العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الإجتماعية > شؤون الأسرة وقضايا المجتمع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-11, 01:23 AM   رقم المشاركة : 1
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


Lightbulb *يا بني *

يا بني
يابني....
لماذا تكتب الى على تردد و استحياء ؟ أتحسب أنك أنت وحدك الذي يحس هذه الموقدة في أعصابة من ضرم الشهوة , و أنك أنت وحدك الذي اختص بها دون الناس أجمعين ؟
لا , يا ابني , هون عليك , فليس الذي تشكون داءك وحدك , و لكنه (داء الشباب), و قد كتبت فيه قديما وحديثا , و انه ما اشرف على مثل سنك أحد إلا توقد في نفسه شئ كان خامدا , فأحسن حره في أعصابة و تبدلت في عينه الدنيا غير الدنيا و الناس غير الناس فلم يعد يرى المرأة على حقيقتها إنسانا من لحم ودم له ما للإنسان من المزايا , و فيه ما فيه من العيون و لكن أملا فيه تجتمع الآمال كلها و أمنية فيها تلتقى الأماني و يلبسها من خيال غريزته ثوبا يخفي عيوبها و يستر نقائصها و يبرزها تمثالا للخير المحض و الجمال الكامل و يعمل منها ما يعمل الوثني من الحجر: ينحته بيده صنما , ثم يعبده بطوعه ربا؟ إن الصنم للوثني رب من حجر , و المرأة للعاشق وثن من خيال؟ كل هذا طبيعي معقول و لكن الذي لا يكون أبدا طبيعيا و لا معقولا أن يحس الفتى بهذا كله في سن خمس عشر أو ست عشرة سنة ثم يضطره أسلوب التعليم الى البقاء في المدرسة الى سن العشرين او خمس وعشرين
فماذا يصنع في هذه السنوات وهي اشد سني العمر اضطرام شهوة , اضطراب جسد و هياجا و غليانا؟

ماذا يصنع ؟

هذه هي المشكلة , أما سنة الله و طبيعة النفس فتقول له : تزوج , و أما أوضاع إحدى ثلاث كلها شر, ولكن إياك أن تفكر في الرابعة التي هي وحدها الخير وهي الزواج...
إما أن تنطوي على نفسك , على أوهام غريزتك و أحلام شهوتك , تدأب على التفكير فيها وتغذيها بالروايات الداعرة و الأفلام الفاجرة و الصور العاهرة حتى تملأ وحدها نفسك وتستأثر بسمعك و بصرك فلا ترى حينما نظرت الا صور الغيد الفواتن , ثم لا تنتهي بكل الحال الا إلى الهوس او الجنون او انهيار الأعصاب , و إما أن تعمد الى ما يسمونه اليوم العادة السرية (الاستمناء) , وقد كان يسمى قديما غير هذا , وقد تكلم في حكمه الفقهاء و قال فيه الشعراء , و لكنه إن جازو حده و كثر استعماله ركب النفس بالهم و الجسم بالسقم و جعل صاحبه الشاب كهلا محطما كئيبا مستوحشا يفر من الناس و يجبن عن لقائهم و يخاف الحياة و يهرب من تبعاتها و هذا حكم على المرء بالموت وهو في رباط الحياة .

و إما ان تغرف من حماة اللذة المحرمة و تسلك سبل الضلال و تؤم بيوت الفحش , تبذل صحتك و شبابك و مستقبلك و دينك في لذة عارضة و متعة عابرة , فإذا أنت قد خسرت الشهادة التي تسعى إليها و الوظيفة التي تحرص عليها و العلم الذي أملت فيه و لم يبق لك من قوتك و فتوتك ما تضرب به في لج العمل الحر , ولا تحسب بعد أن تشبع , كلا ! إنك كما واصلت واحدة زادك الوصال نهما كشارب الماء المالح لا يزداد شربا إلا ازداد عطشا و لو أنك عرفت آلافا منهن ثم رأيت أخرى متمنعة عليك معرضة عنك لرغبت فيها وحدها و أحسست من الألم لفقدها مثل الذي يحسه من لم يعرف امرأة قط و هل تقوى الصحة على حمل مطالب الشهوة ؟ دون ذلك و تنهار أقوى الأجساد و كم من رجلا كانوا أعاجيب في القوى و كانوا أبطالا في رفع الأثقال و الرمي , ما هي إلا أن استجابوا إلى شهواتهم و انقادوا إلى غرائزهم حتى أمسوا حطاما

إن من عجائب حكمة الله انه جعل مع الفضيلة ثوابها :الصحة و النشاط , و جعل مع الرذيلة عقابها :الانحطاط و المرض(الايدز) و لرب رجل ما جاوز الثلاثين يبدو مما جار على نفسه كابن ستين , و ابن ستين يبدو من العفاف كشاب في الثلاثين و لو ترك الرجل لغريزته و لم تكن هذه المغريات من الصور و الروايات و الأفلام و تكشف النساء و شيوع الفاحشة لما هاجت به الغريزة إلا مرة او مرتي في الشهر و الشهرين , فالبلاء كله من هذه المغريات من دعاة الشر و رسل إبليس الذين يزينون للمرأة التكشف و التبرج و الاختلاط باسم المدنية و التقدمية و النهضة النسائية و ما يعنون بالمرأة إلا كعناية الجزار بالنعجة : يطعمها و يدفع عها و يحميها و يسمنها و لكن للذبح ...!!!
و الذين دأبوا على نشر صور العاريات في مجلاتهم من الممثلات ثم بنات المدارس و نساء السواحل بحجة الاصطياف .....

و هذه المغريات كلها لا تعمل عملها و لا تؤتي المر من ثمرها , ما لم يوجد ريق السوء , الذي يدلك على طريق الفاحشة و يوصلك الى بابها , أنها كالسيارة الكاملة المعدة و هذا الرفيق كالزناد و ليس للسيار مهما كانت قوتها إلا بالزناد
و إذا كان هذا هو الداء , فما الدواء؟

الدواء أن نعود إلى سنة الله و طبائع الأشياء التي طبعها عليها إن الله ما حرم شيئا إلا أحل شيئا مكانه , حرم المراباة و أحل التجارة و حرم الزنا و أحل الزواج , فالدواء هو الزواج
الزواج وحده طريق الإصلاح , و أنا أقترح على الجمعيات الإسلامية و النوادي الإصلاحية أن تؤسس قسما جديد يرغب الشبان في الزواج , و يدعوهم إليه , و يسهله عليهم و يدل الخاطب على الفتاة التي تصلح له و يصلح لها و يقره المال إن كان معسرا........
فإذا لم يتيسر لك الزواج , و لم ترد الفاحشة فليس إلا بخوف الله و الانغماس في العبادة - خاصة الصوم والذكر ومخالطة الصالحين - و الدرس و الاشتغال بالرياضة فإنها نعم العلاج


الكاتب*الشيخ علي الطنطاوي ...






التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» هل أهل البدع يمثلون أغلبية المسلمين
»» سبحان الله تعال لتشاهد معي الأرض الحمراء في الصين
»» التقي المجلسي يشرب الحشيش وهو صائم الانوار النعمانية
»» وفاة الأخ العائد إلى السنة ناصر بن محمد الهاشمي والمعروف بـ البراء بن مالك في عُمان
»» حوار حول الصوفية والأشعرية في الأحساء ؟
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "