العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-15, 02:24 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إن أخوفَ ما أخافُ عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أخوفَ ما أخافُ عليكم،اتباع الهوى، وطول الأمل،
قال الله تعالى(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله
الشح هو،شدة الحرص على الشيء والإحفاء فى طلبه،وجشع النفس عليه،والبخل منع إنفاقه بعد حصوله،
فإن زاد الشح يصير هلعاً والهلع شدة الحرص على الشيء والشره به فيتولد عنه المنع لبذله والجزع لفقده كما قال تعالى(إنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً،إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً،وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ،إِلَّا الْمُصَلِّينَ)المعارج،
بل أصل المعاصى والفساد والفجور كله من الطمع،وينتج عنه الحسد المحرم بين بنى آدم والتباغض والبغى والظلم ،
قال أبو الدرداء رضى الله عنه،أبكانى مؤمل الدنيا والموت يطلبه
وقال بعضهم بطول الأمل يقسو القلب،
أخرج البخاري معلَّقًا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،أنه قال(إن أخوفَ ما أخافُ عليكم اثنتان،اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصدُّ عن الحق، وأما طول الأمل فيُنسي الآخرة)وعن أنس رضي الله عنه،
قال،التسويفُ جند من جنود إبليس،
كان محمد بن واسع،إذا أراد أن ينام، قال لأهله قبل أن يأخذ مضجعه،أستودِعكم الله،فلعلها أن تكون منيَّتِي التي لا أقوم فيها،
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا،النفس مهلكة لصاحبها مورده له للنار والعياذ بالله عدوة له،هواها صعب تحتاج لمجاهدة،وكم عبد الإنسان نفسه وهواها وهو يظن أنه يعبد الله،
قال الإمام ابن القيم،لذا سمى العلماء،أهل البدع بأهل الأهواء لأنهم يختارون البدع بأهوائهم ولا ينساقون للشرع أو لأن الهوى هو الذى قادهم للوقوع فى البدعة،
قال الإمام ابن القيم رحمه الله،لو كشف الله الغطاء لعبده،وأظهر له كيف يدبر له أموره،وكيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من نفسه،وأنه أرحم به من أمه،لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكراً لله، أرحم بك من أبيك وأمك ومن نفسك،قد غمرك الله بنعمه،أيها العبد،قد حماك الله،حتى من نفسك،
نفسك تريد الطغيان والله يرحمك منها
فهو أرحم الراحمين،
حتى رحمة والديك بك أثر وفرع عن رحمة الله بك،إذ هو الذى خلق الرحمة فى قلوبهما عليك،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه،وكلما قوي التوحيد في قلب العبد قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه،
قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح(أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا عبائته فيلبسها،وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء)رواه بن ماجه،ومسلم،
إهداء للمحزون المسلم،لا تبتأس أبداً،قال الإمام بن القيم رحمه الله،إعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين،ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع كقوله تعالى(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ)آل عمران،
وقال تعالى(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا)التوبة،
فالحزن هو بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها،ولهذا يقول أهل الجنة(الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن)فاطر،فحمدوه على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها،
كما ورد بعض هذه الأدعية في أحاديث في الصحيحين والسنن، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال،كان النبي صلى الله عليه وسلم،يقول(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن،وأعوذ بك من العجز والكسل،وأَعوذ بك من البخل والجبن،وأعوذ بك من غلبة الدين وقَهر الرجال )
فاستعاذ صلى الله عليه وسلم من أشياء كل شيئين منها قرينان،
فالهم والحزن قرينان،وهما الألم الوارد على القلب،فإن كان على ما مضى فهو الحزن،وإن كان على ما يستقبل فهو الهم،فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضى أثر الحزن، وإن كان مصدره خوف الآتى أثر الهم،
والعجز والكسل قرينان،فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهوعجز،وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل،
غلبة الدين وقَهر الرجال،قرينان، فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره،
وإن شئت قلت،إما بحق وإما بباطل من غيره،
والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم،جعل الحزن مما يستعاذ منه،
وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم،ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا)المجادلة،
فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره،
والثواب عليه ثواب المصائب التى يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما،فإن المؤمن إما أن يحزن،على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته،
وأما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته،
فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به،من حبيب، أو مال،أو نعمة،أو ملك،يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها فى قلبه ومضرتها فى وجهه، فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقّاهم الله نضرة وسروراً،
ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته بأن يكون ذهابها بالقرآن فانها أحرى أن لا تعود،
كلام لشيخ الإسلام، لكم رب كريم لا يعجزه شيء فلا تبتأسوا ولا تيأسوا فأنتم مأجورون على كل حال الأجر العظيم على قدر الإخلاص،فعلى قدر الشدة يكون الأجر،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية،والذين يؤذون على الإيمان،هم على طريق الأنبياء فهؤلاء يثابون على ما يؤذون به ويكتب لهم عمل صالح،و
ليس كل من أعطاه الله تعالى أكرمه، وليس كل من منعه الله الدنيا أهانة بل قد يكون العكس،
يقول تعالى،منكراً على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك ، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك ،
بل هو ابتلاء وامتحان،
كما قال تعالى(أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ )المؤمنون،
وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق،يعتقد أن ذلك من الله إهانة له،قال الله(كلا،أي،ليس الأمر كما زعم ،لا في هذا ولا في هذا،فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب،ويضيق على من يحب ومن لا يحب،وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين،إذا كان غنياً بأن يشكر الله على ذلك،وإذا كان فقيراً بأن يصبر،قال حكيم (لا تداهن نفسك بإخفاء عيبك)وقال(إنا نظرنا فوجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله)







 
قديم 31-03-15, 10:00 PM   رقم المشاركة : 2
حـوريه البدر
مشرف سابق







حـوريه البدر غير متصل

حـوريه البدر is on a distinguished road


أم حمد ... إنتقاء طيب أثابك الله ..







التوقيع :
اللهـــم أعــــز الإسلام والمسلميـــن
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
من مواضيعي في المنتدى
»» جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية / متجدد
»» الــزملاء الشيعه إختصــروا الطــريق.؟؟
»» ينتقـــدُوه ولم يُقدموا جُزء ممــا قــدمه لله ولرسوله.عليه الصلاة والسلام
»» الحوثيين يستفزون المملكة بمناورات عسكرية على الحدود ..#
»» السلفيه في مصر يتضامنون مع الشيخ الحويني ويُطالبون بإقالة المفتي علي جمعه..
 
قديم 01-04-15, 05:11 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حـوريه البدر مشاهدة المشاركة
   أم حمد ... إنتقاء طيب أثابك الله ..

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "