السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نبدأ بلا عنوانين قال تعالى في سورة يس:
(يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) يس من 1-7
في هذه السورة وبالتحديد يبن الله لاهل العقل حال اكثرية الذين ارسل اليهم النبي محمد (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) في فترة خلت من المرسلين كما يقول المفسرين.
ومن الجدير بالذكر والمحرج بنفس الوقت لاهل السنة ان مفسريهم اكدوا ان المرسل اليهم النبي عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام هم العرب وليس مشركوا قريش فقط واليكم بعض ابرز التفسيرات بخصوص الاية السادسة بذات :
1: تفسير الطبري:
(اختلف أهل التأويل في تأويل قوله { لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم } فقال بعضهم : معناه : لتنذر قوما ما أنذر الله من قبلهم من آبائهم ذكر من قال :
حدثنا محمد بن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن سماك عن عكرمة في هذه الآية { لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم } قال : قد أنذروا
وقال آخرون : بل معنى ذلك لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة { لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم } قال : بعضهم : لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم من إنذار الناس قبلهم وقال بعضهم : لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم : أي هذه الأمة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم
واختلف أهل العربية في معنى ( ما ) التي في قوله { ما أنذر آباؤهم } إذا وجه معنى الكلام إلى أن آباءهم قد كانوا أنذروا ولم يرد بها الجحد فقال بعض نحويي البصرة : معنى ذلك إذا أريد به غير الجحد : لتنذرهم الذي أنذر آباؤهم { فهم غافلون } وقال : فدخول الفاء في هذا المعنى لا يجوز والله أعلم قال : وهو على الجحد أحسن فيكون معنى الكلام : إنك لمن المرسلين إلى قوم لمن ينذر آباؤهم لأنهم كانوا في الفترة
وقال بعض نحويي الكوفة : إذا لم يرد بما الجحد فإن معنى الكلام : لتنذرهم بما أنذر آباؤهم فتلقي الباء فتكون ( ما ) في موضع نصب { فهم غافلون } يقول : فهم غافلون عما الله فاعل بأعدائه المشركين به من إحلال نقمته وسطوته بهم)
2: تفسير ابن كثير:
(وقوله تعالى : { لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون } يعني بهم العرب فإنه ما أتاهم من نذير من قبله).
اكرر يعني بهم العرب!!
3: تفسير الميسر:
(أنزلناه عليك -أيها الرسول- لتحذر به قومًا لم يُنْذَرْ آباؤهم من قبلك, وهم العرب, فهؤلاء القوم ساهون عن الإيمان والاستقامة على العمل الصالح. وكل أمة ينقطع عنها الإنذار تقع في الغفلة, وفي هذا دليل على وجوب الدعوة والتذكير على العلماء بالله وشرعه; لإيقاظ المسلمين من غفلتهم.)
4: تفسير النسفي:
(واللام فى لتنذر قوما متصل بمعنى المرسلين أى أرسلت لتنذر قوما ما ما أنذر آباؤهم ما نافية عند الجمهور اي قوما غير منذر آباؤهم بدليل قوله لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير).
*ملاحظة*:
اكتفي بهؤلاء من المفسرين ولكن يمكن مراجعة باقي المفسرين والذي تقريبا نفس التفسيرات السابقة للاية.
وبعد عرض تفسير الاية السادسة من سورة يس نأتي لنكمل الايات ونفهم الكثير عن هؤلاء العرب:
(لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ**لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)
والان بعد تكملة الاية السادسة بالسابعة يتوضح لدينا ان اكثر( اعيد اكثر) هؤلاء العرب والذين ارسل اليهم النبي عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام لم يؤمنوا بل ان الاية تقول انهم حق القول عليهم فهم لا يؤمنون !!!
غريبة جدا فالذين ارسل اليهم النبي (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) كلهم عدول وهم مؤمنون وصح اسلامهم فكيف اصبحوا في سورة يس انهم بحق القول (لايؤمنون)!!!
انتهى والسلام.