العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-11, 09:02 PM   رقم المشاركة : 1
rafid
عضو فعال






rafid غير متصل

rafid is on a distinguished road


الرد المفحم على شبهة للروافض

بسم الله الرحمن الرحيم

يطرح الرافضي هذه الشبهة ويستدل بها على ولاية الامام على رضي الله عنه وارضاه
والشبهة تتعلق بحديث(انت ولي كل مؤمن بعدي)

الشبهة انقلها كما كتبها الرافضي

من الأدلة الصريحة على ولاية وإمامة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وخلافته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة حديث ( الولاية ) وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن علي عليه السلام : ( وهو ولي كل مؤمن بعدي ) أو ( وهو ولي كل مؤمن من بعدي ) وقد رواه بهذا اللفظ ابن حبان في صحيحه (1) والترمذي في جامعه الصحيح (2) والنسائي في السنن الكبرى (3) وأحمد بن حنبل في مسنده (4) وأبو يعلى في مسنده (5) وقال محقق الكتاب الشيخ حسين أسد ( رجاله رجال الصحيح ) ، والطيالسي في مسنده (6) والطبراني في المعجم الكبير (7) وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل ( .

ورواه بلفظ ( أنت ولي كل مؤمن بعدي ) الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (9) وقال : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك : ( صحيح ) ، وأبو داود الطيالسي في مسنده (10) ، والطبراني في المعجم الكبير (11) وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل (12) .

ورواه بلفظ ( وعلي ولي كل مؤمن بعدي ) ابن أبي شيبة في مصنفه (13) وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل (14) .

ورواه بلفظ ( وهو وليكم بعدي ) أحمد بن حنبل في مسنده (15) وهو أيضاً في فضائل الصحابة (16) .

ورواه بلفظ ( وهذا وليكم بعدي ) النسائي في السنن الكبرى (17) .

ورواه بلفظ ( وإنه وليكم من بعدي ) الطبراني في المعجم الأوسط (18) .

* * *

وهذا الحديث مروي بأسانيد صحيحة لا مطعن ولا مغمز فيها ، ولذلك صححه العديد من الحفاظ وكبار العلماء عند أهل السنة .

قال ابن حجر في الإصابة : ( وأخرج الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين قصة قال فيها : قال رسول الله (ص) : ما تريدون من علي إنّ علياً مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي ) (19) .

وقال المتقي الهندي : ( علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن ش عن عمران بن حصين ، صحيح ) (20) .

وقال أيضاً : ( عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله (ص) سرية واستعمل عليهم علياً فغنوا فصنع علي شيئاً أنكروه ، وفي لفظ ؛ فأخذ علي من الغنيمة جارية فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول الله (ص) أن يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدؤا برسول الله (ص) فسلّموا عليه ونظروا إليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله (ص) فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر أن علياً قد أخذ من الغنيمة جارية ؟ فأعرض عنه ، ثم قام الثاني فقال مثل ذلك فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فأقبل إليه رسول الله (ص) يعرف الغضب في وجهه فقال : > ما تريدون من علي ؟ علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي < ش وابن جرير وصححه ) (21) .

وقال الصالحي الشامي : ( وروى ابن أبي شيبة وهو صحيح عن عمر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله (ص) : علي مني وأنا منه ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي ) (22) .

وأخرج ابن أبي عاصم في كتابه السنة بسنده عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (ص) : علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محقق الكتاب : ( إسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم ) (23) .

وصححع الألباني أيضاً في سلسلته الصحيحة كما سيأتي وصحيح سنن الترمذي (24) .

وقال الحافظ السيوطي في كتابه القول الجلي الحديث 40 : ( الحديث الأربعون : عن عمران بن الحصين : إن رسول الله (ص) قال : علي مني وأنا مـن علي وهو ولي كل مؤمن بعدي أخرجـه ابن أبي شيبـة وصححه ) (25)

* * *

ولكون هذا الحديث يحمل في مضمونه نصاً صريحاً على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة لم يخلو من محاولات الطعن فيه .

أما ابن تيمية الحراني فقد أنكر صحته وجزم - كاذباً - أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث قال في كتابه منهاج السنة وهو يرد على ابن المطهر الحلي رحمة الله عليه : ( وكذلك قـوله : وهـو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله ) (26) .

وقد مرّ عليك أنّ هذا الحديث ثابت صحيح من أصح الأحاديث وأثبتها ، وصرّح بصحته العديد من علماء أهل السنة وحفاظهم ، وقد ردّ بعض العلماء على ابن تيمية تكذيبه لهذا الحديث وأنكروا عليه ذلك منهم محمد ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة ، واتهمه بالجرأة لتكذيبه الحديث قال الألباني : ( فمن العجيب حقاً أن يتجرأ شيخ الإسلام (!!!) ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه ) (27) ، واعتبر تكذيبه له ناشئاً من تسرّعه ومبالغته في الرّد على الشيعة فقال : ( فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلاّ التسرع والمبالغة في الرّد علي الشيعة ) (28) .

وممن أنكر على ابن تيمية تكذيبه لهذا الحديث الشيخ عبد الله الهرري ، حيث قال في كتابه ( المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية ) : ( سلك ابن تيمية عند كلامه على الأحاديث التي في فضائل علي رضي الله عنه مسلك التوسع في تضعيف هذه الأحاديث بل والحكم على أكثرها بالوضع وذلك ليصرفها عن إثبات فضائل لعلي رضي الله عنه ، فحاله ما ذكر ابن حجر أنه ردّ في ردّه كثيراً من الأحاديث الجياد ،يعني الصحيح والحسن .

وليعلم الناظرون أن ابن تيمية يضعف أحاديث ولا يبالي بتصحيح الحفاظ لها لشدة تعلق قلبه بتأييد هواه ، كما أن من دأبه دعوى اتفاق العلماء على البدع التي يهواها كذباً وزوراً من غير استحياء من الله ولا من أهل العلم .

فهذا شأن ابن تيمية فإنه يحتج بالحديث الموضوع الذي يوافق هواه ويحاول أن يصححه ، ويضعف الأحاديث الثابتة والمتواترة التي تخالف رأيه وعقيدته ، حتى قال فيه تلميذه الذهبي في رسالة أرسلها له على شكل نصيحة بعد كلام ما نصه : ( إلى كم تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها والله أحاديث الصحيحين ، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك ، بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار أو التأويل والإنكار ) .

ومن هذه الأحاديث التي حكم عليها ابن تيمية بناء على هواه ... ) وذكر الشيخ الهرري الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمار بن ياسر : ( تقتلك الفئة الباغية ) ثم قال : ( الحديث الثاني : قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي يقول ابن تيمية في منهاجه ما نصه : ( ومثل قوله : أنت ولي في كل مؤمن بعدي فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث ) ويقول فيه أيضاً ما نصه : ( وكذلك قوله : وهو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله (ص) ) .

ثم ذكر الهرري مجموعة من المصادر المعتمدة عند أهل السنة التي روت الحديث المذكور ، وذكر تصحيح الحاكم النسابوري له على شرط مسلم وتقوية ابن حجر للحديث في كتابه الإصابة (29) .

* * *

وممن حاول الطعن في الحديث الحافظ أبو العلاء المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي فقد قال : ( وقد استدل به الشيعة على أنّ علياً رضي الله عنه كان خليفة بعد رسول الله (ص) من غير فصل واستدلالهم به على هذا باطل فإن مداره على صحة زيادة لفظة ( بعدي ) وكونها صحيحة محفوظة قابلة للإحتجاج ، والأمر ليس كذلك ... ) (30) .

ثم زعم أن لفظة ( بعدي ) تفرد بها جعفر بن سليمان الضبي وهو شيعي غال في التشيع ، ثم استدرك على نفسه بالقول : ( فإن قلت : لم يتفرد بزيادة قوله ( بعدي ) جعفر بن سليمان بل تابعه عليها أجلح الكندي ) ثم ذكر رواية الأجلح من مسند أحمد وقال بعدها : ( قلت : أجلح الكندي هذا أيضاً شيعي ) ثم قال : ( والظاهر أن زيادة ( بعدي ) في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين ) !!! .

فالمباركفوري لم ينكر دلالة الحديث على الولاية على الأمّة ، بل مفهوم كلامه أنّه يرى دلالته على ذلك ولكنه حاول رد قول الشيعة أن الحديث فيه دلالة على ولايـة علي المباشـرة وبلا فصل بعـد النبي صلى الله عليه وآله وسلم زاعماً أنّ لفظـة ( بعدي ) غير محفوظة وأنها من وهم جعفر بن سليمان والأجلح الكندي ! وهدفه من ذلك تصحيح خلافة الثلاثة الذين تسنّموا سدّة خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أمير المؤمنين عليه السلام .

ويظهر من كلامه أيضاً أن استدلال الشيعة بالحديث على أنّ علياً عليه السلام هو الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل يكون صحيحاً لو ثبت أنّ لفظة ( بعدي ) محفوظة مروية من طريق صحيح ليس فيه شيعي واحد .. نعم هذا هو ظاهر كلامه .

وإذْ اتضح لك ذلك فتعال معي لتسمع كلاماً للشيخ محمد ناصر الدين الألباني أورده في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة وهو يصلح لأن يكون ردّاً على الحافظ المباركفوري ويسقط ما في يه ويؤكد صحة استدلال الشيعة .

قال الشيخ الألباني بعد أن ذكر الحديث من طريق الأجلح وجعفر بن سليمان : ( فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلة فيه ؟

فأقول : كلا ، لأنّ العبرة في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربّه فهو حسيبه ، ولذلك نجد صاحبي الصحيحين وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم وهذا هو المثال بين أيدينا فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيت ، مع أنّه قال في رواية جعفر في كتابه ( مشاهير علماء الأمصار ) : ( كان يتشيّع ويغلو فيه ) بل إنّه قال في ( ثقاته ) : ( وكان يبغض الشيخين ) وهذا وإن كنت في شك من ثبوته عنه ، فإن مما لا ريب فيه أنه شيعي لإجماعهم على ذلك ، ولا يلزم من التشيع بغض الشيخين رضي الله عنهما ، وإنما هو مجرد التفضيل ، والإسناد الذي ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما فيه جرير بن يزيد بن هارون ولم أجد له ترجمة ، ولا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه ، ومع ذلك فقد قال ابن حبان عقيب ذلك التصريح : ( وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الرّوايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه ، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة (31) ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز ) على أنّ الحديث قد جاء مفرقاً من طرق ليس فيها شيعي ).

ثم ذكر طريقاً صحيحاً للحديث ليس فيه شيعي واحد فقال : ( وأما قوله : ( وهو ولي كل مؤمن بعدي ) فقد جاء من حديث ابن عباس فقال الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه ( ابن عباس ) أنّ رسول الله (ص) قال لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي وأخرجه أحمد ومـن طريقـه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي وهو كما قالا ) (32) .

فثبت والحمد لله أن لفظة ( بعدي ) الواردة في الحديث محفوظة ومروية من طرق صحيحة وبعض هذه الطرق ليس فيها شيعي حتى يتنهم بالوهم أو بشيء من هذا القبيل كما اتهم المباركفوري الأجلح وجعفر بن سليمان ، وبه ثبت أن استدلال الشيعة بالحديث على أنّ علياً عليه السلام هو الولي والإمام والخليفة للنبي من بعده مباشرة استدلال صحيح .



والحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم على رسوله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين

وصحبه المنتجبين ومن تبع نهج محمد وآله إلى قيام يوم الدين .



___________________________________

(1) صحيح ابن حبان 15/373 برقم : 6929 .

(2) سنن الترمذي 5/632 .

(3) سنن النسائي 5/45 برقم : 8146 و 5/132 برقم : 8474 .

(4) مسند أحمد 4/437 برقم : 19942 .

(5) مسند أبي يعلى 1/293 برقم : 355 .

(6) مسند الطيالسي 1/111 برقم : 829 .

(7) المعجم الكبير 18/128 .

(8 فضائل الصحابة 2/605 برقم : 1035 و 2/649 برقم : 1104 .

(9) المستدرك على الصحيحين 3/143 برقم : 4652 .

(10) مسند الطيالسي 1/360 برقم : 2752 .

(11) المعجم الكبير 12/97 .

(12) فضائل الصحابة 2/682 .

(13) مصنف ابن أبي شيبة 6/372 برقم : 32121 .

(14) فضائل الصحابة 2/620 برقم : 1060 .

(15) مسند أحمد 5/356 برقم : 23062 .

(16) فضائل الصحابة 2/688 برقم : 1175 .

(17) السنن الكبرى 5/133 برقم : 8475 .

(18) المعجم الأوسط 6/163 برقم : 6085 .

(19) الإصابة 4/569 .

(20) كنز العمال 11/608 برقم : 32941 .

(21) كنز العمال 13/142 برقم : 36444 .

(22) سبل الهدى والرشاد 11/297 .

(23) السنة لابن أبي عاصم 550 برقم : 1187 .

(24) صحيح سنن الترمذي 3/521 .

(25) دراسات في منهاج السنة 282 .

(26) منهاج السنة 7/391 .

(27) سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/263 .

(28) سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/264 .

(29) المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية 348 – 351 .

(30) تحفة الأحوذي 10/199 .

(31) أقول : وهل الميل إلى أهل البيت ^ بدعة في الدين ؟!!! .

(32) سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/262 –

***********************

الرد على الشبهة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرد على الرافضة في استدلالهم بحديث ( وهو ولي كل مؤمن بعدي )

[ وهو ولى كل مؤمن ]

فهو صحيح ان شاء الله

وانما النكارة في

[بعدي ]


يقول الاعظمي في رده على الرافضي الموسوي في كتابه


[ الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعات ]

فقوله: (و هو ولي كل مؤمن) صحيح ثابت وسنبيّن إن شاء الله معناه الصحيح في المراجعة القادمة، لكن النكارة والغرابة التي فيه هي الزيادة بعده ألا وهي: (و هو وليّ كل مؤمن بعدي) فلفظ (بعدي) غير محفوظ ولا هو صحيحاً قابلاً للإحتجاج به

فقد تفرّد بها جعفر بن سليمان الضبعي، وهو وإن كان صدوقاً إلا أنه شيعي فلا يحتج به في مثل هذا الحديث لما فيه مما يقوي بدعته، وقد تقرر في (المصطلح) أن المبتدع إذا روى شيئاً يقوي به بدعته فهو مردود قطعاً، أنظر صفحة (248-250) من كتابنا هذا.

وقد نقل الحافظ في ترجمة جعفر هذا من (التهذيب) عن الإمام أحمد أنه قال عنه: (إنما كان يتشيّع وكان يحدّث بأحاديث في فضل عليّ، وأهل البصرة يغلون في عليّ) إ. ه.

من أجل كل هذا قد استغرب الترمذي- على تساهله- هذاالحديث وأشار إلى علته بقوله: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان) إ. ه.

وقد عدّ الذهبي في ترجمة جعفر من (الميزان) هذا الحديث من جملة ما ينكر عليه وهوما يبين كذب هذا الموسوي بإدعائه تسليم الذهبي بصحته على شرط مسلم.

وسنبين في حديث بريدة الآتي أن أحداً لم يتابع جعفراً هذا في هذه الزيادة مطلقاً سوى أجلح الكندي راوي حديث بريدة وهوشيعي أيضاً مثل جعفر مع ما فيه من ضعف يمنع من الإحتجاج به، فصح يقيناً أن هذه الزيادة، وهي قوله (بعدي) لم تروَ ِإلاّ من طريق شيعيين لا يوثق بخبرهما في مثل هذا، مع مخالفتهما لجميع من روى هذه القصة بدون هذه الزيادة.

حديث بريدة رضي الله عنه، قال: (بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن، على أحدهما عليّ إبن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعليّ على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال فلقينا بني زيد م أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية فاصطفى عليّ امرأةً من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يخبره بذلك فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في عليّ فإنه مني وأنا منه وهو وليّكم بعدي، وأنه مني وأنا منه وهو وليّكم بعدي) إ. ه. أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد (5/356)، والبزار باختصار- (مجمع الزوائد)(9/127- 128)- من طريق الأجلح الكندي عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه بريدة. وعلّته الأجلح هذا فهو شيعي أيضاً مثل جعفر فلا يؤمن تفردهما في مثل هذا، - ونعني بتفردهما من بين من يقبل خبرهم، أما المتروكون أو المجاهيل أو الضعفاء فلا عبرة بمتابعتهم لهما في هذه الزيادة، مثل أبي بلج في حديث ابن عباس السابق، فإنه ساقط بنفسه كما تقدم- مع ما عند الأجلح من ضعف بسيط، ونقل الحافظ في ترجمته من (التهذيب) عن الإمام أحمد أنه قال عنه: (قد روى الأجلح غير حديث منكر) إ. ه.

قلت: والنكارة هنا هي زيادة قوله (بعدي) كما قدمنا، وهذا الكلام ينطبق أيضاً علىرواية النسائي في (خصائصه) التي أشار إليها هذا الموسوي

وقد استنكر هذه اللفظة أيضاً وردها الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) (7/343) فقال:

(هذه اللفظة منكرة والأجلح شيعي ومثله لا يُقبل إذا تفرّد بمثلها، وقد تابعه فيها من هو أضعف منه والله أعلم) إ. ه.

قلت: , كأنه يشير إلى رواية أبي بلج لحديث ابن عباس المتقدم.

وكذا ردّ هذه اللفظة واستنكرها لنفس السبب المباركفوري في (شرح الترمذي) (4/325-326) .

قال المباركفوري :

" والظاهر أن زيادة ( بعدي ) في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين جعفر بن سليمان والأجلح ويؤيده أن الإمام أحمد روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة ".



ويؤيده مجيء هذه القصة من غير طريق هذين الشيعيّين- جعفر والأجلح- لكن بدون هذه اللفظ المنكرة (و هو ولي كل مؤمن بعدي) أو نحوها، من ذلك نفس الطريق الذي أشار إليه هذا الموسوي في الهامش
(4/173)

عند الإمام أحمد (5/347)
و

الحاكم (3/110)

و

منها أيضاً عن وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه عند الإمام أحمد (5/358)

و

منها أيضاً عن روح عن علي بن سويد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، عند الإمام أحمد (5/359)
و

البخاري (5/207)

و

منها عن يحيى بن سعيد عن عبد الجليل عن عبدالله بن بريدة عن أبيه، عند الإمام أحمد أيضاً (5/350-351)

وغيرها وليس في أي منها لفظة (بعدي) فهي منكرة مردودة

وقد حكم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللله بالوضع في منهاج السنة النبوية


وعندي أن في الحديث موضع آخر فيه نكارة، ألا وهو قوله: (إذا التقيتم فعليّ على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده . .) فإن هذا مخالف لما ثبت في (صحيح البخاري) (5/206- 207) من حديث البراء رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليّاً بعد ذلك مكانه، فقال: (مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل) . . . الحديث، فإن هذا صريح في أن عليّ رضي الله عنه إنما كان بديلاً لخالد بن الوليد رضي الله عنه لا أميراً عليه كما تدعيه رواية الأجلح الكندي التي نحن بصددها، وقطعاً أن رواية البخاري هي الأصح والأثبت وما عارضها منكر مردود عند أهل العلم.
وهذا الذي قلناه من رواية البخاري هو الذي اختاره ابن جرير الطبري في (تاريخه) (3/131- 132)، والذهبي في (تاريخ الإسلام) (جزء المغازي) (ص690- 691)، وغيرهما . ورواية الأجلح الكندي هذه مخالفة أيضاً لباقي الروايات التي أشرنا إليها قبلاً في هذه المسألة أيضاً، وهذا كله مما يمنع الإحتجاج بها.

**


على افتراض صحة رواية " من بعدي " فهي تخالف التفاسير الشيعية التي ذكرت أن قوله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } الإمامة لعلي رضي الله عنه في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكيف تصح زيادة ( من بعدي ) .


لاحظ هذه الاحاديث


كما قال العرباض بن سارية رضي الله عنه - فقال: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ … )
الحديث، أخرجه أبو داود الترمذي.

وأوصاهم أيضا فقال (إقتدوا بالذين من بعدى أبى بكر وعمر ) أخرجه الترمذى وغيره.

وسألته امرأة فقالت: ( أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ فقال: ائت أبا بكر ) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. وقد تقدم تفصيل ذلك.


******

والمعنى الصحيح للحديث بينه الشيخ الاعظمي في رده على الموسوي


جاء الحديث بلفظ (الولي) وبلفظ (المولى) أيضا، والمولى بمعنى الولي أيضا وهما واحد في كلام العرب، والمولى في الدين هو الولي، كما الله تعالى: { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} . وإذا تقرر أن (المولى) هو (الولي)، فالولي له عدة معان- أنظر (لسان العرب) (20/288-293)، (المعجم الوسيط) (2/1070)- يمكن جمعها في: النصير، والمحب، والصديق، والحليف، والصهر، والجار، والتابع، والمطيع، والمعتق، وكل من ولي أمراً أو قام به. وينفرد (المولى) بمعانٍ لا تستقيم هنا مثل: الرب، والمالك، والنزيل، والقريب من العصبة، والعبد، والذي سلم على يديك ويواليك. ولعدم ورود هذه المعاني هنا فلا حاجة بنا إلى مناقشتها، كما لا حاجة بنا إلى مناقشة بعض معاني (الولي) المتقدمة لعدم استقامتها هنا مثل: الصديق، والحليف , والصهر، والجار، والتابع، والمطيع، والمعتق. وتبقى من معاني (الولي) القائمة للمناقشة هنا: (النصير والمحب)، وهذا الذي نقول به وسنثبته إن شاء الله، وكذلك (ولاية الأمر أو القيام به) . ولكن قبل تفصيل ذلك لا بد لنا من وقفة قصيرة عند هذا الحديث واستدلال الشّيعة به، فاستدلالهم به نظير استدلالاتهم الأخرى هم وجميع المبتدعة الآخرين كالخوارج والمعتزلة والقدرية وغيرهم إذ هو استدلالٌ بنصوص عامة تحمل عدّة معان، وهم بأهوائهم الفاسدة يقدمون المعنى الذي يريدون، معرضين عن النصوص الصحيحة الصريحة في تقرير المطلوب، والتي لا يسع أحداً تحريفها أو تغيير معناها، وهذا شأن كل أهل الضلال من المبتدعة وغيرهم، وهم في ذلك كما وصفهم الله تبارك وتعالى في قوله: { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذي قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} . وجميع النصوص التي سبق إيرادها من قبل هذا الموسوي إما صريحة غير صحيحة بل باطلة موضوعة، أو صحيحة غير صريحة في مطلوبه،
كما هو حال حديثنا هذا.

وإذا كان اللفظ يحمل عدّة معانٍ متباينة، فلا يمكن ترجيح أحدها على ما سواه إلاّ بقرينة صحيحة صالحة لذلك، ومن طالع كلام هذا الموسوي في هذه المراجعة وجده قد ذكر ما يزعم أنه قرينة للمعنى الذي ادّعاه، ويمكن تقسيمه إلى أربع نقاط:

النقطة الأولى

زعمه إفادته للحصر بقوله (وهو وليكم بعدي) ثم تقريره عدم أعمال الحصر إلاّ على المعنى الذي ذهب إليه، وهذه حجة أوهى من خيط العنكبوت فليست هذه الصيغة للحصر أصلاً ولا موضوعة له ولم يقل به أحد من أهل هذا الشأن، اللهم إلاّ إذا كانت هناك قرائن في نفس السياق تفيد ذلك، وهو أمر معدوم هنا كما هو واضح . ثم إن الحديث بهذا اللفظ غير صحيح بل ضعيف مردود كما فصلناه في صفحة (429-432) وخلال الكلام على الأحاديث التي جاءت بهذا اللفظ في المراجعة السابقة. فلم يروه بهذا اللفظ إلاّ رواة من الشّيعة فلا يؤمن تفردهم بذلك- وإن كانوا ثقاتٍ- فقد روى هذا الحديث رواة ثقات كثيرون غيرهم لكن أحداً منهم لم يذكره بهذا اللفظ مما يبيّن عدم صحته. ونحن بهذا لا نتهم هؤلاء الرواة الشّيعة في اختلاقه بل في عدم تثبتهم في روايته أو على الأقل روايته بالمعنى الذي فهموه به، وقد قدمنا عن علماء الحديث تقريرهم لعدم الإحتجاج بحديث المبتدع- وإن كان ثقة- فيما يدخل في بدعته ويقويها، أنظر صفحة (249-250) من كتابنا هذا.

النقطة الثانية

زعمه أن لا ميزة ولا مزية أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم إثباتها في هذه الأحاديث لعليّ إذا كان (الولي) هو (النصير أو المحب) وأن هذا من قبيل الواضحات البديهات.

وهذه حجة من قبيل حجج الأميين السذج، فإن محبة عليّ رضي الله عنه ونصرته للمؤمنين وولايته لهم- بهذا المعنى- لم تكن واضحة ولا بديهية قبل هذا الحديث خصوصاً عند من كان معه بأرض اليمن، وقد مرّ ذلك واضحاً وصريحاً في أحايث بريدة بن الحصيب وعمران بن حصين وعمرو بن شاس ووهب بن حمزة التي ذكرها هذا الموسوي نفسه في المراجعة السابقة، وفي غيرها من الأحاديث كذلك.

ففي حديث عمران بن حصين أن أربعة تعاقدوا على شكاية عليّ عند النبي صلى الله عليه وسلّم ووقعوا فيه بسبب الجارية التي اصطفاها لنفسه، حتى غضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لذلك وقال قوله هذا- راجع حديث عمران بن حصين- وفي حديث بريدة التصريح بأن بريدة رضي الله عنه نفسه كان ممن يبغض عليّاً قبل هذا الحديث، كما في الرواية التي ذكرها. ونحوها عند الإمام أحمد (5/359)، والبخاري (5/207)، وفي رواية أخرى- عند الإمام أحمد (5/347)، والحاكم (3/110)- أن ذلك كان بسبب ما رأوه من الجفاء من عليّ رضي الله عنه.
وعند الإمام أحمد (5/350-351) أن بريدة قال: (أبغضت عليّاً بغضاً لم يبغضه أحد قط وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلاّ على بغضه عليّاً . . .) الحديث. فليسمع أصحاب هذا الموسوي، فليس الأمر كما زعم صاحبهم هذا بأنه من الواضحات البديهات، ونحن إذ نقول هذا لا نعني به فقط محبة عليّ للمسلمين ونصرته لهم، بل وجوب محبتهم له ونصرتهم له، الأمر الذي لم يكن عند بعض الصحابة بسبب ما رأوا منه رضي الله عنه فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم حثهم على ذلك بأمرهم به أولاً، وببيان ما عند عليّ رضي الله عنه من النصرة والمحبة للمؤمنين وصدقه في ذلك، وأن ما صدر منه من الجفاء تجاه بعضهم لا يخالف ذلك، فقال صلّى الله عليه وسلّم (من كنت مولاه فعليّ مولاه)- وكذلك لفظ (الولي) في بعض الروايات- أي: من كنت ناصره على دينه وحامياً عنه بظاهري وباطني وسري وعلانيتي فعليّ ناصره على هذا السبيل فتكون فائدة ذلك الإخبار عن أن باطن عليّ وظاهره في نصرة الدين والمؤمنين ومحبتهم سواء، والقطع على سريرته وعلو رتبته، وليس يعتقد ذلك في كل ناصر للمؤمنين لأنه قد ينصر الناصر بظاهره فقط، وهو ما ظنه بعليّ بعض الصحابة ممن كان معه بأرض اليمن وغيرهم فاحتاج ذلك إلى البيان من النبي صلّى الله عليه وسلّم بما لا محيد عنه وإلاّ لو ترك ذلك وظن أنه من الواضحات البديهيات- كما يدعيه هذا الجاهل وأصحابه- لما أزيح ما كان في نفوس كثير من الناس عن عليّ رضي الله عنه .

فبعد أن بين صلّى الله عليه وسلّم صدق عليّ ومحبته ونصرته للمؤمنين أمر بمحبته رضي الله عنه- فضلاً عن النهي عن بغضه- ونصرته، وهو ما يحتمله أيضا هذا الحديث، فأيضا قوله (من كنت مولاه فعليّ مولاه) أي: من كنت محبوباً عنده ومنصوراً له فعليّ كذلك. ولا يفوتنا أن ننبه أنه ليس من نصرة عليّ رضي الله عنه نصرته على توليته الخلافة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن هذا أمر لم يستحقه- رضي الله عنه- بل ولم يدّعه هو أصلا ً، ومن قال بادعائه لها فقد كذب عليه، حتى إذا آلت إليه الخلافة واستحقها بعد مقتل عثمان رضي الله عنه كانت نصرته في ذلك مشروعة وواجبة، وهذا مذهب أهل السنة والحمد لله.

نعود الآن إلى الأحاديث المصرحة بما قلناه من سبب هذا الحديث، وقد ذكرنا منها حديث عمران بن حصين، وحديث بريدة بن الحصيب، ونضيف إليها حديث عمرو بن شاس، وقد تقدم لفظه في صفحة (438-439) وذكره هذا الموسوي في الهامش (4/173)، وفيه التصريح بما وجده عمرو من الجفاء من عليّ فشكاه بسبب ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلّم ومثله في ذلك أيضا حديث وهب بن حمزة في صفحة (445) . وحتى حديث الطبراني الواهي جداً تجد فيه ذكر ذلك واضحاً . وكذلك في غير ما تقدم من الأحاديث مثل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وشكايته إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ما لقي من عليّ من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق، أخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) (5/398)، ونقله الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) (5/105-106) وقال: وهذا إسناد جيد على شرط النسائي إ. ه. وكذلك ما رواه ابن إسحاق- (سيرة ابن هشام) (4/250)- ومن طريقه رواه ابن جرير في (تاريخه) (3/149) عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، ونقله أيضا ابن كثير في (البداية والنهاية) (5/208- 209) . وجاءت شكاية الناس علياً رضي الله عنه في حديث أبي سعيد أيضا رواه ابن إسحاق- (سيرة ابن هشام) (4/250)- ومن طريقه ابن جرير (3/149) وأكثر من ذلك ما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (كنت جالساً في المسجد أنا ورجلان معي فنلنا من عليّ فأقبل رسول الله . . .) الحديث، أخرجه أبو يعلى- (البداية والنهاية) (7/346)-بإسناد لا بأس به في الشواهد وعزاه في (المجمع) (9/129) للبزار بإختصار. وغير ذلك من الأحاديث التي تثبت ما وقع في نفوس كثير من الصحابة على عليّ رضي الله عنه من الريبة والبغض بسبب ما صدر منه تجاههم، الأمر الذي اقتضى علاجه من النبي صلى الله عليه وسلم وتبرئة عليّ من ذلك وبيان صدقه في محبته للمؤمنين ونصرته لهم، مع الأمر بمحبته ونصرته وولايته بهذا المعنى لا غير، والذي جاء التصريح به وبيان أنه المقصود في حديث بريدة عند الإمام أحمد (5/350-351) إذ قال بريدة: (فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتبغض علياً ؟ قال: قلت نعم، قال: فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حباً).

وبهذه القرائن- ومثلها

اتضح معنى الولي في تلك الأحاديث بأنه: النصير والمحب، واتضح أن هناك دافعاً قوياً لان يصرح النبي صلى الله عليه وسلم بهذا في عليّ رضي الله عنه، ولا يعرض عن هذه القرائن ويتكابر عليها إلاّ من أعمى الله بصيرته ومن كان في قلبه مرض ومن يحتكم إلى هواه دون هذه النصوص، { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إنْ هم إلاّ كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً} .

النقطة الثالثة

من النقاط التي زعم أنها قرائن تفيده، ما اعتمد عليه من لفظ (بعدي) في الحديث (و هو وليكم بعدي)، وهذه لا تلزمنا بشيء والحمد لله لما قدمنا من ضعف الحديث بهذا اللفظ وأنه مخالف لكل روايات الحديث الأخرى على كثرتها، أنظر صفحة (431-432)، وقد قدمنا هناك عدداً من العلماء الذي كذّبوا هذا اللفظ أو استنكروه على الأقل، مثل ابن تيمية، والذهبي، وابن كثير، والمباركفوري، وحتى الترمذي على تساهله، فلا حجة للشيعة علينا فيه بعد هذا، والحمد لله.


النقطة الرابعة

وهي آخر ما زعمه من القرائن حديث بريدة عن الإمام أحمد (5/347)، والحاكم (3/110)، وقد تقدم وفيه قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) وزعم أن تقديمه صلّى الله عليه وسلّم لذلك هو القرينة المطلوبة، وهذا باطل من وجوه:

الوجه الأول

أنه لا يصلح أن يكون قرينة إلاّ إذا كان معنى (الأولى) في قوله هذا هو نفس معنى (المولى) الذي بعده، وهذا لا يقوله إلاّ الحمقى، فإن (الأولى) هو الأجدر والأحق والأقرب- (المعجم الوسيط) (2/1070)- وليس ذلك أبداً من معاني (المولى) أو (الولي)، وقد قدمناها (ص449-450) فبطل بذلك كونه قرينة، من هذا الوجه.


الوجه الثاني

أن معنى كون النبي صلى الله عليه وسلّم أولى بالمؤمنين من أنفسهم- وهو نص الآية (6) من سورة الأحزاب- أن حكمه فيهم واختياره لهم مقدم على حكمهم واختيارهم لأنفسهم وأحق بذلك كما قال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلّموا تسليماً } . - أنظر (تفسير ابن كثير) (3/467)، و(روح المعاني) للآلوسي (21/151) وغيرها-.
ولهذا قدم ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبريدة مذكره به، فإذا كان صلّى الله عليه وسلّم حكمه واختياره مقدم على اختيار المؤمنين أمرهم بنصرة عليّ ومحبته رضي الله عنه وأنه حكم عليه بصدقه في محبة المؤمنين ونصرتهم وأيضاً حتى لا يكون ما رأوه من عليّمن الجفاء والغلظة سبباً لتقديمهم حكمهم بأنفسهم على حكم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عليّ، فهو يريد منهم أن ينصاعوا إلى قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عليّ لا إلى ما لمسوه منه من الغلظة والتضييق والجفاء، لذا نرى أن بريدة رضي الله عنه نفسه راوي هذا الحديث قد صرح بهذا في رواية الإمام أحمد (5/350-351) عقب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم ذلك له، فقال: (فما كان من الناس أحد بعد قول النبي صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليّ من عليّ) إ. ه. فهذا صريح في أن النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما عنى بولايته أن يحبوه وهذا بيّن لا لبس فيه إن شاء الله ولا يحتاج لطول شرح.



والحمد لله رب العالمين


**


ملاحظة : نقلت الكلام بتصرف وشكرا

فائدة

أخرج الحافظ البيهقي - وساقه بسنده الحافظ ابن كثير في ( البداية والنهاية ) (5/250-251) - عن علي رضي الله عنه أنه قيل له: ألا تستخلف علينا؟ فقال: ( ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم )

قال ابن كثير ( إسناد جيد ولم يخرجوه ).


نقل إسناده الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية ) (5/250) - بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: ( خطب أبو بكر واعتذر إلى الناس، وقال: ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة، ولا سألتها في سر ولا علانية، فقبل المهاجرون مقالته، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشورة وإنّا نرى أن أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وإنّا لنعرف شرفه وخبره، ولقد أمره رسوله الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس وهو حيّ )

وقال الحافظ ابن كثير: ( إسناد جيد ).


انتهى النقل من الاعظمي
والحمد لله رب العالمين







التوقيع :
<a href=http://www.dd-sunnah.net/forum/image.php?type=sigpic&userid=57861&dateline=1318274459 target=_blank>http://www.dd-sunnah.net/forum/image...ine=1318274459</a>

( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
من مواضيعي في المنتدى
»» كشف شبهات الرافضة والرد عليها
»» الموضوع الذي يخاف علماء الشيعة من ان يصل الى اتباعهم
»» فتوى من موقع مؤسسة الخوئي ادخل وشوف
»» ثلاثة روايات تهدم دين الشيعة بأكمله
»» الخوئي : كلام المعصوم غير قابل للتصديق وتفسيره مخالف لظاهر القرآن
 
قديم 26-05-11, 09:11 PM   رقم المشاركة : 2
rafid
عضو فعال






rafid غير متصل

rafid is on a distinguished road


ولتوضيح السند للروايات المذكورة اعلاه نقول وبسم الله وعلى بركة الله


1- جعفر بن سليمان الضبعي :
قال الأزدى : كان فيه تحامل على بعض السلف، و كان لا يكذب فى الحديث ، ويؤخذ عنه الزهد و الرقائق ، و أما الحديث ، فعامة حديثه عن ثابت، وغيره فيه نظر ومنكر .

و قال البخارى فى " الضعفاء " : يخالف فى بعض حديثه .

قال ابن المدينى: أكثر عن ثابت ، و بقية أحاديثه مناكير.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، فِيْهِ ضَعْفٌ.

كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَلاَ يَكْتُبُ حَدِيْثَهُ

وَقَالَ السَّعْدِيُّ: رَوَى مَنَاكِيْرَ،وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ، لاَ يَكْذِبُ.

(سير أعلام النبلاء، تهذيب الكمال، تهذيب التهذيب)

2- أجلح الكندي: هو أجلح بن عبد الله بن حجية ، و يقال : أجلح بن عبد الله
ابن معاوية الكندى ، أبو حجية الكوفى ، والد عبد الله بن الأجلح ، و يقال : اسمه يحيى ، و الأجلح لقب.

قال على ابن المدينى عن يحيى بن سعيد القطان : فى نفسى منه شىء .

و قال عمرو بن على عن يحيى بن سعيد : ما كان يفصل بين على بن الحسين والحسين بن على .

و قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : أجلح و مجالد متقاربان فى الحديث وقد روى الأجلح غير حديث منكر .

و قال أبو حاتم : ليس بالقوى يكتب حديثه ولا يحتج به .

و قال النسائى : ضعيف ليس بذاك وكان له رأى سوء .

و قال الجوزجانى : مفترى .

قال أبو داود : ضعيف .

و قال ابن سعد : كان ضعيفا جدا .

و قال العقيلى : روى عن الشعبى أحاديث مضطربة لا يتابع عليها .

و قال ابن حبان : كان لا يدرى ما يقول ، جعل أبا سفيان أبا الزبير.

قال ابن عدي سمعتُ ابْن حَمَّاد قال السعدي الأجلح مفتري.

(انظر ترجمته في تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب، والكامل في الضعفاء)


3- يَحْيى بن أبي سليم أبو بلج الفزاري.
قال ابن عدي في الكامل في ضفاء الرجال (9/80):
حَدَّثَنَا عَلانٌ، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مريم سَمِعْتُ يَحْيى بْن مَعِين يقول أبو بلج يَحْيى بن أبي سليم، سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ يَحْيى بن أبي سليم أبو بلج الفزاري سمع مُحَمد بن حاطب، وعَمْرو بن ميمون فيه نظر. (عند البخاري بمعنى متروك)

سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي أبو بلج الواسطي غير ثقة.

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 47 :
ونقل ابن عبد البر و ابن الجوزى أن ابن معين ضعفه.

و قال أحمد : روى حديثا منكرا .

وقال الذهبي في ميزان الإعتدال (4/384)
وقال ابن حبان: كان يخطئ.

وقال الجوزجاني: غير ثقة.

ثم قال الذهبي رحمه الله:
ومن مناكيره: عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الابواب إلا باب على رضي الله عنه.
ومن بلاياه: الفسوي في تاريخه، حدثنا بندار، عن أبي داود، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد.
وهذا منكر.
قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا فأنكره.
ونقل ابن عبد البر و ابن الجوزى أن ابن معين ضعفه. (تهذيب التهذيب 12 / 47).


أما قول الرافضي:
4- وروي من طريق وهب من حمزة كما في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر(42|199)

ففي اسناد ابن عساكر
عبيد الله بن موسى بن أبى المختار ، و اسمه باذام العبسى
مولاهم ، أبو محمد الكوفى .
قال أبو الحسن الميمونى : و ذكر عنده ـ يعنى : عند أحمد بن حنبل ـ عبيد الله بن
موسى ، فرأيته كالمنكر له، قال : كان صاحب تخليط، وحدث بأحاديث سوء ، أخرج تلك البلايا فحدث بها .

وقال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : كان محترقا شيعيا

قال ابن سعد : يروى أحاديث فى التشيع منكرة

و قال يعقوب بن سفيان : شيعى ، و إن قال قائل : رافضى ، لم أنكر عليه ، و هو منكر الحديث .

و قال الجوزجانى : و عبيد بن موسى أغلى ، و أسوء مذهبا ، و أروى للعجائب .

و قال الحاكم : سمعت قاسم بن قاسم السيارى ، سمعت أبا مسلم البغدادى الحافظ يقول : عبيد الله بن موسى من المتروكين .

وقال أحمد : روى مناكير، وقد رأيته بمكة فأعرضت عنه

و قال الساجى : صدوق ، كان يفرط فى التشيع .
(تهذيب الكمال، تهذيب التهذيب)

فكيف يستدل الرافضي بمثل هؤلاء على عقيدة يكفر عليها المسلمين من الصحابة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟!!!!!








التوقيع :
<a href=http://www.dd-sunnah.net/forum/image.php?type=sigpic&userid=57861&dateline=1318274459 target=_blank>http://www.dd-sunnah.net/forum/image...ine=1318274459</a>

( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
من مواضيعي في المنتدى
»» فتوى من موقع مؤسسة الخوئي ادخل وشوف
»» ثلاثة روايات تهدم دين الشيعة بأكمله
»» اسهل رد على شبهة تحليل المتعة من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
»» اعتراف علماء الإمامية بأن آية اكمال الدين نزلت في يوم عرفة من حجة الوداع
»» الموضوع الذي يخاف علماء الشيعة من ان يصل الى اتباعهم
 
قديم 26-05-11, 09:14 PM   رقم المشاركة : 3
rafid
عضو فعال






rafid غير متصل

rafid is on a distinguished road


وهذه إطلالة سريعة على أقوال العلماء في زيادة الثقة:


قال الحافظ ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح 2/612): "وهنا شيء يتعين التنبيه عليه وهو: أنهم شرطوا في الصحيح أن لا يكون شاذا، وفسروا الشاذ بأنه ما رواه الثقة فخالفه من هو أضبط منه أو أكثر عددا ثم قالوا: تقبل الزيادة من الثقة مطلقا.
وبنوا على ذلك أن من فسر معه زيادة، فينبغي تقديم خبره على من أرسل مطلقا، فلو اتفق أن يكون من أرسل أكثر عددا أو أضبط حفظا أو كتابا على من وصل أيقبلونه أم لا؟ أم هل يسمونه شاذا أم لا؟
لا بد من الإتيان بالفرق أو الاعتراف بالتناقض.
والحق في هذا أن زيادة الثقة لا تقبل دائما، ومن أطلق ذلك عن الفقهاء والأصوليين، فلم يصب. وإنما يقبلون ذلك إذا استووا في الوصف ولم يتعرض بعضهم لنفيها لفظا ولا معنى".

وجاء في ( نصب الراية 1 / 336 ـ 337 ) في نقلٍ عن الحافظ ابن عبد الهادي :
"والزيادة من الثقة مقبولة .‏
قلنا ‏:‏ ليس ذلك مجمعا عليه ,‏ بل فيهخلاف مشهور ,‏ فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقا‏,‏ ومنهم من لا يقبلها‏,‏والصحيح التفصيل,‏ وهو أنها تقبل في موضع دون موضع فأئمة هذا الشأن العارفون بعلل الأحاديث المتخصصون بذلك أمثال ابن مهدي والقطانوأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي لا يقولون بذلك .
ولايحكمون على هذه المسألة بحكم مستقل . بل يعتبرون القرائن ويحكمون على كل حديث بمايترجح عندهم .وتأمل في صنيعهم والمنقول عنهم ترى وضوح هذا المنهج" .

وقال الحافظ العلائي في (نظم الفرائدص 376):
"وأما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بنمهدي ومن بعدهما كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة وكذلك منبعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازي ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم ثمالدارقطني والخليلي كل هؤلاء يقتضي تصرفهم من الزيادة قبولاً ورداً الترجيح بالنسبةإلى ما يقوى عند الواحد منهم في كل حديث ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميعالأحاديث وهذا هو الحق الصواب".

وقال ابن حجر (النخبة وشرحها بحاشية علي القاري ص81-83):
"اشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقا من غير تفصيل، ولا يتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح والحسن أن لا يكون شاذا، ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة من هو أوثق منه والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كابن مهدي، ويحيى القطان، وأحمد، وابن معين، وابن المديني، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم: اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة المنافية، بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى".

وقال في النكت ( 2 / 687 ): "والذي يجري على قواعد المحدثينأنهم لا يحكمون عليه بحكم مستقل من القبول والرد بل يرجحون بالقرائن كما قدّمناه فيمسألة تعارض الوصل والإرسال".


وقال الحافظ ابن رجب في (شرح علل الترمذي 2/631):
"هذا أيضاً نوع من الغريب، وهو أن يكون الحديث في نفسه مشهوراً لكن يزيد بعض الرواة في متنه زيادة تستغرب. وقد ذكر الترمذي أن الزيادة إن كانت من حافظ يعتمد على حفظه فإنها تقبل، يعني: وإن كان الذي زاد ثقة لا يعتمد على حفظه لا تقبل زيادته. وهذا ـ أيضاً ـ ظاهر كلام الإمام أحمد".

وقال الإمام مسلم في (التمييز 190):
"والزيادة في الاخبار لا يلزم الا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم".

وذكر مسلم ـ أيضاً ـ في هذا الكتاب (199-200) رواية من روى من الكوفيين ممن روى حديث ابن عمر في سؤال جبريل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن شرائع الإسلام فأسقطوا من الإسناد عمر، وزاد في المتن ذكر الشرائع.
قال مسلم في هذه الزيادة: "فهذه زيادة مختلفة ليست من الحروف بسبيل وانما أدخل هذا الحرف في رواية هذا الحديث شرذمة زيادة في الحرف مثل ضرب النعمان بن ثابت وسعيد بن سنان ومن يجاري الارجاء نحوهما وانما أرادوا بذلك تصويبا في قوله في الايمان وتعقيد لارجاء ذلك ما لم يزد قولهم الا وهنا وعن الحق الا بعدا اذ زادوا في رواية الاخبار ما كفى بأهل العلم والدليل على ما قلنا من ادخالهم الزيادة في هذا الخبر أن عطاء بن السائب وسفيان روياه عن علقمة فقالا قال يا رسول الله ما الاسلام وعلى ذلك رواية الناس بعد مثل سليمان ومطر وكهمس ومحارب وعثمان وحسين بن حسن وغيرهم من الحفاظ كلهم يحكي في روايته أن جبريل عليه السلام قال يا محمد ما الاسلام ولم يقل ما شرائع الاسلام كما روت المرجئة".

وعلق ابن رجب على هذا الكلام فقال (شرح علل الترمذي 2/643):
"وفي كلامه ما يدل على أن صاحب الهوى إذا روى ما يعضد هواه فإنه لا يقبل منه، لا سيما إذا انفرد بذلك".

وقال الحافظ ابن عبد البر في (التمهيد 3/306):
"إنما تقبل الزيادة من الحافظ إذا ثبتت عنه وكان أحفظ وأتقن ممن قصر أو مثله في الحفظ لأنه كأنه حديث آخر مستأنف وأما إذا كانت الزيادة من غير حافظ ولا متقن فإنها لا يلتفت إليها".

وقال الحافظ ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح 2/690) بعض أن نقل عن كثير من الحفاظ والنقاد كالدارقطني وابن خزيمة وغيرهم:
"فحاصل كلام هؤلاء الأئمة أن الزيادة إنما تقبل ممن يكن حافظا متقنا حيث يستوي مع من زاد عليهم في ذلك، فإن كانوا أكثر عددا منه أو كان فيهم من هو أحفظ منه أو كان غير حافظ ولو كان في الأصل صدوقا فإن زيادته لا تقبل.
وهذا مغاير لقول من قال: زيادة الثقة مقبولة وأطلق - والله أعلم".


هذا إن كانت الزيادة من ثقة حافظ، فكيف وأن الزيادة من ضعفاء روافض!!!






التوقيع :
<a href=http://www.dd-sunnah.net/forum/image.php?type=sigpic&userid=57861&dateline=1318274459 target=_blank>http://www.dd-sunnah.net/forum/image...ine=1318274459</a>

( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
من مواضيعي في المنتدى
»» أوثق رجال الشيعة الأربعة في ميزان الجرح والتعديل من كتبهم
»» ثلاثة روايات تهدم دين الشيعة بأكمله
»» الموضوع اللذي اثار غضب الروافض
»» اسهل رد على شبهة تحليل المتعة من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
»» مجرد سؤال للشيعة لعلهم يفيقوا من حقدهم على الخلفاء الراشدين
 
قديم 26-05-11, 11:33 PM   رقم المشاركة : 4
غدا نلتقي
بإذن الله






غدا نلتقي غير متصل

غدا نلتقي is on a distinguished road


بارك الله فيك ورفع قدرك أخي الكريم .






التوقيع :
أقسم بالله العلي العظيم أن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يُكلف بإمامة أو ولاية كمايعتقد الرافضة ويزعمون وأنه رضي الله عنه لم يدع ذلك لنفسه أو يصرح بأنه إمام معصوم .
والله على ما أقول شهيد .
من مواضيعي في المنتدى
»» بعد وفاة رسول الله ارتد الصحابة إلا ثلاثة فهل أعاد الإمام من ارتد إلى الإسلام ؟
»» علي بن الحسين رضي الله عنه يلطم وجهه ويشوه جسده حزنا على والده ويطالب بالثأر ؟
»» من أجل جمع الأمة ووحدتها ....قول وفهم جديد لحديث الثقلين .
»» الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يزوران قبر والدهما في العراق كل سنة؟
»» هل دفن عبدالرحمن بن ملجم في النجف في القبر الذي يظن الرافضة أنه للكرار رضي الله عنه ؟
 
قديم 27-05-11, 01:14 AM   رقم المشاركة : 5
rafid
عضو فعال






rafid غير متصل

rafid is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا نلتقي مشاهدة المشاركة
  
بارك الله فيك ورفع قدرك أخي الكريم .


وفيك بارك المولى عز وجل أخي العزيز







التوقيع :
<a href=http://www.dd-sunnah.net/forum/image.php?type=sigpic&userid=57861&dateline=1318274459 target=_blank>http://www.dd-sunnah.net/forum/image...ine=1318274459</a>

( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
من مواضيعي في المنتدى
»» مبايعة الحسن لمعاوية رضي الله عنهما من منظور جديد
»» الموضوع الذي يخاف علماء الشيعة من ان يصل الى اتباعهم
»» الرد على استدلال الشيعة بحديث عمر بن الخطاب لنفي شرعية ولاية الصديق
»» الخوئي : كلام المعصوم غير قابل للتصديق وتفسيره مخالف لظاهر القرآن
»» سورة الولاية من قرآن الشيعة !! (وثيقة)
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "