان حيا، أما وقد توفاه الله الآن فقد سلبت منه هذه القدرة. فسؤاله والطلب منه منكر شرعا وعقلا. وكذا لو هرع مريض إلى قبر طبيب مشهور مستغيثا أن يخفف عنه ألمه فإنه ينكر عليه فعله. إذ العقل يقضي بأن يتوجه إلى طبيب حي."
أقول : فهل كان يملك هذا الرجل شربة ماء فتواكل ؟
أم كانت ممتنعة عليه فلجأ للدعاء والاستعانة ؟
فالأولى ليست من موارد الدعاء وقد يسر الله له الحصول على الماء .
وأما الثانية فهي لب الدعاء والتوجه إلى الله من خلال عبده المقرب .

وكذلك أمر الطبيب ، على أنني أركز على معرفة هوية صاحب هذا القبر وهوية هذا الطبيب .. فهل هما من الأولياء ؟ ممن أعطاهم الله من سعته ؟ كمحمد صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين ..؟
أم أنه من عامة الخلق الفقراء مثلي ممن لا ينفع ولم يعط سعة من الله ؟

فالشرع يدعو للأولى لأنهم طرائق إلى ربهم ، وأما المستجير بالفقير العبد لله فسفيه عابث .. وقد مر عليك أن اللجوء للأولياء لا لكل ميت .


قال حجاج :
" فما الظن بمن يترك الحي القيوم ليسأل الميت المعدوم؟ "
أقول : قد عرفت بأن السؤال من الحي شربة ماء اعتقادا بأنه يأتيك من نفسه أو شريكا لله فهو شرك وإن كان حيا ، وأما اعتقادك اتيانه شربة الماء بإذن الله فلا غبار عليه حينئذ .
فالحي القيوم حي قيوم عندما سألت الماء من الحي الفقير ، ويبقى حيا قيوما عند سؤالك من الميت لأن الضابط هو اعتقادك أن الرازق هو الله.


بل إنني لأجد في ادعاء وقوف الموت دون الاستعانة نوع شرك إذ أنك تظن بأن إمرار القدرة الإلهية على يد الحي أسهل منه على يد الميت .. فتفكر ، لأن كلاهما عنده سبحانه واحد .
وأما إن كنت ترى بإمكان ذلك على يد الحي أو الميت بالنسبة لقدرة الله فيبقى البحث عن المرجح ، فلا يصح أن تعامله معاملة الممتنع عليه سبحانه إلا إذا كنت تقول بعدم إمكانه تعالى أن يفعل ذلك على يد الميت .. فصرح .


قال حجاج :
" إن الذي ننكر من هذه المسألة هو أن يتوجه العبد إلى عبد مثله حيا أو ميتا، طالبا منه مالا قدرة إلا لله عليه، كقوله: يا فلان يا غياث المستغيثين، يا مفرج الكروب، يا مزيل الهموم، ابدل عسري يسرا، وألهمني صبرا، اقض حوائجي صغرا وكبرا، يا من يدعى سرا وجهرا، الخ.. " .
أقول : والواقع لا يهم هنا كثيرا الكلمات المستخدمة وإنما العقيدة التي سبق بيانها ، فأي غياث للمستغيثين لا يغيثك إلا بإذن الله تعالى مهما تلطفت في دعائك وأسررت به أو جهرت .

وبهذا يتبين فساد قولك " إن دعاء العبد حيا أو ميتا فيما لا قدرة له عليه إشراك له في قدرة الله تعالى " .
لأن المناط هو انبثاق القدرة منه سبحانه لا من دونه ، كَلّ لسان من يدعي ذلك .



وأخيرا :
" أما سؤالك حول طلب خوارق العادات من العبد هل هو شرك أم لا، فأقول، أما ما خص الله به نفسه كقوله (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) أوغيره مما علم بالضرورة أنه خاص بالله فهو بلا شك من الشرك." .
وأقول :
الكلام تارة عن :
- المدعو : وهو أصالة رب العالمين .
- الطريق : وهو الولي الحي أو الميت .
- المطلوب : وهو موضوع الدعاء .

فكلامك هنا ينصب على أن تطلب من الولي أمرا غير مختص بالله تعالى ، وقد أتفق معك إجمالا عليه ، ولكن هل تجده مشركا من يقول :
يا محمد صلى الله عليه وآله بين لي في أي أرض أموت ، فأنت الذي اختصك الله برحمته .
فإذا كان من المختصات بالله كما فهمت أنت فكيف عرف النبي بموقع قتل الحسين ، وكيف كان عيسى يميت ويحيي في أي أرض .. تقول من علم الله .. نقول كذلك .

أما وقد أطلت وأنا أعتذر منك ومن القاريء الكريم ، فأحب أن ألخص ما سبق بنقاط :
- أن التوجه للأولياء يجب أن يكون بضابطة كونهم عباد لله لا شركاء له وقد توجه أنبياء بطلباتهم للعباد .
- أن خارق العادة وغيره سواء في ذلك لأن قدرة الله تشمل كل شيء .
- أنه لا فرق بين الميت والحي ، بل إن الاعتقاد بأن افاضة قدرة الله على الحي أسهل منها على الميت كفر بقدرة الله .
- أن المختصات بالله تعالى لا يحسن السؤال عنها لعدم الجدوى .

ويثبت بذلك أن التوسل والاستعانة لا مانع منها حسب الضوابط الماضية
مؤكدا على جملتك : " ليس كل دعاء استغاثة، وليست كل استغاثة استعانة، وليست كل استعانة توسل .. إلا أنها تكون مشروعة في حالة ومحرمة في أخرى." حسب نية المستعين .
وأما من يحدد هوية الأولياء فبحث آخر لأن الواقع قد اختلط عند المتوسلين .

واسمح لي أن أعود إلى بحث التوحيد بتساؤلات أنتظر منك الإذن لأسردها .

والسلام بعد الاعتذار







 
قديم 22-01-04, 04:05 PM   رقم المشاركة : 23
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


الحمد لله الذي تسبح له البحار الطوافح، والسحب السوافح، والأبصار الطوامح، والأفكار والقرائح، العزيز في سلطانه، الكريم في امتنانه، ساتر المذنب في عصيانه، رازق الصالح والطالح. تقدس عن مثل وشبيه، وتنزه عن نقص يعتريه، يعلم خائنة الصدر وما فيه من سر أضمرته الجوانح. لا يشغله شاغل، ولا يبرمه سائل، ولا ينقصه نائل، تعالى عن الند المماثل والضد المكادح. يسمع تغريد الورقاء على الغصن، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ويتكلم وكلامه مكتوب في اللوح مسموع بالأذن. موصوف بالسمع والبصر، مرئي في الجنة كما يرى القمر. من شبهه أو كيفه فقد كفر، هذا مذهب أهل السنة والأثر، ودليلهم جلي واضح. ينجي من يشاء كما يشاء ويهلك، فهو المســلّم للمسـلِم والمسْـلم والمهْلك، لم ينتفع كنعان بالنسب يوم الغرق لأنه مشرك. قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالح.

أحمده على تسهيل المصالح، وأشكره على ستر القبائح، وأصلي على نبيه غاد ورائح، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر ذي الفضل الراجح، وعلى عمر العادل فلم يراقب ولم يسامح، وعلى عثمان الذي بايع عنه الرسول فيالها صفقة رابح، وعلى علي البحر الخضم الطافح، وعلى جميع آله وأصحابه ذوي الرأي السديد والعمل الصالح. أما بعد

قلت هداك الله:
(سأغض الطرف أيها الفاضل عن الخوض في الفرق بين مداراة الناس بحسن الخلق وبين المودة الممنوعة.)

أقول: لا إخالك حملت كلامي إلا على وجه غير الذي أردته. ولسنا هنا في مقام المعاتبة فلنقصر ولا نعرج.

قلت: (وسأعرض أيضا عما يعتور كلامك من خلل ، من قفزة سريعة على النفي والإثبات في قوله " لا إله إلا الله " مما يخالف مذهبك كما ثبت في أهم كتبك ( وسيثبت في حينه ) .)

أقول: بل نحن في صدد بيان كل خلل، فلا تبطئن، هدانا الله وإياك، في الإشارة إلى ما استشكل عليك أو ظننت فيه الخلل. فإن كنت مصيبا رجعنا إلى قولك، وإن كان الأمر خلاف ذلك بيناه لك فكنت في الخيار.

وقلت: (ولن أتحدث عن التجسيم الذي وقعتم فيه مما يخالف وبصراحة مقتضيات التوحيد.)

أقول: المآخذ بيننا كثيرة، فلندعها لحينها، ولنلزم مسار النقاش.

وقلت: (ولن أتحدث عن التجسيم الذي وقعتم فيه مما يخالف وبصراحة مقتضيات التوحيد .
وسألفت نظري عنوة عن الكلام في الفرق بين الشرك العقيدي والشرك المترتب على السلوك ، خصوصا بعد قولك على دعوانا ( وهي الكلام النظري العقائدي): "فأما دعواكم معاشر الرافضة أنه واحد لا شريك له فجيد ".
ولكنك حينما أشكلت فكان إشكالك على الجانب السلوكي فقلت : " ولهذا فإن استهلال أحدكم الدعاء بقوله (يا علي، يا حسين، يا عباس) عوضا عن (يا رب) أو (يا الله) هو مساواة للمخلوق برب العالمين "
.)

أقول: ليس الأمر كما توهمت بل قلت بالحرف الواحد: (فأما دعواكم معاشر الرافضة أنه واحد لا شريك له فجيد، لكني عند النظر والتمحيص وجدتكم في عقائدكم أشد الناس إشراكا وكفرا. وذلك أنكم تعتقدون أن الله تعالى قائم بعلي) وهذا إشكال عقائدي في المقام الأول، ثم أتبعته بما يصدق هذا الاعتقاد من سلوككم، فتنبه ولا تغفل.

وقلت: (وما دمت ظننت بأن التوسل والاستعانة هو أول باب يقتضي أن يطرق فسأفتحه لك راجيا العودة بعدها إلى الحوار حول حقيقة التوحيد ومدى مطابقته لدعواكم فيه .)

أقول: بعد أن بينا لك أن القفز كان من قبلكم، فلا داعي لما تبعه من كلام. بل أطلب منك حفظه لحينه، وأطلب من مشرفنا الموقر حذف المشاركة من بدء قولك (وسأتبع قفزتك نحو مسألة التوسل أو الاستعانة وأقول بعد الصلاة على محمد وآله) لأن مدار النقاش هنا اعتقادكم أن الله تعالى قائم بعلي. صعد النقاش في هذه المسألة، فإما أن تلزمني صحتها أو ألزمك خطأها. ولو كنت أعلم أنك ستعرج على موضوع التوسل لامتنعت عن إجابة أسئلتك. لكني كنت في واد وكنت في آخر.

قلت: (وبما أننا لا نزال في المقدمة فإنني أضع خطا أحمر تحت قولي : الرجاء عدم الخلط بين ما يفعله عوام الشيعة مما لا أصل له ، وبين ما يرد في كتبنا العلمية المتبناة من قبل الحوزة وكبار علمائنا رضوان الله تعالى عليهم . ولك علي أن أراعي ذلك ايضا عندما يقتضي الحوار نقل نماذج وشواهد ، فلن تجدني أنقل إلا عما تحب بإذن الله تعالى مما تتبنى .)

أقول: رجاءك متحفظ عليه أيها الزميل، لا ضنا مني به عليك، ولكن لما كان علماؤكم لا ينهون عما ينكر، كانوا كمن يقرون العوام على فعل المنكر. فهذه مكتباتنا تشهد بل تعج بكثرة المؤلفات حول التوحيد والشرك بالله وبيان الأخطاء المنتشرة بين العوام. ولا يألوا الخطباء جهدا في خطبهم ومحاضراتهم في التنبيه على المنكرات وبخاصة تلك المختصة بالإيمان ونواقضه والتوحيد ومعالمه والشرك وأقسامه تنوء بحملها أرفف محالّ الأشرطة الإسلامية. فأما بياننا لما عليه عوامكم من سلوك منكر، إن كان المعلوم أن علماؤكم ينهون عنه في حلهم وترحالهم، ولا يألون جهدا في بيان فساد وضلال هذا السلوك، فبها ونعمت لظهور العذر. وأما إن خانوا أمانة العلم بصمتهم عن المنكر، فالساكت عن الحق شيطان أخرس .. ولا أقل من أن تنكره لنا في هذا المنبر.

وهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيعة والهندوس يرمون بأطفالهم من علو شاهق طلبا للحظّ والصحة
»» تأمـــــــــلات في الفكـــــــــر الســـــــياسي عند علي رضي الله عنه
»» نبأ عاجل .... باركوا لأخيكم
»» Joining Efforts
»» French Woman Denied Access To Bank For Wearing Hijab
 
قديم 22-01-04, 07:37 PM   رقم المشاركة : 24
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


وبانتظار بقية كلامكم

والسلام







 
قديم 23-01-04, 08:18 PM   رقم المشاركة : 25
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


اقتباس:
أضيف بواسطة عنوان


وبانتظار بقية كلامكم

في زعمكم أن الله قائم بعلي؟ ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)






التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» اكفر برسالة جوال
»» وكالات الأنباء، خبر طازج
»» رائع لكتابة الرسائل
»» بعثة التنقيب اكتشفت منقبتان جديدتان لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما
»» الماسونية
 
قديم 24-01-04, 07:45 PM   رقم المشاركة : 26
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله الأطهار

العذر العذر فيما مر من مداخلتي السابقة حيث ظننت أنك لم تنته ( هناك خلل في السيرفر ، وقد تبين لي أنني لم أسحب موضوعك كاملا لأنني لم أر توقيعك المبارك ).

عموما ، وبعد الاستجابة لك فيما أحببت أن نعرض عنه وما نطرح ، أقول مستعينا برسول الله صلى الله عليه وآله :

قال حجاج : " أقول: المآخذ بيننا كثيرة، فلندعها لحينها، ولنلزم مسار النقاش " .
أقول : لبيك ، والخروج عن المسار إن كان الخلل مني فاصبر أعانك الله ولا تبخل علي بنصحك في ذلك ، وإن كان منك فبانتظار المعالجة من قبلك .

وقد استشكلت علي تفريقي بين الشرك المنبثق من العقيدة في شقها النظري وبين الشرك المنبثق من شقها السلوكي ، ولا أجد حاجة للتفصيل في ذلك نتيجة لوحدة المحصلة النهائية ومنعا لخروج البحث عن هدفه .. فالمستعين – عندك – يقع في الشرك وإن كان موحدا في عقيدته ، وهذه مرتبة لاحقة على جوهر الاعتقاد مرتبطة بالسير والسلوك ، وأخالها كالرياء – وإن كانت الاستعانة عندك اشد – . فالمرائي مشرك شركا أصغر وإن قال بالتوحيد لأنه عند سيره أخل بعقيدته ، ولئن سألته وهو حال الرياء عن وحدة الخالق لأجابك عنها بلا شك رغم أن عمله أوقعه بالشرك .
هذا ما قصدت من التفريق بين الشرك في عقيدة التوحيد ، والشرك النابع من السلوك ، وتصنيفي للاستعانة – إن كانت شركا – فكذلك ، لأنك لا تجد شيعيا يقول بألوهية علي عليه السلام في عقائده النظرية .


قال حجاج : أن الشيعة تعتقد بأن الله قائم بعلي .
أقول :
قد تتبعت مجموعة من كتب العقائد ونظرت فيها نظر باحث عن سبيل النجاة ، ولكن لم أر يوما حتى في هامش من هوامش كتبنا فضلا عن متونها هذا الكلام الذي تنسبه إلينا .
بل وجدتهم يقولون : بأن واجب الوجود موجود والا استلزمه ، ووجدتهم يرمون المجسمة بالجهل والشرك ، فما لهم يجسمون الله بعلي كما تدعي ؟ فأين كان علي والله تعالى قائم قبل علي وغير علي .
فأرجو إمدادي بمصدر يقول بذاك ، لربما أغفله بصري فأنر بصيرتي حول هذا الادعاء .
وأما إن كان هذا فهمك ، فاعذرني إن أشرت لقصور فهمك ، فكيف ستستوعب ما فات على كبار علمائك ممن تأخذ منهم وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون من عمل على إبعاد سفينة النجاة عن شاطي قلوبهم ، وأغلقوا أبوابهم دون باب مدينة علم رسول الله المفتوح ليل نهار يسترسل منه صوت علي : " سلوني .. سلوني " .. فأعرضوا عنه ؟؟
فهل يسمع من أصم نفسه بيديه ؟



حذف المشاركة أمر غير مناسب :
وأما حول علاقة الكلام ببحث التوسل ، فلا أجد فيه فرقا ، ولا أرى من داع لحذف المشرف شيئا من المشاركة لتكون بذلك سابقة غير مناسبة ، وتفتح بابا لأكبر منها .. وإن رأى القاريء بأنني الشاطح فلا مانع عندي أيها الفاضل ، فاتركها كما هي فإنني أراها مرتبطة بالبحث بشكل وثيق .



هل هناك فرق بين التوسل والاستعانة والدعاء والاستغاثة ؟
إن كل ذلك وإن تعدد من حيث الصورة إلا أن كنهه واحد ، فأصله الكلام في مالكية هذا العبد المتوسل به بفتح السين أو المستعان به أو المدعو أو المستغاث به .. لتصح حينئذ الاستغاثة وغيرها ، إذ كما بينت – أنت – سابقا أن الكلام في قدرة العبد من عدمها :
- " ليس مقصودنا بالدعاء الذي هو من جنس العبادة ذاك المقدور عليه من قبل العبد ".
- " إن الذي ننكر من هذه المسألة هو أن يتوجه العبد إلى عبد مثله حيا أو ميتا، طالبا منه مالا قدرة إلا لله عليه " .
فالكلام في مالكية العبد لأن :
العبد إن ملك القدرة صحت الاستعانة به بحدود هذه القدرة .
وإن ملك القدرة صحت الاستغاثة به بحدود هذه القدرة .
وإن ملك القدرة صح التوسل به بحدود هذه القدرة .
وإن ملك القدرة صح دعاؤه بحدود هذه القدرة .


فالكلام إذا عن نقطتين :
النقطة الأولى : عن حقيقة تملك بعض العباد لقدرات تفوق قدرات البشر .
النقطة الثانية : عن جواز الاستعانة بهم .


أما النقطة الأولى :
فالقاريء للقرآن والسنة والتاريخ تتجلى أمامه تلك الحقيقة ، فمن الأنبياء عيسى عليه السلام محيي الموتى وسليمان المتصرف في الريح ومن غيرهم آصف صاحب العرش والخضر صاحب علم الغيب وغيرهم .. وآخرها يا سارية الجبل .
فكل ذلك يثبت – وغيره كثير والله - أن العباد يتفاوتون في قدراتهم حسب مقاماتهم وقربهم من الله تعالى شأنه ، إذ لا عاقل يدعي أن قدرتهم منفكة عن المدد الإلهي لهم .


وأما النقطة الثانية :
فلا ريب بجواز الاستعانة ، فالاستعانة بطلب الماء مثلها مثل الاستعانة بتحريك جبل ، فكله مستمد من الله تعالى ، فلا تظنن – ولا أحسبك تفعل – أن جلب الماء لأنه امر صغير فإنه من العبد دون الله سبحانه وتعالى .
ولا أظن بأن الحي يستمد قدرته من الله وأما الميت فتقف قدرة الله دونه .. فتأمل .


وما أدل على جواز الاستعانة مما ذكرته في المداخلة الماضية من فعل سليمان وآصف ، وموسى والعبد الصالح ، ولا أظن أن تذكيرك بما ورد في الحديث من قول أحدكم : يا عباد الله احبسوا .. أو نداء ابن عمر: يا محمد ، كما في الكلم الطيب لابن تيمية .. ولا أظنه يزيدك يقينا ، فالقرآن يكفي لليقين لظهور الأمر فيه بجلاء .


فهل كان الكلام قفزة في التوسل قفزة ؟
لا أحسبه كذلك لمن يقرأ باهتمام ، وأظنك تهتم .. فلا تخيب ظني .


وحول رجائي اعتماد ما يصح الاعتماد عليه ، قال حجاج :
" رجاءك متحفظ عليه أيها الزميل، لا ضنا مني به عليك، ولكن لما كان علماؤكم لا ينهون عما ينكر، كانوا كمن يقرون العوام على فعل المنكر... الخ " .
أقول : أين المنكر الذي تزعم وأقره علماؤنا بصمتهم عنه ؟ شريطة ألا يكون منكرا في نظرك دوننا ، فلا تلزمنا برأيك الذي نوقن بقصوره مولانا .
وأما عن عمل علماء المذهب فهم يسعون بما أتوا رضوان الله تعالى عليهم ويمدهم من خلفهم المهدي عليه السلام بما أجازه الله له في ذلك ، ولكن للشيطان جنودا يمنعون ، فحزب الشيطان يرصد لحزب الله ، ولكن حتى حين فلا تبتئس .


عودة للموضوع :
هذا ما جاء ردا على قولك : " إن الذي ننكر من هذه المسألة هو أن يتوجه العبد إلى عبد مثله حيا أو ميتا، طالبا منه مالا قدرة إلا لله عليه " وهو كما يبدو لي لب كلامك الماضي .
فإن وافقت على ما ذكرت في مداخلتي هذه وكنت كما قلت : " فإن كنت مصيبا رجعنا إلى قولك " ، ووافقت على أن الاستعانة ليست بشرك إلا إذا جاءت استعانة من دون الله لا بإذن الله ، فيبقى الكلام :
هل حبى الله عليا بسطة وقدرة تخولكم أيها الشيعة الاستعانة به ؟
وعليّ بعد ذلك الإجابة عنه .
وأما إن رأيت أن مسيرة الكلام قد اختلت ، ورأيت العودة للموضوع لقصور في استدلالي ، فقد أنت الحوار وأنا لك تابع .. ناصح أمين منتظر .

والسلام







 
قديم 27-01-04, 10:57 AM   رقم المشاركة : 27
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


الحمد لله الذي نصب من كل كائن على وحدانيته برهانا، وتصرف في خليقته كما شاء عزا وسلطانا، واختار المتقين فوهب لهم أمنا وإيمانا، وعم المذنبين بحلمه ورحمته عفوا وغفرانا، ولم يقطع أهل معصيته جودا وامتنانا. روح أهل الإخلاص بنسيم قربه، وحذر يوم القصاص بجسيم كربه، وحفظ السالك نحو رضاه في سربه، وأكرم المؤمن به إذ كتب الإيمان في قلبه.
حكم بريته فأمر ونهى وأقام بمعونته ما ضعف ووهى، وأيقظ بموعظته من غفل وسها. رد عيون العقل عن صفته وأغشاها، وأنذر بيوم محاسبته من يخشاها. ليس بجسم فيشبه الأجسام، ولا بمتجوف فيحتاج إلى الشراب والطعام، ولا تحدث له صفة فيتطرق عليها انعدام، بل نصفه بالنقل من غير كيف، والسلام.

أحمده حمد عبد لربه، معتذرا لله من ذنبه، وأقر بتوحيده إقرار مخلص من قلبه، وأصلي على رسوله محمد وصحبه، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر الصديق ضجيعه في تربه، وعلى عمر الذي لا يسير الشيطان في سربه، وعلى عثمان الشهيد لا في صف حربه، وعلى علي معينه ومغيثه في كربه، وعلى سائر آله وحزبه .. وسلم تسليما.

اللهم ارحم كلا منا بإصلاح قلبه .. وأنعم عليه بغفران ذنبه .. وانفعني وكل متابع لنا بعقله ولبه.

قلت أيها الزميل:

(قال حجاج : أن الشيعة تعتقد بأن الله قائم بعلي .
أقول :
قد تتبعت مجموعة من كتب العقائد ونظرت فيها نظر باحث عن سبيل النجاة ، ولكن لم أر يوما حتى في هامش من هوامش كتبنا فضلا عن متونها هذا الكلام الذي تنسبه إلينا .
بل وجدتهم يقولون : بأن واجب الوجود موجود والا استلزمه ، ووجدتهم يرمون المجسمة بالجهل والشرك ، فما لهم يجسمون الله بعلي كما تدعي ؟ فأين كان علي والله تعالى قائم قبل علي وغير علي .
فأرجو إمدادي بمصدر يقول بذاك ، لربما أغفله بصري فأنر بصيرتي حول هذا الادعاء .
وأما إن كان هذا فهمك ، فاعذرني إن أشرت لقصور فهمك ، فكيف ستستوعب ما فات على كبار علمائك ممن تأخذ منهم وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون من عمل على إبعاد سفينة النجاة عن شاطي قلوبهم ، وأغلقوا أبوابهم دون باب مدينة علم رسول الله المفتوح ليل نهار يسترسل منه صوت علي : " سلوني .. سلوني " .. فأعرضوا عنه ؟؟
فهل يسمع من أصم نفسه بيده؟ )


أقول وبالله المستعان وعليه التكلان:

ورد من طرقكم أيها الزميل "عن جابر قال: سألت أبا جعفر (ع) عن هذه الآية (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) قال أبو جعفر: شهد الله أنه لا إله إلا هو، فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال. فأما قوله (وَالْمَلاَئِكَةُ) فإنه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه. وأما قوله (وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ) فإن أولي العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط. والقسط هو العدل في الظاهر، والعدل في الباطن أمير المؤمنين (ع)"
أخرجه العياشي في تفسيره ج1/188، والكاشاني في الصافي ج1/250، والتوبلي البحراني في البرهان ج1/273، والحويزي في نور الثقلين ج1/323

فالكلام في قوله: (والقسط هو العدل في الظاهر، والعدل في الباطن أمير المؤمنين) يعني بعبارة أخرى:

شهد الله أنه لا إله إلا هو، وشهد الملائكة وأولو العلم أنه قائم بعلي، إذ هو القسط، وإن كان في (الظاهر) أنه قائم بالعدل، إلا أنه في الحقيقة والواقع قائم بعلي وهو ما يؤول إليه الكلام.

وليس هذا كلام في بطون الكتب مما قد يخفى على عوامكم، بل هو مما يردده ساداتكم وخطباؤكم على أسماعكم من على المنابر. استمع إن شئت إلى باقر الفالي بصوته وهو يقول:

"فإذا أردت أنك تصعد، طلق هذه الدنيا، وتوجه بقلبك إلى سادتك. يعني لو أنك قلت يا الله .. دعوتك مستجابة، ولو قلت يا علي أو يا فاطمة دعوتك مو مستجابة؟ كلهم سواسية، لأنهم مصدر العطاء" (شريط إلى دعاة التقريب لعبد الله السلفي - قسم الوثائق الصوتية)


بل يمكن القول بصفة عامة أن الأئمة في عقيدتكم جزء من الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) إذ هم كما وصفهم باقر الفالي (أبناء الرؤوف الرحيم). وفاطمة كما ورد في بعض كتبكم لم تسلم هي أيضا من نسبتها إلى الألوهية.

فهذه الرواية، وكثير غيرها، مما تغص به كتبكم، لها دور كبير في فساد عقيدتكم التي أسست أصلا على مبدأ الهوى والغلو.

وأما الإجابة عن سائر تعليقك فنؤجله إلى أجل مسمى، عند الكلام على التوسل وأنواعه وما يجوز منه وما لا يجوز فتريث ولا تعجل.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» رسالة عروس لعريسها
»» الصداقة الحميمة بين علي وإبليس
»» عندما هداها الله
»» لماذا نص الله تعالى على طالوت دون علي؟
»» معجزة ولا رسول الله لها، وين مجرد سؤال وولد الديرة؟؟
 
قديم 29-01-04, 09:49 PM   رقم المشاركة : 28
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله
رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا وبالإسلام دينا وبالقرآن كتابا وبالكعبة قبلة وبعلي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة بن الحسن ائمة ، اللهم إني رضيت بهم أئمة فأرضني لهم إنك على كل شيء قدير ، وعجل اللهم فرج صاحب العصر والزمان فقد استبد بالناس الفساد والجهل يا ديان .

أولا :
الكلام عن الرواية المباركة بين اثنتين :
- أن يريد الإمام المعنى الذي تفضلت به .
- أو أنه يريد المعنى الذي ندين به كشيعة ، وأن العدل هو الخط الفاصل بين الجنة والنار .

أما الأولى : وأنه يريد ما فهمته أنت من الله قائم بعلي فهذا خطل من القول والفهم ، ولا أبرؤك منه – معتذرا منك – فأنت فرع من شجرة أهل الظاهر، المغالين في فهم ظاهر العبارات وإن تضاربت مع العقل كما سيأتي في حينه .
Off the record : (ولا تظنن بذلك بأننا من أهل الباطن كما يدعي القفاري عن الشيعة فذاك نابع من قلة معرفته بأدلتهم وكتبهم ، نعم للقرآن معنى باطن ولكن الحجة لا تقوم على الإنسان بالمعنى الباطن ، فاعلم ).

وأما الثانية : فهي الحق وأن علي عليه السلام هو بمعنى الفيصل وما حاد أحد عنه إلا إلى جهنم ، فهو الفيصل بين الجنة والنار لأخبار عديدة عندنا ومنها ما ورد عندكم ، منها أنه قسيم بين الجنة والنار لما صح من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه كما في صحيح مسلم : " لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق " ، فحبه قاسم فتبصر .

وأما انتزاعك هذا المعنى من رواية أشكل عليك فهمها أو أخذتها بسوء الظن ضاربا بالحائط أدبيات الشيعة وما تناقلوه في ثقافتهم - من تصنيف علي كثاني أحب خلق الله إليه بعد محمد صلى الله عليه وآله - فغير مقبول .
فهذه هي عقيدتنا التي نظهر ونبطن .

ثانيا :
الواجب واجب والممكن ممكن مهما علا مقامه .. ونحن نؤمن بولاية علي وأنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف يستقيم بعد ذلك أن نؤمن بأن الله قائم بعلي بالمعنى الذي ذكرت ؟
فهل ترى أن ما نقوله بأن علي هو ثاني الخلق كذب ؟ وأننا نرى بأن الله هو علي عليه السلام ؟
أم أن هناك فريقين من الشيعة يقول أحدهما بالأول والآخر بالثاني ؟
بين لي رأيك مسددا .


ثالثا :
وأما نقلك عن الفالي ، فالكلام في محورين :
المحور الأول : قيمة السيد الفالي العلمية ، فالسيد الفالي – غفر الله له – ممن لا وزن له من الجنبة العلمية ، فهو خطيب منبر يهوى البعض الحضور له والأغلب يعرضون ولست بصدد ذكر الأسباب .
ولكن هل للسيد قيمة علمية كما تحب أن تصور لنفسك والوهابية ؟
أنبئني مولانا كيف تقاس القيمة ؟
بعدد الحضور من العوام ؟ أم بتبني الحوزة العلمية له ؟
بمعنى :
شخص يحضر تحت منبره الآلاف ، فهل ترتفع مكانته العلمية ؟ أم أن التزكية تأتي من قبل المختصين ؟ وهنا يمكن أن يكون حجة ويلتفت إلى قوله .
فآتني من كتب علمائنا الأبرار من فسر الرواية كتفسيرك .

المحور الثاني : أما الكلام الذي قاله هنا السيد فغير منكر من القول إذا أخذته بلحاظ عقيدتنا لا بلحاظ فهمك .
فالمصلحات التي دأب على استخدامها العرفاء مثلا أدت إلى إشكاليات عديدة قُتل على إثرها الحلاج وكُفّر الملا صدرا .. بينما ذهب آخرون إلى أنها في قمة الإيمان والورع والذوبان في ساحة القدس الإلهي .. فالمصطلحات قد تخدع .
وأما كلامك عن مصطلح "ابناء الله " فهو كفر صريح لا شك ولا ريب إن قاله قائل وعنى به المعنى الحقيقي .
ولكن هل تتوقع أيها الفاضل أن يقبل بهذا المعنى أطفال الشيعة الذين يقرؤون ليل نهار " لم يلد ولم يولد " حتى يقبله كبارنا فضلا عن علمائنا ؟
أهكذا يكون الإنصاف يا حجاج ؟
أهكذا تظن بأنك تهدم عقيدة التشيع ؟



مصدر العطاء الذاتي أم الكسبي ؟
وأما أنهم مصدر العطاء فنعم ، بإذن الله كما مر عليك في التوسل وما بعده .


ختاما :
- اطمئن فلن أعجل في حواري معك أيها الزميل .. ولكن – إن خطوت للإمام خطوة -فذلك – يا مولاي - من علمي بما سيتمخض عنه هذا الرجيج ، فلن تأتي بأكثر مما أتى به غيرك من العجيج ، وقد رأيناه فما سمعنا الا الضجيج .

- إذن فوصمك ايانا بالشرك لمجرد أنك توهمت ما توهمت .. فمنك الخطأ لا منا . ولا بد أن تناقش عقيدتنا كما نعتقدها لا كما تظن أننا نعتقدها أنت ، وسأريك كيف تختار النقد عندما يأتي دوري أيها العزيز .

- فعد ( أرجوك ).. واقرأ ما كتبته لك من موضوع التوسل وما بعده ، فستجد ضالتك هناك وارجيء الإجابة عنه متى أردت .

ثم عد وأنا في انتظار ردك .

والسلام







 
قديم 31-01-04, 10:59 PM   رقم المشاركة : 29
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road




الحمد لله القوي المتين، القاهر الظاهر المبين، لا يعزب عن سمعه أقل الأنين، ولا يخفى على بصره حركات الجنين، ذل لكبريائه جبابرة السلاطين، وقل عند دفاعه كيد الشياطين. قضى قضاءه كما شاء على الخاطئين، وسبق اختياره لمن اختار وآدم بين الماء والطين، فجعل الرافضة أهل الشمال، وجعلنا أهل اليمين، جرى القدر بذلك قبل عمل العاملين، وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ

أحمده حمد الشاكرين، وأسأله معونة الصابرين، وأصلي على رسوله المقدم على النبيين، صلى الله عليه وعلى صاحبه الصديق أول تابع له على الدين، وعلى الفاروق القوي الأمين، وعلى عثمان زوج ابنتيه ونعم القرين، وعلى علي بحر العلوم الأنزع البطين، وعلى سائر آله وأصحابه صلاة دائمة إلى يوم الدين، وسلم تسليما.. أما بعد:

قلت أيها الزميل:
الكلام عن الرواية المباركة بين اثنتين :
- أن يريد الإمام المعنى الذي تفضلت به .
- أو أنه يريد المعنى الذي ندين به كشيعة ، وأن العدل هو الخط الفاصل بين الجنة والنار .


أقول: وفي هذا دلالة، بل إقرار صريح منكم، على أن المعنى الأول في ذاته وارد وليس بممتنع. وعليه، فإن قولكم: "أما الأولى : وأنه يريد ما فهمته أنت من الله قائم بعلي فهذا خطل من القول والفهم ، ولا أبرؤك منه – معتذرا منك – فأنت فرع من شجرة أهل الظاهر، المغالين في فهم ظاهر العبارات وإن تضاربت مع العقل كما سيأتي في حينه" لا وجه له لأسباب نذكر منها:

1- أن حديث الأئمة صعب مستصعب: فقد أخرج الكليني في الجزء الأول من صحيحه، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب: " مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( ع ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدٍ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ فَاقْبَلُوهُ وَ مَا اشْمَأَزَّتْ مِنْهُ قُلُوبُكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَإِنَّمَا الْهَالِكُ أَنْ يُحَدِّثَ أَحَدُكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ لَا يَحْتَمِلُهُ فَيَقُولَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ " فانظر هداك الله إلى قوله (وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ أَنْ يُحَدِّثَ أَحَدُكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهُ لَا يَحْتَمِلُهُ فَيَقُولَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ). لتعلم أن إنكارك هذا هو الكفر بعينه بنص المعصوم عندكم. وكان الأولى بك حين اشمأز قلبك من قوله أن ترده إلى العالم من آل محمد لا أن تأوله على هواك. فقد وقعت هنا في محظورين: أولهما إنكارك صريح القول بأن الله قائم بالقسط الذي هو علي، وثانيهما لجوؤك إلى التأويل عوضا عن التسليم والرد إلى العالم من آل محمد.

2- ويعضده أيضا ما أخرجه الكليني في صحيحه في باب الكتمان: " مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ دَخَلْنَا عَلَيْهِ جَمَاعَةً فَقُلْنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا نُرِيدُ الْعِرَاقَ فَأَوْصِنَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) لِيُقَوِّ شَدِيدُكُمْ ضَعِيفَكُمْ وَ لْيَعُدْ غَنِيُّكُمْ عَلَى فَقِيرِكُمْ وَ لَا تَبُثُّوا سِرَّنَا وَ لَا تُذِيعُوا أَمْرَنَا وَ إِذَا جَاءَكُمْ عَنَّا حَدِيثٌ فَوَجَدْتُمْ عَلَيْهِ شَاهِداً أَوْ شَاهِدَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ إِلَّا فَقِفُوا عِنْدَهُ ثُمَّ رُدُّوهُ إِلَيْنَا حَتَّى يَسْتَبِينَ لَكُمْ" الخ الرواية. فهلا وقفت عنده ورددته إليهم حتى يستبين لك الأمر عوضا عن التأويل؟

3- ما ورد من طرقنا وطرقكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب. وقد أخرج الكليني في الجزء الأول من صحيحه في باب مولد أبي جعفر محمد بن علي: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ( ع ) فَقُلْتُ لَهُ أَنْتُمْ وَرَثَةُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ نَعَمْ قُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَارِثُ الْأَنْبِيَاءِ عَلِمَ كُلَّ مَا عَلِمُوا قَالَ لِي نَعَمْ .. الرواية. فدل هذا على أن أئمتكم ورثوا عن النبي جوامع الكلم وفصل الخطاب. وإذا كان ذلك كذلك لم نحتج إلى لي النصوص وتأويلها وإلا لم يكن كلامهم موصوف بفصل الخطاب، بل لم يكونوا ورثته من باب أولى. فدل هذا على أن قوله (والعدل في الباطن أمير المؤمنين) صريح في أن بيان قوله (قائم بالقسط) يعني قائم بعلي.

4- اعتقادكم أن للقرآن ظهر وبطن، فيكون هذا، وإن لم تصرحوا به للعامة، من باب اعتقاداتكم الباطنية. قال الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين: "ولكل كلمة ظاهر وباطن، والظاهر لأهل التقليد، والباطن لأهل التحقيق والتجريد" ص 49. أقول: ولا يخلو فهمنا للرواية من أن يكون على ظاهرها، فلا يجوز والحالة هذه التشنيع علينا إذ كنا مقلدين ومرددين لقول إمامكم، أو أن يكون طبقا للتأويل الباطني فنكون من أهل التحقيق والتجريد.

لذا فإن قولك " وأما انتزاعك هذا المعنى من رواية أشكل عليك فهمها أو أخذتها بسوء الظن ضاربا بالحائط أدبيات الشيعة وما تناقلوه في ثقافتهم - من تصنيف علي كثاني أحب خلق الله إليه بعد محمد صلى الله عليه وآله - فغير مقبول" مردود عليك لما سقناه من أدلة تؤكد المعنى الذي ذهبنا إليه وتعضده.

ثم قلت: "الواجب واجب والممكن ممكن مهما علا مقامه .. ونحن نؤمن بولاية علي وأنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف يستقيم بعد ذلك أن نؤمن بأن الله قائم بعلي بالمعنى الذي ذكرت ؟
فهل ترى أن ما نقوله بأن علي هو ثاني الخلق كذب ؟ وأننا نرى بأن الله هو علي عليه السلام ؟
أم أن هناك فريقين من الشيعة يقول أحدهما بالأول والآخر بالثاني ؟ بين لي رأيك مسددا
"

أقول: إيمانكم في أفضل حالاته مضطرب، بل فاسد لما يجمعه من النقائض. فعلي الذي تؤمنون أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو كما ذكر الحافظ البرسي في مشارق أنوار اليقين ص 269، مستشهدا بخطبة مزعومة له:

" أنا عندي مفاتيح الغيب ، (قال تعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ) فهذا الدليل (2) على اعتقادكم بأنه الله جل وعلا عما تشركون.

"... أنا ولي الحساب،" (قال تعالى: وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) فهذا الدليل (3)

"... أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها" (قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )، (وقال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) وهذا الدليل (4)

"،أنا ذلك النور الذي اقتبس منه الهدى" (قال تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) وهذا الدليل (5)

"،أنا صاحب الصور" (قال تعالى: وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) وهذا الدليل (6)

"،أنا مخرج من في القبور" (قال تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ) وهذا الدليل (7)

"،أنا صاحب يوم النشور،" (قال تعالى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وهذا الدليل (8)

"،أنا صاحب نوح ومنجيه" (قال تعالى: فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ ) وهذا الدليل (9)

"، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه" (قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ) وهذا الدليل (10)

، ... أنا الذي لا يبدل القول لدي" (قال تعالى: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) وهذا الدليل (11)

إلى آخر الخطبة الكفرية، التي ندع للقارئ المنصف أن يحكم على من يقول بها، وهذه مقتطفات منها:

"، وحساب الخلق إلي ، أنا المفوض إلي أمر الخلائق، أنا خليفة الإله الخالق ، أنا سر الله في بلاده ، وحجته على عباده ، أنا أمر الله والروح، كما قال سبحانه : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي. أنا أرسيت الجبال الشامخات ، وفجرت العيون الجاريات ، أنا غارس الأشجار ، ومخرج الألوان والثمار ، أنا مقدر الأقوات، أنا ناشر الأموات ، أنا منزل القطر ، أنا منور الشمس والقمر والنجوم ، أنا قيم القيامة ، أنا قيم الساعة ، ... أنا العالم بما كان وما يكون ، ... أنا مهلك الجبابرة الأول ، أنا مزيل الدول ، أنا صاحب الزلازل والرجف ، أنا صاحب الكسوف والخسوف، ... أنا نور الأنوار ، ... أنا جاوزت بموسى في البحر ، وأغرقت فرعون وجنوده ، وأنا أعلم هماهم البهائم ، ومنطق الطير ، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد ، أنا الذي يصلي عيسى خلفي ، ... أنا مصباح الهدى ، أنا مفتاح التقى ، أنا الآخرة والأولى ، أنا الذي أرى أعمال العباد ، أنا خازن السماوات والأرض بأمر رب العالمين ، أنا القائم بالقسط ، أنا ديان الدين ، .... أنا محصي الخلائق وإن كثروا ، أنا محاسبهم بأمر ربي ، أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء ، ... أنا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذبهم في الآخرين، ... أنا المتكلم بكل لسان ، أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب ... أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه ، أنا باب حطة ، ... قال الصادق عليه السلام : الآيات السبع التي ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام هي أسماء الأئمة من ذرية الحسين عليه السلام وإن هذا الأمر يصير إلى من تلوى إليه أعنة الخيل من الآفاق ، وهو المظهر على الدين كله ومالك قافاتها وكافاتها ودالاتها ، وهو المهدي عليه السلام . قال : وشرح ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام على الاختصار قال : ( أنا دحوت أرضها ) معناه أنه وعترته تسكن الأرض ، وقوله : ( أنا أرسيت جبالها ) معناه إنه وعترته الأمان من الغرق وأنهم الجبال الرواسي ، وقوله : ( أنا فجرت عيونها ) لأن الأئمة من عترته هم ينابيع العلم والحكم ، وقوله : أينعت ثمارها إشارة إلى عترته ، وقوله : أنا غرست أشجارها إشارة إلى أن الأئمة من عترته هم شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وقوله : ( أنا أنشأ سحابها ) إشارة إلى عترته ، لأنهم الغيث الهامل ، وقوله : أنا أسمعت وعدها معناه أنا أنبت العلم ، وقوله : ( أنا نورت برقها ) لأن عترته نور العباد والبلاد ، وقوله : أنا البحر الزاخر معناه بالعلم ، وقوله : ( أنا شيدت أطوارها ) معناه شيدت الدين ، وقوله : أنا قتلت مردة الشياطين يعني أهل الشام ، وقوله : ( أنا أشرقت قمرها ) وشمسها وأجريت فلكها ، المراد الأئمة فهم الشموس والأقمار وسفن النجاة ، وقوله : ( أنا جنب الله ) يعني حق الله وعلم الله ، وقوله : أنا دابة الأرض ، معناه أفرق بين الحق والباطل ، وقوله : و ( على يدي تقوم الساعة ) إشارة إلى المهدي عليه السلام يحكم جحد ولايتي هلك . ومن أقر بها نجا . قال : وإنما فسر الإمام منها على مقدار عقل السائل " وإلا فإن حديثهم صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب (يعني حتى الملائكة غير المقربين لا يمكن أن يؤمنوا به) أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان. وتفكير هذا السائل كما يبدو سطحي، لذا لم يجرؤ الإمام على البوح له بحقائق علي وصفاته.

وليست هذه خطبة في بطون الكتب مما لم يطلع عليه عامة الرافضة فتعذرون، بل هي مما يردد على أسماعكم في الحسينيات وغيرها. واستمع إن شئت لشريط (إلى دعاة التقريب للشيخ عبد الله السلفي حفظه الله) لتسمعها من أفواه خطبائكم وعلمائمم. فعندما نتهمكم بالغلو وتأليه علي وأن الله قائم به وغير ذلك من الشركيات والكفريات، لا نتقول عليكم إلا الحق.

ثم قلت:
" ثالثا : وأما نقلك عن الفالي ، فالكلام في محورين :
المحور الأول: قيمة السيد الفالي العلمية، فالسيد الفالي – غفر الله له – ممن لا وزن له من الجنبة العلمية، فهو خطيب منبر يهوى البعض الحضور له والأغلب يعرضون ولست بصدد ذكر الأسباب .
ولكن هل للسيد قيمة علمية كما تحب أن تصور لنفسك والوهابية
؟"

أقول: قد أخطأتُ العزو إلى القائل، فهو السيد حسين الفهيد تصويبا، وأعتذر عن هذا الخطأ. ومهما يكن فالأمر لا يناقش من هذا الجانب. لأنه لو أخطأ لانبرى له بعض علمائكم منكرا ليبين الصواب، لكن لما سكتوا عما تلفظ به كان ذلك بمثابة الإقرار منهم بصحته. ألا ترى عندما شكك حسين فضل الله بقصة (كسر ضلع الزهراء) قامت قيامة قم والنجف ولم تقعد، واتهموه بالضلال والزيغ وحرموا على الرافضة تقليده؟ وهذا بخصوص قصة تافهة ليست من أصول الدين، فما بالك إذا ما قورنت بما نحن فيه؟ أين استنكاركم وشجبكم لمن قال أن الله وعلى وفاطمة سواسية؟ أين استنكاركم وشجبكم لمن يلقي على أسماعكم تيك الخطبة الكفرية؟ فأتوا بهما إن كنتم صادقين. أما مجرد الإنكار هنا فلا يعتد به إذ هو للتهرب تقية أقرب منه للإنكار حقيقة.

ثم قلت:
"أنبئني مولانا كيف تقاس القيمة ؟
بعدد الحضور من العوام ؟ أم بتبني الحوزة العلمية له ؟
بمعنى :
شخص يحضر تحت منبره الآلاف ، فهل ترتفع مكانته العلمية ؟ أم أن التزكية تأتي من قبل المختصين ؟ وهنا يمكن أن يكون حجة ويلتفت إلى قوله . فآتني من كتب علمائنا الأبرار من فسر الرواية كتفسيرك
"

أقول: ليست المسألة في مقياس القيمة أو تبني الحوزة العلمية بقدر ما هي في إنكار المنكر. ألا ترى أن الله تعالى ذم اليهود بقوله (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ). فأين إنكاركم العلني على حسين الفهيد وباقر الفالي وأضرابهما ممن تفوه بالكفر عيانا جهارا؟

فأما سؤالك إياي أن آتيك من كتب علماءك الأبرار من فسر الرواية كتفسيري فقد تقدمنا به آنفا عن البرسي. لكن الأهم أن نسألك أن تأتينا بمن دفع هذه الشبهة – إن صح التعبير – من علماءك.؟

ثم قلت:
"المحور الثاني : أما الكلام الذي قاله هنا السيد فغير منكر من القول إذا أخذته بلحاظ عقيدتنا لا بلحاظ فهمك .
فالمصلحات التي دأب على استخدامها العرفاء مثلا أدت إلى إشكاليات عديدة قُتل على إثرها الحلاج وكُفّر الملا صدرا .. بينما ذهب آخرون إلى أنها في قمة الإيمان والورع والذوبان في ساحة القدس الإلهي .. فالمصطلحات قد تخدع .
وأما كلامك عن مصطلح "ابناء الله " فهو كفر صريح لا شك ولا ريب إن قاله قائل وعنى به المعنى الحقيقي .
ولكن هل تتوقع أيها الفاضل أن يقبل بهذا المعنى أطفال الشيعة الذين يقرؤون ليل نهار " لم يلد ولم يولد " حتى يقبله كبارنا فضلا عن علمائنا ؟
أهكذا يكون الإنصاف يا حجاج ؟
أهكذا تظن بأنك تهدم عقيدة التشيع ؟
"

أقول:
ألسنا متفقون على أن درء المفاسد وسد باب الذرائع مقدم على جلب المصالح؟ فلم التلاعب بالألفاظ التي توهم سامعها خلاف مراد قائلها؟ إن هذه هي عين الزندقة التي قتل من أجلها الحلاج وأضرابه متعللين بالذوبان في ساحة القدس الإلهي التي لا دليل عليها من كتاب أو سنة. فأما مصطلح "أبناء الله" أو "أبناء الرؤوف الرحيم" كما تفوه بها حسين الفهيد فهي كفر محض، كافر من تفوه بها أو استساغها أو بررها أو لم ينكرها، بغض النظر عن إرادة المعنى الحقيقي لها أو المجازي. فالنصارى مثلا لا يعنون المعنى الحقيقي من قولهم أن المسيح ابن الله من باب أن الله (جل وعلا) جامع مريم عليها السلام وأنجب منها المسيح، ولن تجد بينهم من يقول بهذا إطلاقا، وإنما أرادوا المعنى المجازي. ومع ذلك لم يرض الله تعالى به، فكيف يرضى بقول قائلكم أن الأئمة أبناء الرؤوف الرحيم؟

فأما سؤالك عن رضا أطفال الشيعة بهذا المعنى وهم يقرؤون لم يلد ولم يولد، فلن يختلفوا حالا عمن برره بالمعنى المجازي.

قلت:
(مصدر العطاء الذاتي أم الكسبي ؟
وأما أنهم مصدر العطاء فنعم ، بإذن الله كما مر عليك في التوسل وما بعده
.)

والله إني لأعجب كيف تخطيت النقطة الأهم وهي قوله (كلهم سواسية) والله تعالى حكى على لسانهم يوم القيامة قولهم: (قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ، تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) الشعراء 91-99

فهذا وأضرابه من المجرمين الذين أضلوكم السبيل إذ جعلوكم تساوون أئمتكم برب العالمين، ومن ثم تدعونهم وتذرون أحسن الخالقين، الله ربكم ورب آبائكم الأولين !! لتسأل إن كان عطاءهم ذاتيا أم كسبيا. !!

قلت:
"ختاما :
- اطمئن فلن أعجل في حواري معك أيها الزميل .. ولكن – إن خطوت للإمام خطوة -فذلك – يا مولاي - من علمي بما سيتمخض عنه هذا الرجيج ، فلن تأتي بأكثر مما أتى به غيرك من العجيج ، وقد رأيناه فما سمعنا الا الضجيج .

- إذن فوصمك ايانا بالشرك لمجرد أنك توهمت ما توهمت .. فمنك الخطأ لا منا . ولا بد أن تناقش عقيدتنا كما نعتقدها لا كما تظن أننا نعتقدها أنت ، وسأريك كيف تختار النقد عندما يأتي دوري أيها العزيز .

- فعد ( أرجوك ).. واقرأ ما كتبته لك من موضوع التوسل وما بعده ، فستجد ضالتك هناك وارجيء الإجابة عنه متى أردت .

ثم عد وأنا في انتظار ردك .
"

أقول: قد عدنا إليك أيها الزميل بما لا يسعك، إن كنت ذا إنصاف، إلا التسليم بصحته، وبه نختم مسألة اعتقادكم أن الله قائم بعلي .. سبحانه وتعالى عما يشركون، والسلام على من اتبع الهدى.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» من أمتع القصائد باللهجة العراقية ... روعة
»» Iraq's Council of Traitors
»» دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بضغطة زر
»» العلاقات الشيعية الصهيونية في العصر الحديث
»» He Certainly has a point - Video
 
قديم 03-02-04, 02:33 PM   رقم المشاركة : 30
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله

أولا :
ما أضعفك مولانا .. إذ تقول :
" وفي هذا دلالة، بل إقرار صريح منكم، على أن المعنى الأول في ذاته وارد وليس بممتنع " .
أقول :
عجيب !! من أين جئت بذلك بالإقرار الصريح ؟
لاحظ أنك بعد عدة أسطر من اتهامك لي بالإقرار تقول : " أولهما إنكارك صريح القول بأن الله قائم بالقسط الذي هو علي، وثانيهما لجوؤك إلى التأويل " .. فهل المنكر اللاجيء للتأويل مقر بنظرك ؟ قليل من الانصاف أيها الزميل .
ثم لأتنزل معك وأقول :
هب أن المعنى الكلام المذكور ليس بممتنع في نفسه ، فما وجه إلزامي به أصلحك الله ؟
فهل كل ما لم يكن ممتنعا أقول به ؟
وهذه كتب عقائدنا فاستعرضها ، فإن رأيت أحدا بنى على هذا الفهم فأنت غالب .


ثانيا :
عملت على الربط بين الحديث الصعب بالمستصعب وقيام الله تعالى بعلي ، ولي هنا تعليق :
التعليق الأول :
أنك قد أقررت بأننا نقول بذات هي الله ، وذات هي علي ، وهذا يوجب الفصل بين الذاتين وهو وإن كان بديهيا إلا أن تهمتك تضطر إلى سرد الجواب .
فواجب الوجود وهو الله تعالى واحد لا يتعدد وإلا لخرج عن وجوبه ، فما تظن بأننا نرى علي عليه السلام بعد ذلك ؟ إلا ممكنا رفعه الله مقاما عليا وبهذا بح صوتي مناديا فلم تسمع.
التعليق الثاني :
ظننتي رددت المعنى كليا فنصحت !! بالتوقف والرد إلى المعصوم ، وإنما رددت أن يكون المعنى هو ما يترتب عليه الشرك بالله تعالى .


فائدة :
وهنا أبين لك ما قد يفوت حتى كثير من الشيعة ممن أقل النظر في تراث الطاهرين ، أقصد أن هنا خطان أحمران يجب أن تكون عقيدة المؤمن بينهما نتيجة ما ثبت من الكتاب والسنة الصحيحة بل واعتراف الخصوم :
الخط الأول : هو وجوب رفعة أهل البيت عليهم السلام على بقية البشر ( كلهم ) من حيث المقام الفيضي لما دل عليه الدليل .
الخط الثاني : هو بقاء صفة البشرية عليهم مهما علا شأنهم إذ لا شريك للباري .


فخلاصة هذه النقطة :
أن أهل البيت أعلى الناس مقاما - وقد حباهم الله بما تستعظمه النفوس كلما جهلت- لأنهم أعبد العباد ، فلا يرد خبرهم بالتذوق . وهذا صعب مستصعب ، فانظر لنفسك كمثال .
وبهذا يرد على النقطة الثانية من كلامك أيضا .



وأما قولك :
" 3- ما ورد من طرقنا وطرقكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب..فدل هذا على أن أئمتكم ورثوا عن النبي جوامع الكلم وفصل الخطاب. وإذا كان ذلك كذلك لم نحتج إلى لي النصوص وتأويلها وإلا لم يكن كلامهم موصوف بفصل الخطاب، بل لم يكونوا ورثته من باب أولى. فدل هذا على أن قوله (والعدل في الباطن أمير المؤمنين) صريح في أن بيان قوله (قائم بالقسط) يعني قائم بعلي. " .

فهنا نقطتان :
النقطة الأولى : من اللطيف أن تدور بهذه الطريقة لتبحث عن باب تلج منه ، وهذا يدل على ضعف قضيتك ، ولكن .. المهم هو : فساد مقدمتك التي بنيت عليها نتيجتك ، فهل يعني فصل الخطاب أن بياناتهم تكون في غاية الوضوح حتى نستغني عن التفسير وملاحظة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد ..؟
أليس الأولى أن يكون حديث الرسول كذلك ثم يكون حديث أهل البيت مثله؟
وهل نضرب صفحا عن مئات الكتب التي ألفها قومك في شرح حديث الرسول صلى الله عليه وآله ؟ لأنك فسرت فصل الخطاب بما فسرت ؟

النقطة الثانية عملية : فراجع حديث الاثني عشر أميرا من قريش .. واضطرب كما اضطربوا .. ثم قل : هذا من نقص البيان وانف بعد ذلك عنه صلى الله عليه وآله فصل الخطاب !!!
مولانا : " السائر على غير هدى كضال الطريق ما زادته سرعة المشي إلا بعدا " .. فترو .



قلت :
" 4- اعتقادكم أن للقرآن ظهر وبطن، فيكون هذا، وإن لم تصرحوا به للعامة، من باب اعتقاداتكم الباطنية. قال الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين: "ولكل كلمة ظاهر وباطن، والظاهر لأهل التقليد، والباطن لأهل التحقيق والتجريد" ص 49. أقول: ولا يخلو فهمنا للرواية من أن يكون على ظاهرها، فلا يجوز والحالة هذه التشنيع علينا إذ كنا مقلدين ومرددين لقول إمامكم، أو أن يكون طبقا للتأويل الباطني فنكون من أهل التحقيق والتجريد. لذا فإن قولك... الخ " انتهى

أقول :
أولا : راجع ما قيل في قيمة الحافظ البرسي واتهامه بالغلو ( وإن كنت في الحقيقة أجله عن ذلك ) إلا أن ضوابط الجرح والتعديل قد نالته رضوان الله عليه ، فهاهنا لا أقدح فيه وإنما أبين لك قيمته عندهم فحسب حتى أنهم لا يأخذون بما انفرد به .

ثانيا : تقليدك وعدم تقليدك وفهمك للرواية مولانا خاضع لثقافتك ، وكما هو ظاهر فثقافتك مبنية على اسس إن لم تكن معادية لأهل البيت فليست بالتأكيد نابعة من فهم أولويتهم على الخلق ، لذا ففهمك مخدوش ولا غرابة .
فنحن إن سمعنا تلك الرواية والخطب –إن صحت - لما انقدح في أذهاننا ألوهية علي عليه السلام لأن ذلك يمر من خلال موروثاتنا القاضية بعلو مقامه لا ألوهيته .
تماما كما تبقى فكرة عدالة الصحابة عندكم قائمة رغم عشرات الروايات والآيات القادحة ، فأنتم تقرؤون ذلك من خلال موراثتكم ، والفرق بيننا هو أن موروثاتنا حق .



وحول الظاهر والباطن أقول :
وأما الباطن فلسنا من أهله حتى يتبين من الظاهر مقام القائل ، فإن ثبت بظاهر الأخبار لأهل البيت تقدمٌ جاز لهم حينئذ كشف باطن القرآن ، لأنهم عدله .
فالباطن ليس بممنوع لمجرد أنه باطن ، كيف وقد أجازه المفسرون شريطة وجود برهان عليه راجع تفسير الطبري وعشرات المرات التي أقر بذلك ، فإن عوّلنا يوما على الباطن فبعد ثبوت هوية القائل بالظاهر ، وهو ترجيح بمرجح .
وقد قال المناوي في فيض القدير :
" فالذي يجرد الظاهر حشوي والذي يجرد الباطن باطني والذي يجمع بينهما كامل .. ولذلك ورد للقرآن ظاهر وباطن .. " .

وخلاصة هذه النقطة :
أن ما سقتَه لم يثبت أن الشيعة تقول بأن علي عليه السلام شريك لله ، بل هو عبد آتاه الله كما آتى غيره ممن سبق من الأولياء ، وإنما زيد في عطائه له لأنه شبيه محمد صلى الله عليه وآله دون غيره ، وكوننا نرى بالباطن فذاك ليس بغريب ولكن لا يجوز أخذه ما لم يكن صادرا من أهله الذين ثبتت ولايتهم بعشرات الأدلة الظاهرة .


قال حجاج :
" إيمانكم في أفضل حالاته مضطرب، بل فاسد لما يجمعه من النقائض."
أقول :
ألمس هنا صراعا مولانا بين نفسك التي تكاد ترضخ لما تحقق أمامها من حق ، وبين سنوات من حياة الخداع التي طنطن الوهابيون في أذنك حتى تشربت خداعهم أو جهلهم -لا فرق- فخالط لحمك ودمك .. فأنت في هذه الجملة تنازلت عن اتهامنا بالشرك الصريح إلى اتهامنا بالاضطراب .


قلت :
" فعلي الذي تؤمنون أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو كما ذكر الحافظ البرسي في مشارق أنوار اليقين ص 269، مستشهدا بخطبة مزعومة له:
" أنا عندي مفاتيح الغيب .. الخ " .
أقول : ولعمري هنا أتساءل : كيف تنزلنا منزلتنا الصحيحة في عقيدتنا بعلي في صدر كلامك ، ثم تعمل بعذ ذلك على إثبات ألوهيته عندنا ؟؟ فقلت : " إلى آخر الخطبة الكفرية، التي ندع للقارئ المنصف أن يحكم على من يقول بها، وهذه مقتطفات ..".
ترى ألم نقرأ ما قرأت من خطب وروايات ؟
فلماذا بقي عندنا ثانيا بعد رسول الله ولم نره إلها ؟

فإن هذا لا يعدو بين أمرين :
- أن نكون قرأنا وفهمنا على أساس أنه ولي أعطاه الله ما أعطاه ، فدمر قوما – إن صح ذلك – بإذن الله ، والا فما الفرق بين أن يدمر قوم لوط ملائكة من عند الله أو علي ؟ فهل إذا كان المدمر عليا يكون إلها وأما إن دمرتهم الملائكة لم يكونوا كذلك ؟ هذا كله في حال ثبوت هذه الخطبة والا فلم أجد من العلماء من يقيم لها وزنا فيبني عليها.
- أو أننا نؤمن بألوهية علي ولكننا نتقي ؟ وهذه لا أحسب عاقلا يقول بها اليوم وبعد انتشار كتبنا وآرائنا حتى عند العمي .
( على أنني عندما بلغت إلى خطئك في عزو الكلام للفالي بدلا عن الفهيد ، فهمت ما أثارك وسيأتي الكلام .. فدقق ) .


وأقول :
الآن وبعد أن ذكرت الخطبة وأجهدت نفسك .. فهلا أثبت لنا قيمتها من حيث السند ، لأن مجرد ورودها عند البرسي رضوان الله تعالى عليه لا يوقعها موقع الحجية.
وأما أن يقر بها بعض الشيخية بلا حجة سندية أيضا ، فنحن نرى بأن عقائدهم باطلة مولانا راجع في ذلك كتاب منية السائل للسيد الخوئي تجد الكلام فيه صريحا وفتاوى علماء الحوزة في منهجهم معروفة عندنا فاطلبها .
وما أحوجك أيها العزيز لأرض صلبة تقف عليها في ادعائك بشركنا ، فإذا كان هذا كل ما في جعبتك فقد خاب سهمك .
وأما تركك القاريء – وأنت تدري من هو القاريء وما هي ثقافته وعلمه – ليكون حكما فأمر غريب ، إذ متى كان العامي من القراء حكما فيما دق من العلوم أيها الفاضل ؟
ثم ألا يدل ذكرك الخطبة بكمالها أنك قد ولجت باب العاطفة والاستثارة بعد أن أفرغت كأس علمك ، فبان خواؤه مما يوجب لنا شركا .


مربط الفرس .. أخطأتُ :
قال حجاج :
" قال عنوان : ثالثا : وأما نقلك عن الفالي ، فالكلام في محورين :
المحور الأول: قيمة السيد الفالي العلمية، فالسيد الفالي – غفر الله له – ممن لا وزن له من الجنبة العلمية، فهو خطيب منبر يهوى البعض الحضور له والأغلب يعرضون ولست بصدد ذكر الأسباب .
ولكن هل للسيد قيمة علمية كما تحب أن تصور لنفسك والوهابية ؟
قال حجاج: قد أخطأتُ العزو إلى القائل .. "

أقول : لا بأس .. ولكن هذه أدهى لما مر عليك من أمر الشيخية المنسوبين للشيعة، ولمن لا يعلم فإن الإثنى عشرية قد تفرقت إلى ثلاث فرق :
- الشيخية وهي فرقة مغالية قد أنكر عليهم علماؤنا الأبرار بكتب شتى وفتاوى متفرقة ، وافترقنا عنهم عقائديا ، وهي فرقة تدعي نسبتها للشيخ الأوحد ولاتزال .. إلى أن آل أمرها إلى شاب صغير اسمه عبدالله ترك الكويت إلى طهران لما آلت إليه الأمور بعد والده عبدالرسول حسن المنزوع العمامة .
وبعد ذلك تأتي الفرقتان :
- الأصولية الباقية وهم نحن وهم الأغلب .
- والأخبارية ، وهما وإن اتفقتا بالعقائد إلا أنهما اختلفا في الرؤية لجدوى أصول الفقه ، فبدأت بينهما الأمور شديدة حتى هدأت بفضل الحوار بين الفريقين وتطور وسائل الاتصال ، وبقيت الأصولية تقود ساحة التشيع بحوزاتها القوية المعروفة .
ولا تزال الفرق الثلاثة باقية تتنفس رغم بسطة عريضة للأصوليين .
وحسين فهيد هذا من الشيخية التي نرفض عقائدها ، وربما جاء كلامك نابعا من خلطك بين الفريقين ، ولا ألومك بذلك كثيرا ، فلربما خلط الشيعي غير المطلع بينهم أيضا .



قال حجاج :
" فأما سؤالك إياي أن آتيك من كتب علماءك الأبرار من فسر الرواية كتفسيري فقد تقدمنا به آنفا عن البرسي." .
أقول :
أعتذر منك فهذا لا ينطبق ، فالبرسي غير قائل بألوهية علي وتساويه ، وإن قالها فقد كفر ، وقد مر عليك الكلام عن نسبته للغلو فراجع .
ولكن يبقى مع هذا أن الخطب المذكورة فيها حوار وكلام ، فإن كان المعنى ضمن إطار الخطين الأحمرين الذين ذكرتهما لك قبلا فبها ، والا فنرد كل غلو ليس في محله .



قال حجاج :
" لكن الأهم أن نسألك أن تأتينا بمن دفع هذه الشبهة – إن صح التعبير – من علماءك.؟ " .
أقول : قد مر الكلام عن قيمة البرسي ، وعقائد الشيخية ، وقيمة الخطبة ، وأكثر منه أنك لا تجد شيعيا يقول بألوهية علي وإلا لرأيته بخط الذهب في منتدياكم ليل نهار .
إذا .. فدفع هذا لاشكال لا يعنينا لعدم وروده علينا .
تماما كما إذا سألك المسيحي عن تقبيلكم القبور والأضرحة ، فأنت غير معني بالجواب لأن التهمة غير وارد عليك .



قال حجاج :
" قال عنوان : المحور الثاني : أما الكلام الذي قاله هنا السيد فغير منكر من القول إذا أخذته بلحاظ عقيدتنا لا بلحاظ فهمك .
فالمصلحات التي دأب على استخدامها العرفاء مثلا أدت إلى إشكاليات عديدة قُتل على إثرها الحلاج وكُفّر الملا صدرا .. الخ "
قال حجاج :
ألسنا متفقون على أن درء المفاسد وسد باب الذرائع مقدم على جلب المصالح؟ فلم التلاعب بالألفاظ التي توهم سامعها خلاف مراد قائلها؟ إن هذه هي عين الزندقة التي قتل من أجلها الحلاج وأضرابه متعللين بالذوبان في ساحة القدس الإلهي التي لا دليل عليها من كتاب أو سنة. فأما مصطلح "أبناء الله" أو "أبناء الرؤوف الرحيم" كما تفوه بها حسين الفهيد فهي كفر محض، كافر من تفوه بها أو استساغها أو بررها أو لم ينكرها، بغض النظر عن إرادة المعنى الحقيقي لها أو المجازي. فالنصارى مثلا لا يعنون المعنى الحقيقي من قولهم أن المسيح ابن الله من باب أن الله (جل وعلا) جامع مريم عليها السلام وأنجب منها المسيح، ولن تجد بينهم من يقول بهذا إطلاقا، وإنما أرادوا المعنى المجازي. ومع ذلك لم يرض الله تعالى به، فكيف يرضى بقول قائلكم أن الأئمة أبناء الرؤوف الرحيم؟
فأما سؤالك عن رضا أطفال الشيعة بهذا المعنى وهم يقرؤون لم يلد ولم يولد، فلن يختلفوا حالا عمن برره بالمعنى المجازي. " انتهى

وأقول :
قد مر الكلام كما سبق .
وأتفق معك حول ضرورة استخدام عبارات أكثر دقة .. ولعلي هنا لا أجد كتابا ألفت نظرك إليه كحجة علي ككتاب الأربعون حديثا للإمام الخميني ، ويلحق به عقائد الإمامية للمظفر ، وما جاء فيه فأنا اقول به وهو حجة علي ، ولكن لا تأخذني بقول فهيد والفالي .. فالحوزة هي الأصل والخميني رضوان الله عليه هو من هو .
وكلامك عن المعنى المجازي في ختم الفقرة يدل على أنك لم تع أن إجراء المعاجز على أيدي غيرالأنبياء والمكلفين ليس بألوهية ، وقد مر عليك منذ بحث التوسل تصنيفنا لحقيقة الأمر فراجع واكفنا مؤنة التكرار .


قلت:
" قال عنوان : مصدر العطاء الذاتي أم الكسبي ؟
وأما أنهم مصدر العطاء فنعم ، بإذن الله كما مر عليك في التوسل وما بعده " .
قال حجاج : والله إني لأعجب كيف تخطيت النقطة الأهم وهي قوله (كلهم سواسية) والله تعالى حكى على لسانهم يوم القيامة قولهم: (قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ، تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) الشعراء 91-99
فهذا وأضرابه من المجرمين الذين أضلوكم السبيل إذ جعلوكم تساوون أئمتكم برب العالمين، ومن ثم تدعونهم وتذرون أحسن الخالقين، الله ربكم ورب آبائكم الأولين !! لتسأل إن كان عطاءهم ذاتيا أم كسبيا. !!" انتهى

أقول :
حجاج يا حجاج ..
- أنت تناقش من يرى بأن الله واجب الوجود لذاته ومن سواه ممكن ، سبحانه وتعالى عما تنسبه إلينا . فنحن لا نؤمن بالتساوي أبدا بين الواجب والممكن .. فافهم .
- وهنا أسألك فأجبني باختصار : هل يستطيع الخالق تعالى أن يخلق خلقا عظيما يدير العالم أم لا يستطيع ؟ وإن استطاع فهل يقلل ذلك من شأن ربوبيته ؟ ( لاحظ أن الكلام عن مجرد المكنة دون الواقع طبعا ) .
- وسأعمل على نشر صورة من فتاوى بعض علمائنا في الشيخية لتعرف أننا أيضا نعاني من غلو من أسميت "هذا وأضرابه من المجرمين " وتلاعبهم بالألفاظ كما ذكرتَ ، ولكن لا يعم ذلك كلام العرفاء فعالمهم ومصطلحاتهم خاصة ببحوثهم .


قلت:
" قال عنوان .. ثم عد وأنا في انتظار ردك .
قال حجاج : قد عدنا إليك أيها الزميل بما لا يسعك، إن كنت ذا إنصاف، إلا التسليم بصحته، وبه نختم مسألة اعتقادكم أن الله قائم بعلي .. سبحانه وتعالى عما يشركون، والسلام على من اتبع الهدى. " انتهى

وأقول :
وأختم أيضا بأمرين :
الأول : وفيه نقاط :
- قد خلطت في توجيه اصبع الاتهام لنا فنحن لا نؤله عليا وإنما غالى به الشيخية .
- نحن لانرى لعلي عليه السلام أيه قيمة لولا أن من الله تعالى عليه بذلك.
- عدم تأليهنا عليا عليه السلام لا يعني تقليل مستوى فضائله ومقامه العالي .
- أدعوك لقراءة بحوث الشيعة كتجريد الاعتقاد للطوسي فيما يخص وجوب الوجود للوقوف على تنزيه الخالق جل شأنه وعدم مساواته مع خلقه وإن علا شأنهم .


الثاني : قد لا نتفق في النهاية ، ولكن أنا وأنت نكتب للقاريء ليتعرف على أدلتنا في دعوانا ، فإن لم تنته من هذا المحور فأدعوك لتختم وألحقك بعده ، وأما إن انتهيت من هذا المحور فلننتقل لما بعده .
وأظن بأن الدور علي هذه المرة في الكلام عن عقائدك في محور أختاره ، فإن انتهينا فالدور لك عندئذ .

فبأيها تقبل ؟
بانتظار رأيك

والسلام







التوقيع :
" أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها " سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله
من مواضيعي في المنتدى
»» كلمات حيرتني ..
»» حديث النبي بين التطبيق والتجميد
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:16 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "