العاملي / صفة الكلام صفة فعلية وليست ذاتية فعلية والقرآن [ كلام الله مخلوق ] .. !!

[تقي الدين السني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد لله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد / فإن من التناقضات التي وقع فيها القوم أنهم يقولون أن القرآن الكريم كلام الله مخلوق فلا أدري كيف يكونُ كلام الله مخلوق وهذا ذهب إليه العاملي في موقعهِ , ومن الغباء المتقد أنه قال أن الكلام من الصفات الفعلية لا الصفات الذاتية الفعلية وهذا مما وقع فيه الرافضة من التناقض وضعف العلم , وإليكم نبذة عن هذا الجهل المتقد عند علماء الرافضة , فكيف يفهم الرافضة .

قال الشيخ عبد العزيز الراجحي : (( صفة الكلام صفة ذات وصفة فعل ... وإنما اختصت هذه الصفة بالتنصيص عليها لأمرين:أحدهما: لتحقيق مذهب السلف فيها. الثاني: لكثرة النزاع بين فرق الأمة فيه مما يتسبب في خلط مذهب السلف بغيره)) ص92 , لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: (وما ذكره أئمة السنة والحديث متبعين لما جاء من الآثار من أنه سبحانه لم يزل كاملاً بصفاته، لم تحدث له صفة ولا تزول عنه صفة ليس هو بمخالف لقولهم: إنه ينزل كما يشاء، ويجيء يوم القيامة كما يشاء، وإنه استوى على العرش بعد ان خلق السماوات، وأنه يتكلم إذا شاء وأنه خلق آدم بيديه، ونحو ذلك من الأفعال القائمة بذاته، فإن الفعل الواحد من هذه الأفعال ليس مما يدخل في مطلق صفاته، ولكن كونه بحيث يفعل إذا شاء هو صفته). اهـ. التسعينية 1/ 328-330 . أهـ رحم الله أعلام هذه الأمة .

صفة الكلام - كما قرر ذلك علماء العقيدة - صفة ذاتية فعلية .. فهو سبحانه لم يزل موصوفاً بالكلام وهي صفة ملازمة لذاته لا تنفك عنه سبحانه ، وهو يتكلم إذا شاء ( أي يحدث كلامه عندما يريد ) فتكلم مع موسى ومع محمد عليهما السلام ... القران كلام الله منزل غير مخلوق , وعلى هذا دل الكتاب والسنه , واجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم اجمعين , والاثنا عشريه حذت حذو الجهميه في القول بخلق القران الكريم ( الزميل المنذر ليس اباضي انما هو رافضب احبتي في الله ) , فقد عقد شيخ الشيعه في زمنه المجلسي في ( بحار الانوار ) في كتاب : القران بابا بعنوان : (باب ان القران مخلوق ) , واورد في احدى عشر روايه , ومعظم هذه الروايات تخالف ما ذهب اليه , ولكن لشيوخ الشيعه مسلكا في تاويها وسنذكرها بعد قليل باذن الله تعالى . ويقول اية الشيعه محسن الامين : ثالت الشيعه المعتزلة : القران مخلوق , وهذا بناء على انكارها لصفة كلام الله , وزعمهم ان الله سبحانه يوجد الكلام في بعض مخلوقاته , كالشجرة حين كلم موسى , وكجبرائيل حين انزله الله بالقران , هذا بعض ما يقوله شيوخهم في هذا الامر , واذا رجعت الي الروايات التي ينقلونها في ( ال البيت ) وجدتها تخالف في اكثرها ما ذهب يذهب اليه هؤلاء , فمن ذلك ما جاء في تفسير ( العياشي ) عن الرضا انه سئل عن القران , فقال : ان كلام الله غير مخلوق .

وفي ( التوحيد ) لابن بابويه القمي : قيل لابي الحسن رضي الله عنه : يا ابن رسول الله , ما تقول في القران , فقد اختلفت فيه من قبلنا , فقال قوم : انه مخلوق , وقال قوم انه غير مخلوق ؟ فقال رضي الله عنه : اما اني لا اقول في ذلك ما يقولون , ولكن اقول : انه كلام الله جل في علاه وفي هذا المعنى روايات كثيرة عندهم . ولكن يلاحظ ان شيخ الشيعه في زمنه ابن بابويه القمي قد ذهب في تاويل هذه النصوص الي اتجاه اخر , فاثبت ان قول الائمة : القران غير مخلوق , يعني : انه غير مخلوق .اي : غير مكذوب , لا يعني به انه غير محدث , قال : انما امتنعنا من اطلاق المخلوق عليه , لان المخلوق في اللغات قد يكون مكذوب ويقال : كلام مخلوق , اي مكذوب .

وقد قال علماء السلف ردا عليهم :
انه غير مخلوق , ولم يريدوا بذلك انه غير مكذوب , بل هذا كفر ظاهر يعلمه كل مسلم , وانما قالوا : انه مخلوق خلقه في غيره , فرد السلف هذا القول تواترت الاثار عنهم بذلك , وصنف في ذلك مصنفات عدة . وفي كتاب ( تفسير الصراط المستقيم ) لعلامتهم ولايتهم البروجوردي نقل نصا عن ابن بابويه ايضا يحيل فيه النصوص التي فيها المعنى السابق على التقيه , فقال : لعل المنه اطلاق الخلق على القران اما للتقيه مماشاة مع العامه , او لكونه موهما لمعنى اخر اطلق الكفار عليه بهذا المعنى في قولهم ( ان هذا الا اختلاق ) , فلم يجد هؤلاء الشيوخ ما يلوذون به الا القول ( بالتقيه ) او ما ثلها .وهذا المنهج يثبت انهم ليسو على شيء , وان احتمال التقيه في كل نص قد افسد عليهم امرهم او اضاع حقيقة المذهب , فاصبح دينهم دين المجلسي او الكليني او ان ابن بابويه القمي لا روايات الائمة , وهكذا يضيع العلم والحق بهذه الطريقه الماكرة , ويكتب على الائمة والفرقه والخلاف بهذه الاساليب التي هي من وحي الشيطان ومكره , ولو احسن محسن للشيعة واراد بها الخير من شيوخها لسلك بها طريق الجماعه , واخذ من رواياتهم ما يتفق مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وهدي الصحابه وعلماء اهل السنه والجماعه , وتخلص من مكر القمي والكليني والمجلسي , ولا سيما الائمة تشتكي من كثرة الكذابين عليهم حتى قالوا بان الناس اولعوا بالكذب علينا .

ولو اردت ان تطبق هذه النظريه - اي : ما تتفق فيه مع روايات اهل السنه روايات الشيعه من اهل البيت في هذه المساله - لوجدت ان كتب الشيعه روت - كما سبق روايات عن اهل البيت بان كلام الله منزل غير مخلوق , وكتب اهل السنه روت مثل هذا . فقد اخرج البخاري في كتاب ( افعال العباد ) وابن حاتم , وابو سعيد الدرامي , والجري في ( الشريعه ) , والبيهقي في ( الاعتقاد ) و ( الاسماء والصفات ) . واللالكائي في ( شرح اصول الاعتقاد اهل السنه ) , وابو داود في ( مسائل الامام احمد ) , عن جعفر الصادق انه قال حينما سئل عن القران الكريم : ليس بخالق ولا مخلوق , قال ابن تيميه : انه قد استفاض ذلك عن جعفر , فلماذا لا يؤخذ المعنى المتفق عليه ويترك الباطل الذي لا يسنده الا اقوال شيوخ يبغون في الامة الفرقه والخلاف , وينشدون الشذوذ والعزله , ليتسنى لهم تحصيل الاموال الطائله من الخمس , وتتحقق لها والوجاهة الاجتماعيه , المنزلة ( المقدسه ) باسم النيابه عن الامام الغائب , ولهذا برحوا يؤكدون على القول : ان من خالف العامه ففيه الرشاد , ويقصدون بذلك اهل السنه والجماعه .

ان الروايات الواردة في كتب الشيعه والتي تنص على ان القران منزل غير مخلوق ,وقد تمثل مذهب قدماء الشيعه الذين كانوا على هذا الاعتقاد كما اشار الي ذلك اهل العلم , لان القول بان القران مخلوق هو احداث متاخري الشيعه , كما ان الاعتقاد بان القران منزل غير مخلوق هو الثابت عند اهل البيت , اذ ليس من ائمة اهل البيت مثل : على بن الحسن , وابي جعفر الباقر وابنه جعفر بن محمد من يقول بخلق القران , ولكن الامامية تخالف اهل البيت عامة اصولهم . وبعد , اليس يكفي في بيان فساد مذهبهم انه خلاف ما عليه اهل البيت , وخلاف ما اتفقت فيه روايات لهم مع ما جاء عند اهل السنه , وان رواياتهم كلها متعارضه متناقضه ؟؟؟؟ .

ان معتقد اهل السنه والجماعه في هذه المساله هو :
ان القران الكريم كلام الله منه بدا وبلا كيفيه قولا , وانزله على رسولنا وحيا , وصدقه المؤمنون على ذلك حقا , وايقنوا ان كلام الله تعالى بالحقيقه , ليس بمخلوق ككلام البرية , فمن سمعه فزعم انه كلام بشر فقد كفر , وقد ذمه الله وعابه واوعده بسقر , حيث قال تعالى ( ساصليه صقر ) المدثر , فلما اوعده اله بسقر لمن قال ( ان هذا الا قول بشر ) . علمنا وايقنا انه قول خالق البشر , ولا بشبه قول البشر .

السلام عليكم
جاء في تفسير البرهان للبحراني:عن زرارة، قال: سألته عن القرآن، أ خالق هو؟ قال: «لا».قلت: أ مخلوق؟ قال: «لا، و لكنه كلام الخالق» يعني أنه كلام الخالق بالفعل.ويوجد روايات شبيهة ... والتي يفهم منها ان القرآن قديم مع الله وشبهات أخرى ... فنرجو الرد عليها

والجواب:
القرآن الكريم كلام الله تعالى وهو مخلوقٌ بمعنى أنَّه صادر منه تعالى كما صدرت سائر الكائنات منه تعالى،وكلام الله تعالى من صفات الفعل وليس من الصفات الذاتية بل هو من الصفات الفعليّة الإضافية،والرواية موافقة للحنابلة المعتقدين بقدم القرآن حتى جلده وغلافه،وللمزيد راجعوا كتابنا الفوائد البهيه في شرح عقائد الإمامية الجزء الأول/بحث الصفات الإلهيَّة..

كتبهُ /

تقي الدين السني