العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-09, 08:17 AM   رقم المشاركة : 1
مفوز المبارك
عضو ماسي







مفوز المبارك غير متصل

مفوز المبارك is on a distinguished road


حرية الكفر وحرية التكفير.. أأبو جهل أعقل من العلمانيين؟!


حرية الكفر وحرية التكفير.. أأبو جهل أعقل من العلمانيين؟!










إبراهيم الأزرق
وقفت على خبر حاصله رفع الحزب الشيوعي هذه الأيام في بلد إسلامي قضية على أحد المشايخ الأفاضل، حاصلها المطالبة بمحاكمته والتهمة – وياللسخرية - تكفير الشيوعية! فالشيخ يكفر الحزب والفكر عموماً ولم يتعرض لتكفير أعيان منتسبيه.

ولله ما أعجب أمر أعداء الملة والدين، ينادون بحرية الكفر باسم الاعتقاد، وحريةِ الهرطقة باسم التعبير، ثم يضيقون ذرعاً بحرية التكفير!
مع أن التكفير بمجرده نوع من التعبير، قد أفهمُ المنعَ من بعضه وفقاً لما يقرره دعاة الشريعة وحَمَلَتُها العدول، لكني لا يمكن أن أفهم وجه المنع منه وفقاً لنظرية أدعياء الحُرِّية من المستغربين والمستشرقين!

فالتكفير المجرد ولو وقع على معيَّنٍ دعك من وصف الفِعْل أو تكفير الجماعة لا على التعيين، لا يعدو كونه رأياً للمُكفِّر مخالفاً رأي المُفَكِّرِ اللبرالي أو الماركسي قد أعلنه فلماذا يضيق الشيوعي أو العلماني أياً كان به وهو من يدعو إلى كفالة الحريات؟!

وماذا يضير العلماني لبرالياً أو شيوعياً أن يُعتقد فيه اعتقادٌ هو سيئ في نظر المُعَبِّر عنه ليس بسيئ عنده! فقول المُكَفِّر له: يا كافر، ينبغي أن يساوي عنده يا من تعتقد عدم صلاحية نظام الإسلام للحكم ولا تعترف بأحكامه في ما يتعلق بالاقتصاد والاجتماع ونحوها!

ولفظة كافر ليست مرادفة للفظة كلب ولا بليد بل ليست مرادفة لنحو يا أعور ويا سمين ونحوهما من الألفاظ التي قد يُقدح بها في من لهم نصيب منها، إذ القدح بها عيبٌ عند المتلبس بالوصف وعند من أطلقه، بخلاف الوصف بالكفر فهو عيب في رأي المكفِّر وأما المُكَفَّر – من أمثال هؤلاء - فلا يَعْتَقِد أنه رُمِي بعيب أصلاً!
فإن قيل هؤلاء إنما يزعجهم ما يترتب على هذا الوصف من أحكام قد تذهب معها رقابهم!

أجيب بأن الإشكال إذاً ليس في الوصف لكن في ما يترتب عليه من الجور لا من الحق، فاعتراضهم يتوجه إلى النظام لا إلى الوصف الذي هم يقرون بل يفتخرون بمعناه! وهذا النظام إما أن يكون موجوداً فيجب عليهم أن يحترموه أو يعارضوه جهرة دون نفاق والتواء وليس طعناً في الظل، أو يهاجروا إن شاءوا عن أرضه، وإما أن لا يكون موجوداً فلا معنى لاعتراضهم حينها!
وبأي حال لا وجه لاعتراضهم على مُكَفِّرِهم – وفقاً لمبادئهم - ما لم يتجاوز التكفير إلى عمل عدواني غير مخول به ولا موكولاً إليه.


وحتى يتضح المراد لو لقيني نصراني أو يهودي فقال لي بأعلى صوته وعروق رقبته قد قفزت يمنة ويسرة تكاد تخرج عنها، وحَبُّ الرُمَّانِ يتفقأ في كل موضع من وجهه تفقؤ الكستناء (أبو فروة) في القِدْر المحمي: أنت كافر بالنصرانية أو اليهودية، أو ياكافراً بنصرانيتنا أو يهوديتنا!

أقول لو لقيت مثل هذا لانبسطت أسارير وجهي، ولم أملك إلاّ أن أتبسم في وجهه وربما قلت له: برافو عليك.. صدقت! ولا حرج فقد ضحك أسوتنا صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقول الحبر لمّا قال حقاً، ومقتضى الضحك ههنا موجود! وشاهدي في التنزيل: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم)
الآية [الممتحنة: 4]
وفي الحديث: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، فنحن كفارٌ بكل دين سوى دين الإسلام الذي أرسل الله به رسله، كفار بكل شريعة غير شريعة الله الخاتمة الناسخة لما قبلها من الشرائع السماوية، نعلن ذلك الكفر ونفتخر به!

فلماذا إذاً يضيق هؤلاء من وصفهم بالكفر مع أن المفهوم يعني كفرهم بنظام الإسلام وتشريعاته التي لا يدينون بها حقيقة وهم يعلنون ذلك في كل حين!

ولا أدري هل كان في الوصف بالكفر إشكال عند الجاهليين أم لا! فلست أذكر في القرآن موضعاً اعترضوا فيه على وصفهم بالكفر، أو أنكروا فيه ذلك الاعتقاد على مخالفيهم من المسلمين، بل تجد في التنزيل قول الحق سبحانه: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنما بما أرسلتم به كافرون)
[الزخرف: 23-24]
(ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون)
[الزخرف: 30]
(قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به لكافرون)
[الأعراف: 75]

فهل يا ترى كان أولئك المشركون أكثر عقلاً ولبرالية واحتراماً لحرية التعبير وصدعاً بالحق من هؤلاء المتأخرين؟!

وأخيراً أرجو ألا يفهم قارئ مما سبق دعوتي لإلقاء هذا الوصف جزافاً على أهل الإسلام ومنـتسبيه، بل أنا من الناهين عنه إلاّ حيث يقرره أهل الشريعة وحملتها العدول، بيد أني أعتقد أنه لا يحق للبرالي أو شيوعي أو دعي من أدعياء الحقوق على منهج الغربيين أو الشرقيين أن يعترض على إطلاقه وفقاً لمبادئه، فإن دان بالشريعة ورضي بحكمها فعندها يكون للأخذ والعطاء معه في منع إطلاق هذا الحكم العظيم معنى.






التوقيع :
نسأل الله تعالى العلي القدير, أن يكفينا تغيير العنوان, وقفل الموضوع أو حذفه, والإعتداء على ترتيب ما أقومأنا بترتيبه, وعلى تحرير المضامين, بعضها أو كلها. التي لا تتعارض مع سياسة المنتدى, واحترام مشاعرنا وتقدير جهودنا.. اللهم آمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» دولة عربستان الأحواز الدولة العربية المفقودة !!
»» سترتفع أسعار كافة الصحف السعودية بداية 2010 م الى 4 ريال قاطعوها وأكتفوا بالأنترنت
»» شيخ صوفي من بلاد القذافي ينكر وجود العذاب يوم القيامة للمسلمين وغيرهم
»» إهداء إلى دعاة التقريب في مصر كتاب شيعي يسيء إلى مصر
»» رجل أعمال يهدم مسجداً في القاهرة لبناء برج سكني؟!!!!
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "