سوريا يا حبيبتي
الذين ينتقدون اهل حلب غلبهم الحماس. الذين ينتقدون الشوام "لتقاعسهم" هم من الشباب قليلي الخبرة.
والله و تالله لوان في الدنيا جهاز يقيس حجم و قوة ثورتنا السوريه لكٌسر هذ الجهاز. لقد كسرت ثورتنا حاجز الصوت إن صح التعبير... ل...و ان ثورتنا وليدة الثلاثة اسابيع وُزعت على الوطن العربي كافه لحررته- مع كل الاحترام و التقدير لإخواننا في مصر و تونس.
من من الشباب و الرجال في هذه الدنيا يستطيع ان يتظاهر امام قوة امن طائفية حاقدة مجرمة لديها اوامر بإطلاق الرصاص الحي في الرأس. قائدها الاعلى المبجل يقول من اراد الحرب (المظاهرات) فاهلان وسهلان به (يعني القتل). إذا نجى من الاصابة في الرأس وقع في ايدي المخابرات ذلك الجهاز الدموي الشيطاني ويتزامن مع ذلك انعدام تام للتغطية الاعلامية بمعنى الكلمه. هل حدث ذلك بمصر اوتونس. ارجوا منك عزيزي ان تقف برهه وتقارن ظرفنا بظرف مصر و تونس و تحكم فتعدل. اثبت الشاب السوري انه يستطيع المقارعة بكل بأس وثبات و صبر. صبر لايعيه انسان ولايتحمله بشر. الشاب السوري يخرج الى المظاهرة والايدري إن كان سيعود. هل يعفي ذلك اهل حلب و الشام (مؤقتا)؟!!.
حضر الصحابة الكرام موقعة بدر فقال لهم الله إفعلوا ماشأتم فقد غفرت لكم ماتقدم من ذنبكم و ما تأخر. بيد انهم في معركة الخندق نادى الرسول الكريم بهم من ياتني باخبار القوم و اضمن له الجنه (او كما قال ص) و من شدة الخوف لم يردوا على الرسول (ص) إلاحينما كرر لهم الدعوة ثلاثة مرات وهم الصحابة - خيرة الخلق بعد الرسل- والذي كان ينادي عليهم الرسول الكريم مباشرة- ليس من خلال مبعوث او كتاب.
ثورتنا وليده عمرها الزمني ثلاثة اسابيع ونظامنا الكالح المجرم انشأنا وربانا على مدى خمسون عاما على الرعب وليس الخوف. فلرعب مرحلة متقدمة جدا من الخوف. يقول علما النفس عندما يصاب المرا بأمرا جلل كفقدان عزيز او الاصابة بمرض خطير يمر بثلاثة مراحل: عدم التصديق وانكار ما حصل ثم التصديق ثم العمل على المعالجة.
نظامنا لم يصدق ماحصل في درعا وقال انه بفعل مندسين فوالله إنه صدق في هذه حيث لم يقصد الكذب. بلفعل لقد اصيب بصدمة قويه فلم يصدق. حتى ان نعجة النظام لم يقوم بتعزية اهالي الشهداء نهيك عن الزيارة الميدانيه لدرعا. ثم انه بداء يعي ماحصل فهو في مرحلة التصدق والايمان بأنها الثورة ثم انه الان يضع عليها الضمادات برفع الاجور وتغير الحكومة ودراسة قانون الطورئ في محاولة منه للمعالجة
اهلنا وجيلنا المدجن و المقلمة اظافرهم على مدى خمسون عام لم يصدقوا ماحصل. ثم بدائنا بلتصديق بإنها الثورة وبدات المدن و القرى ترمي بشبابها وابنائها كما يرم عود الطيب في النار. اشعلت رائحة الشهداء الوهج في قلوبنا واستمطرت غيث الثورة على الوطن. غير ان علاجنا سيكون ببتر هذ النظام.
هذا النظام ليس كنظام مصر او تونس. هذا النظام يتمتع بمميزات لا يمكن اغفالها:
• العمق العائلي و الطائفي الكبير
• صناع القرار في الجيش و الوزارات السياديه
• ثقافة الخمسون عام من الرعب
• القنوات التلفزيونيه الوطنيه و الفضائيات
• انشغال العالم ببترول لبيا وقاعدة اليمن
• اسرائيل واللبوبي الصهيوني في امريكا
• الولايات المتحده القطريه وقناة الجزيره
• حزب اللات و ايران
• غياب مصر والخوف العالمي من المارد السني
اما ثورتنا فمعها:
• الله
• درعا
• عشرات الاف من السورين
• العنصر النسائي الشرس
• قناة وصال و الصفا
• اليووتيوب
ثقافة الرعب الذي عشناها خلال خمسون سنه لا يمكن محوها في اسابيع معدودة هذه هي سنة الله في الكون. الصبر الصبر. اعطولثورة اسبوعا واحد عن كل سنة عشنها تحت هذا النظام. الذين يستعجلون انما هم يهبطون من معنوياتنا ويلغوا منا فترة مهمة لنا الا وهي فترة الحضانة والنمو القوي للثورة.
انام فاقوم متفززا من ضحكات النعجة عندما كان يلقي الخطاب فأدعوالله ان يمكننا من كسر فكه. ولكن عندما شهادت الخطاب عدة مرات امنت بان القهقهات و الشفايف البيضاء تخفي خلفها خوف شديد وإضطراب.
حادثني صديق من الكويت بعد مظاهرات حمص فقال لي الان امنت بأن باب الحارة قصة حقيقية وان السوريون رجال و ما بينذلوا. وقال لي اعتقد بان اهل درعا هم من قال عنهم الرسول (ص) "وهم بلشام"
الحمدلله باني سوري وليتني كنت درعويا.