27.04.2010 آخر تحديث [17:11]
ان سبب غلق مساجد السنة في اذربيجان يعود الى عدم تسجيلها، حسب ما تقوله السلطات الاذربيجانية . وهذه هي احدى المسائل الملحة التي تناقش في اروقة
قمة حوار الاديان لقادة العالم الدينيين التي تجري في العاصمة الاذربيجانية باكو خلال الفترة 26- 27 ابريل / نيسان. وكان راوي عين الدين رئيس مجلس مفتيي روسيا حتى قبل انعقاد القمة قد قرر طرح الموضوع على شكر الله باشازاده رئيس ادارة مسلمي القوقاز. وكان مجلس مفتيي روسيا قد ارسل في شهر مارس/ اذار رسالة الى ادارة مسلمي القوقاز عبر فيها عن قلقه على مصير مساجد السنة في اذربيجان الا انه لم يستلم جوابا لرسالته. وحسب مانشره موقع IslamRF.ru فانه بسبب الانتقاص من الحقوق الدينية للسنة رفض عبد الستار دربساله مفتي كازاخستان وغيره من رجال الدين المسلمين من الجمهوريات السوفيتية السابقة حضور القمة المذكورة. اما راوي عين الدين فانه حضر القمة مع على بارداق اوغلو وزير الدولة للشؤون الدينية في تركيا ،وهما يأملان تسوية المشكلة المذكورة.
ويشكل المسلمون السنة حوالي 30 % من مسلمي اذربيجان ، واكبر الجاليات السنية هناك هي من اللزكين والافار وغيرهم من القوميات الداغستانية وكذلك الشيشان. ان هذا الامر فتيل ملائم لاشعال الفتنة الطائفية في اذربيجان.
وتنشر مواقع الانترنت باللغة الروسية والخاصة بالمواضيع الاسلامية بانه في الفترة الاخيرة تكررت في اذربيجان حوادث غلق وهدم المساجد التي تعود اكثرها للسنة. ففي عام 2009 تكررت هذه العمليات فمثلا في 25 ابريل/ نيسان اغلق مسجد " شهيدلار " الواقع على ممر الشهداء ، وفي اليوم التالي هدم مسجد في حي ياسامال، وفي 10 مايو/ ايار اغلق مسجد في حي " نيفتينيخ كامنياخ – الاحجار النفطية " وفي اليوم التالي تم هدمه. وفي 20 مايو/ ايار تم غلق مسجد " الحياة " في حي ياسامال بباكو واعيد فتحه في 22 من الشهر نفسه. كما تقرر هدم مسجد " فاطمة الزهراء " في بلدة يني غيونشلي بمنطقة سوراخان. وقبل اربعة ايام من نهاية شهر رمضان اغلق المسجد الوحيد للسنة في مدينة غياندجي ثاني اكبر المدن الاذربيجانية بعذر ان المسجد غير مسجل. كل هذا جرى عام 2009 وباكو عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009.
ان سبب تدخل مجلس مفتيي روسيا في الموضوع هو الطلب الذي تقدم به ممثلو اللزكين.
وحسب معطيات موقع " عقدة القوقاز "ان المسلمين السنة في مركز " سامور " الثقافي بمدينة باكو توجهوا بطلب الى الادارة الدينية لمسلمي روسيا لمساعدتهم كما يؤكدون بسبب استمرار التفرقة والانتقاص من السنة في اذربيجان. واعتمادا على التعديلات التي اجريت عام 2009 على قانون " حرية المعتقد " في اذربيجان طلب من كافة الجمعيات الدينية اعادة تسجيلها في لجنة الدولة لشؤون الاديان. ولكن " مسجد ليزغي " ومساجد اخرى في باكو لم يتم تسجيلها بسبب بعض العراقيل وتم غلق البعض الاخر ، هذا مايؤكده محرروا طلب المساعدة.
ويقول هؤلاء لقد طلب منهم لتسجيل المسجد تغير اسمه وهذا يعتبره اللزغين محاولة لمحو المعالم التاريخية للشعب اللزغيني.
ومن جانبها تفند السلطات الاذربيجانية هذه الاتهامات وتعلن انه لا توجد اي تفرقة دينية في البلاد . وقال يوسف عسكيروف رئيس قسم القانون والتسجيل بلجنة الدولة لشؤون الاديان باذربيجان " ان الاخبار التي تفيد بان المسلمين السنة في اذربيجان يتعرضون الى مضايقات وان الجمعيات السنية لاتسجل لا اساس لها من الصحة وانها بعيدة عن الحقيقة والواقع وتحمل في طياتها الكذب والتلفيق ".
واضاف عسكيروف معلقا على موضوع تسجيل مساجد السنة في باكو بان مسجد " عاشور " ومسجد " شهيدلار " في مركز باكو التاريخي ومسجد " ابوبكر " في حي ناريمان ومسجد " الجمعة " في بلدة غابوستان لم تقدم الوثائق المطلوبة للتسجيل في لجنة الدولة لشؤون الاديان.
نبذة عن مسجد اللزغين
ان لهذا المسجد اهمية كبيرة ليس فقط للمؤمنين بل وايضا من الناحية الثقافية والتاريخية ومكان للعبادة. ويقول المؤرخون ان هذا المسجد قد شيد عام 1169 .
ومن المعلوم ان هذا المسجد مع مجموعة من المعالم التاريخية في مركز المدينة التاريخي ضمت الى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكوعام 2000 . وكانت جمعية المسجد السنية التابعة لمركز " سامور " الثقافي قد تم تسجيلها في وزارة العدل الاذربيجانية عام 1993.
ويزور المسجد بغض النظر عن اسمه ليس اللزغين فقط بل وممثلو الطوائف السنية الاخرى في اذربيجان كالشيشانيين والافاريين والتي تعتبر من الجاليات الكبيرة في اذربيجان اضافة الى الاذربيجانيين السنة. اي يعتبر هذا المسجد احد المراكز الاجتماعية القليلة في باكو واذربيجان عموما.
يمكن ان تؤدي التسمية الى صدامات بين الشيعة والسنة
لقد بدأت مشاكل الجمعية منذ طلب الجهات الرسمية الاذربيجانية حسب قانون " حرية المعتقد " التسجيل الالزامي في لجنة الدولة لشؤون الاديان. وحسب قول اعضاء جمعية " مسجد اللزغين " السنية انه خلال عملية تجهيز الوثائق المطلوبة للتسجيل طلب منهم تغير اسم المسجد الى " عاشور بيك " . ولكن هذا لايقتصر على تغير الاسم فقط بل المحافظة على الثقافة ونقلها الى الاجيال القادمة . اضافة لذلك اعتبر ممثلو الجمعية السنية في اذربيجان ان طلب تغيير الاسم هي محاولة لمضايقة الجمعية. ان هذا الامر يمكن ان يخرج المسلمون عن طورهم ويؤدي الى نزاعات دينية في منطقة القوقاز خاصة وان السنة المحليين قد تحملوا الكثير من قادة الشيعة في اذربيجان.
وكتبت صحيفة " ناستوياشويه فريميا : انه ليس سرا بان الجمعيات السنية في اذربيجان اكثر نشاطا ونجاحا من الجمعيات الشيعية. وان شكر الله باشازاده رئيس ادارة مسلمي القوقاز الذي يرى بعينيه تطور هذا النشاط بدأ منذ تسعينات القرن الماضي يعمل على مضايقة الجمعيات السنية في اذربيجان من خلال تغير ائمة المساجد " القدامى " البارزين بأئمة من الشباب من خريجي المعاهد الدينية بداغستان.
وكل من يرفض ما يشبه " اعادة التأهيل الديني " يجبر على مغادرة اذربيجان او يعزل نشاطهم الديني. هذا مع العلم انه في داغستان المجاورة لاتتعرض الجمعية الشيعية الاذربيجانية لاي نوع من انواع التفرقة او المضايقات وتقوم بنشاطها الديني بكل حرية. وكما تشير الصحيفة فان في كل هذه الفضائح حول " مسجد اللزغين " " يمكن ان نرى خلف كواليس الحقائق البينة مجابهة متنامية بين جناحي الامة في القوقاز – الشيعة والسنة ".
المصدر: منشورات المواقع الالكترونية المكرسة لمشاكل الاسلام
21-08-10, 05:06 PM
العرض العادي
