تساؤلات حول ظهور القائم الحجة (عجل الله فرجه)
وعلامات آخر الزمان
سيد جعفر مرتضى العاملي
السؤال:
هل للعولمة تأثير على حركة ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين..
العولمة هي محاولة صوغ نظم وقيم جديدة يرتكز عليها النظام العالمي الذي يفكرون فيه،
وهؤلاء الذين يسعون إلى صوغ هذه النظم، وإلى التلاعب بالقيم وإيجاد بدائل عن بعضها،
والاستغناء عن البعض الآخر، إنما يفعلون ذلك لأهداف ترتبط بمصالحهم، أو لأهداف فئوية،
أو طبقة بعينها. ولا يريدون للشعوب أن تعيش العالمية بالمعنى الصحيح، لأن نظمهم وقيمهم لا تُصلح المجتمعات العالمية ولا تحل مشاكلها، وإنما تؤثر على فطرتها، وتنسف الكثير من القيم الحقيقية المقبولة التي من شأنها حفظ مسيرتها.
حيث إن الحق هو الذي يحفظ الوجود، وبه يتنامى الإنسان ويتكامل، وهؤلاء الذين يسعون إلى العولمة
إنما يريدون أن يُخضعوا البشرية لمجموعة نظم تسلب اختيارها،
وتجعل كل جهدها وحركتها في خدمة أهدافهم، وتهيمن على مسيرتها،
وتمتص خيراتها وقدراتها وإمكاناتها، وسينتج عن ذلك تخريب لفطرة الشعوب، وبلبلة في المفاهيم،
وغياب للقيم.
وهذا الأمر يعرقل حركة الظهور، لأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) لا بد أن يظهر في محيط قادر على احتضان حركته، والدفاع عنها وحمايتها، فإذا لم تكن هناك فطرة صحيحة، وقيم واقعية إلهية،
فلا يمكن أن يوجد ذلك المجتمع الذي يحمي حركة الإمام (عجل الله فرجه)
ويساعد على انتصارها في معركتها مع الفريق الظالم.
إذن لا بد أن يكون هناك نوع من عدم العولمة ،
لتكون هناك مجتمعات قادرة على أن تنفلت من نير الاستعباد العولمي، تتنامى، وتتربى، فيها كوادر وذهنيات وطموحات تتناسب مع فكر الإمام (عجل الله فرجه) وتوجهاته،
وتُربي له الجنود الذين سيكونون حماة دعوته.
هل يمكن لأحد أن يرى الإمام الحجة (عجل الله فرجه)؟[/COLOR]
الجواب:
يمكن ذلك، وليس هناك مانع من رؤية الإمام المهدي (عجل الله فرجه)،
ولكن لا يصح لأحد أن يدّعي أنه يحمل منه مهمات ورسائل ونحو ذلك.
وقد رآه كثير من علمائنا ولكنهم بقوا في دائرة عدم الادعاء، ولم يقل أحد منهم أنه كُلّف بمهمة ما.
السؤال:
كيف نميز بين من يرى الإمام (عجل الله فرجه) حقيقة، وبين من يدّعي ذلك كذباً؟
الجواب:
على من يرى الإمام (عجل الله فرجه) أن يثبت ذلك بشكل قطعي بعد أن يعلم بأن هذا الذي
رآه هو الإمام بشكل جازم أيضاً، وكيف يستطيع أن يثبت ذلك؟ وأنى له به؟.
ولا بد للذي يتمكن من رؤية الإمام (عجل الله فرجه) أن يكون قد بلغ من التقوى والانضباط والورع، بحيث يراه كل البشر على خط الله، وفي صراط الحق. وأن لا يدّعي أنه كلّف بأي مهمة أو تكليف، خصوصاً فيما يرتبط بالتعديات على حقوق البشر، كأن يقول: رأيت الإمام (عجل الله فرجه) وقال لي: إن فلاناً فاجر..
فهذا ما لا يفعله علماؤنا. وهم يتسترون على رؤيته له (عجل الله فرجه) ما أمكنهم، فالمعلن به متهم في دينه، وفي نواياه، وفي تقواه.
السؤال:
ولكن هناك من يتحدث عن أخذ تكاليف خاصة من الإمام (عجل الله فرجه)؟
الجواب:
هذا ليس صحيحاً، ولا يوجد تكليف خاص، وهؤلاء هم الذين ورد الحديث الشريف ليقول عنهم: من رآنا فكذبوه. أي من ادعى ذلك، وأعلن به، وأراد أن يستفيد منه في التعرض للآخرين.. حتى ولو بكسب تعظيمهم، وإكرامهم، وطاعتهم له.. فكذبوه..
وكما قلت: إن هؤلاء متهمون في دينهم، وفي تقواهم، وفي نواياهم.
والحمد لله رب العالمين..
هل يوجد بعد ذلك استغفال للموالين اكثر من كذا ؟؟؟