لفظ العلمانية ترجمةٌ خاطئة لكلمة (Secularism) في الإنجليزية، أو (secularity) بالفرنسية، أتحدث عن معناها لفظياً وليس كتابياً، وليس لها أي صلةٍ بالعلم أو مشتقاته إطلاقاً، إنما الأصل بها اللادينية، واللادينية في رأيي الشخصي أنها تعني اللاعلم، ومعنى العلم في الإنجليزية والفرنسية (Science) كما تربع في معجم الكنز. وفي تعريفٍ جميلٍ جداً يأخذنا الأب الروحي للعلمانيين المفلسين وهو معجم أكسفورد إلى تعرية هؤلاء المتلمظين حيث يشرح لنا معنى كلمة (Secular): بأنه الدنيوي أو المادي أي التربية اللادينية، وأنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية!!!.
صفعة (اللهم اكفنا شر الصفعات المقلوبة): تخيل أنك فوق منبرٍ ويسود المنبر جموعٌ كثيرةٌ كلها آذانٌ صاغية، وأنت تتشدق قائلاً لهذه الجموع: أني أسمع للجميع، وأني أنادي بالمساواة، وأني أضمن الحرية لكل من تلفظ بها، أو شربها حتى الثمالة، ولكلٍ حياته ونمطه واختياره حتى لو عبد تمثالاً في الحرم المكي شرفه الله وجاءه من يضاده بإنكار عبادة هذا التمثال وأنه شركٌ مخرجٌ من الملة، فالجميع سواسية لا أضرب على هذا ولا أرفض قول هذا! لأن الأصل احترام جميع العقائد والأفكار والأطروحات والخيارات، ثم يقوم شخصٌ ما بالاعتراض على ما تفضلت به جله أو كله، فقمت بالامتعاض منه وفاجرة في الخصومة ورميته بما ليس فيه ونكلت به وألبت عليه، أتعلم أيها المصفوع أنك بهذا التناقض تصفع نفسك بنفسك وتكشف الخبث الجاثم خلف سياط أسيادك بأنك كاذبٌ ساقطٌ من أعلى رأسك إلى أخمص قدميك، وبهذا تسقط في الفخ الذي أعددته لخصومك ممن رميتهم بالكذب وأعلاه الكذب الصراح لتدخل ضمن موسوعة عمالقة النباح؟!.
عندما تريد أن تكشف عن حقيقة خصمك، تتبختر بفكرك حتى تحين الساعة لتنخر بفكره، والبخترة هنا ليس المقصود بها التكبّر معاذ الله، وإنما الارتقاء بالفكر إلى أعلى درجاته، فقد نظر المنظرون، وكافح المكافحون، وتناطح المتناطحون، من أجل تعرية ( السناكحة من بني خرفان ) ممن يعيشون بين ظهرانينا ويتحدثون بألسنتنا، حيث كشفوا بعضاً من شوائب القوم عند بعض العوام، لكنهم عند أهل الفكر والدراية كشفوا النصف فقط من أفكار وخزعبلات العلمانيين، أما الشذوذ الفكري في النصف الآخر من فئام العلمانيين فهو في نباحهم والذي خاصموا الدنيا من أجله، وخلقوا لأنفسهم أعداء حقيقيين على مستوى الساحة الفكرية، تحت مظلة الديمقراطية الهرطقية الانحلالية المحاربة للأخلاق والمبادئ والقيم، والتي خرج من رحمها شعار الزيف والكذب والدجل المزعوم (الرأي والرأي الآخر) والتي تناهض البيروقراطية الدكتاتورية المتمثلة بالرأي الأوحد فقط دون مشاركةٍ أو مشاورة! والديمقراطية سمها ما شئت، إن أردت أن تسميها الديمقراطية الإسلامية بمفهومها الصحيح وفق ضوابط شرعيةٍ وبما يمليه علينا كتابنا وسنتنا لتتقدم الأمة خطوةً إلى الأمام في مجالاتها الصناعية والاقتصادية والزراعية وتقارع من أخذوا العلم منا وعملوا به فهذا هو المطلب، وإن أردت بالديمقراطية العلمانية الانحلالية المنسلخة من رأيي إبليس داخل مجتمعٍ محافظٍ يعيش في أطهر بقاع الدنيا فالسوط ينتظر هذا الفكر وصبيانه!
يقول الشاعر:
أشكوا إلى الرحمن من علقٍ يعيش على جراحي
مـن جلدتــي لكنه أشــد علي من طعـن الرمـــاح
أخذ الديانـة عن مسيلمة الكــذوب وعن سجــاح
مــن كــل تيســاً كــل مـا كبــرت بربـــر للنطــاح
إن النصف الآخر من الفكر العملائي العلماني قد تم كشفه عن طريق أستاذنا صالح الشيحي عندما تحدث عن اجتماع المثقفين في بهو فندق الماريوت وما حصل من اختلاطٍ ورميٍ للحجاب وهو الاحتقار بعينه لقدسية ديننا والمنتمين إليه، فقد صرح تصريحاً أقض مضاجع القوم من وزيرهم وهو كبيرهم الذي علمهم السحر إلى أصغر أفراخه من كتابه في صحفنا العملاقة! وأحدث شرخاً في الأوساط الثقافية المسعورة بعياره الثقيل الذي أطلقه، لك أن تتخيل أن أركان منزلهم سقط كما يسقط البعير بسبب تصريحه الذي تكالب عليه الرويبضة من المتردية والنطيحة من متخلفي العصرانية قنطرة العلمانية المقيتة ليشنوا الهجوم الساحق الماحق عليه وعلى من آزره أو أيّده، الصدمة وأعظمها عند كبراء العلمانية وأفراخهم أن من تصدى لهم ليس رجلاً محسوباً على المشايخ ومن نحى نحوهم، أو سار على دربهم، بل عِظم المصيبة أن يخرج مثل هذا الكلام من رجلٍ مثقفٍ غير ملتحٍ يناظرهم ويهددهم ويتوعدهم! فعندما تحداهم أن يترافعوا إلى القضاء لأخذ حقهم المزعوم وهذا دليلاً أن الشرخ كان قوياً ومدوياً وباعتراف الحمقى منهم بذلك بدليل نباحهم ونياحهم، خرجوا ليمتطوا السراويل الضيقة عليهم بأن الأستاذ صالح الشيحي ما فعل فعلته إلا هروباً من توعد وزير المالية برفع قضيةٍ عليه في عالم الفضاء والقضاء! بدلاً من أن يرقعوا لأنفسهم هربوا يتمسحون بوزير المالية أن قضيتك تأخرت برفعها فهلّا أنقذتنا بها! لقد خيل لهؤلاء أن الغيرة على الدين تنشأ علاماتها من المظهر من تطويلٍ للحية وتقصيرٍ للثوب، وصدموا صدمةً جعلتهم أضحوكة لمجتمعٍ ينبذهم بل يلفظهم أن الدين قولٌ وعمل، ليست في شخصية الأستاذ صالح وحده، بل هو عبارةٌ عن منظومةٍ شعبيةٍ تمثلت في شخصه، وأن شعارهم المزعوم باحترام كافة الحقوق وعلى رأسها احترام الآراء وعدم التهجم أو النقد، وأن الرأي يعبر عن شخص قائله أو متبنيه، وله كافة الحقوق أن يدلي بدلوه، وعلينا التكفل بالواجبات أن لا نعترض رأيه قد ذهبت في مهب الريح عند المخدوعين بهم! وهذا سبب رجوع الكثير منهم إلى جادة الصواب! فلم نسمع أو نرى في حقيقتهم سوى الرأي المقدس والذي لا يعتريه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!.
سؤالين أهديهما للعقلاء ممن يميزوا الخبيث من الطيب لطرحه على هؤلاء الجبناء، لو قيل لأحد المفكرين العظماء من بني علمان السفهاء عليك أن تكتب في خيارين لا ثالث لهما، الأول: عن مشروعٍ تنمويٍّ نهضويٍّ تستفيد منه الأمة وتقارع به باقي الأمم؟ أو مشروعٍ في فوائد الفوط الصحية النسائية؟ سيتهافت أفراخ الليبرالية كما يتهافت الذباب على النجاسة بالكتابة والتنظير عن حقوق المرأة في قالب الفوط الصحية فوائدها ونهضتها!!.
صورة مع التحية للأستاذ/ صالح الشيحي
صورة مع التحية لمنظمة الفأر المحلية
صورة مع التحية للمغيبة عقولهم عن واقع الأمة
وكتبه
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي