قال الرافضي : [ يعترف القاضي الايجي في كتابه المواقف في علم الكلام وهو من أهم متون أهل السنّة في علم الكلام وأصول الدين، فالقاضي الايجي المتوفّى سنة 756 هـ يعترف بإجماع المفسّرين على نزول الاية المباركة في هذه القضيّة الخاصّة المتعلّقة بأمير المؤمنين عليه السلام1 ] .
قلتُ : الغرابة هنا نقلهُ الإعتراف دون التطرق لمتن الكلام للقاضي الإيجي , فالإجماع عند أهل السنة لم ينعقد على نزول هذه الآية الكريمة في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ , فقد روي عن ترجمان القرآن وعلم الأعلام أنها نزلت في عبادة بن الصامت فقال البغوي في التفسير : " روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي بن سلول حين تبرأ عبادة من اليهود ، وقال : أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ، فنزل فيهم من قوله : " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " ، إلى قوله : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " يعني عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ] , فالإجماع عند مفسرينا رحمهم الله تبارك وتعالى على نزولها في عبادة بن الصامت وليس علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ .
ويتابع البغوي رحمه الله في تفسيره قائلاً : " وقال جويبر عن الضحاك في قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال : هم المؤمنون بعضهم أولياء بعض ، وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) نزلت في المؤمنين ، فقيل له : إن أناسا يقولون إنها نزلت في علي رضي الله عنه ، فقال : هو من المؤمنين " وهذه كفيلة بنسف ما ذهب إليه هذا الرافضي في عقد خصوص نزول الآية في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ فهو من المؤمنين وليس كل المؤمنين والرواية إسنادها صحيح وجيد , فكيف يقول الرافضي عقد الإجماع دون نقل النص من القاضي الإيجي على الإجماع المزعوم في رده علينا والله تعالى المستعان .
قال الرافضي : " وأيضاً يعترف بهذا الاجماع: الشريف الجرجاني المتوفّى سنة 816 هـ، في كتابه شرح المواقف في علم الكلام، وهذا الكتاب متناً وشرحاً مطبوع وموجود الان بين أيدينا2 .3 ـ وممّن يعترف بإجماع المفسّرين على نزول الاية المباركة " .
قلتُ : لازال العبد الفقير إلي الله يكرر ويقول أين نص الإجماع وإعتراف الشريف الجرجاني بالإجماع على نزول الآية الكريمة في علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ , ونقل الإجماع عند إبن كثير والبغوي والطبري والأخبار صحيحة في ذلك على نزول الآية في عبادة بن الصامت رضي الله عنهُ , وكما رأينا في الأخبار والأحاديث أن نزول الآية في علي بن أبي طالب لا يصح سنداً فضلاً عن المتن والذي فيه كلام , فكيف للمؤمن أن يخشع إن كان همهُ إعطاء الفقير الخاتم وهذا من ليس من صفات المؤمنين والعياذ بالله , فكيف ذلك بل إن الجهل والنقل الباطل جعل الرافضي يسهى عن نقل إعترافه رحمه الله .
قال الرافضي : " فعلماء الكلام الذين يبحثون عن أدلة الامامة، وعمّا يقول الطرفان في مقام الاستدلال، وعمّا يحتجّ به كلّ من الطرفين على مدّعاه، يقولون بنزول الاية المباركة في هذه القضيّة الخاصّة. إذن، فالمفسّرون من أهل السنّة مجمعون على نزول الاية المباركة في هذه القضيّة، والمعترِف بهذا الاجماع كبار علماء القوم في علم الكلام، الذين يرجع إليهم ويعتمد على أقوالهم ويستند إلى كتبهم " .
قلتُ : تخطيتُ النقولات الفارغة التي نقلها الرافضي حيث قال وإعترف بالإجماع " فلان " دون ذكر إعترافهِ بالإجماع على نزول الآية الكريمة في علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ , وهذا القول باطل ومغلوط حيث في المناظرة التي إدعاها الرافضي لا يصح هذا البتة حجةً أن تنقل قولاً إضيف من قبلك وتقول وإعترف بذلك ولم تأتي بنص الإعتراف فهذا لا يصح , متى أصبح علماء الكلام يبحثون عن أدلة الإمامة أيها الجاهل فوالله غباءٌ مفرط وإن قالوا بنزولها في علي فلا حجة عندهم على نزولها في علي رضي الله عنهم غير الأخبار الهالكة التي ظهرت وبان ضعفها , أخطأ الجاهل حين قال المفسرون من أهل السنة والجماعة قالوا بنزول هذه الآية في علي أو أجمعوا على نزولها فيه رضي الله عنهُ , كذبت على كبار علماء أهل السنة فأين قولهم والنقل عنهم يا أحمق . الله المستعان .
يتبع .....