العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-07, 09:25 PM   رقم المشاركة : 1
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


كل طفل , كل مراهق , كل عجوز , كل امرأة

منذ خمس قرون , قامت القيامة , وحشر الناس على جانبي مضيق جبل طارق , وقرئ كتاب الحضارة من أوله , ثم حصدت كل امة ما كسبت يداها : فالشعوب المطلة على المحيط , ذهبت إلى جنات عدن , تجري من تحتها مئات الأنهار في كندا وأميركا الشمالية والجنوبية واستراليا . والشعوب المسجونة وراء مضيق جبل طارق , ذهبت إلى جحيم العالم الثالث , ومازالت فيه حتى الآن . لكن ذلك ليس كل ما حدث .

ففي هذا العصر, ظهرت صيغة الإدارة الجماعية القائمة على تبادل المصلحة ديموقراطيا ً, بين الأغنياء , أصحاب رأس المال , وبين الفقراء , أصحاب اليد العاملة. وهي قامت على استبعاد الجيش والمؤسسة الدينية من حلبة الصراع على السلطة , لأول مرة في تاريخ الدولة , لأنها ولدت أصلا ً, بعد هزيمة الجيوش المأجورة في إقطاعيات غرب أوروبا , على أيدي شعوبها المسلحة , وبعد سقوط سلطة الكنيسة على أيدي البروتستانت . إنها صيغة شرعية كسبها الأوروبيون الغربيين بعرق جبينهم مثل ارزق الحلال .

في الجانب الآخر, شرقي مضيق جبل طارق , وداخل قارات العالم القديم , نظام الدولة ما يزال على حاله , كما تركه فرعون , وكان جهاز الإدارة على طول المناطق الممتدة شرقا ًوجنوبا ًمن وسط أوروبا إلى اليابان , ما يزال في يد الائتلاف الأزلي بين الجيش وبين المؤسسة الدينية. ورغم أن الأوروبيين الغربيين ما لبثوا أن هاجموا هذه المناطق , وشلوا قواتها المسلحة منذ مطلع عصر الاستعمار, فإن الجيوش لم تخسر مواقعها في جهاز الإدارة , ولم تتمكن شعوب العالم القديم من إيجاد صيغة عملية لإبعاد الجيوش والمؤسسات الدينية عن السلطة , سوى صيغة الحزب الواحد الذي ابتكره لينين , وهو ابتكار لم يحل المشكلة , لكنه استبدلها بمشكلة أخرى .

في وطننا العربي , كان الحل العاجل ــ والمثيرــ هو أن نخترع بديلا ًعن الحل . وقد تكفلت حركة الترجمة , التي اعتقدنا أنها ثقافة عصرية , بتوفير كلمة الديموقراطية في قاموسنا السياسي ,وتغييب مفهومها الأصلي في ارض الواقع, إلي حد دعانه نصدق بأن ظل الجبل , هو الجبل نفسه , وقادنا إلى عادة تسلق الظلال . إنها عادة غير حكيمة , لأنها بديل عن نعمة الصعود.

فالديموقراطية في لغتنا العربية , كلمة ولدت شرقي مضيق جبل طارق , واليوم تطبق في نظمنا القائمة على سلطة الجيش والمؤسسة الدينية . إنها صيغة لا علاقة لها بما حدث في غرب أوروبا , ولا تملك الشرعية التاريخية , ولا تعني شيئا ً في ارض واقعنا سوى تقسيم مراكز النفوذ بين أقوى الذكور في المجتمع . لكن الشعوب التي تصدق ما تسمعه , تعمى عادة ً عما تراه .

إننا لا نملك صيغة للإدارة الديموقراطية في ثقافتنا العربية ــ المعاصرة ــ , بل نملك بديلا ً سياسيا ً عنها , في صيغة مطوعة لصالح الائتلاف القديم بين الجيش وبين المؤسسة الدينية , علامتها المميزة , أنها ليست ديموقراطية , إلا إذا كان المواطن هو الجندي ورجل الدين , أما إذا كان المواطن هو الطفل والمراهق والمرأة والعجوز, فإن الصيغة التي نعرفها في لغتنا العربية , تصبح شفهية إلى حد لا يصدق .

فالطفل في ديموقراطيتنا المطوعة , مواطن مسؤول , ينشد الأناشيد الحماسية , ويرتل آيات القرآن , قبل أن يتجاوز العاشرة من عمره . إنه محروم من حقه الشرعي في أن لا يهتم بما لا يعنيه , وملزم بأن يتجاوز طفولته , ويصبح دائما ً اكبر من عمره , لكي يرضي والده ومعلمه اللذين يعتقدان , لسبب يعلمه الله , أن الطفولة أمر مشين .

المراهق في ديموقراطيتنا العربية , موطن تحت الرقابة الدائمة , مثل مريض في الحجر, يطارد مواطنة مريضة مثله , ويلتقي بها في السر, لكي يفترق عنها في الجهر, ويمشي كلاهما في شوارعنا , متظاهرا ً بأنه ليس هو, ويكلمنا كلاهما بلغة , نعرف أنها ليست لغته , لكن ذلك لا يحرك شيئا ً في ثقافتنا المعادية للمراهقين , لان صيغة الديموقراطية التي نعرفها , لا تعترف بشرعية العداء فحسب بل تعتبره واجبا ً أخلاقيا ً مقدسا ً بشهادة من رجال الدين .
ولا احد يرى , أن فترة المراهقة فترة طارئة على تاريخ الإنسان نفسه , فرضتها ظروف الثورة الصناعية , وزيادة سنوات التأهيل المهني من ثلاثة عشر عاما ً , يقضيها الصبي في مزرعة أبيه , إلى ثلاثين عاما ً يقضيها حاليا ً في المعاهد والجامعات , قبل أن يسمح له مجتمعه بالزواج . لا احد يصدق أن عداء ثقافتنا للمراهقين , ليس سببه أنها ثقافة متدينة , بل سببه أنها ثقافة مجتمع من المتزوجين الذين يعيشون في عصر زراعي بسيط التركيب , انتهى منذ ثلاثمائة سنة على الأقل .

العجوز في ديموقراطيتنا العربية , مواطن آخر في الحجر الصحي , يمنعه القانون من ممارسة العمل العام , ويمنعه العرف من ممارسة أي نشاط إنساني شخصي , سوى أن يكون عجوزا ً وقورا ً في انتظار الموت . إنه لا يملك نصيبا ً من ميزانية الدولة , ولا أحد يمثل مصالحه في جهاز الإدارة . ولهذا السبب يخلو وطننا العربي من المؤسسات الخاصة بكبار السن , ويخلو من نواديهم , وجمعياتهم وقضاياهم , رغم أنه ــ شفهيا ً ــ يخفض لهم ( جناح الذل من الرحمة , ويقول لهم قولا ً مرضيا ً ) .

كل طفل , كل مراهق , كل عجوز, كل إمرأة , محرومون في ديموقراطيتنا الشفهية من حقوق إنسانية أساسية , لم تعد موضعا ً للجدل إلا في وطننا العربي , لان الصيغة التي نملكها , لم تولد بالحلال , بين شعوب عربية تقاتل من اجل حقوقها , بل بين شعوب عربية , حشرها الأوروبيون وراء مضيق جبل طارق , وأوقعوا عليها من الضغط العسكري , ما دعاها إلى أن تحتمي بمؤسساتها الحربية والدينية , وتدفع حريتها ثمنا ً لبقائها , في صفقة , قد لا تكون مجزية , لكنها بالتأكيد أفضل الموجود .

هذه الصيغة المطوعة , لم تنقذ أجيال العرب , بل حرمتهم من فرصة الإنقاذ , وأضاعت عليهم وقتا ً ثمينا ً في تقليد الأوروبيين المنتصرين خلال تجربة فاشلة من أساسها . فالديموقراطية الأوروبية , صيغة لا يمكن تحقيقها , إلا بزلزال عسكري وثقافي , على غرار الزلزال الذي عايشته شعوب غرب أوروبا , في الظروف نفسها , والزمان نفسه . وهو شرط ممكن فقط لو عاد التاريخ فجأة , خمسمائة سنة إلى الوراء .

لكن التاريخ لا يعود , وليس بوسع العرب أن يعيشوا في عصر لم يولدوا فيه , ويصبحوا فجأة ديموقراطيين , في ثقافة معادية للديموقراطية , تعامل الطفل بمثابة أسير, والمراهق بمثابة متهم , والمرأة بمثابة جارية , والعجوز بمثابة طفل , في تركيبة ثقافية سحرية , ليس ثمة ما يسندها سوى مزاعم السحرة أنفسهم , إن الزلزال هزة نافعة , لا بد منها .

كل ما في الأمر, أن الزلزال في وطننا بالذات , لا يحتاج أن يقع , لأنه وقع منذ أربعة عشر قرنا ً على الأقل , وشهد ميلاد صيغتنا الحقيقية للديموقراطية التي تمثلت في تسليم السلطة لله , والإدارة للناس عن طريق الشورى المباشرة في الجوامع . فهذه هي الصيغة الحية التي تعمدت ثقافتنا العصرية المغتربة أن تتجاهلها في تراثنا وواقعنا , من باب الحرص على دقة الترجمة .

إن نظام سلطة الجامع ــ مثل نظام الأحزاب ــ صيغة إدارية , لتحقيق سلطة الجماعة , ظهر في تاريخنا , بعد سحق المؤسسات العسكرية والدينية في زلزال , أكثر قوة , وأكبر نطاقا ً , من الزلزال الذي عايشته شعوب غرب أوروبا . لكن نظام الأحزاب , صيغة لا نملك لها دستورا ً في ثقافتنا , أما الجامع , فهو صيغة لها تاريخ نعرفه , ودستور بلغة مواطنينا , بنوده معلنة بينهم , باعتبارها اعز مقدساتهم . إن كل مواطن يعرف في الجامع , معنى الكلام الذي يقوله من دون معنى .

فكلمة ( عبد الله ) مثلا ً , لابد أنها كلمة تشمل الطفل شرعا ً , وتشمل ان أحدا ً غير الله لا يستعبد الأطفال , و لا يرغمهم على إلقاء الأناشيد الخرافية , بل يتركهم يكونون عباد الله الأطفال , ويعترف بحقهم في الميزانية , وحقهم في أن لا يهتموا بما لا يعنيهم , ولا يتنكروا لطفولتهم , ويصيروا عباد الله المتنكرين . إن الطفل العربي يملك صيغة تحميه ــ دستوريا ً ــ في لغة الجامع , لكن إلغاء هذه اللغة , أخرس صوت الطفل والدستور معا ً .

وكلمة ( عبد الله ) , لا بد انها كلمة تشمل المراهق أيضا , وتشمل أن مولاه أمره أن يكون مراهقا ً , بموجب قانون أزلي, أقدم من مجتمعنا وثقافتنا . وليس من فرط الإيمان ــ بل من فرط الجهل ــ أننا نزعم لأنفسنا , بأن معاداة هذا المراهق ومراقبته في الحجر الصحي , من شأنهما أن تغيـّرا شيئا ً من سنن الله الأبدية . فكل حصيلتنا من هذه الغطرسة الطبقية , هي ان نظلم مواطننا في حاجة إلى العدل , ونحرمه من حقه الشرعي في الحصول على العيون , ونضيع وقتا ً ثمينا ً في تبرير موقف ثقافي متخلف أصلا ً , ومميت . اننا نظلم المراهق بإسم العدل , لان قوانيننا لا تصاغ تحت سقف بيت الله ورب المراهقين أيضا , بل تصاغ في بيت آخر يدعى البرلمان , استوردناه من خارج عصرنا , في صيغة سياسية ملفقة , علامتها المميزة انها صيغة من دون شريعة في لغتنا , وبالتالي غير ملتزمة ــ دستوريا ً ــ بقضايا الإنسان .

وكلمة ( عبد الله ) لا بد انها تشمل عبد الله ( الأنثى ) ولا بد أنها تعني , ان المرأة أيضا مسؤولة شخصيا ً عن ما كسبت يداها , وليس بوسع احد أن ينوب عنها في تحمل هذه المسؤولية , حتى بتوكيل شخصي من المرأة نفسها. إن إجهاض مبدأ السلطة الجماعية ــ وليس الإسلام ــ هو الذي أتاح للفقهاء , أن ينوبوا عن ملايين النساء , في اتخاذ قرار لا يخص فقيها ً واحدا ً , ويفتوا بوضع المرأة في حجابها مغلولة اليدين , من دون ان يلاحظ أهل الفتوى , ان قرار الفقهاء نفسه غير دستوري , لأنهم لا يمثلون المرأة أمام خالقها , ولا يحق لهم شرعا ً ان ينوبوا عنها .

في لغة الجامع , يعاد اللفظ إلى أصل معناه .

ونلتقي على تطبيق الصيغة , التي نتكلم عنها الآن من دون لقاء , ونشهد في ما بيننا على ان الكلام عن الدين , هو البديل عن العمل به , ما دامت الإدارة لا تسمع الكلام . وبعد ذلك سوف يتجلى وجه المعجزة الحية في شوارعنا , وسوف نرى بالعين جهازا ً , أن امتنا العربية التي نعتقد انها متفرقة , تجتمع خمس مرات في الجوامع , كل يوم , من كل أسبوع , من كل شهر, من كل سنة , تحت دستور واحد , بصيغة واحدة , وأن امة غيرها , في التاريخ كله , والعالم كله لا تملك هذه القاعدة الإدارية الجاهزة لتحقيق حلم المواطن الموحد . فكل ما تحتاج اليه امتنا ــ بدل الزلزال ــ هو ان تعيد إلى الجامع وظيفته الإدارية , وتكتب بنود الدستور بلغتها وليس بلغة الأمم الأخرى , لكي تكسب صيغة عربية للديموقراطية العربية , يستحقها العرب بعرق جبينهم مثل الرزق الحلال . لكن ثمة تنين حي , يسد طريقنا إلى هذه الجنة .

فنظام الجامع الذي يقوم على تسليم الحكم لله , والإدارة للناس , نظام يستحيل تطبيقه , بين ناس لا يستحقونه , لانه قائم على مبدأ سلطة الجماعة , التي لا تستطيع ان تملك السلطة أصلا ً حتى تصبح جماعة بالفعل , وتلتزم دستوريا ً بمبدأ المساواة بين الألوان والأنساب . وهو شرط يتجاوز مدى الوعي المتاح لثقافتنا العربية , بسبب الخلط التاريخي العميق الجذور بين وظيفة المسجد , ووظيفة الجامع . إنه خلط مميت ورثناه من عالم أسلافنا الموتى , لكنه أصبح جزءا ً من حياتنا .
فالمسجد فكرة قديمة , عرفتها كل الحضارات , ولها اسم في كل لغة . أما الجامع , فهو فكرة أخرى , لم يعرفها أحد , ولم يدع إليها احد سوى الإسلام , لانها تطبيق لمبدأ المسؤولية الشخصية , الذي حتم إلغاء كل وسيط بين الإنسان وبين خالقه , وحتم إلغاء الشفاعة والنيابة والتمثيل , ووضع كل إنسان في موضع المسؤولية الشخصية عما يحدث له , وعما يحدث لخلق الله من حوله. إن الجامع هو الجهاز الشرعي الوحيد , لأداء هذه المسؤولية , وجمع الناس المتفرقين بين المساجد والمذاهب في جهاز إداري موحد , محرر من كل الخلافات الظاهرية , وموجه لحماية حق الجماعة الإنسانية في العدل , بوضع شرعية القرار ــ دائما ً ــ أمانة بين أيدي الأغلبية .

هذا الجامع , لم تعرفه ثقافتنا العربية أبدا ً لانه انتهى قبل أن تولد , وتركها تنمو في المساجد , لكي تصبح نصف ثقافة لغتها تقول شيئا ً , وواقعها يقول شيئا ً آخر, كل يوم , من كل أسبوع , من كل شهر, من كل سنة .


تحياتي







 
قديم 05-02-07, 09:28 PM   رقم المشاركة : 2
abo tlal
عضو







abo tlal غير متصل

abo tlal is on a distinguished road








التوقيع :
كلمات خالدة ،،:mad:


يقول العلامة الجُحه الآيه علي الكوراني ( لايجوز تكفير المسلمين فتكفيرهم حرام ! وتكفير الصحابة إجتهاد ):mad: ، ويقول حسن شحاته وهو شيعي مصري في انتقاصه من العشرة المبشرين بالجنة مع العلم أن علي بن أبي طالب ورد أسمه في حديث العشرة المبشرين بالجنة يقول سي حسن وهو يقصد أهل السنة ( الله يلعنهم هما وعشرتهم ) وعلي ترتيبه الرابع في الحديث ::mad:
من مواضيعي في المنتدى
»» بطاقته الشخصية / السيستاني (!!!!!!! على الاحوط ؟؟؟؟؟ ((منقول))
»» تعالواا يامجوس ((الرواافض )) لكم خبر مفرح
»» ـ مقتدى القدم يقول ان الامام المهدي
»» إسمتع إلى شيعي يهدد علمائه .. إذا لم يجدوا جواباً لأسئلته فسيصبح سنياً
»» لقد خرجت الدابه التي هي من علامات الساعه في البحرين
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "