أولا: معاجزه مع سلمان المحمدي رضوان الله عليه
خرج رسول الله صلى الله عليه و آله إلى غزاة تبوك و خلف علي بن أبي طالب على أهله و أمره بالإقامة فيهم ، فأرجف المنافقون و قالوا : ما خلفه إلا استثقالا به .
فلما سمع ذلك أخذ سلاحه و خرج إلى النبي صلى الله عليه و آله ، وهو نازل بالجرف فقال : يار سول الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني استثقالا بي
فقال : كذبوا و لكني خلفتك لما تركت ورائي ،فارجع و اخلفني في أهلي و أهلك ، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
فرجع إلى المدينة و مضى رسول الله إلى سفره .
و كان من أمر الجيش أنه انكسر فهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه و آله فنزل جبرئيل و قال : يا نبي الله إن الله يقرئك السلام و يبشرك بالنصر ، و يخبرك إن شئت أنزلت الملائكة يقاتلون و إن شئت عليا فادعه يأتك ، فاختار النبي عليا .
فقال جبرئيل: أدر وجهك نحو المدينة و ناد يا أبا الغيث أدركني يا علي ، أدركني يا علي أدركني !!
قال سلمان رضوان الله عليه : و كنت مع من تخلف مع علي ، فخرج ذات يوم يريد الحديقة ، فخرجت معه فصعد النخلة ينزل كربا و هو ينثر و أنا أجمع ، إذ سمعته يقول : لبيك لبيك ها أنا جئتك !!
و نزل و الحزن ظاهر عليه و دكعه ينحدر ، فقلت : ما شأنك يا أبا الحسن ؟؟!
قال : يا سلمان جيش رسول الله صلى الله عليه و آله قد انكسر وهو يدعوني و يستغيث بي ، ثم مضى فدخل منزل فاطمة فأخبرها و خرج , قال : يا سلمان ضع قدمك على موضع قدمي لاتحزم منه شيئا
قال سلمان : فاتبعته حذو النعل بالنعل سبع عشرة خطوة ثم عاينت الجيشين و الجيوش و العساك ، فصرخ عليه السلام صرخة ينهد لها الجيشان و تفرقوا ،و نزل جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فرد و ابتشر به ، ثم عطف الإمام على الشجعان فانهزم الجمع وولو الدبر ((ورد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا * و كفى الله المؤمنين القتال ))بعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سطوته و همته و علاه ، و أبان الله من معجزه في هذا الموطن ما عجز عنه جميع الأمة .
معجزة ثانية مع سلمان المحمدي رضوان الله عليه
قال سلمان : أنه قال يوما لأمير المؤمنين بعد موت عمر بن الخطاب : ياأمير المؤمنين إني حزين من فوت رسول الله صلى الله عليه و آله إلى هذا اليوم ، و أريد أن تروحني هذا اليوم و تريني من كراماتك عليّ ما يزيل عني هذا الغم
فقال : علي ببغلتين اللتين من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلما أٌتي بهما ركب هوواحدة و ركب سلمان الأخرى .
قال سلمان : فلما خرجت من المدينة فإذا لكل بغلة جناحان فطارتا في الهواء و ارتفعتا ، فتعجبت غاية العجب !! فقال : يا سلمان هل ترى المدينة ؟
فقلت : فأما المدينة فلا و لكن أرى آثار الأرض ، فأشار إلى البغلتين فارتفعتا في الجو لحظة فنظرت و لم أر شيئا في الأرض ، و إذا أنا أسمع أصوات التهليل و التسبيح فقلت : يا أمير المؤمنين الله أكبر إن ها هنا بلد راقد وصلنا إليه
فقال :يا سلمان هذه أصوات الملائكة بالتسبيح و التهليل و هذه هي السماء الدنيا فقد وصلنا إليها ، فأشار إلى البغلتين و حرك شفتيه فانحطتا طائرتين نحو الأرض و اكن وقوعهما على بحر عريض كثير الأمواج كان أمواجه جبال ، فنظر إلى ذلك البحر مولانا أمير المؤمنين فسكنت الأمواج فنزل و مشى على وجه الماء و نزلت أنا و البغلتين تمشيان خلفنا فلما خرجنا من ذلك البحر فإذا هو تتلاطم أمواجه كهيأته الأولى فقلت : يا أمير المؤمنين ما هذا البحر ؟؟
فقال : هذا البحر الذي أغرق الله فيه فرعون و قومه ، فهو يضطرب خوفا من الله عزوجل من ذلك اليوم إلي يوم القيامة ، فلما نظرت إليه خاف مني فسكن و ها هو راجع إلى حالته الأولى .
قال سلمان : فلما خرجنا من ذلك البحر و مشينا رأيت جدارا أبيض مرتفعا في الهواء ليس يدرك أوله ولا آخره فلما قربنا منه فإذا هو جدار منياقوت أو نحوه و إذا بباب عظيم فلما دنى منه أمير المؤمنين عيه السلام انفتح فدخلنا فرأيت أشجارا و أنهارا و بيوتا و منازل عالية فوقها غرف ، و إذا في تلك البستان أنهار من خمر و أنهار من لبن و أنهار من عسل ،و إذا فيها أولادا و بنات و كل ما وصفه الله سبحانه في الجنة على لسان نبيه رأيت فيها ، فرأيت أولادا و بناتا أقبلوا إلى أمير المؤمنين يقبلون أياديه و أقدامه فجلس على كرسي ووقف الأولاد و البنات حوله ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما هذا الهجران الذي هجرتنا ؟ هذه سبعة أيام مارأيناك فيها ؟
فقلت : ياأمير المؤمنين ما هذه المنازل في هذا المكان ؟
فقال : يا سلمان هذه منازل شيعتنا بعد الموت .تريد يا سلمان ان تنظر منزلك ؟
فقلت : نعم . فأمر واحدا و أخذني إلى منزل عال بني من الياقوت و الزبرجد و للؤلؤ و فيه كل ما تشتهي الأنفس . فاخذت رمانة من ثماره و أتيت إليه فقلت : يا أمير المؤمنين هذا منزلي و لا أخرج منه .
فقال : يا سلمان هذا منزلك بعد الموت . و هذه منازل شيعتنا بعد الموت و هذه جنة الدنيا تأتي إليها شيعتنا بعدالموت فيتنعمون بها إلى يوم القيامة حتى ينتقلوا إلى جنة الآخرة .
فقال : يا سلمان تعال حتى نخرج فلما خرج ودعه اهل تل الجنة فخرجنا فانغلق البا فمشينا.
فقال : يا سلمان أتحب أن أريك صاحبك ؟
فقلت : نعم
فحرك شفتيه فرأيت ملائكة غلاظ شداد يأتون برجل قدجعلوا في عنقه سلاسل حديد و النار تخرج من منخريه و حلقه إلى عنان السماء , و الدخان قد أحاط بتلك البرية و ملائكة خلفه تضربه حتى يمشي ، و لسانه خارج من حلقه من شدة عطشه ، فلما قرب إلينا قال لي : أتعرفه ؟ فنظرته فإذا هو زفر . فقال : يا أمير المؤمنين أغثني فأنا عطشان مغذب .
فقال أمير المؤمنين : ضاعفوا عليه العذاب فرأيت السلاسل تضاعفت و الملائكة و النيران تضاعفت فأخذوه ذليلا صاغرا
فقال : يا سلمان هنا زفر و هذا حاله و ما من يوم يمضي من يوم موته إلى هذا اليوم إلا و تأتي الملائكة به و تعرضه عليّ فأقول لهم : ضاعفوا عذابه فيضاعف عليه العذاب إلى يوم القيامة
قال سلمان : فركبنا
و قال لي : يا سلمان غمض عي************ ، فأغمضت عيني فقال : افتحها
و إذا أنا بباب المدينة
فقال لي : يا سلمان مضى من النهار سبعة ساعات و طفنا في هذا اليوم البراري و القفار و البحار و كل الدنيا و ما فيها
س : ماهو مكتوب باللون الاحمر هل هذي استغاثه بعلي؟؟؟
31-08-08, 07:05 PM
العرض العادي
