الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
يقول الله تعالى:
({إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) }
[يوسف: 2، 3]
فالأصل أيها العربي أنك أنت الأولى بفهم كلام الله تعالى من أعاجم كذابين يوهمونك بأنك لا تفهم كتاب ربك إلا عن طريقهم، ويخدعونك بأن كلام الله المبين عبارة عن رموز وشفرات سرية لا يعلمها إلا هم وعصابتهم.
الآيات العظيمة التالية هي حوار بين خليل الله إبراهيم عليه السلام مع أبيه، وهي آيات واضحات جليّات، يفهمهن كل عربي، ولسن بحاجة لمن يفسرهن لك.
ولو تدبرتهن قليلاً - أيها الإسماعيلي - لتبيّنت منهن بطلان ما أنت عليه فوراً، ولرجعت إلى الحق - إن كنتَ حقاً تريده -.
قال الله تعالى:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)}
[مريم: 41 - 49]
1- الإسماعلية ينفون الصفات عن الله تعالى، فهم لا يثبتون له سمعاً، ولا بصراً، ولا نفعاً، ولا دفعاً للضرر - تعالى الله عن قولهم - ..
بينما إبراهيم عليه السلام استنكر على من يعبد مثل هذا الناقص ( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ).
2- أن من يعبد مثل هذا الناقص فهو بالنتيجة يعبد الشيطان، وهو وليٌّ للشيطان، فليس وليّه الله سبحانه وتعالى، ولا وليّه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
3- أن دعاء غير الله هو عبادةٌ لغير الله، أي أنه شرك بالله.
فإبراهيم -عليه السلام- يقول ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )، فيقول الله تعالى ( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
فأي ملة تختار أيها الإسماعيلي -هداك الله- ؟
ملة إبراهيم -عليه السلام- ،حنيفاً مسلماً، حيث عبيد الله الموحدين أولياء الرحمن وتعتزل المشركين عبيد الشيطان وما يدعون من دون الله؟
أم تختار الملة الأخرى؟!