العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-05-04, 07:53 AM   رقم المشاركة : 1
ابو عبدالرحمن السلفي
عضو ذهبي





ابو عبدالرحمن السلفي غير متصل

ابو عبدالرحمن السلفي is on a distinguished road


الرد على شبهات الشيعة في رسالة أرسلتها أحد الأخوات المسلمات

السؤال : أولاً رسالة الأخت (( بنت الإسلام ))
بالبحث لا بالوراثة
قد يرث الإنسان مالا أو بيتا ولكنه لا يرث دينا أو عقيدة فالدين والعقيدة لابد أن يكونا بالبحث والدليل حتى ولو كان الفرد يؤمن بمعتقده فالبحث لن يزيده إلا تمسكا ويقينا ، فمن هذا كان مبدأي الذي دعاني إلى البحث ليس في معتقدي فحسب وإنما في معتقدات غيري أيضا ، صرت أبحث في معتقدي كي ازداد يقينا وأبحث في غيره كي أعرف من حولي و حتى لا نصبح ككفار قريش عندما حذروا الناس من الاستماع والحديث إلى الرسول بحجة إن له سحرا يسحر الناس كي يدخلوا في دينه .

فلست ممن يصدق التهم التي تنسب لغيرنا من المعتقدات لمجرد التكذيب فقط وإنما الدليل هو الحجة والبرهان ، فماذا سنخسر لو بحثنا وناقشنا واستدللنا فمن كانت الحجة معه لا أظنه يتهرب من النقاش والحوار وإقامة مناظرات لبيان الحق والحقيقة. فليس كل من قام بالهجوم على غيره واتهامه بتهم لا بداية ولا نهاية لها يكون على حق وليس هذا هو الأسلوب الأمثل لحل مثل هذه المواضيع وكما قلت إن الدليل هو الفاصل بين كل هذه النزاعات .
وقد قمت مؤخرا بقراءة بعض المقالات المنشورة في موقعكم والذي أسعدني حقيقة أن أكون عضوة فيه اتهامات لمذهب الرافضه ولكي أكون منصفة وبعد بحثي الشخصي في مذهبهم وجدت أن بعضا منها لاوجود له ليس معنا كلامي أنني أشجعهم ولكن الإنصاف مطلوب ، وبعد بحثي المستفيض في كتبنا الموثقة من صحاح وتاريخ اتضحت لي أشياء كثيرة كانت تتخذ الغموض سترا لها مما جعلني استفيض في بحثي عن المذهب الجعفري في صحاحنا طبعا ، ومما وجدت فيه أشياء وددت لو أني أناقشها أو أن يثبت لي أحد عدم صدقها : أولا : في الصواعق المحرقة لابن حجر الباب 11 الفصل الأول الآية الحادية عشر.
عن ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) لعلي : " هم أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقمحين " فكيف نفسر خروج عائشة زوجة النبي ضد الخليفة علي في واقعة الجمل وتحريضها المسلمين على قتاله . ثانيا : قول الرسول (صلى الله عليه و سلم ) : "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" صحيح الترمذي ج5 ص633 حديث 3713
وكذلك رواه ابن ماجه في سننه ج1 ص45 حديث 121 فكيف نفسر خروج المسلمين على وليهم الذي نصبه الرسول لهم قبل وفاته أو ليس للولاية حق الطاعة الذي قرنه الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) بولايته فمن هو علي بن أبي طالب حتى يقارن النبي ويربط بين ولايته وولاية علي . ألا يدعونا هذا للتفكر قليلا.
في الحقيقة قد لا أرغب في إطالة الحديث ولكن أطلب منكم الوقوف والتفكر قليلا والبحث ولا يبقى لنا أخيرا إلا الدليل واني حقا أرغب في حوار ونقاش علمي يستند على حقائق علميه لا اتهامات غوغائيه ولا ننسى الإنصاف حتى ولو لم يكن لصالحنا أو لمعتقدنا.




الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أختي المسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :-
رداً على رسالتك والتي وصلتني بتاريخ 6-10-2001م والتي تأخرت حقيقة بالرد عليها.. وسبب ذلك يعود إلى انشغالي في بعض الأمور فأرجو المعذرة .
· بداية أرحب بك أن تكوني عضوة في موقعنا المتواضع والذي أسئله سبحانه أن يجعل فيه الخير الكثير بما ينفع الإسلام والمسلمين .
أختي المسلمة أخالف قولك بإطلاقه على((( أن الإنسان قد يرث مالاً ولكن لا يرث ديناً وعقيدة، فالدين والعقيدة لابد أن يكون بالبحث والدليل ))).
فإذا كان الأمر كذلك إذا لكان لكل إنسان أن يأخذ دينه وحياً من ربه ولا حاجة إذا أن يبعث الله الأنبياء والرسل، الصحيح نأخذ ديننا وراثة وبالتتالي بسلسلة من الرجال الموثوقين العدول حتى ينتهي الأمر بالصحابة، الذين تلقوا الدين والعلم، من فم خير البرية أجمعين المصطفى صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين الذي أخذ هذا الدين وحياً من رب العالمين وذلك بقوله تعالى:* " وأنه لتنزيل رب العالمين " نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين الشعراء 192-194 .
وحجتي في هذا قوله تعالى: " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب " الآية الأعراف 169
وكذلك قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي وصححه الألباني في الجامع للسيوطي .
نعم أوافقك القول أن كان القصد بذلك أننا لا نأخذ بكل ما يفعله آبائنا من العادات والتقاليد والتي ألصقوها بالدين وهي مخالفة له فهذا ما أنكره الله على كفار قريش عندما بعث الله نبيه ورسوله إليهم قال تعالى: " بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة وإن على آشرهم مهدون " الزخرف 22"
فديننا دين الإسلام الذي ارتضاه الله لنا حيث قال جل وعلا ان الدين عند الله الإسلام آل عمران ".ومن أراد ان يبتغي غير دين الإسلام فهو من الخاسرين ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " آل عمران 85
ودين الإسلام هو الأصل وهو حقيقة الأمر الذي يبني على خمس أركان الشهادتين وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً وهذا هو المحكم في كتاب الله والذي لا يقبل إسلام أحد إلا الإقرار بهن وهذا ما أخذ الله به الميثاق على بني إسرائيل فكذبوا وتولوا حيث قال جل وعلا " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في الثوراة والإنجيل بأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " الإسراف 157 .فأهل الكتاب من يهود ونصارى يعملون هذا على حقيقته ولكن جحدوا وكفروا بعد ما جاءهم البينات بغيابهم فقال تعالى عنهم " قد نعلم إنه ليعجزنك الذين يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " الأنعام 33 وخلاصه القول نحن أصحاب الحق لأن ديننا دين الحق والبحث في دينا نعلم ما عقائد غيرنا وليس بكتبهم وهذا ما حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الغضب عندما رأى عمر بن الخطاب حاملاً لبعض صفحات من الثوراة يقرأ بها قال له " أمتهوكون أنتم يا عمر لو أن موسى بن عمران حياً ما كان بوسعه إلا أن يتبعني " ولا يجوز لنا بقراءة كتبهم والبحث فيها إلا بإقامة الحجة عليهم من خلالها وكذلك عقائد الآخرين الذين انتسبوا لهذا الدين لتخضع تحت البحث والدليل ترد قياساً على العقيدة الصحيحة وهي العقيدة الأم فإن وافقتها فهي منها وإن خالفها فهي مردودة على أصحابها والعقيدة الصحيحة الذي أخذناها بالتلقي من الثقاة من الرجال العدول أصحاب الصنعة الذي بهم حفظ الله هذا الدين لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها " رواه أبو داود والحاكم والبيهيقي عن أبي هريرة وهو صحيح انظر الجامع لليوطي فتعلوا لنا هذه العقيدة بالتلقي حتى انتهى الأمر بالصحابة الذين تلقوا العقيدة الصحيحة من المصطفي وتتأهل العقيدة الصحيحة ببعض الأمور نذكر منها .
1. توحيد الربوبية : الاعتقادات الله سبحانه خالق العباد ورازقهم ومحييهم ومسميتهم .
2. توحيد الألوهية : أفراد الله بسائر العبادات المشروعة والتي لا تصرف لا لنبي مرسل ولا ملك مقرب فضلاً من غيرهما ومجمله أنه ولا معبود بحق إلا الله .
3. توحيد الأسماء والصفات : وهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة والحديث الصحيح من صفات الله تعالى والتي وصف بها نفسه ووصفه بها رسول الله كل الحقيقة من غير تأويل وتكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تفويض كالاستوار والنزول واليد والمجيء وغيرهما من الصفات .
ويدرج على هذا المنهج الأخذ بالسنة كما نأخذ بالقرآن لقوله تعالى " من يطع الرسول فقد أطاع الله وقوله تعالى إن كنتم كنتم تحبون الله فأتبعوني يحبكم الله " ونأخذ بما جاء من سنة الخلفاء الراشدين المهدين لقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي " الترمذي باسناد صحيح
ومن العقيدة الصحيحة الأشراف بجميع الصحابة من غير تفريق بينهما وإن كان بعضهم يفضل بعضا ولكنهم كلهم عدول ورتبتهم اسمى مراتب العدالة والتوثيق ونقصد بالصحابي تعريف الذي لقي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته قبل موته مؤمناً ومات على ذلك ومن العقيدة الصحيحة عدم التعصب لمذهب معين أو فقيه في بعض الأفرع الفقهية وهذا ما أوصى به أئمة المذاهب الأربعة أبو حنيفة وأحمد والشافعي والأمام مالك فقالوا " إنما نحن بشر نصيب ونخطأ فإذا قلنا قولاً وافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم فخذوه وإن خالفه فالقول قول الرسول وهو قولنا وقالوا : " إذا صح الحديث فهو مذهبنا " إذا بيننا وبين من خالفنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الاصلان والنبعان الصافيان وما دونهما يخضعان بالبحث والدليل ومن خالف هذه العقيدة الصحيحة فهو تحت وعيد الله بما جاء من قوله سبحانه " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " النساء215 وسبيل المؤمنين هي طريق الصحابة لقوله عليه صلاة والسلام عندما سؤل عن الطائفة الناجية أو الجماعة قال ما أنا عليه وأصحابي أختي المسلمة قبل الانتقال إلى صلب الموضوع لي نصيحة أقدمها لك وهي أنك لوحدك بمجرد القراءة في بعض الكتب قد يلبس عليك أقوال بعض الذين يلحنون في كتاباتهم بتحريمهم وتزويرهم لبعض الحقائق فتعتقدين أن ذلك هو الحق فتعتقدي عند ذلك كل البعد عن الصواب وطريقة وتقعي في طريق التهلكة فإنه قياساً على قولي هذا فإن الله قد حذر عباده المؤمنين من فريق من أهل الكتاب وهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه لتغطية الحقائق ومقصدهم بذلك اضلال الناس عن الحقيقة حيث قال جل وعلا محذراً " وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " 78/ آل عمران وكذلك هذا ما صرح به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم محذراً بقوله " إن أخوف ما أخاف على أحقي كل منافق عليم اللسان " وكذلك حذر أهل العلم بنحو من هذا قالوا " من كان شيخه كتابه غلب خطأه صوابه ، أي وجب الرجوع إلى أهل الصنعة والخبرة بذلك والآن نأتي إلى صلب الموضوع .
أولاً : نسبة لتفسير الآية من قوله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " وما ذكرته من الحديث بخصوص تفسيرها استناداً إلى أدلة صاحب كتاب الصواعق المحرقة باستناده إلى الحافظ جمال الدين الذرندي لا أعلم أحد من أهل العلم صححه وإذا ثبت لنا صحته فالقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولنا وقد ذكر هذا الحديث أيضاً الطبري مختصراً وهو قوله عليه الصلاة والسلام لعلي " هو أنت وشيعتك " أما كبار علماء المفسرين أمثال ابن كثير والقرطبي وغيرهم فسروا هذه الآية بقولهم " الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بأبدانهم بأنهم خير البرية ونقول قولاً لأبي هريرة أن المؤمنين من البرية أفضل من بعض الملائكة استدلالاً بهذه الآية لعموم الخلق الذين آمنوا وعملوا الصالحات وعلى رأسهم خير البرية من أنبياء ورسل بتقدمهم حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم فهم خير البرية على الإطلاق .
والحديث الذي ذكرتيه مختصراً عن الذي أورده صاحب كتاب الصواعق المحرقة لظني أنك لم تأخذيه من هذا الكتاب بل قرأتيه عن بعض كتب الشيعة فذكروا جانب من الحديث الذي يريدون وأخفوا ما يدينهم وإن صدق ظني بذلك يكونوا قد تأسوا بأهل الكتاب عندما حرفوا الكلم عن مواضعه وأظهروا بذلك الذي يريدون وأخفوا ما يريدون ستره يريدون بذلك التلبيس على عوام الناس أنهم يدينوننا بشهادة كتبنا فالله يحول بينهم وبين ما يشتهون وها أنا أبين لك الحديث بطولة والله من وراء القصد يقول الحديث هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضيت مرضيت ويأتي عدوك غضابا مقموحين " قال : ومن عدوى قال من تبرأ منك ولعنك " وفي رواية أخرى " يا أبا الحسن أما أنت وشيعتك في الجنة " وإن قوما يزعمون أنهم يحبونك يصغرون الأسلام ثم يلفظونه يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية لهم لهم بنز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فقاتلهم انهم مشركون " قال الدار ارقطني لهذا الحديث عندنا طرقات كثيرة ثم أخرج حديثا عن أم سلمة رضي الله عنها " قالت : كانت ليلتي وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي الله عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا علي أنت وأصحابك في الجنة وأنت وشيعتك في الجنة إلا انه ممن بحبك أقوام يصغرون الاسلام يلفظونه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبذ يق4ال لهم الرافضة فجاهدوهم ، فانهم مشركون قالوا يا رسول الله ما العلاقة فيهم قال : لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون في السلف " افهمي أختي المسلمة قد وقعت في زلل كبير واسال الله لنا ولك العفو والمغفرة حيث عقبتي الحديث بقولك ما تفسرون خروج عائشة على علي أولا دون أن تذكروا الرضا عليهم اجمعين ثانيا زعمت أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس للخروج على علي رضي الله عنه فهذا بهتان عظيم فبتعقيبك بذكر عائشة بعد الحديث وكأنك نصبتيها إنها هي العدو الأول لعلي ومن نهجوا منهجها وأنها ومن معها يأتون قوم القيامة غضابا مقموحين هذا ما فهمته ضمنا من تفسيرك للحديث .
أختي المسلمة أسألك بالله هل يكون من العدل والانصاف ان يقال هذا بحق زوجة خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وهم أم المؤمنين بما نصه الله في محكم كتابه العزيز " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " الأحزاب آية 6
عائشة رضي الله عنها التي نالت شرفا بتزويج الله لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيحاء منه سبحانه لرسوله وهل يرضى الله لخير خلقه وأفضل رسله إلا الطيب لان الله سبحانه تعالى طيب ولا يقبل لنبيه ورسوله إلا الطيب فقالت رضي الله عنهما فيما تروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيتك في المنام قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحمل في سرقة من حرير فقلت له أكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت أن يكون هنا من عند الله يمضه رواه البخاري ومسلم وهما أصح كتابان بعد القرآن وكذلك رواه الترمذي وأحمد والملك قال الحافظ بن حجر في فتح الباري هو جبريل .
والشاهد لنا في هذا الحديث " ان يك هذا من عند الله يمضه " فهل أمضاه الله أم لا ؟!
إذا رؤيا الأنبياء حق وقد شاء جل وعلا أن تكون عائشة رضي الله عنها زوجة نبي في الدنيا والاخرة والتي هي احب زوجاته اليه حيث اجاب بهذا عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الناس احب اليك قال عائشة " رواه البخاري ومسلم ولقوله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اسية امراة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة عن النساء كفضل الشريد على باقي الطعام " رواه البخاري عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من نسائه صلى الله عليه وسلم التي شرفها الله بنزول الوحي على الرسول في هجرتها لقوله عليه الصلاة السلام " يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امراة منكن غيرها " رواه البخاري .
عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من زوجاته صلى الله عليه وسلم التي خطيت برعايته عليه الصلاة والسلام وهو مريض حيث لم يمرض إلا في بيتها .
عائشة رضي الله عنها التي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأته في حجرها ودفن في حجرتها .
عائشة رضي الله عنها والتي هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وذكر الحديث بلسان عمار بن ياسر بحضرة الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين حيث قال عن عائشة " والله إنها لزوجة بينكم في الدنيا والآخرة " رواه البخاري وسنرد الحديث بأكمل مني حينه أن شاء الله .
عائشة رضي الله عنها والتي ذكرت وكأنها عدوة لعلي رضي الله عنه قالت راحم الله عليها رضي الله عنه انه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه الا قال صدق الله ورسوله فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث " رواه أحمد.
وهذه الأحاديث عن مناقب عائشة رضي الله عنها غيض من فيض فإذا ردت المزيد انظري الى الصحاح البخاري وسلم ويجزهما من كتب السنن عن مناقب عائشة رضي الله عنها فتجدي المزيد .
أختي المسلمة ورغم تحذير العلماء من ذكر الفتنة التي كانت بين عائشة وعلي ومعاوية رضي الله نهم وسبب التحذير لئلا يحمل أحد الجهلاء في نفسه حقدا أو غضبا على أحد الصحابة فيؤدي به ذلك الى التهلكة رغم ذلك سأذكر لك عن بعض ما حصل بين عائشة وعلي رضي الله عنهما وحتى يمتلأ قلبك إيمانا بالله ورسوله وحبا للصحابة أجمعين دون التغريق بينهم مع ثقتي الكاملة بك أنك على هذا المنهج ولا أزكيكي على الله .
عائشة رضي الله عنها التي من اللله عليها بأنها أكثر النساء العالمين راوية الأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكثر القوم بعد أبوهريرة رضي الله عنه والذي قال في حقها أبو موسى الأشعري ما اختلف في شيء ( أي انه ما من احر فقهي يختلف عليه بين الصحابة إلا ودنا حلة عند عائشة رضي الله عنها .
عائشة رضي الله عنها لاتي زكاها ابن عباس حبر هذه الأمة عندما دخل عليها وهي في فراش الموت قال لها مهونا عليها ابشري ما بينك وبين أن تلقي محمدا أو الأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد كننت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا وسقطت فلا ذلك فاصبح رسول الله وأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله _ فتيمموا صعيدا طيبا ) فكان ذلك في سبيل الله وما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء به الروح الأمين فأصبح ليس لله مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه إلا يثلى فيه إناء الليل وإناء النهار فقالت يا ابن عباس إليك عني والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا " انه لما عثمان رضي الله عنه جاء الناس يهرعون الى علي رضي الله عنه فقالوا له نبايعك فمد يدك فلا بد من أمير لملك زمام الأمر واقامه حد الله في قتلة عثمان فقال علي ليس ذلك إليكم إنما ذلك الى اهل بدر فمن رضي به اهل بدر فهو خليفة فلم يب أحد من اهل بدر إلا أتى عليا فقالوا ما نرى أحدا أحق بها منك مد يدك نبايعك فبايعوه وجاء علي بعد بيعته إلى إمرأة عثمان فقال لها من قتل عثمان قالت لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما فلم يتبين لعلي رضي الله عنه من هم القتلة فترك القصاص حتى تبين من هم القتلة وقال ابن سعد وكانت مبايعة على الخلافة الغد من قتل عثمان بالمدينة فبايعه جميع من كان بها من الصحابة ويقال إن طلحة والزبير بايعا كارهين غير طائفين والصحيح كما روي المغيرة عن لأشقر قال رأيت طلحة والزبير بايعا عليا طائعين غير مكرهين ولما رأى طلحة والزبير أن عليا لم يأخذ القصاص من قتلة عثمان أستاذا عليا في العمرة ثم خرج إلى مكة فلقيا عائشة رضي الله عنها فأخبروها بمقتل عثمان واتفقوا معها بالمطالبة بدم عثمان حتى يقتلوا قتله فأجتمع رأيهم على التوجه الى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه جمع الناس وقال لهم أتدرون بمن بليت ؟ أطوع الناس في الناس عائشة ، واشد الناس الزبير وأدهى الناس طلحة وأيسر الناس بعلي بن أمية " هذا قول علي فيهم رضي الله عنه أجمعين فما ظننا تحت وتنجرا بخوض الحديث والتشرق بالقول عنهم " .
فعندها بعث علي عمارا ولحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمارا فقال وفي رواية فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن قال عمار : أن عائشة قد سارت الى البصرة ، والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي " قال الحافظ بن حجر في الفتح فلعل عمارا سمع من المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث والذي رواه ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن أبيه قال حدثتنا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة .
وقوله ليعلم إياه تطيعون أم هي أي المراد طاعة الله أي اتباع حكمه الشرعي وهو بالسمع والطاعة للأمام وعدم الخروج عليهوتابع ابن حجر قوله وكان عذر عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير أن مرادهم ايقاع الاصلاح بين الناس والفتنة التي حدثت بمقتل عثمان وأخذ القصاص من قتلته ويؤيد هذا أن عائشة رضي الله عنها لما أقبلت بلغت مياه بني ليلا نبحت الكلاب قالت أي ماء هذا قالوا ماء الحواب قالت : ما أظنني ألا وأنا راجعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا دوأيتكن تنتج عليها الكلاب الحواب فقال لها الزبير ترجعيت _( وهو متعجب ) عسى الله عز وجل أن يصلح بك الناس وفي رواية فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم " روه أحمد وأبو هيلي وابن حيان وصحيحه الألباني .
وقال الحافظ في الفتح في بيان قصة أصحاب الجمل ( 8/128 ) ومحصلها ان عثمان لما قتل وبويع علي الخلافة خرج طلحة والزبير الى مكة فوجدوا عائشة وكانت قد حجت فاجتمع رأيهم على التوجه الى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فخرج اليهم فكانت وقعة الجمل ونسبت الى الجمل الذي كانت عائشة ركبته وهي في هودجها تدعو الناس للإصلاح ونقل أيضاعن ابن بطال عن المهلب ان مذهب ابي بكرة وهو صحابي جليل انه كان على رأي عائشة رضي الله عنها في طلب الاصلاح بين الناي ولم يكن قصدهم القتال ولكن لما انتشيت الحرب لم يكن لمن معها من بدون المقاتلة وقال أيضا ويدل ذلك ان أحدا لم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ولا دعوا الى احد منهم ليولوه الخلافة وامنا انكرت هي ومن معها على علي منعه من قتله عثمان وترك الاقتصاص لامنهم " وهذا ما كان لخروج عائشة رضي الله عنها من هدفها الاصلاح واخذ بدم عثمان من قتلتها وتابع ابن حجر قوله وكان علي رضي الله عنه ينظر من أولياء عثمان ان يتحاكموا اليه فاذا بت على احد بعينه انه فمن قتل عثمان اقتص منه فاختلفوا بحسب ذلك وخشي القتل خافوا لو ان عائشة رضي الله عنها وعلي رضي الله عنه اصطلحوا على امر واحد وهو البحث عن القتلة ؟ والتحري عنهم ومعرفتهم لادى ذلك الى قتلهم فحقي لا يكون ذلك الامر قام القتلة بإشعال فتيل الحرب ) فانشبوا فتيل الحرب فكان ما كان انظري فتح الباري تفسير صحيح البخاري (13/56 ) وقال الألباني وجوانبا على ذلك ولا نشك ان الخروج ام المؤمنين كان خطأ من أصله ولذلك همت بالرجوع حيث علمت بتحقيق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم عند الجواب ولكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله " عسى الله ان يصلح بك بين الناس " ولا نشك انه كان مخطئا في ذلك ولا نشك انه كان مخطئا في ذلك أيضا .
وتابع الألباني قوله ولا شك أن عائشة رضي الله عنها هي المخطئة وتبينت من خطئها انها ندمت على خروجها وذلك هو اللائق بفضلها وكما لها " وهذه بشهادة علي رضي الله عنه أطوع الناس بالناس عائشة " وذلك مما يدل على أن خطئها من الخطأ المغفور بل المأجور وقال أيضا وقد أظهرت عائشة رضي الله عنها الندم كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال قالت عائشة رضي الله عنها لابن عمر يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري قال رأيت رجلا غلب عليك يعني ابن الزبير فقالت أما والله لو نهيتني ما خرجت " انتهى فخروج عائشة رضي الله عنها ومن معها اذن لم يكن خروجهم بقصد ولكن للاصلاح وعاهدت فهو بغير قصد والذي تسبب في ذلك خطة خبيثة خطط اليها قتلة عثمان كما أسفلنا ذكره فأوقعت القتال بين الطرفين وكان بدأ القتال ان صبيان العسكرين أي عسكر علي وعسكر عائشة رضي الله عنها تسابوا ثم تراموا ثم تبعهم العبيد ثم السفهاء فنشبت الحرب وغلب أصحاب علي رضي الله عنه فأمر علي مناديه وهذا من كرمه وأخلاقه لا تتبعوا مدبراً ولا تجهزوا جريحاً ولا تدخلوا دار أحد وارجع عائشة سالمة آمنة إلى بيت أهلها كيف لا وهذا ما أوصاه به حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله لعلي " أنه سيكون نبيك وبيت عائشة أمراً " قال فأنا أشفاهم يا رسول الله ، قال " ولكن إذا كان ذلك فأردوها إلى مأمنها " رواه أحمد والبزار وقال حسن انتهت الفقرة الأولى ونتحول الآن إلى الفقرة الأخرى والتي أشرت فيها لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فهذا علي مولاه والحديث وارد دون ذكر " فهذا " والحديث قال عنه الترمذي حديث حسن غريب ورواه أيضاً أحمد وابن ماجه عن البراء وأحمد عن بريدة والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم والحديث ليس حسن بل صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة والروض النفير والمشكاه . وله للفظ أخر رواه أحمد والنسائي والحاكم عن بريدة " من كنت وليه ، فعلي وليه " ورواه الطبراني في الصغير أيضاً .
تم تتساءلين ما تسفير خروج المسلمون على وليهم الذي نصبه الرسول لهم قبل وفاته أو ليس للولاية حق الطاعة إلى غير ذلك .
أختي المسلمة سؤالك هذا فيه بعض التلبيس والغموض ولم تبيني حقيقة مرادك منه وإن كان ليستشف منه ما المقصود . إن كان القصد من السؤال بما أن علي مولى المؤمنين لماذا لم يبايعوه على الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كان هو المراد وأسأل الله ألا يكون كذلك وإلا فبئس ما فهمت من الحديث لما ، لأنك تزعمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب علياً مولى للمؤمنين قبل وفاته وأخذت معنى مولى أي والي أمرهم وذكرت أن الوصية كانت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام ، فإن كان هذا المراد لقد اتهمت أشرف الخلق بعد الأنبياء والرسل بالخيانة لمخالفتهم لوصاية الرسول وعصيان أخره وهذا بالطبع لا يليق بالصحابة لأنهم تعلموا مما علمهم رسول الله من كتاب الله تعالى قوله سبحانه " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " الأحزاب 36 ، وقوله تعالى " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا " النور 51.
فالتزموا أوامر الله ورسوله وانتهوا عن نهيهما فكانوا أعبد الناس بعد الأنبياء بعد الأنبياء والرسل ولهذا امتدحهم الله بمواطن كثيرة في كتابه العزيز ومنَّ عليهم سبحانه بالمغفرة والرضوان فهل يرضى الله عن أناس عصوا رسوله وخالفوا أمره وقال لهم سبحانه " من يطع الرسول فقد أطاع الله " حاشا لله أن يكون هذا من صحابة رسول الله ولهذا منَّ الله عليهم بالرضوان والجنات بعد أن امتدحهم بقوله سبحانه " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات بجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " التوبة 100 .
وشهد الله جل وعلا على صدق الصحابة مع الله ورسوله وهدفهم مع أنفسهم فساهم الصادقون وذلك بقوله تعالى " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " . الحشر 8
ولو أطلعت إلى تغير الحديث في تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي لتبين لك معناه والسبب في قوله عليه الصلاة والسلام لهذا الحديث فمعناه من كنت أتولاه فعلي يتولاه من الولي ضد العدو أي من كنت أحبه فعلي يحبه وهنا مداخله حيث يكون هذا في الولاء والبراء فكل من والى الله ورسوله نواليه ومن عصاهم نعاديه أما قال تعالى دويا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " الممتحنة آيه واحد وقوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
ومن يقول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " المائدة آية 54 -55 . وقوله تعالى " يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا آباءكم وأخوانكم أولياء أن تستحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فلولئك هم الظالمون " التوبة آيه 23 " إلى غيرها من آيات الولاء والبراء وقال الشافعي رحمه الله تفسيره لهذا الحديث يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لها مولى لهم " محمد آيه " وسبب الحديث كما قيل أن أسامة قال لعلي لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام " من كنت مولاة فعلي مولاه " وهذا ما ذكرناه ويندرج تحت قوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " فيدرج علي رضي الله عنه تحت كلمة آمنوا وهذا هو الولاء والبراء من الشيء تندرج تحت قوله تعالى " وأن الكافرين لا مولى لهم " وفي شرح المصابيح للقاضي أودد ما قالته الشيعة وهوات علي هو المتصرف في كل ما يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم التصرف منه ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون أمامهم فقال الطيبي في المرقاة رداً عليهم " لا يستقيم أن تحمل الولاية على الأمانة التي هئ التصرف في أمور المؤمنين لأن المتصرف المستقل في حياته صلى الله عليه وسلم هو لا غيره فيجب أن يحمل على المحبة والحديث الثاني الذي ذكرناه بلفظ آخر يعطي هذا المعنى وهو " من كنت وليه فعلي وليه " وهذا ليس لعلي رضي الله عنه فقط وحقيقة الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى ضمنياً بالخلافة من بعده لأبي بكر الصديق وهذا ما لا تؤمن به الرافضة علماً أنه من رد حديثاً صحيحاً عن رسول الله فهو على شفي هلكة وكذلك من لم يرضى بحكم الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " واليك بعض الأحاديث التي تشير إلى ذكره صلى الله عليه وسلم فضيلة بعض الصحابة وأولاهم بالذكر أبو بكر الصديق فقال " صلى الله عليه وسلم " لو كنت متخذاً من أخي خليلاً دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخي وصاحبي " أحمد والبخاري عن ابن عباس . انظري قوله عليه الصلاة والسلام دون ربي أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أبا البكر بالذكر من المخلوقين بعد الخالق جل وعلا انتبهي . وروى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي فقال أي الناس أحب إليك قال : عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها فقلت ثم من قال عمر بن الخطاب " .
وروى البخاري في صحيحة عن ابن عمر رضي الله عنهما : كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك الصحابة لا تفاضل بينهم وفي روايه له أيضاً في أبي داود كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمنه بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان زاد الطبراني فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكره وفي البخاري أيضاً عن محمد بن الحنفية قلت لأبي يعني علياً رضي الله عنهما : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر فقلت ثم من قال عمر وخشيت أن يقول ثم أنت قال : ما أنا إلا واحد من المسلمين وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر : كنا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضوان الله عليهم أجمعين " .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لو كان نبي بعدي لكان عمر " رواه أحمد والترمذي والحاكم والضبلابي عقبة بن نافع .
ولقوله صلى الله عليه وسلم في حق عثمان " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " رواه البخاري ومسلم .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في علي " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " رواه البخاري والمسلم وهكذا جاءت أحاديث كثير بفضل الصحابة وعلى رأسهم هؤلاء الصحابة العظام رضوان الله عليهم أجمعين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .
إذا امتداح رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وذكر بعض فضائلهم ومن ضمن ذلك قوله من كنت مولاه فعلي مولاه لا يعني ذلك الوصاية له بالولاية أو الخلافة من بعده بل كما ذكرت مسبقاً جاءت أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير ضمنيا إلى أنه أوصى بالخلافة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وإليك بعض تلك الأحاديث .
1. الحديث الأول في البخاري ومسلم وهما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من اعتديه " أن عمر رضي الله عنه خطب الناس مرجعه من الحج فقال في خطبته قد بلغني أن أن فلاناً منكم يقول لو مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة " والحديث طويل والشاهد لنا في هذا الحديث كلمة فلتة أي عبث أي لم يكن خلافته هكذا بل بوصاية وأمر مسبق من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2. الحديث الثاني : رواه النسائي وأبو يعلي والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر بن الخطاب فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر " أن يؤم الناس " وأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار ونعوذ بالله أن تتقدم أبا بكر .
3. الحديث الثالث رواه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال : أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه فقالت أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت قال : إن لم تجديني فأت أبا بكر " وفي رواية أخرى لابن عساكر عن ابن عباس قال لها إن جئت فلم تجديني فأت أبا بكر الخليفة من بعدي " .
4. الحديث الرابع أخرج أبو القاسم البغوي بن حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يكون خلفي اثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلا قليلاً قال الأئمة ، صدر هذا الحديث مجمع على صحته وأردمت طرق عدة أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما " .
5. الحديث الخامس رواه أحمد وحسنه وابن صاحبه والحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر .
6. الحديث السادس روي البخاري أن البني صلى الله عليه وسلم قال : " ليس في الناس أحد أمن علي في نفسي ومالي من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخه في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " قال العلماء في هذه الحديث إثارة أيضاً إلى خلافة الصديق رضي الله عنه لأن الخليفة يحتاج إلى القرب من المسجد لشدة احتياج الناس إلى ملازمته له للصلاة بهم وغيرها .
7. الحديث السابع رواه الحاكم وصححه عن أنس قال بعثني بنو مصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فأتيت فسألته فقال : إلى أبي بكر " ومن لازم دفع الصدقة إليه كونه خليفة إذ هو المتولي قبض الصدقات .
8. الحديث الثامن : رواه مسلم عن عائشة قالت لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أرعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولي ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وفي رواية أخرى لا حمد من طريق آخر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أدعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه أحد ثم قال دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي يكر وفي راوية عن عبد الله بن أحمد : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر .
9. الحديث التاسع رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الاشعري قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة يا رسول الله إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس فقال مرى أبا بكر فليصل بالناس عددها ثلاثا " وهذا الحديث مثواثر فإنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعة وأبي سعيد وعلي من أبي طالب ومغصة .
10. الحديث العاشر : من رواية عبد الله بن زمعة أنه قال له صلى الله عليه وسلم أخرج لأبي بكر يصلي بالناس فخرج فلم يجد على الباب إلا عمر في جماعة ليس فيهم أبو بكر فقال يا عمر : صل بالناس فلما كبر وكان صبياً وسمع صلى الله عليه وسلم صوته قال يا أبي الله والمسلمون إلا أبا بكر يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر يا أبى الله والمسلمون إلا أبا بكر " .
وهذه الأحاديث غيض من فيض من الأحاديث التي تبين أحقية أبو بكر الصديق بالخلافة .
ثم نأتي إلى شوا لك ما تفسرون خروج المسلمون بعد ما تبين لك أن مبايعة أبا بكر الصديق ليس خروجاً على علي وكان رضي الله عنه من ضمن المبايعين والمزكين له وذكرهم بأفضل الناس فهل يعد أن علي خرج على نفسه بعد هذا التبيان يأتي إلى الأمر وهو خروج عائشة رضي الله عنها على علي في خلافته وقد استفضنا في تبيانه ولا بعد ذلك خروج فهل تعد عائشة رضي الله عنها من الخوارج الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم "كلاب أهل النار" والعباد بالله أكرمها الله وجل وعلا في الدنيا الآخرة فهي التي أوصت أحد الصحابة وهو عبد الله بن بديل عند مقتل عثمان بلزوم علي رضي الله عنهم لما أخرجه ابن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن ابري قال انتهى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج فقال يا أم المؤمنين أتعلمين أني أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني فقلت الزم علياً . وأما الفتنة بعين عبي ومعاوية رضي الله عنهما قد أجمع أهل العلم أن اجتهاد معاوية كان مخطئاً حيث أن معاوية راسل علي بأن يقيم الحد على قتلة عثمان فرفض علي إلا بعد قيام دعوى من ولى الدم وثبوت ذلك على من باشره بنفسه ، وكان هذا هو الصحيح في رأي علي .
ويكفينا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي نبأ صحابته عن المقتلة التي تكون بين علي ومعاوية قال " لا تقوم الساعة الساعة حتى يقتتل فئتان ( فيكون بينهما مقتلة عظيمة ) دعواهما واحدة " . رواه البخاري . ومعنا دعواهما واحدة إما أن يكون كلاهما على حق حيث علي يدعو إلى عدم الانشقاق عنه وعن مبايعته ومعاوية يدعو إلى إقامة الحد على قتلة عثمان قبل مبايعته ، والأصح أن تغيير الحديث هو أن كل واحد منهما يدعي أنه المحق ، ولا شك أن علياً هو المحق إذ كان إمام المسلمين وأفضلهم يومئذ باتفاق أهل السنة . وفي هذا لا يعد خروج معاوية كالخوارج الذين كفروا علياً والعياذ بالله ، فكلاهما صحابيان جليلان وكان من الصحيح ألا نعمل أي بغض أو كره لأي صحابي .
وهنا لنا وقفة بسيطة ونصيحة أقدمها لك وهو عدم الخوض في الأمور التي كانت بين الصحابة وهذا ما وصى به أهل العلم خشية أن يقذف الشيطان في قلبك بغضاً لصحابي فيؤوي بك إلى التهلكة ، فما هو علمي وعلمك نسبة لعلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخص الصحابة الذين وقفوا جانباً من هذه الفتنة أمثال ابن عمر وابن عباس وأبي بكرة وأبو ذر وغيرهم وكذلك من جاء بعدهم من العلماء التابعين وغيرهم وما كان قول أهل العلم في هذه المسألة إلا كلمة واحدة وهي أنهم - أي علي وعائشة ومعاوية - رضي الله عنهم أجمعين اجتهدوا وهم صحابة أجلاء فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ ، والمخطئ في الاجتهاد مأجوراً أجراً واحداً والمصيب في اجتهاده مأجور أجرين اثنين والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول وعدالة الصحابة مذهب أهل السنة والجماعة وذلك لما أثنى الله تعالى عليهم في كتابه ولما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم ولما بذلوه من الأرواح والأموال بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته وذلك كان منهم لنصرة هذا الدين و لإعلاء كلمة التوحيد حتى أصبح كل من أتى بعدهم من أمة الإسلام حسنة من حسناتهم فنحن جميعاً ومن سبقنا ومن سيأتي بعدنا أعمالنا في ميزان حسناتهم إن شاء الله تعالى وأما ما حصل بينهم فلا تخلو من أمرين الأول أن يكون من غير قصد وهذا ما أسلفنا ذكره ما كان بين عائشة وعلي رضي الله عنهما والثاني أن يكون خطأ مثل القتال يوم صفين بين علي وبين معاوية رضي الله عنهما ولكنه كان مجتهداً كما ذكرنا ولا يخلو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفتنة من أن يكون أحدهم مأجوراً أجراً واحداً أو أن يكون مأجوراً أجرين ولا بد أن نعلم أن الصحابة ليسوا بمعصومين وإنما هم بشر يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم وأن ما صدر من بعضهم ولو كان فيه ما فيه فهو إلى جانب شرف الصحبة وفضلهما مغتفر ومعفو عن صاحبه ومن المعلوم أن الحسنات يذهبن السيئات ومقام أحد الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعد لها شئ ثم ما وضع في ميزانهم من أعمال المسلمين الذين كانوا حسنة من حسنات تلك اللحظة كلها في ميزان حسناتهم فماذا تعمل الغلطة والغلطتان حيث وكما هو معلوم وكما ثبت في الصحيح قد أطلع على أهل بدر فقال " اعملوا ما شئتم ، إني قد غفرت لكم ، وتجاوز الله سبحانه وتعلى عمن تولى يوم أحد من الصحبة وذكر ذلك في كتابه في آية تتلى إلى يوم الدين ، قال سبحانه " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا عنهم إن الله غفور رحيم " . آل عمران أية 100
وكذلك مسألة أخذ الفداء نص القرآن أن الله سبحانه وتعالى سامحهم في ذلك فقال تعالى " لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم " . الأنفال 68+69
وكذلك قصة ماعز وقصة الفامدية وقد وقع كل منهما في فاحشة الزنا ولكن إيمانهم جعل كل واحد منهما يأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يطهره من تلك المعصية وقد تاب كل واحد منهما توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم ولا يعرف في أهل العلم من الصحابة ورواه هذا الدين وقع في معصية عامدأ وقاصداً لها تطعن في عدالته بل كلهم والحمد لله قد ذكروا بالثناء الحسن والذكر الجميل والطاعة الكاملة لهذا الدين وأما الخطأ والنسيان الذين لا يخلو منه بشر فهذا وقع ولكنه قليل .
فهؤلاء هم الصحابة أصحاب بيعة العقبة وأصحاب بيعة الرضوان وهم الصحابة الذين فدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية العطرة وأموالهم فدوه بآبائهم وأبنائهم وبكل ما يملكون كيف لا وقد علموا مما علمهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا إيمان لأحدهم حتى يكون نبيهم صلى الله عليه وسلم أحب شيء إليه للحديث الذي رواه البخاري وسلم قال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
هؤلاء هم الصحابة الذين من الله الله عليهم بالمغفرة والرضوان الذين قال فيهم الحق جلا وعلا " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، ذلك الفوز العظيم " . التوبة أية 100
فهؤلاء هم الصحابة الذين لو أننا شككنا بإيماهم ولو للحظة واحدة لكنا شككنا بإيمان رسول الله وهديه وحاشا لله ، حيث أن الصحابة كانوا بمثابة الجوارح للرسول صلى الله عليه وسلم ينعكس عليهم هديه وخلقه وسيرته وأقواله وأفعاله .
هؤلاء هم الصحابة ويا للعجب من أناس التين ينتسبون إلى هذا الدين بزعمهم يتجرؤون على أشرف الخلق بعد الأنبياء والرسل فيسبوهم ويلعنوهم ويقذفونهم ويقولون عنهم ما ليس فيهم وقد أتوا بهذا ببهتان عظيم وسيسأل كلهم عمن افتروه عندما يقفون بين يدي ملك الملوك وجبار السموات والأرض وأعنوا بهذا الرافضة الذين تجرؤا على الله بسب ولعن وشتم أولياءه ولو قرءوا كتاب الله وفهموا نصوص آياته لخشوا على أنفسهم من الكفر لأن لا يحد في قلبه غضب أو غيظ على الصحابة إلا يخشى عليه أن يكون من الكفار وهذا استناداً لما جاء في قوله تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة والأنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزارع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً " . الفتح 29
قال ابن الجوزي رحمه الله " وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور ، وقال القرطبي رحمه الله " قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا) أي وعد الله هؤلاء الذين مع محمد وهم المؤمنون الذين أعمالهم صالحة (مغفرة وأجراً عظيماً) أي ثواباً لا ينقطع وهو الجنة وليست " من " في قوله تعالى " منهم " مبغضة لقوم من الصحابة دون قوم ولكنها عامة مجنسة مثل قوله تعالى " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " . الحج 3
لا يقصد للتبغيض لكنه يذهب إلى الجنس أي فاجتنبوا الرجس من الأوثان " الحج 30 لا يقصد للتبعيض لكنه يذهب إلى الجنس أي فاجتنبوا الرجس من جنسي الأوثان .
وكذا منهم " أي : من هذا الجنس ، يعني جنس الصحابة وقال ابن إدريس رحمه الله لا آمن أن يكونوا قد ضارعوا الكفر يعني الرافضة لأن الله تعالى يقول ليقبظ بهم الكفار " وهذا تفسير ابن الجوزي .
وقال أبو عروة الزبيري رحمه الله " كنا عند الإمام مالك فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبظ بهم الكفار " الآية فقال مالك : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية رواه الخلال وأبو نعيم وذكره ابن الجوزي مختصراً في تفسيره .
ونقل القرطبي هذا الأثر وغراه للخطيب ثم قال " لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب تأويله فمن نقص أحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائح المسلمين .
قال ابن أبي العز رحمه الله " فمن أضل ممن يكون في قلبه غل من على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد البنين بل قد فضلهم اليهود والنصاري بخصلة ، قيل لليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصاري : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد !! لم يستثنوا منهم إلا القليل ، وفيمن سبوهم من هو خير ممن استثنوهم أضعاف مضاعفة " شرح العقيدة الطحاوية قال الشوكاني رحمه الله " أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار في نص هذه الآية من قوله تعالى " والذين جاء ومن بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم " الحشر 8-10 " حيث ذكر سبحانه الا تبين التي قبل بمدح المهاجرين والأنصار أمرهم سبحانه أن يطلبوا منه أن ينزع من قلوبهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أولياً لكونهم أشرف المؤمنين ولكون السياق فيهم ، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم خالف ما أمره الله به في هذه الآية فإن وجد في قلبه غلاً لهم فقد أصابه نزع من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم وانفتح له باب الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجوء إلى الله سبحانه والاستغاثة به فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم إنقاذ للشيطان بزمام ووقع في غضب الله سخطه وما زل الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة ومن رتبة إلى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمنه وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر والله من ورائهم محيط " وهذا ما آلت إليه الرافضة الذي وصل بهم الحال أن رفضوا دين الله .
وقال الزبير بن بكار : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال : جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما ثم إبتدأوا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين " الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله " الحشر 8 . قالوا لا ، قال : فأنتم من الذين " تبوء والدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم " الحشر 9 قالوا : لا ، فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله عز وجل فيهم " والذين جاء وأمن بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا الحشر 10 .
قدموا : عني لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهل " ذكره ابن كثير في البداية والنهاية .
واكتفى بهذا القدر واختم بوعيد الله على لسان رسول الله لكل من تجرأ وسب أو لعن صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام " من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه الطبراني وحسن اسناده الألباني . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالله لو أن أحدكم انفق مثل جبل أحد ذهب ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فامسكوا " والحديث صحيح أي لا نتكلم عنهم إلا خيراً .
هذا أوردته لك يا أختي المسلمة حتى يتبين لك ليس الصحابة هم الخارجين أو خرجوا على وليهم وإنما الخارجين عنه نوعان الأول من عاداه معاداة عظيمة واتهموه بالكفر وهم الخوارج والخوارج عنهم روي البخاري عن أبي سعيد الخوري رضي الله عنه قال " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال رسول الله " ويلك ومن يعدل إذ لم اعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل " فقال عمر يا رسول الله إذن لي فيه فأضرب عنقه فقال " دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نصيبه وهو قدمه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد منه شيء قد سبق الفرش والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضوية مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در ويخرجون على حين فرقة من المسلمين " قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته وفي رواية أخرى ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأينما لقتسيموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " .
وفي رواية قال فيها عليه الصلاة والسلام عن الخوارج " هم كلب أهل النار " ونذكر هذا الحديث الذي يبين فيها ما سبب خروجهم على علي رضي الله عنه .
روى النسائي وأبو يعلي في مسنده والحديث اسناده حسن عن ابن عباس قال " لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر : لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلهم قال : إني أخاف عليك قلت : كلا . قال : فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار وهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا مرحباً بك يا ابن عباس فما جاء بك ؟ قلت لهم : أتيتكم من عند " أصحاب النبي " وصهره وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد " لا بلغكم ما يقولون وتخبرون بما تقولون قلت : أخبروني بماذا نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه ؟ قالوا : ثلاث قلت : ما هن ؟ قالوا : أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله ، وقال الله تعالى " إن الحكم إلا لله " ما شأن الرجال والحكم ؟ فقلت : هذه واحدة . قالوا : وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فإن كانوا كفاراً سلبهم وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم قلت هذه اثنان فما الثالثة ؟ قالوا : إنه محى نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت : هل عندكم شيء غير هذا ؟ قالوا حسبنا هذا .
قلت : أرأيتم أن قرأت عليكم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد قولكم أترضون قالوا : نعم قلت أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الرجال أن يحكموا فيه قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم " الآية فأنشدتكم بالله تعالى أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك للرجال ؟ قالوا : بل هذا أفضل . وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما " فأنشدتكم بالله حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في امرأة أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم قلت : وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم ف وهي أمكم فإن قلتم : إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم ، ولئن قلتم ليست بأمناً فقد كفرتم لأن الله تعالى يقول " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فأنتم تدورون بين ضلا لتين فأتوا منهما بمخرج قلت : فخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم وأما قولكم : محى اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأراكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبة صالح المشركين فقال لعلي رضي الله عنه " أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فقال المشركون : لا والله ما نعلم أنك رسول الله لو نعلم أنك رسول الله لأطعناك فاكتب محمد بن عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " امسح يا علي رسول الله ، اللهم إنك تعلم أني رسولك امسح يا علي وأكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله " فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي وقدما نفسه ولم يكن محوه ذلك يمحوه من النبوة خرجت من هذه ؟ قالوا نعم فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلا لتهم فقتلهم المهاجرون والأنصار " .
والنوع الآخر هم الذين غالبوا فيه وعظموه أشد التعظيم فخرجوا عنه وهم الرافضة وللاطلاع على معتقداتهم وما هم عليه ارشدك على موقع في شاشة الإنترنت اسمه فيه الجواب الشافي وليس هناك ما يقتري عليهم به ضحضهم والرد عليهم من كتبهم .
وأخيراً أختي المسلمة ما قصدت من هذا التبيان إلا بيان الحقيقة والتي أمرنا بإتباعها اللهم أسأل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلما ما ينفعنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الشيخ / ابو محمود رزوق










 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "