الرد على الشبه الرابعة
الشبة الرابعة :
ومما يتعجب منه الغافل كيف يدعي بعض المؤرخين أن معاوية من أشهر كتبه الوحي ؟ وكيف يسلم من له تفكير بهذه المقولة ويرددها ؟ فهل يا ترى كان المؤرخين جاهلين متى أسلم معاوية ؟ وأين سكن بعد إسلامه ؟ وهل يعقل أن الرسول يترك السابقين من المهاجرين والأنصار ويختار من أسلم حديثا !!
الجواب على الشبهة الرابعة
نعم هو من أشهر كتاب الوحي وهو أحد الصحابة رضوان الله عليهم ومن مناقبه أنه هو خال المؤمنين وأصح ما رُوي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ منذ أسلم ، أخرجه مسلم في صحيحه .
وحديث أبي حمزة عن ابن عباس هو دليل صريح في أنَّ معاوية من كتبه الوحي وهو في صحيح مسلم كما ترى .
ومن لم يكفه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يكفيه شيء بعده ،، نسأل الله السلامة والهداية .
قال أبو يعلى في تنزيه خال المؤمنين: « ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين , ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب , وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم » ا.هـ.
وروى الخلال في السنة بسند صحيح قال أبو بكر المروذي : سمعت هارون بن عبدالله يقول لأبي عبدالله : « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا : لا تقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا » .
وقال الإمام أحمد في السنة: « أقول : معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين ؟ قال : نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما , وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما » وسنده صحيح
وأخيراً هل هؤلاء الذين يذكرون المساؤي بأفضل من ابن عباس حبر هذه الأمة حينما قال في « صحيح البخاري » قيل لابن عباس : هل لك في أمير معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال : إنه فقيه .
أو بأفضل من عمير بن سعد رضي الله عنه حينما قال : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به » .
رواه البخاري في « التاريخ الكبير » وأحمد في « المسند » ، والترمذي في « جامعه » .
أو بأفضل من سلف الأمة حينما قالوا :
.. أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (ثقة فقيه) قال: قلت لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي؟». قال: بلى! قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: «نعم، له صهر ونسب»، قال: وسمعت ابن حنبل يقول: «ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية!».
قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: «معاوية عندنا مِحْنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزَراً اتهمناه على القوم»، يعني الصحابة " كتاب البداية و النهاية "
وقال الربيع بن نافع الحلبي رحمه الله: «معاوية سترٌ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه». "كتاب البداية و النهاية"
قال ابن القيم رحمه الله في « المنار المنيف »: « فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه »
نقول كما قال السلف –رحمهم الله– أنه لا يجوز في معاوية إلا ذكر محاسنه وفضائله. ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم».