قَالَ ذِو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ:
۩ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۩
سُورَةُ يُوسُفَ: الْآيَةِ 104
موسوعة بيان الإسلام الرد على الإفتراءات والشبهات - ق3 م4 ج9 شبهات حول أحاديث العقيدة (2) النبوات.
الشبهة الخامسة والعشرون: ص240 (بتصرف).
الطعن في حديث «ائْتُونِى بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا»
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0045
http://ia802709.us.archive.org/33/it...9_124570_2.pdf
»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»
مضمون الشبهة:
يطعن بعض المغرضين في صحة الحديث الثابت المدون بالصحيحين من رواية عبد الله بن العباس – رضى الله عنهما وأرضاهما، أن النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قال لأصحابة وهو على فراش الموت: «ائْتُونِى بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدَ نَبِىٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا مَا لَهُ أَهَجَرَ.
ويستدلون على إثبات هذا الطعن أن النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، لم يكرر طلبه، ولم يصر عليه، ولو كان الأمر على هذه الدرجة من الخطورة لأصرَّ عليه، لأن في تركه الوقوع في الضلال، ولو كان الأمر متعلقاً بالوحي ما كان ينبغي للنبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، أن لا يكتب ذلك الكتاب، لأن في ذلك خيانة للوحي، وتقصيراً في تبليغ الرسالة، كما أن كون الكتاب لم يكتب يستلزم ضلال الصحابة، وكيف يصف الصحابة النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بالهجر الذي يعني الهذيان؟ وهذا يعد طعناً في مقام النبوة وكذلك في عصمته، فالمعلوم ان النبي لا يصاب بأي مرض في عقله مهما صغر، وذلك لحفظ الوحي، هادفين من وراء ذلك إلى إثارة الشكوك في نفوس المسلمين، وزعزعة ثقتهم بالسنة النبوية التي تُعدُّ المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم.
»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»
وجوه إبطال الشبهة:
1- إن حديث: «ائْتُونِى بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا»،- حديث صحيح سنداً ومتناً، وليس في إعراض النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، عن كتابة الكتاب الذي همَّ به خيانة للوحي، لأنه لم يكن وحياً، إنما هو اجتهاد منه صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، لمصلحة ارتآها، ثم صرفه الله عن ذلك الأمر، لأمر قضاه، ووقوع الاجتهاد من النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، فيما لم ينزل فيه أمر ثابت ومتكرر.
2- لم يكن امتناع بعض الصحابة – رضى الله عنهم وأرضاهم، عن امتثال ما أمر به النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، إعراضاً منهم عن أمره، إنما أرادوا أن يرفعوا المشقة عنه إشفاقاً عليه وحُباًّ له، لما رأوا من حال مرضه وتوجُّعه، فقد كان يشغلهم أمره أكثر مما يشغلهم أمرهم.
ولا يوجد في التاريخ من بدايته إلى نهايته طاعة مثل طاعة أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، له.
3- إن الله سبحانه وتعالى، اصطفى لمحمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، أصحابه من بين الخلق، والقول بضلالهم يقدح في اصطفاء الله عز وجل لهم.
كما أن لفظ الحديث لا يدل على وقوع أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في الضلال، إذا لم يكتب النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، الكتاب.
4- " أَهَجَرَ"،- استفهام استنكاري قالته الطائفة المؤيدة للكتابة، رداًّ على من قال: "حسبنا كتاب الله".
وقيل: أهجر من الهجر، وهو الفراق، أي: فراق الحياة، وليس في هذا أو ذاك قدح في النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.