حّضر لنا هذه النارجيلة
سمعت بأن المرحوم الحاج الميرزا جواد آقا التبريزي وكان من كبار
الأولياء والعرفاء والصالحين في زمانه ، عندما ذهب إلى مدينة النجف في
بداية دراسته كان يعيش حياة الأغنياء والأثرياء، فكان له خادم يمشي وراءه
وكان يلبس الملابس الفاخرة لأنه كان ينتمي إلى عائلة ثرية وأبوه من كبار
تجار تبريز.
ولكن التوفيق الإلهي شمل حال هذا الشاب المؤمن الصالح فاهتدى إلى بيت
العارف الشهير وأستاذ علم الأخلاق والمعرفة والتوحيد المرحوم الآخوند ملا
حسين قلي الهمداني الذي كان مرجعًا وم لاذًا وقبلًة للعرفاء والعلماء وطلاب
الحقيقة .
عندما أراد المرحوم الحاج ميرزا جواد آقا ان يدخل في مجلس درس الملا
حسينقلي الهمداني بهيئته الخاصة كطالب ثري، ناداه الملا ان اجلس في مكانك
أي على عتبة الباب وفوق الاحذية ، فجلس الحاج الميرزا جواد في ذلك
المكان!.
بالطبع انه شعر بالاهانة والاستخفاف ولكنه تحمل هذا النوع من التربية وهذهالرياضة الالهية ليتأهل إلى التقدم في مدارج العلم وآفاق العرفان وسمو
الاخلاق.فاستمر في حضور مجالس الدرس واكرام استاذه كما ينبغي له وفي أحد
الأيام حيث كان جالسًا في أواخر مجلس الدر س، قال له استاذه بعد انتهاء
الدرس: خذ هذه النارجيلة واعدها لنا. فنهض من مكانه بهيئته الخاصة وملابسه
الفاخرة واخذ النارجيلة وخرج من المجلس رغم كونه من عائلة ثرية ورغم
تمّتعه بكل ذلك الترف.
اخرج النارجيلة وأعطاها لخادمه الذي كان واقفًا في الباب وقال له: اذهب
واعدها فحّضرها الخادم وأعطاها له فأتى بها إلى المجلس وقدمها إلى استاذه
وكان هذا أمرًا ثقيلا بالنسبة له لثرائه وترفه ولكن المرحوم الملا حسين قلي قال
له: قلت لك أن تحضر النارجيلة بنفسك، لا أن تعطيها إلى خادمك ليحضرها!
نعم هكذا كانوا يربون الانسان الصالح والعظيم. وهذه هي طريقة لتحطيم
النفس الطفيلية العائقة المسببة للشرك في وجود الانسان، ووسيلة للقضاء على
الانانية والعجب والغرور والتكبر ليهتدي الانسان إلى سواء السبيل ويتدرج في
مدارج الكمال كما تدرج المرحوم الميرزا جواد آقا الملكي التبريزي حيث كان
قبلًة للعر فاء والعلماء في حياته واصبح ضريحه الطاهر محلا لارتياد العرفاء
والمؤمنين بعد مماته.
من كتاب العنبر المنثور
قبسات من أحاديث وأقوال السيد الخامنئي
اعداد وتقديم
دار الرسول الأكرم
المرجع آية التدخين العظمى الحاجّ آقا رحيم الأرباب
يتأهل إلى التقدم في مدارج العلم وآفاق العرفان وسموالاخلاق