العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-08, 09:03 PM   رقم المشاركة : 1
(التوحيد والجهاد)
مشترك جديد





(التوحيد والجهاد) غير متصل

(التوحيد والجهاد) is on a distinguished road


فضل الله في ختام مكاشفاته: الذين يتعمدون القول بتحريف القرآن الكريم يسيرون في خط الكف


صحيفة عكاظ - « مكاشفات أجراها: عبدالعزيز محمد قاسم » - 13 / 3 / 2008م - 5:13 م
• أطلب على نحو التحدي بمحبة من القرضاوي وغيره أن يقدم لنا إحصائيات عن خطر التشيع الذي يقول به
• استغراقنا في الحالة المذهبية التي تبرز السلبيات يعطي أمريكا الفرصة للسيطرة على العالم الإسلامي
• الرواية التي قال بها الخميني حيال نزول ملك على فاطمة لا أضمن صحتها فلا وحي بعد رسول الله
• إننا نؤكد أن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
• طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك
• أنا أسأل أولئك الذين يهولون موضوع تشييع السنة لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامي؟
• القرآن الذي يتداوله الشيعة لا يختلف عمّا يتداوله السنّة وإثارة هذا الموضوع لا يُراد منه إلا تعقيد الأمور
• المظلة السياسية تفسد مؤتمرات التقارب بين السنة والشيعة
• لعبة الشطرنج إذا لم تكن مستندة على أساس الربح والخسارة فإنها لا يصدق عليها أنها من الميسر
• من لا يفهم القرآن لا يستطيع أن ينفتح على الإسلام سواء على المستوى العقيدي أو على المستوى الفقهي

تحدى سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني في آخر مكاشفاته فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي بأن يأتيه بإحصاءات بنسب التشيع التي حدثت في العالم الإسلامي، والتي يشتكي منها، وقال: أنا أسأل أولئك الذين يهولون موضوع تشييع السنة لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامي؟، وتطرقت المكاشفة الى مشروع السيد فضل الله للحوار بين السلفيين والشيعة، وقال بأن طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك، مؤكدا بوجوب بعدها عن المظلة السياسية.

في فتوى صريحة وقوية منه قال فضل الله بأن الذين يتعمدون القول بتحريف القرآن الكريم هم يسيرون في خط الكفر، وتطرقت المكاشفة إلى موضوع مصحف فاطمة وكيف ينظر الشيعة إلى هذه القضية.. والى تفاصيل المكاشفات
:
• سنبدأ هذه الحلقة الأخيرة من مكاشفاتك سماحة السيد بقضية مفصلية أخرى معكم، وعنيت بها قصة تحريف القرآن الكريم والذي يقول به بعض أئمتكم، فبودنا أن تحدثنا عن هذه القضية من وجهة نظرك؟
من الطبيعي أن المشكلة هي أن القرآن عندما تعددت الاتجاهات الكلامية والمذهبية الفقهية وغير الفقهية حاول كل فريق أن يأخذ من القرآن حجة على الرأي الذي يرتئيه مما أدى إلى الفهم المحدود المذهبي للقرآن وربما خرج الكثيرون عن ظواهر القرآن من خلال ذلك وأوّلوه على خلاف ظواهره ومن خلال ذلك انطلقت الروايات الموضوعة التي وضعها الرواة حول هذه الآية أو تلك عندما كانوا يجدون فرصة لإغاثة بعض الأسماء التي يقدسونها ويحترمونها أو بعض الأفكار التي يلتزمونها في هذا المجال وبهذا فقد حدثت عندنا في التفسير المأثور الكثير من الأحاديث الموضوعة على النبي وعلى أهل البيت وعلى الصحابة والتي كانت تحرف القرآن عن مساره الطبيعي ومن خلال كل هذه الفوضى المذهبية في الانفتاح على القرآن نشأت هناك بعض الروايات التي تتحدث عن تحريف القرآن لتأكيد مذهب هنا ومذهب هناك وربما كانت بعض مصاديق هذا التحريف موجودة عند السنة وتحدثوا به وعند الشيعة أيضاً.

والمتسالم عليه عند علماء المسلمين الشيعة كما هو عند علماء السنة أن القرآن هو كتاب الله المعصوم الذي ﴿ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ﴾ وان الله نص على ذلك بقوله ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾. لذلك فإننا نعتبر أن كل من يلتزم بتحريف القرآن هو إنسان ينحرف عن النص القرآني والتسالم بين المسلمين، ثم إننا عندما ندرس بعض هذه النصوص كونها قرآنا وليست قرآناً فإننا نجد أنها لا تنسجم مع القرآن في بلاغته وإعجازه بل إن الإنسان الذي يملك الثقافة البلاغية يرفض أن تنسب إليه، فكيف يمكن أن تنسب إلى الله؟ إننا نؤكد أن القرآن هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان كل من ذهب إلى التحريف فهو منحرف عن الخط الأصيل للعصمة القرآنية.

عفوا سماحة السيد، سأتوقف عند جملتك الأخيرة هذه، وأسأل: هل يستلزم بمن يقول بتحريف القرآن بكفر هذا القائل؟
إن مسألة الكفر هي المسألة التي تنطلق من إنكار الله وإنكار رسوله وإنكار الضروري من الدين الذي يستلزم تكذيب الرسول في هذا المجال. لذلك فإذا كان هؤلاء يتعمدون ذلك فإنهم يسيرون في خط الكفر أما إذا كانوا ينطلقون من اجتهاد خاطئ فلا بد لنا من مناقشتهم في هذا الاجتهاد الخاطئ.
• أيضا سماحة السيد، ذكرت في إجابتك بأن «غالبية» علماء الشيعة لا يقولون بتحريف القرآن. في حين أن عبدالحسين شرف الدين ومحسن الأميني وغيرهما ينفون وجود هذا القول أصلاً لدى علماء الشيعة، فما تعليقك على ذلك؟
- هذا صحيح؛ ولكنّنا عندما ندرس الذي يُنسب إليه القول بالتحريف، وهو الشيخ النوري الذي ألّف كتاباً عنوانه تحريف كتاب ربّ الأرباب، أنّه كان لا يقصد ذلك، وإنّما كان يقصد الردّ عليه؛ وهذا ما تحدّث به عنه تلميذه الطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة.


إنّنا قلنا أنّ الكفر هو عبارة عن إنكار النبوّة أو ما يؤدّي إلى إنكارها أو إنكار التوحيد والمعاد كذلك؛ أمّا من كان له رأي اجتهادي في هذا المجال وقد يكون مخطئاً، وهو مخطئ في مسألة تحريف القرآن، فهذا لا يكون كافراً بل هو مخطئ وضال في هذا المجال.

ومن يقرأ كتاب «الإتقان» للسيوطي فإنّه ينقل أن بعض كبار أهل السنة كانوا يقولون أنّ القرآن قد حذف منه، وبعض الناس يرون أن نسخ التلاوة عبارة عن تحريف للقرآن، كما أن اختلاف القراءات العشر قد يفهمها بعض الناس أنّها نوع من التحريف؛ لذلك فإن اجتهادنا وفهمنا للآية القرآنية: ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ أو ﴿ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ﴾ أنّ الله تعالى تكفّل بحماية القرآن من الزيادة والنقصان، ولكنّ هذه المسألة كانت محلّ جدل عند أهل السنة ومن بعض الشيعة، ولكنّ الرأي العام الذي يؤمن به الشيعة بأن هذا القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على رسوله، ونحن نقرأ في كلّ أحاديث أهل البيت أنّه يُرجعون شيعتهم في تقويم الأحاديث إلى القرآن فيقولون: «ما خالف كتاب الله فهو زخرف، أو اضربوا به عرض الجدار، ولا تقبلوا علينا إلا حديثاً وافق كتاب الله».

وقد سمعتُ من المرحوم الشيخ محمد الغزالي أنّه كان يحدّث أنّه لو كان عند الشيعة زيادات في القرآن لرأينا ولو نسخة واحدة، حتّى أنّ الذين يُنسب إليهم القول بالزيادة أو بالنقصان لم يؤكّدوا هذه الكلمات التي يدّعون نقصانها في القرآن.

والقرآن الذي يتداوله الشيعة في كلّ أنحاء العالم لا يختلف عمّا يتداوله السنّة، فلذلك فإن إثارة هذا الموضوع بالشكل الذي يثيره البعض من المتعصّبين لا يُراد منه إلا تعقيد الأمور؛ لأنّ الذي ينسب إلى الشيعة ذلك فليدلّنا على نسخة واحدة من القرآن في كلّ العالم تختلف عن النسخة التي بين أيدي المسلمين. وألفت إلى أن كثيراً من النسخ المتداولة عندنا هي ممّا تطبعه المملكة.

إهمال دراسة القرآن الكريم

• ليس إثارة هذا الموضوع من باب تعقيد الأمور بقدر ما وددنا إيضاح الحقائق، ودعني أقول سماحة السيد بأن هناك إهمال للقرآن لدي المسلمين الشيعة، واستشهد بما قلتم أنتم شخصيا عبر نصّ لكم يقول «نفاجأ بان الحوزة العلمية في النجف أو في قم لم تمتلك منهجاً دراسياً للقرآن»، إلى أي حد يمكن أن يطل بنا عدم التزام القرآن في المدارس الحوزوية الشيعية؟




لو ذهبتم إلى كل أنحاء العالم فلم تجدوا هناك قرآنا عند الشيعة يزيد ضمة أو فتحة عن القرآن الموجود هناك في هذا المجال. وحتى مصحف فاطمة؛ ليس لدى الشيعة نسخة منه فإن الحديث عنه يشبه محاولة تسجيل النقاط على الشيعة من خلال اتهامهم بأن لهم قرآناً آخر غير هذا القرآن وهو كلام يدخل في باب الافتراء
- إننا لا نعتقد أن المسألة كانت تنطلق من نظرة الشيعة إلى القرآن بطريقة سلبية بل كان البعض في الحوزات يتصور أن القرآن لا يحتاج إلى دراسة عميقة دقيقة علمية لأنه ظاهرة يمكن أن يفهمه كل الناس واذكر أن أستاذنا المحقق السيد أبو القاسم الخوئي درس تفسير القرآن عند احد علماء النجف الذين كانت لهم تجارب تفسيرية وهو المرحوم الشيخ جواد البلاغي وقد حاول السيد الخوئي بعد كتابه مقدمة التفسير «البيان في تفسير القرآن» أن يعطي درساً في القرآن على الطريقة التي كان يعطي فيها دروس الأصول والفقه ولكن اغلب الطلاب لم يحضروا ذلك الدرس لأنهم يعتبرون انه لا يمثل الدرس العلمي الذي يحتاج إلى أن يستمع فيه الإنسان إلى أستاذ ولذلك ترك السيد الخوئي في نهاية المطاف درس التفسير لأن فضلاء الحوزة كانوا لا يحضرون بل يفضلون درس الفقه أو الأصول، لكننا في الوقت نفسه عندما ندرس ما كتبه علماء الشيعة في التفسير ولا سيما ما كتبه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان الذي اختارت في مصر جماعة التقريب أن تطبعه في مصر لكونه الكتاب الذي يمكن أن ينفتح عليه السنة والشيعة معاً لأنه كان ينقل آراء السنة وآراء الشيعة وهكذا كان عنده تفسير آخر «جوامع الجامع» وكما كان هناك تفسير للشيخ الطوسي وهو كتاب «التبيان في تفسير القرآن».

كانت هناك تفاسير للشيعة مميزة وأظن أن التطورات الأخيرة التي انفتح فيها الشيعة على الحركة الإسلامية ولا سيما في إيران جعلت إيران تمتلك في حوزتها حوزة قم الكثير من الاهتمامات في القرآن تجويداً وتفسيراً في علوم القرآن.

القران وإجازة المجتهد

• سماحة السيد هل عدم اهتمامكم بمسائل القرآن الكريم، وصل إلى حدّ أن يجوز المجتهد لديكم إلى مرتبة الاجتهاد دون أن يلمّ جيدا بالقرآن الكريم. وأنا أسوق لك نصا لمرشد الجمهورية الإيرانية على خامنئي يقول فيه «مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نرجع إلى القرآن ولو لمرة واحدة لماذا هكذا؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن».

- عندما ندرس نحن الفقه والأصول فإننا نجد التأكيد على الحديث أكثر من التأكيد على القرآن في هذا المجال لأنهم ربما كانوا يجدون أن الأحاديث أكثر تفصيلاً من القرآن وأنها كانت تفسر القرآن وهناك كثير من النظريات الأصولية انه لا مانع من تخصيص الكتاب بخبر الواحد وما إلى ذلك من الأمور، وأيضاً كان هناك جدل في بعض بالأبحاث الأصولية بأنه هل لنا أن نعتمد على ظاهر القرآن وهل هي حجة في نفسها أو أنّ حجّيتها تعتمد على النصوص الحديثية، أو ليست حجة في هذا المعنى مما جعل المدرسة الفقهية الأصولية تنفتح على الحديث أكثر مما تنفتح على القرآن.

ولكننا في منهجنا القرآني حتى على مستوى الفتوى بأن العناوين القرآنية هي التي تحكم على الأحاديث الواردة في تحريم شيء أو تحليله لان القرآن هو الأساس في التشريع، ولذلك فإننا لا نرفض الحديث لأن السنة أساس للخط الإسلامي في الجوانب الكلامية والفقهية وغيرها ولكننا نعتقد أن العناوين القرآنية للمحرمات والمحللات هي الأصل وهي التي تفسر الحديث وتعطيه السعة أو الضيق ونحن أفتينا بحلية «لعبة الشطرنج» إذا لم يكن مرتكزاً على أساس تقديم مال للرابح باعتبار أن العنوان القرآني هو الميسر والميسر هو القمار والقمار يرتكز على أساس وجود الربح والخسارة ولذلك فان لعبة الشطرنج إذا لم تكن مستندة على أساس الربح والخسارة فإنها لا يصدق عليها أنها من الميسر، وإنّما كانت ميسراً في وقت سابق، فيكون نظر الأحاديث التي استفاد منها العلماء الحرمة هو اللعب المتعارف في زمان النص؛ ولذا ورد في بعض الأحاديث أن الشطرنج ميسر العجم، فمع عدم صدق الميسر على اللعب لا يكون منطبقاً للعنوان القرآني الذي هو الأساس في سعة وضيق الحرمة في نص الحديث الوارد في السنّة، ولذلك لا مانع من الرجوع إلى أصالة الإباحة في حليتها إذا كانت بغير رهن وللتسلية.

• لكن يا سماحة السيد أمام دفاعكم هذا، فأنتم في بعض كتاباتكم الشخصية تشككون باجتهاد من لم يحط علماً بعلوم القرآن؟

- ليست المسألة بهذه الدقة ولكنني أتصور أن من لا يفهم القرآن لا يستطيع أن ينفتح على الإسلام سواء على المستوى العقيدي أو على المستوى الفقهي.

• سامحني على صراحتي سماحة السيد، ولكن هذا الإهمال للالتزام بتعاليم القرآن أو تتبعه دراسياً وبحثياً... ألا يشير من جهة ما إلى أن في الشيعة من يقول بالتحريف، وبسببه كان هذا الإهمال؟

- أنا لا أعتقد أن التحريف يمثل تياراً شيعياً غالباً بل حتى الذي ينسب إليه القول بالتحريف حاول أن يقول أنني تحدثت عن التحريف من أجل أن أرفضه ومن أجل أن أبين عدم صحته. لذلك التحريف لا يمثل تياراً شيعياً، ولكن ربما كانت المسألة هي الاهتمام بالجوانب الحديثية أكثر من الاهتمام بالجوانب القرآنية لظروف معينة اشرنا إلى بعضها.

مصحف فاطمة

• سآتي إلى قضية مفصلية في نفس الموضوع سماحة السيد، وهي مصحف فاطمة رضي الله عنها، هل هناك مصحف بهذا الاسم لديكم غير مصحفنا الذي نتداول ونعرف؟



لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامية؟ أنا الوحيد الذي علق على حديث البابا عن التبشير وإعادته. ألا يعتبر التبشير في بلاد المسلمين مشكلة؟ ألم يخلق تبشير الملحدين والعلمانيين مشكلة؟
- لا، كلّ الجدل الذي يدور والاتهامات التي تنسب إلى الشيعة في قضية مصحف فاطمة هي كلمة المصحف لأن كلمة المصحف بحسب معناها اللغوي هي عبارة عن الكتاب الذي يشتمل على صحف وقد ورد حديث عن الإمام الصادق أني «لا أزعم أن فيه قرآناً» بل كان مصحف فاطمة حسب ما كان أئمة أهل البيت يشرحونه كان يشتمل في بعض الروايات على وصية فاطمة وكان يشتمل في بعض الروايات على الأحكام الصادرة عن فاطمة وكان بعض الروايات أنه مما كان يمليه رسول الله ومما كان يكتبه علي ، وكان بعض الروايات أن فاطمة عندما اشتد حزنها على رسول الله فأرسل الله إليها من يوانسها ومن يحدثها عن أبيها وهو في الجنة، وهذا الوجه الأخير ممّا ناقشناه، فالقضية تعيش في دائرة هذه الروايات ونحن ليس لنا قرآن غير هذا القرآن.

وأذكر أنني اجتمعت بالمرحوم الشيخ محمد الغزالي في الجزائر وقال لي بأنه تحدث مع كثير من علماء السنة في العالم، وأنكم لو ذهبتم إلى كل أنحاء العالم فلم تجدوا هناك قرآنا عند الشيعة يزيد ضمة أو فتحة عن القرآن الموجود هناك في هذا المجال. وحتى مصحف فاطمة؛ ليس لدى الشيعة نسخة منه فإن الحديث عنه يشبه محاولة تسجيل النقاط على الشيعة من خلال اتهامهم بأن لهم قرآناً آخر غير هذا القرآن وهو كلام يدخل في باب الافتراء.

• ولكن سامحني سماحة السيد، لأنني سأرد على قولك هذا بما قاله الخميني، فالرجل لديه قول في أحد كتبه ينص على أن جبريل نزل على فاطمة رضي الله عنها وحدثها لما يجري لها ولذريتها ودوّن هذا كله الإمام علي بن أبي طالب. بودي سماع رأيك بصراحة؟

- ذكرت أن هذه إحدى الروايات التي تتحدث عن أن الله أرسل إليها من يؤانسها ويخفف من حزنها ليحدثها عن أبيها، ولكن ليس معنى ذلك لو صحت الرواية وأنا لا أعتقد صحتها، وليس معنى ذلك أن لها شيئاً من الرسالة فربما كان بعض العلماء يقول إنها كانت محدثة بهذه الطريقة كما كانت مريم محدثة من قبل الملائكة وكما كانت أم موسى، ولذلك فان هذه إحدى الروايات ولكن لا يلتزم أحد ممن ذهب إلى تبنّيها إلى أن فاطمة تمثل حالة رسولية لأنه لا نبي بعد رسول الله.

حتى إن الشيعة يروون عن رسول الله بحق علي «يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى أما إنه لا نبي بعدي» فليس هناك من يعتقد بأن للزهراء حالة رسولية ورسالة ولكن القضية في هذه الرواية إذا صحت ونحن لا نضمن صحتها أن ملكاً نزل ليؤانسها وليحدثها عن أبيها في غيب الله. ومن الطبيعي أن لا وحي بعد رسول الله فيما نفهم من الوحي في كونه وحي الرسالة.

التبشير الشيعي

• الشيخ يوسف القرضاوي، بما يمثله من ثقل في طائفة السنة، وهو أحد الذين باشروا قضية الحوار مع الشيعة من أزمنة بعيدة.. الرجل اعترض قبل عام تقريباً على مسألة التبشير الشيعي الإيراني في البلاد السُنية؟

- أنا بعثت للدكتور القرضاوي عن طريق صديقنا الدكتور محمد سليم العوا وطلبت منه أن يأتينا بإحصائيات توضح من يقوم من الشيعة بإغراء أتباع السنة بالتشيع ومن يقوم من السنة بإغراء الشيعة بإتباع المذهب السني. في سورية لدينا علاقات مع السنة ومع الشيخ وهبة الزحيلي ومشايخ عديدين وتجمعنا بهم لقاءات كثيرة. هذه قد تكون حالات فردية. استغرب من إثارة المسألة بهذا الشكل الذي يوحي للناس أن هذه القضية من القضايا التي تخلق مشكلة في العالم الإسلامي.

لماذا لا تُثار قضية التبشير بالدين المسيحي في المجتمعات الإسلامية؟ أنا الوحيد الذي علق على حديث البابا عن التبشير وإعادته. ألا يعتبر التبشير في بلاد المسلمين مشكلة؟ ألم يخلق تبشير الملحدين والعلمانيين مشكلة؟ أطلب على نحو التحدي بمحبة أن يتم تقديم هذه الإحصائيات.

• أرجو أن تعذرني على صراحتي سماحة السيد، لكنني..


- لدي شعار منذ 40 سنة هو أنه ليس هناك سؤال محرج، وأن الحقيقة بنت الحوار.


• أشكر لك هذه الأريحية سماحة السيد، ولكنني قرأت تقارير صحافية عن التبشير للمذهب الشيعي في الأردن وفي مصر...


- تارة نتحدث عن 10 من السنة تحولوا للشيعة وتارة عن 10 شيعة تحولوا للسنة. تارة نقول 10 آلاف سني صاروا شيعة. من الطبيعي أن يبشر الشيعة لمذهبهم والسنة لمذهبهم. هناك حالات فردية أو شبه فردية. ما هو رأيهم بالتبشير السني ضد الشيعة. الكتب التي تصدر بالآلاف من المنظمات الإسلامية السنية كرابطة العالم الإسلامي ضد الشيعة وكذلك في مصر وغيرها. لم ينطلق موقف شيعي يستغرب من التبشير بالمذهب السني. عندما نريد أن نتقي الله سبحانه وتعالى علينا أن نتحدث بالإحصائيات. نحن نعيش اليوم في عالم الإحصائيات. كم يبلغ عدد الذين تحولوا من الشيعية إلى السنية؟

الوهابية تعمل في اليمن على تحويل الزيدية إلى وهابيين. نحن نعيش في عالم مفتوح على الإلحاد وعلى التبشير وغير ذلك. لا يجوز أن نثير هذه المسألة بالطريقة التي تثير العالم الإسلامي وتخلق مشكلة بحيث يشعر السنة بالخطر من الوجود الشيعي بينهم.

إيران وإعادة تصدير الثورة

• دعني أعيد صياغة السؤال بالشكل الذي يبرز لك خطورة هذه القضية بالنسبة لنا على النحو الذي تحدث به الشيخ القرضاوي. ما يقال وراء الكواليس السياسية هو أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م قامت بالتضييق الشديد على دول إسلامية خليجية واغتنمت إيران الفرصة لأنها غير مراقبة، ومن تلك الفترة والى الآن قامت وتقوم بدعم هذه الأنشطة التبشيرية في الجزائر والسودان ومصر والأردن واليمن وكأن القضية أصبحت إعادة تصدير الثورة من جديد بالشكل الذي كانت عليه أيام الخميني؟


- من يتحدث بهذه الطريقة لا يفهم في السياسة. أمريكا عندما وقعت أحداث سبتمبر طرحت مسألة الهجوم على العالم الإسلامي كله بما فيه إيران باعتبار الحرب ضد الإرهاب. الإرهاب الشيعي والإرهاب السني. أمريكا دخلت بتلك الذريعة في مفاصل العالم الإسلامي. نعرف أن الولايات المتحدة هي التي دربت وثقفت وساعدت طالبان والقاعدة أيام الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ونعلم كذلك أن معظم إن لم يكن كل الدول الخليجية ساعدت طالبان والقاعدة وكانوا يعتبرونهم مجاهدين.

أمريكا بعد أحداث سبتمبر احتلت أفغانستان وكان الشيعة هم ضحايا طالبان في ذلك الوقت، واحتلت العراق وأربكته عن طريق الفوضى البناءة كما يعبر عنها بوش. ما حدث في الرياض والخبر والدار البيضاء لم يكن موضوع الشيعة أو إيران، بل جماعة القاعدة والمتطرفين. علينا أن نفهم خلفية الواقع السياسي الذي يتحرك بالعالم الإسلامي كله، حتى الصومال والسودان ومصر.

قابلت السفير المصري قبل فترة وذكرت له أن إسرائيل وأمريكا لهم علاقات مع مصر ولكنهم لا يريدون أن تكون لمصر علاقات قوية بالقدر الذي يمكنها من أن تترك تأثير على إفريقيا والعالم الإسلامي والعربي. أمريكا علقت 100 مليون دولار من مساعداتها لمصر حتى تثبت بأنها لن تساعد الفلسطينيين على تهريب السلاح. بعد أحداث سبتمبر أمريكا سيطرت على العالم الإسلامي. أما الكلام الذي ذكرته فهو غير صحيح.

المشتركات بين الطائفتين كثيرة ولكننا نعيش حالة تخلف عامة

• ذكرت سماحة السيد بأنه من الواجب على علماء الأمة النزول إلى العامة وتثقيفهم والبحث عن القواسم المشتركة، ألست معي في أنه عبر هذا التاريخ غير المشجع بين السنة والشيعة أن من اختطف حالة التقارب وحولها إلى حالة تباعد هم المتطرفون من كلا الطرفين الذين قدما لنا النصوص التي فيها كثير من التنافر مع أن المشتركات بين الطرفين كثيرة وأدلها زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه. لماذا لا نركز على هذه الجوانب؟

- نحن نركز عليها ولكننا نعيش حالة تخلف عامّة. يقول تعالى: ﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ﴾. أنقل لك رأي أحد مراجع الشيعة الإيرانيين الكبار وهو السيد حسين البروجردي وهو أستاذ الخميني.

يقول: «في الصراع الذي نعيشه كشيعة وسُنة نجد أن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ذهبوا كلهم إلى رحاب الله. نتناقش حالياً عن الخليفة؟ ينبغي أن يكون نقاشنا علمياً وما إذا كان يتوجب علينا أن نتبع مدرسة الخلافة أم مدرسة الإمامة» هنا تصبح المسألة علمية. إذا أحسن القائمون على المؤتمرات الإسلامية إدارتها وإبعادها عن الجانب الاستعراضي وأوجدوا حالة لقاء في هذا المجال يمكن أن نقترب قليلاً من الوصول إلى بعض النتائج الإيجابية.

• أشكر لك رؤيتك في خطأ التشاغل بأيهما الأفضل والأحق بالخلافة أبو بكر أو عمر. وقولك: «مسؤوليتنا ليست البحث في الماضي وإنما استشراف المستقبل». لكن ربما يعترض عليك أحد ويقول: المشكلة هنا فيما يتعلق بالجانب الشيعي أن المسألة لم تتوقف عندهم على مجرد تفضيل. بل أضيف لذلك عصمة وإمامة مستمرة إلى اليوم. وبناءً على هذه الإمامة تم اعتماد مصادر جديدة للتشريع «أقوال الأئمة»، مقابل إسقاط مصادر أخرى «سنة النبي صلى الله عليه وسلم المروية من طريق الصحابة». فنحن لا نتحدث هنا عن مجرد تفضيل بين أبي بكر وعمر. بل عن انشقاق كبير في عمق الإسلام يتعلق بمصادره التشريعية.كيف ترد على هذا القول سماحة السيد؟



مسؤوليتنا ليست البحث في الماضي وإنما استشراف المستقبل. استغراقنا في القضايا التفصيلية التي تبرز السلبيات يعني أنه ليس لدينا مانع من أن تسيطر أمريكا على العالم الإسلامي طالما أن كل منا يعيش حالة المذهبية
- نحن نقول إن هذه المسألة تُدرس بطريقة علمية وليس بعملية تسجيل النقاط؛ فلو فرضنا أنّنا درسنا الأحاديث الواردة عن الأئمّة لرأينا الكثير منها يتفق مع الأحاديث الكثيرة الواردة في كتب أهل السنة. وأمّا قضية أنّهم يرفضون ما ورد مما يرونه صحيحاً فقد لا يراه الشيعة صحيحاً، كما أنّه لا يرون ما يرويه الشيعة صحيحاً. أنا أعتبر أن هناك فرقاً بين واقع الإشاعات وواقع الإثارات الموجودة في الواقع الشعبي الذي يجب أن نعمل جميعاً من أجل إصلاحه. وهذا الذي يحكم الآن أحاديث البعض من أهل السنة حتى العلماء منهم في مقام تسجيل النقاط على الشيعة، أو ما ينطلق من الشيعة في ما يتحدث به عن أهل السنة كذلك.

• من ترشح لمثل هذه الحوارات وهل تؤيد أن تكون تحت مظلة سياسية؟

- لا. المظلة السياسية تفسد هذه المؤتمرات.

• ومن تقترح من علماء الشيعة وعلماء السُنة حتى نتخذ خطوات جادة؟


- علينا أن نبحث عن أشخاص يعيشون حالة الاعتدال والغيرة عن الإسلام. أزعم أن السنة والشيعة لا يعطون الإسلام حقه. عندما ننشغل في العراق والسعودية وإيران عن أحقية أبو بكر وعلي بالخلافة تكون الفرصة مواتية لأمريكا للانفراد بالعالم. ﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ﴾.

مسؤوليتنا ليست البحث في الماضي وإنما استشراف المستقبل. استغراقنا في القضايا التفصيلية التي تبرز السلبيات يعني أنه ليس لدينا مانع من أن تسيطر أمريكا على العالم الإسلامي طالما أن كل منا يعيش حالة المذهبية.

• هذه الآراء العاقلة تجعلني أسألك لماذا لا تتبنى أنت سماحة السيد مشروعاً حقيقياً للتقارب وتجعل بقية حياتك لهذا الغرض؟

- بدأت بالحوار منذ أمد بعيد. أول كتاب أصدرته عام 1380هـ هو أسلوب الدعوة في القرآن وهو يتناول أسلوب الحوار الإسلامي المسيحي وكذلك كتاب الحوار في القرآن. كذلك تناولت قضية الحوار الإسلامي الإسلامي التي بدأت تؤتي بعض الثمار.

• هناك نص غير واقع ولكن السؤال كيف يتم جمع الأمة الإسلامية على كلمة سواء؟

نقول لهم إن رسول الله لم يجمع العالم على الإسلام ونحن تراب أقدامه وذلك فان الله خاطب الرسول ﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ﴾.

ويقول للنبي ﴿ إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ﴾. فنحن مسؤوليتنا أن نقتدي برسول الله في تبليغ كلمة الله كما نعتقدها فمن كان معنا فجزاه الله خيراً فهو من الحق ومن لم يكن معنا فإننا نعتقد انه لا يلتزم الحق بنظرنا.

مشروع السيد محمد حسين فضل الله للحوار بين الشيعة والسلفيين

• سماحة السيد، طرحت في العام الماضي مشروعا للحوار بين السلفية «الوهابية بتعبيركم» وبين الشيعة، هلا لنا أن نطلع على دوافعكم من طرح هذا المشروع؟



إنّنا عندما ندرس التحدّيات المعاصرة، والتي انطلق فيها الاستكبار العالمي للهجوم على الإسلام، منذ انتهاء الحرب الباردة، فإنّنا نشعر بأنّ المسألة لا تتصل بفريق دون آخر؛ لأنّ المطلوب هو رأس الإسلام كلّه، وليس من الطبيعي أن يبقى المسلمون يكفّر بعضهم بعضاً، أو يضلّل بعضهم بعضاً
- الواقع أنّني أؤمن بالحوار كقاعدةٍ إنسانيّة إسلاميّة تنطلق من الإخلاص للإسلام وللحقيقة؛ لأنّني أعتبر أنّ أيّ اجتهاد يصل إليه الإنسان فهو إذ يشكّل قناعةً لدى صاحبه، فهو يمثّل وجهة نظرٍ لدى صاحبه، وكذلك بالنسبة للآخر، ولذلك لا ينبغي أن يغفل الإنسان أيّ رأي مهما كان مضادّاً، بل مهما رآه في بادئ الأمر سخيفاً؛ ولذلك حملتُ شعارا يقول: «ليس هناك سؤال تافه، وليس هناك سؤال محرج؛ الحقيقة بنتُ الحوار». من هنا أعتبر بأنّ الحوار لا يمثّل خياراً يُمكن للإنسان المسلم أن يأخذ به أو يتركه، بل هو حركة حياةٍ، تمثّل إحدى أهمّ وسائل الإنسان في البحث عن الحقيقة؛ وأنا أهتدي في هذا المجال بقوله تعالى وهو يحكي لنبيّه روحيّة الحوار: ﴿ وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبين ﴾، والنبيّ ﴿ جاء بالصدق وصدّق به ﴾، ولكنّ الله يُريد أن يبيّن له روحيّة الحوار ومنهجه، وبذلك تغيب الذات في الحوار، لتحلّ محلّها الشراكة الإنسانيّة الإسلاميّة في البحث عن الحقيقة التي ينشدها كلّ طرف.

ومن هنا، لم يكن طرح فكرة الحوار بين السلفيّة والشيعة إلا جزءاً من الشعور بضرورة أن يتحرّك الحوار في مختلف مجالاته الفكرية والثقافيّة وغير ذلك، ولا سيّما بين المسلمين الذي عليهم أن يهتدوا بقوله تعالى: ﴿ فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول ﴾، وتبرز الخصوصيّة الكبيرة في ضرورة الحوار بين فئات من المسلمين باتت تقف، بفعل تعقيدات كثيرة، على طرفي نقيض من التكفير والتضليل؛ فليس أفضل من الحوار سبيلاً للتعريف بحقيقة كلّ طرف بما عنده، ثمّ إدارة النقاش من خلال الأسس التي ينطلق منها الطرفان، وأوّلهما القرآن والسنّة.

ثمّ إنّنا عندما ندرس التحدّيات المعاصرة، والتي انطلق فيها الاستكبار العالمي للهجوم على الإسلام، منذ انتهاء الحرب الباردة، فإنّنا نشعر بأنّ المسألة لا تتصل بفريق دون آخر؛ لأنّ المطلوب هو رأس الإسلام كلّه، وليس من الطبيعي أن يبقى المسلمون يكفّر بعضهم بعضاً، أو يضلّل بعضهم بعضاً، من دون أن يتحاوروا فيما بينهم ليفهموا طبيعة الاختلاف، وليضعوا له أسسه وقواعده التي تنظّم حركته بما لا تدفع بالواقع الإسلامي باتجاه منزلقات خطيرة، تجعل المسلمين يقتلون بعضهم بعضاً، أو يمزّقون بعضهم بعضاً، ليكونوا بذلك لقمة سائغة للمستكبرين الذين يحوكون المؤامرات والخطط في سبيل تفتيت العالم الإسلامي برمّته.

• ولكن سماحة السيد ما هو مضمون هذا المشروع، وهل تراه ينطلق من الواقع، وهل ينجح في إزالة إرث تاريخي عمره أكثر من 1400 عام؟

- أعتقد أنّ أحد أهمّ ما يُمكن أن ينتج عن حوارٍ علميّ موضوعيّ بين السنّة والشيعة عموماً، هو أن يفهم كلّ طرفٍ الأسس التي يرتكز عليها الآخر، على حقيقتها من دون أيّ ضبابيّة قد تنطلق بها عناصر الإثارة ضدّ هذا الفريق أو ذاك، لتلصق به بعض ما ينكره، أو لتلزم العموم ببعض نظريّات الخصوص، أو لتحسم لديه نقطة هي محلّ نقاش. وبذلك نستطيع أن نطلّ على التاريخ، من حيث إدراكنا للحاضر، فيضع كلٌّ منّا التاريخ في وضعه الطبيعي، وننطلق للحاضر من خلال مشاكله وتحدّياته، ارتكازاً على ما استطاع الحوار أن يؤسّسه ويوضّحه من الأسس المشتركة التي يخضع لها الطرفان.

• لربما يستنتج قارئي الآن سماحة السيد، حيال مشروعك هذا، بأن فشلكم في مؤتمرات التقريب الماضية هي التي دفعتكم لطرح المشروع على السلفيّين؟


- أوّلاً: إذا كنّا ننتقدها في طريقة إدارة الحوار، حيث تسود الخطابيّات والمجاملات أكثر من الأمور العلميّة، إلا أنّ لتلك المؤتمرات فوائد كثيرة؛ يكفيك أنّها حقّقت نوعاً من اللقاء على بعض النقاط المشتركة، وأمّنت مساحة زمنيّة ومكانيّة يلتقي فيها المسلمون ليعرض كلّ منهم وجهة نظره، وهذا يحقّق فائدة، وإن لم تكن بالمستوى الشامل.

وثانياً: إنّ طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام الذي أعتقد أنّه يؤكد مسألة الحوار بين المسلمين، وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك.

هذا مع الإشارة إلى نقطة، وهي أنّ السؤال يكاد يوحي بأنّ السلفيين غير معنيّين بمثل هذه المؤتمرات، أو ينأون بأنفسهم عن سائر المسلمين؛ لأنّني وقد كنت السبّاق إلى طرح فكرة مؤتمرات التقريب لم أكن بصدد التصنيف، بل كنت أرى أن مسألة الحوار لا بد أن تنطلق بشموليّة بين المسلمين، بغضّ النظر عن مذاهبهم واتّجاهاتهم.

• وطالما الأمر بما ذكرت، هل تتوقّعون تجاوباً من الطرف السلفي؟ وهل يقبل الطرف الشيعي الآخر مثل هذه المبادرة مع السلفيّين؟

- ولماذا لا يلقى الأمر تجاوباً هنا وهناك؟! وقد حصل هنا تجاوبٌ كبير لدى كثير من أصحاب الاتجاهات السلفيّة في لبنان وفي المغرب العربي وفي دول الخليج وفي مواقع أسلامية ثقافية متعددة، وأعتقد أن الحوار بيني وبينك هو أحد ثمرات هذه الدعوة. وأعتقد أن المستقبل القريب سينفتح على حوارات متعدّدة تُدار في أكثر من مجال، ولا سيّما في ظل البلدان التي تعاني نوعاً من المشكلة الداخليّة على صعيد تحقيق المواطنة بين مختلف أبنائها الذين ينتمون إلى مذاهب متعدّدة. إنّ علينا أن نؤكّد مسألة الحوار، وأن نخلص في إدارته بين المسلمين، والله وليّ التوفيق.

أحمد الكاتب كتب في غير اختصاصه


إنّ طرح فكرة الحوار مع السلفيّة ليس إلا في السياق الإسلامي العام الذي أعتقد أنّه يؤكد مسألة الحوار بين المسلمين، وليست ردّاً على فشل هنا أو إخفاق هناك
• الباحث الشيعي المعروف د. أحمد الكاتب يذكر أنه كتب بحثه حول تطور الفكر السياسي الشيعي، وهو البحث الذي وصل فيه إلى نفي وجود المهدي المنتظر، وإلى نفي مبدأ الإمامة بمفهومها الشيعي. ويذكر أنه أرسل بحثه للمراجع، فلم يجبه أحد منهم. ما رأي فضل الله في بحث النتائج التي توصل إليها أحمد الكاتب؟

- أنا اعتقد أن الرجل كتب في غير اختصاصه.

• وبعيدا عن احمد الكاتب، لكن هل الفكر الشيعي يستوعب مثل هذا الاجتهاد؟

- ليست القضية الفكر الشيعي كل فكر يستوعب اجتهاداً في هذا المجال وقد كان أصحاب الأئمة يقفون على إمام ويلزمون إماماً آخر ولذلك فان كثيراً ممن كانوا من أصحاب الأئمة كانوا لا يريدون الإمامة للاثني عشر بل كانوا يقفون عند هذا الإمام فلا يرون إمامته ويقفون عند ذاك الإمام فيرون إمامته لذلك مسألة الاجتهاد هي مسالة في حجم الإسلام كله.

• دعني أعيد طرح السؤال بشكل أوضح سماحة السيد: الشيعي الذي أداه اجتهاده وبحثه إلى نفي مبدأ الإمامة ونفي وجود الإمام المهدي، هل يقال: إنه ارتكب ضلالةً، أو أنه مجتهد له رأيه الذي يجب احترامه.

- نحن نقول إنّه تماماً كالسنّي الذي يُنكر خلافة الخلفاء، نحن نقول إنّه مسلم ولكنّه ليس شيعياً.

• سبق وأن صرحت بان الإمامة من المتحول وليس من الثابت وعن هذا يتهمكم بعض الشيعة في التخلي عن ضرورات المذهب؟

- أنا قلت إنها من المتحول بمعنى أن القضايا القابلة للاجتهاد إسلاميّاً بحيث أن البعض قد يؤمنون بها والبعض الآخر قد لا يؤمنون بها وليست من الثوابت كالتوحيد والنبوءة والمعاد. وقد كنت في مقام تحرير محل النزال بين المسلمين.

من موقع الروافض راصد وهناك ايض مكاشفات للرافضي فضل الله
http://208.78.41.209/artc.php?id=21137







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "