بعدإعلان الجهاد في سوريا
يقول القرطبي : [ لا تخرج السرايا إلا بإذن الإمام ليكون متجسساً لهم عضداً من ورائهم وربما احتاجوا إلى درئه ] ( الجامع لأحكام القرآن 5/177)
وقال ابن قدامه (ت620هـ) رحمه الله: " و أمر الجهاد موكول إلى الإمام و اجتهاده ، و يلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك " اهـ0
و قال ابن تيمية (ت728هـ) رحمه الله: "و يرون ( يعني : أهل السنة و الجماعة ) إقامة الحج و الجهاد و الجُمع مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً "
قال الشيخ محمدابن عثيمين رحمه الله "لا يجوز غزو الجيش إلا بإذن الإمام مهما كان الأمر ؛ لأن المخاطب بالغزو والجهاد هم ولاة الأمور، وليس أفراد الناس ، فأفراد الناس تبع لأهل الحل و العقد، فلا يجوز لأحد أن يغزو دون إذن الإمام إلا على سبيل الدفاع ، وإذا فاجأهم عدو يخافون كلبه فحينئذ لهم أن يدافعوا عن أنفسهم لتعين القتال إذا .
وإنما لم يجز ذلك؛ لأن الأمر منوط بالإمام ، فالغزو بلا إذنه اقتيات وتعد على حدوده ، ولأنه لو جاز للناس أن يغزوا بدون إذن الإمام لأصبحت المسألة فوضى ، كل من شاء ركب فرسه وغزا ، و لأنه لو مكن الناس من ذلك لحصلت مفاسد عظيمة ، فقد تتجهز طائفة من الناس على أنهم يريدون العدو و هم يريدون الخروج على الإمام ، أو يريدون البغي على طائفة من الناس، كما قال تعالى: { وَ إِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (الحجرات: من الآية9)
فلهذه الأمور لا يجوز الغزو إلا بإذن الإمام 0