|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعيب الاشباني |
|
|
|
|
|
|
|
لا عليك أستاذي فارس الكلمة. أنا أيضا أكتفي بالمتابعة و ظاهر الموضوع أني أطرح بينما حقيقة طرحي أي ما وراء الطرح عشق المتابعة و التطلع إليه من خلال ردود و نقد و أخذ و رد يلي وضع الفكرة موضع التساؤل و التجاذب لأنني سأتعلم أكثر من متابعة ذلك أكثر مما أتابعه في فكرتي التي أعبر عنها بألفاظ و جمل لغوية قابلة للتفجير. و قد صدق فيلسوفنا طه عبد الرحمان عندما لاحظ و بشكل دقيق جدا، و هذا حال من يجيد اللغة توظيفا و فقها تجده أعقل الناس و أقدرهم على الإنجذاب نحو حب العلم و فنون التحليل كما يفصح عن ذلك إمامنا الشافعي في فلسفة اللغة عنده، عندما قال أن الأصل في الكلام الحوار و الأصل في الحوار الخلاف أي نحن لا نستطيع أن نتكلم في شيء دون حصول خلاف بيننا و هذا الخلاف في الحقيقة جمال ناصع في التواصل بين الناس في مختلف فنون العمل و المعارف.
سيدي الفاضل الثقافة الإسلامية
أشكرك جزيل الشكر على متابعتك و ردودك العلمية و أنا أقولها لك حقيقة أن الموضوع قد لا يهمك من حيث تتناوله و قد يهمك من حيث أتناوله أنا فنفترق في نقط و نجتمع في نقطة مهمة و هي اننا كلانا نتخذ موقفا معينا من أصحاب المعقولات في الإستدلال على أصل الموجودات أي هؤلاء الذين يدعون قوة العقل و قيمته في ذلك الإستدلال مع العلم أن المنهجية المتبعة في ذلك تقتضي التسليم بالفيض أيضا لتفسير نظرية الخلق تفسيرا عقليا مقبولا يتماسك مع المعطيات الأخرى التي تتبع نفس المنهجية و إلا حصل، عند الرفض و الإنتقاء، نوع من المفارقة أو حتى التناقض مهما علت قوته أو آنخفضت. إذا تحول هذا الأساس إلى المنطلق الذي ننطلق منه لمعالجة هذه الإشكالية النقدية للعقلانية المجردة فسوف لن نحتاج إلى الخروج من الموضوع و تشعبه إلا أن السياق يستلزم ذلك أحيانا و الله وحده المستعان.
تبقى الأهمية الكبرى هي الإستفادة و فتح آفاق التفكير الحر إلى الجانب الإلتزام الإستسلامي في الفكر العملي أي ذاك الفكر الذي يطرح نتائجه في التداول السلوكي و المعاملاتي و الشرائعي.
ملاحظة: هذا الموضوع سوف يتخذ أشكالا مختلفة و لذلك سأسرد لكل إتجاه موضوع خاص و خاصة في التصوف بين العقل و النقل.
حياكم الله
|
|
|
|
|
|
يعطيك العافية اخوي.
عندي تعليقات بسيطة (وهو ليس "رد" , مجرد تعليقات لعل البعض يتأمل ويستفيد منها... بل اقرب الى الخاطرة).
أولا بالنسبة لحدوث تناقضات فاعتقد ان فكرة الفيض لا تخلو من تناقضات. والتناقضات الاخرى التي قد يراها البعض في من يرفض فكرة الفيض, ممكن تكون تناقضات متوهمة, او مبنية على مقدمات او نتائج غير صحيحة.
ثانيا اؤيد كلامك وبشدة حول اللغة والدقة في انتقاء الالفاظ. وان كنت اقول ان عكس كلام "طه عبدالرحمن" هو الصحيح. فالعقل المتمكن هو الأقدر على استخدام الالفاظ, وليس استخدام الالفاظ هو المؤدي للتمكن من العلوم, وان كانت وسيلة مهمة.
فمن عنده قوة تحليل احيانا يتأمل قليلا حتى يجد الكلمة المناسبة لفكرته. لذلك جودة اللغة كثيرا ما تقترن بعمق الافكار عند الناطقين بهذه اللغة. لكن اعتقد ايضا في المقابل اننا احيانا نكون اسرى لالفاظ وافكار نعبر عنها بكلمات, ولكونها لغويا صحيحة, نعتقد انها تعبر عن فكرة واقعية, او بالاحرى, معنى واقعي, لكن في الحقيقة المعنى يكون موجود فقط في الذهن. واحيانا هذا الوجود يكون مشوش وغير قطعي وقد يكون متوهم. وهذا قد يحدث عند من يتعلم كلمات لها عمقها دون ان يكون لديه القدرة العقلية على الاحاطه بمعانيها, فيصبح اسير للالفاظ. لذلك يمكن ان نتساءل احيانا "هل يوجد افكار فعلا وراء هذه الكلمات؟", الاجابة في كثير من الاحيان, لا. وهذه احدى نقاط ضعف العقل البشري في طريقة عمله. فمثلما احيانا تصمت لحظة لايجاد الى كلمات للتعبير عن معاني دقيقة, احيانا في المقابل, هناك كثير من الكلمات او الجمل, التي ليس لها معاني, وان كان الظاهر غير ذلك.
وهذا يقودنا الى موضوع المنهجية. عند الخوض في الفلسفة, هناك معاني كثيرة ترد, ليس لها معنى حقيقي حتى وان امكن وضعها في جملة "منطقية" تبدو صحيحة. فعند الدخول في عالم نظري, يتم الابتعاد عن الواقع احيانا.
هناك "مقدمات عقلية" يتفق عليها كل بني البشر. وهي ما يسمى باللغة الدارجة "المنطق" (لا اقصد المعاني الاخرى لكلمة المنطق خاصة القديمة منها). 1+1 = 2. لا يوجد نقاش حول هذا. لكن احيانا يكون الوضع كما ذكرت في النقطة الأولى, ونعتبره كلام منطقي, وان لم يكن كذلك.
بينما في الفلسفة التي تكون اضافة الى "المقدمات العقلية" هناك مجموعة من طرق استدلال وكلها يصنفونها على انها من العقل, لمجرد ان العقل يستخدم عند تناولها. فمجرد استخدام العقل لا يعني منطقية الطرق. لكن الكلمات خداعة احيانا, وتعطي ايحاءات غير صحيحة يعتبرها البعض مسلمات, مثل تسمية "العقل" لاعطاء ايحاء اننا نتحدث عن امور منطقية مؤكدة مثل 1+1=2.
لذلك عند تناول كثير من المشكلات "العقلية" (واستخدم كلمة عقلية هنا تجاوزا لعدم تمكني من ايجاد كلمة أفضل) يقال ان هيغل قال في الموضوع المنطقي الفلاني كذا, او قال ارسطو كذا. فمجرد ان تتعدد الآراء فهذا يعني اننا لا نتحدث عن مسلمات منطقية فعلا, وان اصبغوها بغطاء "العقل". وقد يقال ان الحكم على الشيء فرع عن تصوره, وهذا سبب الاختلاف في الآراء. أقول ردا على هذا انني اقصد الاختلاف عندما يكون التصور متطابق, وليس عند اختلاف التصورات.
بل في احيان كثيرة, تجد ان منطق سليم يستخدم, بمقدمات سليمة, تؤدي الى نتائج سليمة, وعندما تتحول هذه النتائج الى مقدمات للوصول لاستنتاجات أخرى, تصبح النتيجة باطلة.
فمثلا عندما يقال a يؤدي الى b و b يؤدي الى c و c يؤدي الى d ..
a====>b
b====>c
c====>d
وبالتالي يقال ان a يؤدي الى d بشرط ثبات العوامل الاخرى المتعلقة ب b و c, قد يكون استنتاج خاطئ وان كان هو الظاهر. اما لتوهم ثبات العوامل الأخرى, او في حالة ثباتها فعلا, يكون الخطأ بسبب اضافة ابعاد أخرى (قد يكون من المستحيل الاحاطة بها بشكل كامل) عندما يتعلق الموضوع بتسلسل منطقي كهذا, ابعاد ليست موجودة او متعلقة ب a او b او c او d, لذلك الدخول بعمق في تفاصيل منطقية كهذه احيانا تؤدي الى نسيان الصورة الكلية بالغوص في جزئيات قد تتعارض مع هذه الصورة الكلية الثابتة التي يكون متعلق بها زوايا أخرى.
فهذا التسلسل "المنطقي" (في نقاشات معهم) اجده منطق مستخدم من كثير من طوائف اهل الكلام. ويعطون الكلام صبغة "العقل" وان كانت مخالفة للعقل في الواقع. وعند التفكر في كثير من هذه المواضيع يفضل دائما اخذ خطوة الى الوراء اقرب الى الصورة الكلية الواقعية, حتى لا يؤدي العقل الى الوصول لنتائج لا عقلانية, باسم العقل.
ممكن ان يقال "كلامك ينطبق عليه ما قلته اعلاه, من وجود كلام بلا مضمون احيانا." عندها أقول, رغم اني اعترف بان البعض قد يكون اكثر لباقة مني في الحديث, وأكثر استحضارا لكلمات تعبر عن افكار, الا ان التصور عندي واضح تماما, والحكم على الشيء, فرع عن تصوره.
وعلى هذا, شخصيا لم اجد أكثر عقلانية ومنطقية وواقعية في مثل منهج السلف الصالح في تناول القضايا. وجعله الله في الفردوس الاعلى, شيخ الاسلام ابن تيمية, ابدع ايما ابداع في التفصيل في هذا. وأقدر اطروحاته أكثر من جميع الفلاسفة. وعلى هذا ايضا اعتقد ان كثير من اهل الكلام, لا يخلو طرحهم من الغرور للثقة الزائدة بما يسمونه العقل, وعدم التواضع.
وآسف للاطالة التي لم اتوقعها عندما بدأت في الكتابة