العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 15-11-03, 02:02 PM   رقم المشاركة : 1
النظير
شخصية مهمة







النظير غير متصل

النظير is on a distinguished road


هذا عُمَرُ أيها الغُمْر

[ALIGN=CENTER]
هذا عُمَرُ أيها الغُمْر!
[/ALIGN]


[ALIGN=LEFT]الشيخ محمد عمر دولة [/ALIGN]


من مساوئ ثقافة التغريب، أنها صِيغتْ بمَعزِلٍ عن الغربلة النقدية، وشِيدتْ بمنأىً عن مَلَكة التمحيص الحديثية، التي تتميّز بها علوم السُّنّة النبوية، فسبّب ذلك تسرُّبَ معانٍ باطلة شوّهت جملة من الحقائق الناصعة لتساهل الناس في التصديق، وبعدهم عن مناهج التحقيق.

فكانت تلك إحدى الثمرات المُرّة لشجرة العلمانية في بلاد المسلمين (والذي خبُث لا يخرج إلاّ نكِداً)؛ وصارت الثقافة رهينة بخيالات الوعّاظ والقصاص وأخبار العشاق وأدبيات الاستشراق. والقصد من وراء ذلك إفراغ الدين من محتواه، وتشكيك المسلمين في عظمائهم لاسيما صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووزيريه الجليلين - رضي الله عنهما -.

فمن هذا الباب دُسّ في عقول كثير من الناس أن الفاروق رجل غليظ القلب شديد في المعاملة، وتعمّدوا إبراز صورة منفِّرة عن المحدَّث العالم النبيل - رضي الله عنه -. مع أنّ شدّته كانت على الكفار وغلظته على المنافقين. لكنّه من أرقِّ الصحابة قلباً ومن أعظمهم عطفاً على المسلمين.

فدمعته قريبة؛ تسيل لأدنى موقفٍ وموعظة. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة حاطب - رضي الله عنه -: (وما أدراك يا عمر لعلّ الله اطلّع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم) فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم. وروى البخاري في كتاب الأذان (باب إذا بكى الإمام) قال عبد الله بن شداد: سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) ورُوي في مناقب عمر مشاهدة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، قال - صلى الله عليه وسلم -: (فقلت: لمن هذا القصر؟ فقيل لعمر فذكرت غيرته؛ فولّيْت مُدبراً) فبكى عمر وقال: أ عليك أغار يا رسول الله؟

وقد كان عمر رحيماً بالمسلمين رفيقاً بالضعفاء والمساكين. فقد روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب "كان يأكل خبزاً بسمن، فدعا رجلاً من أهل البادية، فجعل يأكل ويتّبع وَضَر الصحفة؛ فقال عمر: كأنك مقفر! فقال: والله ما أكلت سمناً ولا رأيت أكلاً به منذ كذا وكذا؛ فقال عمر: لا آكل السمن حتى يحيا الناس أول ما يحيوْن". وموقف عمر مع المرأة الغفارية يشهد بحنانه ورِقّته ووفائه، فقد روى البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الحديبية أن عمر خرج إلى السوق "فلحقت عمر امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين! هلك زوجي وترك صبية صغاراً، والله ما ينضجون كراعاً، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن يأكلهم الضبع، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقف معها عمر ولم يمضِ، ثم قال: مرحباً بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاماً وحمل بينهما نفقة وثياباً، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتادي، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير. فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرتَ لها. قال عمر: ثكلتك أمك! والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصناً زماناً فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهماننا فيه". وقد قال عمر في مرض موته لابن عباس - رضي الله عنهم -: "وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك".

وأما عدالة عمر وإنصافه وتجرُّده فصفاتٌ لا تكون إلا لرجلٍ رقيق؛ فإن الغليظ مجبولٌ على الظلم؛ ولذلك كان الكبر (بطر الحق وغمط الناس) وما غاب الرفق عن شيءٍ إلاّ شانه فقد روى مالك في كتاب القِراض من الموطأ أن عبد الله بن عمر وأخاه عبيد الله خرجا في جيش إلى العراق "فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير بالبصرة فرحّب بهما وسهّل. ثم قال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به فعلتُ. ثم قال: بلى، ههنا مالٌ من مالِ الله أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأُسلِفكماه فتبتاعان به متاعاً من متاع العراق، ثم تبيعاه بالمدينة، تؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون الربح لكما. فقالا: وددنا ذلك. ففعل، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال. فلما قدما باعا فأربحا، فلما دفعا ذلك إلى عمر قال: أكُلَّ الجيش أسلفه مثل ما أسلفكما؟ قالا: لا. فقال عمر بن الخطاب: ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما، أدِّيا المال وربحه. فأما عبد الله فسكت، وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا، لو نقص هذا المال أو هلك لضمِنّاه. فقال عمر: أدِّياه. فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضاً. فقال عمر: قد جعلته قراضاً. فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب نصف ربح المال".

وقد كان عمر - رضي الله عنه - لطيفاً أسيفاً، ودوداً أليفاً؛ يظهر ذلك من موقفه المعبِّر حينما أرسل ولده عبد الله إلى أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - في مرض موته، وقال: "قل لها: عمر يستأذنك أن يُدفن مع صاحبيه. ولا تقُل أمير المؤمنين"! وما أحسن صنيعه حينما غاضب النبيُّ صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر وسائر زوجاته واعتزلهنّ في مشربة له، فاستأذن عليه عمر، وراح يتلطّف في كلامه حتى تبسّم النبي - صلى الله عليه وسلم - فسُرّ عمر وقال: "أضحك الله سنَّك يا رسول الله"!

وقد عرف الناس في عمر - رضي الله عنه - أنه رجل مستسلم للكتاب وللرسول - صلى الله عليه وسلم -. وقصته مشهورة مع من غاضبه حتى همّ به عمر، فقرئ عليه: (وأعرِض عن الجاهلين) فأعرض عنه. حتى قالوا: "كان عمر وقّافاً عند كتاب الله"، وفي البخاري جثا عمر على ركبتيه عند النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا أكثر بعض الناس سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عمّا يكره، فما رضي النبي - صلى الله عليه وسلم - وما ذهب غضبه إلاّ حينما اعتذر عمر عن صنيع هؤلاء! قال النووي - رحمه الله -: "فعله أدباً وإكراماً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشفقةً على المسلمين لئلا يؤذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهلكوا".

ومن خصال عمر - رضي الله عنه - أنه عارف بأقدار الرجال، يُنزل الناس منازلهم، فقد قال للصِّدِّيق - رضي الله عنه - يوم السقيفة حينما اقترح الصِّدِّيق مبايعة عمر أو أبي عبيدة: "بل نبايعك أنتَ؛ فأنت سيِّدنا وخيرُنا وأحبُّنا إلى رسول الله". وقد أشاد بفضل سعد بن أبي وقاص كما روى البخاري (في باب المسح على الخفين) سؤال ابن عمر أباه - رضي الله عنهما - عن حديث سعد في المسح على الخفين، فقال: "نعم، إذا حدّثك شيئاً سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا تسأل عنه غيره". ونوّه بفضل ابن عباس لمّا أدخله مع البدريين ليُريهم علمه وفقهه، وكان - رضي الله عنه - يجعله في مجلسه تكريماً له. وقول عمر لعدي بن حاتم ذو دلالة على الاعتراف بفضل الأكابر حين قال له عدي: "أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟"، قال: "بلى، أسلمتَ إذ كفروا، وأقبلتَ إذ أدبروا، ووفيتَ إذ غدروا، وعرفتَ إذ أنكروا!"، فقال: "فلا أُبالي إذاً". وما كان جواب عمر لأبي عبيدة لما قال: "أ نفِرُّ من قدر الله؟" إلاّ أن قال: "لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة!".

ولو لم يكن للفاروق - رضي الله تعالى عنه - من اللطف والرقة إلاّ أنه شاكر لله - تعالى - على توفيقه ومُمتنٌّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللصِّدِّيق - رضي الله عنه - لكفاه ذلك، كما روى البخاري في مناقب عمر قوله لابن عباس: "أمّا ما ذكرتَ من صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضاه فإنّما ذاك مَنٌّ من الله - تعالى - مَنَّ به عَليَّ، وأمّا ما ذكرتَ من صحبة أبي بكرٍ ورضاه فإنّما ذاك مَنٌّ من الله جلّ ذكرُه مَنَّ به عَليَّ"!

ورحم الله الإمام الذهبي حيث قال في (تذكرة الحُفّاظ) عن عمر - رضي الله عنه - "فرَّ منه الشيطان، وأعلى به الإيمان، وأعلن الأذان...وأين مثل أبي حفص، فما دار الفلك على شَكْلِ عمر".







التوقيع :

هنا القرآن الكريم ( فلاش القرآن تقلبه بيديك )

_____________________

{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 100
من مواضيعي في المنتدى
»» هل يؤله الشيعة علي بن أبي طالب ..؟؟
»» أستمعوا إلى معجزة الكذاب المهاجر بلسانه الحمد لله على نعمة العقل
»» أقوال أهل الإسلام في الحكم على الرافضة
»» الشيخ ابن جبرين: يجب سجن أو جلد الصحفيين المتطاولين
»» فلم العمامة كامل بدون تحميل .. وإن أردت التحميل فبحجم أقل وجودة عالية
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:16 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "