خالد سلطان السلطان
إسقاط الشبهات التي أثارها المتروك
لقد كتب الزميل علي المتروك مقالة يوم الأحد 2009/5/24 تحت عنوان »زيارة القبور بين الحلال والحرام« واستشهد بنص وجده منسوباً للإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة ليجعل منه دليلا على جواز التبرك بالقبور وسببا موجبا لتمرير كل المظاهر التي تفعل هناك عند الأضرحة وليجعل من هذه المظاهر توحيدا خاليا وفي حقيقتها أنها بهتان.
لقد استخدم المتروك المروي عن الإمام ابن حنبل رداً على كلام الأئمة الثقات المحرمين والمجرّمين لتلك الزيارات الشركية للقبور والأضرحة خاصة إن كانت على حد تعبير المتروك قبور الأولياء والصالحين!!.
أقول لا تفرح كثيرا بهذا النص الضعيف المتهالك والذي ينسب لإمام أهل السنة والجماعة كالإمام أحمد بن حنبل، فقد ذكر الإمام الذهبي والخطيب البغدادي أن هناك أمثال محمد بن الحسين السليمي يدس الروايات على الأئمة الثقات ليجمل أعمال الصوفية الهالكة ويروي الضعيف وما لا أصل له ليمرر العقائد الفاسدة والمعتقدات الباطلة.
والأهم منه أيها الزميل الكاتب إننا كمسلمين لا نرد النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة لقول أحد كائنا من كان حتى لو كانوا الخلفاء الأربعة أو أهل البيت الكرام أو الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهذا أذكره على وجه الفرض والاحتمال وإلا فالواقع يقول غير هذا، فإن السلف رضوان الله عليهم عرفوا بتوحيدهم الخالص لله واتباعهم العظيم لرسول الله فإذا كان هؤلاء الأعلام نرد كلامهم إن خالف نص الكتاب والسنة فما بالكم بمن هو دونهم في الرتبة كباقي الأئمة الأربعة والاثني عشر بل التابعين ومن جاء بعدهم مع فضلهم وكبير قدرهم!! ألم يقل الله عن أهل الإيمان {وقالوا سمعنا وأطعنا} وقال لأهل الإسلام {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، وقال لأهل الإحسان {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فالأمر لله ولرسوله والنهي لله ولرسوله ومن خالفهما نرد كلامه ولا نبالي...! فهمت!!
وأود أن اسأل المتروك لماذا أنزل الله عقوبته على قوم نوح؟ أليس لأنهم عظموا تماثيل من تسميهم بالأولياء والصالحين والأئمة!! ولماذا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش وفيهم أهله وأقاربه فما كان نوع شركهم؟ أليس لتعظيمهم للأصنام وهي في أصلها لأناس يعتقدون صلاحهم وإمامتهم فاتخذوهم وسائل ووسائط بين الله وخلقه!! ولماذا لعن الله اليهود على لسان الانبياء عموما وعلى لسان محمد صلوات ربي وسلامه عليه خصوصاً، أليس لاتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد فحذر مما صنعوا وهو على فراش موته صلوات ربي عليه!!
إن أكبر خطيئة على وجه الأرض هي القول بجواز التبرك بالقبور والأضرحة والقول انها من التوحيد الخالص وأنها من الإيمان وأنها سبب لترقيق القلوب عياذاً بالله من الشيطان الرجيم، والحقيقة أنها الخطأ الأكبر الذي يقرب صاحبه من خط النهاية من دين الإسلام..!!
والحمد لله أن المتروك لم يذكر الكويت من البلدان ذات القبور والأضرحة وهذه مزية لأهل الكويت توجب الفرح والسرور لأنها بلاد التوحيد بحكامها وشعبها ودعاتها.
في مقالي القادم سأذكر ما ذهب إليه علماء الشيعة الموحدون لأن منهم ثقات في حديثه ونقله كما حكي عنهم توثيقا كالإمام أحمد بن حنبل إمام الجرح والتعديل.
عدنان بدأ أجندته الخاصة!!
بدأ النائب عدنان المطوع رحلته البرلمانية بتقديم طلب تعديل مقرر التربية الاسلامية للصف العاشر وذلك لوجود ما يعارض مذهبه وفقهه وهي مسألة جواز التعبد عند قبور الاولياء والصالحين فعند النائب الجديد الطواف حول القبور والوفاء بالنذور وتقديم القرابين والهدايا كلها من مظاهر التوحيد الخالص وهذا الذي دفع اخوانه من ابناء مذهبه النائب صالح عاشور والنائب السابق احمد لاري في الدورة البرلمانية الماضية إلى المطالبة بنفس طلب المطوع.
ليست قضية النائب المطوع ومن سبقه ومن سيلحقه اعتراضاً على مقرر ودروس تقدم لطلبتنا.. لا لا ولكن القضية اجندة خاصة يراد لها ان تكون على ارض الواقع على المدى البعيد وهي المطالبة باقامة اضرحة في مقابر الكويت حتى تكون كسابقاتها في ارض العراق وايران، وهناك من وجهوا طلبهم للمجلس البلدي واسألوا ان شئتم اعضاء البلدي الذي شهدت لجانه مثل هذه المطالبات.
لفتة:
عدل وزارة التربية حين جعلت من المقرر تدريسه على أبنائنا (إن من مظاهر الشرك الزيارات الشركية للقبور والأضرحة) فهذا هو الدين الصحيح الذي مات عليه الرسول وأصحابه وأئمة آل البيت والأئمة الأربعة والإمام أحمد على رأسهم.
وشكرا للدكتور علي العمير والدكتور وليد الطبطبائي والدكتور فهد الخنة على الرد على من اراد زعزعة الدين الصحيح والعقيدة الثابتة.
تاريخ النشر 30/05/2009