العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-11, 04:18 PM   رقم المشاركة : 1
الباقلاني
مشترك جديد






الباقلاني غير متصل

الباقلاني is on a distinguished road


مع الحيدري: القول في: فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد
كم من المواضيع التي تطرح بين المتحاورين الشيعة والسنة، ولو محصنا أغلبها = لوجدناها غير ذات جدوى، ففي كثير منها يكون الحوار حول مسألة فقهية اختُلف فيها، ويبدأ أحد المتحاورين التشنيع على الآخر وعلمائه بسبب هذه المسألة، وفي غالب الأحيان يكون هناك قائل به من علماء المُستشكِل، وطبعا صاحبنا آخر من يعلم، وغالب من يقع في مثل هذه الأخطاء قليل علم لا يعي أصول الحوار ومبادئه.
وهذا سلوك لا يستغرب في حال صدر من بعض العوام أو الطلبة الجدد، فهذا ما إن يسمع بوجود قول غريب صدر عن مخالفيه، حتى يفتح فيه موضوعا ويملأ الدنيا صياحا وزعيقا، ولا يدري أن هذا القول غالبا موجود لدى بعض علمائه، وهذا سلوك مشترك لا ينفرد به عوام طائفة بل هو مشاهد بشدة في المنتديات الحوارية من أتباع الطوائف المختلفة.
وليس هذا الأمر بمستغرب مادام صادر عن العوام، فمتى كان قول العامي وفعله معتبرا؟
ولكن أن يكون هذا الأسلوب أسلوبا متبعا لأحد علماء الطائفة المعينة فهذا هو ما يثير الاستغراب.
ومن نتكلم عنه هنا هو كمال حيدري، فهذا الرجل سمعنا عنه كثيرا كما وقفنا له على عدد من الكتب، وغالبها كتب في المنطق والفلسفة التي يفترض أنه ضليع فيها – على حد قول أتباعه- وبعد أن قدم برنامجا على الفضائيات صار يُنظر له كعلم من أعلام المذهب ويتغنى الشيعة باسمه، حتى أنك تكاد تصدق ما يشيعونه عنه من ذكاء وفطنة وعلم.
ولكن ما إن تبدأ بتتبع أطروحاته واستشكالاته حتى تصاب بصدمة! أهذا هو من صمّوا آذاننا بمدحه؟! أهذا مستواه وطرحه؟!
الرجل يُشكل بإشكالات لا يمكن أن توصف بأكثر من الحمق، لا يليق بطالب علم مبتدئ أن يطرحها فكيف بعالم من علماء الطائفة –بل قد علمت مؤخرا أنه قد صار مرجعا!-.
والإشكال الذي سنتكلم عنه اليوم هو حديث في صحيح البخاري سنورده ثم نتكلم عن إشكال الـ(نيو) مرجع كمال الحيدري:
الحديث: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، ح وحدثنا عاصم، عن زر، قال: سألت أبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نقول: يا إلهي ما أصعب أن توضح الواضحات
وقبل أن أشرع في بيان الإشكال وتهافته أود أن أبين أنني لا أتصور أن يصدر إشكال كهذا عن رجل يحمل علما فعلا، وإنما هذه أفعال صبية المنتديات.
فهل يمكن أن يأتي المفيد، أو ابن المطهر، أو محمد باقر الصدر، أو الخوئي، أو محمد حسين فضل الله، أو محمد آصف محسني، أو أي واحد من علماء الشيعة الذين يتمتعون بنوع من الذكاء والحصافة فيطرح مثل هذا الإشكال؟!
لم أقف على عالم ذي شأن منهم صنع هذا أو حتى قريبا منه، ولو وقفت على أحد منهم طرح مثل هذا الإشكال فإنني أعدها زلة وقعت ولا أعيرها اهتماما فعليا، فحتى الأذكياء قد يمرون بلحظات يخونهم فيها ذكاؤهم، ولكن متى ما صارت هذه الطريقة السخيفة منهجا يسير عليه الشخص فينبغي نقله مباشرة من قائمة أذكياء الطائفة إلى قائمة سفهائها.
ولننظر في الشبهة التي طرحها المرجع الجديد:
أول مآخذ على ما أورده البخاري هو قول البخاري: كذا وكذا، والثاني هو ما سماه الحيدري لغزا! وهو ما جاء في آخر الحديث: " فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وقبل البدء نسأل هل كمال الحيدري لا يعرف جواب ما طرحه فعلا ؟
فإن كان يعرف الجواب فهل عرفه من متن حديث البخاري نفسه أو من غيره من كتب السنة أو شروحها؟
فإن كان من متن الحديث نفسه فما الداعي للإثارة والكوميديا التي يمارسها في برنامجه؟
وأما في حال كان بطيء الفهم قليل العلم ولم يستطع أن يعرف المعنى من ذات متن الحديث واحتاج إلى الرجوع إلى كتب الشروح فالإشكال ليس في المتن وإنما في قارئه.
ونقول للعقلاء لو كان غرض البخاري هو إخفاء القول وعدم ذكره = لما ذكر الحديث أصلا.
وإنما إبهامه كان لشهرة القول وعدم الحاجة لذكره، فأهل العلم والعقلاء –الذين كان يفترض البخاري وقوع الكتاب بين أيديهم- يعلمون يقينا قول ابن مسعود في المعوذتين ويفهمون مراد البخاري من إيراد الحديث وهو ما سنشرحه الآن:

فأما المأخذ الأول: وهو قول البخاري: "كذا وكذا" نقول: الحديث أخرجه البخاري مرتين مرة في باب (قل أعوذ برب الفلق) وأخرى في باب (قل أعوذ برب الناس) وكلمة "كذا وكذا" تعبير عن قول ابن مسعود في المعوذات.
فهل يخفى على أي طالب علم قول ابن مسعود فيهما؟!
وما نسب إليه من عدم اعتبارهما من القرآن وحكه لهما من المصحف؟! وهي الشبهة التي مللنا سماعها وجوابها معروف، ويكفينا استقرار قول ابن مسعود على قول الجماعة فلا ضير في خلافه ابتداء والعبرة بالخواتيم.
ومن تتبع استعمال البخاري لكلمة "كذا وكذا" سيجده يعبر بها تارة عن مكان معين، وأخرى عن زمان معين، ومرة عن قدر معين، ومرة عن شخص معين، وفي كل الحالات لا يكون لاستبدالها أدنى أثر في معنى الحديث، فيكون مراد البخاري من الحديث عبارة أخرى في الحديث هي شاهده المقصود.
وفي الحديث هذا شاهده ومراده هو تبيين أبي أن إثبات المعوذات في المصحف هو اتباع محض لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما المأخذ الثاني وهو: " فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
فتوضيحها صعب للغاية! إذ أن توضيح الواضحات من المشكلات ولكنا سنحاول:
الأثر يبين مجيء السائل إلى أبي بن كعب وسؤاله له عن رأيه في قول ابن مسعود في المعوذتين فأجابه أُبي وسنجزئ الإجابة كي لا يعسر الفهم أكثر على المرجع الجديد:
1- "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي" في هذا الجزء السائل هو أبي، والسؤال هو عن المعوذتين، و"قال لي" عائدة على النبي فهو القائل هنا.
2- "قيل لي فقلت" في هذا الجزء النبي يقول: قيل لي: فمن الذي يبلغ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الوحي؟ الجواب يعرفه طالب الابتدائي: مبلغ الوحي للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هو جبريل عليه السلام نقلا عن رب العزة تبارك وتعالى، ثم قول النبي "فقلت" أي أنه قال المعوذات وقرأها للناس كما أمره الباري سبحانه ونقله له الأمين جبريل عليه السلام.
3- " فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي أن أبي رضي الله عنه ينص على أن قراءتهم للمعوذات هو اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ولا عبرة لمن خالف كائنا من كان.
أرجو أن يكون الأمر واضحا لحضرة المرجع الجديد فيكون اللغز قد انحل بالنسبة له وفهم المراد!
وقبل أن أختم يتبقى لنا أمور:
1- الإبهام ليس بالضرورة أن يكون من فعل البخاري نفسه بل يمكن أن يقع هذا الإبهام من أحد شيوخه في السند وهذا لا يعيبهم أبدا فأغراض الإبهام والتصرف كثيرة وما يهم هو عدم تغيير المعنى.

2- ينبغي التنبه أن مجرد كتابة الكتب وحشدها بمصطلحات تعارف عليها أهل فن معين لا ينبغي أن يثير في قارئي هذه الكتب الانبهار، فهذا فعل يستطيعه كل أحد ولا يحتاج إلا لتعلم هذه المصطلحات ومعانيها واستخداماتها والذكي يمكنه أن يتقن هذا الأمر بقرابة الشهور اليسيرة من الاجتهاد في هذا الفن، فليس الأمر مبهرا ومعجزا وليس إصدار الكتب دليلا يقينيا على علم الشخص، وكم قرأنا من كتب هالنا ما تحمله من علم ويغمرنا الشوق للقاء أصحابها، ولكن ما إن تراه وتحادثه تكتشف الحقيقة المرة، وكمال حيدري لم يحوجنا إلى بذل الجهد للقائه ومعرفة عقله، فقد عرضه علينا بالمجان، ولو بقي مستترا لكان خيرا له.

3- أستغرب حقيقة عندما أجد بعض أذكياء الشيعة يمجدون كمال الحيدري وأطروحاته التي يغلب عليها الطابع الصبياني، وغالبها منقول من منتديات حوارية شيعية وكتابها هم السقط في هذه المنتديات، فعقلاؤها –وهم قلة- لا يقعون بمثل هذه الأمور وينبغي عنهم تنزيه أنفسهم من الولوغ في هذا الوحل، وأقول لمثل هؤلاء: إن عدمت سلامة المعتقد فعلى الأقل أبق لنفسك صفة الذكاء. (وهذه رسالة إلى أذكياء مخصوصين التقيتهم في بعض الحوارات وأرجو أن يفكروا بها مليا).

4- أن مسألة إبهام بعض جزئيات الرواية (بشرط عدم تغيير هذا الإبهام للمعنى)، واقع لدى كل الطوائف، وأسبابه كثيرة منها الاختصار ومنها عدم أهمية هذه الجزئية كأن تكون اسما لمكان أو قدر أو مدة زمنية أو شخص ليس في ذكره فائدة، ومنها كون ذكر الشخص قد يعرضه لتطاول السوقة والجهال عليه، فيبهمه المحدث حماية لكليهما، فيحمي الشخص ويمنع تعرضه للإساءة، ويحمي الجهلة من ذنب وقوعهم في أحد الأفاضل.
ومن أمثلة هذا الإبهام عند الشيعة، عدم تتمة الكافي لحديث علق المازندراني عليه قائلا: " قلنا: آخر الحديث الذي لم يذكره المصنف دل على الجواب عن السؤال المذكور وإنما لم يذكره المصنف لعدم تعلق الغرض بذكره في هذا الباب ولئلا يتوهم أنه المقصود فيه وليس كذلك إذ المقصود فيه ذكر النص على موسى (عليه السلام) وإن لم يتعلق السؤال به. "
وما سبق هو مثال للإبهام أو التصرف في الحديث بغرض الاختصار وليس فيه مطعن على الكليني، إذ هو يريد شاهدا معينا وقد استفاده من الجزء المذكور.
ومثال آخر إبهام ابن بابويه القمي في كتابه (من لا يحضره الفقيه) وعدم ذكره لانصراف محمد بن الحنفية وعدم بقائه لرجم المرأة الزانية، وعلق محمد تقي المجلسي على فعل ابن بابويه قائلا: "وزاد في آخره قال: وانصرف فيمن انصرف يومئذ محمد بن أمير المؤمنين ولم يذكره المصنف للأدب" روضة المتقين 10/35.
وليس في إبهام ذكر ابن الحنفية مغمز ولا مطعن على ابن بابويه –هذا عند العقلاء بالطبع- فهو صيانة له من وقع الجهال فيه، ولو أردنا أن نسلك مسلك الحيدري والصبية –الذين يستقي منهم الحيدي أطروحاته!- لما عجزنا، ولكننا ننزه نفسنا عن هذا العبث.
ويكفينا ما سبق وأرجو أن يكون فيه نفع للقارئ.
ونصيحتي لإخوتي أن يبتعدوا عن الجدل في أمور غير مؤثرة، فاقصد البحر وخل القنوات، ولا تضع وقتك في الفروع وفروعها وإنما ينبغي أن يكون التركيز منصبا على أصول الاعتقاد ففيها فصل الخطاب.
وما تجشمت عناء الكتابة في هذه المسألة إلا لأنني سئلت عنها فأحببت تعميم الجواب كي يتعدى النفع –أرجو-
والحمد لله رب العالمين






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "