العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-19, 12:53 PM   رقم المشاركة : 11
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة الرعد ومفتتح سورة إبراهيم


1 ـ قال سبحانه في خاتمة سورة الرعد : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} .
وقال في أول سورة إبراهيم : { الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)} .
فقد ذكر الذي أرسله وأنزل إليه الكتاب في سورة إبراهيم رداً علي قول الذين كفروا : { لَسْتَ مُرْسَلاً } .

2 ـ قال تعالى في خواتيم سورة الرعد : { وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)} .
وقال في أول سورة إبراهيم : { ... وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3)} .
فقد بين في آية إبراهيم عاقبة مكر الذين كفروا .
فحَذَّر المذكورين في آية الرعد فقد قال : { وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } .
وقال في سورة إبراهيم : { وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } .
وبين من المكر الذي مكروه أنهم يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا .
فكأن آية إبراهيم توضيح لما في الرعد .

جاء في البحر المحيط : إرتباط أول سورة إبراهيم بالسورة التي قبلها واضح جدا لأنه ذكر في سورة الرعد : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا ... (31)} ،
ثم : { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ... (37)} .
ثم : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} .
فناسب هذا قوله في سورة إبراهيم : { الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ... (1)} .
وأيضا فإنهم لما قالوا على سبيل الاقتراح : { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ... (27)} .
وقيل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} .
أنزل : { الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ } .
كأنه قيل : أولم يكفهم من الآيات كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات (هي الضلال) الى النور (وهو الهدى) (1) .

وجاء في روح المعاني : وارتباط سورة إبراهيم والسورة التي قبلها واضح جدا لأنه قد ذكر في سورة الرعد مدح الكتاب وبيان أنه مغن عما اقترحوه مما ذكر ، وافتتحت سورة إبراهيم بوصف الكتاب والإيحاء إلى أنه مغن عن ذلك أيضا (2) .

الهوامش :
(1) البحر المحيط 5/403 .
(2) روح المعاني 13/179 .






 
قديم 25-06-19, 11:44 AM   رقم المشاركة : 12
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة إبراهيم و مفتتح سورة الحجر


1 ـ قال الله سبحانه في خاتمة سورة إبراهيم : { هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52)} .
وقال في بداية سورة الحجر : { الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)} .
فالبلاغ الذي بلَّغَ الناس به إنما هو الكتاب وما في الكتاب .

2 ـ ذكر تعالى في خواتيم سورة إبراهيم عاقبة الظالمين فقال : { وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50)} .
وقال في بداية سورة الحجر : { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2)} .
فقد قيل إن هذه الودادة إنما تكون يوم القيامة عندما يرون العذاب ويرون نجاة المسلمين وفوزهم بالجنة (1) .

3 ـ قال عزّ وجل في خواتيم سورة إبراهيم في الظالمين : { ... أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) } .
وقال في بداية سورة الحجر : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)} .
فالذين في سورة إبراهيم ألهاهم الأمل حتى ظنوا انهم لا يزولون عن هذه الدنيا وإنما هم خالدون فيها فقال ربنا : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ } .
فالمناسبة ظاهرة .

جاء في البحر المحيط : مناسبة سورة الحجر لما قبلها أنه تعالى لمّا ذكر آخر السورة قبلها أشياء من أحوال القيامة من تبديل السماوات والأرض وأحوال الكفار في ذلك اليوم وأن ما أتى به على حسب التبليغ والإنذار ابتدأ في هذه السورة ذكر القرآن الذي هو بلاغ للناس وأحوال الكفرة وودادتهم أنهم لو كانوا مسلمين (2) .

الهوامش
(1)انظر روح المعاني وانظر تفسير ابن كثير 4/524
(2)البحر المحيط 444ـ443 /5






 
قديم 25-06-19, 08:20 PM   رقم المشاركة : 13
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة الحجر ومفتتح سورة النحل


1ـ قال سبحانه في خواتيم سورة الحجر : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)} .
وقال في أول سورة النحل : { ... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)} .

2 ـ وقال تعالى في خواتيم الحجر : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ ... (85) } .
وقال في بداية سورة النحل : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)} .

3 ـ وقال عزّ وجل في خواتيم الحجر : { ... وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ ... (85) } .
وقال في بداية سورة النحل : { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ... (1)} .

جاء في (نظم الدرر) : لما ختم الله سورة الحجر بالإشارة إلى إتيان اليقين وهو صالح لموت الكل كشف الغطاء بإتيان ما يوعدون ما يستعجلون به استهزاء من العذاب في الآخرة بعد ما يلقون في الدنيا ابتدأ سورة النحل بمثل ذلك سواء ، غير أنه ختم الحجر باسم الرب المفهم للإحسان لطفا بالمخاطب افتتح النحل باسم الأعظم الجامع لجميع معاني الاسماء لان ذلك أليق بمقام التهديد (1).

(1) نظم الدرر 4/243






 
قديم 25-06-19, 09:00 PM   رقم المشاركة : 14
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة النحل ومفتتح سورة الإسراء


1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة النحل : { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)} .
وأعلى المعية أن يقرب اللهُ الرسولَ الكريم صلى الله عليه وسلم منه فقال سبحانه في بداية الإسراء : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)} .
مما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم أعلى الذين اتقوا والذين هم محسنون .وقوله : { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } يدل على أنه يسمعهم و يبصرهم فهو معهم . وذلك مناسب لقوله سبحانه : { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } .

2 ـ وقال تعالى في خواتيم النحل : { إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)} .
وقال في بداية سورة الإسراء : { وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2)} .
وكلتا الآيتين في بني إسرائيل .

جاء في البحر المحيط : مناسبة أول سورة الإسراء لآخر ما قبلها أنه تعالى لما أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالصبر ونهاه عن الحزن عليهم وأن يضيق صدره من مكرهم ، وكان من مكرهم نسبته إلى الكذب والسحر والشعر وغير ذلك مما رموه به ، أعقب تعالى ذلك بذكر شرفه وفضله واختفائه به وعلو منزلته عنده (1) .
وقد أشار صاحب البحر في ذكر أمره بالصبر ونهيه عن الحزن إلى قوله سبحانه في آخر سورة النحل : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127)} .

(1) البحر المحيط 6/4






 
قديم 27-06-19, 11:55 AM   رقم المشاركة : 15
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة الإسراء و مفتتح سورة الكهف


قال سبحانه في خاتمة سورة الإسراء : { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} .
وقال في أول سورة الكهف : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)} .

1 ـ أمر الله تعالى رسوله في خاتمة الإسراء بأن يحمد الله وقال : { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ } .
فكأن رسوله صلى الله عليه وسلم استجاب لما أمره به فقال تعالى في أول الكهف : { الْحَمْدُ لِلَّهِ } .

2 ـ ذكر سبحانه الكتاب في أواخر سورة الإسراء فقال : { وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ... (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106)} .
وذكره في بداية الكهف فقال : { الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا... (2)} .
فقال فيه : { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } .وقال فيه : { قَيِّمًا } .
ويعني ذلك أنه بالحق أنزله وبالحق نزل .

3 ـ قال عزّ وجل في خواتيم سورة الإسراء : { ... وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105)} .
وقال في بداية الكهف : { قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)} .
فكلتا الآيتين في الإنذار والتبشير .

4 ـ قال تقدست أسماؤه في خاتمة الإسراء : { الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } .
وقال في أوائل الكهف : { وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)} .

جاء في البحر المحيط : مناسبة أول سورة الكهف بآخر ما قبلها أنه لما قال : { وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ } .وذكر المؤمنين به أهل العلم ، وانه يزيدهم خشوعا ، وأنه تعالى أمر بالحمد له ، وانه لم يتخذ ولدا ، أمره الله تعالى بحمده على إنزال هذا الكتاب السالم من العوج ، القيم على كل الكتب ، المنذر من اتخذ ولداً ، المبشر المؤمنين بالأجر الحسن ، ثم استطرد إلى حديث كفار قريش والتفت من الخطاب في قوله : { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } إلى الغيبة في قوله : { عَلَى عَبْدِهِ } لما في عبده من الإضافة المقتضية تشريفه ولم يجئ في التركيب : { أَنزَلَ عَلَيْكَ } (1).

وجاء في روح المعاني : وجه مناسبة وضعها بعد الإسراء على ماقيل افتتاح تلك بالتسبيح وهو ما مقترنان في الميزان وسائر الكلام نحو { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } فسبحان الله و بحمده وأيضا تشابه اختتام تلك وافتتاح هذه فإن في كل منهما حمداً (2) .

الهوامش
(1) البحر المحيط 6/95
(2) روح المعاني 15/199






 
قديم 27-06-19, 11:56 AM   رقم المشاركة : 16
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة الكهف ومفتتح سورة مريم


1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة الكهف : { قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ... (98)} .
وقال في أوائل سورة مريم : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} .
فذكر في الكهف رحمته بخلق كثير من عباده وذكر في مريم رحمته بعبد من عباده .

2 ـ قال تعالى في خواتيم الكهف : { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)} .
وما فعله ربنا مع زكريا انما هو كلمة من كلماته سبحانه .
وما فعله مع مريم انما هو كلمة من كلماته سبحانه وقد سمى ربنا عيسى ابن مريم كلمة ، قال تعالى : { إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ... (45)} .

3 ـ إن مناسبة سورة مريم لسورة الكهف على العموم ظاهرة ...
فقد قال عزّ وجل في بداية سورة مريم : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} .
وذكر في الكهف اموراً عدة من رحمته سبحانه لعباده :

أ ـ رحم الفتية أصحاب الكهف فحفظهم ورعاهم .
ب ـ ورحم المساكين اصحاب السفينة
ج ـ ورحم الأبوين المؤمنين فأبدلهما خيراً من ولدهما زكاة وأقرب رُحما .
د ـ ورحم الغلامين اليتيمين بحفظ كنزهما .
هـ ـ ورحم القوم الضعفاء من هجمات يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض .
وقال ذو القرنين في السد الذي صنعه : { هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي } .
فسورة الكهف في رحمة عباده المؤمنين وسورة مريم في رحمة عبد من عباده .

ومن طريف التناسب بين السورتين:
انه ذكر في سورة الكهف فرار الفتية من قومهم والتجاءهم الى الكهف لئلا يطلعوا عليهم .
وفي سورة مريم ذكر التجاء مريم الى جذع النخلة في مكان بعيد عن الناس لئلا يطلعوا على ما هي فيه .
فكلتا الحالتين ابتعاد عن قومهم والتخفي عنهم .
ونهاية الحادثين بأمر عجيب غريب .
فالفتية خرجوا بعد نومهم ثلاثمائة سنين و تسع .
ومريم جاءت بولد من غير أب .
وكلتاهما كان حديث الناس والعجب .

جاء في (البحر المحيط ) في مناسبة سورة الكهف لسورة مريم : مناسبتها لما قبلها أنه تعالى ضمّن السورة قبلها قصصاً عجباّ كقصة أهل الكهف وقصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين .
وهذه السورة تضمنت قصصاً عجباً ولادة يحيى بين شيخ فان وعجوز عاقر وولادة عيسى من غير أب .
فلما اجتمعا في هذا الشيء المستغرب ناسب ذكر هذه السورة بعد تلك (1) .

(1) البحر المحيط 6/172






 
قديم 28-06-19, 12:03 PM   رقم المشاركة : 17
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة مريم و مفتتح سورة طه


1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة مريم : { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا (97)} .
وقال في بداية سورة طه : { طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3)} .
فالكلام في كل الموقعين على القرآن .

2 ـ وقال تعالى في خواتيم سورة مريم : { إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)} .
وقال في بدايات سورة طه : { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} .
فله ما فيهما وكل منهما عباده .

3 ـ قال عزّ وجل في آخر سورة مريم : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) } .
وضرب لنا مثلا في من أهلكهم بفرعون وجنوده في بداية سورة طه : { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)..} .
وقد ذكر قصة موسى مع فرعون إلى أن أهلك فرعون وجنوده وذلك قوله : { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)} .

جاء في روح المعاني : وجه ربط أول سورة طه بآخر سورة مريم أنه سبحانه ذكر في آخر سورة مريم تيسير القرآن بلسان الرسول عليه الصلاة والسلام معللاً بتبشير المتقين وانذار المعاندين .
وذكر تعالى في بداية سورة طه ماله نوع من تأكيد ذلك (1) .

(1) روح المعاني 16/147






 
قديم 28-06-19, 05:17 PM   رقم المشاركة : 18
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة طه ومفتتح سورة الأنبياء


1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة طه : { وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)} .
وقال في أول سورة الأنبياء : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1)} .
قيل في الأجل المسمى المذكور في آية سورة طه أنه يوم القيامة وهو موعد الحساب (1).

2 ـ قال تعالى في خواتيم سورة طه :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)} .
أي أتتك آياتنا فأعرضت عنها .
وقال سبحانه في أول سورة الأنبياء : { ... وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1)} .
فكلتا الآيتين في المعرضين عن آيات ربهم .

3 ـ قال عزّ وجل في أواخر سورة طه : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ... (130)} .
وقال في أوائل سورة الأنبياء : { لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (3)} .
وقال فيها أيضا : { بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ... (5)} .
فأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة طه أن يصبر على ما قالوا في سورة الأنبياء .

4 ـ قال جلّ شأنه في أواخر سورة طه : { وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)} .
وقال في أوائل سورة الأنبياء : { ... فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5)} .
فكلتا الآيتين في طلب آية .

جاء في البحر المحيط : مناسبة سورة الأنبياء لما قبلها أنه لما ذكر في آخر سورة طه : { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا... (135)} . قال مشركو قريش : محمد يهددنا بالمعاد والجزاء على الأعمال وليس يصح ، وإن صح ففيه فأنزل الله تعالى : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1)} (2).

الهوامش
(1)أنظر روح المعاني 16/280
(2)البحر المحيط 6/295






 
قديم 28-06-19, 10:31 PM   رقم المشاركة : 19
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة الأنبياء و مفتتح سورة الحج


إن خواتيم سورة الأنبياء في الساعة وما يليها من عقاب وثواب وذلك ابتداء من قوله تعالى :
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)} .

وأول سورة الحج في الساعة قال سبحانه :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} .

جاء في البحر المحيط : مناسبة أول سورة الحج لما قبلها أنه ذكر تعالى حال الأشقياء والسعداء وذكر الفزع الأكبر وهو ما يكون يوم القيامة ، وكان مشركو مكة قد أنكروا المعاد وكذبوه بسبب تأخر العذاب عنهم . نزلت هذه السورة تحذيراً لهم وتخويفاً لما انطوت عليه من ذكر زلزلة الساعة وشدة هولها وذكر ما أعد لمنكرها وتنبيههم على البعث بتطويرهم في خلقهم وبهمود الأرض واهتزازها بعد بالنبات (1) .

(1) البحر المحيط 6/349






 
قديم 29-06-19, 12:47 PM   رقم المشاركة : 20
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


خواتيم سورة الحج ومفتتح سورة المؤمنون


1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة الحج : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)} .
وقال في آخر آية منها : { ... فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} .
وقال في أول سورة المؤمنون : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)} .
فذكر الصلاة والزكاة في خاتمة سورة الحج وأول سورة المؤمنون .

2 ـ وقال تعالى في خواتيم الحج : { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .
وقال في أول المؤمنون : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } .
فترجى لهم الفلاح إذا فعلوا ذلك ، وقد حصل الفلاح لمن فعل .

جاء في روح المعاني (1) :
ومناسبة سورة المؤمنون لآخر سورة الحج ظاهرة ، لأنه تعالى خاطب المؤمنين بقوله سبحانه في أواخر سورة الحج : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ... (77)} . وفيها : { ... لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)} .
فناسب أن يحقق ذلك فقال عزّ وجل في أول سورة المؤمنون : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} .

(1) روح المعاني 2/18 وانظر البحر المحيط 6/395






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "