العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-03, 02:17 AM   رقم المشاركة : 1
city oki
عضو ذهبي





city oki غير متصل

city oki


السيستاني يرث المرجعية من دون نقصان

ماذا يدور بشأن المرجعية الشيعية في النجف؟
السيستاني يرث المرجعية من دون نقصان
بقلم: السيد هاني فحص

هناك اسئلة ملحة تطرحها جهات معنية حول النجف الحوزة والمدينة الجامعة والقاعدة الدينية والسياسية، تبعا لشيعة العراق باعتبارهم اكبر المكونات الاثنية للاجتماع العراقي، ما وضعهم تاريخيا على حالة من الجدل الساخن في السلطة، ايا كانت هويتها وطبيعتها.

والذين يطرحون الاسئلة يهدفون الى قراءة الخارطة الشيعية في مركزها الاول، وما اذا كانت اجزاء هذه الخارطة متوازنة او متفاوتة في احجامها وقدراتها، او كانت متناقضة ومتناحرة او مختلفة اختلافا طبيعيا يمكن ان يؤول الى اتفاق او تسوية.

وعلى كل احتمال من هذه الاحتمالات يترتب احتمال مماثل لمستقبل الشيعة في العراق، وبالتالي لمستقبل العراق، ان لجهة المقاومة للاميركيين او التعاون معهم او الانقسام بين المقاومة والقبول، على اختلاف نسب هذا القبول بين الاتباع والتفاهم، وان لجهة استمرار الموقف والدور الوازن للنجف على اساس ما تنجزه من وحدتها او وحدة المتحلقين فيها، او على اساس الصراع الذي قد يستمر من دون غلبة لطرف على آخر او بالغلبة، ما يعني احتمالين، فاما ان تخرج النجف خروجا نهائىا على الارادة الاميركية وتخوض تجربة معدلة لتجربتها في ثورة العشرين ضد الانكليز على مساحة العراق كله، سنته وشيعته واكراده، واما ان تقيم نهائيا خارج السياق حسبما يبدو من التوجه الاميركي المسترشد بالذاكرة الانكليزية التي دفعت كثيرا ثمن ابقائها للنجف على حيويتها الداخلية بعد فشل ثورة العشرين، مما جعلها تحتل دور المراقب الدائم للدولة والطبقة السياسية، وتعرقل محاولات احتواء العراق ومصادرته وحتى في حالات الطغيان والاستبداد الصدامي، فان النجف ظلت غنية باسباب الممانعة التي حولت ضعفها او استضعافها الى قوى كامنة اخذت بعد سقوط النظام العراقي تتمظهر بما يدل على ارادة الممانعة في وجه القوى الجديدة في التحالف وانصاره والمتفاهمين معه.

النوايا الايرانية


ومن بين كل الاسئلة الملحة، هناك سؤال اشد الحاحا هو الذي يتصل بنوايا الدولة والثورة في ايران بالنسبة للعراق بدءا من النجف، وهل هناك تنافس او تسابق او صراع بين الحوزة في قم والحوزة في النجف، او بين المرجعية في قم والمرجعية في النجف، بحيث يحتمل ان تسعى قم الى اضعاف النجف او الاستحواذ عليها حتى لا تستعيد دورها الذي يتصل بموقع الحوزة الام واهميتها في التاريخ العلمي والحوزوي والسياسي الشيعي في العالم، ام ان الحوزة في قم لا تحبذ ان تتجاوز موقعها وتاريخها كابنة شرعية للحوزة النجفية، وتستشعر خطرا عليها - على قم -اذا ما أضعفت او استضعفت او استتبعت او الغيت الحوزة النجفية؟ واذا ما كان الشيعة في ايران والعراق يدورون منذ تأسيس قم قبل قرن تقريبا حول مركزين هما قم والنجف.

مؤهل مرجعي


وكانت النجف باستمرار هي موقع الاستقطاب الرئىسي الى حد ان اي عالم او مرجع قمي يعتبر مروره في النجف، ولو لفترة محدودة، احد مؤهلاته المرجعية ومصدر افتخاره، والى حد ان العملية المعقدة والقاسية التي قام بها النظام العراقي على مدى ثلث قرن لانهاء النجف لم تنتج الانهاء المطلوب بسبب حرص الشيعة بمن فيهم اهل قم من العلماء والطلبة على الحفاظ على شيء من النجف انتظارا لفرصة اعادة الحيوية اليها، ما دفع الشيعة في العراق وفي ايران وفي لبنان وفي سائر اماكن وجودهم الى ادامة صلتهم بالمرجعية النجفية بطرق كانت تأخذ في اعتبارها المصاعب الامنية.

وهكذا ظلت الأحوال الشرعية تصب من الاطراف الشيعية الى المركز النجفي عبر الزوار، الى ان اكتشف النظام العراقي هذا الامر فشدد مراقبته للمرجعية وللزوار معا، فاتبعت المرجعية النجفية اسلوبا مزدوجا في هذا المجال، مراعية المواقف الاخيرة واخذت توجه الملتزمين بفتواها في العراق بالتصرف بأموالهم الشرعية مباشرة مع المحتاجين الذين ازداد عددهم وفقرهم وحاجتهم خاصة في الوسط الشيعي منذ فرض الحصار على العراق، ووجهت المرجعية خاصة الامام السيستاني، اموال الخارج الشرعية في اتجاه مؤسساتها الاجتماعية والعلمية والبحثية والدعوية في ايران وفي قم خصوصا وفي لبنان وسوريا بالدرجة الثانية، ومنها الى امتداداتها في الخارج في آسيا وافريقيا والغرب، ومن خلال المؤسسة المركزية في قم، الناشطة بشكل ملحوظ تحت عين ورعاية الدولة الايرانية من دون فرق في ذلك بين المحافظين والاصلاحيين.. والكل يعلم ان هذا النشاط هو نوع من الادامة لدور النجف في حالة الحصار، وتأهيل لعمق النجف المشتت في الخارج لاعادتها الى دورها وحيويتها عندما تمكن الفرصة من ذلك.. اي الآن، اي بعد سقوط النظام الصدامي.. وان كان الوجود الاجنبي يعيق هذه الحركة، اي حركة احياء النجف، فانها في مقدماتها كانت موضع رضا وتشجيع ايراني حوزوي قمي ورسمي.

العودة الى النجف


ومع سقوط النظام، شرع عدد من العلماء النجفيين الكبار في قم، من اصول نجفية عربية معروفة او من اصول ايرانية تعربت على مدى قرون من اقامتها واستمرارها في النجف وشراكتها بفعالية في تراثها العلمي المتراكم.. في تكوين لجان استعدادا للعودة العلمية الى النجف لتسهم في اعادتها الى حيويتها ومما قالته هذه اللجان في تحديد هدفها ان همها منصب على احياء الدور النجفي من دون مساس بمرجعياتها، وعلى اساس ان الحوزة النجفية هي الاصل ولا يفكر احد ولا يستطيع احد الغاءها.

الوطنية العراقية


وفي الواقع، ولو افترضنا جدلا، ان هناك طرفا ايرانيا او اطرافا ايرانية تفكر في إلغاء النجف لصالح قم، اي نقل المركز نهائيا من العراق الى ايران لاسباب سياسية ذات نكهة قومية. فان هذا الامر دونه صعوبات شديدة يصعب جدا تجاوزها او تذليلها.. اهمها ان الوطنية العراقية هي اساس في تكوين الفرد والاجتماع العراقي، وهذا امر كان يعبر عن نفسه في تاريخ النجف التي تدين بنهضتها الحديثة، اي منذ اواسط القرن التاسع عشر امتدادا الى العهد الصفوي، الى المال الايراني الرسمي والشعبي الشرعي والزوار الايرانيين والخبائز الايرانية التي كانت قدمتها في مقبرة وادي السلام، الى غلبة الايرانيين على اعداد ونوعية الطلاب الوافدين الى العلماء او مشاريع العلماء والمجتهدين والمراجع.

واذا ما كان المال الايراني الذي يساعد في تكريس المرجعية الايرانية في النجف في الاعم الاغلب، مثار حساسية لدى الجمهور العربي العراقي ولدى الخاصة من الطلبة والعلماء والمراجع العرب في النجف، فانه كان يرقى الى مستوى الضرورة الحوزوية اقتصاديا وعلميا، الى ذلك فان المراجع الذين كانوا في اغلبيتهم ايرانيين اسهموا الى حد بعيد في تخفيف الحساسية وابقائها داخل اسوار النجف، اي من دون ان تؤدي الى اضعاف دور النجف في تعاطيها مع الشأن العام الشيعي والاسلامي والعراقي والايراني، ولذلك انقسم المراجع الايرانيون الى قسمين:

قسم يسعى الى اضافة الزعامة العامة الى المرجعية الدينية ليمارس دوره الرعائي للشأن الشيعي العراقي والشأن الوطني العراقي والايراني معا.

الميرزا الشيرازي ودوره في ثورة التنباك وفي الحفاظ على الحوزة في لحظة حرجة وانتقاله الى سامراء في حركة تقارب مع السنة، والميرزا النائيني والشيخ محمد حسين الاصفهاني ومعهما استاذهما الشيخ محمد كاظم الخراساني (الاخوند) في قيادة الحركة الديموقراطية في العراق وجعلها قاعدة لمساندة الحركة الدستورية في اسطنبول وطهران.. الى السيد ابو الحسن الاصفهاني ومحاولته تنظيم علاقة الحوزة بأعماقها في الاطراف العراقية من خلال تنظيم الوكلاء الشرعيين من علماء النجف والعرب خصوصا بعد رفع اهليتهم في الادارة واقامة العلاقة الرعائية والارشادية مع القاعدة وربطها بالمرجعية بعد امثولات ودروس ثورة العشرين.

والقسم الآخر من المراجع من ذوي الاصول الايرانية والتكوين النجفي عوضوا عن عزوفهم عن التعاطي الكامل مع الشأن العام في بعده السياسي خصوصا، في العراق اولا وفي ايران تبعا، بعلاقة ودودة روحية، وعلمية على كثير من الزهد والتخلي، مع العراقيين في النجف وغيرها وانصرفوا الى جهدهم العلمي والتعليمي وتخريج المجتهدين على ايديهم وارسال العلماء الى المدن والقرى لارشادهم وربطهم بالمرجعية، ورعاية الفئات الفقيرة من الشيعة (السيد محمود الشاهرودي والسيد ابو القاسم الخوئي) وصاقب ان مرجعيتهما منذ الاربعينات (الشهرودي) والخمسينات (الخوئي) كانت متزامنة مع بروز مرجعية السيد محسن الحكيم الذي امتاز بحيويته العالية متكئا على تراثه ومشاركته في ثورة العشرين وعراقيته وعروبته وتواصله مع الاطراف، عشائرها وبدوها وحضرها، ومع الاكراد والتركمان، ما جعل الزعامة والمرجعية متحققتين فيه مرة اخرى وبشكل ساطع جعله يمارس دوره الاعتراضي على الدولة، خاصة بعد الثورة وانحرافات العهد القاسمي امتدادا الى العهد الصدامي، ممثلا للنجف ولشيعة العراق عموما مع قبول مقبول نسبيا من قبل السنة المتضررين من انظمة الاستبداد المتعاقبة.. فكأن السيد الحكيم قد شكل مبررا للمراجع الآخرين للانصراف الى الشأن الحوزوي، الداخلي وهو اختيار كان له اثره الكبير على الحوزة حتى الان.

مع النظام وضده


ولكن، وبعد وفاة السيد الحكيم عام 1969، وكان السيد الشهروردي قد توفي قبله، فانحصرت المرجعية تقريبا في السيد الخوئي، وكانت التحديات من قبل النظام قد تفاقمت الى حد طموح الدولة وأجهزتها الامنية والحزبية بمصادرة النجف واستتباعها من خلال اساليب كربلاء منها كسر حرمة المرجعية بدءاً بمحاصرة منزل السيد محسن الحكيم، الى البدء باعتقال الطلاب والعلماء بحجة عضويتهم في حزب الدعوة، الى الشروع في تهجير العلماء والطلبة من الجنسيات غير العراقية، والتركيز على الايرانيين الى تشديد الرقابة والتضييق على حركة المال الايراني والعربي الى النجف والى اختيار بعض العلماء العرب من الطامحين الى دور مرجعي اتكاء على تراث عوائلهم الدينية واهليتهم بحسب نظرهم الذاتي لمستوى علمهم مع التسليم باجتهادهم، هؤلاء تواصلوا مع الدولة ونشطوا في ظلها فأدت بهم الى العيش في عزلة وانفصال عن النجف جمهورا وحوزة، من دون ان تتخذ المرجعية اي اجراء قاس في حقهم بل ظلت على مستوى المرجعية تلتمس لهم الاعذار وتعمل على تغيير مسلكهم، لم يؤثروا سلبيا وعادوا ليبدوا حرصهم على الانسجام والوضع النجفي العام (الشيخ علي كاشف الغطاء، السيد محمد البغدادي، السيد محمد علي الحمامي).

وهنا انكشف ان السيد الخوئي لم يعد نفسه تماما لمواجهة هذه الظروف، لم يغامر بشيء يثير الجدل، ولكن لم يقم بأي اجراء فاعل، وركز فعاليته على الصمود لابقاء ما يتيسر من الحوزة على اساس انه خير من زوالها الى ان نجحت الثورة الاسلامية في ايران

الثورة الايرانية وتأثيراتها


آن لمن تبقى من قوة المعارضة الحزبية وغير الحزبية والمرتبطة بمرجعية السيد محمد باقر الصدر تلميذ السيد الخوئي المميز والمساهم في تأسيس حزب الدعوة الاسلامية في اعقاب التوجهات العلمانية الجارفة لعبدالكريم قاسم بمشاركة شيوعية متطرفة واصولية.. استدعت في مقابلها اصولية اسلامية خاصة على اساس ما اكتشفه من مفارقة في واقع المرجعية حسب رؤيتها، اي ان المرجعية بسلوكها اقرب الى العلمانية وفي استنكافها عن العمل السياسي كانت وكأنها تقول بالفصل بين الدين والدولة.. وطرح حزب الدعوة المكون من العلماء والمدنيين من المثقفين الدينيين، خطابه الهادف الى دولة اسلامية عابرة الحدود الوطنية والقومية تزيل الفوارق بين الطبقات (كذا) اذن آن لهذه القوى السياسية المعترضة ان تنتقل الى مرحلة السياسة والدولة وطرحت مشروعها، وتقدم المسيرة السيد محمد باقر الصدر بعد ما كان قد آثر النزوع نحو تأسيس مرجعية بعيدا عن الحزبية وليس السياسة، فانفصل عن حزب الدعوة، ولكن الثورة الاسلامية في ايران عادت لتجمع بينه وبين الحزب في مسارين مختلفين وموحدين في الهدف، فالسيد الصدر دعا الى الذوبان في الامام الخميني والبدء في التغيير في العراق من خلال تمثل ما حدث في ايران، بينما حزب الدعوة الذي كان في تأسيسه متأثرا بالاخوان المسلمين وفكر سيد قطب، رأى في الثورة الاسلامية في ايران نموذجا يحتذى مع التدقيق في مسألة المرجعية، اي انه لم يعلن ميله الى مرجعية الخميني وبقي مرتبطا مرجعيا اما بالسيد الصدر واما بمجلس فقهاء الحزب.

غياب الصدر


وضرب النظام العراقي ضربته بتعقب من تبقى في العراق من حزب الدعوة والاسلاميين عموما، حتى السنة، واعدم السيد محمد باقر الصدر وعددا من كبار العلماء، خاصة آل الحكيم.

غاب الصدر الذي كانت مرجعيته تنمو في جو غير كلاسيكي وهذا ليس مدحا ولا ذماً، أي في اوساط حوزوية ومدنية شابة متوسطة التحصيل العلمي ميالة الى استيعاب الاطروحات المتداولة والتدرب على نقضها لما فيها من خطورة (العلمانية ـ الماركسية والشيوعية ـ الليبرالية ـ القومية ـ والوطنية ـ الخ)، منسجمة مع السيد باقر الصدر في جهده لتطوير المناهج العلمية والفكرية في الحوزة، مادة مرجعيته الى عمقها المماثل في تكوينه لتكوينها وفي طموحاته في اعماق المدن والارياف من خلال وكلاء السيد الصدر الذين هم تلامذته الذين اعدهم اعدادا خاصا وقاموا بنشاط مميز، وخلت الساحة المرجعية في النجف للامام الخوئي على عدد من العلماء والطلبة قليل ومستمر بالتناقص بسبب مواصلة النظام لتطبيق حصاره على النجف، الى ان حصل الاحتلال العراقي للكويت، الفكرة الشريرة التي سبق للنجف والمرجعية ان عارضاها بشدة في زمن عبدالكريم قاسم الذي لجأ القائد العسكري الذي امره بقيادة فرقته لاحتلال الكويت الى النجف مستعصياً ومعتصما.

وباكتمال عملية تحرير الكويت بسرعة، وجد المقموعون في مدن الجنوب والوسط فرصتهم للانعتاق والخلاص فكانت الانتفاضة، التي ارتكبت فيها اخطاء معروفة وشكل السيد الخوئي لجنة من العلماء في النجف لرعاية شؤون الناس في جو الفوضى العارمة، فاعتبر ذلك من قبل الدولة العراقية ارتكابا سياسيا فاعتقل، حمل قسراً على مروحية الى مكتب صدام حسين الذي تعامل معه باستخفاف شديد امام عدسات التلفزيون، وقرر معاقبة النجف بمزيد من المصادرة والقتل والسجن والتهجير.

وعلى مدى سنة من حياة السيد الخوئي بعد الانتفاضة (توفي عام 1992) وعلى مدى سنتين من مرجعية خليفته وتلميذه السيد عبدالاعلى البزواري (توفي 1994)، ومع فرز عدد من رجال الامن للدوام ليل نهار على ابواب منازل المراجع البزواري وبعده السيستاني مع السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير الفيقي الباكستاني الاصل والشيخ محمد اسحق الفياض الافغاني الاصل، وفي غرف جلوسهم وقريبا من اسرة نومهم احيانا، بدت النجف وكأنها قد اصبحت في فراغ مرجعي.

وهنا برزت شخصية نجفية عربية عراقية اصيلة، تتكئ على تراث علمي وسياسي غني.. السيد محمد صادق الصدر، المميز في الحوزة طالبا واستاذا وفي كلية الفقه كذلك، كان مميزا في اكاديمته الفقهية الى ثقافة تقليدية قليلة التعاطي مع الحداثة واسئلتها واشكالاتها الى بساطة في المظهر والجوهر حببته الى الناس ورغبته في التصدي للمرجعية فتصدى معيدا الى الذاكرة دور عم ابيه السيد محمد الصدر الذي اجتمعت احزاب العراق على ترشيحه لرئاسة الوزارة عام 1947 في لحظة اضطراب شديد في العراق، فتولاها ونجح في مهمته، ودور السيد محمد باقر الصدر قريبه القريب، امتدادا الى السيد حسن الصدر الذي كان مميزا في قم في اوائل الاربعينات، عالما وزعيما للحوزة، قتل السيد حسين البروجردي سنة 1951 الى تاريخ آل الصدر الذين اسسوا المدارس العلمية مع ابناء عمومتهم آل شرف الدين في جنوب لبنان (جبل عامل) وقاوموا المستبدين وفروا من ظلم احمد باشا الجزار ليؤسسوا فروعا لعائلتهم العلمية في اصفهان ينحدر منها السيد موسى الصدر وفي العراق ينحدر منها السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر الاول والثاني.

ربما، كما في تقدير المتابعين، كان ذلك قد وافق هوى لدى السلطة البعثية في العراق، اي انها تقبل بمرجعية جدية لعلها تكون بديلا للمرجعية التاريخية، الى كون الصدر عربيا عراقيا يمكن التعامل معه بناء على ما تثيره السلطة من حساسيات قومية، ولعل ذلك كان وراء تغاضي السلطة عن النمو السريع والواسع لمرجعية السيد الصدر في لحظة تشبه الفراغ المرجعي.

ونشط السيد الصدر في الارض العطشى مستثمرا هامش الحرية او الاغضاء المعطى له على نية مبيتة من قبل السلطة وسلامة نية من قبله وامتدت مرجعيته الى احياء المدن والفقراء خصوصا والى الارياف.. وفي لحظة انتبه السيد الى قوته فقرر ان يتصدى للنظام ومظالمه.. وقام بحركات اخافت النظام منها التزامه بصلاة الجمعة الجامعة (مائة الف في اقل التقادير) ومنها لبس الكفن الابيض اثناء الخطبة والصلاة واتكائه على السلاح، ومنها دعوته الى العودة الى زيارة كربلاء في الاربعين في مظاهرات جماهيرية واسعة مشيا على الاقدام (بياده).. وبلغ السيل الزبى.. فاغتاله صدام مع ولديه وعدد من مساعديه رجال الامن الحاسرين والمعممين ممن دسهم جهاز الامن البعثي في صفوف انصاره.

السكوت علامة رضا


كل هذه الحركة دشنها السيد الصدر واستمر فيها من دون تنسيق او تفاهم مع بقية المراجع واحيانا كان يتعارض معهم.. ومن هنا فسر انصاره وولده السيد مقتدى سكوت المراجع على اغتياله بانه رضى به، علما بان العارفين بواقع الامور يعرفون قطعا ان المراجع الذين يميلون عادة الى التسامح والاستيعاب لم يكونوا في حالة تمكنهم من قول اي شيء اعتراضا على سلوك النظام، خاصة وانه في حال فورته سوف يغتنم الفرصة ليجهز على ما تبقى من المراجع والحوزة.

هنا يجد من يريد دليله الذي يحتاج الى التدقيق على مشاركة او رضى السيد مقتدى الصدر في قتل السيد عبدالمجيد الخوئي ومحاصرة المرجعية وان كان حسن الظن يدعونا الى معادلة اي اساءة الظن بالجمهور الذي هتف للسيد الصدر وحمل صوره اثناء ارتكاب الجريمة البشعة في المكان الذي استقر النجفيون على اعتباره حرما (مقام الامام علي) واثناء محاصرة منازل المراجع على ان بقايا من رجال الامن البعثي او بعضهم، ممن تمكنوا من استثارة عواطف الاخرين غطاء لفعلتهم.. وهم في غالبيتهم من الهامشيين الذي استقدمهم النظام بعد تهجير اهل النجف ليسكنوا فيها تحت خيمة الامن واوامره واعطاهم المساكن والاراضي والمحلات التجارية والسلاح.. الخ، واوكل اليهم التحكم بالنجف، مما جعلهم يرون في استمرار وجود المرجعية وحركة السيد عبدالمجيد الخوئي لمصالحة اهل النجف وجمعهم على مسلك واحد، قطعا للطريق على دورهم الغوغائي.. مع علمهم او عدم علمهم بان هذا التصرف لو استمر فإن من شأنه ان يلغي النجف ودورها ويتركها عرضة لابتزاز قوى غريبة عنها ولا مانع لديها من تعميم الخراب في المجتمع العراقي استكمالا لما اسسه النظام البعثي... وهنا لابد من الانتباه الى ان القوى الخيرة المحيطة بالسيد مقتدى قد عادت لتنتبه الى خطورة الوضع فاشتركت في مظاهرات تنادي بقيادة المرجعية، وحدها للشيعة في العراق ضمانا لكل العراقيين، خاصة بعد تحركت العشائر الاساسية واهل الاحياء في المدن الكبرى تحت نفس الشعار، وانتهى الامر برفع الحصار عن المراجع والصلاة العامة المشتركة الواسعة في يوم الجمعة 18 الجاري في صحن المقام في النجف متزامنا مع مظاهرات وحدوية انطلقت في مسير الامامين الكاظم والجواد في الكاظمية ومن مسجد الامام الاعظم ابي حنيفة في بغداد «الاعظمية» لتلتقي عشرات الالاف على الجسر بين المحلتين هاتفة معا.. لا سنية ولا شيعية اسلامية إسلامية، وبعد ذلك كل شيء يصبح مقبولا ويمكن تصحيحه اذا كان فيه خطأ او شبهة، اي يمضي العراق الى شأنه مستريحا من ظل الطاغية متدبرا امره كما تدبره في التاريخ بعد المآسي والمذابح مرتكزا الى ايمانه وتوحيده في وحدته وجاعلا وحدته تجسيدا لتوحيده على عروبة مفتوحة بريئة في اوهام المشروع القومي البائد المراوغ والمتخلف عن العروبة وعن الاسلام وعن العراق الحضارة والعراق النظافة والعراق الفقه والعراق الجرح العميق الذي لابد من تضميده حتى يعود جسم العراق الى حركته المباركة.

حزب الدعوة


في الحديث عن الاحجام.. حزب الشباب المسلم الذي تأسس في اوائل الستينات من مجموعة من المعلمين وبعض الطلبة الاقل انسجاما مع الحوزة، خاصة من ابناء العوائل العلمية العراقية ذات الماضي الجهادي الذي لم يتواصل تماما، يبدو انه قد تبخر تماما، علما بان عضويته بين بغداد والنجف في ايام ازدهاره لم تكن تتجاوز المئات.

حزب الدعوة الاشد حيوية والأعرق والذي جمع بين المتعلمين المدنيين والطلاب الحوزويين وبعض العلماء الذين استكملوا مسيرتهم الى المرجعية، فانقطعت علاقتهم بالحزب او اصبحت ذات طابع روحي عام، خضع الى تصدعات كثيرة في اعقاب عمليات النظام البعثي في تعقبه ومعاقبته بألوان شتى من العقوبات والتصفيات، وعاش الشتات منذ أواخر الستينات ليزداد شتاتة او تشتيته في اعقاب قيام الثورة الاسلامية في ايران التي ايدها ولم ينخرط فيها تماما، وظهرت فيها قوى لا تقبله تماما فخضعت علاقاته بها للمد والجزر الى ان اختار بعض قياداته المدنية والعلمانية من اصول ايرانية خصوصا مع بعض العراقيين الانفصال الكلي والانحياز الى قوى ليبرالية (المؤتمر الوطني العراقي) أو الاستقلال من دون تحزب او الانصراف الى الدراسة والتدريس او التجارة او الاندماج في مؤسسات الدولة الايرانية.

هذا الحزب خسر كثيرا من كوادره وانقسم الى ثلاث او اربع شعب ولكن ما تبقى منه قادر على لملمة وتوحيد صفوفه في مستوى معين ليعاود نشاطه واستقطابه لقوى جديدة، خاصة بعدما اصبح جميع اعضائه كهولا شيبة، وهو مصر على اطروحاته في الدولة الاسلامية وعلى مقاطعة اطراف المعارضة المتفاهمة مع التحالف، وان كان شق منه قد وافق ولكنه اعترض على نصيبه في عضوية المؤتمر، معتبرا انه صودر من قبل السيد محمد باقر الحكيم.

أما المرجعية.. تاريخيا بلغ السيد محسن الحكيم اوجه اتساعاً من العراق الى لبنان، كان هناك شبه اجماع على مرجعيته، وتميز بأنه المرجع العربي شبه الوحيد الذي قلده ما لا يقل عن 40 في المائة من الشعب الايراني، ورثه السيد الخوئي تماما ليعود فيخسر ما لا يقل عن نصف مقلديه توزعوا على السيد محمد باقر الصدر في حدود، وذهب معظمهم الى السيد الخميني.. هذا الحجم ورثه السيد عبدالأعلى الشيزواري ليعود السيد السيستاني فيرثه منه غير منقوص وآخذ في الازدياد البطيء نتيجة نشاط وكيله العام السيد جواد الشهرستاني ووكلائه الفرعيين في سائر الاقطار مع نشاط مؤسساته الاجتماعية والدعاوية والعلمية.. فهو ذو الحجم الاكبر في مرجعية النجف الذي تمتد مرجعيته في سائر الاقطارحتى في ايران وبنسبة محدودة، لكنها ليست ضئيلة.

اما السيد محمد سعيد الحكيم فإنه على علمه وتراثه العائلي العريق فإن مرجعية تأتي بعد السيستاني ولكن مع فارق ليس صغيرا.. الى ذلك فإن مرجعيته تكاد تكون عراقية حصرا مع امتداد لبناني وخليجي.

اما الشيخ بشير الباكستاني فمرجعيته محدودة ايضا في النجف ممتدة بعض الشيء الى باكستان والهند، وكذلك الشيخ محمد اسحق الفياض الافغاني من حيث نطاق مرجعيته المحدودة في النجف الممتدة الى افغانستان. وللهند كلام خاص.. فهي تاريخيا كانت شبه حصرية على السيد الخوئي وهي الى الآن تكاد المرجعية فيها ان تكون محصورة في السيستاني..

اما اتباع السيد محمد الصدر من الذين بقوا على تقليده رغم وفاته من خلال الرجوع الضروري فقهياً الى فتوى مجتهد آخر يعتقدون بأعلميته كما هو المتعارف، او انهم انضموا الى رهط ولده لسبب او لآخر فهم عراقيون بالكامل وينتمون الى الطبقات الفقيرة ويعدون بعشرات الآلاف في حين ان مشكلتهم ان السيد مقتدى الصدر الذي ينطوون تحت عباءته لا يشكل مشروعا مرجعياً حقيقياً وهو راض بالبقية من مرجعية والده في النجف وفي بعض المدن العراقية المتواصلة مع عدد من المعممين الشباب المناصرين لمقتدى.

اما المرجعية الايرانية اي التي في ايران فإنها بكل تنويعاتها لم تمتد الى صفوف العراقيين الا في حدود تقليد عدد من المنسجمين مع التيار المحافظ في ايران حيث يرجعون الى السيد علي خامنئي الذي اثرت مرجعيته المشوبة بالسياسة في اقتصار مقلديه من العرب في لبنان والعراق وغيره على المسيسين.. وان كان حزب الله تاريخياً لم يلزم اعضاءه بالانتقال من تقليد السيد الخوئي الى تقليد السيد الخميني فإنه الآن اكثرتشددا تنظيمياً في هذه المسألة.. اي انه يدعو الى تقليد السيد خامنئي من دون ان تخلو صفوفه من مقلدين باقين على تقليد الخميني او الخوئي او منتقلين الى السيد السيستاني.

وللمرجعيات القمية الاخرى (الشيخ جواد التبريزي والشيخ بهجت وغيرهما) مقلدون قليلون في اوساط العراقيين المقيمين في قم.

لا بد من ملاحظة اخيرة.. وهي ان العشائر العراقية الاساسية والكبرى وذات الموقع الوازن في المجتمع العشائري تميل الى تقليد المرجع الكلاسيكي الهادئ والاقل نسبياً وان كانت في السياسة تميل اكثر الى طرف السيد محمد باقر الحكيم الذي تحمل في داخلها نمطاً من الارتباط بوالده السيد محسن الذي أحسن بناء العلاقة الدينية والسياسية معها.


قصة الـمجلس الاعلــى


المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة السيد محمد باقر الحكيم التي كانت من البداية تدبيرا ايرانيا مكن لإيران ان تضع المجلس في حضنها وتتفاهم معه على كل خطوة يقوم بها، فشارك في اجتماعات المعارضة مع التحالف في لندن، ولكن عاد الى التردد والنقد ثم دخل السيد عبدالعزيز الحكيم شقيق محمد باقر الى العراق وحده من خلال الكويت بعيدا عن مؤتمر الناصرية، معلنا انسحابه مع بقية شركائه من المعارضة. وكان فيلق بدر المكون من اسرى عراقيين في الحرب السابقة ومن شباب منفصلين من حزب الدعوة ومن انصار السيد باقر المستند إلى تراث مركب من مرجعية والده السيد محسن وعلاقته التأسيسية بحزب الدعوة وعلاقته الدائمة والحميمة بالسيد محمد باقر الصدر وكوكبة من شهداء عائلته، قد وعد نفسه بالدخول في الحرب ضد النظام الا ان الموقف الايراني جعله يقف على حدود الشمال حتى يحتفظ بشيء من الحياد والاستقلالية العراقية تساعده على توكيد مصداقية السيد الحكيم وزعامته، التي ربما ستظهر بحجمها الحقيقي في التجمع الذي دعا اليه في كربلاء في اربعين الامام الحسين.. يبقى المجلس الأعلى اقوى فصيل اسلامي شيعي عراقي معارض، ولكن عليه ان يتدبر امر علاقته العضوية بايران من دون اضطرار الى قطعها، لان التبعية مشكلة والقطيعة مشكلة. من هنا تأتي مشكلة الشخصيات العراقية القاطنة في ايران من السيد محمد بحر العلوم الحائر بين تراث عائلته العلمي والجهادي الكبير. وتراثه الشخصي الى جانب السيد محسن الحكيم وانجاله في مواجهة حزب البعث الذي اخرجه من العراق مبكرا والسيد مهدي الحكيم نجل السيد محسن الذي اغتالته المخابرات العراقية علنا في الخرطوم.. وجهاده.. اي بحر العلوم الى جانب السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة والبعثيين المنفصلين لـ(حسن العلوي وجابر الأنصاري وهاني الفكيكي) وبين المؤتمر الوطني بقيادة الجلبي، حيث انخرط السيد بحر العلوم مبكرا فيه ثم ابتعد من دون ان يعاديه لأسباب كثيرة ثم عاد لينسجم معه في لقاءاته مع التحالف في لندن... والسيد بحر العلوم لا يملك من القوة سوى تراثه العائلي والشخصي وعدد من أرحامه العاملين معه... ولكن ذلك ليس وحده هو المحدد لدوره ان شاء ان يكون له دور فاعل.. فهو يأتلف مع مزاج عراقي عريض إذا ما احسن التعاطي معه.

اما احمد الجلبي.. فإنه منقطع عن النجف وعن الشيعة بما هي دين وثقافة.. متصل بهم بما هم طائفة وعلى حساسية طائفية تأتي من بورجوازيته وحداثته الغربية وحياته المديدة في الغرب وإحساسه بالمنافسة مع البورجوازية البغدادية السنية المتجذرة، في حين انه مع عائلته بورجوازية وافدة نبتت على حواشي تردد الملك فيصل بين سنيته وهاشميته.

http://www.alqabas.com.kw/news_detai...word=السيستاني







 
قديم 26-04-03, 07:27 AM   رقم المشاركة : 2
السيستاني الخائن
رافضي





السيستاني الخائن غير متصل

السيستاني الخائن


[ALIGN=CENTER]انتهى وقت التقيه ياسيد [/ALIGN]







التوقيع :
[ALIGN=CENTER]http://www.ebaa.net/khaber/2003/04/03/images/05.jpg[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]اصدرنا فتوى صباح يوم الخميس 3/4/2003 م، في النجف الاشرف بعدم مقاتلة القوات الامريكية الصديقه :o [/ALIGN]
من مواضيعي في المنتدى
»» نعم أنا مجدد سنن جدي ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بفتواي الشهيرة ضد المسلمين
»» وصية الحاج ميزا عبدالرسول الحائري الاحقاقي الى جميع المؤمنين والمقلدين
»» الحوزة القائمية تواصل دراستها الفقهية في كربلاء المنجسة ( .... )
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "