هذا الموضوع لا يعتبر أن إبن تيمية رحمه الله تعالى قد طعن في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ , وإنما نقل ما كان من حال القوم في ذلك الوقت , وإختلاف الطوائف وما كان يعتقد كلٌ من الطائفتين التي تطعن في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهُ ولا أرى في كلام إبن تيمية أي إشكال فإبن تيمية رحمه الله تعالى بركة الزمان واضح الكلام ولكن أحتاجُ منكِ لعقلٍ في حوارنا هنا حتى يتضح الكلام فأسأل الله تعالى لكِ الهداية وأن يجعلكِ من مبصرات الحق .
ملاحظة / أرجوا من الأحبة أن يجعلوا حواري معها ثنائياً . بعد إذنكم طبعاً .
أما قولهُ رضي الله عنهُ [ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ أَحَبُّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُ، ] فكلام إبن تيمية رحمه الله تعالى هنا عينُ الحق زميلتنا الكريمة فأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهُ كان أحب الرجال إلي النبي صلى الله عليه وسلم , وكانت إبنتهُ ام المؤمنين سلام الله عليها أحب النساء إلي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت ذلك بأسانيد صحيحة فإبن تيمية رحمه الله تعالى لم يتكلم في باب إلا وتكلم فيه عن علم زميلتنا الكريم وأرجوا منك أن تتأملي الحديث .
مسند احمد (241 هـ) الجزء4 صفحة203
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن حماد قال أنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل قال فاتيته قال قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قال قلت من الرجال قال أبوها إذا قال قلت ثم من قال ثم عمر قال فعد رجالا.
صحيح البخاري للإمام أمير المؤمنين محمد بن إسماعيل (4/192).
حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد الحذاء حدثنا عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها فقلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا. والحديث أخرجهُ البخاري كذلك في الصحيح (5/113) , والإمام مسلم في الصحيح (7/109) , والإمام إبن ماجة في السنن (1/39) , وأبو عيسى الترمذي (5/364) . والله أعلم .
وقد قال إبن تيمية رحمه الله تعالى [ وَلَا كَانَ فِيهِمْ أَعْظَمُ حُبًّا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهُ، فَبُغْضُهُ مِنْ أَعْظَمِ [آيَاتِ] النِّفَاقِ. وَلِهَذَا لَا يُوجَدُ الْمُنَافِقُونَ فِي طَائِفَةٍ أَعْظَمَ مِنْهَا فِي مُبْغَضِيهِ، كَالْنُّصَيْرِيَّةِ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ ] نعم فقد صدق رحمه الله تعالى والأحاديث كثيرة وما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ حيث قال لما مات عمر رضي الله عنهُ [ وددتُ لو أني لقيتُ الله بمثل ما لقيت وإني لأحسب أن يجعلك الله مع صحابيك , فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : كنت وأبي بكر وعمر , خرجتُ وأبي بكر وعمر ... إلخ ] والحديث صحيح الإسناد أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم , فإن الحق جلي في هذا الأمر فقد كان رحمه الله تعالى ورضي عنهُ أحب الصحابة إلي قلبه ِ , ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ إتركوا لي صحابي ] رضي الله عنك يا أبي بكر وألحقنا الله بك , ورضي الله عن من ترضى عليك ولعن الله تبارك وتعالى أعدائكَ .
أما المنافقون فقد صدق فمن الطاعنين فيهِ :
1- الرافضة .
2- النصيرية .
3- الإسماعيلية .
وأكثرها دون منازع الرافضة أخزاهم الله تبارك وتعالى .
أما كلام إبن تيمية هنا : [ فَالْمُنَزِّهُونَ لِعُثْمَانَ الْقَادِحُونَ فِي عَلِيٍّ أَعْظَمُ وَأَدْيَنُ وَأَفْضَلُ مِنَ الْمُنَزِّهِينَ لِعَلِيٍّ الْقَادِحِينَ فِي عُثْمَانَ، [كَالزَّيْدِيَّةِ مَثَلًا] . فَمَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِينَ قَاتَلُوهُ وَلَعَنُوهُ وَذَمُّوهُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ هُمْ أَعْلَمُ وَأَدْيَنُ مِنَ الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَيَلْعَنُونَ عُثْمَانَ ] فقد صدق رغم أنهُ لم يثبت أن أحد من الصحابة والتابعين قد طعن فيع لي بن أبي طالب رضي الله عنهُ , وأما شبهة ( المغيرة ) وشبهة ( معاوية ) فقد ردت ولم يثبت هذا الأمر حتى , وأما من إتبع عثمان ومعاوية رضي الله عنهما كانا من خيرة الموحدين العابدين الزاهدين بل كان أصحاب عثمان وشيعة عثمان رضي الله عنهُ هم الفائزون كما نص المعصوم فإنظر إلي كلام المعصوم كيف يوافق إبن تيمية رحمه الله تعالى ولكن الذين كانوا مع علي رضي الله عنهُ منافقون وكانوا لا قيمة ولا عبرة لهم وقد طعن أهل البيت فيهم .
ذكر الكليني في كتابـه ( الروضة من الكافي ) ـ الذي يمثل أصول وفروع مذهب الاثني عشرية :
عن محمـد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (( اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: و ينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون )) روضة الكافي ص (177) جـ8 . فتفضلي علينا بحكم [ جعفر الصادق ] رضي الله عنهُ .
تقي الدين السني
الأربعاء 5/1/2011.