فك ا لارتباط الشيعي باالقضية الفلسطينية
ليس هناك من شك ان الشيعة ساهموا بقدر كبير في القضية الفلسطينية ايمانا منهم بان فلسطين ارضا اسلامية مغتصبة يجب تخليصها من الاحتلال واعادتها الى اهلها .. محطات عديدة سجل الشيعة بواسطها مواقف رسالية وشجاعة دعما لفلسطين وشعبها لم ينسى التاريخ دورها في ابقاء القضية المذكورة حية في قلوب ابناءهم وكان لقادة الشيعة ومراجعهم دورا تاريخيا وكبيرا في ذلك وفي دعم القضية الفلسطينية .. الشيعة يتذكرون جيدا دور المرجع الكبير السيد محسن الحكيم (ض) وفتواه المشهورة بضرورة المساهمة وايصال الدعم للشعب الفلسطيني كما ان شيعة لبنان لم يتوانوا ومنذ قيام حركة المحرومين بقيادة الامام المغيب السيد موسى الصدر في نصرة فلسطين ويعيدوا لحد هذا اليوم جملته الشهيرة "التعامل مع اسرائيل حرام" وقد ضحوا بكل غال ونفيس من اجل فلسطين واهلها وكانت بلادهم جنوبا وبقاعا وبيروتا مأوى لهم لاذ فلسطينيوا الشتات بشيعتها قبل سنتها واحتضنتهم عوائلهم وعشائرهم وشاركتهم رغيف خبزها ومنحتها الدفئ والامان في الوقت الذي كانت ومازات الدول العربية السنية تفرض حصارها عليهم وتمنعهم من دخولها وتغلق المنافد والابواب في وجههم بل وتعتبرهم غير مرحب بهم وبعد زوال الاحتلال من جنوب لبنان احتضنهم حزب الله الشيعي ووقف بجانبهم وقد قدم قادته وتشكيلاته الحزبية والتنظيمية كل الدعم المادي والمعنوي لهم وتحولت قناة المنار الى "نافذة" لهم حتى قيل ان المنار فلسطينية اكثر مما هي لبنانية شيعية .. وايران التي كانت قلعة للصهاينة في زمن الشاه تحولت اليوم بعد قيام الثورة الايرانية التي قادها رجال الدين الشيعة واسقطوا اقوى حلفاء اسرائيل في الشرق الاوسط الى خندق يقاوم الصهيونية العالمية اغلقت السفارة الاسرائيلية واستبدلتها بعد ان سلمتها الى هاني الحسن بعد انتصار الثورة مباشرة ا الى اول سفارة فلسطين في المنطقة يعينه ابو عمار سفيرا لفلسطين فيها ..
مساهمة الشيعة في دعم القضية الفلسطينية كانت كبيرة ومؤثرة في تغيير مسارات سياسية لصالح القضية الفلسطينية كادت لو لا الدعم الشيعي تواجه الاحتواء اوالضمور والانحسار ..
في المقابل كان "الجميل" الفلسطيني للشيعة هو ما جاء على لسان بعض قادته الكبار حيث اخذ الشتائم والتهم تصب على رؤوس الشيعة ومراجعهم ومقدساتهم فقد طويت كل تلك الصفحات المضيئة من التاريخ المشترك للالم بين الشيعة والفلسطينيين وتلك المحبة التي كانت تعمر قلوب الشيعة لفلسطين واهلها بفعل ارهاصات المصالح الانية والسياسية التي وللاسف شكلت معايير لدي الفلسطينيين في تعاملهم مع الشيعة حتى اصبح صدام الجلاد والقاتل باالنسبة لهم اهم من الشعب العراقي .. واليوم يبرز المشهد العراقي كأحد محطات الامتحان التي فشل فيها الفلسطينيون لاثبات صدق مواقفهم والجميل الذي يمكن ان يردوه لضحايا المقابر الجماعية ولابناء الشيعة الملايين الذين تعرضوا لظلم صدام ونظامه فوقفوا معه واقاموا مجالس العزاء لابناه الشقيين النافقين ..
وجاءت احداث الفلوجة التي كانت تعد من احد اكبر الاوكار التي تجهز فيها الات موت الشيعة وبؤر لتفخيخ السيارات وارسالها لقتل ابناءهم باسم "المقاومة" لتدك مسمار الموت في نعش العلاقة الفلسطينية الشيعية حيث لم يفت قادة حماس من ان يجيشوا الشارع الفلسطيني ضد الشيعة وينشروا الاكاذيب ضدهم وضد علماءهم ومراجعهم والغريب هو ان يصدر موقف العداء والشتم من قادة معروفين في الحماس او انهم عرفوا بانهم قادة لها وقد نشر موقع "القسام" التابع لحركة حكاس مقالا لاحد قادتها يدعى "د.احمد محمد بحر" ينال من الشيعة باقذع الالفاظ ويتهمهم بانهم تاَمروا مع الامريكان لقتل السنة وتهجم فيه على مرجع الشيعة الكبير السيد السيستاني متهما اياه بمساعدة ما يدعيه الاجرام الامريكي ضد السنة !.. الخطاب الذي تبناه صاحب المقال واحد قادة حماس لا يختلف كثيرا بل هو عين خطاب المجرمين وقاطعي الرؤوس في مناطق المثلث القذر الذي تلوت ايادي ابناءه بدماء الشيعة والكورد .. فقد نفث من خلال المقال المذكور حقده ضد الشيعة وكشف النقاب عن حقيقة النوايا التي يحملها الحماسيون والفلسطينيون ضد الشيعة وكي نضع القارئ في صورة واحدة عن حقيقة ما يضمره القوم من احقاد تاريخية ضد الشيعة ونكشف زيف ادعاءاتهم الاسلامية ودعواتهم الوحدوية ونزيل الغشاوة عن اعين البعض ممن ذابوا فيهم دون ان يذوب الاخر بقدره نورد مقطعا من ذلك المقال الكريه للمدعوا "احمد بحر" ـ احد قادة حماس ـ حيث يقول مايلي ومن على صفحة جريد القسام الالكترونية :
((إن الاجتياح الأمريكي البشع على أهل السنة في العراق لم يكن إلا بخيانة علاوي الذي نصب نفسه جنرالاً أمريكياً يقود المعركة ضد السنة في العراق يهدد ويتوعد كي يثبت ولاءه للمحتل الأمريكي، لم يكن هذا الإجرام الأمريكي أيضاً إلا بتعاون الشيعة وعلى رأسهم السيستاني الذي سلم سلاحه وأوقف القتال حتى يفسح المجال للأمريكان للإنفراد بأهل السنة يقتلون ويدمرون كما يشاؤن !! هذا الموقف المشين يؤكد للقاصي والداني عداوة الشيعة وتآمرهم المتأصل على مدار التاريخ ضد المسلمين من أجل استئصالهم، وما دور الوزير العلقمي الشيعي الخياني مع التتار الذي أدى إلى سقوط بغداد عام 656هـ عنا ببعيد ))..
ان الاوان ليتفرغ الشيعة لبناء كيانهم ولا يزايدوا على قضايا الاخرين اكثر من اصحابها .. الفلسطينيون والسنة عموما مهما حاول الشيعة مجاملتهم والتضحية من اجل قضيتهم وفي سبيل "الوحدة" فاننا في نظرهم نبقى متاَمرون وخونة واننا من احفاد ما يدعون "الخائن الوزير العلقمي" !.. مواقف حزب الله اللبناني الشيعي المؤيدة لحماس لن تشفع للشيعة من هجمات واتهامات وتحرصات السنة ولم تمنع قادة معروفين في حركة حماس بل وفي الوسط القيادي السني من النيل والتطاول على مراجع الشيعة ومقادساتهم وثوابتهم .. الطائفية داء ابتلى به من يمارسها وليس من يقع ضحيتها .. الشيعة وقعوا ضحية الطائفية وعندما قاموا بمطالبة حقوقهم اتهموا بها وهنا تقع المفارقة .. فقد جهر القوم بما كانت تخفيه صدروهم ضد الشيعة والاحداث الساخنة التي تمر بها المنطقة وخاصة العراق قد ابرزت حوانب الخلل في العقلية السنية وفي الفهم السني للمشهد الشيعي على الساحة العربية والاسلامية .. ولعل الفلسطينين بحكم انهم اقرب الناس في العالم العربي الى خطاب "النضال" الذي دوخوا به العلم لم يستطيعوا ان يخفوا حنكهم ضد الشيعة ولم يتوانوا ايضا في الدفاع عن المجرمين والقتلة بل واضافوا اللى كل تلك "الانجازات" ان يبعثوا بـ"رسولهم" الزرقاوي للعراقيين كي يعمل فيهم تقتيلا وذبحا ويلتحق بهم رهط كبير من اهل فلسطين ليفجروا انفسهم داخل التجمعات الشيعية حتى اعترف احد المقربين للمجرم زرقاوي على فضائية "ل بي سي " اللبنانية ان بلدته في الاردن الصغيرة واسمها "سلط" قد قدمت عشرات من (الشهداء) في العراق ! .. يالهول المفارقات ان تتحول ارض الرافدين الى فلسطين الاوغاد !..
اسعد راشد
منقول من موقع هجر الشيعي