هذا هو سبب الافتراقات في المذهب الشيعي عموما والاسماعيلي خصوصا....

[الملك محمد]

السلام عليكم ،
اسعد الله اوقاتكم بكل خير.
من خلال متابعتي لردود اخواني السلفيين من اهل السنة والجماعه ، لاحظت انهم دائما يتمسكون بمقولة ، انتم الشيعة اختلفتم في الاصول والعقيدة ، اما نحن اهل السنة والجماعه فاختلفنا فقط في الفروع والفقه وليس الاصول !
ومن هذا المنطلق نجدهم يشككون في مذهب اهل البيت ويشككون في الامام المعصوم المنصوص ، بسبب وجود الاختلاف بحد زعمهم ..
وهذا ما دعاني لكتابة هذا الموضوع ، لابين للمغرر بهم ، ان ما يعتقدونه ليس مقياس صحيح ولا عادل ، بل هو بعيد كل البعد عن ما يعتقدون ، انما نتيجة التقليد الاعمى وعدم الفهم والاستيعاب وتعطيل العقل جعلهم يعتقدون للاسف بهذا الاعتقاد...

اقول وبالله التوفيق :
اعلموا ان دين الاسلام الصحيح هو المتمثل بالكتاب والسنة الصحيحة الواردة عن رسول الله ، بشريطة ان يكون منهج الاتباع للكتاب والسنة بالفهم الشرعي الصحيح السليم الذي يتوافق مع ما يريده الله والرسول وهو بديهيا متوافق مع العقل لا محالة.

المسلمون عن بكرة ابيهم بمختلف مذاهبهم وطوائفهم ، يزعمون انهم يتبعون الكتاب والسنة ، ومع ذلك كل فرقة منهم تضلل الاخرى وتكفرها !!!
الكتاب والسنة معصومان من الضلال ، ومع ذلك لم يعصموا المسلمين من التفرق والاختلاف والتضليل فيما بينهم !
فهل يدل ذلك على بطلان الاسلام ؟ هل يدل على بطلان اهم مصدران الكتاب والسنة ؟
الجواب معروف : لا والف لا !
والسبب : ان الخلل كان في الاتباع انفسهم...في البشر الغير معصومين ..في طريقة نهجهم واتباعهم للكتاب والسنة...باختصار شديد ، الاختلاف نتيجة اتباع الائمة والعلماء والمشائخ الذين يوجدون في كل فرقة ومذهب يختلف عن الاخر !

ومن هنا نقول لكم : كذلك مذهب اهل البيت عليهم السلام موجود وقائم ، ولديه ائمة في كل عصر وزمان ، معصومين ومنصوصين ، وكما ان المسلمون الذين يتبعون الكتاب والسنة اختلفوا وتفرقوا وضللوا بعضهم البعض ، ولم يبطل هذا صحة الاسلام ، ولا كتاب الله ولا النبي المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ، كذلك الشيعة المتبعون لاهل البيت ،اختلفوا وتفرقوا وضللوا بعضهم البعض ، ولم يبطل هذا صحة وجود مذهب اهل البيت ، ولم يبطل وجودالامام المعصوم !

واعطيكم مثالا اخر : هناك من ادعى النبوة ، فهل هذا ابطل نبوة سيدنا محمد عليه السلام ؟

وخذوا هذا المثال : هناك اكثر من شخص زعم انه المهدي المنتظر، ولا زالوا الى اليوم ، اخرهم قبل اكثر من شهر ، في مكة وقت صلاة العصر اخذ الميكروفون وادعى انه المهدي المنتظر ، ولا زال المدعون يكثرون ، فهل هذا ابطل فكرة وجود المهدي المنتظرالحقيقي الذي يؤمن به المسلمين كافة ؟!

* في عهد رسول الله لم يكن هناك فرق ومذاهب ، وبعد وفاته لم تكن هناك مسميات اخرى للمسلمين في حينها !
لكن دعونا نرجع الى الاصل ، والى وقت الرسول ، وعليكم ان تفرقوا جيدا بين اختلاف التفرق ، وبين اختلاف التناقض في الاحكام والقضايا الخاصة بشريعة رب العالمين !

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعبن فرقة )) .
الحديث محفوظ رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمهذا سند صحيح وقد صححه الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم .
الحديث يؤكد بما لا يدعو مجالا للشك بان هناك افتراق سيحدث لامة محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيستمر على مر الزمان ، الى ان تكون هناك 73 فرقة !
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل هذا الاقتراق سيكون في اصول الدين ام فروعه؟ !

الحديث يقول ان الفرق الباقية كلها في النار الا واحدة ، وهذا يؤكد ان الافتراق لا بد ان يكون في اصل من اصول الدين ، على اعتبار ان اهل السنة والجماعه يعتبرون الفروع من الامور الجائز الاختلاف فيها وانها لا تخرج من المله !

لنبحث الان عن اركان الاسلام التي يؤمن بها المسلمين كافة !
1- الشهادتين / المسلمون كلهم متفقين عليها !
2- الصلاة / المسلمون كلهم متفقون عليها !
3- الزكاة / المسلمون كلهم متفقون عليها !
4- الصيام/ المسلمون كلهم متفقون عليه !
5- الحج / المسلمون كلهم متفقون عليه !
اذن ماهو الركن الذي فرق المسلمون الى عدة فرق ومذاهب ؟؟!!
انه ركن الامامة ، والذي يحاول البعض انكاره وجحده ولكن هو موجود لا محالة كواقع يفرض نفسه اجباريا !
فالمسلمون جميعا كما قلت مجمعون على اركان الاسلام كلها اعلاه ، ولكنهم مختلفون في امر الامامة ، لانها هي التي فرقتهم ، وهي التي تميز كل مذهب عن اخر !
وهي سبب الاختلاف والتفرق بين المسلمين بلا شك !
فائمة اهل السنة والجماعة غير / وائمة الصوفية غير / وائمة الاثناعشرية غير ، وائمة الزيديه ، غير ، وائمة الاباضية غير ، وائمة الاسماعيلية المستعلية غير ، وائمة الاغاخانية النزارية غير ، وائمة الخوارج غير، وائمة المعتزلة غير وهكذا......الخ...
فوجود ائمة او علماء او مشائخ او دعاة او سمهم ما شئت ، على رأس اي مذهب ، وهو ما يميز ذلك المذهب عن غيره ويفرقه !

المسلمون كافة يؤمنون باهل البيت ويعرفون حقهم وفضلهم كما تورده مصادرهم ، وهذا يجعلنا نقول انهم هم الاصل والاحق بالاتباع والتولي ، والاحق بالامامة ، كونهم اقرب الخلق الى رسول الله واعلمهم بالدين ، وهم اسياد في الجنة ، وطاعتهم ومحبتهم مفروضة ، وهم انفسهم مقرونين بكتاب الله المعصوم الذي لا يضل !
ولهذا السبب ، اعتقدت طائفة بعد وفاة الرسول ، بامامة علي ، ولوجود نوصوص اخرى واحداث تؤكد ذلك ، فكهم عن بكرة ابيهم اجمعوا على الاعتقاد بامامة اهل البيت وشرعية اتباعهم ، واجمعوا كلهم على امامة علي بن ابي طالب واتبعوا ، ومن هنا سموا بشيعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، كما كان هناك شيعة لموسى وابراهيم ،
قال تعالى عن موسى : هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ...
قال تعالى : {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ }الصافات83
* اذن في البداية وفي الاصل كان مذهب اهل البيت واحد في عهد الامام علي بن ابي طالب..

ثم بعد ذلك حدث الافتراق والانقسام ، ولكن ليس في وقت واحد بل في اوقات متفاوته ، ولم يحدث التفرق الا في مسألة الامامة ، والتفرق طبيعي كما قلنا فقد اثبته النبي منذ 1400 عام واثبته ايضا كتاب الله ، فانشقت الزيدية باتباعها زيد بن علي وتركها الامام المنصوص محمد الباقر ، وانشقت الاثناعشرية باتباعها الكاظم موسى وتركها الامام المنصوص اسماعيل بن جعفر ، وانشقت النزارية باتباعها نزار بن المستنصر وتركها الامام المنصوص المستعلي بالله احمد بن المستنصر ، وانشقت فرقة البهرة الداودية ، باتباعها دواد بن قطب وتركها الداعي المنصوص سليمان بن الحسن ، وانشقت الفرقة الصاهودية التي ليس لها وجود سوى في الانترنت ، واعجبت كثيرا بعض السلفيين واتخذوا من ذلك طعنا في المذهب ، انشقت وبقيت بلا داعي !!

* مذهبنا الشريف نعتقد انه هو اصل الاسلام واساسه ، ونحن نسمي انفسنا اهل الدعوة الحق ، او الفرقة الناجية او الطائفة المنصورة الذي لا يضرها من خذلها ، اما التسمية بالاسماعيلية فهي من غيرنا ، ونحن لا نستنكرها ، بل نوضح ان سبب التسمية للتفريق بين المذاهب والطوائف....
فمذهبنا هو مذهب اهل البيت وشيعتهم ، مذهب محمدي علوي جعفري اسماعيلي مستعلي سليماني...
* فمذهبنا بهذه الصورة متفق تمام الاتفاق في جميع الاصول والفروع والقضايا والاحكام ، ولا نرضى بذرة اختلاف في دين الله وشرعه ...
هولاء ائمتنا ودعاتنا الشرعيين الذين اتبعنا الكتاب والسنة عن طريقهم ...
واما من خرج وانشق عنا فنحن منه ابرياء ، ولا يحق لكم ابدا ان تحتجوا علينا بافعال غيرنا !
واما انتم فللاسف اختلفتم في قضايا وامور كثيرة جدا ، وعجزتم ان تجدوا حلا لها بسبب عدم اتباعكم للائمة الشرعيين ، فكانت النتيجة ان احلتم هذا التناقض والاختلاف الى دين الله وجعلتموه جزءا منهم حتى تحافظوا على مكانة علمائكم وائمتكم ، فاصبح صوابهم له اجر مرتين ، وخطأهم واضلالهم عباد الله له اجر واحد..

هذا هو الفرق الواضح في تفرق الطوائف الشيعية وفي اختلاف وتناقض اهل السنة والجماعه.

اسال الله ان يهدي الجميع الى الحق .