مظاهر تخلف غير مسبوقة هذا العام في إحياء [المقتل الحسيني] في العراق، والذي أصبح مناسبة لتأجيج الحقد والكراهية وحب الانتقام..!
2011-12-02 :: بقلم: أحمد الحسني ::
هل تعلم أن نوري المالكي وهؤلاء المعتوهين يؤمنون بنفس العقائد؟
.
.
موكب جامعة كربلاء.. أطلبوا الجهل من المهد الى اللحد..!
عدد القراء 731
كنا نظن أو كانوا يوهموننا أن من يمارس عادات التخلف المقرفة التي ترافق إحياء ذكرى الشهيد الثائر الحسين (ع) هم من العوام والجهلة فقط، ممن يقتات على عواطفهم ويؤججها جيش من المعممين وقراء المقتل والروزخونيات والملايات ممن يجنون في هذا (الموسم) مبالغ طائلة في إبكاء الناس بروايات ملفقة مكذوبة مشوهة يراد منها إذكاء الحقد والكراهية الأزلية لدى شيعة العالم، وتصل بعض تلك الروايات الى حد الاستهزاء بالعقل البشري، كما كان يصرخ أحد قراء المقتل (وهجم على عليّ ألفا من المشركين فقتل منهم ألفين)..!
لكن (المقتل الحسيني) في العراق تجاوز كونه مناسبة دينية لاحياء ذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة، تجاوزه الى مناسبة لتعمد إذلال سنة العراق وابتزازهم والتنكيل بهم، ومناسبة لاظهار التفوق والهيمنة والكراهية المفرطة لمخالفيهم في المذهب، ومناسبة لاخضاع العراقيين الى هيمنة حزب الدعوة وأحزاب الولاء لجارة الشر الفارسي.
فللمرة الأولى منذ الاحتلال، رفعت الأعلام الطائفية السوداء الكريهة في المناطق التي صارت تدعى بفضل الاحتلال (سنية)، وأدخلت مواكب اللطم والزنجيل المقرفة في مناطقهم رغم أنفهم، وبحماية رسمية من قوى الشرطة والجيش والتي سخرت جميعها لتحويل العراق الى أكبر مستنقع طائفي تفوح منه كافة روائح الكراهية والحقد.
كما انتشرت في دوائر الدولة الرسمية ظاهرة قيام عدد من الموظفات بتأسيس صندوق (الطبخ للحسين)، حيث تجمع الأموال من الموظفين والموظفات لدعم هذا الصندوق، ومن يعتذر عن المساهمة توضع عليه إشارة، ثم يتناقلون بينهم أن هذا الموظف يكره الحسين وآل البيت، ويبدأون محاربته بشتى الطرق.
أما لماذا يعتذر البعض عن المشاركة، فهو لما يعتقدونه من تحريم صريح ورد في القرآن الكريم من أن يذبح المسلم ذبيحة أو يقدم نذرا لغير الله كما قال سبحانه (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به).. وتفسير قوله تعالى (ما أهل لغير الله) هو عندما يقول الشخص (ذبحت لفلان أو نذرت لفلان).. فالأمر غير متعلق بالحسين (ع) فحسب، ولو كانت هذه الذبائح قد نذرت للشيخ عبدالقادر الكيلاني أو الامام ابو حنيفة النعمان فالموقف هو نفسه، ويجب على الشيعة أن يحترموا معتقدات غيرهم إذا كانوا حريصين على احترام الآخرين لمعتقداتهم.
والظاهرة الأخرى التي لفتت نظرنا هذا العام هي ما شاهدناه على قناة كربلاء البارحة من مشاركة جامعة كربلاء، نعم جامعة كربلاء بعمدائها وأساتذتها وطلابها وطالباتها في اللطم..! الكل كانوا يلطمون صدورهم، العمداء في المقدمة ومن خلفهم الأساتذة ومن خلفهم طلاب الجامعة، وعلى يمينهم المدرسات الجامعيات ومن خلفهن الطالبات..! عفوا الموضوع ليس معتقدا فحسب، فندما تتحول المؤسسات العلمية الأكاديمية الى حوزات للطم فاقرأ على العلم سورة الفاتحة..! لا نشك أن عددا من هؤلاء الأساتذة أدرك أن عدم حضوره سوف يحسب على أنه موقف، وربما يتم اجتثاثه بعد ذلك، لكننا متيقنون أن عددا كبيرا منهم يجمع في عقله بين نور العلم وظلمة التخلف والجهل.. لا ندري كيف ؟!
المواكب الحسينية وإحياء عاشوراء لم يعد مناسبة دينية فحسب، بل يتحول يوما بعد يوم وعاما بعد عام الى سلاح طائفي وسياسي خطير بيد أعداد كبيرة من الجهلة، يقودهم معممون درسوا في قم بني فارس، وتغذوا بكراهية كل عربي وكل مخالف لهم في المذهب.. وتتخذ من هذه المناسبات وسيلة خطيرة لتعبئة نصف الشعب العراقي بالحقد والكراهية، والرغبة والتطلع لـ(الثأر) من قتلة الحسين تحت لافتة (يالثارات الحسين).. وتلمح مرجعياتهم حينا وتصرح حينا آخر أن قتلة الحسين هم النواصب، والتي يفهمها معظم الشيعة على أنهم أهل السنة، لذلك شاهدنا كيف تحول جيش المهدي في لحظات الى أداة قتل همجي لكل من أوحى اسمه أو لقبه بأنه سني، بل وحرقوا المساجد لاعتقادهم أن من يصلون فيها هم كفار، وارتكبوا ابشع الجرائم وهم يرفعون شعار الثأر للحسين.
لكننا في الوقت ذاته متيقنون من أن الجهلة ولو بلغوا الملايين لايمكنهم أن يقودوا وطنا ولو دعمتهم كل قوى الأرض، لأن التخلف فيهم أصيل بأصالة ما يعتقدونه ويمارسونه كل عام، فمن يقود الوطن يجب أن يتحلى بالعقل والحب والتسامح والشعور بالمواطنة المشتركة مع جميع مكونات شعبه، أما من نشأ وتربى منذ نعومة أظفاره على الكراهية وحب الانتقام فهو مخلوق مشوه، حتى لو ألبسوه بدلة ورباطا، وحملوه الى المزبلة الخضراء، وأطلقوا عليه اسم رئيس الوزراء..!
حاشا وألف حاشا للثائر الشهيد، سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله، من أن ينتسب اليه مثل هؤلاء، ممن يمارسون ابشع وسيلة لإحياء أعظم مناسبة.. وإنا لله وإنا اليه راجعون..