العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-11, 06:14 AM   رقم المشاركة : 11
الثقافة الاسلامية
عضو فضي






الثقافة الاسلامية غير متصل

الثقافة الاسلامية is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعيب الاشباني مشاهدة المشاركة
   لا عليك أستاذي فارس الكلمة. أنا أيضا أكتفي بالمتابعة و ظاهر الموضوع أني أطرح بينما حقيقة طرحي أي ما وراء الطرح عشق المتابعة و التطلع إليه من خلال ردود و نقد و أخذ و رد يلي وضع الفكرة موضع التساؤل و التجاذب لأنني سأتعلم أكثر من متابعة ذلك أكثر مما أتابعه في فكرتي التي أعبر عنها بألفاظ و جمل لغوية قابلة للتفجير. و قد صدق فيلسوفنا طه عبد الرحمان عندما لاحظ و بشكل دقيق جدا، و هذا حال من يجيد اللغة توظيفا و فقها تجده أعقل الناس و أقدرهم على الإنجذاب نحو حب العلم و فنون التحليل كما يفصح عن ذلك إمامنا الشافعي في فلسفة اللغة عنده، عندما قال أن الأصل في الكلام الحوار و الأصل في الحوار الخلاف أي نحن لا نستطيع أن نتكلم في شيء دون حصول خلاف بيننا و هذا الخلاف في الحقيقة جمال ناصع في التواصل بين الناس في مختلف فنون العمل و المعارف.

سيدي الفاضل الثقافة الإسلامية
أشكرك جزيل الشكر على متابعتك و ردودك العلمية و أنا أقولها لك حقيقة أن الموضوع قد لا يهمك من حيث تتناوله و قد يهمك من حيث أتناوله أنا فنفترق في نقط و نجتمع في نقطة مهمة و هي اننا كلانا نتخذ موقفا معينا من أصحاب المعقولات في الإستدلال على أصل الموجودات أي هؤلاء الذين يدعون قوة العقل و قيمته في ذلك الإستدلال مع العلم أن المنهجية المتبعة في ذلك تقتضي التسليم بالفيض أيضا لتفسير نظرية الخلق تفسيرا عقليا مقبولا يتماسك مع المعطيات الأخرى التي تتبع نفس المنهجية و إلا حصل، عند الرفض و الإنتقاء، نوع من المفارقة أو حتى التناقض مهما علت قوته أو آنخفضت. إذا تحول هذا الأساس إلى المنطلق الذي ننطلق منه لمعالجة هذه الإشكالية النقدية للعقلانية المجردة فسوف لن نحتاج إلى الخروج من الموضوع و تشعبه إلا أن السياق يستلزم ذلك أحيانا و الله وحده المستعان.

تبقى الأهمية الكبرى هي الإستفادة و فتح آفاق التفكير الحر إلى الجانب الإلتزام الإستسلامي في الفكر العملي أي ذاك الفكر الذي يطرح نتائجه في التداول السلوكي و المعاملاتي و الشرائعي.

ملاحظة: هذا الموضوع سوف يتخذ أشكالا مختلفة و لذلك سأسرد لكل إتجاه موضوع خاص و خاصة في التصوف بين العقل و النقل.

حياكم الله

يعطيك العافية اخوي.

عندي تعليقات بسيطة (وهو ليس "رد" , مجرد تعليقات لعل البعض يتأمل ويستفيد منها... بل اقرب الى الخاطرة).

أولا بالنسبة لحدوث تناقضات فاعتقد ان فكرة الفيض لا تخلو من تناقضات. والتناقضات الاخرى التي قد يراها البعض في من يرفض فكرة الفيض, ممكن تكون تناقضات متوهمة, او مبنية على مقدمات او نتائج غير صحيحة.

ثانيا اؤيد كلامك وبشدة حول اللغة والدقة في انتقاء الالفاظ. وان كنت اقول ان عكس كلام "طه عبدالرحمن" هو الصحيح. فالعقل المتمكن هو الأقدر على استخدام الالفاظ, وليس استخدام الالفاظ هو المؤدي للتمكن من العلوم, وان كانت وسيلة مهمة.

فمن عنده قوة تحليل احيانا يتأمل قليلا حتى يجد الكلمة المناسبة لفكرته. لذلك جودة اللغة كثيرا ما تقترن بعمق الافكار عند الناطقين بهذه اللغة. لكن اعتقد ايضا في المقابل اننا احيانا نكون اسرى لالفاظ وافكار نعبر عنها بكلمات, ولكونها لغويا صحيحة, نعتقد انها تعبر عن فكرة واقعية, او بالاحرى, معنى واقعي, لكن في الحقيقة المعنى يكون موجود فقط في الذهن. واحيانا هذا الوجود يكون مشوش وغير قطعي وقد يكون متوهم. وهذا قد يحدث عند من يتعلم كلمات لها عمقها دون ان يكون لديه القدرة العقلية على الاحاطه بمعانيها, فيصبح اسير للالفاظ. لذلك يمكن ان نتساءل احيانا "هل يوجد افكار فعلا وراء هذه الكلمات؟", الاجابة في كثير من الاحيان, لا. وهذه احدى نقاط ضعف العقل البشري في طريقة عمله. فمثلما احيانا تصمت لحظة لايجاد الى كلمات للتعبير عن معاني دقيقة, احيانا في المقابل, هناك كثير من الكلمات او الجمل, التي ليس لها معاني, وان كان الظاهر غير ذلك.

وهذا يقودنا الى موضوع المنهجية. عند الخوض في الفلسفة, هناك معاني كثيرة ترد, ليس لها معنى حقيقي حتى وان امكن وضعها في جملة "منطقية" تبدو صحيحة. فعند الدخول في عالم نظري, يتم الابتعاد عن الواقع احيانا.

هناك "مقدمات عقلية" يتفق عليها كل بني البشر. وهي ما يسمى باللغة الدارجة "المنطق" (لا اقصد المعاني الاخرى لكلمة المنطق خاصة القديمة منها). 1+1 = 2. لا يوجد نقاش حول هذا. لكن احيانا يكون الوضع كما ذكرت في النقطة الأولى, ونعتبره كلام منطقي, وان لم يكن كذلك.

بينما في الفلسفة التي تكون اضافة الى "المقدمات العقلية" هناك مجموعة من طرق استدلال وكلها يصنفونها على انها من العقل, لمجرد ان العقل يستخدم عند تناولها. فمجرد استخدام العقل لا يعني منطقية الطرق. لكن الكلمات خداعة احيانا, وتعطي ايحاءات غير صحيحة يعتبرها البعض مسلمات, مثل تسمية "العقل" لاعطاء ايحاء اننا نتحدث عن امور منطقية مؤكدة مثل 1+1=2.

لذلك عند تناول كثير من المشكلات "العقلية" (واستخدم كلمة عقلية هنا تجاوزا لعدم تمكني من ايجاد كلمة أفضل) يقال ان هيغل قال في الموضوع المنطقي الفلاني كذا, او قال ارسطو كذا. فمجرد ان تتعدد الآراء فهذا يعني اننا لا نتحدث عن مسلمات منطقية فعلا, وان اصبغوها بغطاء "العقل". وقد يقال ان الحكم على الشيء فرع عن تصوره, وهذا سبب الاختلاف في الآراء. أقول ردا على هذا انني اقصد الاختلاف عندما يكون التصور متطابق, وليس عند اختلاف التصورات.

بل في احيان كثيرة, تجد ان منطق سليم يستخدم, بمقدمات سليمة, تؤدي الى نتائج سليمة, وعندما تتحول هذه النتائج الى مقدمات للوصول لاستنتاجات أخرى, تصبح النتيجة باطلة.

فمثلا عندما يقال a يؤدي الى b و b يؤدي الى c و c يؤدي الى d ..

a====>b
b====>c
c====>d

وبالتالي يقال ان a يؤدي الى d بشرط ثبات العوامل الاخرى المتعلقة ب b و c, قد يكون استنتاج خاطئ وان كان هو الظاهر. اما لتوهم ثبات العوامل الأخرى, او في حالة ثباتها فعلا, يكون الخطأ بسبب اضافة ابعاد أخرى (قد يكون من المستحيل الاحاطة بها بشكل كامل) عندما يتعلق الموضوع بتسلسل منطقي كهذا, ابعاد ليست موجودة او متعلقة ب a او b او c او d, لذلك الدخول بعمق في تفاصيل منطقية كهذه احيانا تؤدي الى نسيان الصورة الكلية بالغوص في جزئيات قد تتعارض مع هذه الصورة الكلية الثابتة التي يكون متعلق بها زوايا أخرى.

فهذا التسلسل "المنطقي" (في نقاشات معهم) اجده منطق مستخدم من كثير من طوائف اهل الكلام. ويعطون الكلام صبغة "العقل" وان كانت مخالفة للعقل في الواقع. وعند التفكر في كثير من هذه المواضيع يفضل دائما اخذ خطوة الى الوراء اقرب الى الصورة الكلية الواقعية, حتى لا يؤدي العقل الى الوصول لنتائج لا عقلانية, باسم العقل.

ممكن ان يقال "كلامك ينطبق عليه ما قلته اعلاه, من وجود كلام بلا مضمون احيانا." عندها أقول, رغم اني اعترف بان البعض قد يكون اكثر لباقة مني في الحديث, وأكثر استحضارا لكلمات تعبر عن افكار, الا ان التصور عندي واضح تماما, والحكم على الشيء, فرع عن تصوره.

وعلى هذا, شخصيا لم اجد أكثر عقلانية ومنطقية وواقعية في مثل منهج السلف الصالح في تناول القضايا. وجعله الله في الفردوس الاعلى, شيخ الاسلام ابن تيمية, ابدع ايما ابداع في التفصيل في هذا. وأقدر اطروحاته أكثر من جميع الفلاسفة. وعلى هذا ايضا اعتقد ان كثير من اهل الكلام, لا يخلو طرحهم من الغرور للثقة الزائدة بما يسمونه العقل, وعدم التواضع.

وآسف للاطالة التي لم اتوقعها عندما بدأت في الكتابة






 
قديم 11-08-11, 05:49 AM   رقم المشاركة : 12
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


سيدي الكريم الثقافة الاسلامية
شكرا على تعقيباتك المعقولة و أطروحاتك القيمة و بما أننا لسنا ندور هنا حول نقطة نختلف فيها تؤدي إلى نوع من الجدال أو الحوار النقدي فلا يهم أن نرد على كل نقطة تثار في التعقيبات لذلك أرى التركيز على فحوى الفكرة.

صحيح أن فكرة الفيض في ذاتها قابلة لإستحواذ المفارقات أو حتى ربما التناقضات و بدون الدخول في تفصيل ذلك للإستدلال عليه نقول أن الفكرة عميقة و متنوعة سواء من حيث الدلالة اللغوية و الأدبية أو من حيث التوظيف الفكري و الفلسفي.

المهم أنني أتحذ موقفا معينا من دعاة سلوك المعقولات للاستدلال على رب الموجودات.
هؤلاء و إن إختلفوا في المناهج و تنوع الحجج، كيفا و كما، إلا أنهم يتفقون على عنوان كبير يمكن تسميته العقلانية.
- إذا سلمنا بهذه العقلانية
- و سلمنا بالنتيجة مع العلم أن صحة النتيجة لا تعني صحة البنيان
* فلابد من الأخذ بالفيض و إلا حصل تناقض في المنهجية العقلانية هذه.

مثال للتوضيح -فقط-

مؤخرا عكفت على قراءة بحث علمي دقيق في المنطق القياسي لجون صو، أحد كبار العلماء الأمريكيين المتخصصين في الرياضيات و علوم الحاسوب النظرية و التطبيقية ، بمشاركة مع أرون مايومدار، و خلال كلامه عن علاقة المنطق بالتفكير القياسي عند شيخ الإسلام إبن تيمية حاول توضيح ذلك بالترسيمة التالية:


الفرق بين الحالتين هو الفرق بين الاستنتاج المباشر و غير المباشر (و هذا لا يهم كثيرا هنا) لكن لنأخذ الحالات cases و نقول نلاحظ أي نشاهد و ننظر الكرسي من صنع نجار و البيت من بناء بنّاء و السد من تشييد مهندس و الطبخ من إعداد طباخة .......................... الى آخره .. يمكن لنا إقحام الآلة المنهجية العلمية كالصورة concept لنبحث عن العلاقة بين الحالات بطريقة تجريدية abstract فنقول ببساطة (تصميم : مصمم) و النقطتين هنا تفيدان الإلزام المُلاحظ أي أن تصميم كذا يستلزم وجود مصمم و هذه الحالات كلها إستقرائية و على أساس الإستقراء نبني نتيجة علمية نظرية أي نصل إلى بناء النظرية صحيحة إلى أن نجد ما ينقضها من تجربة أو مشاهدة أخرى شرط أن تلزم شيء آخر و تطعن في الحالات المتقدمة. إذن بالإستقراء نحصل على نظرية علمية ثم نضع النظرية العلمية هذه كمقدمة كبرى إلى جانب مقدمة صغرى عبارة عن سؤال (مثل هل في الطبيعة أو في الإنسان تصميم) فإذا كان الجواب بنعم فعلى أساس المقدمتين نبني إستنباط برهاني
1) (نظرية) كل تصميم له مصمم
2) الإنسان أو (بعض) ما في الإنسان يثبت حضور تصميم
3))) إذن، هناك مصمم صمم الإنسان أو هناك صانع صنع الإنسان بلغة أقل تجريدا.

إذا وصلنا إلى هذا الطريق، و سلّمنا بصحة المقدمات و النتيجة أو صحة المقدمات دون النتيجة أو العكس، فإننا نصل إلى مفترق الطرق عندما نطرح أسئلة إضافية مثل: و ما علاقة (اتصال و انفصال) التصميم بالمصمم؟ هنا تأتي الإشكالية -في التصنيع أو التصميم- التي يمكن حلها بالفيض لأن نفس المشاهدة بالعين المجرد (العلم العام) أو بالآلة المصنوعة (العلم الخاص) تقول لنا: ما رأيت شيئا يُصمّم أو يُصنع إلا في شيء أو من شيء.

ملاحظة: قد يدعي البعض بصحة المنهجية تلك و ذاك ما نجده عند فلاسفة مسلمون يقولون، على خلاف جمهور المتكلمين، لا نحتاج إلى إثبات حدث العالم من عدم حدثه (أي قدمه) لكي يتسنى لنا الإستدلال على وجود الذات العلوية الإليهية، و لكن القرآن في الآيات التي تتكلم عن التصميم بفرعيه الإختراع أو الصنعة و العناية لا يتكلم عن إثبات الربوبية و إنما إثبات أو ربما تثبيت الألوهية و هذا هو سياق القرآن و من يتبع منهج الفلاسفة الحداثيين، أصحاب التفكيكية و مابعد الحداثة في فلسفتهم المبنية على اللغة و التي يدعون من خلالها أن الإنسان مات لأنه صنيعة اللغة كرد فعل متجاوز لمن سبق و قال الإله مات عند الوجوديين و قبل الوجوديين الإله صناعة بشر عند الحسيين الماديين أي أولا تشخيص الإله في اللاهوت المسيحي يتبعه النقد المعاكس و هو تأليه الشخص (الانسان خلق الاله) ثم قتل الإله و أخيرا قتل الإنسان نفسه، و هو بالمناسبة منهج إبن عربي* المتصوف الرجل الذي ثار ضد الفقهاء و المتكلمين و الفلاسفة من يضيقون على الإنسان في سجن اللغة، فإنه قد يتجاوز حدود ظاهر تلك الآيات و يبحث عن خط إتصال مع ما إستجد في ساحة الفكر نتيجة التلاقي و الاصطدام بين الثقافات و الحضارات كما نجده عن المفسريين المتأخرين في تفسير الآيات مثل تفسير أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات و الأرض بل لا يوقنون.


و إذا سلمنا جدلا بهذا المثال البسيط فأنا وضعت نظريتي التي أحاول من خلالها التوسط بين ما تستلزمه المنهجية العقلانية و ما يصارح به ظاهر النص أو ما تعلق في عقلية الانسان المسلم نتيجة تراكمات ثقافية كثيرة فيها الخالق خالق و المخلوق مخلوق، فقلت الفيض هذا إن كانت الصفة غير الموصوف أي الصفة غير الذات فالوجود فاض عن صفة و هي الإرادة و غيرها من الصفات.


سيدي
مثالك بـ 1+1 يساوي 2 مثال آخر لا يمت لموضوع العلم و الفلسفة بصلة لأن هذه المعادلة نتيجة علم صوري طبيعته الأمر و ليس التفسير لأن لغة الرياضيات لا تفسر و إنما تصف في إطار منظومة صورية متماسكة تم الاصطلاح عليها بهذا الشكل و أنا أخالف طبعا من يقول أن الرياضيات نهائية و أزلية أي قديمة مكتشفة و غير مخترعة، و منهم من ذهب إلى حد بعيد جدا فأختار الدفاع عن مفهوم وحدانية الله بهذا الزعم أي أن المفاهيم الرياضية غير محدثة و لا يجوز أن يكون 1 في عالم آخر غير 1 في عالمنا و إلا إختل ميزان التمييز بين التوحيد و الشرك، و هذه كلها فرضيات لا دليل عليها لا من كتاب موحى و لا عقل إستنتج من مشاهدة. أقصد بالإصطلاح هنا نوع من العقد أي الإتفاق على أساس مفاهيم مبدأية تم الاتفاف عليها هكذا حتى لا يذهب الإنسان في التعريفات بسلسلة لا تنتهى و ذلك ما يقال أيضا في البديهيات و المسلمات، بل من يتتبع أثر فلسفة الرياضيات يجد أن كثير مما كان يعتبر بديهية كنوع من الأساس يبنى عليه الصرح الرياضي مثل هندسة أوقليدس قد تم الثورة عليها في الرياضيات الحديثة. 1 + 1 ممكن نتفق عليها لتكون ثلاثة * فهذا مجرد تعريف نحتاج إليه كي لا نعرف 1 بكذا و كذا بكذا الى ما لانهاية و نفس الشيء بالنسبة ليساوي و زائد و غير ذلك. المهم يجب فهم الفرق بين العلوم فعلم يمكن الإستقراء الكلي فيه إلى درجة إرتفاعه للبرهان مثل علوم الرياضيات و الهندسة غير العلم الذي لا يمكن فيه ذلك بل يتم الاكتفاء بالاستقراء الجزئي مثل العلوم الطبيعية.




حياكم الله


_______
* أسبقية إقحام اللغة كمرتكزة أساسية تقوم عليه الفلسفة بدل المنطق، السؤال، النقد و غير ذلك نجده أيضا عن السهرواردي و هو صاحب مقولة: "و بما أته لاشيء أوضح من النور، إلا أن النور، أكثر من شيء آخر، مستقل عن التعريف".

* ما يقال في 1+1 هنا يقال أيضا في المنطق و لنلاحظ الفرق بين المثالين:
1) كل سعودي يتكلم عربي
2) رشيد سعودي
3- إذن رشيد يتكلم عربي

إذا عرفت كل سعودي إذن تعرف رشيد أيضا و تصبح 2 في 1
أو تقلبها و قد تصح نتيجتك دون مقدمتك
1) كل من يتكلم عربي قط
2) رشيد قط
3- إذن رشيد يتكلم عربي

و ليس هذا الحال مع إستخدام الرموز أي الفصل في المقدمة بين الصورة و الموضوع حيث لا يكونا ملازمين.






التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» التصوف بين الدوغمائية والإيمان (دعوة لنقد الذات)
»» العلامة د. محمد سعيد رمضان البوطي ينفي التجسيم عن ابن تيمية
»» الصوفية يستبدلون التوحيد بوحدة الوجود 2
»» الدور التركي في المنطقة مقابل النشاط الشيعي
»» التعصب صديقي الايراني و الدولة الايرانية
 
قديم 11-08-11, 10:33 AM   رقم المشاركة : 13
الثقافة الاسلامية
عضو فضي






الثقافة الاسلامية غير متصل

الثقافة الاسلامية is on a distinguished road


اقتباس:
إذا عرفت كل سعودي إذن تعرف رشيد أيضا و تصبح 2 في 1
أو تقلبها و قد تصح نتيجتك دون مقدمتك
1) كل من يتكلم عربي قط
2) رشيد قط
3- إذن رشيد يتكلم عربي

لا اعرف هل وضعت خطأ عمدا في المثال الثاني او انه خطأ نتيجة استعجال؟

كل من يتكلم عربي, قط.. لا يعني ان كل قط يتكلم عربي. وبالتالي كون رشيد قط لا يدل على انه يتكلم عربي (ولا ينفي ذلك)


فالخطأ المنطقي في المثال الثاني في الاستنتاج من المقدمات يسمى ان لم تخن الذاكرة Logical flaw :incorrect reversal

اما ان كان عمدا لتوضيح ان الاستنتاج الثاني صحيح بالمقدمات في المثال الأول, لكن خطأ طريقة الاستنتاج في المثال الثاني لا يعني خطأ الاستنتاج فهذا صحيح ولا خلاف عليه.

اقتباس:
إذا وصلنا إلى هذا الطريق، و سلّمنا بصحة المقدمات و النتيجة أو صحة المقدمات دون النتيجة أو العكس، فإننا نصل إلى مفترق الطرق عندما نطرح أسئلة إضافية مثل: و ما علاقة (اتصال و انفصال) التصميم بالمصمم؟ هنا تأتي الإشكالية -في التصنيع أو التصميم- التي يمكن حلها بالفيض لأن نفس المشاهدة بالعين المجرد (العلم العام) أو بالآلة المصنوعة (العلم الخاص) تقول لنا: ما رأيت شيئا يُصمّم أو يُصنع إلا في شيء أو من شيء.

هذا نموذج لما اقصده بالبقاء اسرى للكلمات. منطقيا خطأ السؤال عن الاتصال والانفصال ان كان الحديث عن كيفية وجود الله. لان فيها مقدما او ضمنيا اسقاط معاني مخلوقة على الخالق متعلقة بكيفية هذا الخالق. ولا يجوز منطقيا الخوض في الكيف فهو محال ادراكه والتشبيه هنا مقدمة تترتب عليها نتائج. ولا يصح قياس الخالق على المخلوق بناء على "ما رآه" الشخص. فهذا فيه مقدمة باطلة بشكل ضمني. مما يزيد احتمال او حتى يحتم الوصول الى نتيجة باطلة. صحيح ان السؤال عن "العلاقة" لكن ضمنيا فيه خوض في كيفية صفات الخالق.

عموما لا اريد الاطالة في نظرية الفيض و شكرا لك على اخذ الوقت لكتابة هذا. سأحاول الاختصار لتوضيح فكرتي حول طرق الاستدلال (وكما تفضلت, ليس للجدال الخ او كلام مقابل كلامك لان الحديث يطول جدا), واحب ان اقول مسبقا باني ادرك بان كثير النقاط التي اذكرها قد لا تخالفني فيها بل قد تؤيد كثير مما أقول. والعكس صحيح. لذلك لن اخوض الآن في موضوع الفيض ما اعلاه ممكن اعتبارها توضيح لوجهة نظري وبعد آخر ممكن النظر فيه للموضوع. وسبق وان ذكرت ان رأيي فيه انها فكرة غير منطقية وذكرت سبب ذلك. أما كونها "مخرج" وحيد, فلا يستطيع احد قول ذلك بدون معرفة كل "المخارج", مع اني لا اسلم بالحاجة ل "مخرج" أساسا, لأننا في حالة مثل هذه يكون المنطق المستخدم هو الذي تسبب في الوجود في زاوية, بينما المنطق غير سليم أصلا. عموما هذه وجهة نظري وسأترك موضوع الفيض جانبا الآن.


ما قصدته حول 1+1 = 2, هو بالضبط ما ذكرته انت في الامثلة في آخر كلامك. هي المسلمات (وهي ما اسميتها في السابق بالمقدمات العقلية) وهي ما يمكن ان نسميه عقل او منطق (بالمعنى الدارج حاليا لكلمة منطق) فهي حقائق ثابتة مؤكدة. أما تسمية أكثر من ذلك بالعقل, وان كان كثير تاريخيا, يعطي ايحاء خاطئ عند البعض بان من يخالفها فهو يخالف ما يدل عليه العقل بشكل مؤكد. وكأنه معطل لعقله. وليس ذلك لسوء الفهم فقط, بل احيانا يتملك من يخوض في هذه العلوم شعور خطير بالفوقية وتفوق ادراكه على الغير ممن يراهم "حشوية" لا يدركون كثير من الامور.


اقتباس:

سيدي

مثالك بـ 1+1 يساوي 2 مثال آخر لا يمت لموضوع العلم و الفلسفة بصلة لأن هذه المعادلة نتيجة علم صوري طبيعته الأمر و ليس التفسير لأن لغة الرياضيات لا تفسر و إنما تصف في إطار منظومة صورية متماسكة تم الاصطلاح عليها بهذا الشكل


شخصيا اعتبر هذا هو العلم وهو العقل وهو المنطق الذي لا يمكن رفضه الا برفض وتغييب العقل. اما التفسير بما يحتمل أوجه, وكثير مما يسمى فلسفة, فلا يمكن ان نسمي من يختلف في الرأي حولها بانه مخالف للعقل مثلا.


والبعض يعطي ايحاء بان لمجرد استخدام عقله أو الادلة العقلية التي هي نتيجة تفاسير معينة غير قطعية (نعم منها ما هو قطعي بمآله ومنها ما هو ظني ومنها ما هو ظني لكن يغلب الظن على صحته).


لذلك ادعاء بعض الملاحدة (اعني ال atheists وليس ال agnostics ) بانهم اهل عقل ومنطق غير صحيح. وادعائهم فيه غرور عقلي بشكل كبير وان تشدقوا وادعوا انهم اهل المنطق. فلا يمكن ان يثبتوا عدم وجود الله بالاستقراء مثلا بحيث يكون عندهم المام بكل جزئيات الوجود, ولا بادلة علم تجريبي. بل لو كان الله خاضع للعلوم الطبيعية لما كان يمكن ان يقال انه الرب والاله. ولا يبقى لهم غير الادلة العقلية المجردة وهذه يستحيل ان يثبتوا بها عدم وجود اله. وهذا سبب اضافي يجعلني أقول ان المصدر الوحيد لمعرفة الله سبحانه وصفاته هو عن طريق النقل, فهذا ما يمليه نفس العقل الذي عرفنا به صحة النقل.


اما موضوع الاستدلال بالادلة العقلية المجردة على وجود الله بالطريقة التي يتم العمل بها عند كثير من أهل الكلام, ففيه تضييق واسع. ممكن ايجاد ادلة بها نعم, لكن احيانا تجد نفسك في مسارات عقلية ضيقة جدا تفقدنا القدرة على النظر الى الصورة الكلية والى السياق. فلا يستقيم عندي, تجريد الادلة من الواقع, ثم محاولة اسقاطها على الواقع. خاصة مع عدم وجود قدرة على اجراء تجارب علمية تؤكد صحة concept معين عند الحديث عن الله سبحانه والوجود.

ثم ان تناول موضوع مجرد تماما متعلق بالوجود وفكرة الرب او الاله, تجعلك تتجاهل محاور كثيرة بعضها بسيط لكن بمجموعها لها معاني تجاهلها يؤدي الى اخطاء كثيرة في الاستنتاجات., معاني متعلقة بالوجود, القرآن, تأمل الكائنات الحية, النبوة, المعجزات, كون رسالة كل الرسل نفس الرسالة وهي التوحيد, والاعجاز العلمي في القرآن وعدم وجود الخطأ, وكون النبي أمي, وجود آثار اركيولوجية, نظرية الانفجار الكبير (وتوافقها مع آيات من القرآن), كون الرسول عرف بالصدق والأمانة عند قومه, تنبؤ النبي لاحداث كثيرة, وممكن استرسل كثيرا بالامثلة لكن اعتقد هذا كافي لايصال الفكرة وهي ان كل محور منها يقوي الآخر بما يوصلك الى درجة اليقين.

فهي بمجموعها دليل قوي جدا يتم تهميشه ان تناولناها بطريقة فلسفية تجزئ المعاني وتخرجها من سياقها. لأن التجزئة واخذ كل محور على حدة يفقد الادلة جزء كبير من قوتها. بل قد يكون هناك ما يمكن التشكيك به في بعض الجزئيات ان اخذت كل واحد منها على حدة ( كتنبؤ النبي باحداث, وكادعاء ان السحرة او من يقرأ الكف يتنبأ بالمستقبل بنجاح احيانا). لكن بمجموعها يستحيل التشكيك بها سواء بشكل منفصل او بمجموعها. (وان انكرها ملحد لاسباب نفسية او اسباب متعلقة بنشأته فهذا موضوع آخر سأتطرق اليه لاحقا بالاسفل.)

بل ارى انها بمجموعها دليل عقلي اقوى دلالة من اي دليل فلسفي آخر. فالصورة الكلية هذه تهمل تماما في النقاشات الفلسفية التي كثيرا ما تحاول وضع المعاني في قوالب (كلمات), وكأن هذه الكلمات احتوت جميع المعاني وان كانت بعيدة جدا عن ذلك والمعاني المتعلقة بالصورة الكلية وعلاقة الجزئيات ببعضها تهمل تماما ويصبحوا اسرى للكلمات وعلاقاتها ببعضها البعض باهمال كثير من المعاني.

فهذه فلسفتي في الادلة الفلسفية لذلك استغرب وجود اقتران التصوف تاريخيا بالفلسفة مع انه يفترض انهم من أكثر الناس تأملا في المعاني. لعل سبب ذلك انهم بحثوا عن قوالب لهذه المعاني في الفلسفة, وتاه كثير منهم في اعماقها خلال ذلك البحث.

يتبع..






 
قديم 11-08-11, 10:37 AM   رقم المشاركة : 14
الثقافة الاسلامية
عضو فضي






الثقافة الاسلامية غير متصل

الثقافة الاسلامية is on a distinguished road


وساعطي مثال مع اقراري بانه مع الفارق.



في بعض الدول الغربية, عندما يتم محاكمة شخص في قضية مدنية, ينظر لادلة كلا الطرفين. اي جانب تقوى ادلته على الآخر يحكم لصالحه. بينما في القضايا التي بها جرائم, حتى يحكم على الشخص, يجب ان يكون هناك ما يسمى بدليل beyond reasonable doubt اي بما يقطع ويتعدى الشك الى اليقين.


وعلى هذا, ينظر الى كل القرائن, وليس كل قريبة بشكل منفصل عن الآخر. وممكن الحكم على سارق او قاتل, كونه الوحيد الذي دخل غرفة ما ما عدا طفل في الخامسة من العمر, في ساعة ما, مع التأكد من ان الآخرين كانوا في الخارج (مثلا). فالدليل هنا قطعي الدلالة. مع انه لم يعترف, ولم يجدوا ادوات الجريمة, ولم يشاهده احد. قد يقال بطريقة جدلية انه من المستحيل التأكد, وممكن نظريا ان يكون الطفل قد قتل. لا يستطيع احد رفض ذلك نظريا, لكن لو تبنى احد هذه الفكرة لقيل ان بعقله خلل. فهذا الشك هنا غلب عليه يقين اقوى بكثير.


وأي احكام خاطئة عادة تصدر تكون بسبب ضعف قدرة البعض على تقييم الامور لا لأن الادلة غير قطعية الدلالة.

هل لا يمكن اثبات وجود الله بادلة عقلية مجردة؟ او ان الادلة الفلسفية ليس لها اي قيمة؟ ابدا لا اقول بذلك, لكن شخصيا, بوجود بادلة فلسفية, اضيفها الى تلك المنظومة المتعددة المحاور كدليل اضافي يقوي المحاور الاخرى وهي تقويه. حتى لا نكون منفكين كثيرا عن الواقع واسرى لكلمات لا تلم بكثير من المعاني وان اعطت ايحاء بذلك.

وماذا لو استطاع شخص انكارها؟ باعتبارها ادلة غير كافية؟ كيف تستطيع ان تجادل ملحد بهذه الطريقة؟ وتذكر مجموعة اشياء قد لا يؤمن مثلك بمجموعها؟ ويحتج ويقول انت لم تقدم لي حقيقة او دليل. جوابي هو انك قدمت ادلة دلالتها يقينية. لكن الكثير من الملاحدة, حسب مشاهداتي الشخصية, وان كانوا يتهمون المتدينين بالايمان بالله لاسباب نفسية بحتة, وكونها مطمئنة, الا انني اعتقد انهم مصابون بهذا الداء, وكثير منهم سبب عدم تسليمهم بوجود اله هو لاسباب نفسية, ثم يسخر عقله ومهارته في استخدام الكلمات للتبرير لنفسه. فضلا عن من له توجهات معينة بسبب نشأة بشكل معين فيكون متأثر بخلفيته وغير قادر على التفكير المجرد.


لا انسى حال عالم فيزياء ملحد اقتنع بوجود الله وخلق الكون بسبب ادلة علمية معينة تم اكتشافها, فما كان منه الا وان عبر عن غضبه وحزنه لصحتها. ومن هذا حاله صعب ان تقنعه مهما أتيت بادلة (نسأل الله ان يجعلنا ممن يأتيه بقلب سليم). وما على الرسول الا البلاغ. فنحتاج اضافة الى المنطق, common sense! حس فطري بديهي يعيد الشخص الى عالم الواقع بعد الغوص في عالم فلسفي اعماقه سجال كلامي مجرد من المعنى وبعيد عن الواقع.

هذه احدى اسباب ما قلته حول عدم وجود مشكلة أصلا حتى يكون "الفيض" هو حلها. (على افتراض صحة "الفيض" مع اني لا اعتقد بمنطقية فكرة الفيض لاسباب ذكرتها سابقا).


أتمنى ان أكون أضفت فكرة او جانب ترى انه يستحق التأمل. وقد يكون من الواضع من حديثي اني لست "متخصص" في علوم الكلام, لكنني قارئ, وانظر بعين ناقدة لما اقرأه, وليس بطريقة فيها انبهار يجعلني اقبل ما اقرأه بدون نقد (ولا اقتنع بسهولة ) , لأني اشعر بان الابحار بشكل زائد في هذه العلوم, يجعلني أسير لبارادايم paradigm (او منظومة فكرية ان صحت الترجمة) معين لا استطيع رؤية الامور الا من خلاله. فأفضل التفكير بعقل حر بدلا من البقاء أسير لهذا البارادايم او ذاك. واعتقد ان الكثير ممن يخوض في الفلسفة كثيرا يصبح أسير لبارادايم معين لا يستطيع الفكاك منه. لأن جودة افكاره تتمثل في الكلمات والمصطلحات الفلسفية فيصبح اسيرا لها لا يستطيع التفكير بدونها.


وما يزيدني اطمئنانا للتوجه هذا هو انه نفس توجه الكثير من الائمة الذين خاضوا في بحور الفلسفة ثم توقفوا واعتقدوا عدم صحة هذا التوجه. ولذلك نحتاج ليس فقط الى منطق, لكن ايضا نحتاج الى قليل من ال common sense البديهية عند النظر الى الامور كجزء من سياق كامل وليس امور جزئية منفصلة عن بعضها البعض. التفكير المجرد وفهم concepts مجردة مهم, لكن ليس بطريقة مجردة من الواقع, لأنها في النهاية ليست لعبة كلمات وطرق ترتيب الافكار, بل نريد الاستدلال بها على معان حقيقية.


وفي النهاية بعد كثير من القراءة وجدت ان كل الطرق المنطقية فعلا, تؤدي الى طريقة "السلفية", في الاسماء والصفات تحديدا, وفي باقي مواضيع العقيدة, وفي منهجهم في الاستدلال.


يبدو انني لم أوفق في الاختصار واعذرني للخروج عن الموضوع قليلا الا ان طرق الاستدلال موضوع مهم, وكثير من علوم الفلسفة الزائدة على المقدمات العقلية المنطقية اظنها تضعنا احيانا في زوايا ضيقة برسم مسارات محددة جدا لمعاني واسعة جدا لغير ضرورة, وتبقينا اسرى لها.


وسأحاول ان اجعل هذا التعليق آخر تعليق لي لان طبيعة الموضوع تتطلب تعليقات تأخذ كثير من الوقت. واعتذر ان كانت بعض الافكار تكررت او ليست مرتبة كما يجب.


وجزاك الله خير







 
قديم 12-08-11, 04:36 AM   رقم المشاركة : 15
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


أحسنت سيدي الكريم الثقافة الإسلامية
نعم أنا لا أخالفك في كثير مما قلت و قد أخالفك في طريقة التعبير فقط، لا الفحوى.
النتيجة التي كنت أريد أن أصل إليها من خلال الأمثلة التي ضربتها هو ضعف الإستدلال العقلي على وجود الذات العلوية لأن العقل ينطلق من الذات السفلية أو الذات الظاهرة ليصل إلى الذات العلوية الغيبية و هذا هو الفرق الكبير بين أغلب الفلاسفة و أغلب المتكلمين و المتكلمين نوعين نوع ينطلق من العقل ليدافع عن النقل و نوع ثاني ينطلق من النقل ليوفق بينه و بين العقل، إذن قياس هذا على ذاك يسمى أيضا قياس الشاهد على الغائب قياس لا معنى له، لا أقول قياس معقول أو غير معقول لكي لا أسقط في دور إطلاق لفظ العقل سواء عقل، معقول، عقلية، عقلانية أو تعقل، لكن قياس بلا معنى.

هذا خطأ العقلانيين كلهم و لذلك فإن نقد إبن رشد للمتكلمة (لأنهم جدليون أي ينطلقون من مقدمات ظنية لا تنتج نتيجة يقينية) و للحشوية و المتصوفة في قوله أن القرآن يدعو إلى إعمال العقل، نقد بلا معنى أصلا لأن إستخدام العقل بهذا المنهج يعني التسليم بنظرية الفيض كما بينت و قد تسلم بأشياء أخرى تصل من خلالها إلى كثير من النتائج مخالفة للواقع و الحدس و الوجدان و الفطرة و ظاهر النص.

طبعا العقل له أكثر من معنى فهناك من ينفي العقلانية عن نظام عقوبات معينة يقول عنه أنه نظام غير عقلاني لا يربطه بمفاهيم العدل و العقوبة و الردع، و إنما بالكيف و تطور المجتمعات و العاطفة. ثم نجد معنى للعقل عند فيلسوفنا طه عبد الرحمان يربطه بالأخلاق أي العقلانية كلمة أخرى للأخلاقية، أما العقل المجرد فلا نختلف فيه عن الدواب. و هناك عقول أخرى نصفها بالدين و الفلسفة و الجغرافيا و النسبية فنقول عقل متخلف، عقل يوناني، عقلية إسلامية، صوفية، ألمانية .. الخ، هذا مجموعة من الآراء و النظريات و الفرضيات و النتائج و الاستدلالات التي ينتجها هذا أو اللآخر.

إشكاليات:
بالعقل نهدم العقل و هو دور.
الدهرية و الشكوكيون المتطرفون إنتقدوا الأدلة العقلية على وجود الله بشكل كامل و هذا طريق صحيح نتفق فيه معهم لأن -و إذا أخذنا إدعاءات إبن رشد- الإختراع أي الصنعة و العناية نعرفها في عالمنا السفلي حيث نرى إرتباط الوظيفة بالغاية و إرتباط الصنعة بالصانع، فلماذا ننطلق بهذه العقلية لإثبات عالم آخر مغاير؟ لكن من جهة أخرى يسقط صاحب الدعوى، كما قلت أنت، في التناقض لأنه بنفس العقل ينفي العالم الآخر بينما الحق أنك لا تتسطيع أن تنفي و لا أنت تثبت و بالتالي فمن أنكر على العقلانيين مخطئ و من وافقهم مخطئ.

الدور الثاني يسقط فيه الحشوية و هذه إشكالية أخرى
الإستدلال على الله لا يكون بالعقل و إنما بالنقل، لكن كيف ثبت النقل؟ بالعقل أم بالنقل؟

نظريتي
الإستدلال على وجود الذات العلوية الإلهية لا يكون بالعقل و لا بالنقل. النقل قد يكون دعامة تدعم الإيمان و لا تثبته كما أن سؤال إبراهيم عليه السلام كيف يحيى الله الموتى كان سؤال ليطمئن لا ليثبت لأنه أصلا مؤمن بالوجود، إلا أنه يريد أن يتثبت من الخلق و الإرادة.
العقل و النقل =بناء المعرفة
الفطرة ليست معرفة لأن ظاهر القرآن هو أن الإنسان يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئا.


ملاحظة
عفوا، معك حق، كنت أريد أن أقول كل قط يتكلم عربي.
و 1+1 منطق و لكن منطق صوري و هذا لا يخص الرياضيات فقط بل كل شيء ترفعه من حالة العين إلى حالة النوع، من الموضوع إلى الهوى، من الوجود إلى التجريد.


و للحديث بقية

بارك الله فيك أستاذنا







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» السنية النقدية في نقد إنكار السنة
»» الجوهر و العرض في فلسفة المتكلمين
»» ماذا إذا ظهر المهدي عليه السلام؟
»» النبوة وختمها
»» الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الطرق الصوفية
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:01 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "