أظن أن التصريحات الواردة في المقال ليس فيها كلمة "علمانية" و عليه فهو مجرد استنتاج من صاحب المقال لا من حزب النهضة أو أحد المتكلمين باسمه
و الكلمات التي وردت في التصريحات كلمات عامة لا يلزم منها الذهاب للمعاني الفاسدة للعلمانية
و أنا أظن أن الأولى إحسان الظن و انتظار القادم فلا بد تتوضح الأمور فيكون حكمنا على اليقين لا على الشك رغم أنني شخصيا أعلم عن هذا الحزب من تصريحات الغنوشي بذاته من سنوات التسعينات ما يجعل الشك واردا لكن بالرغم من ذلك ارجو أن يكون ظني خاطئا فيهم و يتحقق بهم الخير للبلاد و العباد.
و رغم كل شيء فإن النهضة تقول بانها حزب إسلامي و ليس فوزه إلا لهذه النقطة أي أن الشعب يريد الإسلام و عليه فإما أن يحقق ما انتخبه الناس لأجله أو يخون الأمانة
أخيرا لا بد من النظر إلى البلدان الإسلامية كل واحدة على حدة فليست سواء بالرغم من أننا جميعا مسلمون لكن كيد الليل و النهار و اختلاف الطواغيت و طرقهم و كذا طبيعة المجتمعات قد أحدثت فروقا كثيرة
فمصر ليست ليبيا و ليبيا ليست تونس و هكذا
و تونس بالذات خاصة جدا إذ الحجاب كان من الشذوذ حيث لا تجد إلا ''الحايك'' الذي تلبسه العجائز فقط بينما لا تكاد تجد امرأة تلبسه بفعل الطاغية المخلوع و ايضا فإن القوانين التي وضعها بورقيبة و بن علي للمرأة تجعل الأمور أصعب و أشد للوصول إلى الإصلاح في المجتمع في مدة قصيرة.
و ما يفعله حزب النهضة ربما يراه البعض مجاراة أو قراءة للواقع التونسي لكي لا يحدث صدمة في المجتمع فيريد أخذها بالتدريج لكن قد يراه البعض تخليا عن المبادئ و لكل وجهة نظره و علينا الانتظار لتتضح الصورة التي تبدو قاتمة الآن و ستنقشع حتما برؤية مبادئ ثابتة أو خيانة لتكل المبادئ.
بالنسبة للإخوان المسلمين فيجب التفريق بين البلدان ايضا فبالرغم من أنهم يجتمعون على منهج في ظاهره واحد إلا أن كل بلد يتعامل المنتمون إليه بطريقة مختلفة قد لا يقبلها الإخوان في بلد آخر .
و أرجو عدم التشكيك في النيات من بادئ الأمر فالناظر فقط خارج ما يجري و الملم بكل الجوانب يرى أن النهضة يقابلها قولان قول علماني بحت أو ملحد مبغض للإسلام و هم يسبونه و يتهمونه بكل ما يتهمون به الإسلام و قول آخر يريد التشكيك فيه على أنه ليس إسلاميا ابدا و أنها مجرد خدعة أو أصحاب نيات سيئة يستعملون الإسلام للوصول إلى الحكم لا غير
و في هذا اجتماع على الهجوم عليه و لعل البي بي سي بمقالها ذاك أو غيرها ممن يروج لعلمانية الحزب رغم أنه إسلامي ترمي إلى اجتماع الكل عليه فيبقى وحده فيفرح العلمانيون و ربما يفرح المسلمون لشكهم في نياته فما تكون النتيجة؟؟؟؟؟؟ حتما سيكون الحكم للعلمانيين سموا أنفسهم اشتراكيين أو رأسماليين أو وسط أو غيرها و بهذا من يكون الخاسر ؟؟؟؟ حتما سيكون المسلمون التونسيون فعلى الأق لنترك الأمر يسير قليلا وحتما سيظهر معدن حزب النهضة هل صدق في العنوان الذي ينادي به أم هي مجرد خطوة للوصول إلى المناصب
أسأل الله أن يولي علينا جميعا خيارنا و يبعد عنا شرارنا و إن كان حزب النهضة كما يقول يريد تطبيق الشريعة فوفقه لذلك و إن كان يريد غير ذلك فاسأل الله أن يكفي تونس شره