السلام على من اتبع الهدى وتخلص من الهوى وتجرد للحق فبه ارتضى وترك التعصب والغلو والغوى.
اعلم هديت للحق أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق وهذه الدنيل دار مرور لا دار قرار فيها الابتلآت والمحن و منذ انزل فيها أبانا آدم عليه السلام والصراع بين البشر وعدوهم إبليس قائم إلى قيام الساعة قدر مقدور علينا
لكننا لم نترك سدى ولم نخلق عبثا فبعث الله إلينا الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين منذ القدم وختمت بالرسالة المحمدية فقامت الحجة على الخلق أجمعين .
والأمر لا يكون حجة إلا إذا كان مستكملا لجميع لوازم الحجة من الاقناع والدلائل المحكمة على صدق الأمر وما شابه.
قال الله تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:165)
فأعطى الله الرسل الحجج الصادقة والبراهين الدامغة على صدقهم سواء كانت حسية كلمعجزات الظاهرة أو معنوية كعدم ابتغائهم الأجر إلا من الله سبحانه وتعالى.
وكذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأعطي من المعجزات الظاهرة والمعنوية ما به تقر النفوس الطاهرة وتسلم ولا يهلك على الله إلا هالك .
فهذا القرآن معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم ما زال ولا يزال معجزة شاهدة حية على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:19)
(وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (يونس:37)
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88) وبالقرآن تحدى الخلق أن يأتو بمثله
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38)
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود:13)
وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه فقال :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
وها هو القرآن كما أنزل لم يزل محفوظا لفظا ومعنى بحمد الله تعالى وصل إلينا مسلسا بالرجال الأثبات الصادقين جيلا بعد جيل إلى التابعين عن الصحابة الكرام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة جل في علاه وتقدست اسمائه وصفاته.
فبعد أن قررنا حجية القرآن وحفظه من التبديل والتغييروقررنا وصوله إلينا بالتواتر القطعي عن طريق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهنا حق لي أن أتسائل!
ما بال أقوام طعنوا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
مابين مكفر ومفسق ومستهزئ ومحتقر لهم !!
وساب وشاتم ولاعن ومبغض ومنفر !!!
أقول :
ألم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)
فمن كان مع رسول الله حين إذ ؟
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر:8)
(وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9)
فمن هم المهاجرون والأنصار إن كنت منصفا باحثا عن الحق ؟
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)
فمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة هديت للحق ؟
(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:117)
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (هود:1121)
فأسألك بالله إن كنت منصفا من هولاء ؟
آمنوا بالله واتبعوا رسوله و أذوا في سبيل الله .
حوربوا وزلزلوا زلزالا شديدا في زمن استحكام الجاهلية وعبادة الطاغوت وفي ضيق شديد من الفاقة والحاجة.
(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:117)
وتكالب عليهم الناس
(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) (الأحزاب: 10-11)
(وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب:22)
وكانوا في ذلة
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123)
كيف وصلنا الإسلام ؟
من فتح البلاد ودعا العباد إلى دين رب العباد؟
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الجزيرة العربية قد أسلمت بحمد الله تعالى فما أن سمعوا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتد كثير من الناس على أعقابهم ولبث الذين آمنوا في المدينة ومكة والطائف ومن حولهم على الدين الحنيف وقاتلوا المرتدين حتى ردوهم إلى جادة الصواب .
ثم فتحت يلاد الرافدين والشام ومصر وفارس وشمال إفريقيا ودخل العباد في دين الله .
في عهد الصديق فتحت أجزاء من العراق والشام
ثم في عهد الفاروق أكمل فتح العراق والشام ومصر وأجزاء من فارس
وفي عهد الشيخ الشهيد ذو النورين عثمان سقطت فارس كلها في أيدي الفاتحين الموحدين .
قال الله تعالى :
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (الفتح:28) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9) فحصل أكثر هذا الوعد الرباني في عهد الصحابة و أتمه من بعدهم من المؤمنين .
وبعد هذا كله لا يجل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لك ناصح مشفق !
فالظلم حرام وأعظم الظلم قذف المؤمن
وإياك ومن صحب الرسول صلى الله عليه وسلم