العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-15, 04:17 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ماذا تعني المروءة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة المروءة،المروءة من أخلاق العرب التي تدخل في أخلاقهم وعاداتهم،التي يقيسون بها الرجال ويزنون بها العقول،هي أن يتصف الإنسان بصفات الإنسان الحقيقية، إذ أن النفس تشتمل على دواع شتى ما يدعو إلى أخلاق الشيطان، والشيطان يدعو إلى ذلك من الكبر والحسد والعلو والبغي والشر والأذى والفساد والغش،
وفي النفس ما يدعو بالجري خلف الغرائز البهيمية، والبحث عن اللذات،
كما أن في النفس ما يدعوها إلى ألأخلاق من العلم والإحسان والنصح والبر والطاعة،
فإذا استطاع الإنسان أن يتجرد من داعي الهواء والشيطان والنفس الأمارة بالسوء،وأن يتخلق بالأخلاق الفاضلة التي تتلاءم مع إنسانيته،كما قال بعض السلف،رضي الله تعالى عنهم،فإنه يكون بذلك أسمى وأعلى،
وهذا السمو الذي حصله والعلو الذي حققه هو حقيقة المروءة، ولذا فعلى الإنسان أن يسمو عن الأخلاق الهابطة المشينة، التي لا تليق بالإنسان،
ولذا قيل،المروءة هي غلبة العقل على الشهوة،
إن المروءة هي كمال الإنسانية، وهي الرجولة الكاملة،
هي درب الطيب، هي المكارم، هي السمو والرفعة والعلو، في الأخلاق، هي أن يترفع الإنسان ويتكرم وأن يعلو بنفسه عن أخلاق المشينة،
المروءة هي جماع مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب،
المروءة،أن تستعمل ما يجملك ويزينك وأن تجتنب ما يدنسك ويشينك، فهي كيفية نفسانية تحمل المرء على ملازمة التقوى وترك الرذائل،
وهي آداب نفسانية تحمل مراعاتها على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات،وكل شيء يحمل على صلاح الدين والدنيا،
قيل لسفيان بن عيينة،رحمه الله،رضي الله تعالى عنه،قد استنبطت من القرآن كل شيء، فهل وجدت المروءة فيه،فقال،نعم، في قوله تعالى(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)الأعراف، يقول،ففيه المروءة وحسن الأدب ومكارم الأخلاق، ف
جمع في قوله(خُذِ الْعَفْوَ)صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين،
وفي قوله(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار،
ودخل في قوله(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )الحظ عن التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم،وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة،
وأما صاحب المروءة،فهو من صان نفسه عن الأدناس،فحملها على ما يجمل من مكارم الأخلاق،وأدى حقوق الله،عز وجل،وحقوق المخلوقين، واجتنب ما يدنس عرضه وشرفه من كل قول وفعل،
ما الفرق بين المروءة والعقل،الفرق بينهما،بأن العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأرفع، المروءة تسمو بك، والعقل يأمرك بما ينفعك،
كيف نحصل هذه المروءة،ونصل إليها،المروءة تحتاج إلى صبر ومكابدة ومصابرة، وتحتاج إلى مجاهدة،
ولهذا قال من السلف،رضي الله تعالى عنهم،إن أكمل الناس مروءة هو أعظمهم ضبطاً للنفس ومجاهدة لها،
ولذلك كانت هذه المروءة صعبة على صغار النفوس،الذين يجرون على شهواتهم ونفوسهم وأهوائهم، فإن الكبير يحمل هماً كبيراً،يحمل هم أهله،ويحمل همَّ جيرانه، ألا يبيت وهو شبعان، وجاره جائع، ويحمل هم مجتمعه، ويحمل هم أمته،
أننا بحاجة إلى أن تكون النفس شريفة، فإذا كانت النفس شريفة أبت الدنايا والسفاسف، وكانت طالبة للمعالي قابلة للتأديب،
الذي نحتاجه أولاً، هو أن نربى على ذلك من نعومة الأظفار، والأغصان إذا اشتدت وقويت، فإن تقويمها أمر عسر، وإنما يكون التقويم في النشأة أسهل،
ومما يعين على تحقيق المروءة،مجالسة أهل المروءات،والإنسان يتأثر بما يخالط ويصاحب، وبالمقابل أن يجانب إخوان السوء،
وقد قيل،مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلب صدأ الذنوب، ومجالسة ذوي المرواءت ،تدل على كرم الأخلاق،
ومجالسة العلماء ،تذكي القلوب، فالإنسان بحسب من يخالط،
وهناك مروءة مع الخلق،وذلك بأن يعاشرهم بكرم وحياء، وأخلاق جميلة،عامل الناس بما تحب أن يعاملوك وليتخذ الناس مرآة لنفسه،
والمروءة مع الله،جل جلاله،وذلك بالاستحياء من نظره إليك، واطلاعه عليك، في كل لحظاتك وفي كل أحوالك وأنفاسك، فتصلح عيوبك قدر الإمكان،
والجوانب التي تتعلق بها المروءة،أن نلزم السمت الحسن وطلاقة الوجه والرزانة في المجلس،
ينبغي أن نلاحظ ذلك في مشيتنا وحركاتنا وسكناتنا، فالمشية تدل على صاحبها، تدل على عقله وسمته وهديه،
وقد تعرف الإنسان رزانته وأخلاقه،من مشيته،كالكبر والعجب والزهو أو التواضع،ولهذا ذكرها الله في أول أوصاف أهل الإيمان(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)الفرقان،
وأما في اللسان،فحلاوة اللسان وطيب الكلام ولين القول أن نلزم الصدق،
إن كثرة المزاح في المجالس تذهب المروءة،كما قال الأحنف بن قيس،والذي يسرف في المزاح يستجلب عداوة الناس، ويقع،ولا بد، في شيء من اللغو، ولربما الظلم، فيصدر منه ما يؤذي من القول والفعل والنظر والغمز واللمز،
وكمال الإنسانية لا يلتقي إطلاقاً بلغو الحديث أو إيذاء من يجالس ويعاشر ويخالط، فهذا حال الإنسان الذي أراد أن يحفظ مروءته،
ويسمع منك الحديث كأنه يسمعه لأول مرة وهو يعرفه أكثر منك، ولربما كان هذا الحديث مبدؤه منه، فهو صاحب الحكاية، ولكنه يسمع ذلك كأنه يطرق سمعه لأول مرة، وهذا من التواضع في المجالس،
والمروءة تكون في داخل النفوس، وهي أن نضبط هذه النفوس عند هيجان الغضب،فتتزلزل فيها النفوس وتهتز فتظهر العقول على حيققتها،
فالرجل ينبغي أن يحزم نفسه،فلا يظهر عليه ما يُستخف به عقله وينتقد عليه،ولا يستخف به في حال الغضب والاستفزاز،
ولهذا نجد أن صاحب المروءة منضبط في كل الأحوال، في السراء والضراء،
وتكون المروءة،بالتنزه عن المطامع الدنية،وعن الطمع،لأنه ذل، وعن الدناءة لأنها لؤم، وهما أعدى شيء للمروءة، وإنما يوقعنا في ذلك الشره، بأن لا يقنع الإنسان بما أوتي لكثرة شرهه،وهذه حال من لا يرضى لنفسه قدراً ولا مروءة ولا مرتبة ومنـزلة، فهو يرى أن المال هو أعظم مطلوب،
فينبغي أن نصون أنفسنا بالتماس الكفاية،ويطلب هذه الدنيا مراعياً الحلال،لأن الحرام شين، يشينه عند الله،عز وجلنوعند الناس، والمكاسب المستخبثة ممحوقة إن صرفها في بر لم يؤجر وإن صرفها في مدح لم يشكر، ثم هو بأوزارها محتقر،
اللهم اجعلنا من أهل المروءات ممن سلم عليه دينه وكمل عقله وحسن خلقه.






 
قديم 02-08-20, 07:39 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:14 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "