مراجعة صريحة.. لقيادات أهل السنة في العراق/ مروان الجبوري
مراجعة صريحة.. لقيادات أهل السنة في العراق/ مروان الجبوري
إن الجريمة التي أرتكبها المالكي من الأساءة لرمز من رموز وقيادات أهل السنة في العراق، أمر لا يمكن السكوت عليه، و يجب أن نقف كأهل سنة وقفة وفاء لهذه القيادات التي دافعت وتدافع عنا ؟!!
هل استغربت من هذا الكذب الصريح ؟
انتظر قليلاً فالقادم سوف يجعلك تقسط عن كرسيك أما من الغضب أو من الضحك!
سوف أكمل لإقول... فطارق الهاشمي بكل ما قدمه من نصرة لأهل السنة في العراق، من الوقوف بوجه كل المشاريع التي تستهدف ضرب أهل السنة، وأخرج الآف المعتقلين من سجون الحكومة، ومواقفه في رفع الظلم عن أهل السنة واقصائهم من الوظائف الحكومية، وتخليص السنة من استهتار الأجهزة الأمنية الطائفية ومنع الأعتقلات والمداهمات العشوائية...! لا تغلق الصفحة رجاءاً.. فسوف اعود الى صوابي.. لإني وإياك وطارق الهاشمي نفسه نعرف أن ما كتبته قبل قليل هو استهزاء وتهكم على طارق وعلى من يسمون أنفسهم قيادات أهل السنة في العراق، ومن هنا أريد أن أسأل الذين خرجوا مستنكرين لقرار إعتقال الهاشمي في الفلوجة وغيرها من مناطق أهل السنة لماذا خرجتم؟
وماذا قدم لكم الهاشمي كي تخرجوا دفاعاً عنه؟
لماذا لم تخرجوا من أجل الآف من رجال ونساء وأطفال أهل السنة الذين يعذبون ويغتصبون ليل نهار في معتقلات المالكي السرية والعلنية؟
أم أنكم تعولون على طارق الهاشمي في ان يخرجهم؟ طبعا بعد أن يخرج نفسه من الأزمة التي هو فيها، نعم صحيح، فقد ذهب بشخصه الكريم إلى المعتقلين قبل سنتين ومسك شاربه، وقال سوف أخرجكم من السجون قريبا، واذا لم أفعل فأني سوف أكون هنا معكم في المعتقل !!
أمرح أيها الهاشمي فالمالكي حقق لك ما تمنيت وسوف تكون قريباً مع هؤلاء المعتقلين، وأعتقد إن الهاشمي يقول للمالكي الآن :
لا تفعل أرجوك فقد كنت أمزح.. أنها فقط دعاية انتخابية كما علمونا الإمريكان في دورة ( كيف تصبح قائداً في دول العالم الجاهل ).
ماذا قدم طارق الهاشمي لإهل السنة لرفع الظلم والضيم والتهميش الذي يتعرضون له جهاراً نهاراً؟
نعم اعتذر لسيادة النائب لقد تذكرت الآن بعض مما قدمه، فقد شارك مشكوراً في:
محاربة الأرهاب مع حكومة المالكي، بل قد كانت له مشاركة فعالة عندما وقع أمر الإعدام في ستة من أبناء أهل السنة أدينوا بتهمة الأرهاب، وكيف للهاشمي أن لا يوقع و قد صدرت الأحكام من القضاء العراقي النزيه الشريف العفيف المهني؟!!
ولكن الغريب أن طارق الهاشمي لم يستجب للقضاء العراقي الآن عندما صدرت مذكرة الإعتقال بحقه بل قال: إن هذا القضاء غير نزنيه طائفي ومرتشي ومُسَيس ؟!
وإن كنا نريد أن نذكر انجازات الهاشمي فالرجل قدم لأهل السنة الكثير يكفي أنه شارك بشكل فعال في المصالحة الوطنية العراقية النزيهة الشريفة العفيفة المهنية، ألم يكون له دور فعال في أضعاف المقاومة العراقية السنية أو "الارهابيين الخارجين عن القانون" حسب رأي الهاشمي وحكومته !!!
بل هو من المؤسسين لمشروع الصحوات، وقد قام بدعمه ووضع المجاهدين أو "الارهابيين السنة" في السجون، وهو يفتخر بذلك كما صرح قبل أيام بأنه نجح في تحويل أهل السنة "من ثائرين إلى مسالمين" وإذا أردنا أن نحلل كلمة ثائرين نقول:
الرجال الأبطال الذين كانوا يسيطرون على مناطقهم ولايسمحون لأحد بالأعتداء عليها والنيل من ابنائها، وإذا أردنا أن نحلل كلمة مسالمين :
فهم مجموعة من الجبناء الذين يجلسون في بيوتهم ينتظرون متى تأتي الميليشيات الشيعية لتقتلهم أو تعتقلهم أو تعتدي على أعراضهم، وهذا فعلاً ما حصل، هذا هو دور الهاشمي وأغلب ما يسمى (( بقيادات أهل السنة في العراق )) حَولوا أهل السنة من أسود إلى خراف تنتظر الذبح، قبل ثلاثة أشهر دخلت الميليشيات الشيعية إلى الأنبار قادمة من كربلاء وخطفوا عدة أشخاص من أهل السنة وذهبوا بهم إلى كربلاء وجابوا بهم شوارع كربلاء محتفلين، هل كان الشيعة يستطيعون قبل أن يحول الهاشمي أهل السنة إلى "مسالمين" أن يدخلوا منطقة سنية ويفعلوا ما فعلوه ؟!!
ومن المضحك المبكي: إن قادة السنة ومن بينهم الهاشمي وأمير الدليم طالبوا " سماحة رئيس الوزراء " بنقل المعتقلين إلى بغداد للتحقيق معهم حفاظاً على هيبة الدولة وقالوا بالحرف الواحد "صحيح هؤلاء الأشخاص من القاعدة ولكن نرفض أن يحاكموا في كربلاء بل يجب أن يحاكموا في بغداد" وليت شعري لو استطاع المعتقلون الكلام لقالوا: اتركونا في كربلاء فقد يكون التعذيب هنا أخف من معتقلات المالكي المجرمة فأفعالها أشنع وأفضع ولا يخفى ما تفعله بجثث أهل السنة التي تخرج منها قطع لحم سوداء مثقبة، وكما يقول المثل العراقي " الذي يجرب في المجرب عقله مخرب ".
وهنا أيضا السؤال البريء الذي يطرح نفسه مرة أخرى، لماذا يختبئ الهاشمي في كردستان ؟!
لماذا لم يذهب إلى بغداد ليحاكم، أليست هي العاصمة المركزية وهيبة الدولة يجب أن تحترم وهو كقيادي في موضع المسؤولية يجب أن يكون أحرص على هيبة الدولة من هؤلاء المساكين الذين سوف يخرجون قريباً على قناة "العراقية" يعترفون بأنهم من قتل الشيعة في الأنبار؟!! لأن من يدخل سجون المالكي مستعد أن يعترف بأنه هو من قتل جون كندي فضلاً عن قتل الشيعة في الأنبار!!
يا أهل السنة: أنتم تعلمون جيداً لو أن الهاشمي لديه ميليشيات يدافع بها عن أهل السنة ومصالحهم فعلاً، لأصبح ورقة صعبة، ولما استطاع المالكي أو غيره من أن يقترب منه فضلاً عن أن يصدر مذكرة إعتقال بحقه، وهذا لم يكن صعب على الهاشمي لو كان لديه كرامة وشجاعة، ولكن المالكي يعرف جيداً أن الهاشمي ورقة سهلة ، (( ورقة لمسح القاذورات )) استهلكت ولم يعد يحتاجها الآن، وهذه ليست مشكلة بالنسبة للمالكي فللاسف جميع قيادات أهل السنة الحاليون مستعدين أن يأخذوا مكان الهاشمي والمطلك، وما يسمى " بالحزب الاسلامي" مثلاً، سوف يكون سعيداً في المستقبل في أن يكون ورقة يمسح بها المالكي (( قاذوراته )) .
فأهل السنة في العراق فريسة لإيران ومن معها من أحزاب وميليشيات شيعية من جهة، وبين من يوصفون بقادة أهل السنة، الذين باعوا ويبيعون أهل السنة من أجل المناصب والمشاريع من جهة آخرى، فجميعهم طارق بل للانصاف قد يكون طارق الهاشمي أفضلهم.
هل تريدون أن أضرب لكم مثلاً عن الطريقة التي يباع فيها أهل السنة ..
أرسل المالكي أحد " قيادات " أهل السنة (ورقة من أوراق مسح القاذورات التي يستخدمها المالكي) أول حرف من اسمه محمود المشهداني (أرجو أن يبقى الأمر سر بيني وبينكم لا تفضحوا الرجل) أرسل المالكي هذا القيادي البارز إلى جميع الجهات التي تمثل أهل السنة، أو التي تدعي أنها تمثل أهل السنة قبيل الاجتماع الذي دعى له البرزاني لتشكيل حكومة توافقية في كردستان، وقد هاجر المشهداني مجاهداً لنصرة " المصالحة الوطني" لا يبتغي منها إلا وجه المالكي وأرضاء إيران، فذهب إلى الإردن وسوريا وقابل الجميع، رفض البعض عروض المالكي وقبلها البعض الآخر، و من بين الذي تفاوضوا بجدية لنصرة أهل السنة صالح المطلك، فقد قال بالحرف الواحد :
" إذا رُفِعتَ القضية المقدمة ضدي و سُمِحَ لي بالعودة إلى العراق وحصلتُ على منصب نائب رئيس الوزراء سوف اسمح بتمرير الحكومة "
وهذا ما حصل فعلاً، ما شاء الله قمة التضحية والشعور بالمسؤولية ونكران الذات!!
وقد قام أحد الحضور في هذا الاجتماع الذي حدث في الأردن بتسجيل هذا الكلام وأعتقد أنه سوف ينشر قريباً، هؤلاء هم قادتكم يا أهل السنة.
لعل البعض سوف يتفاجئ من أن يُكتب مثل هذا الكلام عن ما يسمى بـ (( قادة أهل السنة في العراق ))، وقد يشكك البعض الآخر في من كتب، أقول : لو كنت متحاملاً على أحد أو غاشاً لكم، فهلا شاهدتم انجاز واحد.. واحد فقط قامت به هذه الاحزاب والائتلافات التي تدعي أنها تمثل أهل السنة ؟!!
ثم تأملوا إلى أين وصل حال أهل السنة الآن من تشرذم وضياع وتهميش وقهر وظلم وعدم وجود قيادة موحدة أو أهداف واضحة أو مشروع حقيقي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المواطن السني العربي المسحوق بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.
بل دعوني استفزكم اكثر، قارنوا بين ما قدمته القيادات الشيعية للمواطن الشيعي، وما قدمه مايسمى قيادات السنة للمواطن السني، حتى على مستوى الخطاب، الشيعة يتكلمون بقوة وصلابة مدافعين بشدة عن باطلهم، وأصبحوا الآن يقولون بأعلى أصواتهم (( العراق حسيني ))، و(( العراق تابع لولاية الفقيه ))، ولم يرد عليهم أحد من " قادتنا " الناعمين، فعندما يخرج الهاشمي في خطاب أو في مؤتمر صحفي لمدة خمس دقائق يقول عباراته المزعجة " في حقيقة الأمر" خمسة عشر مرة ، وعندما ينتهي لا أعرف عن ماذا تكلم؟!! فلم أعرف ما هو " الأمر" الذي يتكلم عنه فضلاً عن أن أعرف أنه "حقيقة " أم لا، لأنه يتكلم بلغة الألغاز فيقول: .. "جهة أقليمية هي سبب ما يحصل في العراق "... " بعض الشخصيات السياسية هي التي سببت المشكلة " .. " ميليشيات مدعومة من خارج العراق ".. استحلفكم بالله هل فهمتم شيء من هذا الهذيان؟!!
والآن اصبح وطني ويقول: لقد لفقوا لي تهمة بسبب مواقفي الوطنية ، وهل تسمي سلسلة الحزازير السمجة هذه مواقف وطنية يا حضرة جناب النائب المتهم ؟!!
وأخيراً ، ماذا قدمت هذه "القيادات" "للقيادات" السابقة التي قرر الشيعة أن يقصوها ويقضون عليها لانهم قالوا كلمة حق لمرة واحدة؟!!
ماذا قدموا لعدنان الدليمي وابنائه وعائلته الذين أصبحوا عائلة مهجرة في الاردن ؟!!
وماذا قدموا للنائب محمد الدايني؟!!
لم يقدموا إلا التأمر والسكوت ، وهذا ما يحصل للهاشمي والمطلك الآن .
هل لازلتم تأتمنونهم على مستقبلكم وحاضركم وهم لا يدفعون عن أنفسهم ضراً و لا نفعاً ؟!!
إلى متى يا أهل السنة ليس لكم رأس ؟!! تنهش لحومكم مجموعة من اللئام ، يبيعون حاضركم ومستقبلكم، ويقبضون الثمن مناصب وصفقات و أرصدة في البنوك خارج العراق، إن بقيتم خلف هؤلاء القادة فسينتهي بكم المقام أما لاجئين خارج العراق أو خدم للشيعة داخل العراق (مثل المستقدمين في دول الخليج، وان كان لهم حق التعبد بدينهم فليس لكم ذلك في عراق ولاية الفقيه) وعندما يحدث ذلك فلن ينفعكم الندم.
وقد يقول قائل: ما هو الحل؟ و ما هو البديل؟ هل نبقى من غير قيادات ؟ لمن نصوت في الانتخابات ؟ ... رداً على كل هذه الاسئلة أقول:
لو بقى أهل السنة بلا قيادة أفضل من أن يكون هؤلاء هم القادة، فكل ما فعلوه زاد حالنا سوءاً وآخر أفكارهم الجهنمية أن يستبدلوا المالكي بالجعفري في رئاسة الوزراء (عندما سمعت هذا الخبر انتابتني سلسة من الضحك هستيري) ؟!!
بربكم هل هذه قيادات تستحق أن تُتَبع ! بل هل تستحق أن تسمى قيادات أصلاً. فهل يذكر أحدكم صفة واحدة من صفات القيادة متوفرة في أي واحد منهم !!
ولكن الحل ليس أن نبقى بلا قيادة، فالحل يكون في جزئين:
الأول: إن يتخلص أهل السنة من هذه القيادات (شلة اللئام)، نتخلص منهم في عقولنا وقلوبنا أولاً، وأن نقتنع بأنهم لا يمثلونا بعد الآن .
و الثاني: هو التحرك باتجاه تكوين قيادات جديدة وأحزاب جديدة تمثل أهل السنة، أحزاب صادقة في خدمة أهل السنة ونصرتهم، وهذا إن شاء الله ما سوف يكون موضوعنا في المقال القادم .
كتبه لوكالة حق/ مروان الجبوري
[email protected]
07-01-12, 07:05 PM
العرض العادي
