نظرا لاهتمام الشيعة الروافض بتحديد المفهوم لكل مسألة يودون النقاش فيها أحببت أن أحدد لهم مفهوم توحيد الأسماء والصفات: هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهو متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص، متفرد بذلك عن جميع الكائنات.
وعلى هذا فتوحيد الأسماء والصفات من أبواب التوحيد العظيمة الذي به يعرف الخالق جل في علاه، وتعرف أسماؤه الحسنى وصفاته العلى، فتطمئن النفس إلى بارئها، وتتعلق القلوب بخالقها الخلاق العليم السميع البصير الأول الآخر الظاهر الباطن العزيز الجبار الحي القيوم...إلخ من الأوصاف والنعوت الحميدة التي لا تكون إلى لله. ولكن ما سطرته كتب الشيعة الروافض يجل عن الوصف، ولولا بيان الحق ما سقت رواياتهم.
*وتتمثل عقيدة الشيعة الروافض في توحيد السماء والصفات فيما يلي:
أ-قول الشيعة الروافض بالتطيل
تأثر الشيعة الروافقض بمذهب المعتزلة في تعطيل البارئ سبحانه من صفاته الثابتة له في الكتاب والسنة، وكثر الاتجاه إلى التعطيل عندهم في المائة الرابعة لما صنف لهم شيخهم المفيد وأتباعه كالموسوي الملقب بالشريف المرتضى، وأبي جعفر الطوسي، واعتمدوا في ذلك على كتب المعتزلة.
وأكثر مما كتبوه في ذلك نقلوه عن المعتزلة، وذلك ما يذكرونه في تفسير القرآن في آيات الصفات والقدر منقول من تفاسير المعتزلة.
وقد صرح علامة الشيعة الروافض ابن المطهر بذلك فقال: بأن مذهبنا الشيعي في الأسماء والصفات كمذهب المعتزلة[1].
والأمثلة على روايات الشيعة الروافض التي نسبوها لأهل البيت والتي تصرح بنفي الصفات كثيرة، منها قولهم: وكمال التوحيد نفي الصفات عنه[2].
وقولهم: وأصل معرفة الله توحيده، ونظام الله نفي الصفات عنه[3].
وهذا مخالف لما قرره القرآن الكريم، فالله سبحانه بعث رسله عليهم السلام في صفاته بإثبات مفصل، ونفي مجمل، ولهاذ يأتي الإثبات للصفات في كتاب الله تعالى مفصلا، والنفي مجملا، قال الله تعالى: ]فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[ [الشورى:11].
فالنفي جاء مجملا: ]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ[ وهذه هي طريقة القرآن الكريم في النفي غالبا، وأما في الإثبات فيأتي التفصيل: ]وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[ وكآخر سورة الحشر، وشواهد هذا كثيرة...إلخ.
-------------------------------
[1] "نهج المسترشدين" (ص:32)، وانظر: عقائد الإمامية الاثني عشرية (ص:28) لآية الله إبراهيم الموسوي الزنجاني، وقد وصفه شيخ الشيعة الروافض الخوئي في تقريظه للكتاب بأنه: ركن الإسلام، وعماد الدين.
[2] التوحيد لابن بابويه (ص:57).
[3]التوحيد لابن بابويه (ص:34-35).