العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14-07-16, 02:54 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


من امور التوبة ونجاحها


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أمور التوبة ونجاحها
ومن أمور التوبة ونجاحها،الحسم دون تردد، وترك التسويف، لعل وعسى وسوف وغداً وبعد غد، فهذه يجب تركها،ولذلك لا يسوفن أحد في مسألة ترك المعصية،
فأول خطوة بعد الندم الإقلاع عن المعصية،وهذا الإقلاع لابد منه بكل صوره،بالخوف من الآخرة،ولذلك لابد من الحسم في هذا حتى لا يتمكن الشيطان مرة أخرى من تمكين الغفلة ونسيان التذكر،
استشعار أثر الطاعة،ومما يعين على التوبة،أن يستشعر أثر الطاعة، فهناك يستشعر أثر المعصية فيكون ذلك دافعاً له للبعد عنها، وكذلك إذا استشعر آثار الطاعات ولذة التوبة وحلاوتها،
فإن أي إنسان لو اختلف مع إنسان وهذا الإنسان كان صاحب فضل عليه، وصاحب منة عليه،ولكن حصل بينهم ما شوش العلاقة، فإنه يبقى مهموماً مغموماً حتى يصلح ما بينه وبينه، فإذا اصطلح معه فإنه يقبل حينئذ وهو منشرح الصدر،ويعانق ويبتسم، فكيف إذا كنت قد أخطأت وأذنبت وتجرأت على خالقك ورازقك والمدبر لأمرك واللطيف بك سبحانه وتعالى، فما أعظم لذة الصلح والتوبة لله سبحانه وتعالى،وكم فيه من انشراح صدر وطمأنينة قلب،وزوال للغموم والهموم،وفيها من الخير،والله سبحانه وتعالى يفرح بها،كما قال صلى الله عليه وسلم(لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح )رواه البخاري،ومسلم،
شرح الشيخ محمد صالح بن عثيمين،رحمه الله للحديث،ذكر أنس، رضي الله عنه،أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال( لله أشد فرحاً بتوبة عبده إذا تاب إليه)من هذا الرجل الذي سقط على راحلته بعد أن أضلها، وذكر القصة،رجل كان في أرض فلاة، ليس حوله أحد، لا ماء ولا طعام ولا أناس،ضل بعيره،أي ضاع، فجعل يطلبه فلم يجده، فذهب إلي شجرة ونام تحتها ينتظر الموت، قد أيس من بعيره، وأيس من حياته،لأن طعامه وشرابه على بعيره، والبعير قد ضاع، فبينما هو كذلك إذا بناقته عنده قد تعلق خطامها بالشجرة التي هو نائم تحتها،فبأي شيء يقدر هذا الفرح، هذا الفرح لا يمكن أن يتصوره أحد إلا من وقع في مثل هذه الحال،لأنه فرح عظيم، فرح بالحياة بعد الموت،ولهذا أخذ بالخطام فقال(اللهم أنت عبدي وأنا ربك)أراد أن يثني على الله فيقول ( اللهم أنت ربي وأنا عبدك)لكن من شدة فرحه أخطأ،فقلب القضية،وقال،اللهم أنت عبدي وأنا ربك،
في هذا الحديث من الفوائد،دليل على فرح الله،عز وجل،بالتوبة من عبده إذا تاب إليه،ولكن لا لأجل حاجته إلي أعمالنا وتوبتنا، فالله غني عنا،ولكن لمحبته سبحانه للكرم،
فإنه يحب،سبحانه وتعالي،يفرح،ويغضب،ويكره ويحب،لكن هذه الصفات ليست كصفاتنا،لأن الله يقول(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
بل هو فرح يليق بعظمته وجلاله ولا يشبه فرح المخلوقين،
وفيه،دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفرا سبق لسانه إليه،فإنه لا يؤاخذ فهذا الرجل قال كلمة كفر،لأن قول سبق اللسان لربه،أنت عبدي وأنا ربك،هذا كفر لا شك، لكن لما صدر عن خطأ من شدة الفرح،أخطأ ولم يعرف أن يتكلم،
صار غير مؤاخذ به، فإذا أخطأ الإنسان في كلمة كفر،فإنه لا يؤاخذ بها،
لأن الإنسان لم يقصده،فهو كاللغو في اليمين،وقد قال الله تعالي(لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ )البقرة،
بخلاف المستهزئ فإن المستهزئ يكفر إذا قال كلمة الكفر، ولو كان مستهزئاً، لقول الله سبحانه(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )التوبة،
فالمستهزئ قصد الكلام، وقصد معناه،لكن على سبيل السخرية والهزء،فلذلك كان كافراً، بخلاف الإنسان الذي لم يقصده،وهذا من رحمة الله،عز وجل،
فالله عز وجل يفرح بتوبة عبده، فكيف بفرح العبد،فتأمل أيها العاصي،ما تجد من لذة التوبة ولذة الأنس بالفرح الإلهي الرباني، فإن ذلك من أعظم هذه الأمور،
أهمية الدعاء في نجاح التوبة وترك المعصية،الدعاء، فليس هناك أنجع ولا أنفع ولا أسرع في التأثير،من هذا الدعاء إذا خرج من قلب مخلص، فادع الله أن يخلصك من الدنايا،وعن المعاصي، وأن يصرف بصرك وبصيرتك عن الشهوات، وأن يرزقك حب الطاعات،
آثار التوبة وفوائدها،فالإنسان يجد بعض اللذة المشوبة بالخوف وبالتنغيص في هذه المعاصي، فما من لذة في المعصية إلا ويشوبها خوف واضطراب،إما خوف الناس والحياء منهم،أو خوف من الله عز وجل،لما قد يوقع عليه من العقوبة الآجلة أو العاجلة،فإنها ظلمة في القلب وضيق في الصدر،فلينظر إلى الآثار الإيجابية في التوبة،
وقد ذكر ابن القيم رحمة الله،توجب له من المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه،
فالذي يذنب ثم يقلع عن الذنب إلى التوبة،فإنه يكون أعرف بهذه المعاصي وأبعد عنها، وشديد الحذر وعظيم الحيطة منها،
فالذين يقعون في المعصية ثم يكتب الله لهم التوبة،كما من حال كثير من التائبين،فيكون لسان حالهم في الوعظ والتذكر أبلغ ممن لم يكن كذلك،
ومن آثار التوبة،أن ينشغل الإنسان بعيوب نفسه، وأن ينصرف عن عيوب الناس، فأكثر ما تجد العصاة لهم ألسنة لا يسلم منها أحد، ولهم أبصار تهتك كل ستر،عياذاً بالله،وينشغلون بالقيل والقال،وتلمس العثرات،
أما المؤمن إذا أقلع عن ذنبه وفاء إلى ربه وتاب إلى الله سبحانه وتعالى،علم أن عنده ذنوباً تشغله عن ذنوب الآخرين، وأن عنده عيوباً لو قضى عمره كله في إصلاحها لشغلته عن عيوب الناس الآخرين،
أسال الله،تعالى،بمنِّه وكرمه أن يرزقنا خشيته في السر والعلن، وأن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى،وأن يوفقنا وإياكم لمجاهدة أنفسنا على فعل الطاعات وترك المحرمات،وأن يرزقنا معرفة الحق والسير عليه،ويبعد عنا اتباع الهوى ويحفظنا من الشبهات والشهوات،
إنه سميع مجيب.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "