فقط لمن يمتلك حرية استخدام عقله و لا يزال محافظ على إنسانيته
لكل من يعتقد بكرامات الأموات و الأولياء الصالحين و من يعتقد بأن الخواتم و الأحراز تنفع و الأحجار تجلب الخير و تحقق الأمنيات و تلبي المطالب و تسد الحوائج و لمن يعتقد أن الطلاسم و التمائم من تراث آل البيت ( رضوان الله عليهم ) بل و حتى من تراث المسلمين هل أصبحنا نسمي الأشياء بغير مسمياتها ؟؟ هل أصبح السحر دين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نقول متسائلين :
هل للبقر كرامات ؟؟
كيف لا و الهنود يجدون بعبادتها المنافع و لولا ذلك ما عبدوها ..!!
هل للفئران كرامات ؟؟
كيف لا و هذا الطفل و غيره يشربون من الحليب الذي تشرب منه و يأكلون معها و لا تصيبهم الأمراض و لا الآفات و لولا أنهم يجدون منفعة لما واصلوا عبادتها ..!!هل للفئران كرامات ؟؟
وهل لتمثال بوذا كرامات ؟؟ الأمر متشابه !! و لماذا للقبائل في مجاهل الغابات طقوس و أفعال تشبه المعجزات ؟؟ بل يتشافون بالترانيم و الخزعبلات ؟؟!! هل في ذلك كرامات ؟؟
لتفسير ما سبق علينا أولاً أن نتدبر آيات الله ..
و يقول تعالى :" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " الإسراء 70
ويقول تعالى على لسان إبليس :"قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ
عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا " الإسراء 62
والاحتناك: يَرِد بمعنيين: الأول: الاستئصال. ومنه قولهم: احتنك الجراد الزرع. أي: أتى عليه كله واستأصله، والآخر: بمعنى القهر على التصرف، مأخوذ من اللجام الذي يُوضَع في حنَك الفرس، ويسمونه (الحنكة) وبها تستطيع أن تُوجّه الفرس يميناً أو يساراً أو تُوقِفه، فهي أداة التحكّم فيه، والسيطرة عليه قَهْراً.فالاحتناك قد يكون استئصالاً للذات، وقد يكون قهراً لحركتها. "تفسير الشعراوي رحمه الله "
ما الرابط بين الآيات ؟؟ و ما علاقة ذلك بالكرامات ؟؟
الشيطان حاقد كاره لبني آدم و ذريته و أقسم بأنه سوف يضل ذرية آدم و امتهان كرامته التي فضل الله بها بني آدم على كثير من الخلق ومنهم الشيطان و الحيوانات ، فهو يبذل و جنوده من الجن و الإنس ما أذن لهم الله بفعله لتحقيق هذه الغاية و تنفيذ القسم ..
أبعد هذا الإمتهان لكرامة الإنسان دليل ؟؟ بالله عليكم هل هذا التكريم الذي ميزنا الله به ؟؟
أم هذا الفعل ؟؟ هل أمركم به الله ؟؟ رسله عليهم السلام ؟؟ آل البيت رضوان الله عليهم ؟؟
أم هذا ؟؟
أم هذا ؟؟؟؟
أ يرضي الله أن ترفض إنسانيتك لتتحول
لحيوان ؟؟
ابحثوا عن عبادة تذل الإنسان لغير الله العزيز ؟؟
نعود الآن لتلك الصور فنجد إمتهان كرامة الإنسان بداية بتعطيل العقل الذي يميز بنو آدم على كثير من المخلوقات و تدبر قوله تعالى :
" وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " البقرة 171
و قوله تعالى :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ
بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "
الأعراف 179
وَأَمَّا قَوْله : { لَهُمْ قُلُوب لَا يَفْقَهُونَ بِهَا } فَإِنَّ مَعْنَاهُ : لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَرَأَهُمْ اللَّه لِجَهَنَّم مِنْ خَلْقه قُلُوب لَا يَتَفَكَّرُونَ بِهَا فِي آيَات اللَّه , وَلَا يَتَدَبَّرُونَ بِهَا أَدِلَّته عَلَى وَحْدَانِيّته , وَلَا يَعْتَبِرُونَ بِهَا حُجَجه لِرُسُلِهِ , فَيَعْلَمُوا تَوْحِيد رَبّهمْ , وَيَعْرِفُوا حَقِيقَة نُبُوَّة أَنْبِيَائِهِمْ . فَوَصَفَهُمْ رَبّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِأَنَّهُمْ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا لِإِعْرَاضِهِمْ عَنْ الْحَقّ وَتَرْكهمْ تَدَبُّر صِحَّة الرُّشْد وَبُطُول الْكُفْر (الطبري )
وقال سبحانه " الغافلون أي تركوا التدبر وأعرضوا عن الجنة والنار. (القرطبي )
فمن استسلم للشيطان و اتبع خطواته فقد القدرة على التدبر ومعرفة الحق من الباطل بفقدانه لعقله فيتساوى بذلك مع الحيوانات
و لكنه أضل منهم ..
هنا يحقق الشيطان وعده بسلب تلك الكرامة فيذل بني آدم بتوجيههم لعبادة ما دون الله من المخلوقات من ذوات الأرواح
أو الجمادات .
كيف ؟؟؟؟
يقول تعالى مخاطباً رسوله محمد صلى الله عليه و سلم :" تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " و أول من زين له الشيطان عمله آدم فقال له و كأنه يريد له الخير ..قال تعالى :" فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ " فظاهر دعوته الخير و لكنه يبطن الشر ليخرج آدم و زوجته من الجنة غيرة و حقداً
و حسداً ..
وهكذا يوسوس الشيطان لمن يستسلم له فيدفعه للبحث عن وسائل تبعده عن الله بينما يوحي لفاعلها بأنها تقربه إلى الله
.. يقول تعالى :" أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ " الزمر 3
27-06-13, 12:54 AM
العرض الشجري