العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-04, 02:03 AM   رقم المشاركة : 1
المضـري
عضو نشيط





المضـري غير متصل

المضـري


Lightbulb مهم : هل أدرك الكويتيون خطورة التهديد الإيراني - صباح الموسوي

قد لا تكون جديدة هي التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي عامة والكويتي منه خاصة . ولكن الجديد في الأمر أن الكويتيون الذين كانوا طوال الثلاثة عشر عاما الماضية , وعقب الغزو العراقي تحديدا , قد بدئوا يتعاملون مع النظام الإيراني بمصداقية كبيرة فتحين أبواب العلاقات معه على مصارعها منطلقين من قاعدة "عدو عدوي صديقي" متناسين آلام الماضي التي خلفها الإرهاب الإيراني في الكويت في الثمانينيات لاسيما عمليات تفجير المقاهي الشعبية وتفجير محطات الكهرباء والعمليات الأخرى التي كانت تستهدف الشاحنات على طريق العبدلي - صفوان هذا إضافة إلى العملية الإرهابية الكبرى التي استهدفت اغتيال أمير البلاد والتي استطاعت حينها السلطات الكويتية إلقاء القبض على ستة من عملاء المخابرات الإيرانية الذين كانوا قد اشتركوا مع المقتول " رعد " في تنفيذ العملية وقد حكم وقتها على هؤلاء العملاء بالإعدام إلا انه ولاعتبارات سياسية كانت السلطات الكويتية قد أجلت تنفيذ الحكم بحقهم . ولكن حين حدث الغزو استطاع هؤلاء المجرمون الفرار من السجن المركزي واللجوء إلى السفارة الإيرانية التي أخرجتهم بطريقتها الخاصة إلى إيران .

هذا التاريخ الدموي حاولت الكويت نسيانه لاعتبارات عديدة أهمها حاجة الكويت في كسب تأييد أكبر عدد ممكن من دول العالم لا سيما دول الجوار خاصة وذلك بهدف الضغط على النظام العراقي, وبما أن إيران كانت على عداء تام مع العراق وتمتلك ناصية العديد من حركات المعارضة الشيعية إذن كان لابد للكويت أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار وتسعى لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران معتقدة أن الإيرانيون كما العرب سريعي النسيان وأنهم قد تدفعهم مصالحهم الاقتصادية وحاجتهم للانفتاح السياسي على الدول العربية عامة والخليجية منها خاصة إلى تناسي موقف الكويت الذي كان داعما للموقف العراقي في حربه مع إيران . ولهذا اندفعت الكويت بعلاقاتها نحو إيران متقاضية عن الكثير من الأعمال والتصرفات اللاأخلاقية و لا قانونية التي تقوم بها الأطراف الإيرانية على الساحة الكويتية , وكثيرا ما تقاضت أيضا عن التجاوزات الإيرانية على حقل الدرة في الخليج العربي والذي تدعي إيران ملكيته .

هذا السكوت الكويتي المبرر سياسيا انذاك قد أوجد فرصة للأجهزة الإيرانية المتعددة للعمل على ترتيب أوراقها السياسية في الوسط الشيعي حيث استطاعت أن ترفع وجوه دينية من أصول فارسية في الوسط الشيعي الكويتي وتزيح أخرى عربية , كما عملت على ضرب تيار كان مقرب من الحكومة الكويتية لحساب تيارات أخرى موالية لها , ومثالا على ذلك فقد استطاعت الجهات الإيرانية ضرب آية الله السيد صباح شبر الشخصية الدينية المحافظة ذو الأصول العراقية ورجل الدين البارز وعضو مجلس الأمة الحالي السيد حسين القلاب ذو البحرينية لحساب محمد باقر المهري ذوي الأصول الفارسية(ممثل مرجعية السيستاني) .

كما إنها عملت على أضعاف تيار الشيرازي وتيار الشيخية المقرب من الحكومة الكويتية لصالح تيار مرجعية علي خامنئي .
هذا إضافة إلى دفعها ببعض الجهات الشيعية لاختلاق فتنة طائفية بين السنة والشيعة من خلال بث الكتب والخطب المسجلة التي تحمل الإساءة لصحابة الرسول (ص) إلا أن يقضة الجهات الكويتية المعنية استطاعت أن تطوق هذه المحاولة وتبطل مفعولها .

ولكن قد يتساءل بعض الذين ليس لهم معرفة حقيقية بأساليب عمل النظام الإيراني عن الدوافع التي تقف وراء كل هذه الأعمال الإيرانية رغم أن إيران اليوم أحوج من أي وقت مضى للتفاهم وحسن الجوار مع الدول الخليجية ولاسيما الكويت صاحبة الثقل السياسي خليجيا وعربيا .

الواقع أن النظام الإيراني ورغم تغير شعاراته السابقة ( تصدير الثورة مثلا) إلا أنه لم يغير من استراتيجيته الرامية إلى الضغط على دول الخليج العربي لتحقيق أهداف سياسية وطائفية معينة من خلال فرض سياسة الأمر الواقع وهذا الأسلوب ينتهجه الإيرانيون منذ زمن طويل خصوصا في الساحات المهمة التي يمكن أن تكون ملعبا ساخنا لهم كما هو الملعب الكويتي الذي تجتمع فيه كل الأحجار التي يمكن تحريكها لتحقيق اكثر من هدف .

الأمر الأخر أن الإيرانيون بات يدركون جيدا أن المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة ورغم سقوط ابرز أطرافها وهو العراق ألا أنها ما تزال تعيش فترة مخاض وهنا يريد الإيرانيون ترتيب أوراقهم حسب المقتضيات التي تتطلبها هذه المرحلة وقد وجدوا في الساحة الكويتي عاملا مهما في ترتيب أوراقهم لضمان نجاح اللعبة خليجيا , حيث باتت الكويت المركز الذي يدار منه اللعب على الساحة الشيعية في الخليج عامة والعراقية منه خاصة , وقد سهل التعاطي الكويتي المرن مع الأطراف الشيعية العراقية والخليجية إضافة إلى غضها الطرف عن بعض الخروقات الصادرة من قبل جهات رسمية إيرانية, إلى تشجيع النظام الإيراني على التمادي اكثر فأكثر في تجاوزاته على الأعراف والتقاليد الديبلوماسية وباتت أجهزته المتعددة تعمل و بكل علانية في الساحة الكويتية دون أن تأخذ بنظر الاعتبار أن هذا التحرك قد يثير السطات الكويتية وقد يدفعها للاحتجاج ضده كونه يعد تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ويمس سيادتها .

هذا الأمر الذي لم يكن غائبا عن أنظار السلطات الكويتية قد تجاوز الموقف منه مرحلة المجاملات واصبح أمر واقع , لكونه قد بلغ مرحلة الخطر الذي لا يمكن السكوت عليها فإيران لم تعد تثمل تلك الأهمية التي كانت الكويت بحاجة ماسة لها لكي تضطر لمجاراتها وان تجاوزات بعض الخطوط التي عادة ما تصنف بالحمراء .

لهذا لم تقم الكويت بخطوة مفاجئة حين أقدمت على استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية و أبلغته شديد اعتراضها على التدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها الداخلية لان الأمر بالنسبة للحكومة الكويتية اصبح محسوما على ما يبدوا وقد عبر عنه بشكل واضح وصريح وزير خارجيتها الشيخ محمد الصباح حين قال في مؤتمره الصحفي في بيروت يوم الأربعاء 12ايار الجاري : أن إيران تشكل خطراً استراتيجياً بعيد المدى على دول الخليج. ولكن ما دام أن الكويتيون والخليجيون عامة قد أدركوا هذه الحقيقة فما هي الإجراءات المستقبلية التي ستخذونها لمواجهة هذا الخطر الذي قد يختلف كثيرا عن الأخطار السابقة .

صباح الموسوي
13ايار 2004م







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "